الفصل الخامس
ممرضة دمرت حياتى
الحلقة الخامسة
..................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
دلفت روان إلى حجرة مكتب خالد
نظر لها خالد باندهاش قائلا ...ايه جاية بنفسك مش خايفة منى ولا جاية تشمتى فيه ؟
ولا عايزة ايه بالظبط منى ؟
روان بدلال ...انا برده أشمت فيك يا خلودى ، وانا لو خافت الدنيا كلها منك ، انا لا طبعا .
انا اصلا بطمن بوجودك جمبى .
تعجب خالد من حديثها فحدث نفسه قائلا ....لا البت دى مش سهلة خالص شكلها ، وغريب اوى كلامها ده .
مهو حاجة من اتنين ، يأما بتحبنى بجد ، أو عايزة تشتغلنى.
بس على مين انا اشتغل عشرة زيها .
بس انا ههودها كده واخدها على قد عقلها ، وادينى اهو بتسلى ،لما اشوف اخرتها ايه معاها بالظبط .
ابتسم خالد بمكر قائلا..طيب مش معقول يعنى هنكلم وأنتِ وافقة كده ، اتفضلى اقعدى يا روان .
روان ببعض الدلال ...وادى قعدة يا سيدى .
خالد ....بس هو قبل اى كلام ، ممكن افهم أنتِ ليه قولتى بتطمنى بوجودى .
مش شايفة أنه حاجة غريبة واكيد فيه حاجة انا مش فاهمها !
روان وهى تحدق فى عينيه بحب...مهو انت لو بتفهم كنت عرفت من غير ماتسئل السؤال ده .
فابتسم خالد بخبث قائلا ...فاهم بس مش مصدق .
انا فعلا ممكن اتحب من إنسانة جميلة ورقيقة زيك .
ففركت روان فى أصابعها وحدثت نفسها ....ايه ده ؟
ده طلع فاهم وشكله وقع معقول !
هنيالك يا بت يا رورو الدكتور ولى وراه من نعيم .
والله هتقبى على وش الدنيا اخيرا بعد المرمطة وقلة القيمة .
روان ...مش مهم انا يا خالد ، المهم انت تكون شايفنى بقلبك ، حاسس بيه .وحاسس إنى بحب........ك .
فابتسم خالد بمكر ثم وقف معتزا بنفسه واقترب منها وانحنى بجذعه إليها ورفع وجهها بيده فى مقابلة وجهه ونظر لعينيها بعمق قائلا .....ياااه كل الحب والمشاعر الحلوة دى ليا انا !
وصراحة يعنى هكون مغفل ومبفهمش فعلا لو رفضت الحب ده .
ثم ردد ..
انا كمان بحبك يا روان .
روان بفرحة غامرة....بجد يا خالد !
خالد ...جد الجد كمان .
روان ...بس يعنى محاولتك مع حنين وقبلها كان كام وحدة ده كان ايه ؟
خالد بضحك ...دى رغبة مش اكتر ، زى اى راجل ، لكن القلب مفهوش غير رورو وبس .
وهى وشطارتها تخلينى انسى الدنيا معاها .
فابتسمت روان بخبث قائلة ...لا ده انا كده هخليك تنسى اسمك كمان .
.........
عادت حنين الى بيتها ، فتعجبت والدتها قائلة ...يعنى رجعتى بدرى يا ضنايا النهاردة !
حنين بغصة مريرة ...عشان قدمت استقالتى يا ماما .
فضربت والدتها على صدرها قائلة ..يا خيبتى !
ليه كده يا بتى ، خسارة ، ده كان مرتبك حلو اوى .
حنين بأسى ...اللى حصل يا ماما ،مكنتش مرتاحة ابدا هناك .
وان شاء الله من بكرة هروح شغل جديد ، تبع صديق لـ حكيم .
تفوهت والداتها باندهاش ...حكيم ازاى ؟
أنتِ شوفتيه ولا كلمتيه امتى ؟
حنين بخجل ..جالى المستشفى يا ماما ، لما لقانى مش برد على اتصالته ، ومعجبهوش الحال هناك .
فرشح لى مستشفى والد صاحبه افضل .
والدة حنين ...والله فيه الخير ، حكيم بن كريمة .
قولتلك يا بنتى ،بيحبك ، مصدقتنيش .
حنين ..ما هو من أسلوبه قدام خالتى يا امى ، خوفت منه .
والدة حنين ...معلش يا بتى غصبا عنه ، دى أمه برده .
حنين ..ايوه ، ربنا يحنن قلبها عليه .
والدة حنين ، يارب .
حنين باستفهام ...امال فين حلا ،مش سمعلها حس البت دى ؟
لسه مرجعتش من الشغل ؟
والدة حنين ...خلاص زمنها فى الطريق يا بتى .
ربنا يسلم طريقها هى وأنتِ ويحفظكوا .
شلتوا الهم بدرى أنتِ واختك ، بس نعمل ايه ؟
أمر الله ،ربنا يشفكى ابوكِ.
حنين بحنو ...متقوليش كده يا ست الكل ، انتوا ياما تعبتوا علشان خاطرنا ، آن الأوان احنا كمان تتعب شوية ونرد جزء ولو بسيط من تعبكوا عشانا.
وبعد اذنك هدخل اطمن على بابا ، هو صاحى ولا نايم ؟
والدة حنين .....صاحى يا بتى ، ما أنتِ عرفاه مش بيجيله نوم ابدا ، الا لما يطمن عليكِ أنتِ واختك ، انكم جيتم بالسلامة .
حنين ..يا حبيبى يا بابا ، ربنا يحفظه ويشفيه.
انا داخلة.
فولجت إليه حنين ، فابتسم لرؤيتها ،فأقبلت عليه ، فقبلت جبينه قائلة...ايه يا حاج عامل ايه النهاردة ؟
والد حنين ....بخير يا بنتى ، طول ما انتم بخير .
وعلى عينى والله بهدلتك أنتِ واختك فى الشغل ، كان نفسى تتستتوا فى البيت لغاية ما يجى عدلكم ، بس اهو الظروف والمرض .
نحمد ربنا ونشكر فضله .
فأمسكت حنين بيده وقبلتها قائلة....متقولش كده يا بابا ،وبالعكس لو حضرتك كنت بتشتغل كنا هنشتغل برده .
الشغل حلو لينا ، بيعملنا شخصية وبنتعرف على الناس ونقدر نواجه المجتمع ويكون لينا خبرة فى الحياة .
فضحك والداها...والله كبرتى يا حنون وبقيتى تكلمى زى الناس الستات اللى بشوفها فى التلفزيون .
حنين ..ربنا يخليك لينا يا قلب بنتك .
هسيبك بقا اغير هدومى وارتاح شوية قبل ما تيجى ست حلا تغلس عليا .
ابتسم والداها قائلا ...مفيش فايدة فيكم ،هتفضلوا ناقر ونقير كده كتير ؟
مش ناويين تكبروا وتعقلوا .
ضحكت حنين قائلة...احنا صغرنا تانى ، مكنا كبار من شوية .
واهو اه ناقر ونقير بس منقدرش نستغنى عن بعض ابدا .
والد حنين ...ربنا يحفظكوا يا بتى ، ويارب يطول فى عمرى لغاية ما اشوفكم فى بيوتكم متهنين .
........
حلا اخت حنين تبلغ من العمر عشرون سنة ، تعمل فى محل ملابس الحاج غنيم .
الحاج غنيم رجل يبلغ من العمر خمسون عاما ، توفيت زوجته منذ سنوات طويلة وهو من قام على تربية أبنائه
حتى كبروا وتزوجوا .
ولديه ثلاثة أولاد بنتين وولد ،كل منهما متزوج ويعيش الحاج غنيم بمفرده .
الحاج غنيم كان يعامل حلا مثل ابنته ،يعطف عليها ويميزها عن غيرها من البنات العاملات لديه .
وهذا لأنها طيبة القلب ولا تتكلم الا بالحسنى .
ولكن هذا كان يثير غيرة البنات العاملات معها ، وكثيرا ما يثيرون الكلمات بينهم كما يلى.
عزة لأحد زميلاتها وتسمى علا ...اقطع دراعى يا بت يا علا من لغوله ، أن الحاج غنيم بيحب البت المفعوصة دى حلا .
ومش عارفه على ايه ؟
دى مسلعوة كده ووشها زى ضهرها .
علا ....تصورى ممكن ،وانا اللى بقول اشمعنه يعنى مفيش على لسانه غير حلا خدى ، حلا ودى ، واخر النهار يمد أيده ويديها فى أيدها يا اختى اللى فيه النصيب .
واحنا ولا الهوا .
لغاية ما نفسى امسك رأسهم الاتنين واخبطهم فى بعض .
عزة بضحك ...ضحكتينى يخربيتك .
علا ...اعمل ايه بس مهو من القهر .
اشمعنه هى يا يعنى ؟
ما قدامه انا هو جمال وحلاوة وخفة دم .
عزة ....يا زفتة ، يعنى أنتِ بتبصى الراجل الكبير ده برده ؟
علا ...وما بصش ليه يا اختى ؟
ولا عايزانى ابص لعيل من سنى ، ونشحت سوا .
لا انا نفسى اقع واقعة واجوز واحد مرتاح يدلعنى واتهنى بفلوسه .
عزة.....وشبابك يا بت هيضيع مع راجل كبير كده !
علا...مهو كده كده ضايع ،فيضيع بشياكة احسن .
فضحكت عزة...ده أنتِ طلعتى داهية يا علا .
علا ...اه داهية ونيلة ، بس ياخد باله منى .
ولا هو مش شايف غير البت المسهوكة دى حلا ، اللى بنسمعها صوتها بالعافية .
عزة.....هى فعلا صوتها واطى وملهاش فى الولكلوك زينا ولا الضحك ولبسها زى ما أنتِ شايفة واسع ، مش شايفة نفسها زينا .
علا ...اه يا اختى ، وعلى كده عجباه ، مش عارفة ليه ؟
مفروض يعنى عينه تبص للحلاوة اللى بنظهرها احنا .
مش المستخبية.
بس اقول ايه ؟
راجل معندهوش نظر صح .
عزة....عندك حق يا اختى .
علا ....بس انا مش هسكت ولازم اجيبه على رقبته .
عزة....هتعملى ايه يعنى يا بت ؟
علا ...هستخدم نصيحة سكيننة لأختها ريا ، اغريه يا اختى اغريه.
عزة بضحك ....يا خراشى على جنانك ده ،خايفة يوديكى فى داهية .
علا...متخفيش عليا ، انا بقع واقفة.
عزة ...طيب يلا قومى ، فرجينى على العرض الجامد ده .
فقامت علا تتغنج بجسدها أمام نظر غنيم ، الذى حاول بأقصى جهده أن يغض بصره عنها .
فهو رجل يصلى جميع أوقاته فى المسجد وادى فريضة الحج ويشغل وقته دائما بالاستغفار والصلاة على رسول الله .
لاحظت حلا تغنجها فقطبت جبينها ورددت ...الله يهديكى يا علا ، غاوية ديما تزودى سيئاتك ، وفاكرة أن حلاوة البنت فى جسمها بس ، بالعكس حلاوتها فى أخلاقها اكتر .
اقتربت علا من الحاج غنيم وأظهرت أنها تريد شيئا من الملابس التى تصطف بجانبه ، فانحت بعض الشىء عليه قائلة بدلال ...لا مؤاخذة يا حاج بس الزبونة مصممة على لون أصفر وعمالة ادور مش لاقية .
فتحرج الحاج وتلون وجهه وردد فى داخله ..استغفر الله ثم قال وهو يقف ...طيب انا هقوم عشان تدورى براحتك يا علا.
راقبت حلا الموقف فشعرت بغصة فى قلبها وبعض الغيرة ، فاندفعت إليها قائلة بحدة...ما تحترمى نفسك شوية وتقفى عدل ولا أنتِ حابة تلزيق كده فى الحاج .
فغضبت علا ورددت بانفعال ...انا برده اللى بعمل كده يا سهونة أنتِ من تحت تبن .
ولا أنتِ مش حاسه بنفسك .
لا احنا واخدين بالنا كلنا من حركاتك والحاج صراحة مراضيكى على الاخر .
والشغل من تحت لى تحت بقا على عينك يا تاجر .
فتلون وجه حلا غضبا ولم تشعر بنفسها الا وقد انهالت على وجهها بصفعة قوية قائلة ...انتِ بتقولى ايه ؟
انا اشرف منك يا قذرة أنتِ.
فصرخت علا ...أنتِ بتمدى ايدك عليا انا وبتشتمينى كمان ، وفاكرة نفسك خضرة الشريفة .
طيب والله ما انا سيباكى ، فتعارك الاثنتين.
حتى انفعل الحاج عليهما قائلا ..بس ، بس .
انتم اتجننتم بتضربوا بعض قدامى ومفيش حتى احترام لوجودى كده .
علا ببكاء مصطنع .. ما انت شوفت بعينك يا حاج ، هى اللى بدئت بالكلام وضربتنى .
اعمل ايه كنت بدافع عن نفسى .
حلا ...ايوه نزلى دموع التماسيح دى ، بس متخلش عليا .
وانا اه طيبة ، بس ساعة الجد بتلاقينى اسد يا عينى امك .
فمتحاوليش تانى تعملى معايا كده او حتى تنطقى بكلمة فى حقى تانى ، أنتِ فاهمة !
فابتسم الحاج غنيم ، لأنها هذه المرة الأولى التى يرى فيها صغيرته بهذه الحدة .
وتسائل ما الذى حول تلك القطة الهادئة إلى تلك القطة المفترسة ؟
التى شهرت أنيابها فى وجه علا ، لمجرد محاولتها المستميتة لفت أنظاره .
فلما فعلت هذا ؟
.........
خالد إلى روان فى مكتبه .....طيب باللنسبة للحظة السعيدة دى...تسمحيلى اعزمك على الغدا برا .
فلمعت عين روان قائلة ...قشطة ،ماشى كلامك يا دوك .
فأمسك يدها وخرج بها أمام اصطف التمريض والأطباء وكأنه يعلن أن لا أحد يقف أمامه .
وان الجميع خاضع له .
فتحدثث ممرضة إلى زميلتها ...شوفى الراجل ولا كأنه هبب حاجة من شوية مع البت حنين ، وزى ما يكون بيقول ،واحدة مجتش سكة، هشوف غيرها .
زميلتها...وغيرها زى ما يكون جاهز ومستنى.
مع انها صاحبتها الروح بالروح يا اختى .
زمن عجايب صح .
الممرضة ...سيبك ، ربنا يسترنا .
وزى ما امى بتقول ، اللى بيشيل قربة مخرومة ، بتخر عليها .
زميلتها...على رئيك ، خلينا فى اكل عشنا احسن .
ويا خبر كان بفلوس ، بكرة يبقا بلاش .
.......
وصل خالد وروان المطعم .
روان ...واو، ده مكان شيك اوى يا خالد .
بس شكله غالى اوى .
خالد ...مفيش حاجة تغلى عليكى يا رورو .
ثم أخذوا يتناولون الطعام ، ودار حديثهم حول عدة مواضيع عديدة ، وتعالت ضحكات روان .
فباغتها خالد بقوله ...تعرفى أن ضحكتك حلوة اوى .
فتلون وجه روان بالحمرة محدثة نفسها ...والله ما حد حلو الا انت يا دكاترة.
خالد ...ايه مردتيش ، بتكسفى ولا ايه ؟
نوران ..اه بكسف زى اى بنت ، يعنى عشان فاكرنى انى اعترفت انى بحبك ، اكون خلاص يعنى ، مش بكسف.
لا انا قولت كده ، عشان حسيت انك فى الوقت ده محتاج حد يكون جمبك .
فلمس خالد يدها قائلا ..فعلا كنت محتاجك جمبى اللحظة دى اوى .
بس قوليلى عجبك الاكل .
روان ...اه اوى ، ميرسى على العزومة الحلوة دى .
خالد ..طيب ايه رئيك اشرب من ايدك الحلوة دى كوباية شاى عندى فى البيت .
فشهقت روان وحدثت نفسها ...يخربيتك من اول يوم كده ، عايز تخدنى شقتك .
طيب أقوله ايه ده ولا اعمل معاه ايه ؟
انا عايز جواز واضمن حقى ،مش ليلة تعدى وينسانى .
بس ازاى اوصل لسكته ويعرف انى من من الأشكال اللى يعرفها .
.....
يا ترى هيحصل ايه بين روان وخالد ؟
وايه حكاية حلا وغنيم .
هتعرف فى الحلقة المقبلة بإذن الله.
.......
شيماء سعيد ❤️ام فاطمة
الحلقة الخامسة
..................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
دلفت روان إلى حجرة مكتب خالد
نظر لها خالد باندهاش قائلا ...ايه جاية بنفسك مش خايفة منى ولا جاية تشمتى فيه ؟
ولا عايزة ايه بالظبط منى ؟
روان بدلال ...انا برده أشمت فيك يا خلودى ، وانا لو خافت الدنيا كلها منك ، انا لا طبعا .
انا اصلا بطمن بوجودك جمبى .
تعجب خالد من حديثها فحدث نفسه قائلا ....لا البت دى مش سهلة خالص شكلها ، وغريب اوى كلامها ده .
مهو حاجة من اتنين ، يأما بتحبنى بجد ، أو عايزة تشتغلنى.
بس على مين انا اشتغل عشرة زيها .
بس انا ههودها كده واخدها على قد عقلها ، وادينى اهو بتسلى ،لما اشوف اخرتها ايه معاها بالظبط .
ابتسم خالد بمكر قائلا..طيب مش معقول يعنى هنكلم وأنتِ وافقة كده ، اتفضلى اقعدى يا روان .
روان ببعض الدلال ...وادى قعدة يا سيدى .
خالد ....بس هو قبل اى كلام ، ممكن افهم أنتِ ليه قولتى بتطمنى بوجودى .
مش شايفة أنه حاجة غريبة واكيد فيه حاجة انا مش فاهمها !
روان وهى تحدق فى عينيه بحب...مهو انت لو بتفهم كنت عرفت من غير ماتسئل السؤال ده .
فابتسم خالد بخبث قائلا ...فاهم بس مش مصدق .
انا فعلا ممكن اتحب من إنسانة جميلة ورقيقة زيك .
ففركت روان فى أصابعها وحدثت نفسها ....ايه ده ؟
ده طلع فاهم وشكله وقع معقول !
هنيالك يا بت يا رورو الدكتور ولى وراه من نعيم .
والله هتقبى على وش الدنيا اخيرا بعد المرمطة وقلة القيمة .
روان ...مش مهم انا يا خالد ، المهم انت تكون شايفنى بقلبك ، حاسس بيه .وحاسس إنى بحب........ك .
فابتسم خالد بمكر ثم وقف معتزا بنفسه واقترب منها وانحنى بجذعه إليها ورفع وجهها بيده فى مقابلة وجهه ونظر لعينيها بعمق قائلا .....ياااه كل الحب والمشاعر الحلوة دى ليا انا !
وصراحة يعنى هكون مغفل ومبفهمش فعلا لو رفضت الحب ده .
ثم ردد ..
انا كمان بحبك يا روان .
روان بفرحة غامرة....بجد يا خالد !
خالد ...جد الجد كمان .
روان ...بس يعنى محاولتك مع حنين وقبلها كان كام وحدة ده كان ايه ؟
خالد بضحك ...دى رغبة مش اكتر ، زى اى راجل ، لكن القلب مفهوش غير رورو وبس .
وهى وشطارتها تخلينى انسى الدنيا معاها .
فابتسمت روان بخبث قائلة ...لا ده انا كده هخليك تنسى اسمك كمان .
.........
عادت حنين الى بيتها ، فتعجبت والدتها قائلة ...يعنى رجعتى بدرى يا ضنايا النهاردة !
حنين بغصة مريرة ...عشان قدمت استقالتى يا ماما .
فضربت والدتها على صدرها قائلة ..يا خيبتى !
ليه كده يا بتى ، خسارة ، ده كان مرتبك حلو اوى .
حنين بأسى ...اللى حصل يا ماما ،مكنتش مرتاحة ابدا هناك .
وان شاء الله من بكرة هروح شغل جديد ، تبع صديق لـ حكيم .
تفوهت والداتها باندهاش ...حكيم ازاى ؟
أنتِ شوفتيه ولا كلمتيه امتى ؟
حنين بخجل ..جالى المستشفى يا ماما ، لما لقانى مش برد على اتصالته ، ومعجبهوش الحال هناك .
فرشح لى مستشفى والد صاحبه افضل .
والدة حنين ...والله فيه الخير ، حكيم بن كريمة .
قولتلك يا بنتى ،بيحبك ، مصدقتنيش .
حنين ..ما هو من أسلوبه قدام خالتى يا امى ، خوفت منه .
والدة حنين ...معلش يا بتى غصبا عنه ، دى أمه برده .
حنين ..ايوه ، ربنا يحنن قلبها عليه .
والدة حنين ، يارب .
حنين باستفهام ...امال فين حلا ،مش سمعلها حس البت دى ؟
لسه مرجعتش من الشغل ؟
والدة حنين ...خلاص زمنها فى الطريق يا بتى .
ربنا يسلم طريقها هى وأنتِ ويحفظكوا .
شلتوا الهم بدرى أنتِ واختك ، بس نعمل ايه ؟
أمر الله ،ربنا يشفكى ابوكِ.
حنين بحنو ...متقوليش كده يا ست الكل ، انتوا ياما تعبتوا علشان خاطرنا ، آن الأوان احنا كمان تتعب شوية ونرد جزء ولو بسيط من تعبكوا عشانا.
وبعد اذنك هدخل اطمن على بابا ، هو صاحى ولا نايم ؟
والدة حنين .....صاحى يا بتى ، ما أنتِ عرفاه مش بيجيله نوم ابدا ، الا لما يطمن عليكِ أنتِ واختك ، انكم جيتم بالسلامة .
حنين ..يا حبيبى يا بابا ، ربنا يحفظه ويشفيه.
انا داخلة.
فولجت إليه حنين ، فابتسم لرؤيتها ،فأقبلت عليه ، فقبلت جبينه قائلة...ايه يا حاج عامل ايه النهاردة ؟
والد حنين ....بخير يا بنتى ، طول ما انتم بخير .
وعلى عينى والله بهدلتك أنتِ واختك فى الشغل ، كان نفسى تتستتوا فى البيت لغاية ما يجى عدلكم ، بس اهو الظروف والمرض .
نحمد ربنا ونشكر فضله .
فأمسكت حنين بيده وقبلتها قائلة....متقولش كده يا بابا ،وبالعكس لو حضرتك كنت بتشتغل كنا هنشتغل برده .
الشغل حلو لينا ، بيعملنا شخصية وبنتعرف على الناس ونقدر نواجه المجتمع ويكون لينا خبرة فى الحياة .
فضحك والداها...والله كبرتى يا حنون وبقيتى تكلمى زى الناس الستات اللى بشوفها فى التلفزيون .
حنين ..ربنا يخليك لينا يا قلب بنتك .
هسيبك بقا اغير هدومى وارتاح شوية قبل ما تيجى ست حلا تغلس عليا .
ابتسم والداها قائلا ...مفيش فايدة فيكم ،هتفضلوا ناقر ونقير كده كتير ؟
مش ناويين تكبروا وتعقلوا .
ضحكت حنين قائلة...احنا صغرنا تانى ، مكنا كبار من شوية .
واهو اه ناقر ونقير بس منقدرش نستغنى عن بعض ابدا .
والد حنين ...ربنا يحفظكوا يا بتى ، ويارب يطول فى عمرى لغاية ما اشوفكم فى بيوتكم متهنين .
........
حلا اخت حنين تبلغ من العمر عشرون سنة ، تعمل فى محل ملابس الحاج غنيم .
الحاج غنيم رجل يبلغ من العمر خمسون عاما ، توفيت زوجته منذ سنوات طويلة وهو من قام على تربية أبنائه
حتى كبروا وتزوجوا .
ولديه ثلاثة أولاد بنتين وولد ،كل منهما متزوج ويعيش الحاج غنيم بمفرده .
الحاج غنيم كان يعامل حلا مثل ابنته ،يعطف عليها ويميزها عن غيرها من البنات العاملات لديه .
وهذا لأنها طيبة القلب ولا تتكلم الا بالحسنى .
ولكن هذا كان يثير غيرة البنات العاملات معها ، وكثيرا ما يثيرون الكلمات بينهم كما يلى.
عزة لأحد زميلاتها وتسمى علا ...اقطع دراعى يا بت يا علا من لغوله ، أن الحاج غنيم بيحب البت المفعوصة دى حلا .
ومش عارفه على ايه ؟
دى مسلعوة كده ووشها زى ضهرها .
علا ....تصورى ممكن ،وانا اللى بقول اشمعنه يعنى مفيش على لسانه غير حلا خدى ، حلا ودى ، واخر النهار يمد أيده ويديها فى أيدها يا اختى اللى فيه النصيب .
واحنا ولا الهوا .
لغاية ما نفسى امسك رأسهم الاتنين واخبطهم فى بعض .
عزة بضحك ...ضحكتينى يخربيتك .
علا ...اعمل ايه بس مهو من القهر .
اشمعنه هى يا يعنى ؟
ما قدامه انا هو جمال وحلاوة وخفة دم .
عزة ....يا زفتة ، يعنى أنتِ بتبصى الراجل الكبير ده برده ؟
علا ...وما بصش ليه يا اختى ؟
ولا عايزانى ابص لعيل من سنى ، ونشحت سوا .
لا انا نفسى اقع واقعة واجوز واحد مرتاح يدلعنى واتهنى بفلوسه .
عزة.....وشبابك يا بت هيضيع مع راجل كبير كده !
علا...مهو كده كده ضايع ،فيضيع بشياكة احسن .
فضحكت عزة...ده أنتِ طلعتى داهية يا علا .
علا ...اه داهية ونيلة ، بس ياخد باله منى .
ولا هو مش شايف غير البت المسهوكة دى حلا ، اللى بنسمعها صوتها بالعافية .
عزة.....هى فعلا صوتها واطى وملهاش فى الولكلوك زينا ولا الضحك ولبسها زى ما أنتِ شايفة واسع ، مش شايفة نفسها زينا .
علا ...اه يا اختى ، وعلى كده عجباه ، مش عارفة ليه ؟
مفروض يعنى عينه تبص للحلاوة اللى بنظهرها احنا .
مش المستخبية.
بس اقول ايه ؟
راجل معندهوش نظر صح .
عزة....عندك حق يا اختى .
علا ....بس انا مش هسكت ولازم اجيبه على رقبته .
عزة....هتعملى ايه يعنى يا بت ؟
علا ...هستخدم نصيحة سكيننة لأختها ريا ، اغريه يا اختى اغريه.
عزة بضحك ....يا خراشى على جنانك ده ،خايفة يوديكى فى داهية .
علا...متخفيش عليا ، انا بقع واقفة.
عزة ...طيب يلا قومى ، فرجينى على العرض الجامد ده .
فقامت علا تتغنج بجسدها أمام نظر غنيم ، الذى حاول بأقصى جهده أن يغض بصره عنها .
فهو رجل يصلى جميع أوقاته فى المسجد وادى فريضة الحج ويشغل وقته دائما بالاستغفار والصلاة على رسول الله .
لاحظت حلا تغنجها فقطبت جبينها ورددت ...الله يهديكى يا علا ، غاوية ديما تزودى سيئاتك ، وفاكرة أن حلاوة البنت فى جسمها بس ، بالعكس حلاوتها فى أخلاقها اكتر .
اقتربت علا من الحاج غنيم وأظهرت أنها تريد شيئا من الملابس التى تصطف بجانبه ، فانحت بعض الشىء عليه قائلة بدلال ...لا مؤاخذة يا حاج بس الزبونة مصممة على لون أصفر وعمالة ادور مش لاقية .
فتحرج الحاج وتلون وجهه وردد فى داخله ..استغفر الله ثم قال وهو يقف ...طيب انا هقوم عشان تدورى براحتك يا علا.
راقبت حلا الموقف فشعرت بغصة فى قلبها وبعض الغيرة ، فاندفعت إليها قائلة بحدة...ما تحترمى نفسك شوية وتقفى عدل ولا أنتِ حابة تلزيق كده فى الحاج .
فغضبت علا ورددت بانفعال ...انا برده اللى بعمل كده يا سهونة أنتِ من تحت تبن .
ولا أنتِ مش حاسه بنفسك .
لا احنا واخدين بالنا كلنا من حركاتك والحاج صراحة مراضيكى على الاخر .
والشغل من تحت لى تحت بقا على عينك يا تاجر .
فتلون وجه حلا غضبا ولم تشعر بنفسها الا وقد انهالت على وجهها بصفعة قوية قائلة ...انتِ بتقولى ايه ؟
انا اشرف منك يا قذرة أنتِ.
فصرخت علا ...أنتِ بتمدى ايدك عليا انا وبتشتمينى كمان ، وفاكرة نفسك خضرة الشريفة .
طيب والله ما انا سيباكى ، فتعارك الاثنتين.
حتى انفعل الحاج عليهما قائلا ..بس ، بس .
انتم اتجننتم بتضربوا بعض قدامى ومفيش حتى احترام لوجودى كده .
علا ببكاء مصطنع .. ما انت شوفت بعينك يا حاج ، هى اللى بدئت بالكلام وضربتنى .
اعمل ايه كنت بدافع عن نفسى .
حلا ...ايوه نزلى دموع التماسيح دى ، بس متخلش عليا .
وانا اه طيبة ، بس ساعة الجد بتلاقينى اسد يا عينى امك .
فمتحاوليش تانى تعملى معايا كده او حتى تنطقى بكلمة فى حقى تانى ، أنتِ فاهمة !
فابتسم الحاج غنيم ، لأنها هذه المرة الأولى التى يرى فيها صغيرته بهذه الحدة .
وتسائل ما الذى حول تلك القطة الهادئة إلى تلك القطة المفترسة ؟
التى شهرت أنيابها فى وجه علا ، لمجرد محاولتها المستميتة لفت أنظاره .
فلما فعلت هذا ؟
.........
خالد إلى روان فى مكتبه .....طيب باللنسبة للحظة السعيدة دى...تسمحيلى اعزمك على الغدا برا .
فلمعت عين روان قائلة ...قشطة ،ماشى كلامك يا دوك .
فأمسك يدها وخرج بها أمام اصطف التمريض والأطباء وكأنه يعلن أن لا أحد يقف أمامه .
وان الجميع خاضع له .
فتحدثث ممرضة إلى زميلتها ...شوفى الراجل ولا كأنه هبب حاجة من شوية مع البت حنين ، وزى ما يكون بيقول ،واحدة مجتش سكة، هشوف غيرها .
زميلتها...وغيرها زى ما يكون جاهز ومستنى.
مع انها صاحبتها الروح بالروح يا اختى .
زمن عجايب صح .
الممرضة ...سيبك ، ربنا يسترنا .
وزى ما امى بتقول ، اللى بيشيل قربة مخرومة ، بتخر عليها .
زميلتها...على رئيك ، خلينا فى اكل عشنا احسن .
ويا خبر كان بفلوس ، بكرة يبقا بلاش .
.......
وصل خالد وروان المطعم .
روان ...واو، ده مكان شيك اوى يا خالد .
بس شكله غالى اوى .
خالد ...مفيش حاجة تغلى عليكى يا رورو .
ثم أخذوا يتناولون الطعام ، ودار حديثهم حول عدة مواضيع عديدة ، وتعالت ضحكات روان .
فباغتها خالد بقوله ...تعرفى أن ضحكتك حلوة اوى .
فتلون وجه روان بالحمرة محدثة نفسها ...والله ما حد حلو الا انت يا دكاترة.
خالد ...ايه مردتيش ، بتكسفى ولا ايه ؟
نوران ..اه بكسف زى اى بنت ، يعنى عشان فاكرنى انى اعترفت انى بحبك ، اكون خلاص يعنى ، مش بكسف.
لا انا قولت كده ، عشان حسيت انك فى الوقت ده محتاج حد يكون جمبك .
فلمس خالد يدها قائلا ..فعلا كنت محتاجك جمبى اللحظة دى اوى .
بس قوليلى عجبك الاكل .
روان ...اه اوى ، ميرسى على العزومة الحلوة دى .
خالد ..طيب ايه رئيك اشرب من ايدك الحلوة دى كوباية شاى عندى فى البيت .
فشهقت روان وحدثت نفسها ...يخربيتك من اول يوم كده ، عايز تخدنى شقتك .
طيب أقوله ايه ده ولا اعمل معاه ايه ؟
انا عايز جواز واضمن حقى ،مش ليلة تعدى وينسانى .
بس ازاى اوصل لسكته ويعرف انى من من الأشكال اللى يعرفها .
.....
يا ترى هيحصل ايه بين روان وخالد ؟
وايه حكاية حلا وغنيم .
هتعرف فى الحلقة المقبلة بإذن الله.
.......
شيماء سعيد ❤️ام فاطمة