الفصل التاسع
في اليوم التالي عصراً وبعد أن أخذت جُرعتِها، كانت تجاورُها سحر وبلحظة تحركت مسرعة إلي المِرحاض للتقيؤ وبلحظة أرتمت فوق أرضية الحمام بجسدٍ هزيل لا يقوي علي التحرك أو التحمل، تحت إنهيار سحر ودموعها وألمها الذي أصابها علي صغيرتها
صاحت سحر بعلو صوتها لتستنجد بأحدهم ليساعدها بمساندة صغيرتها، جرت الممرضة المرافقة لها كي تساعدها وبلحظة ظهر هو كالفارس وجري عليها مُسرعً وتحدث للجميع مطالباً إياهم بالإبتعاد ورفعها من تحت إبطيها بيداه سانداً إياها،
وطلب من الممرضة أن تأخذ سحر المنهارة للخارج كي لا تنهار أكثر من مشاهدة إبنتها وهي في أسوء حالاتها، أسندتها الممرضة وبالفعل تحركت بها إلي الخارج
وتحرك هو بها محاوطً إياها بعناية حتي وصل بها إلي قاعدة المرحاض وتحدث إليها بنبرة حنون :
_ رجعي يا أمل .
بصعوبة حركت وجهها إليه وتحدثت بلهاث وضعف :
_ سبني وأطلع برة يا دكتور، مش حابه حد يشوفني في الحالة دي.
مسح علي شعر رأسها الذي ظهر من جديد بفضل أدوية حديثه قد جلبها هو لها من الخارج وأعطاها لها كي تنبتهُ حتي لا تحزن، وقد تناست أن تضع عليه حجابها من شدة تعبها،
سحب خصلاتِها وأرجعها خلف آُذنها وتحدث بعيون تكادُ تُدمع :
_ مش هسيبك لوحدك يا أمل، أنا وعدتك يوم ما مسكت إيدك في أول جلسة ليكي وقُلت لك إني مش هسيبك، وأنا عمري ما أخلف وعدي أبداً
أومأ لها برأسه كي يشجعها في البدأ :
_ يلا يا حبيبي إبدأي، أنا معاكي، ما تخافيش.
كانت تنظر لعيناه التي تنطقُ عِشقً بذهول، ماذا يري بها وبحالتها التي يرثي لها ليجذبهُ ويجعلهُ ينظر لها بتلك العينان العاشقتان، ماذا جذبهُ لها بحالتها الهزيلة تلك كي يعشقها بتلك الحاله، أهذا ما يطلقون عليه عشق الروح
أم أنهُ فقط يشفق علي حالتِها، ولكن، لما هي بذاتها التي يشفق عليها، فهُناك الكثير من الحالات الكُثر داخل المركز ومنهم من هي أجملُ منها بكثير ومنهم من تُدمي القلوب لحالِها، فإذاً لماذا هي ؟
بعد قليل كانت قد إنتهت بمساعدته وتحرك بها وأجلسها علي مقعداً جانبياً موضوع لها خصيصاً داخل المرحاض كي تستريح عليه،
مسح علي شعرها بحنان وتسائل مُستفسراً :
_ حاسه نفسك أحسن؟
نظرت له بصدرٍ يهبط ويعلو بشده جراء تعبها وتحدثت بنبرة ضعيفة مُنكسرة :
_أنا تعبت أوي يا دكتور، تعبت ومبقاش عندي قدرة أتحمل أكتر من كده.
تحدث لها بوجهٍ بشوش مبتسم :
_هانت يا حبيبي، الأشعه اللي عملناها أخر مرة نتيجتها هايلة، خلاص يا أمل، قربنا يا حبيبي، قربنا قوي.
فاقت من حالتها وهي تنظر بإستغراب لشفتاه التي تنطق حبيبي مكرراً إياها بكثرة
حين أبتسم هو وتحدث بتأكيد :
_ أيوة يا أمل، حبيبي وحلم عُمري اللي كُنت مستنية بقالي زمان.
هزت رأسها نافية وتحدثت متسائلة :
_ تفتكر إني ممكن أكرر غلطتي ومن تاني أفتح قلبي وأسلمة لراجل علشان يسيبني من جديد ويدبح روحي ؟
ضحك بخفة وأجابها مفسراً :
_طب بذمتك ده شكل واحد ممكن يتخلي عنك ويسيبك ، أنا حبيتك وإتمنيتك وإنتِ في أصعب حالاتك وأضعفها يا أمل، تخيلي كده لما تقومي بالسلامة قريب ونعيش حياتنا سوا بطبيعية هوصل معاكي لأيه،
وأكمل بنظرات تنطقُ عِشقً :
_ أنا حبيت روحك وعشقت قلبك، مش جسدك، إديني فرصة أخدك معايا لدنيتنا اللي مستنيانا علشان نعيشها سوا
تنفس عالياً ثم تحدث بصوتٍ جهوري منادياً علي الممرضة التي اتت مسرعة
فتحدث هو :
_ هاتي هدوم نضيفة ل أمل وتعالي من فضلك ساعديها علشان تاخد شاور يفوقها
وهُنا رفضت أمل بشدة متحدثه بخجل أذاب قلب ذاك العاشق للنخاع :
_ لا أنا مش محتاجة حد معايا
وهنا قد دلفت والدتها التي كانت تحمل بيدها المنشفة والثياب وتحدثت بضعف :
_ أنا هقف معاكِ يا قلبي
أومأت لوالدتها بموافقة
بعد مرور حوالي الساعة كانت تجلس فوق تختِها بعدما أخذت حمامها، تجاورها والدتها التي تحاول إطعامها ولكنها تأبي بشدة،طل عليها من الباب وتحدث بابتسامة مُشرقة:
_ البطلة بتاعتنا عاملة إيه؟
نظرت إلية ونوبة قشعريرة أصابت جسدها بالكامل من هيئتة التي تكادُ تُجزم أنها تراهُ لأول مره، نعم فهي تراه ولأول مرة حبيبها عاشق روحها، إبتسمت برقة أذابت قلب ذاك المسكين وأعطته أمالاً وأمالا
تحدثت سحر التي كانت تراقب تلك النظرات العاشقة بإستغراب :
_البطلة مغلبناني ومش راضية تاكل أي حاجة يا دكتور.
إقترب هو منهما وتحدث بنبرة جادة :
_ كلام إية اللي بتقوله ماما ده يا أستاذة، لازم تاكلي أي حاجة علشان تعوضي جسمك.
وأمسك بيده قطعة تفاح من الصَحن وقدمها لها وتحدث بهدوء : كلي حتة التفاحة دي هتقويكي .
وما كان منها إلا الإنصياع لأوامر ذلك الفارس وبالفعل مدت يدها وتناولتها منه وقضمتها تحت إستغراب سحر لحالة صغيرتها، وتحت سعادة أحمد أنهُ وبالفعل إقترب كثيراً من تحقيق حُلمة
_________________________
بعد مرور حوالي سبعة أشهُر
داخل مسكن أمير كان يجلس فوق الأريكة يُشاهد شاشة التلفاز بعقل مُرهق ووجهٍ ذابل يدل علي عدم راحته بحياته التي اصبحت صعبة وكئيبة بفعل زوجته كثيرة المطالب دائمة الشكوي والتي لا تكفُ عن أذية الجميع بحديثها ابداً
خرجت عليه من المطبخ مرتديه ثيابً لا ترتقي للذوق بصلة واما عن رائحتها التي تختلط بالبصل والثوم والعرق ايضاً فحدث ولا حرج، كلما نظر لها واشتم رائحتها التي لا تفارقها حتي عندما تذهب إلي تختِها مما كان يجعلهُ دائم النفور منها مُتحسِراً علي تلك الجميلة التي طالما كانت لا تفارقها الرائحة العطرة
وقفت وربعت ساعديها فوق صدرِها وهتفت بنبرة حادة قائلة :
_ هتروح معايا للدكتور نتفق علي العملية أمتي ؟
زفر بضيق وتحدث بضجر :
_ هو آنتِ ما بتزهقيش أبداً من الكلام في الموضوع ده ؟
_ ده أنتِ كرهتيني في عِيشتي وخلتيني أكره العيل اللي هييجي من العملية دي من قبل حتي ما ييجي، قُلت لك للمرة المليون مش معايا المبلغ اللي الدكتور طالبه للحقن المجهري ده
وأكمل بنبرة غاضبة :
_ ادفع ليه خمسين ألف جنية في عملية زي دي وكمان مش مضمونة ، جربي مع دكتور تاني.
تحدثت بحدة ونبرة عاليه : موضوع الفلوس ده ميخصنيش يا حبيبي، مش ذنبي إني إتجوزت واحد كحيان زيك، وبعدين انا روحت لاكتر من دكتور وكلهم قالوا إن الحمل عندي مش هيحصل غير بالحقن المجهري، يعني تتصرف إنتَ واهلك وتخلق لي فلوس العملية،
هو أنتَ مش راجل ولا أيه ؟
إشتعل داخلهُ من حديثها المُثير للأعصاب، هبَ واقفً من جلسته وتحرك إليها بغضب ثم بدون مقدمات صفعها علي وجهها لعدم قدرته للأستماع لها اكثر
فتحدثت هي بغضب وجنون :
_ إنتَ بتضربني يا عِرة الرجاله، بتداري خيبتك بالضرب، مش كفاية إني رضيت بيك وإنتَ مطلق وأنا لسه ما دخلتش دُنيا،
وأكملت بنبرة تهديدة :
_طب والله ما أنا قاعدة لك في البيت ولأروح عند ماما وأخويا وأخليه يعلمك الأدب.
هتف بنبرة جنونيه :
_ في ستين ألف داهيه وياريت ما ترجعيش هنا تاني، ده أنتِ كرهتيني في عيشتي وسودتي حياتي من يوم ما دخلتيها، كان يوم إسود يوم ما سمعت كلامهم ومشيت وراهم .
وبالفعل جمعت ثيابها وذهبت إلي والدتها، وفي نفس اليوم تعدي أكرم زوج شيرين عليها بالضرب بعدما حرضته عنايات وهدير عليها وأمرته ان يطردها من منزلها مثلما فعل أمير والبادي أظلم
في منزل مصطفي عساف تجلس تلك الباكية بوجهها المُنتفخ نتيجة ضربها بشدة علي صدغيها مما جعلهما متلونين بالأزرق والاحمر معاً ، تجاورها والدتها التي تربت عليها وتتحدث بغضب :
_ إن شالله تتقطع إيدة إبن عنايات ويحتار بيها بين الاطبا زي ما ممدها عليكي.
ونظرت إلي أمير ومصطفي الجالسان برأسان محنيتان وتحدثت :
_ هتعمل إية معاه يا مصطفي ؟
زفر بضيق قائلاً بضعف :
_ هعمل إيه يعني، هكلمه في التلفون وأشوف إزاي يمد إيدة عليها كده.
هتفت شيرين من بين دموعها بحدة وهي تنظر إلي أمير :
_ كل ده بسبب أمير وضربه للزفتة اللي إسمها هدير، وبعدين ما تتعبش نفسك بالإتصال يا بابا، حماتي قالت لي مش هتدخلي البيت تاني ولا هتشوفي ولادك غير لما أمير يعمل العملية لبنتها وتخلف.
تنهدت راوية وتحدثت وهي تخبط كفيها فوق فخديها :
_ يا شماتت العدو فيكي وفي ولادك يا راوية، العيلين اللي حيلتي هيخيبوا والناس هتشبع كلام علينا .
ثم نظرت إلي أمير وتحدثت بأمر : إنتَ لازم تتصرف وتعمل لها العملية يا أمير، اختك بيتها هيتخرب .
هتف بصياح :
_يا ناس هجيب لها منين خمسين الف جنية، إنتوا بتهرجوا .
تحدثت شيرين بنبرة حادة :
_ خد قرض من البنك بضمان شغلك وابقي سددة براحتك .
هتفت راوية بإستحسان :
_ برافوا عليكي يا شيرين حلو الحل ده،
وأكملت وهي تنظر إلي أمير:
_ واهو أبوك يبقا يساعدك في تسديدة، ولا إيه يا مصطفي ؟
تنهد مصطفي بقلة حيلة وأومأ قائلاً :
_اللي تشوفوة إعملوة، أنا قايم أتوضا وأصلي المغرب قبل ما يفوتني، وأهو علي الأقل أكون عملت حاجه واحده صح في حياتي .
توالت الأشهر وأمل تُتابع علاجها من منزلها بعدما تحسنت حالتها كثيراً وتوطدت علاقتها بأحمد ذاك للعاشق الذي لم يضيعُ فرصة إلا وقام بالتعبير لها عن عشقهِ الهائل بشتي الطرق مما أسعد قلبها وجعلها تتماثل للشفاء بشكل أسرع
واليوم هو ظهور التحليل الأخير الذي أجراهُ لها أحمد، كانت ترتدي ثيابها التي إختارتها بعناية وارتدت حجابها الأنيق وتحركت إلي خرج غرفتها، وجدت سحر ورانيا وأيضاً كارما يرتدون ثيابهم
تحدثت شقيقتها وهي مُمسكه بكف يد كارما التي إرتدت ثوبً يشبة ثوب سندريلا ولفتها بسعادة موجه حديثها إلي أمل :
_ شفتي مين جاية معانا علشان وشها يبقا حلو علي مامي.
إبتسمت لها بسعادة وأكدت سحر علي حديث رانيا :
_ إن شاءالله وشها يبقا خير ونسمع الخبر اللي يريح قلوبنا كلنا.
تحركت إليهم واحتضنت جميعهم ثم تحركوا للخارج، وبعد مده كانت تقف بمقابلة ذاك الذي رقص قلبهُ برؤياها البهيه
تحدث وهو يحمل الصغيرة الذي رأها من ذي قبل عدة مرات عندما آُحتُجزت أمل في المركز وقبلها قائلاً بإبتسامة وترحاب :
_ أهلاً أهلاً بدكتورة كارما.
إبتسمت الصغيرة وتحدثت بسعادة :
_أهلا بحضرتك.
أشار لها إلي الغُرفة وتحدث بنبرة حماسية :
_علي فكرة، فيه هدايا كتيررررر أوي جوة في الأوضة دي مستنيه الدكتورة الصغيرة .
أفلتت حالها من بين ذراعيه وجرت بسعادة نحو الغُرفة وهي تُهلل
إبتسمت أمل علي إبنتها وحولت بصرها لذاك الناظر عليها بتلهف وشكرته بإمتنان
في حين تحدثت سحر بنبرة مُرتبكة :
_ طمنا يا دكتور، التحاليل كويسه ؟
أجابها بهدوء وأستكانه ويقين :
_ أنا عن نفسي لسه ما فتحتش التقرير لحد الوقت،
ثم نظر إلي أمل وتحدث بنبرة حنون وعيون عاشقة :
_ حبيت أفتح الظرف ونشوف التقرير وإحنا مع بعض.
وعي علي حالهِ وشعر أنه أزادها حين رأي خجلها المُميت فحول بصرهِ سريعً إلي سحر وأردف مُتحمحمً :
_وإحنا مع بعض كُلنا يعني .
ثم أشار لهم إلي الغرفة تحركت أمل ثم رانيا التي وشت بجانب آذن والدتها وهمست : هي إيه حكاية الدكتور إنهاردة يا ماما ؟
همست لها سحر : مش عارفه بس نظراته لاختك غريبة أوي .
ضحكت رانيا وتحركوا جميعاً للداخل وجدوا الطفلة تتفقد هداياها الكُثر بسعادة ومرح، إبتسمت لسعادة طفلتها وجلست وجلس الجميع امام مكتب احمد الذي جلس
ثم تنفس عالياً وأمسك التحليل الذي بعثهُ إلي معمل بألمانيا كي يأتي بالنتيجة الفيصليه الدقيقة وبدأ يقرأ ما بهِ بتدقيق
وتحدث إليها بعيون تكادُ تدمع من شدة تأثرةُ :
_ خلاص يا أمل، إحنا إنتصرنا، التقرير بيقول إن عينة دمك اللي بعتها للمختبر في ألمانيا بتقول إنه خالي تمامً من أي خلايا سرطانية.
كانت تستمع إليه بدموع تنهمر بغزارة من شدة سعادتها وعدم تصديقها لما يُقال، أحقاً أفاض الله عليها بشدة كرمهِ وشفاها من ذاك المرض الصَعب
مالت براسِها وتساءلت بدموعها الغزيرة :
_ بجد يا دكتور، كلامك ده فعلا حقيقي، يعني انا خلاص مش هشوف الموت كل يوم بعنيا وأنا باخد جلسات الكيماوي ؟
نزلت دموعهُ التي لم يستطع التحكم بها وتحدث بنبرة سعيدة :
_ خلاص يا أمل، كان كابوس وإنتهي، من إنهاردة هترجعي لحياتك زي الأول وأحسن.
إنتفضت سحر من جلستها ومالت علي الأرض ساجده لله وتحدثت بدموع السعادة :
_اللهم لك الحمد والشكر ، اللهم لك الحمد
حين جرت عليها رانيا وأحتضنتها بحب وتحدثت بدموع :
_ حمدالله علي السلامه يا قلبي .
وأحتضنتها رانيا المواليه ظهرها لدكتور أحمد الذي إستغل إنشغال الجميع ونظر لوجه أمل المُقابل إليه وبعث لها قُبلة في الهواء مما أربكها وجعل القشعريرة تسري بجسدها بالكامل
تحركت إلي والدتها وأمسكت يداها وأوقفتها ثم قبلت كفاي يداها في حين إنهارت سحر من من شدة بكائها من عدم تصديقها لما إستمعتهُ أذناها وتحدثت بدموع وهي تحاوط وجه صغيرتها بحنان :
_مبروك الشفا يا قلبي، شُفتي عظمة ربنا وكرمُه علينا قد إية يا أمل.
إحتضنتها أمل وأنهار معاً من البكاء
في حين تحدث أحمد بدُعابة كي يخرجهم من تلك الحالة :
_ إحنا هنقضيها عياط بقا وشكلكم كدة هتاكلوا علينا عزومة ورق العنب .
إلتفتت له سحر وجففت دموعها وهتفت بنبرة سعيدة :
_أحلا ورق عنب وأحلا عزومة هجمع فيها كل حبايبنا اللي وقفوا جنبنا في محنتنا،وإنتَ أول المعزومين يا دكتور
واكملت بعيون ممتنة شاكرة :
_أنا مش عارفة أكافئ حضرتك علي اللي عملته معانا إزاي ؟
نظر إلي أمل وتحدث بنبرة حنون:
_ مكافأتي أخدتها خلاص يا أمي.
خجلت وتحركت طفلتها إليها وتحدثت بنبرة طفوليه :
_ هو حضرتك خفيتي خلاص يا مامي ومش هتموتي زي ما عمتو شيرين كانت بتقول؟
إبتسمت لها وتحدثت بدموع الفرح لطمأنة صغيرتها :
_لا يا قلبي خلاص، مش هموت بالمرض ده، بس ممكن أموت من أي حاجه تانية عادي
وضحكت بسعادة
يُتبع
صاحت سحر بعلو صوتها لتستنجد بأحدهم ليساعدها بمساندة صغيرتها، جرت الممرضة المرافقة لها كي تساعدها وبلحظة ظهر هو كالفارس وجري عليها مُسرعً وتحدث للجميع مطالباً إياهم بالإبتعاد ورفعها من تحت إبطيها بيداه سانداً إياها،
وطلب من الممرضة أن تأخذ سحر المنهارة للخارج كي لا تنهار أكثر من مشاهدة إبنتها وهي في أسوء حالاتها، أسندتها الممرضة وبالفعل تحركت بها إلي الخارج
وتحرك هو بها محاوطً إياها بعناية حتي وصل بها إلي قاعدة المرحاض وتحدث إليها بنبرة حنون :
_ رجعي يا أمل .
بصعوبة حركت وجهها إليه وتحدثت بلهاث وضعف :
_ سبني وأطلع برة يا دكتور، مش حابه حد يشوفني في الحالة دي.
مسح علي شعر رأسها الذي ظهر من جديد بفضل أدوية حديثه قد جلبها هو لها من الخارج وأعطاها لها كي تنبتهُ حتي لا تحزن، وقد تناست أن تضع عليه حجابها من شدة تعبها،
سحب خصلاتِها وأرجعها خلف آُذنها وتحدث بعيون تكادُ تُدمع :
_ مش هسيبك لوحدك يا أمل، أنا وعدتك يوم ما مسكت إيدك في أول جلسة ليكي وقُلت لك إني مش هسيبك، وأنا عمري ما أخلف وعدي أبداً
أومأ لها برأسه كي يشجعها في البدأ :
_ يلا يا حبيبي إبدأي، أنا معاكي، ما تخافيش.
كانت تنظر لعيناه التي تنطقُ عِشقً بذهول، ماذا يري بها وبحالتها التي يرثي لها ليجذبهُ ويجعلهُ ينظر لها بتلك العينان العاشقتان، ماذا جذبهُ لها بحالتها الهزيلة تلك كي يعشقها بتلك الحاله، أهذا ما يطلقون عليه عشق الروح
أم أنهُ فقط يشفق علي حالتِها، ولكن، لما هي بذاتها التي يشفق عليها، فهُناك الكثير من الحالات الكُثر داخل المركز ومنهم من هي أجملُ منها بكثير ومنهم من تُدمي القلوب لحالِها، فإذاً لماذا هي ؟
بعد قليل كانت قد إنتهت بمساعدته وتحرك بها وأجلسها علي مقعداً جانبياً موضوع لها خصيصاً داخل المرحاض كي تستريح عليه،
مسح علي شعرها بحنان وتسائل مُستفسراً :
_ حاسه نفسك أحسن؟
نظرت له بصدرٍ يهبط ويعلو بشده جراء تعبها وتحدثت بنبرة ضعيفة مُنكسرة :
_أنا تعبت أوي يا دكتور، تعبت ومبقاش عندي قدرة أتحمل أكتر من كده.
تحدث لها بوجهٍ بشوش مبتسم :
_هانت يا حبيبي، الأشعه اللي عملناها أخر مرة نتيجتها هايلة، خلاص يا أمل، قربنا يا حبيبي، قربنا قوي.
فاقت من حالتها وهي تنظر بإستغراب لشفتاه التي تنطق حبيبي مكرراً إياها بكثرة
حين أبتسم هو وتحدث بتأكيد :
_ أيوة يا أمل، حبيبي وحلم عُمري اللي كُنت مستنية بقالي زمان.
هزت رأسها نافية وتحدثت متسائلة :
_ تفتكر إني ممكن أكرر غلطتي ومن تاني أفتح قلبي وأسلمة لراجل علشان يسيبني من جديد ويدبح روحي ؟
ضحك بخفة وأجابها مفسراً :
_طب بذمتك ده شكل واحد ممكن يتخلي عنك ويسيبك ، أنا حبيتك وإتمنيتك وإنتِ في أصعب حالاتك وأضعفها يا أمل، تخيلي كده لما تقومي بالسلامة قريب ونعيش حياتنا سوا بطبيعية هوصل معاكي لأيه،
وأكمل بنظرات تنطقُ عِشقً :
_ أنا حبيت روحك وعشقت قلبك، مش جسدك، إديني فرصة أخدك معايا لدنيتنا اللي مستنيانا علشان نعيشها سوا
تنفس عالياً ثم تحدث بصوتٍ جهوري منادياً علي الممرضة التي اتت مسرعة
فتحدث هو :
_ هاتي هدوم نضيفة ل أمل وتعالي من فضلك ساعديها علشان تاخد شاور يفوقها
وهُنا رفضت أمل بشدة متحدثه بخجل أذاب قلب ذاك العاشق للنخاع :
_ لا أنا مش محتاجة حد معايا
وهنا قد دلفت والدتها التي كانت تحمل بيدها المنشفة والثياب وتحدثت بضعف :
_ أنا هقف معاكِ يا قلبي
أومأت لوالدتها بموافقة
بعد مرور حوالي الساعة كانت تجلس فوق تختِها بعدما أخذت حمامها، تجاورها والدتها التي تحاول إطعامها ولكنها تأبي بشدة،طل عليها من الباب وتحدث بابتسامة مُشرقة:
_ البطلة بتاعتنا عاملة إيه؟
نظرت إلية ونوبة قشعريرة أصابت جسدها بالكامل من هيئتة التي تكادُ تُجزم أنها تراهُ لأول مره، نعم فهي تراه ولأول مرة حبيبها عاشق روحها، إبتسمت برقة أذابت قلب ذاك المسكين وأعطته أمالاً وأمالا
تحدثت سحر التي كانت تراقب تلك النظرات العاشقة بإستغراب :
_البطلة مغلبناني ومش راضية تاكل أي حاجة يا دكتور.
إقترب هو منهما وتحدث بنبرة جادة :
_ كلام إية اللي بتقوله ماما ده يا أستاذة، لازم تاكلي أي حاجة علشان تعوضي جسمك.
وأمسك بيده قطعة تفاح من الصَحن وقدمها لها وتحدث بهدوء : كلي حتة التفاحة دي هتقويكي .
وما كان منها إلا الإنصياع لأوامر ذلك الفارس وبالفعل مدت يدها وتناولتها منه وقضمتها تحت إستغراب سحر لحالة صغيرتها، وتحت سعادة أحمد أنهُ وبالفعل إقترب كثيراً من تحقيق حُلمة
_________________________
بعد مرور حوالي سبعة أشهُر
داخل مسكن أمير كان يجلس فوق الأريكة يُشاهد شاشة التلفاز بعقل مُرهق ووجهٍ ذابل يدل علي عدم راحته بحياته التي اصبحت صعبة وكئيبة بفعل زوجته كثيرة المطالب دائمة الشكوي والتي لا تكفُ عن أذية الجميع بحديثها ابداً
خرجت عليه من المطبخ مرتديه ثيابً لا ترتقي للذوق بصلة واما عن رائحتها التي تختلط بالبصل والثوم والعرق ايضاً فحدث ولا حرج، كلما نظر لها واشتم رائحتها التي لا تفارقها حتي عندما تذهب إلي تختِها مما كان يجعلهُ دائم النفور منها مُتحسِراً علي تلك الجميلة التي طالما كانت لا تفارقها الرائحة العطرة
وقفت وربعت ساعديها فوق صدرِها وهتفت بنبرة حادة قائلة :
_ هتروح معايا للدكتور نتفق علي العملية أمتي ؟
زفر بضيق وتحدث بضجر :
_ هو آنتِ ما بتزهقيش أبداً من الكلام في الموضوع ده ؟
_ ده أنتِ كرهتيني في عِيشتي وخلتيني أكره العيل اللي هييجي من العملية دي من قبل حتي ما ييجي، قُلت لك للمرة المليون مش معايا المبلغ اللي الدكتور طالبه للحقن المجهري ده
وأكمل بنبرة غاضبة :
_ ادفع ليه خمسين ألف جنية في عملية زي دي وكمان مش مضمونة ، جربي مع دكتور تاني.
تحدثت بحدة ونبرة عاليه : موضوع الفلوس ده ميخصنيش يا حبيبي، مش ذنبي إني إتجوزت واحد كحيان زيك، وبعدين انا روحت لاكتر من دكتور وكلهم قالوا إن الحمل عندي مش هيحصل غير بالحقن المجهري، يعني تتصرف إنتَ واهلك وتخلق لي فلوس العملية،
هو أنتَ مش راجل ولا أيه ؟
إشتعل داخلهُ من حديثها المُثير للأعصاب، هبَ واقفً من جلسته وتحرك إليها بغضب ثم بدون مقدمات صفعها علي وجهها لعدم قدرته للأستماع لها اكثر
فتحدثت هي بغضب وجنون :
_ إنتَ بتضربني يا عِرة الرجاله، بتداري خيبتك بالضرب، مش كفاية إني رضيت بيك وإنتَ مطلق وأنا لسه ما دخلتش دُنيا،
وأكملت بنبرة تهديدة :
_طب والله ما أنا قاعدة لك في البيت ولأروح عند ماما وأخويا وأخليه يعلمك الأدب.
هتف بنبرة جنونيه :
_ في ستين ألف داهيه وياريت ما ترجعيش هنا تاني، ده أنتِ كرهتيني في عيشتي وسودتي حياتي من يوم ما دخلتيها، كان يوم إسود يوم ما سمعت كلامهم ومشيت وراهم .
وبالفعل جمعت ثيابها وذهبت إلي والدتها، وفي نفس اليوم تعدي أكرم زوج شيرين عليها بالضرب بعدما حرضته عنايات وهدير عليها وأمرته ان يطردها من منزلها مثلما فعل أمير والبادي أظلم
في منزل مصطفي عساف تجلس تلك الباكية بوجهها المُنتفخ نتيجة ضربها بشدة علي صدغيها مما جعلهما متلونين بالأزرق والاحمر معاً ، تجاورها والدتها التي تربت عليها وتتحدث بغضب :
_ إن شالله تتقطع إيدة إبن عنايات ويحتار بيها بين الاطبا زي ما ممدها عليكي.
ونظرت إلي أمير ومصطفي الجالسان برأسان محنيتان وتحدثت :
_ هتعمل إية معاه يا مصطفي ؟
زفر بضيق قائلاً بضعف :
_ هعمل إيه يعني، هكلمه في التلفون وأشوف إزاي يمد إيدة عليها كده.
هتفت شيرين من بين دموعها بحدة وهي تنظر إلي أمير :
_ كل ده بسبب أمير وضربه للزفتة اللي إسمها هدير، وبعدين ما تتعبش نفسك بالإتصال يا بابا، حماتي قالت لي مش هتدخلي البيت تاني ولا هتشوفي ولادك غير لما أمير يعمل العملية لبنتها وتخلف.
تنهدت راوية وتحدثت وهي تخبط كفيها فوق فخديها :
_ يا شماتت العدو فيكي وفي ولادك يا راوية، العيلين اللي حيلتي هيخيبوا والناس هتشبع كلام علينا .
ثم نظرت إلي أمير وتحدثت بأمر : إنتَ لازم تتصرف وتعمل لها العملية يا أمير، اختك بيتها هيتخرب .
هتف بصياح :
_يا ناس هجيب لها منين خمسين الف جنية، إنتوا بتهرجوا .
تحدثت شيرين بنبرة حادة :
_ خد قرض من البنك بضمان شغلك وابقي سددة براحتك .
هتفت راوية بإستحسان :
_ برافوا عليكي يا شيرين حلو الحل ده،
وأكملت وهي تنظر إلي أمير:
_ واهو أبوك يبقا يساعدك في تسديدة، ولا إيه يا مصطفي ؟
تنهد مصطفي بقلة حيلة وأومأ قائلاً :
_اللي تشوفوة إعملوة، أنا قايم أتوضا وأصلي المغرب قبل ما يفوتني، وأهو علي الأقل أكون عملت حاجه واحده صح في حياتي .
توالت الأشهر وأمل تُتابع علاجها من منزلها بعدما تحسنت حالتها كثيراً وتوطدت علاقتها بأحمد ذاك للعاشق الذي لم يضيعُ فرصة إلا وقام بالتعبير لها عن عشقهِ الهائل بشتي الطرق مما أسعد قلبها وجعلها تتماثل للشفاء بشكل أسرع
واليوم هو ظهور التحليل الأخير الذي أجراهُ لها أحمد، كانت ترتدي ثيابها التي إختارتها بعناية وارتدت حجابها الأنيق وتحركت إلي خرج غرفتها، وجدت سحر ورانيا وأيضاً كارما يرتدون ثيابهم
تحدثت شقيقتها وهي مُمسكه بكف يد كارما التي إرتدت ثوبً يشبة ثوب سندريلا ولفتها بسعادة موجه حديثها إلي أمل :
_ شفتي مين جاية معانا علشان وشها يبقا حلو علي مامي.
إبتسمت لها بسعادة وأكدت سحر علي حديث رانيا :
_ إن شاءالله وشها يبقا خير ونسمع الخبر اللي يريح قلوبنا كلنا.
تحركت إليهم واحتضنت جميعهم ثم تحركوا للخارج، وبعد مده كانت تقف بمقابلة ذاك الذي رقص قلبهُ برؤياها البهيه
تحدث وهو يحمل الصغيرة الذي رأها من ذي قبل عدة مرات عندما آُحتُجزت أمل في المركز وقبلها قائلاً بإبتسامة وترحاب :
_ أهلاً أهلاً بدكتورة كارما.
إبتسمت الصغيرة وتحدثت بسعادة :
_أهلا بحضرتك.
أشار لها إلي الغُرفة وتحدث بنبرة حماسية :
_علي فكرة، فيه هدايا كتيررررر أوي جوة في الأوضة دي مستنيه الدكتورة الصغيرة .
أفلتت حالها من بين ذراعيه وجرت بسعادة نحو الغُرفة وهي تُهلل
إبتسمت أمل علي إبنتها وحولت بصرها لذاك الناظر عليها بتلهف وشكرته بإمتنان
في حين تحدثت سحر بنبرة مُرتبكة :
_ طمنا يا دكتور، التحاليل كويسه ؟
أجابها بهدوء وأستكانه ويقين :
_ أنا عن نفسي لسه ما فتحتش التقرير لحد الوقت،
ثم نظر إلي أمل وتحدث بنبرة حنون وعيون عاشقة :
_ حبيت أفتح الظرف ونشوف التقرير وإحنا مع بعض.
وعي علي حالهِ وشعر أنه أزادها حين رأي خجلها المُميت فحول بصرهِ سريعً إلي سحر وأردف مُتحمحمً :
_وإحنا مع بعض كُلنا يعني .
ثم أشار لهم إلي الغرفة تحركت أمل ثم رانيا التي وشت بجانب آذن والدتها وهمست : هي إيه حكاية الدكتور إنهاردة يا ماما ؟
همست لها سحر : مش عارفه بس نظراته لاختك غريبة أوي .
ضحكت رانيا وتحركوا جميعاً للداخل وجدوا الطفلة تتفقد هداياها الكُثر بسعادة ومرح، إبتسمت لسعادة طفلتها وجلست وجلس الجميع امام مكتب احمد الذي جلس
ثم تنفس عالياً وأمسك التحليل الذي بعثهُ إلي معمل بألمانيا كي يأتي بالنتيجة الفيصليه الدقيقة وبدأ يقرأ ما بهِ بتدقيق
وتحدث إليها بعيون تكادُ تدمع من شدة تأثرةُ :
_ خلاص يا أمل، إحنا إنتصرنا، التقرير بيقول إن عينة دمك اللي بعتها للمختبر في ألمانيا بتقول إنه خالي تمامً من أي خلايا سرطانية.
كانت تستمع إليه بدموع تنهمر بغزارة من شدة سعادتها وعدم تصديقها لما يُقال، أحقاً أفاض الله عليها بشدة كرمهِ وشفاها من ذاك المرض الصَعب
مالت براسِها وتساءلت بدموعها الغزيرة :
_ بجد يا دكتور، كلامك ده فعلا حقيقي، يعني انا خلاص مش هشوف الموت كل يوم بعنيا وأنا باخد جلسات الكيماوي ؟
نزلت دموعهُ التي لم يستطع التحكم بها وتحدث بنبرة سعيدة :
_ خلاص يا أمل، كان كابوس وإنتهي، من إنهاردة هترجعي لحياتك زي الأول وأحسن.
إنتفضت سحر من جلستها ومالت علي الأرض ساجده لله وتحدثت بدموع السعادة :
_اللهم لك الحمد والشكر ، اللهم لك الحمد
حين جرت عليها رانيا وأحتضنتها بحب وتحدثت بدموع :
_ حمدالله علي السلامه يا قلبي .
وأحتضنتها رانيا المواليه ظهرها لدكتور أحمد الذي إستغل إنشغال الجميع ونظر لوجه أمل المُقابل إليه وبعث لها قُبلة في الهواء مما أربكها وجعل القشعريرة تسري بجسدها بالكامل
تحركت إلي والدتها وأمسكت يداها وأوقفتها ثم قبلت كفاي يداها في حين إنهارت سحر من من شدة بكائها من عدم تصديقها لما إستمعتهُ أذناها وتحدثت بدموع وهي تحاوط وجه صغيرتها بحنان :
_مبروك الشفا يا قلبي، شُفتي عظمة ربنا وكرمُه علينا قد إية يا أمل.
إحتضنتها أمل وأنهار معاً من البكاء
في حين تحدث أحمد بدُعابة كي يخرجهم من تلك الحالة :
_ إحنا هنقضيها عياط بقا وشكلكم كدة هتاكلوا علينا عزومة ورق العنب .
إلتفتت له سحر وجففت دموعها وهتفت بنبرة سعيدة :
_أحلا ورق عنب وأحلا عزومة هجمع فيها كل حبايبنا اللي وقفوا جنبنا في محنتنا،وإنتَ أول المعزومين يا دكتور
واكملت بعيون ممتنة شاكرة :
_أنا مش عارفة أكافئ حضرتك علي اللي عملته معانا إزاي ؟
نظر إلي أمل وتحدث بنبرة حنون:
_ مكافأتي أخدتها خلاص يا أمي.
خجلت وتحركت طفلتها إليها وتحدثت بنبرة طفوليه :
_ هو حضرتك خفيتي خلاص يا مامي ومش هتموتي زي ما عمتو شيرين كانت بتقول؟
إبتسمت لها وتحدثت بدموع الفرح لطمأنة صغيرتها :
_لا يا قلبي خلاص، مش هموت بالمرض ده، بس ممكن أموت من أي حاجه تانية عادي
وضحكت بسعادة
يُتبع