الفصل الخامس و الستون

عمرك دخلت رحله للحمام يا مها تعالي انا هاخذك معي رحله بسيطه عجيبه كده تروحي فيها عند الحمام هاوريك عالم ثاني خالص عالم مش مفهوم عالم بيتغذى على الخوف وعلى على الفزع وعلى الرعب دي طبيعه العلم ده مستحيل انك تتخيلي ان الجزء الثاني مننا يبقى عايش في عالم لوحده رغم ان احنا كلنا ممكن نكون في عالم او في مكان واحد بس في كل واحد بيمارس اختصاصاته بطريقه معينه ودي الطريقه اللي فيها ممكن الانسان بيتحول في الوقت ده وساعتها الانسان ما بيعرفش ايه هي القوانين ان المفروض يتبعها من القوانين اللي ما بيعرفش يتبعها الخوف احيانا بيسيطر عليه ووقتها لما الخوف بيسيطر عليه خلاص الموضوع بالنسبه له بيبقى انتهى بيبقى احساس وشعور مختلف وكيان ورغبه ورهبه هي دي هو ده وتيجي تقارني وتقرري بتلاقي نفسك دخلت في متاهات متاهات كثيره قوي وكبيره جدا الخوف اللي الواحد ممكن يمر به بالنسبه لعالمكم ،ممكن وقتها الواحد ما يكنش مدرك لكل اللي بيحصل حوالين منه بس في حاجات كثير وامور كثير بتتوضح حاجات بتبقى مفهومه وحاجات مش مفهومه عندكم مثلا على الارض احساسكم دائما من الحمام باسوا حاجه ممكن تمر عليكم خاصه لما تبقوا مثلا في مكان او تبقوا في الحمام واحنا بطبيعتنا الغريزه واللي احنا اتربينا عليه من يوم الكهرباء تقطع في الحمام بيبقى مشكله بيبقى وضع مختلف انا هاخذك معي في الرحله دي اوريك قد ايه يكمل معناه في وجود الكائنات دي وهي عايشه ومتعششه في مكان زي ده وقد ايه كل حاجه بالنسبه لهم بتبقى صعبه لكن احساس الخروف دائما اللي بيبقى متولد يبقى احساس وخائف جدا لكن في النهايه احنا بنكون حاجه طبيعيه بالنسبه لنا احنا انما بالنسبه لكم انتم لا الموضوع بيبقى مختلف كثير جدا كلكم ان انتم رافضين حاجه زي دي برغم كل التحذيرات اللي بتجيء لكم واللي انتم ممنوعين عنها او مطالب بالنسبه لكم ان انتم تبقوا ممنوعين لكن وقتها شعركم بيبقى اللي هو عادي ما فيش اي مشكله لما تدركي ده ساعتها هتفهمي بس اللي انت ما تعرفيهوش ان الخوف اللي بيبقى ناعم اللي جوه مننا بيبقى خوف اشد بيبقى خوف متعب ده بالنسبه لكم كبشر انا فاهم جدا ومترك كل اللي انت بتحس به وقد ايه ان كل حاجه بتمر عليك دلوقت هي صعبه بس احنا وريناكي ممكن بعض الحلو بس الحلو في ايه الحلو بالوحش بتاعنا ان انتم بشر ازاي بتستسلموا وازاي ان اي حاجه بالنسبه لكم من ناحيه النقطه دي الجزء اللي بيخاف والجزء اللي بيكمل ومش شرط الجزء اللي بيخاف بيبقى حاجه يعني مش طبيعيه بالعكس ده حاجه طبيعيه جدا

بيوم من الأيام قام والدها بشراء منزل فخم كقصور الأثرياء ومن الغرابة أنه لم يكن باهظ الثمن، أرجعت الفتاة السبب وراء ذلك إلى أن المنزل متروك ويحتاج للكثير من الإصلاحات، فالجدران تحوي رسومات بألوان زاهية ولكنها متآكلة.
يتكون من طابقين، بالطابق الأول يوجد مطبخ أمريكي التصميم، حجرة لاستقبال الضيوف وحجرة المعيشة وحجرة الطعام والتي بها طاولة كبيرة جدا وكأن الملوك والأمراء يجلسون عليها لتناول الطعام، وحمام أنيق فخم لا يزال بحالته الأولى يجذب الأنظار؛ أما عن الطابق الثاني فيحوي ثلاثة غرف نوم بكل واحدة حمامها الخاص، وفوق السطح هناك حجرة صغيرة وفي منتهى الجمال حيث أن سقفها مصنوع من الزجاج ربما مالك المنزل كان مولعا بمشاهدة نجوم السماء؛ أما عن حديقة المنزل ومساحته الشاسعة، فهناك حديقتان أمامية مليئة بالزهور ولكنها تحتاج للتقليم وتجميل منظرها وأخرى خلفية وبها شجرة ضخمة يبدو من مظهرها أنها تفوق المنزل عمرا معلقة بها أرجوحة جميلة، ويوجد أيضا مكان للسيارة وبحيرة جميلة بها مياه تصلح للاستحمام.

بدأت الدراسة وكل شيء روتيني كعادته، جعلت الفتاة في كل شرف المنزل قفصا به عصافير، وكان المنظر ما أروعه يضفي إحساس الراحة النفسية مما انعكس على مذاكرتها وتحصليها السريع للمعلومات في أوقات قياسية؛ وكانت هنالك بالمنزل غرفة صغيرة تحوي أدوات تصليح ومعدات من ذلك القبيل، كانت الفتاة تريد استغلال تلك الغرفة وأن تجعلها مملكتها الصغيرة، ولكنها أجلت تنفيذ الفكرة إلى إجازة منتصف العام الدراسي حتى لا تشغلها عن دراستها.

بداية المشاكل:

وأخيرا جاءت الإجازة التي انتظرتها الفتاة لتفعل بها ما تريد، وأثناء تجهيز وإصلاح الغرفة وجدت الفتاة على الحائط الخلفي أشكال رسومات غريبة ومخيفة في نفس الوقت لها أثر سيء على من يراها، هناك آثارا للدماء وخربشة أصابع ولكنها خطرت ببالها فكرة فقررت تصويرها ووضعها على موقعها الاجتماعي لإخافة أصدقاءها، وبعد فترة تناست الموضوع تماما، بدأت الدراسة وكانت صديقتها تقدم إليها للمذاكرة معا وإن تأخر الوقت عليهما تنام معها في غرفتها التي تطلق عليها مسمى “مملكتي”؛ وبيوم من الأيام بعد الانتهاء من المذاكرة رغبت الفتاة في مشاهدة فيلم رعب، وأثناء مشاهدته أخذت الفتاة وصديقتها يضحكان بطريقة هيستيرية ويطلقان النكات المضحكة على من يخافون من أفلام مماثلة، وفجأة سمعت الفتاة صوتا قادما من البحيرة التي أمام الغرفة، فتماسكت وتظاهرت بالشجاعة لتجد مصدر الصوت، وخرجت برفقة صديقتها وحينها تخيلت الفتاة “مالكة المنزل” أن هناك شخص ما بالبحيرة ولكن عندما وجهت ضوء الكشاف الكهربائي إليه لم ترى شيئا سوى غصن شجرة ثم دخلت الغرفة ونامت هي وصديقتها.

أهوال عالم غريب:

وفي الصباح ذهبت الفتاة للجامعة كعادتها برفقة صديقتها، وعندما رجعت وجدت أباها يخبرها بأنها لم تلاحظ وجود قطة ميتة بجوار باب غرفتها، فدخلت الفتاة غرفتها ولم تلقي بالا حيث أنها تملك الكثير من العمل الشاق للجامعة، قضت الفتاة ساعات طوال وانتصف الليل ولم تنهي بعد العمل، فقررت الذهاب إلى المطبخ لإحضار فنجان قهوة ساخن لإنهاء ما تبقى، ولكن أثناء عودتها من المنزل رأت شخصا عند البحيرة فاعتقدت أنه والدها وذهبت إليه لتسأله عن سبب بقائه في تلك الساعة المتأخرة وحيدا، ولكنها لم تجد أباها بل وجدت شخصا محروقا ملامحه متداخلة ودامية لم ترى من وجهه سوى عينيه الجاحظتين فأغمي عليها.
واستفاقت الفتاة ووجدت نفسها في حجرة نوم والدها ويسألها عن السبب فحكت له ما حدث ولكنه أرجعه إلى إرهاقها بالعمل، ومن بعدها صارت الفتاة تراه كلما أغمضت عينيها وذهبت في النوم لتستيقظ من ألم ما تراه في المنام وتجد آثار الحروق في جسدها؛ قررت الفتاة ألا تنام ثانية وانشغلت مع صديقتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مرة وجدت رجل يدعي قراءة المخطوطات الغريبة فتذكرت الكلمات الغريبة فأرسلتها له وعلى الفور طلب منها مقابلته لضرورة الأمر، وعندما التقيا قصت عليه كل ما حدث معها، وعندما سألها عن صديقتها أخبرته بأن لها يومين لم ترها فقرر الرجل الذهاب إليها لأنها في خطر، وبالفعل حينما وصلا اشتما رائحة حريق ووجدا صديقتها محترقة بالنيران، فاتصل الرجل بسيارة الإسعاف وحينما همت الفتاة بمصاحبة صديقتها منعها مخبرا إياها أن عليهما مهمة واجبة لإنقاذها وإنقاذ صديقتها.
أعلمها الرجل أن تتحايل على والدها لإخراجه من المنزل حتى لا يصيبه مكروه كحال صديقتها وبالفعل نجحت الفتاة في ذلك، وفور وصولهما للمنزل تمتم الرجل بكلمات غريبة أغمي على الفتاة إثرها وعندما استفاقت وجدت نفسها في نفس المنزل ولكنه يبدو غريبا والشجرة صغيرة والبحيرة نفسها ووجدت شخصا يركض تجاهها ويدخل في غرفتها وعندما تحدثت إليه لم يجبها، ومن ثم ركض خلفه شبان كثر ليلحقوا به ولكنه كان قد أوصد باب الغرفة على نفسه فأضرموا النار بالغرفة وحينما حاولوا إخمادها لم يستطيعوا، وبعد فترة كانت النار قد انطفأت ولكنه كان قد احترق بالفعل كليا، إنه ذلك الرجل الذي ظهر إليها مسبقا ودائما ما يحاول أذيتها في نومها، مازال على قيد الحياة ولكن هؤلاء الأشخاص ربطوه بغصن وهم يعلمون أنه حي وألقوه في البحيرة حتى يزول أثر جريمتهم.جاء والده فلم يجد الابن وعلم بما حدث معه من الأشخاص قساة القلب، فقرر استرجاع ابنه المفقود فعمد إلى كتابة تلك الأشياء الغريبة على جدار الغرفة والتي قرأتها الفتاة فقامت باستدعاء تلك الروح لتظهر من جديد، فحالما مات الوالد ذهبت الروح، وأصبح المنزل لا يقرب عليه أحد لاعتقاد كل من حوله أنه مسكون بالأرواح إلى أن استأجره والدها، ومن بعدها استفاقت الفتاة ليسألها الرجل مباشرة عن مكان جثمانه فأشارت إلى البحيرة ولكنه للأسف لا يسبح بالماء والفتاة تخاف من أن تراه من جديد بذلك المنظر البشع، وفي النهاية تمالكت نفسها واستجمعت قواها ونزلت للماء فوجدته وقامت بسحبه، ودفنه الرجل ومن بعدها عادت الحياة لطبيعتها كأن شيئا لم يكن.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي