الفصل السادس (6) .

في منزل عائلة الشريف

كان قاسم يجلس في غرفته يشاهد التلفاز حتي سمع صوت والدته .
قاسم : اتفضلي يا ماما انت بتستأذني يا ست الكل .
فاطمه بحنان : انت قاعد لوحدك ليه يا قلب ماما انزل اقعد مع باباك تحت .
قاسم بملل : ماما حضرتك عارفه ان أنا مش بحب اقعد مع بابا . . ليه كل اما تشوفيني لازم تطلبي مني أن انزل اقعد معاه .
فاطمه بعتاب : لانه بكل بساطه باباك و لازم تستحمله و تقعد معاه انت ليك أب واحد بس مش ميه .
قاسم بغضب : ماما أنت عارفه ان الخلافات الي بيني و بين بابا مش وليدة اليومين دول و لا المشاكل الي حصلت اليومين دول لأ دي من لما كنت صغير .

فاطمه بعتاب : بس يا بني ده أبوك دا ربنا أمرك بالاحسان إليه و طاعته حتي لو كافر مينفعش كده انت لو قربت و هو ضايقك و انت عديت و كلمته تاني و ضايقك و كظمت غيظك و رحت كلمته تاني و ضايقك و انت اتحكمت في غضبك هو بنفسه هيزهق و هيعاملك كويس .

قاسم بسخرية : انت بتتكلمي يا ماما زي ما تكوني متعرفيش بابا .

فاطمه : لأ يا حبيبي انا بقولك كده عشان أنا اكتر واحده عارفة باباك و عارفه اد ايه هو طيب و حنين بس هو الي مش بيحب يبين ده .

قاسم بتجاهل : إن شاء الله يا ماما تبقي انزل بس أرجوك سبيني علي راحتي دلوقتي .

فاطمه و هي تتنهد بقلة حيلة : ماشي يا قاسم هسيبك علي راحتك بس فكر في كلامي يا بني انت ملكش غيره و هو كمان مالوش غيرك في الدنيا انت يا حبيبي ابنه الوحيد الي خرج بيه من الدنيا و مش فيها حاجه لما يكون عايزك جنيه تشيل عنه و تحمي اسمه و اسم العيله هو اه أسلوبه غلط بس نيته خير يا حبيبي هو زيه زي اي أب عايز ابنه يكون جنبه هو تعب كتير يا قاسم بردو علي العموم فكر يا بني في كل الي حصل و أثر عليك ده بس فكر من وجهة نظرة هو مش من وجهة نظرك انت و ربنا يهديك يا بني .
و تركته فاطمه و ذهبت الي الخارج و لكن شتان بين حالته قبل دخولها و حالته الآن فهي قد ضغطت عليه بكلامها كثيراً و لكنها محقه فهو في النهايه أبيه مهما فعل و مهما كان و لكن ما الذي بيده ليفعله فهو لا يستطيع نسيان أو تجاهل ما فعله به أبيه فهو قد أذاه بشده سواء أكان بقصد ام لا فهو أذاه و بشده و هو ليس ملاك ل ينسي ما أصابه بسببه من مجرد بضع كلمات ألقتهم والدته إليه و لكنها أيضاً محقة في بعض كلامها يا الله ماذا أفعل أين الصواب أطيع أبي و أكون سند له و أنسي أحلامي و طموحي ام أذهب لتحقيق ذاتي و أحلامي و أترك أبي وحيداً كأنه بلا ذرية يا الله ساعدني و أظهر لي الصواب و ما فيه الخير لي .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في المساء . . .
في منزل الدكتور رؤوف تجهزت كلاً من لين و صفاء استعداداً للذهاب الي الخارج للتنزة كما وعدها صباحاً بمناسبة نجاحها . . . . و لكنها جلست تنتظر والدها الذي كان يصلي العشاء في غرفة مكتبه . . . . و هي تشعر بسعاده كبيره فهي و أخيراً حصلت علي ما تريد فهي منذ صغرها و هي تحلم بأن تكون الافضل في كل شي و تفعل كل ما بوسعها لتحقيق ذلك و تتيقن أن الله لن يخيب ظنها أبداً فهي دائما عندها حسن ظن بالله .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في غرفة المكتب . . . . . . . . . .

كان رؤوف قد انهي صلاته و  ما أن جلس يستريح قليلاً من تعب اليوم حتي سمع صوت هاتفه المحمول فذهب إلي مكتبه حيث يتواجد هاتفه فوجده يضي برقم مجهول فأخذه باستغراب و هو يجيب عليه فلم يجده سوي هذا المجهول فلم يعطيه فرصة للحديث و قام بإغلاق الهاتف في وجهه و لكنه لا يعلم لماذا يشعر بالقلق و عدم الارتياح فهو يعلم بأن هؤلاء الناس قادرين علي فعل أي شئ لحماية أنفسهم هو ليس خايف علي نفسه فالعمي لن يكون باقيه بقدر ما مضي و لكنه خايف علي ابنته هذه الزهرة الجميلة التي ما زالت تنمو و لكنه فوض أمره الي الله فهو حسبه و وكيله . .  . . . و بعد ثواني قليله وجد مشاكسته الحبيبه تقتحم غرفة مكتبه و هي غاضبه .

لين بغضب : ايه يا سي بابا احنا قاعدين بره بقالنا ساعه بنستناك و أنت حضرتك قاعد تستحم هنا .

رؤوف و هو يدافع عن نفسه و يتصنع الخوف : انا و الله لسه مخلص صلاة  يا دوب قعدت استريح .

لين بشك و هي تنظر إليه بعين واحده : اممم . . . خلاص سماح المره دي . يلا بينا عشان الحماس هيموتني .

رؤوف بحب و هو يضع يده علي كتفها : لأ تموتي ايه  يلا بينا .

لين بابتسامة : هه ههههه هههه يلا بينا .
ذهب رؤوف بصحبة لين و صفاء إلي الخارج لقضاء يوم مميز كما يتمنون و ما أن استقلت السياره حتي وضعت لين إسطوانه في مشغل الموسيقي الخاص بالسيارة و بعد قليل انتشر صوت الموسيقي في السياره . . . .

. . .
الو . . الو . . احنا هنا .
و نجحنا هو في المدرسة .
بارك لنا . . و هات لنا . . وياك هدية كويسة .
الو . . الو . . احنا هنا
احكيله ازاي احنا اتعبنا  .
و اخذنا مية على مية .
و قوليلو كما ازاي جبنا  . . كل الدرجات النهائية .

ثم أكملت معها لين و هي تشير بيدها

خدنا سؤالين في الجغرافيا  .  . و جاوبنا عليهم بالعافية .
سين سؤال :  اين تقع في الخارطة اوروبا ؟ . .
جيم جواب :  تبقى على شمال كبري القبة .
سين سؤال :  فين صحراء مصر الغربية .
جيم جواب :  بعد الرست هاوس بشوية .

ثم أكملت ريم و هي تشير الي نفسها وسط ضحكات والدها و تصفيق داده صفاء و تشجيعها لها .

و عرفنا كده كده من نفسنا . . . من غير ما حد يقولنا .
الو . .  الو احنا هنا .
و نجحنا هو في المدرسة .

بارك لنا . . . و هات لنا . . . وياك هدية كويسة.

الو . . الو . . احنا هنا .
و الانجليزي سيبك منو . .متساليش ابدا ابدا عنو .
ضعيفة فيه ! . ليه معرفش غير بس أي لوف يو فيري متش . .
و اما في النحوي و الصرف  . . جاوبنا بالكلمة و بالحرف .
سين سؤال : هل تعرفي كان و اخواتها ؟ .
جيم جواب : و اعرف عماتها اه و خالتها . .
لها اخت اتجوزت  . . و التانية اتجهزت
و الاخت التالتة خطبوها اتعززت . .

الو . . . الو . . .  احنا هنا .
و نجحنا هو في المدرسة .
بارك لنا و هات لنا وياك هدية كويسة .
الو . . . الو . . . احنا هنا .

لين و هي تحي جمهورها المزيف : شكراً . . . شكراً .

رؤوف بضحكه مرتفعه : هههههه ههههه اقعدي يامجنونه و الله انا شاكك انك هبلة .

لين و هي تنظر له بغضب : بابا  ايه  شاكك انك  هبله دي . . . لأ انا مسمحلكش . . و أنا من موقعي هذا أحب أقولك  سيب الشك و الكلام الفاضي ده اتأكد اني هبله .

رؤوف بضحكه مرتفعة  و هو يقوم بركن سيارته  أمام مطعم مشهور و راقي : هههههه ههههه طب انزلي يا هبلة يلا يا داده .

و اصطحبهم رؤوف الي داخل المطعم و تناولوا العشاء في جو مرح و سعيد و دافئ و يعد الانتهاء اصطحبهم رؤوف الي الملاهي لعبوا كثيراً و تناولوا المثلجات و غزل البنات و كانت نزهه جميله و مميزه أكثر مما تمنوا و كان يوم لا ينسي لثلاثتهم و بعد وقت طويل استقلوا سيارتهم للعودة الي منزلهم مره أخري .

لين بقلق  و هي تنظر إلي والدها : خير يا بابا في حاجه و لا ايه .
رؤوف الذي كان ينظى باستغراب في المراه فهناك سياره تلاحقهم منذ خروجهم من المنزل : لأ ابدا يا حبيبتي مفيش حا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لم يكمل رؤوف جملته فقد تفاجأ بسيارة نقل كبيرة تعبر من أمامه . . . . حاول أن يبتعد عن طريقها أو يتفاداها  و لكنها كانت تأتي في اتجاهه بسرعه رهيبه . . . حتي أصبحت عينيه لا تري الصوره بوضوح و لا يسمع صوت ابنته التي تصرخ بخوف . . . . . و فجأة ساد الصمت فهو لم يعد يسمع أو يريد اي شئ إلا أنه يشعر الابسيارته تتدحرج علي الطريق الي  استقرت و بعدها لم يعد يشعر بأي شئ .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في إحدى الكافيهات التي تطل علي النيل كان قاسم يجلس هناك ينتظر قدوم إحدي أصدقائه الذي تواعد معه علي اللقاء في هذا المكان الجميل الذي اعتادوا علي  التجمع فيه . . . . . و أثناء جلوسه سمع صوت هاتفه و لكنه رقم مجهول فقرر تجاهله . . . . .

قاسم  بتجاهل : دا رقم غريب مش هرد .

ولكن المتصل أصر علي الاتصال اكثر من مره .

قاسم  باستغراب : دا مصمم بأه  أما ارد اشوف مين يمكن حاجه مهمه .
قاسم بقلق لا يعرف مصدره : السلام عليكم .

المتصل : عليكم السلام حضرتك الاستاذ قاسم الشريف .
دقاسم يترقب : أيوه انا قاسم الشريف اتفضل .
المتصل : في شخص اسمه رؤوف عماد حضرتك تعرف .

قاسم و قد نهض من مكانه بقلق : أستاذ رؤوف ايوه أعرفه خير في ايه هو حصله حاجه .
المتصل بأسف : للاسف  هو و عيلته عملوا حادثه و هما في المستشفي دلوقتي ولازم حضور حد من معارفهم . . . بس احنا مش معانا اي حاجه تدل علي اي حد من قرايبه أو توصلنا ليهم مفيش معاهم غير أوراقهم الخاصه و كارت فيه اسم حضرتك و رقم التليفون فياريت لو تعرف حد من أهله يا ريت تبلغه لاننا مش هنقد ر نوصل لحد منهم دلوقتي و حالتهم حرجه و لازم وجود حد من معارفهم عشان الإجراءات و كده .
سقط الهاتف من يد  قاسم  وسط استغراب صديقه الذي وصل لتوه و لكن قاسم لم يعطيه اي فرصه للسؤال بل ذهب مسرعاً الي سيارته يلحقه صديقة الذي يحاول معرفة ماذا حدث أو ماذا يجري و لكن كل هذا بلا فائدة و ف قاسم لا يرد عليه حتي .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في المستشفي . . . . . . .

بعد انا فاق قاسم من زهوله و أخبر صديقة إبراهيم بما حدث مع أبيه و معلمه الدكتور رؤوف و عائلته الذي حزن هو الآخر لما حدث معه فهو يعلم من صديقه كم هو رجل صالح و شريف . . . وعندما وصلوا إلي المستشفي أخبرهم موظف الاستقبال عن مكان قسم الطوارئ . . . . . . فذهبوا راكضين إليه يسألوا عن اسمه الي أن وجدو الممرض الذي قام بالاتصال به و دلهم الي مكان تواجدهم أنهم ما زالوا في غرفة العمليات فجلس قاسم و معه صديقه أمام الغرفه و وضع رأسه بين يديه و سرعان ما ظهرت عليه علامات المرض و بجانبه صديقه إبراهيم يواسيه و يحاول التخفيف عنه فهو يعلم مدي تعلقه به و لكن قاسم كان في عالم أخر فهو يفكر هل ما حدث مع الدكتور رؤوف مجرد حادث عادي أم هو حادث مدبر فهو علي علم بالتهديدات التي كانت تأتي دكتور رؤوف بشكل يومي بسبب الأوراق و المستندات التي توجد بحوزته تدين أشخاص ذو مناصب مهمه في البلد .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي