الفصل الثالث

زهرة : " ما الذي تفعله عندك يا حسين ؟ ، لم تكن من عادتك ان تدخل المطبخ . "
ينظر لها حسين بـ حبٍ و بتلك العينان التي تحتضن زوجته و حبيبته زهرة ، يقترب منها و هو يحمل صينية يوضع عليها الطعام و كوب واحد من عصير البرتقال و يقدمه لها ، تنظر زهرة الى صينية الطعام و تأخذها من زوجها حسين و تقول له .
زهرة : " لماذا كوب عصير برتقال واحد عليها ؟ . "
حسين : " لأني أحضرت لكي هذا الطعام وحدك و انا قد تناولت طعامي بسرعة وانا اقف اعد طعامك لذلك كوب عصير واحد ، و من اليوم الى ان تلدي طفلنا الذي ننتظره بـ شوقٍ سوف احضر انا لكي الطعام كل يوم قبل ان اذهب الى العمل . "
زهرة تمسك بـ يد زوجها حسين و تربط عليها بـ حنية و تقول له
زهرة : " سوف أعتاد على هذا الدلع يا حسين . "
حسين : " اعتادي يا حبيبتي و انا كلي لكي و لطفلنا القادم ، المهم الان ان تهتمي بـ نفسك و تأخذي الفيتامينات التي كتبها الدكتور لكي في ميعادها و لا تتحركي كثيراً . "
زهرة : " كيف لا اتحرك ؟ و انا سوف اذهب الى المدرسة ! . "
حسين : " لن تذهبي الى المدرسة ، سوف اذهب اليها أولاً قبل ذهابي الى الشركة ، لكي اقدم على طلب إجازة حتى ميعاد الولادة . "
يمسك حسين بـ يد زوجته بـ حب و يقول لها .
حسين : " حبيبتي .. كما تعلمين أن هذا الحمل جاء بعد سنين و طول انتظار ، و أيام يأسٍ قد مرت علينا ، لا اريد ان يحدث لكي و لا لـ طفلنا أي مكروه حتى تمر شهور حملك على خير ، اعتني بنفسك جيداً ، و سوف تأتي لكي أمي اليوم تجلس معكي و تطمئن عليكي ، ليتك تعلمين كم كانت فرحتها عندما علمت انكِ حالمل يا زهرة ، كانت في غاية السعادة . "
زهرة : " أعلم هذا يا حسين ، فـ انا أحبها و اعتبرها مثل امي . "
حسين ينظر الى الى التي في يده ليجدها السابعة و النصف ، فـ يقول .
حسين : " زهرتي .. لقد اخذنا الكلام و سرقنا الوقت ، لقد تأخرت على العمل و غير ذلك سوف أذهب إلى مدرستك لكي اقدك لكي على الإجازة ، اعتني بـ نفسك حبيبتي . "
ثم يضع حسين قُبلة على خد زوجته زهرة و يذهب الى عمله .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
بعد ان خرج حسين من البيت ذهبت زهرة الى غرفتها لـ تقف امام مرآتها و تلمس بـ يدها بطنها و هي مبتسمة و سعيدة بـ حملها ، لتنظر مرةً أخرى في المرآة لتتذكر طفولتها و يعود بها العقل الى الماضي لسنوات قد مضت بـ حلوها القليل و مُرّها الكثير ، لقد شرد عقلها و اخذها الى تلك الطفولة المليئة بـ الأحزان ، منذ وفاة والدتها و هي بـ عُمر ال خمس سنوات ، لا تتذكر ملامح أمها سوى القليل منه لا تتذكر سوى تلك الصوت الذي كان يوقظها على أجمل قُبلة توضع على خدها ، تتذكر تلك الحضن الدافئ الذي لم تتذوقه منذ وفاة أمها ، انها الأم ..
فقد رحلت أم زهرة وهي بـ عمر الخمس اعوام أصيبت بمرض لم يتحمله جسدها الضعيف فـ إلتهم روحها ، عاشت زهرة في بيتها مع والدها و جدتها من والدتها هم الثلاثة حيث لم يكن لديها اشقاء ، لم ينجب والديها سواها و بعد ان بلغت سن السبع سنوات توفي والدها في حادث لـ تعيش وحيدة مع جدتها من والدتها في بيتهم الريفي الجميل الذي يحيطه الأشجار من كل اتجاه و يطل على بحيرة طرابزون الشهيرة في تركيا ، و يقع بـ جوارهم منزل حسين زوجها ، حيث كانت والدة حسين السيدة أصلهان صديقة لـ والدة زهرة ، و بعد وفاة والدة زهرة اعتنت السيدة أصلهان مع جدة زهرة بالطفلة الصغيرة ، و ذاد هذا الإهتمام بعد وفاة والد زهرة ، فلم يعد هناك بالمنزل سوى زهرة و جدتها التى أمد الله في عمرها الى ان كبرت زهرة و تزوجت حسين جارهم ، الذي كان يحب زهرة منذ الطفولة ، أحبها لـ جمالها و خجلها ، أحبها لـ رقتها وطيبتها الحنونة منذ ان كانت طفلة و هي تحن على كل من حولها ، لقد اهتمت السيدة اصلهان بـ زهرة و اعتبرتها مثل ابنتها زينب ، كانت تعد لها الطعام مثل ما تعد لأبنائها ، كانت عندما تستيقظ لـ توقظ ابنائها الصغار حسين و زينب تشد ذلك الحبل المربوط بـ جرس معلق على شباك غرفة زهرة لكي توقظها للمدرسة أيضاً ، كانت السيدة اصلهان و جدة زهرة يرون حب حسين لـ زهرة ، و كانوا يتمنون أن يكونوا من نصيب بعضهم عندما يكبرون ، و هذا ما حدث بالفعل ، وقتها شعرت جدة زهرة بـ ان رسالتها قد انتهت ، بعد ان أوصلت حفيدتها زهرة الى بيت زوجها حسين و اطمئنت عليها اقتربت من السيدة اصلهان و قالت لها : " الأن أموت و انا مطمئنة على زهرة ، كنت أعلم ان الله قد رزقني الصحة و يمد في عمري من اجل حفيدتي زهرة ، فهي لا احد لديها بعد وفاة امها و ابيها سواي ، و الان قد أكملت رسالتي ، و شعرت بالراحة و الأمان عليها بعد ان تزوجت حسين ، فـ لن أجد أفصل من حسين زوجةً لها ، أعلم كم يحبها و يخاف عليها . "
السيدة أصلهان : " بارك الله في عمرك يا أماه ، زهرة في عيوننا جميعاً ، لا تقلقي عليها . "
جدة زهرة : " أعلم هذا يا سيدة اصلهان . "
السيدة اصلهان تسند جدة زهرة لكي توصلها الى منزلها و تطمئن عليها ، ثم تذهب الى بيتها ..
و بعد يومين من زواج زهرة و حسين توفت جدة زهرة ، مما ادخل الحزن مرة اخرى كـعادته الى قلب زهرة بدون استأذان ، كأن الحزن يعرف عنوانه الى قلبها .
كانت زهرة دائماً ما تأبه ان تفرح ، فـ كم من حزن جاءها بعد فرح ، تجدها تاره تنظر الى عيونها في المرآه و تاره تنظر الى بطنها و هي تتحسسها في المرآه و كأنها تتحسس جنينها بـ يدها ، يزداد قلها ، فـ هي الأن تخالطها مزيج من مشاعر السعادة و الخوف من ان تسلب منها الحياة ذلك الحلم الذي حلمت به و تمنته ، و هو ان يكون لديها اسرة و عايلة كبيرة ، تعوضها عن ما حُرمت منه في طفولتها ، تمنت زوج حنون و بيت يملؤه الأطفال ، شعرت وكأن قلبها له جناحان وبدأ يرفرف مكانه من شدة الفرح و السعادة بـ حملها لـ طفلها الأول ، و ما هي الا عدة أسهر و تحتضن طفلها و تحمله بين ذراعيها ، و ها هو حلمها في أول خطوة للتحقيق بدأت زهرة تقترب من حلمها أخيرا ً بعد خيبات امل مرت بها ، و لكنها لم تيأس و كانت تعلم دائماً ان الله سوف يعوضها عن ما حُرمت منه لـ طيبة قلبها .
و فجأة و اثناء وقوف زهرة امام مرآتها تتذكر طفولتها رن جرس الباب ، لـ تذهب زهرة و تفتح الباب حيث تجد السيدة أصلهان والدة زوجها حسين .
السيدة أصلهان : " زهرة حبيبتي .. مبروك على الحمل يا حبيبتي . "
زهرة : " الله يبارك فيكي يا أمي أصلهان ، تفضلي . "
تدخل السيدة اصلهان و هي تحمل الكثير من الشنط ثم تضعهم على طاولة المعيشة و تقوم بـ فتحها واحدة تلو الأخرى ، لـ تنظر لها زهرة بـ إبتسامة و تقول لها .
زهرة : " ما كل هذه الشنط يا أمي ؟ و لمن ؟ . "
السيدة أصلهان : " ماذا تعتقدين يا زهرة ؟ بالتأكيد لـ حفيدي الغالي ، انها أمنية حياتي أن احمله بيدي و أشم رائحته و انظر الى وجهه الملائكي ، ياااااه يا زهرة كم تعلمين مدى سعادتي بـ هذا الخبر السعيد . "
زهرة : " أعلم يا أمي جيداً مدى سعادتك ، أنا أيضاً مشتاقة لرؤيته كثيراً ، اتمنى ان تمر الشهور الباقية من الحمل سريعاً . "
السيدة أصلهان : " و انا أيضاً اتمنى ذلك ، و لكن تعالي هنا بجواري يا زهرة لكي ترين ما اشتريته من اجل حفيدي الغالي . "
تضحك زهرة و تقول .
زهرة : " و كيف تظنين انه ولد ، و من المحتمل ان يكون بنت . "
السيدة اصلهان : " هذا الإحتمال أيضاً في في حساباتي ، لذلك احضرت ملابس كثيرة تناسب المولود الولد و البنت ، شاهدي يا زهرة الى الوانها الجميلة ، أتعجبك ؟ . "
تمسك زهرة بـ ملابس المولود و تقول ، انها كثيرة و جميلة حقاً و الوانها ناعمة ، شكراً لكي يا امي . "
فـ تحضن زهرة حماتها و تقول لها .
زهرة : " اشكرك كثيراً يا امي على هذه الهدية الرائعة . "
السيدة أصلهان : " لا تشكريني يا زهرة ، انا التي اشكرك كثيراً على هذه الهدية الجميلة منكي ، فـ سوف تأتين لنا بـ أطفال ، لذلك اطلب منكي ان تهتمي بـ طعامك جيداً ، و لا تبذلين اي مجهود ، و سوف احضر انا اليكي من حين لآخر للاطمئنان عليكي . "
زهرة : " اتركك يا امي واذهب الى المطبخ لتحضير الطعام . "
تمسك السيدة أصلهان بـ يد زهرة و تقول لها ، أي طعام سوف تحضريه اليوم ! لقد احضرت لكما الطعام اليوم ، و سوف نتناوله سوياً ، تعالي معي الي المطبخ لنفرغ هذه الشنطة الكبيرة ، ان فيها ما تحبونه من الطعام ، ماذا تعتقدي ان اكون قد احضرت ؟ . "
زهرة تنظر الى شنطة الطعام و تضحك و تقترب منها لكي تشم ما بداخلها لكي تعرف ما نوع الطعام ، فـ تجده وجبتها الأساسية ، انها وجبة السمك المقلي و المشوي ، و تقول .
زهرة : " انه السمك الذي أحبه حقاً انها افضل وجبة عندي ، و سمعت من الطبيب ما مدي فائدتها للحامل . "
السيدة اصلهان : " لذلك احضرت لنا السمك ، هيا ندخل المطبخ لتجهيزه و لكن قبل ذلك ادخلي هذه الملابس الصغيرة دخل الشنط ثم ابدائي من اليوم في تجهيز غرفة البيبي الجديد . "
زهرة. : " من اليوم ! . "
السيدة اصلهان : " نعم من اليوم . "
تضحك زهرة و السيدة أصلهان معاً ، ثم يبدأون في تجهيز و وضع ملابس المولود في خزانة الملابس الخاصة بـ غرفة الأطفال . "
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
حاولت السيدة أصلهان تعويض زهرة عن امها منذ صغرها ، فـ كانت تعاملها بـ كل حنان و عطف ، و اليوم تساعدها و تساندها في هذه الفترة من الحمل حتى تطمئن عليها . كانت تعامل زهرة مثل ابنتها تماماً ، و كان هذا السبب في غيرة زينب ابنتها من زهرة ، حيث كانت زينب ترى ان زهرة هي الطفلة المدللة عند أمها ، و كان الجميع يحب زهرة لجمالها و رقتها ، لم تلتفت زينب شقيقة حسين الى الظروف التي مرت بها زهرة من موت امها ثم فقدانها لأبيها ، لم تعي الى الظروف التي تسببت في آلام كثيرة لـ زهرة ، مما جعل الجميع يهتم بها .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
مرت سهور حمل زهرة كما تمنت بـ أيامها الهادئة الجميلة و المليئة بـ السعادة والإحتواء الذي شعرت به دائماً من زوجها حسين ، و أيضاً لم تتركها السيدة اصلهان لحظة الى ان جاء ميعاد الولادة الذي حدده الطبيب لها ، حيث استيقظت مبكراً ، و ارتدت فستانها الوردي المنقوش بزهور لبنية و بيضاء ، و اخذت الشنطة التي كانت قد احضرتها من شهور للمولود ، حيث كانت عندما تتذكر شيء كانت تضعه في حقيبة المولود ، ذلك اليوم الذي انتظرته زهرة و زوجها حسين بعد صبرٍ طويل ، لاحظت زهرة أن حسين لم يكن في الغرفة ظنت انه في المطبخ لتجهيز طعام الفطور ، و لكنها للحظة تذكرت انها ممنوعة من تناول الطعام قبل الولادة ب ساعات كثيرة لكي تكون جاهزة لـ دخول غرفة العمليات ، سمعت صوت في الخارج ، انه زوجها حسين يقوم بـ تجهيز السيارة للذهاب الى المستشفى ، نادت عليه ، فـ نظر لها ، ثم ترك ما بيده و دخل الشقة لـ يجد زوجته زهرة قد انتهت من ارتداء ملابسها و تحضير حقيبة الولادة الخاصة بها و بالمولود ، اقترب منها حسين ، و امسك بـ يدها لـ يجدها باردة الى حد كبير ، نظر اليها و قال لها .
حسين : " حبيبتي هل انتي بخير ؟ لماذا يداكي باردتان هكذا ؟ . "
زهرة : " لا تقلق يا حبيبي ، انا فقط خائفة و قلقة و سعيدة ، بـ داخلي مشاعر كثيرة ، انه اليوم يا حسين الذي انتظرناه كثيراً ، لا اعرف كيف أوازن نفسي ، أشعر كأني اريد البكاء من الفرحة والقلق . "
حسين يحضن زوجته لـ يشعرها بـ الأمان .
حسين : " حقاً يا حبيبتي انه اليوم الذي انتظرناه كثيراً ، ليس امامنا سوي ساعات قليلة لكي نحمل بعدها طفلنا ، لا تقلقي افرحي يا زهرة ، لقد بكت عيناكي كثيراً و اليوم يومك ان تفرحي و نفرح جميعاً ، اتعلمين انني لم أنم منذ البارحة ، لقد كنت مستيقظاً طوال الليل من شدة الفرحة احضر السيارة في الحديقة بـ الخارج ، هيا يا حبيبتي ، أمي سوف تحضر الى المستشفى و تكون معنا اليوم . "
زهرة تاخذ حقيبة المولود و تخرج من البيت هي و زوجها حسين و يركبون السيارة للذهاب إلى المستشفى ، و هناك وجدوا والدة حسين السيدة أصلهان تجلس على احد مقاعد المستشفى ، يتجهون اليها .
زهرة : " صباح الخير يا أمي اصلهان ، لقد جئتي قبلنا ، لماذا لم تأتي معنا في السيارة ؟ . "
السيدة اصلهان : " كنت اريد الذهاب الي بعض المحلات لشراء ما يلزمك انتي و حفيدي اليوم . "
حسين : " يا امي انتي قد اشتريتي اشياء كثيرة تكفي . "
السيدة أصلهان : " انت رجل و لا تعرف شيئاً عن احتياجات الأم و طفلها ، دع هذا الامر لي انا انه أسعد يوم في حياتي . "
تحتضنها زهرة بـ حبٍ و تقول لها .
زهرة : " أدامك الله في حياتي يا امي . "
السيدة اصلهان : " و أدامك انتي أيضاً يا حبيبتي زهرة . "
تقترب منهم ممرضة و تسأل زهرة .
الممرضة : " مدام زهرة هيا ادخلي غرفتك لكي تجهزي الى دخول غرفة العمليات للولادة . "
زهرة : " حسناً ، هيا يا حسين تعالى معي لـ تساعدني . "
يذهب حسين مع زوجته زهرة و الممرضة لكي يساعدوا زهرة على التجهيز للولادة ، و تنتظر السيدة أصلهان بـ الخارج تجلس على احد المقاعد امام غرفة العمليات تنتظر خروج زهرة و حفيدها الذي تنتظره بـ إشتياق ، و بعد دقائق يخرج حسين من الغرفة ، و يخبر والدته ان زهرة قد دخلت غرفة العمليات في هذه اللحظة ، لتضع السيدة اصلهان يدها على قلبها من الخوف و القلق الشديد على زهرة و طفلها و تقول .
السيدة أصلهان : " يا رب طمئن قلبي على زعرة ، فهي إبنتي التي لم أنجبها ، اخرجها بسلام هي و طفلها و ارزقني النظر اليهما بـ سعادة و إطمئنان عليهما . "
يقف حسين في حالة من التوتر لا هو جالس على مقعده و لا هو واقف ، تجده لحظة يجلس و لحظة يقف و يقترب من باب غرفة العمليات ينظر في ذلك اللوح الزجاجي الذي يكشف ممر غرفة العمليات من الداخل ينتظر خروج زوجته و طفله .
و بعد دقائق تنظر السيدة أصلهان لـ تجد ابنتها زينب و طفلتها أوزار ممسكة بـ يدها .
السيدة أصلهان : " ها لقد أتت اختك زينب يا حسين . "
حسين : " اهلا يا زينب . "
زينب : " اهلا يا حسين ، أهلاً يا أمي ، اين زهرة ؟ و كيف حالها الأن ؟ . "
حسين : " دخلت منذ ربع ساعة فقط غرفة العمليات ، و نحن في انتظارها . "
زينب : " إطمئن يا حسين ، سوف تكون بخير يا اخي هي وطفلها ، لم يتبقى سوى دقائق و تحمل ابنك بين يدك يا حسين . "
حسين : " اشعر و كان قلبي سوف يتوقف في هذه اللحظة من شدة الفرح ، و لكني الأن قلق بـ شدة عليها . "
السيدة أصلهان : " ان شاء الله سوف تكون زهرة بخير هي وطفلها . "
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
مرت نصف ساعة على وجود زهرة في غرفة العمليات ، ازداد قلق حسين بشدة و نهض من مقعده و اقترب من باب غرفة العمليات ينظر الى الداخل ليجد الممرضة تخرج اليهم و هي تحمل في يدها طفل ملفوف في احد الأغطية الخاصة بـ المولود ، فـ نظر اليها حسين و كانت المفاجأة .
كانت مفاجأة الحياة كما أخذت من زهرة أعطتها ، خرجت الممرضة و معها المولود ، اعطت الممرضة المولود ل حسين و قالت له مبروك لقت رزقت إنه ولد ، ماذا تريد ان تسميه ، حمل حسين ابنه و هو في سعادةً كبيرة ، حيث كانت عيناه بدأت تدمع من شدة الفرح ، نهضت والدة حسين مسرعة تقترب من ابنها لـ ترى حفيدها و هم في سعادةً لا توصف ، و كانت المفاجأة أن تدخل عليهم ممرضة أخرى و في يدها طفلين أخرين و تقترب من حسين و تقول له مبروك يا أبو البنات ، لـ ينظر لها حسين و هو يحمل ابنه في دهشة و يقول لها .
حسين : " أبو البنات !! إن في يدي إبني و هو ولد ، كيف ابو البنات ؟! . "
لـ تقترب منهم الممرضة و تعطيه ما بـ يدها ، و تقول له .
الممرضة : " ما بيدك هو ابنك الأول ، و هاتان بنتان مثل القمر المنير يوم بدره ، لقد رزقت يا سيد حسين بـ ثلاث أطفال ولد و بنتان ألف مبروك . "
فـ يعطي حسين طفله الاول لـ والدته السيدة أصلهان و يأخذ من الممرضة الطفلتان و هو في حالة من المفاجاة التي لا يقدر على وصفها ، حملهم من فرحته لم يستطيع الوقوف على قدمه ، فـ جلس على المقعد المجاور له و هو ينظر الى أطفاله ابنه الذي تحمله والدته السيدة أصلهان و بناته اللتان في يده ، ينظر اليهم و هو لا يصدق ما حدث ، حتى سمع والدته تزغرد من شدة الفرح ، و تقول له .
السيدة أصلهان : " الله أكبر ، لقد عوضك الله يا حسين عن صبر طويل ، اكرمك و أكرم زوجتك زهرة بـ ثلاثة أطفال توأم ، مبروك يا إبني . "
تقترب زينب شقيقة حسين منه و تأخذ طفلته المولودة و تحملها بين يديها و هي تنظر لها بـ فرح شديد ، و تقول .
زينب : " ما شاء الله ، بارك الله لك فيهم يا حسين ، كم هي جميلة ، وجهها مثل البدر المنور ، تشبهك يا حسين . انظري الىّ يا صغيرتي أنا عمتك زينب ، و هذه أوزار أبنة عمتك . "
السيدة اصلهان : " لا يا زينب ان الطفلتان تشبهان أمهما زهرة نفس لون عينها الازرق ، لكن الولد يشبه والده حسين ، عينه مثل لون عين شقيقك حسين . "
حسين ينظر الى الممرضة و يقول لها ،
حسين : " طمأنيني على زوجتي زهرة . "
الممرضة : " انها بخير ، و لكن حمل التوأم شيء صعب و سوف تخرج حالاً من غرفة العمليات ، لا تقلق . "
بعد ما يقرب من ربع الساعة ، خرجت زهرة من غرفة العمليات و هي نائمة على السرير نائمة أثر البنج ، نظر اليها حسين و هو قلق عليها ، ثم سأل الطبيب .
حسين : " طمأني يا دكتور كيف حال زوجتي زهرة ، لماءا هي نائمة حتى الأن ؟ . "
الطبيب : " لا تقلق مدام زهرة بخير ، و هي نائمة لم تستيقظ من البنج امامها خمس دقائق و تستيقظ ، أطمئن حالتها جيدة و سوف يأتي الان دكتور الأطفال ليطمئن على صحة الأطفال الصغار ، مبروك يا أستاذ حسين . "
حسين : " شكرا يا دكتور . "
يقترب حسين من زوجته زهرة و هي نائمة ، ثم يمسك بـ يدها و يقبل رأسها و يقول لها .
حسين : " زهرة حبيبتي .. افتحي عينكي ، لقد أنجبتي لنا ثلاثة زهور . "
تشعر زهرة بـ لمسة يد زوجها حسين بـ يدها و تسمع صوته ، لـ تستفيق من نومها ، و تقول .
زهرة : " حسين .. "
تقترب منها السيدة أصلهان و زينب للاطمئنان عليها .
حسين : " نعم يا حبيبتي . "
السيدة أصلهان : " نحمد الله على سلامتك يا حبيبتي ، انظري يا زهرة ، ماذا انجبتي ؟ لقد انجبتي ولد و بنتان ، انظري اليهم يا حبيبتي كم هم مثل الملائكة . "
زينب : " مبروك يا زهرة نحمد الله على سلامتك . "
تنظر زهرة الى أبنائها و هي تبتسم ، فـ يقرب حسين منها أولادها لكي تقبلهم ، فـ تمسك زهرة بيد طفلتها الناعمة النائمة مثل الملائكة و تقبل يدها و تقول .
زهرة : " هذه حياة ، لقد أسميتها حياة ، مع اول لمسة لطفلتي زرعت بـ داخلي حياة . "
ثم تبكي زهرة ، ليمسح دموعها زوجها حسين و يقول لها .
حسين : " لا تبكي يا حبيبتي زهرة من اليوم سوف تفرحين دائماً ، لقد تمنيتي ان يكون عندك اسرة صغيرة ، و قد أكرمنا الله بـ أن يكون عندنا اسرة كبيرة ، كم تمنينا ان يكون لنا طفل واحد ، و قد وهبنا الله بـ ثلاثة ولد و بنتان . "
زينب : " حسين لقد أسمت زهرة طفلتها بـ اسم حياة كم هو اسم جميل ، و انت ماذا ستسمي الولد و البنت الأخرة ؟ . "
لـ يفكر حسين في اسامي لـ أطفاله ، ثم يقول .
حسين : " سوف اسمي الولد فريد و البنت الاخرى رفيف . "
تقاطعه والدته السيدة أصلهان و هي سعيدة و تقول .
السيدة أصلهان : " لـ يكون عندنا الملائكة الثلاثة ، فريد و حياة و رفيف ، ما أجمل أسمائهم بارك الله لكم فيهم يا أبنائي . "
لـ تجلس العائلة في الغرفة يتحدثون في سعادة و فرح و يجهزون للاحتفال بـ أطفال زهرة و حسين .

꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
بعد يومان من ولادتها لـ أطفالها الثلاثة ، رجعت زهرة لمنزلها و معها زوجها حسين ، نزل حسين من السيارة اولا ثم اخذ فريد علي يديه اولا ، و اتجه نحو المنزل فتح الباب و دخل الي المنزل سريعا ، حتي انه دخل بـ حذائه ، دخل الي غرفته و وضع فريد علي سريره ، لقد كان فريد نائم مما جعل حسين يضعه بحذر ، ثم اتجه نحو الباب بهدوء ، و خرج من المنزل مره اخري ، نزلت زهرة من السيارة بعد ان خرج حسين من المنزل ، فتح حسين الباب الخلفي للسيارة و حمل رفيف اولا ، ثم أعطاها لزهرة ، اتجهت زهرة نحو منزلها ، اما حسين امسك حياة ، و اقفل باب السيارة جيدا ، ثم دخل هو المنزل اخيرا .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
في غرفة زهرة .
وضعت زهرة رفيف بجانب اخيها فريد ، ثم جلست بجانبهم و هي تنظر لهم بسعادة غامرة ، دخل زوجها حسين الي الغرفة ايضا و وضع حياة بجانب فريد و رفيف ايضا ، و جلس بجانب زهرة ، كانوا الإثنين ينظروا الي اولادهم بسعادة لا توصف ابدا ، كانت اعينهم تضحك ، و فمهم يضحك ايضا ، كان كل شبر في وجهم يضحك بشكل جميل ، هنا نظر حسين الي زهرة ، ثم وضع يده علي يد زهرة و قال لها : " حبيبتي يجب ان ترتاحي قليلا ، لقد تعبت كثيرا في الايام السابقة . "
هنا ابتسمت زهرة له و قالت : " لا ، انا بخير ، اساسا اريد ان استحم اولا ، لأني اشعر ان رائحة المستشفى في ملابسي و جسدي . "
رد حسين عليها قائلا : " حسنا ، اما انا سوف اذهب و اعد وجبه الافطار لنا ، لكن كيف سوف نطعم الاطفال ؟ . "
هنا ضحكت زهرة علي سؤال حسين ، ثم قالت له : " سوف اطعمهم انا ، هذا غير ان هم لديهم حليب طبي ، يجب ان تشتري لهم علبة . "
هنا وقف حسين و هو يضبط ملابسه بسعادة ، ثم قال و الابتسامة تزين وجه قائلا لها : " حسنا ، سوف اذهب و اشتري لهم حليب اولا ، بعدها سوف ناكل نحن ، حسنا . " صم خرج من الغرفة سريعا ، هنا نادت عليه زهرة و قالت له ، بعد ان اتي اليها مره اخري : " حسين هل تعرف اي نوع سوف تشتري لهم ؟ . "
هنا نظر لها حسين و قال : " هل يوجد نوع معين سوف ياخذوه ؟ . "
ابتسمت له زهرة بحب ، ثم وقفت و اتجهت نحو حقيبة الاطفال التي كانت معهم في المستشفى ، و فتحتها و اخذت منها الورقة التي كتبها الطبيب لأطفالها ، نظرت زهرة بالورقة اولا ، ثم اتجهت نحو حسين و وقفت بجانبه و قالت له و هي تشير الي اشياء معية في الورقة ، و هي تقول له : " اجلب هؤلاء فقط ، و ايضا نريد بعض الحفاضات لهم ، احضر لهم حفاضات ايضا ، حسنا ؟ . "
هنا اخذ منها حسين الورقة سريعا ، و قبلها علي خدها سريعا ، و من ثم خرج من الغرفة و هو يقول لها : " لا تقلقي يا زهرتي الجميلة ، سوف اجلب كل شيء تردينه . "
ثم فتح باب المنزل و خرج منه و هو يرقص من السعادة ، لكنه نسي أن الاطفال يستيقظون ان سمعوا صوت عالي ، لان حسين اقفل الباب بقوة و سعادة ، فـ اصدر هذا صوت استيقظ منه فريد فقط ، فذهبت اليه زهرة سريعا ، و حملته و بدأت تهدئه مره اخري الي ان نام اخيرا بعد مدة قصيرة ، وضعته علي السرير بجانب أخواته البنات ، ثم وضعت وسادة علي حواف السرير ، جهزت ملابسها التي سوف ترتديها بعد ان تستحم ، و وضعتهم في حمامها .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
عند حسين .
دخل حسين الي الصيدلة و اعطي الطبيب الورقة التي كانت معه ، و طلب منه ايضا بعض الحفاضات ، احضر الطبيب علبة واحدة الخاصة بالحليب ، فامسك حسين العلية و كان يقرا محتواها ، فقال له الطبيب : " لا تقلق ، انها آمنة علي طفلك . "
نظر له حسين و هو يبتسم بعد ان قرا الكللم الموجود على علبة الحليب ، و لقد وجد ان هذه العلبة تكفي طفل واحد لمدة أسبوع واحد فقط ، فطلب من الطبيب ان يحضر له علبتين حليب اخرتين ، لان علبة واحدة لن تكفي اطفاله .
احضر له الطبيب بقيت طلباته ، ثم دفع حسين الحساب ، و اخذ اشيائه و اتجه نحو سيارته ، و السعادة تحتل كل عضو من أعضاء جسده .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
في المنزل .
عندما كانت زهرة تقوم ببعض الأشياء في المطبخ ، وجدت حسين يدخل المطبخ ، و هو يحمل بعض الأكياس ، وضع حسين الأكياس علي الطاولة الموجودة في المطبخ ، فـ اتجهت زهرة نحو الطاولة و هي تفتح الاكياس ، و لقد وجدت بعض الدهانات التي سوف يزين بها غرفة الأطفال ، فتحت زهرة الكيس الاخر و لقد وجدت ثلاث علب من الحليب للأطفال ، فأمسكت إثنين بكلي يديها و هي تقول موجها كلامها الي حسين بتساؤل قائله : " لما يوجد ثلا علب ؟ ، لقد طلب منك واحدة فقط ؟ ! . "
فـ قال حسين لها و هو يفرغ باقي الاكياس ، قائلا لها بنشاط : " لان العلبة الواحدة تكفي طفل واحد لمدة أسبوع واحد فقط ، لذا بما انه يوجد ثلاث اطفال ، يجب ان يكون هناك ثلاث علب حليب لهم ، انا لا اريد ان يكون صح جائعين ، اريدهم ان يكون لديهم خدود كبيرة و تكون طرية ايضا ، لأني سوف العب بوجهم طوال حياتهم . "
ضحكت زهرة علي كلام حسين ، ثم بدأت تضع علبتين الحليب في الإدراج العلوية ، و لقد كان يساعدها زوجها حسين في وضع كل شيء في مكانه ، فتحت زهرة احدي علب الحليب ، بعد ان نظفت ببرونة كل طفل لديها لقد كان ببرونة فريد لونها ازرق فاتح ، و الخاصة بحياة كان لونها وردي ، اما رفيف كان لونها بنفسجي ، لقد كان الاختلاف بينهم جميل للغاية ، وضعت زهرة الحليب لأطفالها ، و قالت موجها كلامها الي حسين قائله : " لقد جهزت طعامهم اذا استيقظ احدهم منهم أعطيه الببرونه الخاصة به ، سوف ادخل لاستحم الان ، حسنا اتفقنا ؟ . "
هنا نظر لها حسين و قال لها : " الم تستحمي بعد ؟ . "
هنا ردت زهرة عليه قائلة : " لا أستطيع ، يجب ان يكون احد مع الأطفال . "
هنا قال حسين لها : " لماذا هم نائمين الان ؟ . "
هنا قالت زهرة له : " حتي و لو نائمين ، يجب ان ييظل احد معهم ، ماذا كان سوف يحدث اذا استيقظ احدهم و انا في الحمام استحم ؟ ، و انت في الخارج ، يجي ان يكون احد مع الاطفال ختي و لو نائمين ، هيا سوف ادخل الي الحمام الان . "
هنا تركت زهرة المطبخ لحسين ، و اتجهت نحو الحمام بعد ان اخذت ملابسها من غرفتها .
اما حسين استغل نوم الاطفال ، و بدء في تحضير الطعام له و لزوجته زهرة ، و ما ان انتهي سمع صوت خروج زهرة من الحمام ، فنادي عليها قائلا : " زهرتي لقد جهز الطعام ، تعالي لكي ناكل قبل ان يبرد الطعام . "
هنا استيقظت رفيف ، و من ارتفاع صوتها ادي الي استيقظ فريد و حياة ، فردت زهرة علي زوجها حسين بضحك قائلة : " تقصد قبل ان يستيقظ الاطفال . "
ابتسم حسين علي صوت الاطفال ، ثم اتجه نحو غرفته ، و ما ان دخل وجد زهرة جالسة على سريرها و هي تضع فريد علي قدميها و تحمل حياة علي يديها الأخرى ، و تحاول ان تهز رفيف بقدر المستطاع بيديها الأخرى و هي نائمة على السرير ، هنا امسك حسين رفيف سريعا ، فقالت زهرة له : " احضر الحليب الذي جهزته لهم ، علي ما اظن سوف يكون دافئ الان . "
هنا اتجه حسين نحو المطبخ سريعا و هو يحمل رفيف ، وضع الثلاث ببرونات في صينية صغيرة و حملها ثم دخل الي غرفة نومهم ، و وضع الصينية علي الفراش اخد الببرونة التي لونها بنفسجي و وضعها في فم رفيف ، اما زهرة امسكت الببرونة التي لونها ازرق و وضعتها لـ فريد ، و نفس الشيء فعلته مع حياة ، لقد كان الثلاثة هادئين ، حيث كان ينظر حسين الي أطفاله و هم يأكلون ، و كانت زهرة تتابع نظرات حسين نحو اطفالهم و هي فرحه ، و لقد كانت تنظر الي اطفالها ايضا ، الي ان نامت رفيف بعد أن أنهت طعامها اولا ، فوضعها حسين علي السرير بهدوء ، ثم اخذ فريد من علي قدم زهرة ، و بدء يطعمه .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
مرت ثلاث سنوات كبروا أطفال زهرة و زوجها حسين في اجواء الأسرة الهادئة هنا تجد زهرة عائدة من مدرستها ، ثم تذهب الى احد السوبر ماركت لكي تشتري ما يحتاجه المنزل ، ثم تتجه الى احد دار الحضانة التي قد اشتركت فيها من اجل أطفالها الثلاثة ، و اخذتهم في عربتها ، حيث ان زوجها حسين قد اشترى لها سيارة لكي تخرج بـ أطفالهما و قد تعلمت زهرة القيادة جيداً من اجل أطفالها ، ركبوا ابناء زهرة السيارة ، فـ وضعت زهرة كلاً منهم في مقعده ، و تم ربطهم بـ أحزمة الأمان ، ثم ركبت زهرة السيارة و قادت سياراتها للذهاب الى منزلها ، بعد وصول زهرة الى المنزل اعتنت بـ أطفالها ثم دخلت المطبخ لكي تعد طعام الغداء و بعدها اطعمت اطفالها الثلاثة فريد و حياة و رفيف ، و فتحت باب بيتها لـ تجلس في حديقة المنزل و امامها اطفالها يلعبون مريحين يضحكون ، تنظر لهم زهرة و هي سعيدة بهم ، تشكر الله على ما اعطاها من نعم ، و قد عوضها عن ما حرمت منه ، و رزقها بـ أطفال ثلاثة مثل الملائكة .
هذه هي الحياة ما أخذت إلا لكي تعطي ، إن نظرت بـ عين التفاؤل في العالم من حولك و في الوجود لشاهدت الجمال منتشر في كل الربوع من حولك ، و كانت هذه هي نظرة زهرة دائماً مهما فقدت ، كانت على يقين بـ أن بعد هذا الظلام نور في احد الأركان ، و احياناً يكون هناك و نحن في طريقنا اليه دون ان ندري و لكن ما علينا إلا ان نتحلى بـ الصبر .
و قد يرى الإنسان المتشائم و الحزين دائما صعوبة في كل الفرص التي يقابلها أما الإنسان المتفائل البشوش دائما ما يشاهد الفرص في كل الصعوبات من حوله ، لا تستسلم و لا تيأس فقد يكون المفتاح الأخير في المجموعة التي تملكها هو المفتاح الأمثل لـ فتح الباب المغلق ، و الإنسان المتفائل و المبتهج دائما ما يقول إن نصف الكأس التي أملكها ممتلئ بينما الإنسان المتشائم دائما ما يقول نصف الكأس التي أملكها فارغة ، من أجمل الأشياء التي يحصل عليها الإنسان في الدنيا هي أن يتحلى الإنسان بالصبر والوقت الكافي في حياته و أعماله، و الصبر قد يذيق صاحبه المرار في بداية حياته و لكن نتائجه هي الأفضل في كل شيء .
لولا وجود الأمل إلى يومنا هذا ما عاش فرد مظلوم إلى الآن ، و هو يطمح في غدٍ أفضل .
العبارة الشهيرة التي تقول لا يأس مع الحياة و لا حياة مع اليأس .
إن التفاؤل الدائم يمنح صاحبه هدوء الأعصاب في أضيق الأوقات و أحرجها .
فـ كانت دائماً ما تجلس زهرة بعد عودتها من العمل في حديقة منزلها مع أبنائها و هي تنظر اليهم ، و تقول : " لو أستطيع ان اضعكم في عيني حتى لا يصيبكم اي اذى لوضعتكم في عيني ، و لكن ما سوي ان افعل إلا ان ادعي الله أن يحفظكم لي . "
هنا تفاجأت زهرة عندما وجدت فريد يمسك المعلقة في يديه و يساعد والدة في إطعام أخواته البنات ، لان ما يبدو ان فريد وجد ان زهرة تتعب كثيراً في اطعامهم جميعا فقرر أن يساعدها في اطعام اخواته البنات ، هنا فرحت زهرة كثيراً من ردة فعل فريد ، فذهبت مسرعة نحو هاتفها و امسكته و فتحت الكاميرا لكي تصور ما يحدث ، و لكن عندما عادت الي الاطفال ، وجدت ان فريد يطعم اخته رفيف ، و ان رفيف تطعم اختها حياة ، و ان حياة تطعم اخيها فريد ، لقد كانوا مثل دائرة متواصلة بين بعضهم البعض ، هنا كانت فرحة زهرة بأطفالها لا توصف ، لقد كان شعورها بالفعل لا يوصف ، لأنها كانت فرحة ، مستغربة و مسرورة ، اطفالها حنينين علي بعضهم البعض .
بدأت في تصوريهم ، لكن قاطعهم رجوع زوجها حسين من العمل ، و لقد اصدر بعض الصوت ، فأشارت زهرة له ان صمت و هي تضع اصبعها علي فمها ، نظر حسين الي أطفاله و هما يطعموا بعضهم البعض ، و ما ان انتهوا غسلت أيديهم و ساعدها حسين في هذا ، ثم شغلت لهم التلفاز ، و جلبت لهم بعض الألوان و رسومات حيوانات و زهور و اشياء اخري كي يتسلوا ، اما زهرة امسكت بعض الكراسات الخاصة بطلابها و بدأت في النظر بهم و تصحيحهم .
اما حسين قرر أن يأخذ قسط من النوم قليلا لكي يرتاح .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
في المساء .
خرج حسين و معه زوجته زهرة ، لكي يتنزهوا قليلا و هم معهم الاطفال ، تنزهوا قليلا في الحديقة ، و لقد كانت زهرة تعشق تصوير أطفالها ، و خصوصاً عندما كان يلعب معهم حسين و هي تصورهم كان الفيديو لطيف حقا .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
بعد اربع سنوات .
في الصباح الباكر .
كان حسين يساعد فريد ان يلبس ملابسه ، و كانت زهرة تسرح شعر حياة ، اما رفيف فقد كانت تجهز حقيبتها .
و ما ان انتهوا ، ذهبت زهرة كي تجهز لهم بعض الفطور و لقد كان حسين يعتني بهم و هو يرتدي ملابسه في نفس الوقت ، لكي يذهب الي العمل .
وضعت زهرة الفطور علي المائدة ، و نادت الجميع لكي ياتوا ، ذهبت رفيف اولا ، و جلست علي مقعدها ، فقالت لها زهرة : " هل تريدي عصير برتقال ام حليب ؟ . "
هنا ردت رفيف عليها قائله : " انا اريد شوكولاتة ساخنه بالحليب . "
هنا ابتسمت لها زهرة و قالت لها : " حسنا . "
و قبل ان تصنع مشروب الشوكولاتة بالحليب لرفيف ، قالت لها حياة و هي تجلس علي مقعدها : " انا اريد حليب فقط . "
هنا ردت زهرة عليها و هي تبتسم ابتسامة واسعة للغاية ، و تنحني لها و هي تقول لها : " أوامرك ايتها الاميرة حياة . "
ابتسمت حياة علي شكل والدتها ، هنا اتي حسين و هو يحمل فريد علي كتفه و يدغدغه ، و كان فريد يضحك بشدة ، و حسين ايضا ، ثم وضعه علي مقعده و من ثم قبل حسين رفيف و هو يقول : " ما اجمل هذا الوجه الذي بطعم الشكولاتة . "
هنا قبلته رفيف علي خده ايضا ، بعدها نظر حسين لحياة و قبلها ايضا ، قائلا لها : " ما اجمل هذين الخدين ، انهم مثل الفراولة تماماً . "
ثم جلس حسين علي الكرسي الخاص به .
وضعت زهرة الحليب لحياة ، و مشروب الشوكولاتة بالحليب لرفيف ، ثم نظرت إلى فريد الذي وضع لنفسه عصير برتقال ، ابتسمت له و هي تشد خده بلطف قائله : " احسنت يا بطلي الصغير . "
ثم جلست زهرة علي الكرسي ، و قبل ان يبدو بالطعام ، وقف حسين و هو يقول لهم و يفتح الكاميرا : " لا تأكلوا انتظروا ، انظروا الى الكاميرا الآن . " نظر الجميع الي الكاميرا ، و بدوءا بفعل اشكال لطيفه جميعهم ، و لقد تصورا كثيرا ، ثم بدء جميعهم يأكلون الفطور معا ، و هم يمزحون و يضحكون .
و ما ان انتهوا ، قالت لهم زهرة : " هيا كل واحد منكم يذهب و يغسل أسنانه . "
فقال فريد لها : " لكننا غسلنا اسنانا عندما استيقظنا صباحاً . "
هنا قالت زهرة له : " افتح فمك لاري اذا . " ففتح فريد فمه ، هنا نزلت زهرة الي مستواه ، ثم نظرت الي اسنانه و قالت له و هي تمثل الفزع : " يا إلهي ، توجد سوسه تريد ان تأكل اسنانك ، يجب ان تقتلها قبل ان تأكل سنك الجميلة تلك ، حسنا . "
هنا اقفل فريد سنه و قال لها : " امي انا لست صغيرا كي تقولي لي هذا الكلام . "
هنا نظرت زهرة له بعبوس لطيف ، فقال فريد لها : " حسنا حسنا سوف اغسل أسناني . "ثم قُبل فريد زهرة علي خدها بعدها وضع يده علي فمها و هو يرفعه ، لكي يرسم الابتسامة على وجها ، و هو يقول لها : " لكن لا تفعلي هذا الوجه اللطيف ، لأنني بسببه أستمع الي كلامك . "هنا نظر زهرة الي فريد بدهشه ، فاتجه فريد لكي يغسل أسنانه مع حياة و رفيف .
هنا نظرت زهرة الي حسين و هي تضحك من كثرة دهشتها من كلام فريد لها ، لقد كان حسين يبادلها نفس التعابير و هو يضحك اكثر .
بعدها اتجهت زهرة نحو غرفتها مره اخري بكي ترتدي ملابسها لتذهب الي المدرسة .
و ما ان انتهت ، خرجت و هي تحمل حقيبتها ، و لقد كان الجميع جاهز و ينتظرون زهرة ان تأتي .
ثم خرجوا جميعا الي الشارع .
قبل ان يركب حسين سيارته قال لأولاده اولا : " هيا ! ، اين الحضن الخاص باليوم ؟ . "
هنا اتجهوا جميعا نحو حسين و هم يقبلوه و يحتضنوه امام انظار زهرة و هي تبتسم ، بعدها قالت زهرة لهم بضحك : " لقد بدأت اغير انا ايضا ، لماذا تعطوه حضن و قُبل و انا لا ؟ . "
هنا اتجهوا جميعا نحو زهرة ايضا و قبلوها ايضا ، فقال لهم حسين : " هيا اذهبوا قبل ان تتأخروا علي المدرسة . "
هنا ابتسمت له زهرة و هي تفتح الباب الخلفي للسيارة لكي يجلس أطفالها الثلاثة بها و هي تلوح لزوجها و هو يركب السيارة ، و لقد فعلوا الأطفال نفس الشيء ، لكن الفرو الوحيد الذي فعلته حياة هي انها و هي تلوح لوالدها حسين ، انها ارسلت له قبلة في الهواء ، ثم ركبت السيارة .
اتجه حسين نحو عمله ، و ركبت زهرة سيارتها ايضا ، و كانت تتجه نحو المدرسة ، و لقد كانت تشغل اغاني في السيارة و لقد كانت تغني هي و أطفالها مع بعضهم البعض ، لكن هذا لم يمنعها ان تزيل انظارها من علي الطريق .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
عندما كانت زهرة تقترب من المدرسة .
وجدت ان الاشارة حمراء ، فتوقفت قليلا ، الي ان اصبحت الاشارة خضراء ، انتلقت سيارة زهرة متجهه الى المدرسة و هي تستمع الى بعض الأغاني مع اطفالها ، حيث كانت تسير بهدوء في الطريق ، كان هناك سائق الذي يبدو انه كان يشرب الخمر في الصباح الباكر ، هذا غير انه يسوق عربة نقل ثقيلة ، و يمشي في الاتجاه المعاكس ، انتبهت زهرة في اللحظة الاخيرة الى السائق الذي كان يقود بـ سرعة عالية ، و يقترب من سيارة زهرة ، كانت زهرة تحاول أن تغير مسار السيارة الخاصة بها في اللحظات الأخيرة ، لكنها لم تستطيع ، الى أن اصطدم سائق سيارة النقل المخمور بـ سيارة زهرة و أطفالها .
كان هذا الامر مروع للغاية ، لقد انقلبت السيارة الخاصة بزهرة عدة مرات .
لقد كان رأس زهرة ينزف الكثير من الدماء ، لكن رغم هذا لقد كانت مستيقظة و تحاول الخروج من السيارة تلك هي و أطفالها ، لقد كانت حالتها سيء للغاية ، لقد كسر احدي ذرعيها ، هذا غير رأسها الذي ينزف الكثير و الكثير من الدماء .
اما عن السائق فقد كانت العربة الخاص به كبيرة للغاية مقارنه بسيارة زهرة ، لذلك لم تنقلب السيارة الخاصة به ، و لم يحصل له شيء ، فقط الذي فعله عندما أنصدم بسيارة زهرة ، هو انه وضع رأسه علي مقود السيارة ، و من ثم قرر ان يأخذ قسط من النوم قليلا .
اما عن زهرة ، فقد كانت تحاول ان تخرج نفسها من هذا الموقف هي و أطفالها ، كانت تحرك يديها السليمة بقدر المستطاع ، الأخرى كانت مكسورة تماما ، رغم انها كلما كانت تحاول ان تحركها كانت تجد نفسها تصرخ من الألم .
فاجأه وقع عين زهرة علي المراءة المكسورة التي موجودة في سيارتها ، لقد كانت تعكس ما يوجد خلف زهرة ، لقد كان يوجد أطفالها الثلاثة نائمين تماماً حتي انهم لن يستيقظوا مره اخرى ، لقد كان الدماء يغطي شعرهم كله و رأسهم ، و حتي ملابسهم كلها كانت تغطيها الدماء ، لم تصدق عين زهرة ما تراه ، لقد كان عقلها يحاول أن يكذب ذلك المشهد بقدر المستطاع ، لقد احتلت الصدمة وجه زهرة ، نظرت زهرة خلفها سريعاً ، و وجدت بالفعل أطفالها الثلاثة ينزفون من كل مكان ، رغم أنهم يضعون حزام الامان ، صرخت زهرة باعلي صوتها تطلب المساعدة ، و الدموع تملئ عيناها و وجهها ، و لقد بدء الغيوم السوداء تحتل عيناها شيئا فشيئا ، مدت يدها كي تحاول أن تمسكهم لكنها لم تستطع بسبب الحزام الأمان الخاص بها عالق بقوة ، لقد كانت يدها تسبق قلبها علي خوفها علي أطفالها ، لكنهم لم تستسلم ابدا و حاولت ان تصل إلى أطفالها و هم متشقلبون مثلها تماما .
الي ان يأبي القدر في هذه اللحظة ان تفقد زهرة وعيها هنا .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
بعد مدة في الطريق .
لقد كانت سيارات الإسعاف تحتل المكان هي و شرطة الطريق ايضا ، أخرجت الإسعاف زهرة و أطفالها في غضون دقائق معدودة ، لكنها لم تكن دقائق علي زهرة و أطفالها ، بل كانت سنوات كثيرة لا يحصي عددها ابدا .
أخرج رجال الإسعاف الاطفال اولا ، و وضعوهم في سيارة الإسعاف ، لقد كانوا يفعلوا الاسعافات الأولية لهم ، بعدها اخرجوا زهرة ، و وضعوا زهرة ايضا في سيارة الإسعاف ، لم تكن زهرة بخير كثيرا ، كانوا يجب ان يذهبوا بها سريعا الي المستشفى قبل ان يخسروها .
اما عن شرطة المرور تفقدوا ذلك السائق الذي كان نائم في سيارته بكل راحة ، ولا اكنه فعل شيء خطير قبل قليل ، وجدوه نائم فقط ، لم يكن ميت او ما شابه كما كان يبدو شكله ، اخذته الشرطة بعد ان قام احدي الاطباء في تفقده ، اما عن سيارة زهرة ، فقد تحطمت كثيرا ، فـ أخذتها شرطة المرور بعد ان اخرجوا زهرة منها هي و أطفالها ، كي لا تعيق حركة الطريق كثيراً .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
في المستشفى .
عندما دخلت زهرة الي غرفة العمليات سريعا ، و اطفالها لم يكن احد يعرف اين هم سوي الأطباء ، كانت حالتهم خطيرة للغاية ، و سيئة جدا .
في المستشفى كان الجميع في حالة من الذهول و الصدمة لتلك الحادث الأليم الذي كان ضحيته ام و أطفالها ، حيث كان الأطباء الذين يحاولون جاهدين ان لا يموت احد ، و زهرة التي دخلت الى عالم أخر ، حيث دخلت في غيبوبة و كأنه كابوس دخلت اليه رغماً عنها .
كان هناك اطباء يحاولون انقاذ زهرة بـ كل ما استطاعوا من مجهود ، و لكن كان هناك غرفة عمليات اخرى كان بـ داخلها اطفال زهرة و لكن كانت الصدمة و الحزن على عين الطبيب الذي كان يحمل الطفلة حياة و شقيقها فريد حاول انقاذهم و لكنهم قد فارقوا الحياة ، كانت نظرات الأطباء الى بعضم في حالة من الحزن الشديد و الصدمة لـ عدم إستطاعتهم إسعاف و انقاذ اطفال زهرة ، تركوا الطفلين على السرير و تم تغطية وجههما ، لكنهم انتبهوا الى الطفلة الأخرى و هي رفيف و كان بها نبض القلب ما زال يعمل تركوا الاطباء الطفلين ، ليهتموا ب الطفلة رفيف ، و تم عمل الإسعاف اللازمة لها يجدون نبض القلب يعمل ببطء فـ يتم عمل الصدمة الكهربائية له يعمل للحظات ثم يتوقف ، و بعد اكثر من محاولة توقف قلب الطفلة رفيف الى الأبد ، توقف عن الحب و الغضب كما توقفت نبضات قلوب اشقائها فريد و حياة ، رحلت الطفلة حياة و اخذت معها حياة سعيدة بـ أكملها قد عاشت داخل منزل زهرة و حسين ، ماتوا الأطفال الثلاثة و اخذوا معهم كل ضحكات المنزل السعيد ، اخذوا حياة من زهرة و زوجها حسين ، رحل الطفل فريد و كان حقاً طفلاً فريد من نوعه ، كان يتمتع بـ خفة الظل ، و كثير المداعبة لوالده و كان حنون على اشقائه كثيراً ، رحلت الطفلة رفيف الذي كانت تعشق الطيور و كانت تضع لهم طعام الحبوب على نافذتها ، كان ينقصها أجنحة فقط و ترفرف مثل الطيور ، انها رفيف .
ام شعور حسين الذي نزل عليه الخبر كالصاعقة القوية .
لا اعرف حقا كيف استطاعت زهرة ان تتمسك بروحها رغم ان الحادث كان قوي جدا و خطير .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
بعد ساعات في غرفة العمليات .
خرجت زهرة اخيرا من غرفة العمليات ، و لقد كانت في غيبوبة تامة ، كان زوجها حسين ينظر لها و هي نائمة على الفراش و جسدها بالكامل ملئ بالكدمات حتي وجهها ، كان تحت عيناها لون ازرق مائل إلى الأسود قليلا ، و خديها به بعض الجروح ، و خدوش في انحاء جسمها ، لكن يبدوا ان الاصطدام سبب لها ارتجاج في المخ ، كان حسين جالس على الكرسي الذي بجانب فراشها و عيناها محمره من كثرة البكاء ، لم يعرف كيف يخبرها هذا الخبر الأليم ؟ ، كيف اساسا سوف يندر الي عيناها و هو يقول لعا تلك الجملة ؟ ، كيف سوف تكون ردة فعل زهرة أساسا ؟ ، كيف سوف تتقبل الأمر ؟ .
ظل يدور في عقل حسين الكثير من الأسئلة و الاسئلة .
꧁୭̥❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆❀✿❦ ❥୭̥꧂
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي