نوفيلا بسمة أمل

Rose Amin`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-25ضع على الرف
  • 26.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

☆البارت الأول ☆

ليلاً، داخل إحدي الشقق متوسطة الحال المتواجدة بمدينة القاهرة

وبالتحديد داخل شقة أمير مصطفي عساف
كان الجميع مٌلتف حول المنضدة الموضوع عليها قالب حلوي ذكري ميلاد تلك الجميلة ممشوقة القوام المُلقبه ب أمل عمران  ،،  حيث يجتمع بعضً من أهلها وأهل زوجها وأيضاً بعض أصدقائهما المُشتركين للإحتفال بذكري يوم ميلادٌها الثامن والعشرون من عُمرِها


كان الجميع يصطفون ويهتفون بسعادة إحدي الأغنيات الخاصة التي تُقال في تلك المناسبه ،، إنتهوا من غنائها ثم مالت أمل علي قالب الحلوي وزفرت بقوة لتٌطفي شمعه وتطوي بها عامً مضي بما فيه من خيرٍ وشر ،، لتستقبل عامً جديداً تتمني من الله عز وجل أن يرزقها فيهِ الخير والسعادة والصحه لها ولجميع أحبائها
صفق الجميع لها بسعادة وبدأت أمل تتلقي التهاني والهدايا من جميع الحضور


أما زوجها المدعو أمير الواقف بجانبها والبالغ من العُمر إثنان وثلاثون عامً والذي يعمل محاسبً في إحدي الشركات البسيطة
فقد إقترب منها وأحتضنها وقَبل وِجنتها بحب تحت خجلها الرائع الذي زاد من حُمرة وجنتها وجعلها أكثر جمالاً


وأردف وهو يٌعطيها هديتها التي كانت عبارة عن سِلسال رقيق من معدن الفضة الخالص  : 
_كل سنه وإنتِ طيبه يا حبيبة قلبي وعقبال مليون سنه وانتِ معايا

نظرت للقلادة بإنبهار و أردفت قائلة بنبرة مُمتنة  : 
_ وإنتَ طيب و معايا يا حبيبي ،، السلسلة تجنن يا أمير،، ربنا يخليك ليا يا حبيبي و ميحرمنيش منك ابدا


أردف هو بسعادة لسعادة زوجته بهديتهِ رُغم بساطتِها   :
_و يخليكي ليا يا حبيبتي 

لوت راوية والدة زوجها فاهها و أردفت هامسه بجانب أذن إبنتها شيرين وهي تٌقلد صوت أمل بنبرة ساخرة  :
_ و إنتَ طيب و معايا يا حبيبي،، إتفرجي بجاحتها


أجابتها إبنتها شيرين بنبرة مُحتقِنه بالغضب والحقد وهي تتطلع علي هدية شقيقها لزوجتة  : 
_ و كان لزمتها أيه الهدية اللي جايبها لها دي، ما كان كفاية عليها مصاريف التورته والزينه والأكل ده كله،

وأكملت بنبرة لائمة  : 
_بصراحه بقا يا ماما إبنك ده فرفور أوي ومدلع الهانم علي الأخر، بكرة تركب فوق دماغة وتمشيه علي العجين ما يلغبطهوش و ييجي وقتها يصرخ لنا ويقول إلحقوني


أومأت لها راوية بموافقه وتحدثت بغل  :
_أنا حذرته قبل كدة وهو إستهان بكلامي وما قدرنيش، خلية يشرب بقا


أما سَحر والدة أمل، الموظفة بإحدي الهيئات الحكومية ولها مكانة مرموقة بداخل عملها، فقد إقتربت من إبنتها وأردفت قائلة بنبرة سعيدة وهي تٌناولها هَديتها القيمة   :
_كل سنة وانتي طيبة يا روح قلب ماما وعقبال سنين حلوة كتيرة إن شاء الله

قَبلت والدتها بحب وأخرجت الهديه من صندوقها المُخصص لتتفاجئ بثوبٍ أنيقٍ للغاية وحذاءٍ مٌلائم له وأيضاً حجابً يليقً بلون الثوب ليكتمل الطقم


نظرت إلي والدتها بحب وأردفت بنبرة حماسية  : 
_ يا حبيبتي يا ماما، طول عمرك ذوقك يجنن، بس الفستان شكلة غالي أوي ،
وأكملت علي إستحياء  : 
_ليه كلفتي نفسك أوي كدة ؟

أجابتها والدتها بعيون سعيدة  : 
_الغالي يرخص علشان خاطر عيونك يا أمل

أكدَ شقيقها إيهاب علي حديث والدتهِ وأعطاها هديتهِ قائلاً  : 
_ ما فيش حاجة في الدنيا دي كلها تغلي عليكي يا أمولة

وأيضاً شقيقتها رانيا البالغة من العمر الرابعةِ والعشرون من عُمرها، والتي أردفت بسعادة وهي تُناولها هديتها :
_كل سنة وإنتِ طيبة وبخير يا قلبي، وصدقيني لو جبنالك حتة من القمر مش هيبقا كتير عليكي


إحتضنت شقيقتها وشكرتها 

إقتربت منها راوية وأردفت بإبتسامة مٌنافقة وهي تٌعطيها هديتها التي كانت عبارة عن محفظة صغيرة بثمنٍ زهيد   : 
_ كل سنه وإنتي طيبه يا أمل ،معلش بقا هديتي مش أد كدة السنة دي، لكن إنتِ طبعاً تستاهلي الدنيا كلها


إبتسمت لها أمل بسعادة وتحدثت بوجهٍ بشوش ونبرة صادقة  :
_ ما تقوليش كدة يا ماما ده كفاية أوي إن حضرتك إفتكرتيني في اليوم ده


إحتضن أمير والدتهُ بحب قائلاً بإمتنان : 
_ كل اللي ييجي منك بركة يا ست الكُل


بدأ الجميع بتناول الحلوي والشطائر المحشوة باللحوم المشوية والنقانق


لوت راوية فاهها وأردفت قائلة بنبرة ساخرة مُعترضة و هي تفتح إحدي الشطائر وتري ما بداخِلُها :
_  وكان لزومه أيه البانية والكفته والسُجق ،ما كان كفايه التورته والحلويات والجاتوة، ولا هي مصاريف علي الفاضي يا بنتي


و أكملت بنبرة لائمة  : 
_مش بيتك كان أولي بيها المصاريف دي، هو أبني هيلاحق علي أيه ولا أيه  ؟

وبلحظة إنطفأت بسمة أمل وكسي الحُزن ملامِحُها البريئة وحزن أمير لأجل حبيبته

فأجاب والدتهِ وهو ينظر لها مٌستعطفاً إياها لتصمت وتكف عن أذيت مشاعر زوجتهِ الرقيقه  : 
_مصاريف أيه بس إللي بتتكلمي عنها يا ماما، ده أنا لو أطول أجيب الدنيا كلها وأحطها تحت رجلين أمل عمري ما كُنت هتأخر 


وقبل رأس زوجته وأردف قائلاً بعيون عاشقة : 
_كل سنه وإنتي سعيدة يا حبيبتي

إبتسمت بسعادة ولهفة لزوجها الحنون، حين نظرت شيرين إلي والدتها وأبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة


إقتربت كارما طفلة أمل الوحيدة البالغة من العُمر ست سنوات وقبلت والدتها بسعادة وأردفت قائلة ببرائة : 
_ كل سنه وإنتي طيبة يا مامي

حملتها أمل وبدأت بتوزيع قُبلاتِها الحنون فوق جبهتها ووجنتيها وعيناها بنهمٍ وحُبْ وتحدثت مُدلله طِفلتِها  :
_  وإنتِ طيبة يا قلب مامي

حين تحدثت شيرين بطريقة فظة وتدخُل مُستفز كي تُفرغ حِقدها التي تكنهُ لأمل داخل قلبها الحقود : 
_هو أنتِ يا أمل مش ناوية تخاوي البنت ولا أية، ده اللي من سنك يا حبيبتي معاها طفلين وتلاته كمان ؟


رمقها زوجها أكرم بنظرة تحذيرية تلاشتها شيرين وأحالت  بوجهها عنه
حين أجابتها أمل بهدوء وثبات إنفعالي متغاضية لهجتها المُستفزة : 
_ كلة بإذن الله يا شيرين


تحدثَ مصطفي والد زوجها إلي إبنته بعتاب  : 
_الحاجات دي بتبقا خاصة بين الراجل ومراته يا بنتي ومش من حق اي حد فينا يتدخل، إفرضي إنهم مش عاوزين يجيبوا أولاد تاني، نتدخل إحنا بينهم ليه ؟


قاطعت راوية حديثه بإعتراض  :
_  فال الله ولا فالك يا مصطفي، إن شاء الله يجيبوا بدل الولد إتنين وتلاته كمان ، ولا عاوزهم يقعدوا علي حتة البنت كده 

مالت أشجان صديقة طفولة أمل وأردفت هامسة بدُعابة : 
_هو أنتِ بتجيبي طاقة منين تتحملي بيها الناس العجيبة دي ،ده أنا مش قادرة أتحملهم الكام ساعه دول



أردفت أمل سريعاً بإرتياب  : 
_وطي صوتك يا بنتي  ل حد فيهم يسمعك ومنخلصش إنهاردة


أردفت أشجان بنبرة ساخرة  : 
_لا وعلي أية، ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم 


أما والدة أمل وشقيقتها رانيا اللتان تقفان جانبً وهما تستمعتان لحديث راوية وشيرين اللازع لعزيزة عيناهما الرقيقة، تراقبان ما يحدث بصمتٍ تام حتي لا ينزعا إحتفال غاليتهما



إقتربت رانيا إلي شقيقتها و أحتضنتها و أردفت قائلة بصوتٍ حنون  :
_  كل سنه وإنتي طيبة يا مولي عقبال 100 سنه ياروحي


شددت أمل من إحتضان رانيا وأردفت قائلة بنبرة سعيدة  :
_  كل سنه وإنتِ وماما وإيهاب معايا وربنا ما يفرقنا أبداً عن بعض
أمنت شقيقتها علي دٌعائها

إقترب إيهاب من شقيقتهُ التي تقف بجانب زوجِها وحاوط كتفها بحنان وتحدث  : 
_ أنا حضرت لكم هدية كده صُغيرة اتمني إنها تعجبكم

نظرت أمل مُترقبة لباقي كلماته فأكمل هو  : 
_أنا حجزت لكم بكرة غرفة في أوتيل تقضوا فيها ليلة حلوة، الحجز شامل العشا وأي حاجة هتحتاجوها خلال اليوم 


وأكمل وهو ينظر إلي أمير  : 
_هبعت لك اللوكيشن بتاع الأوتيل علي الواتس يا أمير 


سَعد داخلُها وشددت من إحتضان شقيقها حين تحدث أمير بنبرة خَجلة  : 
_ مكنش فية داعي تتعب نفسك يا إيهاب، أنا كُنت هخرجها بكرة ونتعشي في أي مكان هادي


أجابهُ إيهاب بمرح كي لا يُشعرهُ بتقصير في حق زوجته  :
_خلينا الأول متفقين إن أنا وإنتَ مجتمعين علي حُب أمل يا أمير وإن أهم حاجه عندنا إنها تكون مبسوطة ، وسواء كان الحدث اللي هيبسطها ده بإيدي أو بإيدك صدقني مش هتفرق


شددت هي من ضمتها لشقيقها وتحدثت وهي تنظر لمقلتي زوجها الحبيب بهيام  :
_ ربنا يخليكم ليا إنتم الاتنين وتعيشوا وتسعدوني 


إنقضي اليوم علي خير وذهبَ الجميع كُلٍ إلي وجهته

دلفت إلي غرفتها بعد تنظيف المكان من الفوضي التي كانت عليه وإعادت ترتيبة من جديد بمساعدة شقيقتها و والدتها اللتان ذهبتا مباشرةً بصحبة شقيقها بعد الإنتهاء 

دلفت إلي المرحاض وخرجت بعد مدة وهي ترتدي ثوباً مٌخصصً للنوم ناعمً و حريري الملمس


نظر إليها أمير بعيون هائمة مٌنبهرة بجمال و رقة و إنوثة زوجتهِ الشابة الحنون

تحرك وأقترب منها وأردف قائلا بحب  : 
_  معقولة الحورية إللي نازلة من السما دي تبقا مراتي أنا ؟
أد أيه أنا راجل محظوظ وأمي داعيه لي


إبتسمت له وأردفت قائلة بسعادة  :
_  المحظوظه في حبك هي أنا يا أمير
وأكملت بحب  : 
_بحبك يا أمير، بحبك وهفضل أحبك لأخر يوم في عمري ، و حتي بعد ما أموت عمري ما هبطل أحبك



وضع أصابعة فوق شفاها بحركة سريعه وأردف بقلق  :
_  بعد الشر عليكِ يا أمل، أوعا أسمعك تجيبي سيرة الموت دي تاني علي لسانك


ضحكت وأردفت قائلة بدلال أنثوي  : 
_ للدرجة دي بتخاف عليا يا روح قلبي ؟

أجابها بعيون عاشقه  :
_  مليش حياة بعدك يا حبيبي، ومعنديش أغلي منك علشان أخاف علية

إقتربَ عليها بعيون تملؤها الرغبة وتحدثَ بنبرة هائمة  : 
_ كل سنه وإنتي طيبة يا حبيبي ، تعالي بقا علشان أديكي هديتك


ضيقت عيناها وأردفت بلؤم أعجبهُ  : 
_ هدية تاني، ما أنتَ أدتني هديتي خلاص يا بيبي 


غمز بعيناه وأردفَ بوقاحه  : 
_ لسه فاضل أهم هدية فيهم

وأنحني عليها وحملها بين ساعديه تحت سعادتها التي تخطت عنان السماء وتحرك بها بإتجاة التخت ثم وضعها علية بهدوء و مال عليها ليغوصا معاً في عالم عشقهما الحلال

_____________


داخل سيارة إيهاب

تحدثت رانيا الجالسه بالخلف بنبرة إستيائية  : 
_ أنا متضايقة جداً وزعلانة علشان أمل وحالتها المادية يا ماما، معقولة دي العيشة اللي تستحق تعيشها أمل ولا هما دول الناس اللي المفروض تعاشرهم   ؟ 
 
تحدث إيهاب مهمومً  : 
_ عندك حق والله يا رانيا ،  ده الست اللي إسمها حماتها هي وبنتها شبه رايا وسكينة في كلامهم ،  واقفين يتفرجوا علي كل اللي حواليهم ومش عاجبهم أي حد وعمالين يمصمصوا في شفايفهم زي عواجيز الفرح بالظبط، حقيقي ناس دون المستوي


تنهدت سحر وأردفت قائلة بنبرة هادئة  : 
_ خلاص بقا يا ولاد ،  ده إختيار أختكم ولازم تحترموة ،  هي حبت أمير و وافقت تكون شريكة حياته وهي عارفه ظروفة كويس وموافقة عليها

وأكملت مُفسرة  : 
_ وبعدين بصراحة الولد كويس جداً وبيحبها وشايلها علي كفوف الراحة، كفاية إنه بيشتغل شغلنتين وبيعمل أقصي جهدة علشان يخليها مرتاحة ويلبي لها كُل طلباتها في حدود مقدرته ، وهي الحمدلله مبسوطة معاه وده كُل اللي يهمنا في الموضوع


تحدث إيهاب مؤكداً علي حديث والدته  : 
_ هو أنا ما أقدرش أنكر إن أمير فعلاً حد كويس وبيحبها ويمكن ده اللي خلاني أسكت وأعدي كلام العقربة اللي إسمها حماتها دي إنهاردة


تحدثت والدتهُ موجهَ الحديث إلية  : 
_ سيبك بقا من موضوع آُختك وقولي هتسافر دُبي لمراتك وأولادك أمتي ؟


أجابها إيهاب الذي يعمل في مجال العلاج الطبيعي وأختار مدينة دُبي لتكون مقر عملهِ هو وزوجته التي تعمل معهُ بنفس مجاله  :
_  بعد إسبوع بأمر الله

وأكمل مداعبً إياها بمرح  : 
_ ثم إنتِ قوام كدة زهقتي مني يا سحر   ؟ 


إبتسمت بهدوء وتحدثت بنبرة حنون  : 
_وأنا أقدر أزهق منك بردوا يا حبيبي ،  أنا بس كُنت حابه احضر لك شوية حاجات علشان تاخدهم معاك للأولاد وتقول لهم نانا باعتا لكم الحاجات دي


أجابها بحب  : 
_ ربنا يخليكي ليا يا ماما 

واسترسل حديثهُ مُتذكراً  :
_  بالمناسبة قبل ما أنسي يا ماما،  هبقا أسيب لحضرتك مبلغ كده إبقي إديه ل أمل بعد ما أسافر لانها بتتحرج جدآ لما بديها فلوس وبترفض تاخدها مني ،  بس أكيد مش هترفض تاخد من حضرتك


إبتسمت رانيا وتحدثت بنبرة حنون لشقيقها  : 
_ ربنا يخليك لينا يا إيهاب وما يحرمناش منك أبداً 

إبتسم لها وأردف تحت سعادة والدتهما : 
_ويخليكم ليا يا حبيبتي



صباح اليوم التالي
داخل إحدي المصالح الحكومية وبالتحديد داخل مكتب سحر عبدالسلام والتي تعمل نائب مدير فرع للمصلحة 

كانت تجلس خلف مكتبِها مُنكبه علي بعض الأوراق التي تحتاج مراجعتها ووضع إمضتِها عليها، إستمعت لطرقات خفيفة فوق الباب
فتحدثت بوقار  :
_  إدخل


دلف ذاك الوسيم الخمسيني والذي يرأُسها بالعمل وتحدث بإبتسامة سعيدة :
_ صباح الخير يا أستاذة

أردفت بإبتسامة مماثلة : 
_ صباح النور يا أستاذ حسين، إتفضل إقعد


جلس فوق المقعد وتحدثت هي بتساؤل  :
_  شربت قهوتك ولا أطلبها لك

أجابها بنبرة عاشقة  :
_لو هتشربي قهوتك معايا يبقا تطلبي لي


إبتسمت له وأمسكت بهاتف المكتب وطلبت من عامل البوفية قدحان من القهوة السادة


في حين تحدث هو إليها  : 
_كل سنة وأمل طيبة وعقبال ما تجوزي رانيا

ردت عليه مُبتسمة  : 
_ متشكرة جدا

ثم تسائل بعيون تنطقُ عشقً  : 
_ لسة ما أنش الآوان علشان تنظري لي بعين الرحمة يا سَحر ؟


أخذت نفسً عميقً وتحدثت بأسي : 
_ ياريت كان ينفع يا حسين  ،،  إنتِ عارف إني مقدرش أكسر إبني وأجيب له جوز أم وهو في السِن ده


نظر لها بضيق وتحدث مُعترضً علي تفكيرها البالي بالنسبة له : 
_برغم إنك ست مُتعلمه ومثقفة بس يظل تفكيرك عقيم ومحدود زيك زي ناس كتير ، ممكن تقولي لي إيه اللي يكسر إبنك في إنك تتجوزي من راجل ليه نفس ظروفك وتعيشي معاه اللي باقي لك من حياتك في ونس 

وأكمل مفسراً : 
_ يا سحر إنتِ ست جميلة ولسه صُغيرة ومن حقك تاخدي فُرصة تانية في الحياة بعد جوزك الله يرحمه ،  وأنا راجل أرمل وإبني سابني وسافر وعاش حياته،  بشرع مين نفضل كل واحد مننا عايش لوحدة مع إن ممكن جداً نتجوز ونكون لبعض الونس والرحمة


تساءلت بإعتراض : 
_ورانيا يا حسين ؟

أجابها  :
_  رانيا مخطوبة لزميلها في الشغل وكلها سنة وتتجوز،  تقدري تقولي لي وقتها هتعملي إية وإنتِ عايشة لوحدك في شقتك؟


أردفت قائله بعقلٍ مُشتت  : 
_ يا حسين إفهمني من فضلك، أنا معنديش الشجاعة إني أتكلم مع أولادي في موضوع مُحرج زي ده


أجابها بنبرة حماسية  : 
_ سيبي لي أنا المُهمه دي وأنا قادر أقنع أولادك واخليهم هما بنفسهم اللي يكلموكي ويطلبوا منك تتممي الجواز


ضحكت بإنوثة أهلكت بها قلب ذاك العاشق الذي تحدثَ بنبرة هائمة  : 
_ والله حرام عليكِ اللي بتعملية في قلبي المسكين ده

خجلت من كلماتهِ العاشقة وأزاحت ببصرها عنه خجلاً

_____________________


في صباح يومٍ مٌشرق جديد

فاقت أمل من غفوتها علي صوت المنبه الذي يصدح بجانِبها فوق الكومود ، مدت يدها وضغطت علي زر الإيقاف وبدأت بفتح عيناها بتثاقل وهي تستمع لصوت زقزقت العصافير التي تعشقُها 


ثم نظرت بحب لذاك الغافي بجانبها بثبات عميق
إعتدلت ومالت عليه وقبلت شفتاه بهدوء،
أفتح أمير عيناه ونظر إليها بإبتسامة سعيدة وأردفَ بصوتٍ مٌتحشرج ناعس  : 
_صباح الخير يا حبيبتي

أجابته بوجهٍ بشوشٍ صابح  :
_  صباح الفل يا حبيبي

وأكملت بإنتشاء وحماس  :
_يلا يا قلبي علشان تاخد شاور علي ما أروح أجهز لك الفطار


إعتدلَ بجلسته وأحتضنها بسعادة ثم أخرجها و نظر إلي وجهها ومال علي شفتاها وقبلها بنعومه تحولت في لحظات إلي أخري شغوفه


كادت أن تتحرك وتٌفلت حالها منهْ لكن يده كانت أسرع منها وأردف قائلاً بعيون راغبه وهو يجذبها إلية  : 
_ رايحه فين وسيباني وأنا مشتاق لك أوي كدة


إبتسمت له وأردفت قائلة بدلال  :
_   سبني يا أمير ، كدة هتتأخر علي شغلك

أجابها وهو يسحبها داخل أحضانه بطريقة أذابتها  :
_  ما أتأخر عادي وأيه المشكلة، كل حاجه تتعوض إلا حُضنك يا قلبي

وسحبها إلي عالمهِ الخاص،عالم العشاق


بعد مدة كان يجلس فوق مقعدهِ بكامل هيئتهِ يتناول وجبة إفطارة بجانب طفلتهِ كارما

و ضعت أمل كوباً من النِسكافيه أمامَ زوجها الحبيب ثم تابعت تجهيز شطائر طفلتها حتي تضعها بصندوق طعامها الخاص بالمدرسه


وأردفت قائلة بحب وهي تنظر إلي صغيرتها  :
_  إشربي اللبن بتاعك بسرعة يا كوكي قبل باص المدرسة ما يوصل


أردفت الفتاه بتملل ووجهِ عابس  : 
_مش بحب اللبن سادة وحضرتك عارفة كدة يا مامي ،حطي لي علية شيكولا


أجابتها أمل بإعتراض  : 
_  ما ينفعش شيكولا علي الصبح يا قلب مامي، إشربي اللبن سادة علشان يقويكي ولما ترجعي من المدرسة هعمل لك النسكويك


تأففت الصغيرة بإعتراض حين وجهَ أمير حديثهٌ إلي طفلتهِ المٌدللة  :
_   بطلي دلع وإسمعي كلام مامي يا كوكي وأشربي اللبن بسرعه علشان أنزلك معايا للباص


إستمعت الفتاه حديث والدها وأومأت لهُ بطاعة وبالفعل بدأت بإرتشاف كوب الحليب ثم وقف أمير و أرتدي حلة بدلته وحمل طفلتهِ المُدلله و وقف يقبل وجنة أمل قائلاً بحب :
_مع السلامة يا حبيبتي ، مش عاوزة حاجة أجيبها لك معايا وأنا راجع ؟



إبتسمت له وأردفت بحب   :
_عاوزة سلامتك يا حبيبي

وقبلته وقبلت طفلتها بسعادة ثم عاودت للنوم مرةً أخري بعد ذهابهُما


فاقت من غفوتها بعد ثباتٍ عميق ، توضأت وصَلت صلاة الضُحي وتحركت إلي الخارج، بعد قليل كانت تقف داخل مطبخها لتجهيز وجبة الغداء قبل موعد وصول زوجها وصغيرتها، إنتهت من تجهيز الطعام وأغلقت مفاتيح شُعلات الموقد

وما ان تحركت مُتجهَ إلي الخارج، فجأة شعرت بدوار أصاب رأسها وبدون سابق إنذار سقطت فوق أرضية المطبخ مُتمدده بجسدِها فاقدة الوعي تماماً




يُتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي