الفصل الرابع (4) .
في صباح اليوم التالي في مكتب الدكتور رؤوف .
كان الدكتور رؤوف يجمع بعض الأوراق في ملف واحد حتي سمع صوت طرقات علي باب المكتب فأذن للطارق بالدخول فلم يكن سوي قاسم .
قاسم بتسائل : حضرتك بعتلي يا دكتور رؤوف في حاجه و لا ايه .
رؤوف برزانه و هدوء : تعال اقعد يا قاسم عايزك في موضوع مهم .
كان الدكتور رؤوف يوجه الحديث ل قاسم و هو يشير إلي الكرسي المقابل لمكتبه كي يجلس إليه و ملامحه تبدو عليها الجديه مما أثار اهتمام قاسم بشده وما أن جلس علي الكرسي حتي اعتدل الدكتور رؤوف في جلسته و استند بمرفقيه علي المنضده و هو يشبك أصابعه ببعضهما ثم تنهد بقوة فعلي ما يبدو أنه سوف يلقي حديثاً مهماً مما جعل قاسم ينصت إليه و كله أذان صاغية و هو يحثة علي الحديث فقال متسائلاً : خير يا دكتور . . . حضرتك بعتلي في حاجه ؟ .
رؤوف بجديه : ايوه في قضية عايزة اكلمك فيها .
قاسم باستغراب : قضيه ايه ؟ ! . . . دي أكيد قضية مهمه .
رؤوف و هو يبتسم بهدوء و هو يهز رأسه موافقاً :هي مش مهمه بس . . . . . دي أهم قضيه في حياتي كلها .
ما أن انتهت جملة الدكتور رؤوف حتي طلت النظرات المتسائلة من عيون قاسم و سأله باهتمام و فضول شديدين : خير يا دكتور رؤوف اتفضل انا سامع .
رؤوف و هو يشرح ل قاسم : فاكر يا قاسم لما قلتلك اني بشتغل علي موضوع مهم أووي و أني لما أوصل لمستندات تثبت شكي هقولك عليه .
هز قاسم برأسه موافقاً و هو يقول : ايوا فاكر يا دكتور كويس .
أردف الدكتور رؤوف متابعاً : شوف يا قاسم أن عاوزك تقعد كده و تسمع الكلام الي هقوله كويس و تفهمني كويس أووي . . . . . . . . . . .
اعتدل قاسم في جلسته و صب جام تركيزه و اهتمامه للحديث الذي سوف يتحدث به دكتور رؤوف : انا من فترة اتبعتلي جواب من شخص مجهول بينبهني لقضايا فساد كبيره و انا في الوقت ده بالصدفه كنت قرفان من الفساد و القرف الي بقا مالي البلد كلها مش المهنه و بس فأنا أخدت الموضوع ده باهتمام كبير و بحثت فيه و فعلاً لقيت الموضوع كبير جداً أكبر مني شخصياً بس انا حاربت بكل طاقتي و ما خليتش اليأس يتملك مني و فعلاً ربنا قدرني و وصلت لمستندات و أداه مهمه تدين ناس كبار أووي في البلد من أثار و مخدرات و رشاوي و غيرها و جمعتها كلها في الملف ده بس من أسبوع للاسف و صل للناس دي اني بدور وراهم و بعتولي كذا رسالة تهديد انا مش خايف من تهديدهم انا خايف ليحصلي حاجه و مجهودي كله يضيع .
قاسم بصدمه و استغراب : و ايه الحل في ده طب حضرتك ما بلغتش البوليس ليه .
رؤوف بابتسامه هادئه : انا معايا فعلاً مستندات تدين بعض الناس بس مش كلهم و اني افتح الملف ده زي ما اكون بفتح باب من جهنم و انا لسه مش جاهز لده .
قاسم بحيرة : طب و ايه الحل دلوقتي .
رؤوف بجديه : انت فاكر يا قاسم لما قلتلك اني بحضرك لحاجه مهمه .
قاسم و هو يهز رأسه موافقاً : أيوه طبعاً فاكر يا دكتور .
رؤوف و هو يقدم له الملف الذي جمع به كل ما توصل إليه من مستندات و أدلة : خد يا قاسم الملف الي بين ايديك ده فيه عمري كله انت الوحيد الي انا واثق أنه هيكمل طريقي و مشواري و مش هييأس و لا يبيع القضيه انت ابني الي انا مخلفتوش يا قاسم . . . . . . . .
قاسم بارتجاف و هو يأخذ الملف من بين يدي الدكتور رؤوف : انا مش عارف اقولك ايه يا دكتور الا ان اتمني ان ربنا يوفقني عشان اكمل مشوارك و اكون اد الثقه دي .
رؤوف با بتسامه : أن شاء الله هتكون أد الثقه دي انا مش واثق انا بإذن الله متأكد أن انت هنكمل مشواري و مش هتضيعي تاريخي و لا اسمي و دي أن شاء الله هتبقي بدايتك الحقيقيه .
أخذ قاسم الملف و ذهب الي مكتبه و هو ما زال لا يستوعب ما حدث فهو لا يصدق أن الدكتور رؤوف قد ألقي إليه بهذه المهمه الكبيرة و الثقيلة و أخذ بقرأ الملف بإمعان و هو يدعوا أن يكون قادر علي إكمال المشوار الذي بدأه قدوته و أبيه الروحي .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في المساء في منزل الدكتور رؤوف كان الدكتور رؤوف يجلس بمكتبه و فجأة وجد صوت صفاء تستأذن بالدخول .
صفاء باحترام و هدوء : نعم يا دكتور انت بعتلي .
رؤوف بابتسامة هادئة و هو يومئ لها بنعم : ايوه نادي ل لين و تعالي .
و بعد قليل و جدها تعود ثانية و معها ابنته لين و بعد أن جلسوا .
لين بقلق : خير يا بابا حضرتك طلبتنا .
رؤوف بإبتسامه و هو يعطي ل صفاء بعض الأوراق : دي يا دادا أوراق نقلت فيها كل ما أملك بإسم لين و الوصي عليها لحد ما تبقي قادرة قانونياً الحصول عليها شخص أنا بثق فيه جداً .
لين بتعجب : طب ليه كل ده يا بابا أنا مش محتاجه حاجه من دي أرجوك قلي في ايه و ايه مناسبة الكلام ده دلوقتي .
رؤوف بحزن : محدش ضامن عمره يا حبيبتي و لا ضامن بكره مخبي ايه و انتي بنتي الوحيده لازم اطمن عليكي و احميكي و اوعي حد يعرف اي حاجه من الكلام ده .
لين و قد نهضت من مكانها و قالت بخوف : بابا انت بتقول ايه ! ! ! ! .
رؤوف بجديه و حزم : لين الكلام انتهي و اتفضلي علي أوضتك كملي مذاكرة .
و ما أن ذهبت الي غرفتها و همت صفاء بالرحيل هي الأخري اقعدي يا داده أنا عايزك في حاجه مهمه و أرجو منك انك تسمعيني للأخر .
صفاء بانتباه : قول يا دكتور سمعاك .
رؤوف : . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
و ما أن أنهي رؤوف حديثه عن ما يحدث معه منذ ما يقارب الثلاث سنوات الماضيه : بس . . . هو ده الي حصل و خبيته عن لين بس انا معتش قادر أن اشيل لوحدي .
صفاء بصدمه : انت ايه الي خلاك تسكت لحد دلوقتي يا بني ما بلغتش البوليس ليه انت هتستني لما يعملوا فيك أو في بنتك حاجه .
رؤوف بخيبة أمل : للأسف مش هقدر دلوقتي لسه لما اجمع كل الأدلة و المستندات الاول عشان اقدر أواجههم .
جلست صفاء تحاول طمأنته و التخفيف عنه : خلاص يا بني سيبها عل الله متحملش نفسك أكتر من طاقتها .
رؤوف بشرود : عارفه يا داده أنا لو كان عليا أنا مش خايف من حاجه أنا كل الي مخوفني لين أنا مش هستحمل أن حد يأذيها أو حتي يمس شعره منها أنا خايف عليها اووي و مش عارف هيحصلها ايه لما أموت .
ربتت صفاء علي يده و قالت و الدموع في عينيها : متقولش كده يا بني عشان خاطري انت عارف اني مليش في الدنيا غيرك انت و لين و مش هستحمل يحصل لحد فيكم حاجه ربنا يحميك يا بني و يخليك لبنتك و ما يحرمها منك يا رب و يبعد عنك كل أذي و سوء و يعمي عنهم عنك .
رؤوف بحزن : يا رب يا داده يارب .
و ربتت صفاء علي يده مره أخري ثم ذهبت الي الخارج و تركته وحيداً في غرفة مكتبه شارد في ابنته و ما سياؤل إليه حالها من بعده .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في إحدى الطائرات الخاصة كانت تجلس سيدة تعتبر أيقونه في الجمال و الأناقة كانت تجلس بكبرياء و تضع قدم فوق أخري تنظر إلي العالم من نافذة طائرتها و هي تبتسم بسخرية فها هي تعود ثانية إلي مصر هذه البلد التي خرجت منها منذ ما يقارب العشرين عاماً و لكن هناك فرق كبير بين هذه المراهقه الحمقاء المجروحه و بين هذه السيده الانيقه التي تعتبر مثال للموضه و الجمال نعم فهي لم تكن سوي ماريا رشيد .
المضيفه بإحترام : مدام ماريا معلش ممكن حضرتك استعدي عشان الطيارة خلاص هتهبط .
أومأت لها ماريا بابتسامه عمليه مجامله ثم التفتت لربط حزام الأمان الخاص بها و هي تقول : أهلا بالماضي الي ان الاوان أنه ينتهي أخيراً .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في المطار .
كريم بابتسامه واسعه و هو يصافح ماريا : أهلاً مدام ماريا نورتي مصر .
ماريا برقه و رقي : اهلا بيك كريم .
كريم برجاء : أتمني أن الرحله كانت مريحه .
ماريا بابتسامه مجاملة : ايه اخبار الشغل .
كريم بعمليه : المكان اللي اخترناه للدار مكان مميز في منطقه راقيه و موقع متميز و خلاص الحمد لله خلصت التعديلات اللي حضرتك طلبتيها و بقي جاهز الافتتاح في الوقت اللي حضرتك اختارتيه .
ماريا بابتسامه سعيده : خلاص إن شاء الله الافتتاح هيكون بكره في ميعاده .
كريم و هو يقوم بفتح الباب لها كي تستقل السيارة : إن شاء الله يا مدام ما تقلقيش كل حاجه هتكون علي أكمل و جه ؛ اتفضلي .
ماريا و هي تستقل السيارة : ميرسي جداً .
و انطلقت السياره الي منزلها كي تأخذ قسط من الراحه قبل الذهاب إلي الدار كي تتمم علي الثياب و الموديل و غيرها حتي يكون يوم الغد مختلف تماماً عن أي افتتاح أو عرض حدث من قبل .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في مساء اليوم التالي كانت هند و زينب و بعض اصدقائهم يتجولون في دار الأزياء التابعه ل ماريا وسط انبهارهم بالرقي و فخامة التصميم و جودة التصنيع و بعد مده ليست بقصيرة انطفأت الاضواء و أخبرهم منظم الحفل أن يجلسون علي الطاولات الخاصه بهم حيث الان سوف يقام عرض أزياء صغير يعرض فيه أبرز و أحدث التصميمات بمناسبة الافتتاح و بالفعل جلس الجميع و بدأ عرض الأزياء الذي فاق الخيال و كل التوقعات ف ماريا لم يطلق عليها ملكة الموضه و الأزياء من فراغ و أصبح الكل متشوق لمقابلة هذه الايقونه و في نهاية العرض قامو بطلة العرض بدعوتها لتلقي الترحيب علي الضيوف و تختم عرضها المميز و الجميل و ما أن ظهرت حتي انبهر الجميع مره أخري من جمالها و رقيها و لكن زينب تشعر بأنها تعرفها جيداً و لكنها لا تذكر تحديداً من أين تعرفها أو أين شاهدتها من قبل و لكنها سرعان ما انشغلت بشراء الفساتين بكثرة كي تكون هي الفائزة في هذه المنافسه التافهه بين هؤلاء التافهات الذين لا يهمهم سوي التفاخر و تبديد الأموال في الأمور التافهه حتي تكون كل واحدة منهم أفضل من الأخري .
كانت ماريا تقف في إحدى الزوايا تشاهد بفرح النجاح التي حققتها فهو قد فاق ما كانت تتمناه أو تتخيله ثم ابتسمت برقه عندما وجدت كريم يقبل عليها بفخر و ابتسامة .
كريم بفرح و هو يقبل يد ماريا : برافووو مدام ماريا بجد العرض مدهش و التصميمات و الموديلات روعة بصراحة كل حاجه ممتازه .
ماريا بإبتسامة هادئة : شكراً يا كريم النجاح ده مش ليا لوحدي النجاح ده لينا كلنا .
ابتسم لها كريم ابتسامة هادئة قبل أن يستأذن منها ليجيب علي إحدي المدعوين و ما أن ذهب حتي أخذت ماريا نفس عميق و ذهبت الي السيدات كي تهتم ترحب بهم و قد أمطروها مدح و ثناء علي هذا الجمال التي صنعته يدها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كان الدكتور رؤوف يجمع بعض الأوراق في ملف واحد حتي سمع صوت طرقات علي باب المكتب فأذن للطارق بالدخول فلم يكن سوي قاسم .
قاسم بتسائل : حضرتك بعتلي يا دكتور رؤوف في حاجه و لا ايه .
رؤوف برزانه و هدوء : تعال اقعد يا قاسم عايزك في موضوع مهم .
كان الدكتور رؤوف يوجه الحديث ل قاسم و هو يشير إلي الكرسي المقابل لمكتبه كي يجلس إليه و ملامحه تبدو عليها الجديه مما أثار اهتمام قاسم بشده وما أن جلس علي الكرسي حتي اعتدل الدكتور رؤوف في جلسته و استند بمرفقيه علي المنضده و هو يشبك أصابعه ببعضهما ثم تنهد بقوة فعلي ما يبدو أنه سوف يلقي حديثاً مهماً مما جعل قاسم ينصت إليه و كله أذان صاغية و هو يحثة علي الحديث فقال متسائلاً : خير يا دكتور . . . حضرتك بعتلي في حاجه ؟ .
رؤوف بجديه : ايوه في قضية عايزة اكلمك فيها .
قاسم باستغراب : قضيه ايه ؟ ! . . . دي أكيد قضية مهمه .
رؤوف و هو يبتسم بهدوء و هو يهز رأسه موافقاً :هي مش مهمه بس . . . . . دي أهم قضيه في حياتي كلها .
ما أن انتهت جملة الدكتور رؤوف حتي طلت النظرات المتسائلة من عيون قاسم و سأله باهتمام و فضول شديدين : خير يا دكتور رؤوف اتفضل انا سامع .
رؤوف و هو يشرح ل قاسم : فاكر يا قاسم لما قلتلك اني بشتغل علي موضوع مهم أووي و أني لما أوصل لمستندات تثبت شكي هقولك عليه .
هز قاسم برأسه موافقاً و هو يقول : ايوا فاكر يا دكتور كويس .
أردف الدكتور رؤوف متابعاً : شوف يا قاسم أن عاوزك تقعد كده و تسمع الكلام الي هقوله كويس و تفهمني كويس أووي . . . . . . . . . . .
اعتدل قاسم في جلسته و صب جام تركيزه و اهتمامه للحديث الذي سوف يتحدث به دكتور رؤوف : انا من فترة اتبعتلي جواب من شخص مجهول بينبهني لقضايا فساد كبيره و انا في الوقت ده بالصدفه كنت قرفان من الفساد و القرف الي بقا مالي البلد كلها مش المهنه و بس فأنا أخدت الموضوع ده باهتمام كبير و بحثت فيه و فعلاً لقيت الموضوع كبير جداً أكبر مني شخصياً بس انا حاربت بكل طاقتي و ما خليتش اليأس يتملك مني و فعلاً ربنا قدرني و وصلت لمستندات و أداه مهمه تدين ناس كبار أووي في البلد من أثار و مخدرات و رشاوي و غيرها و جمعتها كلها في الملف ده بس من أسبوع للاسف و صل للناس دي اني بدور وراهم و بعتولي كذا رسالة تهديد انا مش خايف من تهديدهم انا خايف ليحصلي حاجه و مجهودي كله يضيع .
قاسم بصدمه و استغراب : و ايه الحل في ده طب حضرتك ما بلغتش البوليس ليه .
رؤوف بابتسامه هادئه : انا معايا فعلاً مستندات تدين بعض الناس بس مش كلهم و اني افتح الملف ده زي ما اكون بفتح باب من جهنم و انا لسه مش جاهز لده .
قاسم بحيرة : طب و ايه الحل دلوقتي .
رؤوف بجديه : انت فاكر يا قاسم لما قلتلك اني بحضرك لحاجه مهمه .
قاسم و هو يهز رأسه موافقاً : أيوه طبعاً فاكر يا دكتور .
رؤوف و هو يقدم له الملف الذي جمع به كل ما توصل إليه من مستندات و أدلة : خد يا قاسم الملف الي بين ايديك ده فيه عمري كله انت الوحيد الي انا واثق أنه هيكمل طريقي و مشواري و مش هييأس و لا يبيع القضيه انت ابني الي انا مخلفتوش يا قاسم . . . . . . . .
قاسم بارتجاف و هو يأخذ الملف من بين يدي الدكتور رؤوف : انا مش عارف اقولك ايه يا دكتور الا ان اتمني ان ربنا يوفقني عشان اكمل مشوارك و اكون اد الثقه دي .
رؤوف با بتسامه : أن شاء الله هتكون أد الثقه دي انا مش واثق انا بإذن الله متأكد أن انت هنكمل مشواري و مش هتضيعي تاريخي و لا اسمي و دي أن شاء الله هتبقي بدايتك الحقيقيه .
أخذ قاسم الملف و ذهب الي مكتبه و هو ما زال لا يستوعب ما حدث فهو لا يصدق أن الدكتور رؤوف قد ألقي إليه بهذه المهمه الكبيرة و الثقيلة و أخذ بقرأ الملف بإمعان و هو يدعوا أن يكون قادر علي إكمال المشوار الذي بدأه قدوته و أبيه الروحي .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في المساء في منزل الدكتور رؤوف كان الدكتور رؤوف يجلس بمكتبه و فجأة وجد صوت صفاء تستأذن بالدخول .
صفاء باحترام و هدوء : نعم يا دكتور انت بعتلي .
رؤوف بابتسامة هادئة و هو يومئ لها بنعم : ايوه نادي ل لين و تعالي .
و بعد قليل و جدها تعود ثانية و معها ابنته لين و بعد أن جلسوا .
لين بقلق : خير يا بابا حضرتك طلبتنا .
رؤوف بإبتسامه و هو يعطي ل صفاء بعض الأوراق : دي يا دادا أوراق نقلت فيها كل ما أملك بإسم لين و الوصي عليها لحد ما تبقي قادرة قانونياً الحصول عليها شخص أنا بثق فيه جداً .
لين بتعجب : طب ليه كل ده يا بابا أنا مش محتاجه حاجه من دي أرجوك قلي في ايه و ايه مناسبة الكلام ده دلوقتي .
رؤوف بحزن : محدش ضامن عمره يا حبيبتي و لا ضامن بكره مخبي ايه و انتي بنتي الوحيده لازم اطمن عليكي و احميكي و اوعي حد يعرف اي حاجه من الكلام ده .
لين و قد نهضت من مكانها و قالت بخوف : بابا انت بتقول ايه ! ! ! ! .
رؤوف بجديه و حزم : لين الكلام انتهي و اتفضلي علي أوضتك كملي مذاكرة .
و ما أن ذهبت الي غرفتها و همت صفاء بالرحيل هي الأخري اقعدي يا داده أنا عايزك في حاجه مهمه و أرجو منك انك تسمعيني للأخر .
صفاء بانتباه : قول يا دكتور سمعاك .
رؤوف : . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
و ما أن أنهي رؤوف حديثه عن ما يحدث معه منذ ما يقارب الثلاث سنوات الماضيه : بس . . . هو ده الي حصل و خبيته عن لين بس انا معتش قادر أن اشيل لوحدي .
صفاء بصدمه : انت ايه الي خلاك تسكت لحد دلوقتي يا بني ما بلغتش البوليس ليه انت هتستني لما يعملوا فيك أو في بنتك حاجه .
رؤوف بخيبة أمل : للأسف مش هقدر دلوقتي لسه لما اجمع كل الأدلة و المستندات الاول عشان اقدر أواجههم .
جلست صفاء تحاول طمأنته و التخفيف عنه : خلاص يا بني سيبها عل الله متحملش نفسك أكتر من طاقتها .
رؤوف بشرود : عارفه يا داده أنا لو كان عليا أنا مش خايف من حاجه أنا كل الي مخوفني لين أنا مش هستحمل أن حد يأذيها أو حتي يمس شعره منها أنا خايف عليها اووي و مش عارف هيحصلها ايه لما أموت .
ربتت صفاء علي يده و قالت و الدموع في عينيها : متقولش كده يا بني عشان خاطري انت عارف اني مليش في الدنيا غيرك انت و لين و مش هستحمل يحصل لحد فيكم حاجه ربنا يحميك يا بني و يخليك لبنتك و ما يحرمها منك يا رب و يبعد عنك كل أذي و سوء و يعمي عنهم عنك .
رؤوف بحزن : يا رب يا داده يارب .
و ربتت صفاء علي يده مره أخري ثم ذهبت الي الخارج و تركته وحيداً في غرفة مكتبه شارد في ابنته و ما سياؤل إليه حالها من بعده .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في إحدى الطائرات الخاصة كانت تجلس سيدة تعتبر أيقونه في الجمال و الأناقة كانت تجلس بكبرياء و تضع قدم فوق أخري تنظر إلي العالم من نافذة طائرتها و هي تبتسم بسخرية فها هي تعود ثانية إلي مصر هذه البلد التي خرجت منها منذ ما يقارب العشرين عاماً و لكن هناك فرق كبير بين هذه المراهقه الحمقاء المجروحه و بين هذه السيده الانيقه التي تعتبر مثال للموضه و الجمال نعم فهي لم تكن سوي ماريا رشيد .
المضيفه بإحترام : مدام ماريا معلش ممكن حضرتك استعدي عشان الطيارة خلاص هتهبط .
أومأت لها ماريا بابتسامه عمليه مجامله ثم التفتت لربط حزام الأمان الخاص بها و هي تقول : أهلا بالماضي الي ان الاوان أنه ينتهي أخيراً .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في المطار .
كريم بابتسامه واسعه و هو يصافح ماريا : أهلاً مدام ماريا نورتي مصر .
ماريا برقه و رقي : اهلا بيك كريم .
كريم برجاء : أتمني أن الرحله كانت مريحه .
ماريا بابتسامه مجاملة : ايه اخبار الشغل .
كريم بعمليه : المكان اللي اخترناه للدار مكان مميز في منطقه راقيه و موقع متميز و خلاص الحمد لله خلصت التعديلات اللي حضرتك طلبتيها و بقي جاهز الافتتاح في الوقت اللي حضرتك اختارتيه .
ماريا بابتسامه سعيده : خلاص إن شاء الله الافتتاح هيكون بكره في ميعاده .
كريم و هو يقوم بفتح الباب لها كي تستقل السيارة : إن شاء الله يا مدام ما تقلقيش كل حاجه هتكون علي أكمل و جه ؛ اتفضلي .
ماريا و هي تستقل السيارة : ميرسي جداً .
و انطلقت السياره الي منزلها كي تأخذ قسط من الراحه قبل الذهاب إلي الدار كي تتمم علي الثياب و الموديل و غيرها حتي يكون يوم الغد مختلف تماماً عن أي افتتاح أو عرض حدث من قبل .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في مساء اليوم التالي كانت هند و زينب و بعض اصدقائهم يتجولون في دار الأزياء التابعه ل ماريا وسط انبهارهم بالرقي و فخامة التصميم و جودة التصنيع و بعد مده ليست بقصيرة انطفأت الاضواء و أخبرهم منظم الحفل أن يجلسون علي الطاولات الخاصه بهم حيث الان سوف يقام عرض أزياء صغير يعرض فيه أبرز و أحدث التصميمات بمناسبة الافتتاح و بالفعل جلس الجميع و بدأ عرض الأزياء الذي فاق الخيال و كل التوقعات ف ماريا لم يطلق عليها ملكة الموضه و الأزياء من فراغ و أصبح الكل متشوق لمقابلة هذه الايقونه و في نهاية العرض قامو بطلة العرض بدعوتها لتلقي الترحيب علي الضيوف و تختم عرضها المميز و الجميل و ما أن ظهرت حتي انبهر الجميع مره أخري من جمالها و رقيها و لكن زينب تشعر بأنها تعرفها جيداً و لكنها لا تذكر تحديداً من أين تعرفها أو أين شاهدتها من قبل و لكنها سرعان ما انشغلت بشراء الفساتين بكثرة كي تكون هي الفائزة في هذه المنافسه التافهه بين هؤلاء التافهات الذين لا يهمهم سوي التفاخر و تبديد الأموال في الأمور التافهه حتي تكون كل واحدة منهم أفضل من الأخري .
كانت ماريا تقف في إحدى الزوايا تشاهد بفرح النجاح التي حققتها فهو قد فاق ما كانت تتمناه أو تتخيله ثم ابتسمت برقه عندما وجدت كريم يقبل عليها بفخر و ابتسامة .
كريم بفرح و هو يقبل يد ماريا : برافووو مدام ماريا بجد العرض مدهش و التصميمات و الموديلات روعة بصراحة كل حاجه ممتازه .
ماريا بإبتسامة هادئة : شكراً يا كريم النجاح ده مش ليا لوحدي النجاح ده لينا كلنا .
ابتسم لها كريم ابتسامة هادئة قبل أن يستأذن منها ليجيب علي إحدي المدعوين و ما أن ذهب حتي أخذت ماريا نفس عميق و ذهبت الي السيدات كي تهتم ترحب بهم و قد أمطروها مدح و ثناء علي هذا الجمال التي صنعته يدها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .