الفصل الثانى و الستون

قد تظن يوما ان الزواج هو موجود بين الانس سواء ذكر او انثى ولكن من منا يصدق ان هناك زواج بين العالم العلوي واخر سفلي ربما هناك بعض الحوادث النادره التي قد حدث فيها هذا الامر ولكن لا يستطيع احد منا ان ينكر هذا الامر وما يحدث فيه هذا هو الواقع عندما تتحول الحقائق وربما رؤى الى اخر حقيقي نظر سفروت الى مها الجالسه امامه وسالها بهدوء سمعت قبل كده يا مها عن جواز البشر من الجن انتبهت لهما ولم تكن له تصدق هذا الامر ربما لو قد مر عليها بضع سنوات ولكن في هذا التوقيت قد علمت هذا الجزء قليلا لكنها لم تعلم عنه بصوره كافيه ربما قد سمعت عنه لكنها تسمع او ترى هناك امورا قد حدثت بالفعل سالته بدهشه انا سمعت عن الموضوع ده قبل كده لكن ما اعرفش عنه حاجه بالتفصيل كل اللي اعرفه ان في حاجات في حياتنا بتمر علينا ويمكن في حاجات بنسب قليله قوي بس ما اعرفش ايه طريقه جواز البشر من الجن او طريقه جواز الجن من البشر نظرا لها وقال انا هاخذك دلوقت في مملكه لا انا هاتكلم ولا انت هتتكلمي هتشوفي وتسمعي وكمان هاخذك في رحله ثانيه نرجع فيها مره ثانيه الكمبيوتر والرسائل اللي جاءت لك وقتها هتلاقي كثير قوي عن الموضوع ده تعالي معي
كما في حال الكثير من الأسر الفقيرة التي تسكن القرى وتعيش في سعادة ورضا، أبطال قصتنا اليوم هم أفراد أسرة مكونة من أب وأم وأخت كبرى تدعى هاجر وأخوين هما باسم وأحمد. كان باسم مواظب على الذهاب الى المقابر كل جمعة لزيارة مدفن جدته، وكان يحرص على اصطحاب مصحفه معه لكي يقرأ عليها ماتيسر له من القرآن، وغالباً ما كانت زيارته تبدأ ليلاً نظراً لقرب منزلهم من المقابر، كان يفعل هذا اسبوعياً، وذات يوم عاد باسم من المقابر ودخل غرفته ليبدل ملابسه ثم يحضر العشاء مع الأسرة، وعندما انتهوا من الأكل قامت الأخت هاجر لتحضر القهوة استعداداً لجلسة التسامر اليومية.

وعندها قالت لهم الأم: خطر ببالي الآن ان احكي لكم أحدى المواقف التي حدثت لجدتكم، فكما تعرفون انها كانت على قدر من التدين، حافظة لكتاب الله وكثيرة الصلاة والصوم، وذات يوم عندما كانت تصلي سمعت صوت يقول لها (تقبل الله)، فظنت أنه واحد من ابنائها فنظرت خلفها ولكنها لم تجد أحد، فردت الجدة بدون خوف قائلة: تقبل الله منا ومنكم .

ولأن الجدة كانت علاقتها بالله قوية لم تخف للحظة، وظلت جالسه حتى أذان الفجر وقامت للصلاة، وأثناء الصلاة شعرت وكأن هناك من يصلي خلفها، فأكملت صلاتها.

وعندما انتهت من الصلاة نظرت خلفها لتجد أمرأة ترتدي ملابس بيضاء بالكامل، فقالت لها الجدة: من أنتي؟

فردت المرأة: أنا سندس ملكة الجن
وبمجرد ان سمعت الجده هذه الكلمات خافت.

فلاحظت ملكة الجن ذلك فأسرعت وقالت لها: لا تخافي فأنا مسلمة ومؤمنة مثلك.

فسألتها الجدة: ماذا تريدين؟ فقالت ملكة الجن: أريد أن اعمل خادمة لك في طاعة الله، وبالفعل ظلت هذه الملكة مع الجدة تعملان في الخفاء حتى توفت الجدة ولم يعلم أحد شيئاً عن الملكة بعد ذلك. انتهت الأم من سرد قصة الجدة مع الجن، ولكن الخوف لم يغادر قلوب الأبناء باستثناء باسم الذي لم يعر للأمر أهمية.
وفي صباح اليوم التالي وأثناء جلوسهم على مائدة الإفطار، قال الأب: لقد حلمت أمس بحلم يجمع بين الجمال والغرابة! فقالت الأبنة: ماذا حلمت يا أبي؟ احكي لنا من فضلك. قال الأب: لقد رأيت في الحلم باسم وهو يتزوج من فتاة جميلة جداً ولكن الغريب هو أن تلك الفتاة قالت لي أريد الهدية الكبرى منك، ثم استيقظت ولا اعلم ماذا كانت تقصد بكلمة الهدية الكبرى. لم يستطع احد تفسير الحلم وقالوا انه ربما يكون حلماً عادياً، وفي الليل وأثناء عودة باسم الى المنزل بعد يوم عمل طويل سمع صوت أقدام شخص يمشي خلفه، فنظر باسم ولكنه لم يجد أحد، فعاد الى طريقه وعندما وصل الى منزله وأخرج المفتاح ليفتح الباب، سمع صوت شخص يقول له انت هديتي الكبرى.

خاف باسم وبدأ يتلفت حوله ليرى مصدر الصوت ولكنه لم يجد شيء، فدخل الى المنزل وتناول العشاء ثم دخل الى غرفته وتوضأ وأخذ يقرأ قرآن، وقبل ان ينتهي سمع أمرأة تقول له: أنت حبيبي في الدنيا وزوجي في الاخرة

اشتد الخوف في قلب باسم وأخذ يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
فرد الصوت قائلاً: أنا لست شيطان. فاستجمع باسم قوته وقال لها: من أنتي؟ نظر باسم فوقه فوجد فتاة في غاية الجمال تطير في الهواء، ترتدي ملابس بيضاء

أعجب باسم بجمالها ولكنه لم يزل الخوف من قلبه، فقال: أجيبيني، من أنتي؟ فقالت أنا سندس ملكة الجن. فقال لها: انتي خادمة جدتي؟

فقالت له: نعم. فقال لها: ماذا تردين؟ فأجابت: أنت حبيبي في الدنيا وزوجي في الآخره. فرد بتعجب: وكيف هذا
فقالت له: لقد امرتني جدتك قبل وفاتها بخدمة من هو أقرب الى الله في هذا البيت، ولم اجد غيرك. فقال باسم: ولكني لا اريد خدمتك

فاختفت ملكة الجن دون مقدمات، فخاف باسم وخرج مسرعاً الى شيخ صالح عُرف بعلمه عن دنيا الجن، وسرد له القصة كلها. فقال له الشيخ: اذا ظهرت لك هذه الجنيه مرة اخرى، فأقرأ عليها آية الكرسي ثلاث مرات فإن اختفت فهي من الجن الكافر السفلي، وان لم تذهب فهي من الجن العلوي المسلم. عاد باسم الى البيت ليجد أن العائلة مجتمعين على مائدة الطعام، فجلس معهم وأخذ يأكل بكثرة حتى امتلئت بطنه ولكنه لاحظ أن الأكل في طبقه يبدو وكأن أحداً لم يقترب منه فلم ينقص منه شيء. قام دون ان يتحدث الى احد ودخل غرفته وأخذ يقرأ قرآن كعادته، فظهرت ملكة الجن عليه وتبدو وكأنها غاضبة، فعندما رأها بدأ في قراءة آية الكرسي كما قال له الشيخ، ولكنها لم تذهب، فتأكد انها مسلمة. فقالت له: ثق بي سأكون زوجة صالحة لك، وسأعاونك على طاعة الله، فالله وحده هو الذي يعلم مقدار محبتي لك والتي ستجعلني أحولك لأسعد انسان على الأرض. فقال لها: لا اريد الزواج منك، أنا اريد أنسية وليست جنيه. فقالت له: لكني أحبك. فقال باسم: أنا لا احب الجن. فقالت له: سنعيش معاً على طاعة الله، وسأكون امك واختك وزوجتك.
فقال لها :-
لا
فقالت له: أغمض عينيك للحظة، فاغمض عينه ليرأى نفسه يجلس في مكان أبيض وملكة جميلة تأتي اليه وتقول: تذكر دائماً ان الجن مهما كانوا طيبين فإنهم عند الغضب يكونوا سيئين للغاية، فأنصحك ان لا تجعلني اغضب. فقال باسم: وماذا يمكنك ان تفعلين بي اذا غضبتي؟ فإذا بها تخرج أربعة أجنحة وتقول بصوت عالي أنا الملكة سندس ملكة ملوك الجان، أحكم ألف ألف قبيلة، بكل قبيلة ألف ألف قبيلة أخرى، ثم نظرت الى السماء وقالت يمكنني تحريك البلدة بأكملها، فصرخ باسم بعدما سمع صوت صراخها العالي وفتح عينيه فلم يجد أحد بالغرفة، فبدأ يخاف أكثر وأخذ يقرأ القرآن حتى الصباح. خرج باسم الى قبر جدته وجلس يبكي وهو يتحدث اليها، وعندما عاد تفاجأ بخبر وفاة والده، اخذ يصرخ ويبكي وبعدها علم ان والدته قد وجدته ميتاً في الحمام. وبعد مرور أسبوعين ظهرت له ملكة الجن مرة أخرى، فغضب باسم بشده ونهرها وقال لها بغضب: ارحلي عني ايتها الشيطانة، حزنت ملكة الجن وتوعدته بأن يحل عليه غضبها وانه لن يرى يوماً واحداً جيد بعد الآن. خرج باسم الى قبر جدته مسرعاً وهناك شعر وكأنها تحدثه وتقول له اكتب اسم الملكة سندس في ورقة وادفنها لتكون قد عقدت لها عقدة الموت، وبالفعل كتب باسم اسمها في ورقه وبدأ يحفر ليدفنها ولكن سرعان ما اختفت الورقه من بين يديه.
وعندما استيقظ باسم وجد سندس امامه، تقول له: انا مازلت احبك، فقال باسم: كيف وانتي تزوجتي أخي احمد؟

فقالت له وهي تضحك: لا تحزن فأحمد لم يعد موجود.
خرج باسم مهرولاً الى غرفة اخيه، فصعق عندما وجد اخيه احمد مذبوحاً. فصرخ باسم بصوت عالي لتسمعه أمه، فهرعت أمه الى الغرفة لتجد أحمد في حالته وماهي الا لحظات من هول الصدمة حتى سقطت مغمياً عليها، دخلت هاجر مسرعة فأخذت تصرخ بأعلى صوتها، أما باسم فظل صامتاُ لبرهة ثم اخذ الورقة وكتب عليها ما قالته جدته بالكامل، ولكن نسي كتابة اسم زوجة الملك اطلس، ثم ترك امه واخته وخرج. وأثناء مشيه مصدوماً ظهر أمامه طفل ولكن باسم لم يهتم لأمره وظل يمشي فإذا بالطفل يظهر له مرة ومرة، فأيقن باسم أنه جني يتخفى في هيئة طفل.

باسم: من أنت؟ الطفل: أنا خادم للملكة مرجانة أخت الملكة سندس، وقد جئت لأخبرك بأنها مستعدة لقتل الملك أطلس والملكة سندس. باسم: كاذب! فكيف لها انا تساعدني في قتل ابيها واختها؟ الطفل: لأن الملكة تسعى للحكم بعد وفاة والدها. باسم: حتى اذا افترضنا موت الملك، فهي لن تتمكن من العرش لأن الملك بدر أخيها لايزال موجوداً.

الطفل: الملك بدر يُعرف في عالم الجن بضعفه وقلة حيلته، فلن يتمكن من تحدي الملكة مرجانة

.وفجأة انحنى الطفل الجني تعظيماً وهو يقول: اهلاً بك يا سيدتي مرجانة. فقال باسم: مع من تتحدث؟ انا لا أرى أحد
فظهر صوت أمرأة تقول انظر للأعلى، فنظر باسم فإذا بأمرأة في غاية الجمال تجلس فوق كرسي ذهبي ويحاط بها خدام من كل جهة. فقالت بتكبر موجهة الحديث لباسم: انحني لي . فقال باسم: لن انحني. وفي لحظة ظهر رجل ضخم في ظهر باسم يستعد لضربه بمقمعة من حديد، فأشارت الملكة مرجانة للخادم بالتراجع.

ماذا تريدين مني ؟ – أريدك أن تقتل ابي واختي، واذا فعلت ذلك ستكون مفاجأتك مدهشة. – وما هذه المفاجأة؟ – لن تراها الا بعد ان تنفذ ما أمرتك به.

وما الذي يجعلني أثق بك؟ – أقسم لك بعرش الله الذي خلقني انني صادقة. فوافق باسم، وذهب الى اعلى الجبل وحفر مكان صغير وجمع الحطب استعداداً لإشعال النار، وقبل ان يشعل النار ظهر أمامه أجساد ضخمة للملك أطلس والملكة سندس، فخاف باسم من هول المفاجأة . اشار الملك اطلس بأصبعه الى باسم وقال: لقد حلت عليك لعنتي وغضبي. فبدأت الأرض تهتز من تحت باسم، وظهرت انشقاقات بالأرض من حوله، ثم ارتفع المكان تحت قدمي باسم عن الأرض. ونظرت اليه الملكة سندس وقالت له : سوف تموت حالاً. وبالرغم من خوف باسم الا انه استطاع استجماع قوته ولملمت الحطب لإشعال النار، وبمجرد ان لمست النار الورقة بدأت الأرض تهتز بقوة، والمكان الذي ارتفع به عاد للنزول مرة اخرى للأرض، واذا بالملك اطلس والملكة سندس يتضائل احجامهم حتى تحولوا الى رماد، لقد ماتوا بالفعل هذا ما ظنه باسم بعد ان احترقت الورقة.

ولم يخطر بباله انه غفى عن كتابة اسم زوجة الملك اطلس في الورقة، وعندما اطمئن قلبه عاد في طريقه الى المنزل، وعندما اقترب من المنزل وجد منزله بالكامل قد احترق، فأخذ يجري باكياً وهو يظن ان امه واخته قد احترقا داخل المنزل، وبينما هو كذلك سمع صوت اخته تصرخ: يا باسم، ياباسم… فنظر باسم خلفه ليجد اخته محاطه بجيش كبير من الجن ومعلقه بحبل من يديها، وهي تصرخ انقذني يا باسم! وفجأة ظهر رجلين من الجن أحكما السيطرة على يدي باسم والأرض تهتز وتتحرك، واذ بالأرض تنشق نصفين ليخرج منها امرأة ذات جسد ضخم وملابس سوداء ويقف بجوارها الملك بدر، إنها زوجة الملك أطلس. فأشارت الملكة الى الرجلين بأن يتركا باسم. فقال باسم بلهجة عنيفة: ماذا تريدون مني بعد أن قتلتوا ابي وامي وأخي ؟ فقالت الملكة: وانت قتلت زوجي وابنتي. فقال : وماذا تريديني مني الآن؟ فقالت: الموت، أريدك ان تموت. فتدخل الملك بدر قائلاً: اترجاكي يا أمي ألا تقتليه فهو لم يؤذينا الا بعد ان قتلنا أهله. فصرخت الملكة في وجه ابنها: أتدافع عن من قتل ابيك واختك يا ضعيف!! فقال لها: لن أتركك تقتليه يا أمي. ثم اعطى لباسم خاتم أخضر، وقال له ادخله في اصبعك واستمر في قراءة القرآن وهو سوف يمنحك قوة قاهرة، وبالفعل قام باسم بذلك. فازداد غضب الملكة وأمرت الخدام بتقطيع باسم قطع صغيرة حتى لا يبقى له أثر.


فصرخ الملك بدر في باسم لكي يزيد في قراءة القرآن، وبالفعل عندما استمر وزاد في القراءة بدأ جسده يكبر وظهرت من يده عصا، فأخذ الملك بدر يضرب الجنود بالعصا و يقاتلهم بقوة حتى أُرهق وتعب، فنظر الى باسم ليطلب منه أن يزد في قراءة القرآن، ولكن اذا بباسم يتوقف عن القراءة تماماً ليس لتعبه ولكن لهول ما رآه، لقد ظهرت الملكة مرجانة وقامت بذبح أمها التي صرخت صرخة واحده ثم ماتت على الفور، كان مشهد مهيب ومرعب. فتذكر باسم الملك بدر فأخذ يبحث عنه بعد اختفاء الجنود بمجرد موت الملكة، فوجده مرمياً على الأرض من شدة الألم والتعب، فنظر الى باسم وقال له: كل نفس ذائقة الموت يا باسم، اللهم اني قد قمت بذلك من أجل رضاك، ثم مات. فنظر باسم خلفه ليجد أخته هاجر مغمياً عليها من اثر شدة المناظر التي رأتها، وفي المقابل الملكة مرجانة تقف تشاهد ما يحدث. حمل باسم اخته وذهب بها، فاوقفته الملكة مرجانه وقالت له: الى أين تذهب يا باسم؟ – في الحقيقة أنا لا أعلم فلم يعد لي منزل ولا أهل سوى أختي هاجر. فقالت له: حان الوقت للوفاء بما وعدتك به، أخلد للنوم، وبالفعل سقط باسم في نوم عميق من شدة الارهاق الذي لم يستطع مقاومته، وعندما استيقظ وجد نفسه داخل قصر كبير هو واخته، والحراس من حولهم يقولون عاش الملك، ليخرج ويرى أنه اصبح ملكاً للمدينة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي