الفصل الخامس(5) .

بعد مرور عام كامل

في مكتب دكتور رؤوف . . .

كان رؤوف يجلس كعادته مؤخراً مع قاسم يراجع بعض الأوراق المهمه الخاصه بإحدي القضايا و لكن قاطعهم صوت الهاتف .

مجهول : دكتور رؤوف .
رؤوف با ستغراب : معاك يا فندم اتفضل .
مجهول : بطل تدور ورا الناس الي أكبر منك و بلاش تلعب بالنار احسن انت اللي هتتحرق في الأخر .

رؤوف باستغراب : مين معايا .

مجهول بسماجه : هه مش مهم تعرف أنا مين بس انت لو رجعتش عن الي بتعمله ده النهايه مش هتعجبك و بعدين ما تنساش انك عندك الي تخاف عليه .

رؤوف بغضب : قصدك ايه .

مجهول : مقصدش حاجه و اعمل حسابك ده أخر تحذير ليك و اه سلملي علي الأمورة الصغيرة مش اسمها لين بردو .

رؤوف و قد بلغ غضبه النهايه : أخرس يا حيوان اياك تجيب اسمها علي لسانك مره تانيه ل. انت ولا عشرة زيك تقدروا تلمسوا شعره واحده منها .

مجهول : هههههههه هههههههه ههههههههه .

ثم أغلق الهاتف في وجه رؤوف الذي امتلأ قلبه بالغضب و الخوف علي وحيدته .

قاسم بقلق : خير يا دكتور في حاجه و لا ايه .
رؤوف و هو يحاول العودة الي طبيعته : اه أنا كويس مفيش حاجه أنا بس كنت عايز أكلمك في موضوع مهم .
قاسم بانتباه : خير يا دكتور في حاجه .

رؤوف : انت عارف معزتك عندي اد ايه و انك ابني الي مخلفتوش .

قاسم بحيرة و استغراب : أيوة طبعاً و ربنا وحده الي يعلم معزتك عندي ايه بردو .

رؤوف بجديه : أنا بوصيك لو جرالي حاجه تاخد بالك من لين و تحطها في عنيك هي ملهاش اي حد في الدنيا غيري انا و لو علي أهلي فهما اعتبروني مت من ساعة ما اتجوزت مامت لين الله يرحمها و قررت استقر في مصر ابويا و اخواتي ميعرفوش عني حاجه من سنين و انا دلوقتي مفيش عندي الي استأمنه علي بنتي غيرك .

قاسم : في عنيا يا دكتور و ربنا يخليك ليها لحد ما تطمن عليها بنفسك .

رؤوف بجديه : مش عارف ليه انا قلبي مقبوض و حاسس أنا في حاجه وحشه هتحصل و عشان كده انا عملتلك تنازل عن إدارة المكتب عشان لو جرالي حاجه انت هامشي الدنيا كأني موجود بالضبط أنا بأمنك دلوقتي علي بنتي و اسمي أتمني تحافظ عليهم و تكون قد المسؤوليه .

قاسم بتوتر : بس يا دكتور دي امانه و مسئوليه كبيرة أووي عليا و أنا مش متأكد إذا كنت هقدر عليها و لا لأ .
رؤوف بثقة : متقلقش أن شاء الله انت هتكون قد المسئولية أنا واثق فيك .
قاسم بتسائل : بس انا يا دكتور مش عارف حضرتك ليه مش عايز تبلغ البوليس عن التهديدات الكتيرة دي
و هما يتصرفوا مع الناس دي.

رؤوف : احنا رغم كل الي وصلنا له لحد دلوقتي لسه مفيش معانا أدلة إدانه كافيه عشان الموضوع يوصل للبوليس لو الادله دي قدمنها مش هروح فيها غير الصغيرين إنما الرؤوس الكبيرة مفيش اي حاجه هتمسها و مش هو ده الي انا عايزه بالعكس لو قدرنا ندين الناس الكبيرة دي يبقي احنا فعلاً قدرنا نقضي علي الفساد .
قاسم بفخر : تعرف يا دكتور أنا فخور بحضرتك جداً و فخور اني بشتغل معاك و إن شاء الله ربنا هيقدرنا و هنقضي علي كل فاسد بسخرية في أرض الوطن .

رؤوف بابتسامه هادئه : إن شاء الله .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



بعد مرور شهر . . . . . . .

كان هذا اليوم حاسماً بشده في حياة لين نعم إنه يوم ظهور نتيجة الثانويه العامه هذا اليوم الذي انتظرته كتيراً اليوم الذي سيتحدد فيه مصيرها اليوم الذي يتوقف عليه تحقيق أحلامها و آمالها لماذا تسير هذه الدقائق بطيئة هكذا كأنها ساعات طويله جيداً ؟ . . . . . . . .

هاا أخيراً قد تم فتح الموقع الذي سوف يتم معرفة النتيجه من خلاله لماذا سرعة الانترنت بطيئة هي الأخري  يا الله فهي لا تستطيع الانتظار . . . . . . . . . . . . .

رشا بقلق و رعب تزيده لين بخوفها الشديد : يا بنتي اهدي حرام عليكي انا مرعوبه لوحدي .

لين و هي تقضم أظافرها و تهز قدمها بسرعه و توتر : أعمل ايه مش قادرة أن مش عارفه البحث بطئ ليه انا حاسه قلبي هيقف .

رشا و هو تبتلع ريقها بخوف و تسحب اللاب توب من أمامها : طب هاتي كده أما اجرب انا .

و بعد عدة ثواني كانت الفتاتان قد وصل صبرهما الي منتهاه و أخيراً ظهرت نتيجة لين . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . .

رشا و هي تصرخ بفرح لرفيقتها و تحتضنها بشده : لولو . .  عااااا . . . مبروك يا قلبي ألف ألف مبروووك ٩٩٪ لولولولي .
لين بعدم تصديق : لأ اكيد بتهزري الحمد لله الحمد لله .
رشا بقلق و هي تنتظر نتيجتها  حتي ظهرت علي الشاشه هي الأخري : ااااه الحمد لله ٩٦٪ عااااااا.
لين و هي تحتضنها : عااااااا مبروووك ي قلبي مبروووك .

صفاء و هي تدخل الي غرفتهم لتطمئن عليهم : ها يا حبايبي عملتوا ايه ايه الاخبار .

لين و رشا و هما يحتضناها بشدة : نجحنا داده نجحنا الحمد لله .

صفاء بحب و فرحه و هي تحتضنهما بحنان : ألف مبروك يا حبايبي ألف ألف مبروك .

لين بفرحه : الله يبارك فيكي يا داده امال بابا فين عشان أفرحه .
صفاء بابتسامة حنونه :  في مكتبة تحت يا حبيبتي روحي فرحيه .

تركت لين رشا و صفاء في غرفتها و ذهبت راكضه الي غرفة المكتب لتذف هذا الخبر السعيد الي أبيها الحبيب كم هي فرحه بأنها حققت أولي أحلامها و أنها و أخيراً خطت أولي خطواتها في طريق تحقيق أهداف و أحلامها .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في غرفة المكتب . . . .

كان رؤوف يجلس شارداً خائفاً فقد تلقي مكالمه من هذا المجهول مره أخري فهو منذ أكثر من شهر و هو يتلقي التهديد بشكل يومي  حتي زاد الأمر عن حده و قرر أنه بنهاية هذا الشهر أن يقدم جميع الأوراق التي بحوزته الي الشرطه حتي يقضي علي هؤلاء الجبناء فتهديداتهم الدائمة ما هي إلا دليل علي خوفهم و هي أيضاً دليل قوي علي أنه يسير في الطريق الصحيح و لكنه لا يعلم ما سر خوفه و انقباض قلبه الذي يشعر به منذ هذه المكالمه الذي  تلقاها منذ قليل فهي ليست الاولي و لكنه لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور و أثناء شرودة سمع صوت طرقات علي باب مكتبه يعرفها جيداً فمن غير هذه المشاكسه يجرؤ علي ازعاجه بهذه الطريقة سواها ابتسم بحب و هو يسمح لها بالدخول .

رؤوف بحب : ادخلي يا أوزعه .

لين بغضب : بابا مين الاوزعه دي انا كنت جاية اقولك خبر سعيد و انت بتهزقني .

رؤوف و هو ينهض من كرسيه و يذهب إليها و يجذبها بين أحضانه و هو يقبل رأسها لا يعلم لماذا و لكنه يشعر بحاجه الي هذا العناق و سبحان الله كان لهذا العناق طعم مختلف و كأنه يريد أن يظل هكذا يحميها بين أحضانه من أي شيء من الممكن أن يؤديها أو يمسها بسوء .
رؤوف و هو أخيراً يخرجها من بين أحضانه : ها حبيبتي هتفرحني بايه .
لين بفخر : احم . . . احم . . . انا نجحت و جبت مجموع ٩٩٪ .
رؤوف و هو لم يستوعب ما قالته مشاكسته : ايه بتقولي ايه .
لين بفرحه : ايوه يا بابا انا الحمد لله نجحت و جبت مجموع ٩٩٪ .

رؤوف و هو يحتضنها بحب و فخر : ألف مبروووك يا حبيبتي ألف ألف مبروووك .

لين بمشاكسه : لأ يا حبيبي انت مش هتضحك عليا . . تؤ . . تؤ مينفعش مبروووك الحاف دي .

رؤوف بضحكه مرتفعة : هههه ههههه ماشي يا ستي شوفي انت عايزة ايه و انا هعملهولك .

لين بتفكير و حيره : اممم . . . هنخرج نتعشي بره و بعدين توديني الملاهي و تشتريلي كل الي انا عايزاه .
رؤوف بابتسامة : بس كده يا ست البنات روحي اجهزي و قولي لداده تجهز  عشان هنخرج كلنا مع بعض بليل كده  يا ستي .

لين و هي تقفز بفرح و تصفق بسعاده  و تحتضن والدها و تقبلة بحب : شكراً . . . شكراً . . . يا أحسن أب في الدنيا كلها .

ركضت لين الي غرفتها بسعادة و سرور و تركت خلفها والدها الذي ينظر بحب في أسرها و هو يدعوا الله أن يحميها و يحفظها من كل مكروه فهو لن يستطيع تحمل أن تتاذي أو تتالم تنهد بإرهاق ثم عاد مره أخري إلي مكتبه و قام بارتداء نظارته و قام بأخذ إحدي الكتب الموضوعه أمامه و شرع في قرائتها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في دار الأزياء الخاصه ب ماريا رشيد كانت ماريا تجلس في مكتبها تمسك بقلمها و أوراقها تعمل علي إنهاء بعض التصميمات و أثناء انشغالها سمعت صوت طرقات علي باب الغرفه فأذنت بالدخول فوجدت الطارق سيده أربعينية تعرفها جيداً .

ماريا بعمليه : أهلاً يا مدام اتفضلي .

زينب بغرور : أهلا بيك معاكي زينب هانم الشريف من عيلة الشريف أكيد حضرتك عارفه الاسم .

ماريا بتأكيد : طبعاً أكيد حضرتك غنيه عن التعريف مين مبعرفش عيلة الشريف ملوك الموضه و الفاشن .

زينب و قد زاد غرورها : بصراحه انا عاجبني جداً كذا فستان هنا .

ماريا برقي : طبعاً يا فندم المكان كله تحت أمرك .

زينب بغرور : ميرسي . . . . انا مش عارفه انا حاسه ان انا شوفتك قبل كده بس فين مش عارفه .

ماريا بمراوغه : بجد ! . .  احنا هنروح فين من بعض اكيد هتفتكري انا موجودة أصلاً عشان افكرك .

زينب بعدم فهم : عفواً . . تقصدي ايه ؟ ! انا مش فاهمه .

ماريا بابتسامه و هي تنهض من مكتبها : أبداً  مقصدش حاجه اتفضلي انا هشوف  بنفسي الفساتين الي عاجبة حضرتك و كمان هنعملك تخفيض جامد اتفضلي معايا  .

زينب بغرور و هي تتبختر في مشيتها : احم يلا بينا .
ذهبت ماريا معها و قامت بالاهتمام بما اختارته و قامت بتخفيض الاسعار لها . . اما زينب فقد زاد غرورها و ظهر بوضوح في حديثها و شراءها فقد قامت بشراء ما يزيد عن خمسة عشر فستان و بعد أن رحلت ظلت ماريا تنظر في أثرها و هي تبتسم بسخرية فهي زينب و ستظل زينب .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في منزل عائلة الشريف

كان قاسم يجلس في غرفته يشاهد التلفاز حتي سمع صوت والدته .
قاسم : اتفضلي يا ماما انت بتستأذني يا ست الكل .
فاطمه بحنان : انت قاعد لوحدك ليه يا قلب ماما انزل اقعد مع باباك تحت .
قاسم بملل : ماما حضرتك عارفه ان أنا مش بحب اقعد مع بابا . . ليه كل اما تشوفيني لازم تطلبي مني أن انزل اقعد معاه .
فاطمه بعتاب : لانه بكل بساطه باباك و لازم تستحمله و تقعد معاه انت ليك أب واحد بس مش ميه .
قاسم بغضب : ماما أنت عارفه ان الخلافات الي بيني و بين بابا مش وليدة اليومين دول و لا المشاكل الي حصلت اليومين دول لأ دي من لما كنت صغير .

فاطمه بعتاب : بس يا بني ده أبوك دا ربنا أمرك بالاحسان إليه و طاعته حتي لو كافر مينفعش كده انت لو قربت و هو ضايقك و انت عديت و كلمته تاني و ضايقك و كظمت غيظك و رحت كلمته تاني و ضايقك و انت اتحكمت في غضبك هو بنفسه هيزهق و هيعاملك كويس .

قاسم بسخرية : انت بتتكلمي يا ماما زي ما تكوني متعرفيش بابا .

فاطمه : لأ يا حبيبي انا بقولك كده عشان أنا اكتر واحده عارفة باباك و عارفه اد ايه هو طيب و حنين بس هو الي مش بيحب يبين ده .

قاسم بتجاهل : إن شاء الله يا ماما تبقي انزل بس أرجوك سبيني علي راحتي دلوقتي .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي