الفصل الخامس

داخل منزل مصطفي عساف
دلف بمفردهِ للداخل بعدما ترك كارما تُبيت ليلتِها بأحضان والدتها نظرت لهُ والدتهُ وتساءلت :
_إنتَ راجع لوحدك لية يا أمير ، أومال البنت فين   ؟ 



إرتمي بجسدهِ فوق الأريكة بإهمال وأجابها بنبرة هادئة :
_  سبتها عند مامتها


تحدثت بنبرة حادة  : 
_ يعني إية سبتيها عند مامتها،  ومين يا أبني اللي هيراعيها وياخد باله منها هناك ؟


إنتفض واقف من جلسته وتحدث بنبرة حادة غاضبة تنمُ عن مدي وصولهُ إلي قمة غضبة  :
_ أرجوكِ يا أمي إرحميني أنا مش ناقص ،  هو أنا بقول لك إني رميتها في الشارع، دي في حُضن أمها وجِدتها


اجابته بجبين مقشعرٍ لائم  : 
_ يعني في الأخر طلعت أنا اللي غلطانة والحق عليا إني خايفة علي بنتك يا سي أمير

تأفف بضجر وتحرك إلي غرفته واغلق بابها بحده معلناً لها بتلك الخطوة عن غضبهِ الهائل


تحدث إليها مصطفي الجالس يُشاهد ما يحدُث بعدم رضا  :
_  إتقي الله في إبنك وإرجعي عن كلامك اللي عمالة تبخية في ودانة وتملي بيه دماغة من ناحية الغلبانه مراته يا راوية


زفرت بضيق وتحدثت بنبرة حادة  : 
_إطلع إنتَ مِنها يا مصطفي وسيبني أشوف مصلحة إبني فين  

وأكملت بنبرة لائمة :
_ولا عاوزني أخلية يضيع عُمرة كُله قاعد جنب واحده مسيرها للموت وحتي لو صحيت عمرها ما هترجع زي الأول ولا هتعرف تخلف له حتة العيل اللي نفسي أشوفة قبل ما أموت 


ضرب كفيه ببعضيهما وتحدث بإستسلام من أفعال تلك المُتسلطة  :
_لله الأمر من قبل ومن بعد ،  ربنا يهديكي وينور بصيرتك يا راوية

_______________



بعد مرور شهر،، داخل مركز العلاج
كانت تقبع فوق تختِها في إنتظار حضور الطبيب كي تدلف لأخذ جُرعة الإشعاع الكيماويّ،
دلف إليها أحمد وبيدهِ ملفً ملصق بهِ تقريراً بحالتها الصحية


وقف أمامها وتحدث مُتأثراً وهو يُشير لها بالتقارير:
_  إيه اللي حصل لك يا أمل،  التحاليل بتقول إن حالتك إتاثرت بالسلب أخر جرعة،  مالك، إية اللي وصلنا للتراجع ده تاني بعد ما إتقدمنا كتير الفترة اللي فاتت في العلاج ؟ 


كانت تستمع له وهي مُثبته ببصرها في اللاشئ، تنهدت وأجابته بنبرة بائسة  : 
_تعبت يا دكتور، تعبت من المقاومة ومن إني كل شوية أوهم نفسي وأقول لها إنها قوية وهتقدر علي التحدي


ثم نظرت له وخانتها دمعة هاربه من مقلتيها وتحدثت وهي تُميل برأسِها بطريقة تُدمي القلوب  : 
_بس إكتشفت إني كُنت غلطانه،  المقاومة لازم لها حد قوي حواليه ناس بتحبه بجد من قلبها وبتسندة بكل قوتها ، وأنا كل اللي حواليا سابوني في عز إحتياجي ليهم



نظر لها بغضب وتحدث بنبرة صارمة كي يجعلها تستفيق من حالة الإستسلام التي إنجرفت بداخِلُها   : 
_طظ في الناس كلها، إنتِ عاوزة مين حواليكي غير أمك وأخواتك؟

ودول حواليكي ومش سايبينك من وقت اللي حصل لحظة واحدة ، 

لو مش هتكملي علشان نفسك يا أمل يبقا بلاش تكملي الجُرعات  

ثم أخذ نفسً عميقً وزفرهُ بقوة كي يستطيع السيطرة علي نوبة الغضب التي إنتابته جراء حالة الإستسلام الذي رأها عليها :
_ نفسك الوحيدة هي اللي تستاهل إنك تحاربي بكل قوتك علشانها، حاربي علشان بنتك اللي محتاجة لوجودك جنبها،

وأكمل بهدوء :
_ مامتك اللي واقفة جنبك بكل قوتها تستحق إنك تتمسكي بالحياة علشانها اكتر من كده



كانت تستمع إلية بقلبٍ يتمزق لصحة ما يتفوة به،،  حقاً والدتها وصغيرتها تستحقان المحاربة من أجليهما ولكن خارت قواها للأسف


تنفس بعُمق كي يستطيع ضبط إنفعالاته بعدما وجدها مازالت علي حالة الإستسلام ثم أردف قائلاً بإستسلام  : 
_ إتفضلي معايا علشان تاخدي الجُرعة 


إعتدلت بجلستِها وتحركت بجانبه مُنساقة بلا إرادة بلا قوة بلا رغبة
___________________

بعد مرور عدة أيامٍ آُخر

كانت جالسة فوق ذاك المفرش الموضوع فوق أرض تلك الساحة الخضراء تفترش الأرض هي وصغيرتِها و والدتها وشقيقتها رانيا وخطيبها طارق الذي لم يتركهم في محنتهم تلك ولو للحظة


ويجاورهم ذاك الحسن صاحب الدعوة والذي أصّر علي قبولها من سحر التي كانت مُعترصة في بداية الأمر ولكنهُ صمم حيثُ أقنعها أن التنزُه بين الساحات الخضراء والمناظر الطبيعية هو كل ما تحتاجهُ أمل في تلك الفترةِ الصعبه، وأنهُ سوف يُفيد أمل ويجعل من حالتها النفسية والمزاجية أفضل وأكثر تفاؤلاً


كانت تداعب صغيرتها التي تخطت سعادتُها عنان السماء بفضل مكوثها داخل أحضان والدتها الحانية التي حُرمت من ضمتها بفضل تفكير راوية العقيم وجبروتها

أمسكت إحدي ثمرات التُفاح الموضوعة داخل سَلة الفواكه أمامهم والمليئة ببعضٍ من الفواكة الأخري المتنوعة بجانب بعضً من المُسليات والحلوي والأطعمة التي أحضرها حسن من أجل قضاء يومهم المميز ذاك


ناولت ثمرة التفاح إلي صغيرتها التي تناولتها منها وتحدثت بحب وهي تقضمها :
_ ميرسي يا مامي

إحتضنتها أمل بحب ثم نظرت بإمتنان إلي حسن وهتفت بنبرة صوت تملؤهُ السعادة :
_ مش عارفه أشكر حضرتك إزاي يا أستاذ حسن علي اليوم الجميل ده، ما تتصورش إزاي فرق معايا أنا شخصياً


أكدت رانيا الجالسه بمقابلتها بنبرة حماسية :
_عندك حق يا أمل، إحنا فعلاً كنا محتاجين لخروجة في مكان مفتوح زي ده

ونظرت إلي حسن وتحدثت بإستحسان:
_ إختيار حضرتك للمكان إختيار رائع وموفق جداً


إبتسم لهما وشعر بالسعادة تقتحم قلبهُ من إستحسان نجلتي حبيبتهُ بما قام به من أجل إسعاديهما وحبيبته

تحدث إليهما بحميمية :
_مبدئياً كدة أنا مش عاوز أسمع أستاذ حسن دي منكم مرة تانيه

إنتم زي بناتي بالظبط ولو كان ربنا رزقني ببنات مكُنتش هتمني غير إنهم يكونوا شبهكم في كل حاجه


تحدثت أمل إلية بإمتنان :
_ شكراً لذوق حضرتك بس يعني عاوزنا نقول لحضرتك إية


إبتسم لها وهتف :
_ قولولي يا عمو، إيه رأيكم

تحدثت رانيا بدُعابة :
_ حاضر يا عمو

وقفت أمل وأمسكت كف يد طفلتِها وتحدثت إليها :
_يلا بينا يا كوكي نجيب الأيس كريم الشيكولا اللي بتحبيه

هتفت الصغيرة بحب ومرح وتحركت بجانب والدتِها

وأنسحبت رانيا وخطيبها أيضاً وتحركوا للتنزة وسط الأشجار


ولم يتبقي سوي ذاك الحسن الأصيل وسحر التي نظرت إلية وأردفت قائلة بإمتنان وأبتسامة شكر إرتسمت فوق ثغرها فزينته :
_ متشكرة جداً يا حسن علي اليوم الظريف ده،

ثم نظرت إلي أمل التي تتحرك بمرح بجانب صغيرتها وتُداعِبُها وأكملت حديثها بنبرة ضعيفة :
_من زمان ما شفتهاش فرحانة والضحكة مالية وشها كده

تنهد بحُزن لأجل حبيبته ثم تحدث بمؤازرة :
_ أصبري يا سحر وإدعي لها ، وصدقيني أنا عندي شعور ويقين إن ربنا شايل لأمل حاجات حلوة كتير لسه هتعيشها وهتشوفها في دُنيتها


هزت رأسها بموافقة وأردفت وهي تنظر إليه متلهفة : يارب يا حسن، يارب

--------------------------


بعد مرور سبعة أشهر

قضتهم أمل داخل المركز ما بين إنتصارات وإنكسارات وإنهزامات وكثيراً من الألم ، قضتهم ما بين جلسات إشعاع وبين تناولها أدوية اخري وما زالت تحارب من أجل البقاء ،

ومازال أمير يبتعد وينسحب رويداً رويدا حتي أنه مؤخراً غاب عن المشهد نهائياً، ومٌنذُ ذاك الوقت وقد ساءت حالة أمل من جديد جراء إبتعادة ،  قررت سحر أن تذهب إلية داخل منزل والده كي تستعطفة ليعود من جديد لمساندة إبنتها التي تذبل وتذوب امام أعيُنها يومً بعد الآخر


دقت الجرس وانتظرت،  فتحت لها شيرين وهي ترتدي ثوبً فخمً وكأنها تحضر عُرسً أو مناسبة هامة ،  إرتبكت حين رأتها امامها وتلبكت قائلة  :
_طنط سحر، خير فيه حاجه  ؟ 


إستمعت سحر وانتبهت لضحكات وأصوات صاخبه تأتيها من الداخل فتحدثت إلي شيرين بإستغراب  : 
_دي مقابله بردوا تقابليني بيها يا شيرين!

وطلت برأسِها للداخل متسائلة  : 
_هو إنتم عندكم ضيوف  ؟ 

اجابتها بنبرة رخيمة تلك التي ما زالت مُمسكة بباب الشقة وتغلقهُ بجسدِها  : 
_ اه،  عندنا ضيوف

تنهدت سحر وأردفت قائله بإستسلام   : 
_طب يا ريت يا بنتي تندهي ل أمير علشان عوزاه في موضوع مُهم ورنيت عليه في الفون وللأسف ما ردش عليا


واكملت لتُطمأنها  : 
_ وما تقلقيش، هاخده وهنقعد برة في أي كافية، يعني مش هعمل لكم ربكة في المكان

تلبكت شيرين وأجابتها  : 
_ أمير مش هينفع يخرج مع حضرتك

ثم أخذت نفسً عميقً لتقوي حالها وتُرمي بقُنبلتها في وجة تلك الأم الحزينة  : 
_ بصراحة كده يا طنط أمير خطب وهيتجوز، وخطيبته وأهلها معزومين علي الغدا عندنا إنهاردة،  يعني وجود حضرتك هنا مش في محله ولا مُرحب بيه


نزلت تلك الكلمات علي قلب سحر أحرقته  ، وما شعرت بحالها إلا وهي تتخلي عن كبريائها وتربيتها الحَسنه وتدفع تلك الشيرين للخلف مما جعلها تتهاوي وكادت ان تسقط أرضً لولا إستنادها علي الحائط


اسرعت سحر للداخل تحت صياح شيربن  ،  تسمرت قدميها بالأرض حين وجدت أمير يجلس بجانب شقيقة زوج شيرين التي لم يسبق لها الزواج بعد ، مُمسكً بكف يدها ويتبادلان الاحاديث والضحكات وحولهما مباركاتٍ من الأهل


إنتفض وهب واقفً من جلسته حين رأها امامه وتحدثت هي إليه بنبرة غاضبة : 
_اه يا قليل الأصل يا ندل يا خسيس  ،  بقا سايب مراتك تعبانة وأخوها هو اللي متحمل نفقة علاجها وقاعد تحب وتخطب يا عِرة الرجالة ، إخص عليك وعلي أصلك الواطي ، إخص


واكملت وهي ترمقهُ بنظرات مشمئزة  : 
_ بس تعرف، العيب مش عليك، العيب علي بنتي اللي حبت وإتجوزت واحد لا يليق بمستواها لا الفكري ولا الإجتماعي ولا المادي 


واشارت بيدها ساخرة  : 
_وادي النتيجة  ،،  باعها عند أول إختبار قابلهم في حياتهم


وقفت راوية وتحدثت بحده ونبرة غاضبة :
_  ما تلمي نفسك يا ست إنتِ ،  إنتِ جاية تغلطي فينا في وسط بيتنا،  وبعدين يا حبيبتي أنا إبني حر ويعمل اللي علي كيفة،
 
واكملت بنبرة خالية من الرحمة  :
_  بنتك وربنا إبتلاها بمرض مش هتقوم منه  ،  وإبني راجل ولسه في عز شبابة ومن حقة يتجوز واحدة تشوف طلباته وتخلف له الولد اللي بنتك حتي لو فلتت من المرض عمرها ما هتعرف تخلفهوله


حين هتف مصطفي بنبرة حازمة ناهراً زوجته :
_ عيب يا راوية الكلام اللي بتقولية ده، إسكتي خالص مش عاوز أسمع صوتك


في حين نزلت كلماتها المُميتة علي قلب سحر زلزلته فتحدثت بذهول وإهانة :
_  إبنك مش جايب قلة الأصل من برة يا راوية ،  ده وارثها في دمه وفي اللبن اللي رضعه منك


ثم نظرت إلي والدة العروس وتحدثت ساخرة بألم : 
_مبروك يا أم العروسة ، بس نصيحة مني ليكي ، ما تبقيش تنسي وإنتِ بتمضي سبع الرجالة علي عقد الجواز تبقي تمضية كمان علي عقد إنه يبقا راجل مع بنتك وميسبهاش عند أول إختبار يحصل لها



ثم نظرت إلي أمير الذي يقف كالفرخ المُبتل يشعر بخجل من حديث سحر المُحق ويلعن حالهُ أنه سلم رأسهِ لوشي والدتهُ وشقيقته


وتحدثت سحر بقوة وشموخ  : 
_ورقة طلاق بنتي توصلني في أسرع وقت وقبل ما تتمم جوازك من الاستاذة

وأكملت مُشيرة بسبابتِها مُهددةً إياة بوعيد  :
_  وإلا قسماً بالله هخليها تخلعك وافضحك وسط الناس كلها يا إبن امك 

هُنا قرر مصطفي التدخل رُغم الخجل الذي يملؤه  : 
_ إهدي يا مدام سحر وخلينا نتفاهم ،  طلاق إيه بس اللي بتتكلمي عنه،  إعملي حساب للبنت الصغيرة


إلتفت إلية وتحدثت بقوة وإشمئزاز  : 
_وإنتوا كنتوا عملتوا حساب للبنت ولا للعشرة ولقمة العيش اللي كلناها سوا  ،،  ولا كنتوا عملتوا حساب لبنتي اللي عاشت مع إبنكم علي الحلوة والمُرة ورضيت بيه وبفقرة وهي بنت الأكابر اللي عُمرها ما أتحرمت من حاجة

هو ده رد الجميل يا أستاذ مصطفي يا أبن الأصول
وأكملت بحسرة  : 
_ يا خسارة العشرة والعيش والملح اللي معملتوش حسابه ، ياخسارة كل لحظة بنتي عاشتها معاكم وهي مخدوعة وفكراكم أهل وسند ليها 


تحدثت شيرين بنبرة وقحه  : 
_جري إية يا ست إنتِ ، ماخلاص خلصنا،   بنتك وعندك إشبعي بيها واخويا وخلاص هيتجوز ويشوف حياته ،  ولو ع الطلاق فدي بسيطة

ونظرت إلي شقيقها قائلة بقوة :
_  من بكرة تطلقها وتبعت لها ورقتها لحد باب بيتها يا أمير


هز رأسه بنفي فتحدثت راوية بمنتهي الوقاحة والخِسة  :
_قبل ما يطلقها تتنازل له عن المؤخر والقايمة

إتسعت أعيُن سحر بذهول من خِستها فأكملت راويه  : إنتوا يا حبيبتي اللي متضررين وطالبين الطلاق يبقا تتنازلوا


تحدث أمير بنبرة حادة  : 
_ من فضلك يا أمي كفاية إهانة لحد كده

تحدثت سحر بنبرة قوية شامخة :  
_ لو فاكرة إني هسيب إبنك يتهني بمليم واحد من حق بنتي تبقي بتحلمي ،  

وأكملت بتوعد :
_أنا هلففكُم علي المحاكم وحق بنتي هتاخده من عين إبنك بالمليم

وأكملت بنبرة تحدي  : 
_وبكرة يا راوية تشوفي اللي سحر عبدالسلام هتعمله في إبنك اللي محسوب علي الرجالة غلط


قالت كلماتها وانسحبت للخارج واغلقت الباب بحده هزت بها أركان المنزل تحت حُزن أمير وندمه مما فعله بزوجته التي من المفترض كانت يومً حبيبته وحُلمً عالياً تمناه ومّن الله بهِ علية وتحققَ



بعد خروجها إنسحب مصطفي لداخل غرفته يلعن ضعفهُ وإستسلامه لرغبة زوجته لزواج إبنها كي يُتابع حياته وينجب لها الذكر التي تنتظرة وتتمناه


تحدثت راوية إلي العروس و والدتها وشقيقها زوج شيرين وهي تُشير بيدها وكأن شئً لم يكُن   :
_ إقعدوا يا جماعة ،  إقعدوا نكمل سهرتنا ولا يهمكم ، دي عالم بجحه وناقصين تربية ، مش كفاية إن إبني عمل بأصله وما طلقش بنتها لحد إنهاردة،   لا كمان جاية تقل ذوقها وأدبها علينا ومن جبروتنا بتهددنا في وسط بيتنا


تحدثت عنايات والدة العروس والتي لا تختلف كثيراً عن راوية بأخلاقها المُنحدرة ووقاحتِها : 
_ واضح أوي من طريقة كلامها إنها محروقة والغيرة واكلة قلبها ، أنا كنت هرد عليها وأبهدلها بس عملت حساب لوجود الأستاذ مُصطفي


وأكملت بتفاخر : 
_إحنا ولاد أصول بردوا وعمرنا ما نعمل زيها ونعلي صوتنا في وجود الرجاله 

ثم نظرت إلي أمير الصامت الشارد وتحدثت كي تُخرجهُ مما هو عليه  : 
_ولا يهمك يا أمير إحنا معاك يا حبيبي وهدير كمان معاك وعمرها ما هتتأثر بالكلام اللي سمعته من الست دي،
إنتَ سيد الرجالة وإبن أصول واللي عملته ده حقك اللي ربنا شرعهُ لك وحلله ،  هتيجي هي تمنعه


ثم نظرت لإبنتها وتحدثت كي تحثها علي التقرُب من أمير كي تسحبهُ لعالمها من جديد  : 
_ولا إية يا هدير ، ما تتكلمي يا بنتي

فاقت هدير من شرودِها وتحدثت متلهفة  : 
_ أه طبعاً يا ماما ،  أنا مع أمير وعمري ما هسيبه أبداً تحت أي ظروف


أما أمير فكان شارداً داخل أحزانه لا يدري إن كان ما فعلهُ هو الصَواب وحقهُ المشروع كرجُل في ريعان شبابهِ مثلما أخبرته والدتهُ وشقيقته وهما تحاولان التأثير علية وإقناعة بالزواج بآخري كي يُنجب لهما ذكراً يحمل إسمه،  أم أنهُ وبتلك الخطوة لم يخسر أمل فقط،  بل خسر إنسانيته ورجولتة بعيون نفسهِ قبل الأخرين

يُتب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي