الفصل الرابع

ابتسمت سهيله و هى تتأمل المكان من حولها ، ، ذلك المكان الذى اكتشفته بالصدفة منذ يومان ، ، والذى أصبح مكانها المفضل فى المزرعة ، ، كانت ترسم التوأمان وهما يلعبان بتلك الطائرة الورقية و التي قد أهدتهما اياها امس لنجاحهم فى الامتحان بعد أن صنعتها خصيصا من أجلهما كمكافأة لهما على اجتهادهما ، ، فرحت فريده بها كثيرا بينما ظهر عدم الاهتمام على ملامح فادي و لكن سهيله قد لمحت سعادة مخفية بمهارة داخل عينيه ، ، ولكنها أدركتها تأملتهما قليلا وقلبها يكاد ينفجر من قوة الحب الذى تشعر به تجاه هذين الطفلين ، ، و الذين ملكا مشاعرها منذ اول لقاء لها معهما لتمر الأيام و يزداد حبها و تعلقها بهما لينتابها الخوف من لحظة فراقهما و التي قد ستأتى عاجلا أم آجلا ، ، بعد عام او بعد اثنين ، ، و بالتالي النهاية واحدة لا محاله فقدان و اشتياق و آلام ، ، انسابت دمعة من عيونها الجميله لتمسحها بسرعة و هي تلاحظ اقتراب الطفلين منها ارتسمت علي شفتيها ابتسامه بسيطه ثم تحدثت قائله : ايه يا كتاكيتي زهقتوا و لا اي ؟
جلست فريده بجوارها بينما ظل فادي واقفا لتقول فريده بتعب و ارهاق : هنرتاح شوية يا مس سهيله ، ، و بعدين هنكمل لعب تاني .
ثم نظرت فريده الى رسمة سهيله بفرحه وهي سعيده جدا قائله لها : انتي كنتي بترسمينا طول الوقت و احنا بنلعب صح يا ميس سهيله ؟
ابتسمت سهيله بسعاده وهى تومئ برأسها لتلاحظ اهتماما خفيا من فادي و فضوله و هو يمد رأسه قليلا ليرى رسمتها فقربتها منه قليلا ليراها جيدا ، ، ليتظاهر بعدم الاهتمام قائلا بهدوء شديد: يلا يا ديدا نكمل لعب تاني بقا .
قالت فريده و هي تنظر الي سهيله بفرح : لأ يا فادي انا هقعد أتفرج على مس سهيله و هى بترسم ، ، انا بحب الرسم جدا و عاوزه اتعلم منها ، ، روح انت يا فادي العب .
هز فادي كتفيه ببرود وهو يتحدث قائلا : انتى حرة يا ديدا .
ثم ابتعد عنهما و يقوم بلعب مره اخري بالطائرة و حده ، ، بينما تتابعه سهيله بعيونها تعلم أنه عنيد مثل أبيه تماما ، ، و هو لن يستسلم بسهولة ولكنها لن تيأس قبل أن يرفع لها راية الاستسلام ، ، و هي لا تدرى لماذا فى تلك اللحظة ظهرت صورة فارس أمامها لتنفضها بسرعة وهى تشعر بالارتباك والخطر من الوقوع في عشقه الملعون .
-  -
وقف فهد ينظر الى السماء من خلال نافذة مكتبه و تتصارع لديه الأفكار، ، منذ ذلك اليوم و هو عند فارس اخيه الاكبر و حديثهما سويا ، ، و هو يشعر بالحيره ، ، و بالتالي يرفض أن يصدق حقيقه استنتاجه لتلك المشاعر التى تجتاحه ، ، يرفض بشده و ينكر أنه يحب حور منذ أن عرف للحب طعم كما قال له اخوه فارس ، ، فهو بالتأكيد لا يحبها بل يتوهم ذلك ، ، نعم تزداد دقات قلبه فى قربها ولكنه أرجع ذلك الى جمالها وهدوءها ورقتها أو ربما هو عطرها ذات اللافندر الهادئ مثلها تماما والذى أصبح كالهواء بالنسبة له ، ، يعشق استنشاقه و نعم هو لطالما افتقدها كلما غابت عن ناظريه بل كاد ان يموت عندما علم بمرضها ، ، حتى انه قطع شهر العسل الخاص به هو و زوجته ريناد ليكون الى جوارها ، ، و لكنه أرجع ذلك الى انها مثل اخته الصغيرة تماما فهو ليس ديه اخت اطلاقا ، ، و بعد بعض الوقت تنهد بعمق لا يدرى الى متى سيظل فى تلك الأفكار التى تكاد تؤدى به الى الجنون حقا لا يعرف ماذا يفعل ؟
-  -
و على الجانب الآخر من الغرفة ، ، وتحديدا امام الباب الخاص بفهد ، ، تقف حور و هي مترددة فمنذ يومين و فهد يتصرف معها بغرابه شديده حتي انه قد يتجنب لقائهما ، ، و عندما يتلاقو بالصدفه يتصرف معها ببرود و جفاء و توتر تخشى حور ان يكون قد ادرك مشاعرها نحوه لذلك يتجاهلها ، ، و يعلم الله أنها حاولت المستحيل كى لا يشعر بحبها ، ، أغمضت عيونها بحزن ، ، و هي تدعوا الله أن لا يكون قد اكتشف مشاعرها و الا هي قد تكون فقدته الي للأبد ، ، و هى على استعداد للتخلى عنه كحبيب و لكنها ليست على استعداد مطلقا ان لا يكون له وجودا بحياتها ، ، حتي لو ظلت كأخت له فهي لا تستطيع أن لا تراه كل يوم ، ، دون أن تتنفس عطره وتحظى بلحظات قليلة بقربه حقا لا تستطيع البعد عنه ، ، ثم قامت بأخذ نفسا عميقا و بعدها ، ، قامت بطرق الباب برفق حتى يسمح فهد بالدخول ، ، و عندما اذن فهد بالدخول دلفت حور الى غرفه المكتب لتجده واقفا بشموخ كعادتا منه و مانحا اياها ظهره لتتنحنح بتوتر قائله بخفوت: احمم فهد !
و عند فهد ، ، منذ لحظة دخول حور الى الغرفه وعرف هو على الفور أنها هي ، ، لتزداد دقات قلبه بسرعه شديده ، ، وهو يسمعها تنادى باسمه اغمض عينيه وهو يتعجب من حاله ، ، فهو منذ فترة قريبة كان و جودها معه يسعده كثيرا ، ، و لكنه لا يسارع دقات قلبه كما يحدث الآن ليدرك علي الفور انه كان غبيا حقا ، ، فهو كان كالاعمي معميا عن مشاعره و التي ما ان أدركها حتى اصبح من المستحيل انكارها ابدا ، ، استدار اليها بهدوء يتأملها بصمت بدءا من شعرها الأسود الحريرى ، ، مرورا بعيونها التى تسحره ، ، ودائما ما تخفيها خلف نظارتها ، ، وصولا الى شفتيها الكرزيتين وعنقها الطويل ، ، تأمل ملابسها و التي تظهر جسدها الفاتن ، ، حيث كانت ترتدي تنورة سوداء ضيقة تصل الى ركبتيها عليها جاكت قصير أسود وتحته بلوزة بيضاء ، ، مظهرا كلاسيكيا فتان فأن ملابسها تعكس طبيعتها ، ، بسيطة وهادئة و أنيقه توترت حور من نظراته و قالت بارتباك و توتر : فهد !
أفاق فهد من سحر النظر اليها ليقول بهدوء و هو يحاول أن يهدئ من نبضات قلبه الثائره : خير يا حور ، ، ايه اللى جابك بدرى النهارده ؟
اقتربت منه حور ببطئ و قالت: انت يا فهد .
عقد فهد حاجبيه و هو يدقق النظر لها قائلا : انا ؟
اومأت حور برأسها ايجابا وهى تنظر له و تحدثت قائله : أيوة انت يا فهد ، ، دا انا مبقتش أشوفك خالص ، ، بتيجى بدرى و بتروح بدري كمان ، ، و حتي يا فهد اما بنتقابل بالصدفة بتبقى بارد معايا و كأنك انت مش عاوز تشوفنى صح .
صمت فهد و قد ظهر عليه الارتباك ، ، لتضع يدها على فمها بصدمة ، ، و ظلت ترجع الى الخلف و قد ترقرقت بعينيها الدموع قائلة : انت بجد فعلا مش عاوز تشوفني تاني يا فهد صح ؟
أوجعته دموعها ليسرع بالنفى وهو يقترب منها قائلا : انتى أكيد اتجننتى يا حور ، ، ازاي بس مش عايز أشوفك طيب ليه ؟
هزت حور رأسها قائلة بمرارة و حسره : مش عارفة يا فهد .
أمسك فهد يدها بحنان و هو ينظر اليها قائلا بابتسامه بسيطه : بطلى هبل يا حور ، ، اهم حاجه انتي فطرتى و لا ؟
نظرت اليه حور بحيرة لترى ابتسامته التى أزالت حزنها على الفور لتهز رأسها بالنفي قائله : لأ يا فهد انا مش فطرت .
اتسعت ابتسامت فهد و هو يراها تمط شفتيها كالأطفال ليقول : انا كمان مفطرتش يا حوري ، ، ايه رأيك ناكل سندوتشات بيض بالبسطرمة و نشرب كابتشينو، ، وبعدين نشوف حكايتك ايه علشان شكلك اتجننتى علي الاخر يا اخت حور .
ابتسمت حور قائلة من وسط دموعها: انت بس اللى طول عمرك مجنون ياحبيبى ، ، مش انا خالص .
لتصمت فجاءه وهى تدرك أنها تفوهت بلفظ كلمه حبيبي ، ، دون أن تدرى هي و لكن فهد تجاهل كلمتها لتشعر هي بالراحة وهو يقول : بقى أنا طول عمرى مجنون ، ، طيب هاخد بقا النظاره دى كمان اهو.
و بعد ان انهي حديثه ، ، قام بنزع نظارتها دون الاهتمام بمعارضتها ليرى عينيها الجميلتين والتى سحرته على الفور ليقول دون وعى منه : ايه يا بنتي الجمال ده كله ، ، انتي ليه ديما مخبياه ورا النظاره دي يا مجنونه انتي .
أخذت حور منديله بعفوية ثم جففت دموعها و نظارتها وهى تقول بطفوليه : فهد انا مش بشوف من غيرها .
اقترب منها أكثر وأخذ منديله من يدها بمشاكسة وهو يقول: منديلى على فكرة يا اخت حور.
انتبهت الى ما فعلته ليحمر وجهها خجلا ليستطرد قائلا فى مرح: فيه حاجة اسمها لينسز ياماما ، ، الحقى نفسك علشان انتي كدا هاتقعدي جنبنا العمر كله وتعنسي يا موكوسه ، ، و محدش ها يفكر يجي يا بت اخلعي النظاره دي خالص بقا و ركبي لينسيز خلي حالك يمشي يا حور يا اختي .
نظرت اليه قائلة بهدوء: مش مهم يا فهد ، ، انا أصلا مبفكرش فى الجواز.
أراحته تلك الكلمات ليدرك انه كلما مر الوقت يتأكد من احتلالها لقلبه ليتنحنح قائلا بجدية: أكيد هييجى اليوم وقلبك يدق وييجى اللى هياخدك مننا يا حوري .
شعر بطعنة كلماته لقلبه وهو يتخيل ذلك اليوم الذى يراها فيه عروس لشخص آخر ، ، لتقول حور فى نفسها: فات الأوان ، ، واللى قلبى دقله مبقاش نصيبى بس قلبى هيعيش ليك و بس يا فهد.
لتقول بصوت هادئ وهى تغير الموضوع: متنساش اجتماع انهاردة الساعة ٥ ، ، لازم تكون موجود مستر ايهاب طالبك بالاسم .
اومأ برأسه موافقا فابتسمت بهدوء واتجهت لتغادر الحجرة ليناديها فهد قائلا: مش هتفطرى ؟
التفتت اليه حور قائلة : ورايا شغل كتير مره تانية سلام ثم غادرت الغرفه .
ليتنهد فهد قائلا: من النهارده لا هتشوف راحة ولا سلام يا فهد باشا .
-  -
وصل الى مسامع فارس صوت ضحكات تأتى من الحديقة ، ، ليتجه الى النافذة وينظر من خلالها ليرى سهيله تمشى مغمضة العينين بعصابة عليهما ، ، تنادى على الطفلين بصوت ضاحك بينما طفليه يتنقلان حولها تتعالى ضحكات فريده وهى تناديها أما فادي فيحاول ان لا يظهر حماسه للعب بينما تعكس عينيه سعادته ، ، خرج فارس الى الحديقة و اقترب منهم بهدوء و هو يشير لطفليه بالصمت لتعقد سهيله حاجبيها قائلة فى حيرة : روحتوا فين يا ديدا انتي و فادي ؟
تعثرت فى مشيتها و كادت ان تقع لولا ان امتد اليها يدين قويتين أمسكا بها بقوة فمنعا سقوطها لتشعر سهيله بجسدها ينتفض على الفور و رائحه ذكورية قويه تعرفها جيدا تتسلل الى أنفها ، ، فنزعت العصابة عن عينيها بسرعة لتتقابل عينيها مع عينين بنيتين تغيمان بنظرة لم تستطع تفسيرها ، ، تنحنحت وهى تعتدل فى وقفتها وتبتعد عن محيط ذراعيه قائلة فى ارتباك و توتر و وجنتيها الذي اصطبغ بحمره الخجل ثم تحدثت قائله : شكرا يا فارس بيه .
ابتلع فارس ريقه بتوتر قائلا: ولا يهمك يا ميس سهيله .
و حاول أن يخرج من تلك الحالة الغريبة التى مر بها منذ ثوان ، ، انها حالة من الغرق فى ملامحها الجميلة ، ، عيونها اللامعة ورموشها الطويلة و شفتيها المنفرجتين و التي تدعوه بشده لتقبيلهما ، ، و صدرها الذى يعلو و يهبط بسرعة نتيجة لتسارع أنفاسها ، ، نبض قلبها و الذي يظهر فى ذلك العرق النابض فى رقبتها ، ، يود لو يقبله حتى يهدئ تماما ، ، ثم نظر لطفليه قائلا بتوتر: كفاية لعب بقى و ذاكروا شوية ، ، عمكم ريان جاى بكرة و الدنيا هتتقلب و مش هتعرفوا تذاكروا الفترة الجاية دى خالص .
أومأ الأطفال برؤسهم و هما يتجهان الى قاعة الدرس ، ، كاد فارس ان يغادر هو الآخر هربا من مشاعره التي ستيصيبه بالعشق الملعون ،، ليوقفه صوت سهيله الرقيق قائله : لو سمحت يا فارس بيه .
التفت اليها فارس بهدوء و هو ينظر لها قائلا : نعم يا ميس سهيله !
نظرت سهيله له ثم تحدثت بتوتر قائله : هو أنا ممكن آخد أجازة بكرة ؟
عقد فارس حاجبيه قائلا : ممكن أعرف السبب اي ؟
قالت سهيله بارتباك : بكرة ان شاء الله ريان بيه هيوصل ، ، و ها يبقي فيه حفلة و انا و جودي مش هيبقى ليه لزوم .
تحدث فارس بهدوء : بالعكس يا ميس سهيله ، ، فى الحفلة وجودك ضرورى علشان الاولاد ،، ثانيا بقا دى فرصة كويسة تتعرفى فيها على بقية العيلة .
قالت سهيله بهدوء: تمام يا فارس بيه ، ، انا هأخر الأجازة بس انا فعلا محتاجاها علشان ، ، عاوزه أزور حد عزيز علية و بقالي فترة مش شوفته خالص .
تحدث فارس فى جمود: ممكن أعرف مين الشخص دا ؟
ابتسمت سهيله فى حب و حنان ، ، دون أن تنتبه الى غيرته التى ظهرت فى صوته ونظراته اليها لتقول : طفل فى الملجأ ، ، الحقيقة انا متعودتش أقعد الفترة دى كلها مش اشوفه فلازم اروح ليه اطمن عليه .
تنهد فارس داخليا و شعر بارتياح عجيب ، ، و اكتشف انه كان يحبس أنفاسه بانتظار اجابتها ليتعجب من شعوره القوى هذا ، ، ليفيق من افكاره على صوت سهيله و هي تقول بقلق و توتر : ممكن و لا اي ؟
اومأ فارس برأسه لتهب بعض الرياح المحملة بالأتربة ، ، و تدخل فى عيون سهيله لتصرخ واضعة يدها على عيونها ، ، ليسرع فارس بلهفه و خوف ، ، و يقوم بازاله يدها وهو يفرد منديله بسرعة ويضعه على عيونها و ينفخ فيهما بقوة ثم يزيل منديله بعد قليل ، ، لتفتح سهيله عيونها ببطئ و تلتقى بعيونه القلقه و التي توجد فيها لهفه تشدها اليه فى نظرة طويلة ، ، أثارت مشاعرهم ليفيقا سويا على صوت جهورى يقول بصرامة شديده : فاارس .
التفتا فارس و سهيله معا ، ، ليجدو والد فارس ينظر له بنظرة صارمة و غاضبه ، ، و هو ينقل بصره بين فارس و سهيله ، ، و التى أصابها الخجل ليقترب فارس من والده مرحبا به وهو يقول له : حمد الله علي سلامه حضرتك يا بابا .
قال والده فى حزم و غضب و هو يشير الى سهيله : مين البنت دي و بتعمل اي معاك يا فارس ؟
قال فارس بهدوء : دى تبقى مس سهيله ، ، مربية الأولاد الجديده يا بابا .
نظر فارس الي سهيله قائلا: قربى يا ميس سهيله .
اقتربت سهيله منهما قائلة فى خجل : حمد الله على سلامه حضرتك يا محمد بيه .
أومأ محمد والد فارس برأسه بإيجاز دون أن ينطق بكلمة ليوجه حديثه الي فارس قائلا له : انا عاوزك في المكتب حالا .
أومأ فارس برأسه ليغادر محمد المكان دون كلمة أخرى ، ، لينظر فارس الي سهيله ليطمئنها و يعتذر اليها علي طريقه والده قائلا بهدوء و ابتسامه بسيطه : مش عاوزك تزعلي من بابا يا ميس سهيله ، ، هو بيبان قاسي و عصبي بس هو ما فيش اطيب من قلبه و حنيته و خوفه علينا .
أومأت سهيله برأسها ليقول فارس لها : طيب روحى انتى للاولاد و خلي بالك منهم .
أومأت سهيله برأسها مجددا و هي تتعجب من اهتمامه بمشاعرها و اعتذاره لها عن تصرف أبيه ، ، ابتعدت سهيله عنه تتبعها عيناه و هو لا يعلم حتى الآن سر اهتمامه بها و بمشاعرها هى فقط دون غيرها عن النساء حقا اصيب بالعشق الملعون .
# يتبع
فاطمه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي