الفصل السادس
ممرضة دمرت حياتى
الحلقة السادسة
.............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
فشهقت روان وحدثت نفسها عندما عرض خالد الذهاب معه للمنزل ...يخربيتك من أول يوم كده ، عايز تخدني شقتك .
طيب أقوله إيه ده ولا أعمل معاه إيه ؟
أنا عايزة جواز وأضمن حقي ،مش ليلة تعدي وينساني.
بس سكته إزاي مع الأشكال دي ؟
فرددت ..آه ملهوش سكة غير آخده على قد عقله لغاية ميعمل اللي أنا عايزاه .
روان ...بس أتصور يا خلودي لو كانت في بيت بابا كوباية الشاي دي هتكون أحلى وأطعم وألذ.
تجهم وجه خالد قائلا ...بيت مين يا أختي ؟
روان بثقة ...بيت بابا ، فيه إيه يا خلودي ؟
هي مش نهاية كل حب الجواز ولا إيه ؟
فضحك خالد بسخرية...آه طبعا طبعا .
بس يعني ناخد على بعض الأول وكده .
روان ...آه يا حبيبي، أديني معاك في المستشفى لغاية مناخد على بعض براحتك .
خالد ...والشاي ، عشان حتى تعرفي مكان شقتك يا روان .
روان ...لا دي هاجي أتفرج عليها مع بابا وماما إن شاء الله .
ثم قامت من مقعدها قائلة...ميرسي تاني على العزومة الحلوة دي .
ومعلش أنا لازم أروح دلوقتي، عشان ميقلقوش عليا في البيت .
فحدث نفسه خالد ...لا كده الموضوع قافش والبت دي مطلعتش سهلة زي ما كنت فاكر؟ .
على العموم هصبر عليها شوية لغاية ما أشوف آخرها إيه ؟
خالد ..طيب تسمحيلي أوصلك ؟
ابتسمت روان بمكر ..طبعا ، يلا بينا .
........
تعجب الحاج غنيم من اندفاع حلا بهذا الشكل وهو لم يرها من قبل إلا وديعة .
وبالرغم من اظهاره الغضب إلا أنه من داخله فرح بموقفها لأنه علم أنها ليست بالضعف الذي كان يعتقده بل قوية وتستطيع محاربة كل ما يمسها بسوء .
غنيم ...طيب خلاص فضناها يا بنات .
وده إنذار ليكم ، لو تكرر تاني الموضوع ده ، ملكمش أكل عيش عندي ، مفهوم .
فنظرت كل من علا وحلا إلى بعضهم البعض بحدة .
ثم أومأوا روؤسهم .
غنيم ...تمام ، يلا كل واحدة تشوف وراها إيه بسرعة عشان خلاص هنقفل ونمشي .
أسرعت حلا لتنجز ما أمرها به ولكنها كانت تشعر بالأسف على نفسها وعينيها تلمع بالدموع .
فهي لأول مرة يعاملها الحاج غنيم بتلك الطريقة، فقد كان دوما معها لطيفا حنونا .
أما عزة فأمسكت بيد علا قائلة ...قولتلك يا بت ، بلاش الشغل ده ،أديكي كحلتيها عمتيها .
علا...بس اسكتي يا عزة ، مش نقصاكِ ، كفاية عليا ، البت حلا واللي عملته .
بس ودين النبي مهسكتلها وأنا وراها والزمن طويل .
وبدل القلم هديها عشرة فوق دماغها .
عزة ... بس هدي نفسك مش كده ، واركني على جمب شوية وهدي اللعب لغاية ما نشوف اللي جي هيحصل فيه إيه .
وانتهى العمل وخرجت حلا مسرعة لتركب أي وسيلة مواصلات تنقلها لمنزلها .
وأثناء سيرها في الطريق وجدت سيارة تقف بجانبها وسمعت صوتا تعرفه جيدا فيدق قلبها عند سماعه لكلماته.
الحاج غنيم ...ممكن يا بنتي أوصلك وبالمرة أتكلم معاكي كلمتين؟
تفاجأت حلا بكلماته تلك ولكنها خافت، فليس من عادتها أن تركب سيارة مع أحد .
حلا بقلق ...لا يا حاج اتفضل أنت وأنا هركب أي ميكروباص ، شكرا اتفضل أنت .
شعر غنيم بتوترها وقلقها فقال ...يا بنتي، هو لسه هتعرفيني ولا إيه ؟
انا بخاف ربنا متقلقيش وأنا زي والدك .
إركبي ، متقلقيش .
فلم تجد حلا ردا لطلبه سوى القبول فركبت معه وجلست بجانبه ولكنها لم تنظر له خجلا وأخذت تفرك أصابعها.
ابتسم غنيم لخجلها الزائد قائلا ...اللي يشوفك دلوقتي وأنتِ مكسوفة ومش قادرة ترفعي عينك ميشوفكيش من شوية وأنتِ كنتي هتكلي البت علا بسنانك.
حلا بجرأة ...آه وأقطع لسانها كمان اللي بتدلع بيه قدامك ده .
ورجليها كمان اللي بتتقصع بيها دي.
ثم صمتت للحظة وتابعت ...ولا يكون حضرتك عجبك حركاتها دي وجاية على هواك عشان كده زعقتلي بدل ما كنت تقولها لمي نفسك وبلاش الحركات القرعة اللي بتعملها دي .
وأنا فاهمة بتعملها ليه ؟
فضحك غنيم قائلا متسائلاً...ليه ؟؟
حلا بغيظ...مش عارف ليه حضرتك ؟
عشان تبصلها وتتغزل في قوامها الممشوق ويعالم بقا يحصل إيه تاني .
غنيم ..طيب ممكن تبصيلي وأنا بكلمك ؟
فنظرت له حلا لمدة ثواني معدودة ثم اخفضت بصرها مرة أخرى .
غنيم ...ياه تصوري يا بنتي أن دي أول مرة آخد بالي من ملامحك رغم أنك معايا من سنة وزيادة .
وماشاء الله عليكى زي القمر ، ربنا يحفظك ويسعدك .
ابتسمت حلا بخجل وتفكرت كيف لأول مرة يراها ؟
فردد غنيم ردا على سؤالها الذي يشغل بالها .
غنيم...تلاقيكى بتسألي إزاي أول مرة آخد بالي؟
هقولك يا ستي عشان ترتاحي كمان من علا وغيرها .
وتعرفي أنك ظلمتيني لما قولتي عجبك حالها ده .
تعجبت حلا من حديثه واشتاقت للإجابة عليها فعلا .
غنيم...أنا يا بنتي ، بغض بصري الحمد لله ، ولو حتى بصيت اضطرار لحد وأنا بكلمه والله مبقاش مركز أصلا في ملامحه .
فسواء علا أو أي بنت تانية شغالة مهما لبست أو عملت مش في بالي لأني بخاف ربنا سبحانه وتعالى .
ابتسمت حلا لكلامه وحمدت الله في نفسها ولم تجبه بكلمة واحدة .
تعجب غنيم من رد فعلها واندهش وكاد عقله أن يفتك به متسائلا لما تفعل هذا ؟
ولكنه لم يستطع أن يحدث نفسه بشيء سوى أنها ابنته فقط وقد تكون تخاف عليه من تلك الطامعة .
غنيم ...ومدام خلاص اتصفينا يا بنتي، ياريت تقبلي مني المبلغ الصغير ده .
ثم مد يده إليها به .
ولكن حلا عبست بوجهها وحركت رأسها بالرفض قائلة...لا يا حاج ، أنا مش هقدر أقبل فلوس منك زيادة عن مرتبي تاني .
كفاية الكلمتين اللي سمعتهم النهاردة من الحرباية علا .
وكفاية عليه أنك تعاملني كده بحنية وبما يرضي الله .
غنيم ...ولو قولتلك عشان خاطري وملكيش دعوة بيها .
ولو حد اتكلم في سيرتك تاني، شوفي أنا هعمل معاه إيه ؟
بس من غير هجوم مسلح منك ، سبيني أنا اتصرف ماشي.
فضحكت حلا قائلة...ماشي أنا هخدهم بس مش عشان حاجة ، عشان بس خاطرك غالي عليه أوي يا حاج .
ثم تابعت ...ومعلش نزلني هنا ، عشان مش هينفع تدخل شارعنا بالعربية دي والناس يشوفوني نزلة من العربية .
وأنا مش ناقصة كلام .
غنيم ...حاضر ماشي ،زي ما تحبي يا بنتي.
ثم وقف وابتسم لها فقالت ...هشوفك على خير بكرة يا حاج .
ثم غادرت من أمامه وشعر فجأة أنها ليس التي غادرت ولكن قلبه قد غادر معها .
فوضع يده على قلبه قائلا ...إيه يا حاج مالك ؟
لا أهدى كده وركز واعقل ، دي أصغر من بنتك كمان .
وأنت بالنسبالها زي أبوها وبس .
ثم ردد....بس أفعالها لغبطتني ومبقتش عارف راسي من رجليا .
يا مثبت العقل في الدين يارب .
بس ممكن لو ....؟
لا أنا شكلي إتجننت ولا إيه ؟
أنا هفتح إذاعة القرآن الكريم وأسمع كتاب ربنا يطمن قلبي أحسن من الجنان ده .
ففتح المذياع وصادف قوله تعالى:{لسوف يعطيك فترضى}
فردد غنيم ...عطتني والله يارب كتير ، ألف حمد وشكر ليك يارب .
عادت حور إلى منزلها وأخذت تتطرق الباب بطرقات متناغمة سعيدة .
حنين بفرحة... دي أكيد حلا رجعت وشكلها مبسوط عشان
هي مبتخبطش الباب كده إلا لما تكون مبسوطة .
تلاقيها قبضت ، لما أغلس عليها وآخد منها قرشين كده .
لغاية مربنا يكرم في الشغلانة الجديدة بتاعة بكرة دي .
فقفزت من فراشها وأسرعت لفتح الباب قائلة بفرحة ...أهلا أهلا أختي حبيبتي .
ثم ضمتها لصدرها .
فابعدت حلا نفسها ثم ضحكت قائلة ...لا الدخلة دي فيها إن ،وجامدة كمان .
حنين بمكر ...يسلام يا أختي ، ليه ؟
حلا ...مش متعودة على الحب الجامد ده ، ده أنا لسه شيفاكي الصبح كان بوزك شبرين ومش طايقة حد يكلمك .
أوم فجأة كده ، حب وحضن وكلام معسول .
لا أكيد فيه حاجة .
اطلعي منها وقولي يا حنين ؟
حنين بحرج ...يعنى يا أختي يا حبيبتي، حسيت من خبطتك
أن الغزالة ريقة حبتين .
فقولت يعني يمكن القرش جري في إيدك .
وزي المثل اللي بيقول المليان يكب على الفاضي .
حركت حلا رأسها وابتسمت قائلة ...قولتيلي بقا .
منا قولت الموضوع يستحيل يكون لله في لله كده .
بس ماشى ،عشان بس مبسوطة النهاردة حبتين
هديكي اللي أنتِ عايزاه .
حنين ...يا قلب أختك أنتِ ، بس تعالي ندخل جوه وتقوليلي إيه سبب الانبساط ده يا أختي .
حلا...يلا يا أختي ، بس استني .
هدخل أسلم على ست الكل وأديها حتة اللحمة دي تحضرها على العشا عشان جعانة أوي .
وكمان سيد الرجالة أبويا الغالي، هسلم عليه وأدوقه حتة البسبوسه دي يتسلى عقبال العشا .
فأوقفتها حنين قائلة ...لا أنتِ شكلك حكايتك حكاية ؟
لحمة وبسبوسة كله ده من المرتب ، أنتِ شطبتي عليه كده مرة واحدة ولسه هتسلفيني!
أمال هتكملي بقية الشهر ده إزاي ؟
تلعثمت حلا بقولها...يا أختي خلينا في النهاردة الأول وبعدين نشوف بكرة إن شاء الله .
انا داخلة لماما وبابا واستنيني أنتِ جوه يا حلوة .
حنين بضحك ...أنا مش هستناكي أنتِ بس ، وهستنى اللحمة كمان ، دي شكلها ليلة القدر باين .
فضحكت حلا ...ضحكتيني يا بنتي ، ربنا يسعدك وأشوفك أحلى عروسة مع الواد حكيم بن حالتي .
بس تتحملي خالتي مع الحلو مبيكملش معلش .
حنين ...أيوه لازم حتة مخلل عشان الحلو زيادة بيموع النفس .
فضحكت حلا ..يخربيت فقرك ، دمك شربات يا أختي .
ويلا وسعي للحمة يا أختاه .
حنين ..اتفضلي يا أختي وعقبال لما تعمليها في بيتك، وتعزميني طبعا .
حلا...لا دي تيجي خالتك معاكي، وتسد نفسنا .
حنين...لا يا بنتي، أنتِ الكبيرة وهتعمليها الأول .
وأنا هكون لسه سنجل ورقان مش مستعجلة على الكلبشات أنا .
ضحكت حلا ...بت ، أنا خلاص فطست ضحك وجعت أكتر ما أنا جعانة سبيني يلا .
فجاءت والداتهما لتقول ...ضحكوني معاكم يا بنات .
حور ...لا كده كتير ، لسه هنعيد الكلام وأنا هموت من الجوع .
والدة حنين ...يا ضنايا يا بتي، حالا هسخنلك العدس .
حور ...لا عدس إيه ؟
النهاردة إفراج من العدس .
هاتي إيدك كده يا ست الكل .
فمدت يدها والدة حنين ، فناولتها كيس اللحم قائلة ...اتفضلىي كيلو لحمة شمبرى إنما ترم العضم .
عقبال مدخل أسلم على بابا وآخد دش يريحني من وقفة المحل .
تكون استوت يا قمر أنت صح ؟
انفرجت أسارير والدتها قائلة ... لحمة يا بتي .
بس كتير عليكي كده ، أنتِ محتاجة مرتبك ، تجيبي منه حاجة لجهازك ، أنتِ كبرتي يا بنتي والعرسان خلاص على الأبواب .
حور ...يا ستي العريس يستنى لكن بطني لأ ، ومفهاش حاجة لما نشبرأ نفسنا من وقت للتاني من نعم ربنا .
أمال الفلوس عملوها ليه ؟
والدة حنين ...يسعدك يا بتي ويراضيكي .
وحاضر من عينيه الاتنين ، هسويها بسرعة وأنادي عليكي يا قلبي .
فحمحمت حنين ... هتنادي عليها هي بس ولا إيه يا حاجة ؟
كلك نظر برده .
فضحكت والداتها قائلة ...لا طبعا وأنتِ كمان يا بكاشة .
حنين ...مقبولة منك يا عسل .
ثم ولجت حور لغرفة والدها والإبتسامة على وجهها الجميل قائلة ...إيه أخبارك يا أبو حجيج النهاردة .
ثم طبعت قبلة على جبينه .
والد حنين ...بخير يا بتي، طول ما أنا شايفكم منورين البيت جمبي .
حور ...طيب أفتح بوقك الحلو ده كده .
فأخرجت حور قطعة من البسبوسة ووضعتها في فمه ، فتذوقها قائلا ...الله يطعمك يا غالية من نهر العسل في الجنة .
قلبي وربي راضيين عنك أنتِ وأختك .
فدمعت عيني حور مرددة ...ويرضى عنك يا حاج.
أسيبك بقا عشان شوية وهتدخل عليك الحاجة بمفاجأة حلوة .
فابتسم والدها قائلا ...خير إن شاء الله.
حلاو...كل خير بإذن الله.
..............
عاد حكيم إلى منزله في وقت متأخر .
كريمة بلهفة ...أخيرا جيت يا ضنايا ، قلقت عليك أوي .
كنت فين ده كله ؟
تلعثم حكيم قائلا ...يعني كنت مع جماعة أصحابي شوية .
فشككت كريمة في صحة كلامه قائلة ...والله من امتى ده ؟
أوعى يا واد يكون في حاجة كده ولا كده ؟
حكيم ...قصدك إيه يا ست الكل ؟
كريمة ...عليا أنا يا ولا !
شكلك بتواعد بنات ، بس كده حرام يا ابني .
وأنا مربياك على الأخلاق والدين .
حكيم ...لا يا أمي ، أنا مش بتاع الحجات دي وأنتِ عارفة .
أنا مش عايز غير الحلال مع الإنسانة اللي اخترها قلبي.
فشعرت كريمة بنغصة في قلبها قائلة ...هي مين دي إن شاء الله
يا ولا .
ثم باغتته قبل أن يجيب ...بس يكون في علمك أنت مش متاكد واحدة أقل منك أبداً .
أنت عايز حد يرفعك لفوق مش ينزلك لتحت .
ويلا أنا كده سهرت كتير ، هروح أنام .
بس حضرتلك صينية العشا في المطبخ .
كل براحتك وأركنها على جمب .
تصبح على خير يا حبيبي.
تلون وجهه حكيم وكتم غضبه ، فكيف يقنعها أنه لا يريد من الدنيا سوى حنين
وأن الشهادات لا تجلب السعادة بل من يجلبها قلب يميل إليه وييفهمه.
فماذا يا ترى ستفعل الأيام بالحبيبين ؟
.......
ام فاطمة❤️ شيماء سعيد
الحلقة السادسة
.............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
فشهقت روان وحدثت نفسها عندما عرض خالد الذهاب معه للمنزل ...يخربيتك من أول يوم كده ، عايز تخدني شقتك .
طيب أقوله إيه ده ولا أعمل معاه إيه ؟
أنا عايزة جواز وأضمن حقي ،مش ليلة تعدي وينساني.
بس سكته إزاي مع الأشكال دي ؟
فرددت ..آه ملهوش سكة غير آخده على قد عقله لغاية ميعمل اللي أنا عايزاه .
روان ...بس أتصور يا خلودي لو كانت في بيت بابا كوباية الشاي دي هتكون أحلى وأطعم وألذ.
تجهم وجه خالد قائلا ...بيت مين يا أختي ؟
روان بثقة ...بيت بابا ، فيه إيه يا خلودي ؟
هي مش نهاية كل حب الجواز ولا إيه ؟
فضحك خالد بسخرية...آه طبعا طبعا .
بس يعني ناخد على بعض الأول وكده .
روان ...آه يا حبيبي، أديني معاك في المستشفى لغاية مناخد على بعض براحتك .
خالد ...والشاي ، عشان حتى تعرفي مكان شقتك يا روان .
روان ...لا دي هاجي أتفرج عليها مع بابا وماما إن شاء الله .
ثم قامت من مقعدها قائلة...ميرسي تاني على العزومة الحلوة دي .
ومعلش أنا لازم أروح دلوقتي، عشان ميقلقوش عليا في البيت .
فحدث نفسه خالد ...لا كده الموضوع قافش والبت دي مطلعتش سهلة زي ما كنت فاكر؟ .
على العموم هصبر عليها شوية لغاية ما أشوف آخرها إيه ؟
خالد ..طيب تسمحيلي أوصلك ؟
ابتسمت روان بمكر ..طبعا ، يلا بينا .
........
تعجب الحاج غنيم من اندفاع حلا بهذا الشكل وهو لم يرها من قبل إلا وديعة .
وبالرغم من اظهاره الغضب إلا أنه من داخله فرح بموقفها لأنه علم أنها ليست بالضعف الذي كان يعتقده بل قوية وتستطيع محاربة كل ما يمسها بسوء .
غنيم ...طيب خلاص فضناها يا بنات .
وده إنذار ليكم ، لو تكرر تاني الموضوع ده ، ملكمش أكل عيش عندي ، مفهوم .
فنظرت كل من علا وحلا إلى بعضهم البعض بحدة .
ثم أومأوا روؤسهم .
غنيم ...تمام ، يلا كل واحدة تشوف وراها إيه بسرعة عشان خلاص هنقفل ونمشي .
أسرعت حلا لتنجز ما أمرها به ولكنها كانت تشعر بالأسف على نفسها وعينيها تلمع بالدموع .
فهي لأول مرة يعاملها الحاج غنيم بتلك الطريقة، فقد كان دوما معها لطيفا حنونا .
أما عزة فأمسكت بيد علا قائلة ...قولتلك يا بت ، بلاش الشغل ده ،أديكي كحلتيها عمتيها .
علا...بس اسكتي يا عزة ، مش نقصاكِ ، كفاية عليا ، البت حلا واللي عملته .
بس ودين النبي مهسكتلها وأنا وراها والزمن طويل .
وبدل القلم هديها عشرة فوق دماغها .
عزة ... بس هدي نفسك مش كده ، واركني على جمب شوية وهدي اللعب لغاية ما نشوف اللي جي هيحصل فيه إيه .
وانتهى العمل وخرجت حلا مسرعة لتركب أي وسيلة مواصلات تنقلها لمنزلها .
وأثناء سيرها في الطريق وجدت سيارة تقف بجانبها وسمعت صوتا تعرفه جيدا فيدق قلبها عند سماعه لكلماته.
الحاج غنيم ...ممكن يا بنتي أوصلك وبالمرة أتكلم معاكي كلمتين؟
تفاجأت حلا بكلماته تلك ولكنها خافت، فليس من عادتها أن تركب سيارة مع أحد .
حلا بقلق ...لا يا حاج اتفضل أنت وأنا هركب أي ميكروباص ، شكرا اتفضل أنت .
شعر غنيم بتوترها وقلقها فقال ...يا بنتي، هو لسه هتعرفيني ولا إيه ؟
انا بخاف ربنا متقلقيش وأنا زي والدك .
إركبي ، متقلقيش .
فلم تجد حلا ردا لطلبه سوى القبول فركبت معه وجلست بجانبه ولكنها لم تنظر له خجلا وأخذت تفرك أصابعها.
ابتسم غنيم لخجلها الزائد قائلا ...اللي يشوفك دلوقتي وأنتِ مكسوفة ومش قادرة ترفعي عينك ميشوفكيش من شوية وأنتِ كنتي هتكلي البت علا بسنانك.
حلا بجرأة ...آه وأقطع لسانها كمان اللي بتدلع بيه قدامك ده .
ورجليها كمان اللي بتتقصع بيها دي.
ثم صمتت للحظة وتابعت ...ولا يكون حضرتك عجبك حركاتها دي وجاية على هواك عشان كده زعقتلي بدل ما كنت تقولها لمي نفسك وبلاش الحركات القرعة اللي بتعملها دي .
وأنا فاهمة بتعملها ليه ؟
فضحك غنيم قائلا متسائلاً...ليه ؟؟
حلا بغيظ...مش عارف ليه حضرتك ؟
عشان تبصلها وتتغزل في قوامها الممشوق ويعالم بقا يحصل إيه تاني .
غنيم ..طيب ممكن تبصيلي وأنا بكلمك ؟
فنظرت له حلا لمدة ثواني معدودة ثم اخفضت بصرها مرة أخرى .
غنيم ...ياه تصوري يا بنتي أن دي أول مرة آخد بالي من ملامحك رغم أنك معايا من سنة وزيادة .
وماشاء الله عليكى زي القمر ، ربنا يحفظك ويسعدك .
ابتسمت حلا بخجل وتفكرت كيف لأول مرة يراها ؟
فردد غنيم ردا على سؤالها الذي يشغل بالها .
غنيم...تلاقيكى بتسألي إزاي أول مرة آخد بالي؟
هقولك يا ستي عشان ترتاحي كمان من علا وغيرها .
وتعرفي أنك ظلمتيني لما قولتي عجبك حالها ده .
تعجبت حلا من حديثه واشتاقت للإجابة عليها فعلا .
غنيم...أنا يا بنتي ، بغض بصري الحمد لله ، ولو حتى بصيت اضطرار لحد وأنا بكلمه والله مبقاش مركز أصلا في ملامحه .
فسواء علا أو أي بنت تانية شغالة مهما لبست أو عملت مش في بالي لأني بخاف ربنا سبحانه وتعالى .
ابتسمت حلا لكلامه وحمدت الله في نفسها ولم تجبه بكلمة واحدة .
تعجب غنيم من رد فعلها واندهش وكاد عقله أن يفتك به متسائلا لما تفعل هذا ؟
ولكنه لم يستطع أن يحدث نفسه بشيء سوى أنها ابنته فقط وقد تكون تخاف عليه من تلك الطامعة .
غنيم ...ومدام خلاص اتصفينا يا بنتي، ياريت تقبلي مني المبلغ الصغير ده .
ثم مد يده إليها به .
ولكن حلا عبست بوجهها وحركت رأسها بالرفض قائلة...لا يا حاج ، أنا مش هقدر أقبل فلوس منك زيادة عن مرتبي تاني .
كفاية الكلمتين اللي سمعتهم النهاردة من الحرباية علا .
وكفاية عليه أنك تعاملني كده بحنية وبما يرضي الله .
غنيم ...ولو قولتلك عشان خاطري وملكيش دعوة بيها .
ولو حد اتكلم في سيرتك تاني، شوفي أنا هعمل معاه إيه ؟
بس من غير هجوم مسلح منك ، سبيني أنا اتصرف ماشي.
فضحكت حلا قائلة...ماشي أنا هخدهم بس مش عشان حاجة ، عشان بس خاطرك غالي عليه أوي يا حاج .
ثم تابعت ...ومعلش نزلني هنا ، عشان مش هينفع تدخل شارعنا بالعربية دي والناس يشوفوني نزلة من العربية .
وأنا مش ناقصة كلام .
غنيم ...حاضر ماشي ،زي ما تحبي يا بنتي.
ثم وقف وابتسم لها فقالت ...هشوفك على خير بكرة يا حاج .
ثم غادرت من أمامه وشعر فجأة أنها ليس التي غادرت ولكن قلبه قد غادر معها .
فوضع يده على قلبه قائلا ...إيه يا حاج مالك ؟
لا أهدى كده وركز واعقل ، دي أصغر من بنتك كمان .
وأنت بالنسبالها زي أبوها وبس .
ثم ردد....بس أفعالها لغبطتني ومبقتش عارف راسي من رجليا .
يا مثبت العقل في الدين يارب .
بس ممكن لو ....؟
لا أنا شكلي إتجننت ولا إيه ؟
أنا هفتح إذاعة القرآن الكريم وأسمع كتاب ربنا يطمن قلبي أحسن من الجنان ده .
ففتح المذياع وصادف قوله تعالى:{لسوف يعطيك فترضى}
فردد غنيم ...عطتني والله يارب كتير ، ألف حمد وشكر ليك يارب .
عادت حور إلى منزلها وأخذت تتطرق الباب بطرقات متناغمة سعيدة .
حنين بفرحة... دي أكيد حلا رجعت وشكلها مبسوط عشان
هي مبتخبطش الباب كده إلا لما تكون مبسوطة .
تلاقيها قبضت ، لما أغلس عليها وآخد منها قرشين كده .
لغاية مربنا يكرم في الشغلانة الجديدة بتاعة بكرة دي .
فقفزت من فراشها وأسرعت لفتح الباب قائلة بفرحة ...أهلا أهلا أختي حبيبتي .
ثم ضمتها لصدرها .
فابعدت حلا نفسها ثم ضحكت قائلة ...لا الدخلة دي فيها إن ،وجامدة كمان .
حنين بمكر ...يسلام يا أختي ، ليه ؟
حلا ...مش متعودة على الحب الجامد ده ، ده أنا لسه شيفاكي الصبح كان بوزك شبرين ومش طايقة حد يكلمك .
أوم فجأة كده ، حب وحضن وكلام معسول .
لا أكيد فيه حاجة .
اطلعي منها وقولي يا حنين ؟
حنين بحرج ...يعنى يا أختي يا حبيبتي، حسيت من خبطتك
أن الغزالة ريقة حبتين .
فقولت يعني يمكن القرش جري في إيدك .
وزي المثل اللي بيقول المليان يكب على الفاضي .
حركت حلا رأسها وابتسمت قائلة ...قولتيلي بقا .
منا قولت الموضوع يستحيل يكون لله في لله كده .
بس ماشى ،عشان بس مبسوطة النهاردة حبتين
هديكي اللي أنتِ عايزاه .
حنين ...يا قلب أختك أنتِ ، بس تعالي ندخل جوه وتقوليلي إيه سبب الانبساط ده يا أختي .
حلا...يلا يا أختي ، بس استني .
هدخل أسلم على ست الكل وأديها حتة اللحمة دي تحضرها على العشا عشان جعانة أوي .
وكمان سيد الرجالة أبويا الغالي، هسلم عليه وأدوقه حتة البسبوسه دي يتسلى عقبال العشا .
فأوقفتها حنين قائلة ...لا أنتِ شكلك حكايتك حكاية ؟
لحمة وبسبوسة كله ده من المرتب ، أنتِ شطبتي عليه كده مرة واحدة ولسه هتسلفيني!
أمال هتكملي بقية الشهر ده إزاي ؟
تلعثمت حلا بقولها...يا أختي خلينا في النهاردة الأول وبعدين نشوف بكرة إن شاء الله .
انا داخلة لماما وبابا واستنيني أنتِ جوه يا حلوة .
حنين بضحك ...أنا مش هستناكي أنتِ بس ، وهستنى اللحمة كمان ، دي شكلها ليلة القدر باين .
فضحكت حلا ...ضحكتيني يا بنتي ، ربنا يسعدك وأشوفك أحلى عروسة مع الواد حكيم بن حالتي .
بس تتحملي خالتي مع الحلو مبيكملش معلش .
حنين ...أيوه لازم حتة مخلل عشان الحلو زيادة بيموع النفس .
فضحكت حلا ..يخربيت فقرك ، دمك شربات يا أختي .
ويلا وسعي للحمة يا أختاه .
حنين ..اتفضلي يا أختي وعقبال لما تعمليها في بيتك، وتعزميني طبعا .
حلا...لا دي تيجي خالتك معاكي، وتسد نفسنا .
حنين...لا يا بنتي، أنتِ الكبيرة وهتعمليها الأول .
وأنا هكون لسه سنجل ورقان مش مستعجلة على الكلبشات أنا .
ضحكت حلا ...بت ، أنا خلاص فطست ضحك وجعت أكتر ما أنا جعانة سبيني يلا .
فجاءت والداتهما لتقول ...ضحكوني معاكم يا بنات .
حور ...لا كده كتير ، لسه هنعيد الكلام وأنا هموت من الجوع .
والدة حنين ...يا ضنايا يا بتي، حالا هسخنلك العدس .
حور ...لا عدس إيه ؟
النهاردة إفراج من العدس .
هاتي إيدك كده يا ست الكل .
فمدت يدها والدة حنين ، فناولتها كيس اللحم قائلة ...اتفضلىي كيلو لحمة شمبرى إنما ترم العضم .
عقبال مدخل أسلم على بابا وآخد دش يريحني من وقفة المحل .
تكون استوت يا قمر أنت صح ؟
انفرجت أسارير والدتها قائلة ... لحمة يا بتي .
بس كتير عليكي كده ، أنتِ محتاجة مرتبك ، تجيبي منه حاجة لجهازك ، أنتِ كبرتي يا بنتي والعرسان خلاص على الأبواب .
حور ...يا ستي العريس يستنى لكن بطني لأ ، ومفهاش حاجة لما نشبرأ نفسنا من وقت للتاني من نعم ربنا .
أمال الفلوس عملوها ليه ؟
والدة حنين ...يسعدك يا بتي ويراضيكي .
وحاضر من عينيه الاتنين ، هسويها بسرعة وأنادي عليكي يا قلبي .
فحمحمت حنين ... هتنادي عليها هي بس ولا إيه يا حاجة ؟
كلك نظر برده .
فضحكت والداتها قائلة ...لا طبعا وأنتِ كمان يا بكاشة .
حنين ...مقبولة منك يا عسل .
ثم ولجت حور لغرفة والدها والإبتسامة على وجهها الجميل قائلة ...إيه أخبارك يا أبو حجيج النهاردة .
ثم طبعت قبلة على جبينه .
والد حنين ...بخير يا بتي، طول ما أنا شايفكم منورين البيت جمبي .
حور ...طيب أفتح بوقك الحلو ده كده .
فأخرجت حور قطعة من البسبوسة ووضعتها في فمه ، فتذوقها قائلا ...الله يطعمك يا غالية من نهر العسل في الجنة .
قلبي وربي راضيين عنك أنتِ وأختك .
فدمعت عيني حور مرددة ...ويرضى عنك يا حاج.
أسيبك بقا عشان شوية وهتدخل عليك الحاجة بمفاجأة حلوة .
فابتسم والدها قائلا ...خير إن شاء الله.
حلاو...كل خير بإذن الله.
..............
عاد حكيم إلى منزله في وقت متأخر .
كريمة بلهفة ...أخيرا جيت يا ضنايا ، قلقت عليك أوي .
كنت فين ده كله ؟
تلعثم حكيم قائلا ...يعني كنت مع جماعة أصحابي شوية .
فشككت كريمة في صحة كلامه قائلة ...والله من امتى ده ؟
أوعى يا واد يكون في حاجة كده ولا كده ؟
حكيم ...قصدك إيه يا ست الكل ؟
كريمة ...عليا أنا يا ولا !
شكلك بتواعد بنات ، بس كده حرام يا ابني .
وأنا مربياك على الأخلاق والدين .
حكيم ...لا يا أمي ، أنا مش بتاع الحجات دي وأنتِ عارفة .
أنا مش عايز غير الحلال مع الإنسانة اللي اخترها قلبي.
فشعرت كريمة بنغصة في قلبها قائلة ...هي مين دي إن شاء الله
يا ولا .
ثم باغتته قبل أن يجيب ...بس يكون في علمك أنت مش متاكد واحدة أقل منك أبداً .
أنت عايز حد يرفعك لفوق مش ينزلك لتحت .
ويلا أنا كده سهرت كتير ، هروح أنام .
بس حضرتلك صينية العشا في المطبخ .
كل براحتك وأركنها على جمب .
تصبح على خير يا حبيبي.
تلون وجهه حكيم وكتم غضبه ، فكيف يقنعها أنه لا يريد من الدنيا سوى حنين
وأن الشهادات لا تجلب السعادة بل من يجلبها قلب يميل إليه وييفهمه.
فماذا يا ترى ستفعل الأيام بالحبيبين ؟
.......
ام فاطمة❤️ شيماء سعيد