الفصل الثالث و الستون
اخذها سفروته مها نحو بيتها لكي تقرا بعض الرسائل التي قد اتت لها على مواقع التواصل الاجتماعي وتبدا مها في توضيح القصه التي تقراها بصوت عالي وهنا مها نظرت الى سفروت الذي هذا راسه بالايجاب وقال لها اقري
لم تدرك ما يقصده لكنها فهمت عندما قرات تلك الرساله...
هناك شاب ارسل لها قصته تجربة مريرة مر بها، لا يتمكن من تجاوزها ولا تجاهل أحداثها حتى يومنا هذا، تجربة أرعبته حرفيا لدرجة أنه بات لديه ذعر من أحداث حياتية طبيعية غير أنها تذكره بأحداث تجربته مع عالم الجن والأموات….
بيوم من الأيام كان الظلام يخيم على كامل الأرجاء، وكعادتي كنت عائدا للمنزل ولكنني سلكت طريقا بأحد الشوارع التي كانت مقربة لقلبي منذ الصغر، فهذا الطريق سلكناه طوال عمر بأكمله مع أصدقاء طفولتي.
عندما كنا صغارا كانت اللعبة المفضلة لدي ولدى أصدقائي جميعا سباق الدراجات، وكان هذا الشارع تحديدا مكاننا وملاذنا الوحيد لذلك السباق والاستمتاع به بعيدا عن عيون الآباء والأمهات، كنا نطلق على الشارع اسم شارع الوحوش حيث أنه كان مليئا بالأشجار العالية وغالبا ما يسوده الظلام دون إضاءة الأنوار بخلاف الشوارع الأخرى التي بجواره.
يوم الحادثة كنت مصر على اكتشاف الأشياء الغامضة بالشارع؛ كان الوقت متأخرا للغاية، وبينما كنت أسير بالشارع شعرت بأحد الأشخاص يركض بقوة خلفي، فالتفت إليه لأرى وأتبين الأمر، ولكنني لم أجد أحدا على الإطلاق، عاودت النظر لأمامي ولكني هممت السير رغبة في إنهاء الطريق والذي بات ولأول مرة بكل حياتي غامضا ومريبا بعض الشيء.
وللمرة الثانية بمجرد أن التفتت للأمام لاحظت وتأكدت وجود خطوات تقترب نحوي، التفتت إليها ولكني لم أجد أحدا؛ أسرعت في خطواتي والخطوات خلفي لا تزال تتبعني بهذه المرة لم أنظر إليها ولكني نظرت لبعض السيارات التي كانت تقف بأحد جانبي الشارع، وإذا بي أرى بزجاج السيارة والإضاءة كانت خافتة شخصا محاولا خنقي، ذهلت من هول ما رأيت وبمجرد أن التفتت إليه وعلى استعداد تام لمواجهته لم أجده أيضا.
ماذا أفعل حينها؟!، لم أشعر بحالي إلا وهناك شخص ينقض علي وبيده شاكوش كبير، ضربني به فوق رأسي وإذا بالدماء تسيل على وجهي، عندما انهال علي بهذه الضربة وجدت نفسي بابن المستشفى الموجودة بذلك الشارع، كان للمستشفى هذه باب خلفي تملأه الأشجار القديمة لدرجة أنها تغطي عليه بالكامل.
دخلت المستشفى فوجدت أمامي حارس الأمن، والذي لمته وعاتبته كثيرا حيث أنه كان يشاهدني ويراني عندما حدثت معي هذه الواقعة، تحدثت إليه كثيرا ولكنه تجاهلني، لم يفعل معي إلا شيء واحدا، وهو بمجرد دخولي المستشفى اعتلت وجهه ابتسامة عريضة، ولكنه لم يتفوه معي بكلمة واحدة على الإطلاق، على الرغم من حديثي الطويل معه، صراحة لقد انفعلت عليه لدرجة أنني سببته ببعض الكلمات.
أكملت طريقي وعملت اللازم للجرح الذي برأسي، لقد أصبت إثر الضربة بشرخ بالجمجمة علاوة على خياطة الجرح، وتوقف بالأعصاب والعضلات بشكل مؤقت؛ بعدما أنهيت اللازم خرجت من المستشفى.
وبعد مرور ثلاثة أيام جاءني أخي وأراد الذهاب معي لمحاسبة من فعل بي ذلك، أخذته ووصلت به للشارع نفسه، وعند الباب الخلفي للمستشفى وجدت ما أدهشني، لقد كان الباب طغى عليه الصدأ وأسدلت الأشجار عليه، أخبرته قائلا: “لقد ضربت هنا، ودخلت المستشفى من هذا الباب”
ذهل أخي: “أمتأكد من أنك دخلت المستشفى من هذا الباب؟!”
أخبرته بكل ثقة ويقين: “نعم، لقد دخلتها من هنا، أقسم بالله العلي العظيم أنني دخلتها من هذا الباب”.
دخلنا المستشفى من الباب الرئيسي، صعدنا للمدير وأعملته وأخي بالأمر، في البداية سألني المدير: “ما بك يا بني، وماذا تريد؟!”
أخبرته بأنني حضرت منذ بضعة أيام بسبب حادث وأنه تم عمل اللازم معي، ولكنني عندما دخلت للمستشفى دخلت من الباب الخلفي، في البداية أخرج مدير المستشفى أوراقا أثبتت قدومي بنفس الوقت الذي ذكرته فعليا، وبعدها أصر على الذهاب معي والتأكد من الباب الذي دخلت منه
أول ما أريته الباب الذي دخلت منه، أخبرني قائلا: “أتعلم إن هذا الباب مغلق منذ خمسة وعشرون عاما، إنه الباب الخاص بالمشرحة، ومنه كنا نخرج الموتى، وبعد تلقي الكثير من الشكاوى من السكان بجواره بسبب صرخات أهالي الأموات قمنا بغلقه، والجثث بتنا نخرجها من الباب الرئيسي”!بعدما انتهت مها من قراءه الرساله الاولى وقبل ان يتحدث معها سفروت لفت نظرها عنوانا الرساله الثانيه التي مكتوبه فيها من داخل الجيش لفت نظرها هذا العنوان الغريب وقررت ان تقرا الرساله فلم تكن لها اسما بل هناك شاب اسمه احمد كان قد كتب اسمه في نهايه الرساله
انا عندي أربعة وعشرين عاما…
تبدأ قصتي مع الجن عندما التحقت بالجيش المصري في عام 2017 ميلاديا، أولا أنا شاب مصري أسكن بإحدى ضواحي محافظة الجيزة، لم أتعرض طوال حياتي لعالم الجن ولا أحداثه الغامضة إلا مرة واحدة، كنت حينها بأولى سنوات خدمتي بالجيش.
بليلة من ليالي الشتاء قارصة البرودة، وكانت طبيعة خدمتي أنني أعمل كعسكري أمن، كنت بكل ليلة أمر على أبراج الحراسة، والتي كانت بقلب الجبل، وأتأكد بنفسي شخصيا من أعداد القائمين على الخدمة ومن مدى استيقاظهم أثناء الخدمة.
كانت خدمتي بالتوالي والترتيب، البرج رقم 1، وبعدها رقم 2، وهكذا؛ ولكن كان هناك البرج الذي يحمل رقم 5 برجا مهجورا خاويا من الخدمة نهائيا؛ وبعدما انتهيت من البرج رقم 4 والتفتيش عليه، توجب علي الذهاب للبرج رقم 6؛ وكان علينا أن نسير طريقا طويلا حتى لا نسير ناحية البرج
رقم 6، وأرحم نفسي من التعب الزائد.
وما إن توجهت لأسير بالطريق حتى سمعت صوت صاحبي يناديني ويسألني باستنكار عما أفعله، عندما أخبرته بأنني سأختصر الطريق وأسلك الطريق المختصر والذي به سأمر على البرج المهجور، وصف فعلتي بالحماقة والغباء، حذرني ولكني أخذتني الشجاعة والأنفة الكاذبة وخضت التجربة التي لا يمكنني أن أنساها طوال حياتي.
كنا حينها بشهر ديسمبر الشهر الموصوف بالبرد القارص، وجسدي بالكامل كان يرتعش من كثرة البرد، شرعت في قراءة القرآن في نفسي حتى أصرف تفكيري عن أية هواجس خاصة بالعفاريت وما شابه ذلك من أفكار، وحتى إن كان هناك عفاريت وجن فالقرآن كفيل وحده بأن يصرف كل شيء عني.
ولكني كنت أقرأها بيني وبين نفسي، توقفت عن القراءة وبمجرد أن توقفت حتى سمعت همهمات من حولي، حاولت أن أحدد مصدر الصوت ولكنني فشلت وعجزت في ذلك؛ شعرت وكأنني أقف بمنتصف نيران متقدة، لقد تصبب علي العرق من كامل جسدي، تعجبت كثيرا فكيف يعقل ذلك؟!
لقد سلكت الطريق خصيصا لأنني أشعر بالتعب الشديد والبرودة بسائر جسدي، هممت السير حتى أصل في أقرب وقت وأستريح من كل هذه الأفكار التي كادت تقتلني، تعثرت قدماي في شيء ما على الأرض، كانت قطعة حديدية بسبب الأشياء القديمة بالمكان، فسقطت على وجهي أرضا، وما إن رفعت ناظري حتى وجدت صخرة كبيرة مدورة كالكرة ولكنها بحجم سيارة مصفحة.
تعجبت منها حيث أنني لم ألاحظ شيئا مثلها من قبل بالمكان نهارا، وكيف لها أن تظهر فجأة أمامي، توقفت عن كل ذلك، وصمدت على قدماي وواصلت السير، وإذا بي أجد هذه الصخرة ترتفع وتهبط على الأرض مثلها مثل الكرة، دب الخوف في قلبي، ووفقتني قدماي في الجري، ولكنني أجري وأسقط وأقف وأواصل الجري حتى بالكاد وصلت للبرج رقم 6، كان موقفا غريبا وشديد الهول.
كان زميلي بالبرج رقم 6 يقف ويرقبني من بعيد لدرجة أنه تخيل أنني عفريت، وبخني كثيرا على فعلتي، ولكنه فعل ذلك معي بعدما أجلسني وأحضر لي كوبا من الماء، لقد كادت أن تزهق روحي مما رأيته.
قص علي صديقي بالبرج حينها قصة البرج المهجور، أنه منذ ثلاثة أعوام مضت، كان هناك جنديا انتحر فوق البرج أثناء خدمته، ولم يعرف أحد الأسباب ولا العوامل التي دفعته للانتحار، ومنذ حينها أصبح البرج مهجورا وترك بهذه
قص علي صديقي بالبرج حينها قصة البرج المهجور، أنه منذ ثلاثة أعوام مضت، كان هناك جنديا انتحر فوق البرج أثناء خدمته، ولم يعرف أحد الأسباب ولا العوامل التي دفعته للانتحار، ومنذ حينها أصبح البرج مهجورا وترك بهذه الطريقة.
وبعدها بعدة أيام قادني فضولي للذهاب للبرج بالنهار لأرى ما به، وبالنهار تشعر بثقله وبخوف شديد يدب لقلبك، جدرانه من الداخل مخيفة وكله مخيف، لومت نفسي كثيرا على فضولها الزائد الذي كاد يقتلني يوما.
كما أنه تدور أحداث كثيرة مع زملائي السابقين والحالين بخصوص البرج المهجور نفسه، لم أصدقها حتى بليت بها
لم تدرك ما يقصده لكنها فهمت عندما قرات تلك الرساله...
هناك شاب ارسل لها قصته تجربة مريرة مر بها، لا يتمكن من تجاوزها ولا تجاهل أحداثها حتى يومنا هذا، تجربة أرعبته حرفيا لدرجة أنه بات لديه ذعر من أحداث حياتية طبيعية غير أنها تذكره بأحداث تجربته مع عالم الجن والأموات….
بيوم من الأيام كان الظلام يخيم على كامل الأرجاء، وكعادتي كنت عائدا للمنزل ولكنني سلكت طريقا بأحد الشوارع التي كانت مقربة لقلبي منذ الصغر، فهذا الطريق سلكناه طوال عمر بأكمله مع أصدقاء طفولتي.
عندما كنا صغارا كانت اللعبة المفضلة لدي ولدى أصدقائي جميعا سباق الدراجات، وكان هذا الشارع تحديدا مكاننا وملاذنا الوحيد لذلك السباق والاستمتاع به بعيدا عن عيون الآباء والأمهات، كنا نطلق على الشارع اسم شارع الوحوش حيث أنه كان مليئا بالأشجار العالية وغالبا ما يسوده الظلام دون إضاءة الأنوار بخلاف الشوارع الأخرى التي بجواره.
يوم الحادثة كنت مصر على اكتشاف الأشياء الغامضة بالشارع؛ كان الوقت متأخرا للغاية، وبينما كنت أسير بالشارع شعرت بأحد الأشخاص يركض بقوة خلفي، فالتفت إليه لأرى وأتبين الأمر، ولكنني لم أجد أحدا على الإطلاق، عاودت النظر لأمامي ولكني هممت السير رغبة في إنهاء الطريق والذي بات ولأول مرة بكل حياتي غامضا ومريبا بعض الشيء.
وللمرة الثانية بمجرد أن التفتت للأمام لاحظت وتأكدت وجود خطوات تقترب نحوي، التفتت إليها ولكني لم أجد أحدا؛ أسرعت في خطواتي والخطوات خلفي لا تزال تتبعني بهذه المرة لم أنظر إليها ولكني نظرت لبعض السيارات التي كانت تقف بأحد جانبي الشارع، وإذا بي أرى بزجاج السيارة والإضاءة كانت خافتة شخصا محاولا خنقي، ذهلت من هول ما رأيت وبمجرد أن التفتت إليه وعلى استعداد تام لمواجهته لم أجده أيضا.
ماذا أفعل حينها؟!، لم أشعر بحالي إلا وهناك شخص ينقض علي وبيده شاكوش كبير، ضربني به فوق رأسي وإذا بالدماء تسيل على وجهي، عندما انهال علي بهذه الضربة وجدت نفسي بابن المستشفى الموجودة بذلك الشارع، كان للمستشفى هذه باب خلفي تملأه الأشجار القديمة لدرجة أنها تغطي عليه بالكامل.
دخلت المستشفى فوجدت أمامي حارس الأمن، والذي لمته وعاتبته كثيرا حيث أنه كان يشاهدني ويراني عندما حدثت معي هذه الواقعة، تحدثت إليه كثيرا ولكنه تجاهلني، لم يفعل معي إلا شيء واحدا، وهو بمجرد دخولي المستشفى اعتلت وجهه ابتسامة عريضة، ولكنه لم يتفوه معي بكلمة واحدة على الإطلاق، على الرغم من حديثي الطويل معه، صراحة لقد انفعلت عليه لدرجة أنني سببته ببعض الكلمات.
أكملت طريقي وعملت اللازم للجرح الذي برأسي، لقد أصبت إثر الضربة بشرخ بالجمجمة علاوة على خياطة الجرح، وتوقف بالأعصاب والعضلات بشكل مؤقت؛ بعدما أنهيت اللازم خرجت من المستشفى.
وبعد مرور ثلاثة أيام جاءني أخي وأراد الذهاب معي لمحاسبة من فعل بي ذلك، أخذته ووصلت به للشارع نفسه، وعند الباب الخلفي للمستشفى وجدت ما أدهشني، لقد كان الباب طغى عليه الصدأ وأسدلت الأشجار عليه، أخبرته قائلا: “لقد ضربت هنا، ودخلت المستشفى من هذا الباب”
ذهل أخي: “أمتأكد من أنك دخلت المستشفى من هذا الباب؟!”
أخبرته بكل ثقة ويقين: “نعم، لقد دخلتها من هنا، أقسم بالله العلي العظيم أنني دخلتها من هذا الباب”.
دخلنا المستشفى من الباب الرئيسي، صعدنا للمدير وأعملته وأخي بالأمر، في البداية سألني المدير: “ما بك يا بني، وماذا تريد؟!”
أخبرته بأنني حضرت منذ بضعة أيام بسبب حادث وأنه تم عمل اللازم معي، ولكنني عندما دخلت للمستشفى دخلت من الباب الخلفي، في البداية أخرج مدير المستشفى أوراقا أثبتت قدومي بنفس الوقت الذي ذكرته فعليا، وبعدها أصر على الذهاب معي والتأكد من الباب الذي دخلت منه
أول ما أريته الباب الذي دخلت منه، أخبرني قائلا: “أتعلم إن هذا الباب مغلق منذ خمسة وعشرون عاما، إنه الباب الخاص بالمشرحة، ومنه كنا نخرج الموتى، وبعد تلقي الكثير من الشكاوى من السكان بجواره بسبب صرخات أهالي الأموات قمنا بغلقه، والجثث بتنا نخرجها من الباب الرئيسي”!بعدما انتهت مها من قراءه الرساله الاولى وقبل ان يتحدث معها سفروت لفت نظرها عنوانا الرساله الثانيه التي مكتوبه فيها من داخل الجيش لفت نظرها هذا العنوان الغريب وقررت ان تقرا الرساله فلم تكن لها اسما بل هناك شاب اسمه احمد كان قد كتب اسمه في نهايه الرساله
انا عندي أربعة وعشرين عاما…
تبدأ قصتي مع الجن عندما التحقت بالجيش المصري في عام 2017 ميلاديا، أولا أنا شاب مصري أسكن بإحدى ضواحي محافظة الجيزة، لم أتعرض طوال حياتي لعالم الجن ولا أحداثه الغامضة إلا مرة واحدة، كنت حينها بأولى سنوات خدمتي بالجيش.
بليلة من ليالي الشتاء قارصة البرودة، وكانت طبيعة خدمتي أنني أعمل كعسكري أمن، كنت بكل ليلة أمر على أبراج الحراسة، والتي كانت بقلب الجبل، وأتأكد بنفسي شخصيا من أعداد القائمين على الخدمة ومن مدى استيقاظهم أثناء الخدمة.
كانت خدمتي بالتوالي والترتيب، البرج رقم 1، وبعدها رقم 2، وهكذا؛ ولكن كان هناك البرج الذي يحمل رقم 5 برجا مهجورا خاويا من الخدمة نهائيا؛ وبعدما انتهيت من البرج رقم 4 والتفتيش عليه، توجب علي الذهاب للبرج رقم 6؛ وكان علينا أن نسير طريقا طويلا حتى لا نسير ناحية البرج
رقم 6، وأرحم نفسي من التعب الزائد.
وما إن توجهت لأسير بالطريق حتى سمعت صوت صاحبي يناديني ويسألني باستنكار عما أفعله، عندما أخبرته بأنني سأختصر الطريق وأسلك الطريق المختصر والذي به سأمر على البرج المهجور، وصف فعلتي بالحماقة والغباء، حذرني ولكني أخذتني الشجاعة والأنفة الكاذبة وخضت التجربة التي لا يمكنني أن أنساها طوال حياتي.
كنا حينها بشهر ديسمبر الشهر الموصوف بالبرد القارص، وجسدي بالكامل كان يرتعش من كثرة البرد، شرعت في قراءة القرآن في نفسي حتى أصرف تفكيري عن أية هواجس خاصة بالعفاريت وما شابه ذلك من أفكار، وحتى إن كان هناك عفاريت وجن فالقرآن كفيل وحده بأن يصرف كل شيء عني.
ولكني كنت أقرأها بيني وبين نفسي، توقفت عن القراءة وبمجرد أن توقفت حتى سمعت همهمات من حولي، حاولت أن أحدد مصدر الصوت ولكنني فشلت وعجزت في ذلك؛ شعرت وكأنني أقف بمنتصف نيران متقدة، لقد تصبب علي العرق من كامل جسدي، تعجبت كثيرا فكيف يعقل ذلك؟!
لقد سلكت الطريق خصيصا لأنني أشعر بالتعب الشديد والبرودة بسائر جسدي، هممت السير حتى أصل في أقرب وقت وأستريح من كل هذه الأفكار التي كادت تقتلني، تعثرت قدماي في شيء ما على الأرض، كانت قطعة حديدية بسبب الأشياء القديمة بالمكان، فسقطت على وجهي أرضا، وما إن رفعت ناظري حتى وجدت صخرة كبيرة مدورة كالكرة ولكنها بحجم سيارة مصفحة.
تعجبت منها حيث أنني لم ألاحظ شيئا مثلها من قبل بالمكان نهارا، وكيف لها أن تظهر فجأة أمامي، توقفت عن كل ذلك، وصمدت على قدماي وواصلت السير، وإذا بي أجد هذه الصخرة ترتفع وتهبط على الأرض مثلها مثل الكرة، دب الخوف في قلبي، ووفقتني قدماي في الجري، ولكنني أجري وأسقط وأقف وأواصل الجري حتى بالكاد وصلت للبرج رقم 6، كان موقفا غريبا وشديد الهول.
كان زميلي بالبرج رقم 6 يقف ويرقبني من بعيد لدرجة أنه تخيل أنني عفريت، وبخني كثيرا على فعلتي، ولكنه فعل ذلك معي بعدما أجلسني وأحضر لي كوبا من الماء، لقد كادت أن تزهق روحي مما رأيته.
قص علي صديقي بالبرج حينها قصة البرج المهجور، أنه منذ ثلاثة أعوام مضت، كان هناك جنديا انتحر فوق البرج أثناء خدمته، ولم يعرف أحد الأسباب ولا العوامل التي دفعته للانتحار، ومنذ حينها أصبح البرج مهجورا وترك بهذه
قص علي صديقي بالبرج حينها قصة البرج المهجور، أنه منذ ثلاثة أعوام مضت، كان هناك جنديا انتحر فوق البرج أثناء خدمته، ولم يعرف أحد الأسباب ولا العوامل التي دفعته للانتحار، ومنذ حينها أصبح البرج مهجورا وترك بهذه الطريقة.
وبعدها بعدة أيام قادني فضولي للذهاب للبرج بالنهار لأرى ما به، وبالنهار تشعر بثقله وبخوف شديد يدب لقلبك، جدرانه من الداخل مخيفة وكله مخيف، لومت نفسي كثيرا على فضولها الزائد الذي كاد يقتلني يوما.
كما أنه تدور أحداث كثيرة مع زملائي السابقين والحالين بخصوص البرج المهجور نفسه، لم أصدقها حتى بليت بها