الفصل الثلاثون و الاخير

و عند سهيله و فارس .
قالت سهيله برقة: انا مش فاهمة بس انت ليه مغمى عينية و واخدنى كدة على فين ؟
توقف فارس و هو يقول بابتسامة: مش قولت ليكي سيبيلى نفسك و متسأليش ، ، عموما ياستى وصلنا خلاص .
ثم أزال الرباط من على عينيها لتفتح سهيله عينيها ببطئ ، ، و تتفاجأ بذلك المشهد الذى خلب قلبها فأمامها ، ، كان هناك ممر طويل يحيط به من كلا الجانبين مجموعة من البالونات الحمراء و البيضاء ، ، ينتهى ذلك الممر ببوابة كبيرة من البالونات و لافتة مكتوب عليها بحبك يا سهيله ، ، لتلتفت اليه فى سعادة تترقرق فى عينيها دموع الفرحة و هى تقول: و أنا بحبك أكتر يا قلب سهيله .
ليضمها الى ذراعيه بحنان يحتويها داخل ضلوعه لتستكين بين ذراعيه تشعر بأنها ملكة متوجة على عرش قلبه.
أخرجها فارس من حضنه و هو يقول بابتسامته التى لطالما سحرتها: ممكن سو أميرتى تبقى ضيفتى على العشا ؟
أومأت برأسها موافقة فى سعادة ليمشوا فى الممر و يعبروا البوابة لترى سهيله تلك الطاولة المزينة بالشموع ، ، و المجهزة للعشاء تحمل أصنافا تعشقها سهيله لتدرك أنه لطالما اهتم بتفاصيلها الصغيرة حتى ما تحب من طعام دون أن تنتبه هى .
جذب فارس لها الكرسى و أجلسها برقة و جلس أمامها يتناولان الطعام فى جو رومانسى خلاب ، ، لتنساب الى أسماعهما أنغام أغنية رومانسية رائعة (اوعدينى رامى جمال)
وقف فارس و هو يمد يده اليها قائلا: تسمحيلى بالرقصة دى ؟
ابتسمت سهيله و هى تمد يدها اليه ليضمها اليه يضع كلتا يديه حول خصرها ، ، لتضع هى كلتا يديها حول رقبته يتذكران معا رقصتهما الاولى ، ، ليبتسما فى سعادة عندما ادركا انهما يفكران سويا فى تلك الليلة ليرقصا مجددا على كلمات تلك الأغنية .
توقفت سهيله عن الرقص و هى تضم وجهه بيديها قائلة: اوعدك حبيبى بجنة مدخلهاش حد قبلك و لا بعدك .
نظر اليها فارس و هو يقول بعشق: أنا عمرى ما حسيت بالسعادة اللى بحسها معاكى يا سهيله انتى أول حب و آخر حب فى حياتى تعرفى ، ، أول مرة رقصت معاكى منعت نفسى بالعافية عن حضنك و لمس شفايفك بس دلوقتى مش قادر أتحمل ثانية واحدة من غير ما أعمل كدة .
ليضم فارس شفتيها بقبلة أطاحت بها و جعلت قدميها كالهلام فكادت أن تسقط لولا ان أحس فارس بها ، ، ليسندها بسرعة و هو ينظر الى عينيها الغائمتين بمشاعر بات يعرفها فهى تبحث عن المزيد من عشقه ، ، و هو على أتم الاستعداد ليمنحها اياها ليقترب منها مجددا و لكنها أوقفته بوضع يديها على شفتيه قائلة بحنان: قبل ما تنسيني نفسى و أنسى معاك العالم و الناس فيه خبر لازم أقولهولك و بتمنى يفرحك قد ما فرحنى .
نظر اليها فى تساؤل لتأخذ يده و تضعها على بطنها و هى تنظر الى عينيه قائلة: أنا حامل يا فارس .
نظر فارس بدهشة الى يده الموضوعة على بطنها لينظر الى عينيها بلهفة يريد تأكيدها لتهز رأسها مؤكدة فى سعادة ، ، ليأخذها بين أحضانه و هو يلف بها بسعادة لم يكن متخيلا فى يوم من الأيام أن يحظى بها انها مجددا سعادة العشق الملعون .
-  -
و على الجانب الاخر و بعد مرور سته اشهر انه يوم زفاف كلا من اجمل الثنائيات .
تهادت أنغام الأغنية الساحرة (علي بالى ) في حفل الزفاف الثنائى لكل من فهد و حور و ريان و تغريد ليرقص كل عروسين على نغماتها .
قال فهد لحور بسعادة: أخيرا يا حور بقيتى مراتى و لبستيلى الفستان الأبيض ، ، أخيرا هيجمعنى بيكى بيت واحد كان لازم يعنى نستنى كل ده عشان نغير ديكورات وعفش الفيلا ؟
نظرت اليه حور قائلة فى حنان: كان لازم أمحى أى أثر ليها ، ، حتى لو انت محبيتهاش يا فهد و حتى لو محسيتهاش فى قلبك بس احساسى بيها كان هيبقى موجود فى بيتك ، ، بس قولى يا فهد هو انت بجد فرحان ؟

قال فهد بعشق: انا فرحان بس ده انا هطير من الفرحة يا حور انا حاسس انى ملكت الدنيا النهارده مش قادر أتخيل انك بعد شوية هتنورى بيتى و غرفه نومى و أعوض حرمانى منك .
ابتسمت حور بخجل و هى تعدل نظارتها فى حركتها المعهودة عندما تتوتر او تخجل لتتذكر شيئا و هى تقول : صحيح يا فهد هو ليه أصريت بإنى ألبس النضارة طول ما انا برة البيت و أقلعها جوة البيت بس ؟
قال فهد بحب : علشان عيونك دول ملكى و بس و رغم انك جميلة بيهم بس أجمل من غيرهم ، ، لأنهم بيخفوا أجمل عيون شافتها عينية و انا مش مستعد أبدا حد غيرى يشوفهم ابدا يا حوري .
ابتسمت حور فى عشق قائلة: و انا عيونى مش عاوزه تشوف غيرك يا حبيبي ، ، و من النهارده ما فيش شغل تانى ، ، انا عارفة غيرتك علية قد إيه و عارفة انك نفسك تقولهالى بس خايف تفرض رأيك علية ، ، أو أزعل و افتكرها تحكم بس انا سعادتى هى سعادتك و أحلامي هى انى اكون مراتك يا فهد و ام ولادك ، ، لما ترجع من شغلك تلاقينى صدر حنين يضمك و يخفف عنك مشاكلك ، ، صدقنى انا مش هاممنى الشغل انا همى بس أرضيك و مش عايزة غيرك يا فهد .
قال فهد و هو يتأمل ملامحها شوقا: أنا مستاهلش كل الحب ده يا حور انتى كتير أوى علية .
تأملت حور ملامحه بشوق مماثل و هى تقول:
انت حبيب عمرى يا فهد و مفيش حاجة فى الدنيا كتيرة عليك .
ضمها فهد اليه فى سعادة لتنساب كلمات الأغنية.
-  -
و على الجانب الاخر عند الثنائي تغريد و ريان .
كان ريان يضم تغريد اليه يهمس لها فى أذنها بحنان : انا بقالى كتير بحلم باليوم ده ، ، تعرفى يوم ما شفتك عاهدت نفسى انك هتكونى لية فى أسرع وقت يا تغريد ، ، و النهارده فعلا انا وفيت بعهدى دا .
همست تغريد بدورها قائلة: انا بقى من اول يوم شفتك فيه و انا عندى عشر سنين ، ، انا فعلا حسيت وقتها ان انت بتكملنى يا ريان ، ، انا مفهمتش وقتها انى بحبك ، ، بس كنت بحس انك حد مهم جدا فى حياتى و مش ممكن أستغنى عنه اطلاقا ، ، و لما كبرت بقا و فهمت حسيتك كتير علية يا ريان و لما انت سافرت كنت تقريبا فقدت الأمل ، ، فى ان يكون بينا قصة حب اتمنيتها بس مقدرتش اتخلى عن حبك ، ، و لا أبطل أفكر فيك لغاية ما رجعت من السفر وقتها بقا يا ريان الحب اتحول عشق ، ، و الحمد لله ربنا استجاب لدعايا و خلاص هيضمنا بيت واحد و الي الابد .
قال ريان بعشق و هو يبتعد عنها ناظرا الى وجهها : انا بعشقك يا تغريدتي و بعد الدقايق علشان يتقفل علينا باب واحد ، ، و أقولك كل اللى فى قلبى .
ثم رفع حاجبيه صعودا و نزولا و هو يقول:
و أعمل بقى كل اللى أنا عاوزه كله .
ضربت تغريد على جبهتها بخفة و هى تقول بيأس: انت يا ريان ما فيش اي فايدة فيك ، ، بوظت اللحظة الحلوة اللى كنا عايشينها .
قال ريان بعشق: أوعدك و انتى معايا و فى حضنى يا تغريدتي ، ، حياتك كلها تبقى لحظات حلوة يا وردتي .
-  -
و على الجانب الاخر عند الست مريم الجميله و محمد الشاذلي زوجها .
نظرت الست مريم الى أبنائها فى سعادة ثم استقر بصرها على أقرب أبنائها اليها ، ، فارس رأته يربت على بطن زوجته التى كبرت من الحمل فى حنان ، ، و هو يقول لها شيئا فى أذنها جعل و جنتيها تشتعلان من الخجل ليقاطع كلماتهما انضمام التوأمين اليهم ليضموهم فى سعادة ، ، ابتسمت الست مريم فى حنان و هى تفكر فى سعادة أبنائها التى نالوها أخيرا ، ، لتفيق من أفكارها على صوت عشقها و زوجها محمد الشاذلي يقول بحنان: و أخيرا اطمنا على ولادنا .
نظرت اليه الست مريم قائلة بسعادة: كل واحد فيهم اتصاب بالعشق الملعون ، ، اتعذبوا كتير بس فى الآخر و بعد ما داقوا عذابه داقوا كمان فرحته ، ، ربنا يديم عليهم السعادة و يفرحنا بأولادهم يا محمد .
ابتسم محمد قائلا: يا رب يا مريوم قلبي
ثم نظر محمد الى عينيها بعشق قائلا: هو أنا قولت ليكي قبل كدة انى بحبك ؟
ابتسمت الست مريم قائلة بحب: انت قولتها كتير بس هحب أفضل أسمعها لآخر يوم فى عمرى يا حمودي .
ابتسم محمد الشاذلي قائلا بعشق: و أنا ها فضل أقولها لحد آخر نفس فية انا بحبك يا مريومتي انا بعشقك يا قلب محمد .
ابتسمت الست مريم و محمد الشاذلي يضمها الى جواره ناظرين الى سعادة أبنائهم الذين تبدوا على ملامحهم سعادة العشق مودعين العشق الملعون و لعنته إلى الأبد .
# النهايه
فاطمه محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي