الفصل السادس
كانت سهيله تجلس فى شرفة غرفتها ترسم بصمت لتسمع صوت صهيل جواد قريبا منها فوقفت تستند الى السور ، ، لترى من أين يأتى هذا الصوت لترى جوادا أسودا رائعا يعتليه فارس عرفته على الفور، ، انه كان يسير به بطريقة رائعة أبهرتها لتظل تلك الصورة فى مخيلتها للأبد ،، مال فارس على الجواد يربت على عنقه بحنان ليصهل الجواد مرة أخرى ، ، همس فارس بأذن الجواد بكلمات لم تصلها و لكنها عرفت أنها من أجل أن يهدأ الجواد و بالفعل ، ، هدأ الجواد بعدها تماما و كان لهذا المشهد على سهيله أثرا كبيرا ، ، و تساءلت بصمت عن كيفية معاملة فارس لزوجته المتوفاة اذا كان بذلك الحنان مع جواده و أولاده ، ، كم تحسد زوجته الراحلة لامتلاكها مثل هذا الرجل حتي و لو لفترة قصيرة ، ، لتفيق من أفكارها بصدمة ، ، هل هي أصبحت تحسد امرأة متوفاة من أجل ذلك الرجلة ،، أجل لقد جنت حقا رفع فارس وجهه في تلك اللحظة ليراها واقفة تتأمله ، ، و ما ان تقابلت نظراتهما حتى التفتت بهدوء لتدخل الى حجرتها ليعقد هو حاجبيه بحيرة ، ، و تمسك هى برسمتها تنظر لها بعدم رضا لتقطعها و تبدأ برسمة أخرى ،، لذكرى لا تود أن تنساها مطلقا .
- -
و في صباح يوم جديد ملئ بالفرح و البهجه في قصر الحاج محمد الشاذلي برجوع ابنه ريان بعد ان انهي تعليمه ، ، و بعدها جاء الي مصر الحبيبه .
و في غرفه سهيله المربيه الخاصه بفريده و فادي .
تململت سهيله على صوت فريده المهلل و هي تقول : مس سهيله يا مس سو سو .
فتحت سهيله عينيها لتواجه عيون فريده الضاحكتين ، ، فابتسمت فى حنان قائلة : صباح الخير يا ديدا يا قمورتي .
قالت فريده بابتسامه سعيده و فرحه: صباح الخير يا احلي ميس سو سو في الدنيا قومي يلاا بقا .
نظرت سهيله اليها بدهشة قائلة : اقرم فين بس يا ديدا ؟
قالت فريده بحماس و فرحه : عمو ريان لسه جاي من السفر ، ، عارفه يا ميس سو سو عمو ريان حلو قوي .
ابتسمت سهيله لها و لسعادتها برجوع عمها ريان قائلة : مش أحلى منك يا قمري انتي ، ، طيب انزلي انتي يلا علي تحت و انا هاخد شاور و انزل بعدك علي طول يا ديدا .
و في تلك اللحظه سمعوا طرقات على باب الغرفه ، ، و قبل ان تعرف سهيله هويه الطارق من الدخول سبقتها فريده و هي تأذن الطارق بالدلوف ثم تحدثت قائله : اتفضل ادخل .
ليدلف فارس الى الداخل ليتفاجئ بسهيله التى شدت الغطاء حتى رقبتها تغطى نفسها و قد صعدت دماء الخجل الى وجنتيها ليقف فارس متسمرا للحظة قبل ان يشيح بوجهه و قد احمر وجهه من التوتر ليقول بارتباك : أنا آسف جدا بس ديدا اللى قالتلى اتفضل ادخل .
ابتلعت سهيله ريقها بصعوبة من الخجل و ذلك الموقف الذي وضعتها فيه تلك البنت الفريده من نوعها و التي تريد ان تعضها بسبب الحرج و الخجل الذي و ضعتها فيه ، ، ثم تحدثت بعد ذلك قائله بتوتر و وجنتيها التي اصبحت بلون الفراوله : مش حصل حاجه يا فارس بيه ، ، بس يا ريت لو سمحت تتفضل تاخد فريده معاك و تنزلوا و انا هاخد شاور و اغير هدومي و انزل بعدكم علي طول مش هتأخر ان شاء الله .
نظر فارس الي وجهها الذي تلون بحمره الخجل الشديده فأصبحت فاتنه بحق و لكن نسي لماذا جاء اليها : آها صح انا كنت جاى مخصوص علشان آخدها ، ، دادة حمديه قالتلى انها شافتها داخلة عندك يلا فريده قلب بابي عمو ريان عاوزك يلا ننزل بقا ، ، و نسيب ميس سهيله علشان تلحق تخلص و تنزل بسرعه .
ابتسمت فريده و هى تغادر مع أبيها فى حين غطت سهيله رأسها بالوسادة قائلة بهمس خجول:
و بعدين معاك يا فارس ارحم قلبى شوية مش كل شوية تخليه يدق بالشكل ده خالص .
بينما خرج فارس من غرفة سهيله ليقف خارجها مستندا على الحائط يغمض عينيه على صورة سهيله و هى ما زالت بآثار النوم ، ، كتفيها المرمريتين بشرتها الوردية و شفتيها المنفرجتين و الشهيه كالكريز الناضج ، ، و الذي هو يريد و بشده ان يتذوقه ، ، و شعرها الغير مرتب و الملتف علي وجهها بجاذبية تشده اليها حقا ستصيبه بأزمه قلبيه ، ، يود لو يتخلله بأصابعه و يعيد هو ترتيبه ، ، ليفيق من أفكاره الجنونية تلك على صوت طفلته تقول ببراءة : هو انت نمت يا بابا ولا اي ؟
فتح فارس عيونه وهو ينظر اليها بدهشة ثم ما لبث ان انفجر في موجه من الضحك الشديد قائلا: هو في حد بينام و هو واقف يا ديدا يلا يا روحي ننزل يا بنتي ربنا يهديكي .
ثم غادرا سويا وعقل فارس يخبره أن دقات قلبه المتسارعة تلك لا معنى لها سوى أنه وقع بالعشق الملعون لتلك الفاتنه و بقوه .
- -
و في الاسفل .
دلفت سهيله الى الردهة حيث تجتمع عائلة فارس محمد الشاذلي ، ، لترى شابا يحمل الكثير من ملامح والدته يقف بين والدته و فارس و التؤامين و الذين تعلوا وجوههم البسمة ، ، انتبه فارس على الفور لوجود سهيله من رائحة عطرها التى تهادت إليه بسرعه البرق استنشقها باستمتاع ، ، و بعدها التفت اليها فينتبه الجميع لها و تتسلط أبصارهم عليها لتشعر هى بالخجل الشديد ثم اقتربت منهم لتقول الست مريم بحنان و طيبه قلب كالمعتاد : تعالى يا بنتي اما أعرفك بأصغر أولادي اخر العنقود بقا دا ريان .
ثم التفتت الست مريم الى ريان قائلة : دي سهيله مربية الاولاد ، ، و كمان تبقا صاحبتي المقربة رغم فرق السن ما بينا إلا انها اقرب و أغلي عندي دي بنوتي الي انا مخلفتهاش .
ابتسم ريان وهو يرمق سهيله بنظرة اعجاب قائلا: تشرفنا يا ميس سهيله .
ابتسمت سهيله لتظهر غمازتيها وتأسر القلوب ببسمتها الجذابه و الرائعه قائلة فى رقة : الشرف ليا يا ريان بيه حمد الله علي سلامه حضرتك .
اقترب ريان منها و هو يمسك يدها و يقبلها قائلا: الله يسلمك يا سهيله .
و في تلك اللحظه ابعدت سهيله يدها بخجل بينما اقتربت فريده من عمها قائله: شوفت يا عمو مس سهيله حلوة قوي ذي ما قولتلك صح ؟
ابتسم ريان و عينيه لا تفارق وجه سهيله قائلا:
جميله قوي ميس سهيله يا ديدا فعلا طلعت اجمل من الي انتي قولتيه كمان .
ليزداد خجل سهيله ويتورد خدها بحنان كان الجميع غافلون عن عينين تكاد نظرتهما تقتل و يشتعل قلب صاحبهما غيرة تكاد تفتك بأخيه الذى لمس يد سهيله بشفتيه وأغرقها بنظرات الاعجاب فهي له وحده من وقع بعشقها الملعون ليقول بحدة أدهشت الجميع : مش تطلع بقى يا ريان ترتاح شوية علشان تقدر تحضر الحفله ؟
نظر اليه ريان نظرة طويلة فاحصة ليبتسم قائلا: انت معاك حق يا فارس ، ، انا فعلا محتاج أرتاح شوية علشان اكون فايق للحفله بالليل .
قالت الست مريم والدته بحنان و فرحه: هو انت مش هتاكل يا حبيبي ؟
قبل ريان يدها قائلا: انا جعان نوم يا ماما لما اقوم من النوم هابقي اكل سلميلى على بابا لغاية ما أشوفه بقا .
أومأت الست مريم برأسها بحنان ليغادر ريان متجها الى غرفته ، ، و لكنه عند اقترابه من فارس اخيه الاكبر مال على أذنه قائلا: اتقل كدا يا حبيبي مش كدا خالص يا كبير .
ثم التفت اليه فارس بدهشة ليغمز له ريان ثم تركه ليصعد الى غرفته ، ، و يتساءل فارس فى حيرة هل باتت مشاعره واضحة الى هذه الدرجة وهل يلاحظها الجميع ؟ انه حقا لا يدرى ماذا يفعل .
- -
وقفت تغريد تتأمل نفسها فى المرآه لا تصدق أن من تراه كانعكاس لها هى تغريد ، ، و هي تلك الفتاة البسيطة التى تحولت بالفعل الى أميرة تماما كسندريلا ، ، حيث كانت تلبس فستانا أخضر اللون تماما كعينيها ، ، و يضيق حتى خصرها ليتسع بعد ذلك بطبقة من التل ، ، و تصل أكمامه الشفافة المطرزة الى كوعيها ، ، و بينما تركت شعرها الناعم مسترسلا و وضعت على رأسها تاجا فضيا صغيرا مطعم ببعض الفصوص الخضراء ، ، كما وضعت بعض اللمسات الخفيفة من الميكب لتتحول إلى فتاة أخرى فاتنه بشده و في اللحظه تلك دلفت حمديه الى الغرفه لتقف للحظات مبهورة ، ، تأملتها و هي لا تصدق نزلت الدموع من عينيها قائلة: بسم الله ما شاء الله انتي بجد ايه من الجمال ربنا يحفظك يا حبيبتي و يبعد عنك عيون الحاسدين .
التفتت اليها تغريد في سعاده و فرح قائلة: انا بجد حلوة يا ماما مش مصدقه خالص ان انا دي .
شهقت حمديه والدتها قائلة: انتي حلوة ايه بس يا حبيبه قلبي ده انتى قمر، ، ربنا يحميكى من العين يا ضنايا ، ، و اشوفك اجمل دكتوره و عروسه .
قبلتها تغريد ثم قائلة فى سعادة :
و يخليكي ليا يا احلي و اجمل ماما في الدنيا دي .
ثم كادت أن تغادر عندما استوقفها صوت والدتها و هي تحدثها قائله : تغريد لحظه بس !
التفتت اليها تغريد في تلك اللحظه لتتحدث حمديه و هي تقول فى حزم: أنا مش عاوزاكي يا ابنتي انك تنسى انك تربيتى ، ، و ان لولا مدام مريم ربنا يفرحها بأولادها يا رب ، ، هي الي قالت ليا ان انا أعزمك على الحفلة انا مكنتش رضيت ابدا انك تروحي ، ، و اهم هما عالم يا بنتي و احنا عالم تاني خالص ، ، بس فى نفس الوقت انا عاوزه اشوف راسك دايما مرفوعة يا بنتي ، ، الدكتورة تغريد و بعدين انتي فاهماني يا نور عين ماما ان انا خايفه عليكي و عاوزه مصلحتك بس يا ضنايا .
اومأت تغريد برأسها لتقول والدتها حمديه بحنان : روحي بقا يا بنتي ربنا يحفظك من كل شر و متتأخريش خالص مفهوم ؟
ألقت اليها تغريد بقبلة طائرة لأمها الذى يرتجف قلبها حبا و خوفا عليها .
- -
و في منزل فتحيه اخت محمد الشاذلي .
و تحديدا في غرفه حور البنا ابنه فتحيه .
نظرت حور الى نفسها فى المرآه نظرة أخيرة ، ، ثم ما لبثت أن أخذت نفسا عميقا قبل أن تخرج من غرفتها متجهة الى الخارج ليوقفها صوت والدتها و هي تحدثها بصرامة : حور !
في تلك اللحظه أغمضت حور عيونها فى ملل ثم فتحتهما و هى تأخذ نفسا عميقا لتلتفت اليها قائله : نعم ! خير يا ماما حضرتك عاوزه حاجه مني ؟
تأملتها فتحيه للحظه ثم تحدثت قائله و هي تنظر لها بغضب : فين نظارتك يا حور هانم ؟
قالت حور بلا مبالاه و هي تنظر لها : انا يا ماما قلعتها و لبست لنسيز.
نظرت لها فتحيه ثم تحدثت و هي تنظر لها بتقييم : صدقي كدا احلى كتير المهم ، ، انتي لازم تفهمى ان النهاردة يوم مهم بالنسبة لك يا حور و ان ريان ابن خالك هو أملك الأخير فى انك تبقى من عيلة الشاذلي يا حور ، ، و انا مش عاوزه بقا اوصيكى هتصرفى ازاى النهارده ، ، انتي كفايه خالص انك ضيعتى قبل كدة فارس و فهد و انا حتي مفتحتش بوقي بكلمه ، ، لكن بقا تضيعى ريان هو كمان انا ساعتها بقا مش هسكتلك أبدا فاهمة ولا لأ ؟
نظرت لها حور بغيظ ثم تحدثت ببرود قائله : أنا مضيعتش حد من ايدى يا ماما ، ، و كل شئ قسمة و نصيب ، ، و أما فارس بالنسبة ليا مش اكتر من أخ و فهد مكنش ذنبى انه محبنيش و لا عمره حس بيا و راح ارتبط بواحدة غيري انما بقا بالنسبه لريان فارتباطنا مستحيل يا ماما و لو سمحتي متجبرنيش علي حاجه انا مش عاوزاها .
عقدت فتحيه حاجبيها ثم تحدثت بغضب قائله : ليه بقى يا حلوه ان شاء الله ؟
نظرت حور الى عينى فتحيه والدتها مباشرة وهى تقول ببرود: لان ريان بردوا بالنسبة ليا مش اكتر من أخ ، ، و انا مستحيل هتجوز واحد و انا لسة بحب أخوه يا ماما ، ، فياريت تريحى دماغك و تبطلي بقا الكلمتين دول و اللى كل ما تشوفينى تقعدي كدا تسمعيهم ليا ارحميني بقا .
امسكتها فتحيه من ذراعها بعنف ثم تحدثت بغضب و قالت لها : انتي أكيد اتجننتى انتي ازاى تكلمينى بالشكل دا ؟ و بعدين فهد اتجوز فاهمة يعنى ايه اتجوز يعنى لازم تنسيه و متفكريش فيه نهائي ، ، فكرى بس تدخلى عيلة الشاذلي اذاي و يبقي ليكى مكان وسطهم و بس انتي فاهمه يا حور و لا لا ؟
نظرت حور لها بحزن ثم تحدثت بألم لأنها لا تفهمها اطلاقا ثم قالت : سيبى ايدى يا ماما لو سمحتي .
تركتها فتحيه وهى تقول بغضب: على فكره بقا لآخر مرة انا بحذرك يا حور ، ، ها تتجوزي ريان هتتجوزيه يااما هتشوفى منى وش عمرك ما تتخيليه ابدا و لأول انتي ها تشوفيه .
و بعد انهت حديثها مع ابنتها غادرت المنزل علي الفور تتبعها عيون حور الحزينه من معامله والدتها لها ، ، ترقرقت عيونها بالدموع وهى تقول بحزن: انا مش بايدى يا ماما انا قلبي اختار خلاص و انا هفضل أحب فهد لآخر يوم فى عمرى و مستحيل أرتبط بغيره مستحيل يحصل ابدا .
# يتبع
فاطمه محمد
- -
و في صباح يوم جديد ملئ بالفرح و البهجه في قصر الحاج محمد الشاذلي برجوع ابنه ريان بعد ان انهي تعليمه ، ، و بعدها جاء الي مصر الحبيبه .
و في غرفه سهيله المربيه الخاصه بفريده و فادي .
تململت سهيله على صوت فريده المهلل و هي تقول : مس سهيله يا مس سو سو .
فتحت سهيله عينيها لتواجه عيون فريده الضاحكتين ، ، فابتسمت فى حنان قائلة : صباح الخير يا ديدا يا قمورتي .
قالت فريده بابتسامه سعيده و فرحه: صباح الخير يا احلي ميس سو سو في الدنيا قومي يلاا بقا .
نظرت سهيله اليها بدهشة قائلة : اقرم فين بس يا ديدا ؟
قالت فريده بحماس و فرحه : عمو ريان لسه جاي من السفر ، ، عارفه يا ميس سو سو عمو ريان حلو قوي .
ابتسمت سهيله لها و لسعادتها برجوع عمها ريان قائلة : مش أحلى منك يا قمري انتي ، ، طيب انزلي انتي يلا علي تحت و انا هاخد شاور و انزل بعدك علي طول يا ديدا .
و في تلك اللحظه سمعوا طرقات على باب الغرفه ، ، و قبل ان تعرف سهيله هويه الطارق من الدخول سبقتها فريده و هي تأذن الطارق بالدلوف ثم تحدثت قائله : اتفضل ادخل .
ليدلف فارس الى الداخل ليتفاجئ بسهيله التى شدت الغطاء حتى رقبتها تغطى نفسها و قد صعدت دماء الخجل الى وجنتيها ليقف فارس متسمرا للحظة قبل ان يشيح بوجهه و قد احمر وجهه من التوتر ليقول بارتباك : أنا آسف جدا بس ديدا اللى قالتلى اتفضل ادخل .
ابتلعت سهيله ريقها بصعوبة من الخجل و ذلك الموقف الذي وضعتها فيه تلك البنت الفريده من نوعها و التي تريد ان تعضها بسبب الحرج و الخجل الذي و ضعتها فيه ، ، ثم تحدثت بعد ذلك قائله بتوتر و وجنتيها التي اصبحت بلون الفراوله : مش حصل حاجه يا فارس بيه ، ، بس يا ريت لو سمحت تتفضل تاخد فريده معاك و تنزلوا و انا هاخد شاور و اغير هدومي و انزل بعدكم علي طول مش هتأخر ان شاء الله .
نظر فارس الي وجهها الذي تلون بحمره الخجل الشديده فأصبحت فاتنه بحق و لكن نسي لماذا جاء اليها : آها صح انا كنت جاى مخصوص علشان آخدها ، ، دادة حمديه قالتلى انها شافتها داخلة عندك يلا فريده قلب بابي عمو ريان عاوزك يلا ننزل بقا ، ، و نسيب ميس سهيله علشان تلحق تخلص و تنزل بسرعه .
ابتسمت فريده و هى تغادر مع أبيها فى حين غطت سهيله رأسها بالوسادة قائلة بهمس خجول:
و بعدين معاك يا فارس ارحم قلبى شوية مش كل شوية تخليه يدق بالشكل ده خالص .
بينما خرج فارس من غرفة سهيله ليقف خارجها مستندا على الحائط يغمض عينيه على صورة سهيله و هى ما زالت بآثار النوم ، ، كتفيها المرمريتين بشرتها الوردية و شفتيها المنفرجتين و الشهيه كالكريز الناضج ، ، و الذي هو يريد و بشده ان يتذوقه ، ، و شعرها الغير مرتب و الملتف علي وجهها بجاذبية تشده اليها حقا ستصيبه بأزمه قلبيه ، ، يود لو يتخلله بأصابعه و يعيد هو ترتيبه ، ، ليفيق من أفكاره الجنونية تلك على صوت طفلته تقول ببراءة : هو انت نمت يا بابا ولا اي ؟
فتح فارس عيونه وهو ينظر اليها بدهشة ثم ما لبث ان انفجر في موجه من الضحك الشديد قائلا: هو في حد بينام و هو واقف يا ديدا يلا يا روحي ننزل يا بنتي ربنا يهديكي .
ثم غادرا سويا وعقل فارس يخبره أن دقات قلبه المتسارعة تلك لا معنى لها سوى أنه وقع بالعشق الملعون لتلك الفاتنه و بقوه .
- -
و في الاسفل .
دلفت سهيله الى الردهة حيث تجتمع عائلة فارس محمد الشاذلي ، ، لترى شابا يحمل الكثير من ملامح والدته يقف بين والدته و فارس و التؤامين و الذين تعلوا وجوههم البسمة ، ، انتبه فارس على الفور لوجود سهيله من رائحة عطرها التى تهادت إليه بسرعه البرق استنشقها باستمتاع ، ، و بعدها التفت اليها فينتبه الجميع لها و تتسلط أبصارهم عليها لتشعر هى بالخجل الشديد ثم اقتربت منهم لتقول الست مريم بحنان و طيبه قلب كالمعتاد : تعالى يا بنتي اما أعرفك بأصغر أولادي اخر العنقود بقا دا ريان .
ثم التفتت الست مريم الى ريان قائلة : دي سهيله مربية الاولاد ، ، و كمان تبقا صاحبتي المقربة رغم فرق السن ما بينا إلا انها اقرب و أغلي عندي دي بنوتي الي انا مخلفتهاش .
ابتسم ريان وهو يرمق سهيله بنظرة اعجاب قائلا: تشرفنا يا ميس سهيله .
ابتسمت سهيله لتظهر غمازتيها وتأسر القلوب ببسمتها الجذابه و الرائعه قائلة فى رقة : الشرف ليا يا ريان بيه حمد الله علي سلامه حضرتك .
اقترب ريان منها و هو يمسك يدها و يقبلها قائلا: الله يسلمك يا سهيله .
و في تلك اللحظه ابعدت سهيله يدها بخجل بينما اقتربت فريده من عمها قائله: شوفت يا عمو مس سهيله حلوة قوي ذي ما قولتلك صح ؟
ابتسم ريان و عينيه لا تفارق وجه سهيله قائلا:
جميله قوي ميس سهيله يا ديدا فعلا طلعت اجمل من الي انتي قولتيه كمان .
ليزداد خجل سهيله ويتورد خدها بحنان كان الجميع غافلون عن عينين تكاد نظرتهما تقتل و يشتعل قلب صاحبهما غيرة تكاد تفتك بأخيه الذى لمس يد سهيله بشفتيه وأغرقها بنظرات الاعجاب فهي له وحده من وقع بعشقها الملعون ليقول بحدة أدهشت الجميع : مش تطلع بقى يا ريان ترتاح شوية علشان تقدر تحضر الحفله ؟
نظر اليه ريان نظرة طويلة فاحصة ليبتسم قائلا: انت معاك حق يا فارس ، ، انا فعلا محتاج أرتاح شوية علشان اكون فايق للحفله بالليل .
قالت الست مريم والدته بحنان و فرحه: هو انت مش هتاكل يا حبيبي ؟
قبل ريان يدها قائلا: انا جعان نوم يا ماما لما اقوم من النوم هابقي اكل سلميلى على بابا لغاية ما أشوفه بقا .
أومأت الست مريم برأسها بحنان ليغادر ريان متجها الى غرفته ، ، و لكنه عند اقترابه من فارس اخيه الاكبر مال على أذنه قائلا: اتقل كدا يا حبيبي مش كدا خالص يا كبير .
ثم التفت اليه فارس بدهشة ليغمز له ريان ثم تركه ليصعد الى غرفته ، ، و يتساءل فارس فى حيرة هل باتت مشاعره واضحة الى هذه الدرجة وهل يلاحظها الجميع ؟ انه حقا لا يدرى ماذا يفعل .
- -
وقفت تغريد تتأمل نفسها فى المرآه لا تصدق أن من تراه كانعكاس لها هى تغريد ، ، و هي تلك الفتاة البسيطة التى تحولت بالفعل الى أميرة تماما كسندريلا ، ، حيث كانت تلبس فستانا أخضر اللون تماما كعينيها ، ، و يضيق حتى خصرها ليتسع بعد ذلك بطبقة من التل ، ، و تصل أكمامه الشفافة المطرزة الى كوعيها ، ، و بينما تركت شعرها الناعم مسترسلا و وضعت على رأسها تاجا فضيا صغيرا مطعم ببعض الفصوص الخضراء ، ، كما وضعت بعض اللمسات الخفيفة من الميكب لتتحول إلى فتاة أخرى فاتنه بشده و في اللحظه تلك دلفت حمديه الى الغرفه لتقف للحظات مبهورة ، ، تأملتها و هي لا تصدق نزلت الدموع من عينيها قائلة: بسم الله ما شاء الله انتي بجد ايه من الجمال ربنا يحفظك يا حبيبتي و يبعد عنك عيون الحاسدين .
التفتت اليها تغريد في سعاده و فرح قائلة: انا بجد حلوة يا ماما مش مصدقه خالص ان انا دي .
شهقت حمديه والدتها قائلة: انتي حلوة ايه بس يا حبيبه قلبي ده انتى قمر، ، ربنا يحميكى من العين يا ضنايا ، ، و اشوفك اجمل دكتوره و عروسه .
قبلتها تغريد ثم قائلة فى سعادة :
و يخليكي ليا يا احلي و اجمل ماما في الدنيا دي .
ثم كادت أن تغادر عندما استوقفها صوت والدتها و هي تحدثها قائله : تغريد لحظه بس !
التفتت اليها تغريد في تلك اللحظه لتتحدث حمديه و هي تقول فى حزم: أنا مش عاوزاكي يا ابنتي انك تنسى انك تربيتى ، ، و ان لولا مدام مريم ربنا يفرحها بأولادها يا رب ، ، هي الي قالت ليا ان انا أعزمك على الحفلة انا مكنتش رضيت ابدا انك تروحي ، ، و اهم هما عالم يا بنتي و احنا عالم تاني خالص ، ، بس فى نفس الوقت انا عاوزه اشوف راسك دايما مرفوعة يا بنتي ، ، الدكتورة تغريد و بعدين انتي فاهماني يا نور عين ماما ان انا خايفه عليكي و عاوزه مصلحتك بس يا ضنايا .
اومأت تغريد برأسها لتقول والدتها حمديه بحنان : روحي بقا يا بنتي ربنا يحفظك من كل شر و متتأخريش خالص مفهوم ؟
ألقت اليها تغريد بقبلة طائرة لأمها الذى يرتجف قلبها حبا و خوفا عليها .
- -
و في منزل فتحيه اخت محمد الشاذلي .
و تحديدا في غرفه حور البنا ابنه فتحيه .
نظرت حور الى نفسها فى المرآه نظرة أخيرة ، ، ثم ما لبثت أن أخذت نفسا عميقا قبل أن تخرج من غرفتها متجهة الى الخارج ليوقفها صوت والدتها و هي تحدثها بصرامة : حور !
في تلك اللحظه أغمضت حور عيونها فى ملل ثم فتحتهما و هى تأخذ نفسا عميقا لتلتفت اليها قائله : نعم ! خير يا ماما حضرتك عاوزه حاجه مني ؟
تأملتها فتحيه للحظه ثم تحدثت قائله و هي تنظر لها بغضب : فين نظارتك يا حور هانم ؟
قالت حور بلا مبالاه و هي تنظر لها : انا يا ماما قلعتها و لبست لنسيز.
نظرت لها فتحيه ثم تحدثت و هي تنظر لها بتقييم : صدقي كدا احلى كتير المهم ، ، انتي لازم تفهمى ان النهاردة يوم مهم بالنسبة لك يا حور و ان ريان ابن خالك هو أملك الأخير فى انك تبقى من عيلة الشاذلي يا حور ، ، و انا مش عاوزه بقا اوصيكى هتصرفى ازاى النهارده ، ، انتي كفايه خالص انك ضيعتى قبل كدة فارس و فهد و انا حتي مفتحتش بوقي بكلمه ، ، لكن بقا تضيعى ريان هو كمان انا ساعتها بقا مش هسكتلك أبدا فاهمة ولا لأ ؟
نظرت لها حور بغيظ ثم تحدثت ببرود قائله : أنا مضيعتش حد من ايدى يا ماما ، ، و كل شئ قسمة و نصيب ، ، و أما فارس بالنسبة ليا مش اكتر من أخ و فهد مكنش ذنبى انه محبنيش و لا عمره حس بيا و راح ارتبط بواحدة غيري انما بقا بالنسبه لريان فارتباطنا مستحيل يا ماما و لو سمحتي متجبرنيش علي حاجه انا مش عاوزاها .
عقدت فتحيه حاجبيها ثم تحدثت بغضب قائله : ليه بقى يا حلوه ان شاء الله ؟
نظرت حور الى عينى فتحيه والدتها مباشرة وهى تقول ببرود: لان ريان بردوا بالنسبة ليا مش اكتر من أخ ، ، و انا مستحيل هتجوز واحد و انا لسة بحب أخوه يا ماما ، ، فياريت تريحى دماغك و تبطلي بقا الكلمتين دول و اللى كل ما تشوفينى تقعدي كدا تسمعيهم ليا ارحميني بقا .
امسكتها فتحيه من ذراعها بعنف ثم تحدثت بغضب و قالت لها : انتي أكيد اتجننتى انتي ازاى تكلمينى بالشكل دا ؟ و بعدين فهد اتجوز فاهمة يعنى ايه اتجوز يعنى لازم تنسيه و متفكريش فيه نهائي ، ، فكرى بس تدخلى عيلة الشاذلي اذاي و يبقي ليكى مكان وسطهم و بس انتي فاهمه يا حور و لا لا ؟
نظرت حور لها بحزن ثم تحدثت بألم لأنها لا تفهمها اطلاقا ثم قالت : سيبى ايدى يا ماما لو سمحتي .
تركتها فتحيه وهى تقول بغضب: على فكره بقا لآخر مرة انا بحذرك يا حور ، ، ها تتجوزي ريان هتتجوزيه يااما هتشوفى منى وش عمرك ما تتخيليه ابدا و لأول انتي ها تشوفيه .
و بعد انهت حديثها مع ابنتها غادرت المنزل علي الفور تتبعها عيون حور الحزينه من معامله والدتها لها ، ، ترقرقت عيونها بالدموع وهى تقول بحزن: انا مش بايدى يا ماما انا قلبي اختار خلاص و انا هفضل أحب فهد لآخر يوم فى عمرى و مستحيل أرتبط بغيره مستحيل يحصل ابدا .
# يتبع
فاطمه محمد