الفصل الثامن

ممرضة دمرت حياتى
الحلقة الثامنة

..........

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

احتارت روان في ترويض خالد حتى يتزوجها ولا يجعلها مجرد جارية من جواري، ولكن كيف ستقنعه بالزواج ؟

.....

استفاق خالد من نومه ، ونظر حوله فلم يجد نادين بجانبه .

خالد ...شكلها صحيت قبل مني، بس الساعة كام دلوقتي.
فنظر إلى هاتفه فوجدها الساعة الثالثة عصرا .
فتأوه بنعاس ...إيه معقول أنا نمت كل ده .
لا كفاية كده ، لما أقوم عشان المستشفى ، ثم ابتسم وردد ....وعشان أشوف البت روان دي ، وآخرة التقل بتعها إيه ؟
ثم ضحك بسخرية قائلا ...فكرانى بتاع جواز قال ، وحتى لو بتاع جواز ، مينفعش طبعا دكتور يجوز من ممرضة .
مش من مقامه طبعا .
وبينما هو يضع هاتفه مرة أخرى على المنضدة بجانبه ،لاحظ ورقة صغيرة .

خالد ...إيه الورقة دي؟
فالتقطها ليجد أنها من نادين تقول فيها... خالد سامحني أنا سبت البيت بس أنت اللي اضطرتني أعمل كده .
ياما قولتلك بلاش اللي بتعمله ده ،واهتم بيه وبالعيال والبيت اللي ممكن يتهد لو استمريت كده.
بس للأسف كنت ديما بتتجاهل ده وتتكلم بسخرية ومش مقدر حتى وضعك كدكتور ،حالف اليمين ومفروض أخلاقك تكون غير كده خالص .
بس للأسف أنا فعلا عجزت عن اصلاحك ، وعشان بحبك سامحتك كتير أوي ، وتنازلت عن حجات كتير .
بس خلاص أنا تعبت بجد ومش مستعدة أكمل معاك وأنت مصمم على حياتك دي، مش عايزة ولادي يشوفوا أبوهم وهو جي سكران ولا آثار الخيانة على هدومك .
لاااا أنا تعبت ومعدتش قادرة أستحمل ده ، خلاص .
وعشان كده ، أخذت قرار ، أني لازم أمشي .
ومش هرجع تاني ولو سمحت ورقة طلاقي ،توصلي في أقرب وقت ....... نادين .
فانفعل خالد ومزق الورقة وألقى بها على الأرض قائلا بحدة ...مش أنا اللي يتلوي دراعه بالأسلوب ده يا هانم .
ومفيش حاجة اسمها طلاق ، وهترجعي ورجلك فوق رقبتك .
أنا مش عارف قصرت معاها في إيه ؟
عايشة أحسن عيشة وطلباتها كلها مجابة ومريحها من وشي طول النهار والليل وسيبها براحتها عشان أنا كمان أشوف راحتي .
بس أقول إيه ستات غاوية نكد ، أنا مش فايق للكلام ده .
أنا ورايا شغل ثم ابتسم قائلا وورايا روان بس على الله هي تفك النكد ده متكملش عليا .
ثم توجه للمرحاض ، فاغتسل وخرج وارتدى أفضل ما لديه وهذب خصلات شعره ثم نثر عطره المفضل ثم ردد أمام المرآة....إيه الجمدان ده يا دكتور ولا جيمس بوند في زمانه ، ده أنا ههبلهم النهاردة في المستشفى والنايت بالليل .
ثم طبع قبلة في الهواء لنفسه وخرج سريعا واستقل المصعد ثم قاد سيارته الفارهة إلى المستشفى .
وسار في ردهاتها متكبرا مبتسما بخبث لنظرات الإعجاب ممن حوله من الشباب والفتيات .
تلاحق لأذنه صوت ممرضة...أهو جه يخربيت حلاوته ، يبختك
يا بت رورو .
فرددت ممرضة أخرى قائلة ...يبختها إيه ، مهي معروفة هتخدلها يومين وبعدين يشوف غيرها زي اللي قبلها واللي قبلها .
خلينا في حالنا يا ستي وربنا يديم علينا ستره .
فنظر لها خالد بسخرية قائلا ...أنتِ مرفودة من عندي وروحي يلا أي مكان تنستري فيه غير هنا .

فرددت الفتاة ...حسبنا الله ونعم الوكيل .
ربنا يزيل عنك ستره ويفضحك على رؤوس العلن .

فضحك خالد ولم يعبىء بقولها ولا يعلم ذلك الضعيف أن دعوتها اهتزت لها السماء ثم أشار للاخرى قائلا مبتسما ...وأنتِ اعمليلي قهوة وهاتيها المكتب بتاعي .
فابتسمت الفتاة وأسرعت لعمل القهوة ثم جاءت بها إلى مكتبه
ولكن استوقفتها روان على الباب قائلة ...رايحة فين يا بت أنتِ ؟

الفتاة ....داخلة لدكتور خالد زي ما أنتِ شايفة بالقهوة اللي طلبها مني .
فرمقتها روان بغضب قائلة ...والله ، طيب عنك أنتِ هاتيها ، أنا أدخلها .

الفتاة بحرج ...بس ...!

روان...بس إيه ، انجري امشي من قدامي، فخافت الفتاة وغادرت .
أما روان فقد عدلت من هيئتها ثم طرقت الباب ودلفت له ، راسمة على وجهها ابتسامة ماكرة قائلة ...أنا قلبي حس أنك محتاج فنجان قهوة ، فرحت بنفسي عملتهالك وجبتها لعيونك يا حبيبي.
ثم انحنت أمامه لتقدمها له بإغراء ...فلمعت عيني خالد وابتسم مرددا ...أموت أنا في القهوة والإيدين اللي عملت القهوة دي .
ثم لمس يديها بحنو ورفعها إلى فمه ليقبلها .
سرت قشعريرة في جسد روان إثر تقبيله يدها ، فاحمرت وجنتيها خجلا وابتعدت عنه .

خالد ...ليه كل ما أقرب منك تبعدي يا رورو، أنتِ شكلك بتضحكي عليا ومش بتحبيني.

روان...ازاي تقول كده يا خالد ، بحبك طبعا واتمنى قربك ، بس بالشكل ده .

خالد...قصدك إيه ، أنتِ على فكرة تعبتيني معاكِ أوي .
وأنا مش متعود على كده .

روان محدثة نفسها ...عشان اتعودت على الساهل كده ، لكن أنا لأ.

روان بدلال ...يعني لازم أعرف إيه آخرة حبنا ده ؟

خالد ...هو برده فيه آخر للحب ؟
الحب ملهوش آخر .
روان ...آه ، بس لازم يكون ليه طريق.
وأنا طريقي الجواز .

غضب خالد قائلا ...هو مفيش في حاجة على لسانك إلا الجواز ،طيب حتى فترة خطوبة نتعرف فيها على بعض .

لمعت عيني روان قائلة بفرحة ...بجد يا قلبي .
هتيجي تخطبني ؟

خالد بمكر ...آه طبعا .

وإيه رأيك نروح دلوقتي نشتري الدبل .

قفزت روان من الفرحة ثم تعلقت برقبته مرددة...أنا صراحة مش عارفة أقولك إيه ؟
بس أنا فرحانة أوي أوي أوي .
وبحبك أوي أوي أوي .
فانتهزها فرصة خالد وقربها منه أكثر ، فوجدت نفسها بين أحضانه فحاولت مقاومته بشدة حتى أنها دعست رجله بقدمها حتى يبتعد عنها .
فصرخ بالفعل وابتعد عنها قائلا بحدة ...يا مجنونة .

فضحكت روان قائلة ..مجنونة بس بحبك .
ويلا يا حبيبي نشتري الدبل وبعدها تيجي على بيتنا تطلبني من بابا وتحدد معاه معاد بقا الشبكة واللزي منه .

خالد ...آه طبعا طبعا ، يلا يا حبيبتي.

ثم خرج بها وهي تتشبث يدها بيده وكأنها تعلن لكل الفتيات في المكان ، أنه أصبح لها وحدها، ولا يحق لأحداهن أن تنظر له، فخرجوا ولكن تهامسوا عليهما.
قالت إحداهن بسخرية ...هي مالها متبته فيه أوي كده ليه كأنه هيتخطف منها .
خلهولها تشبع بيه شوية وهنشوف مين عليها الدور .

وقالت الفتاة التي أعدت القهوة ... يا بختها ،مش لو كنت أنا اللي دخلت بالقهوة كان زماني أنا اللي خارجة معاه كده .

وذكروني حديث الإثنين ببعض آيات الذكر الحكيم:{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ* وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ الصَّابِرُونَ* فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ* وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِالأمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن منَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
فما سيكون جزاء تلك الطامعة ؟؟

............

جفى النوم عيني حلا نفس الليلة التي باحت فيها لأختها بمكنون قلبها وحبها لـ غنيم .
وأخذت تردد على أذنها كلمته لها ...بنتي بنتي .
ثم تساءلت ...امتى بس يا غنيم تحس بقلبي اللي بيحبك ؟
وتشوفني بنظرة تانية، نظرة حبيبة وزوجة المستقبل .
بس خايفة متصدقش حبي وتفتكر أني بقول كده عشان طمعانة في فلوسك أو أني عايزة أسيب حياة الفقر وأعيش حياة الرفاهية .
صدقني لا، أنا حبيتك لأنك غنيم وبس، الراجل اللي قلبه مفيش زيه، اللي عمره ما زعل حد ، اللي في جيبه مش ليه .
اللي ديما بيحس بيه قبل ما أتكلم ، أنا شوفت فيه كتير أوي، ومشفتش ده عند غيره .
أيوه بحبك يا غنيم ، بس لامتى بس هكتم الحب ده جوايا .
نفسي أصرخ وأقول للعالم كله أني بحبك أنت وبس .
بس إزاي ؟ وأنت بتقولي يا بنتي .
ثم جاءتها فكرة ، أن لا تذهب إلى العمل في المحل غدا لعله يفتقدها وقلبه يبدأ في النبض لأجلها ويسأل عنها .
ولكن إن لم يفعل هذا ، فقد يكون لا يحبها حقا وإنما هي مجرد فتاة عاملة لديه ، يعطف عليها فقط كغيرها من الناس .

أما غنيم فقد غلبه النوم بعد أن أنهى ورده القرآني ليغوص
في أحلامه، فوجد نفسه ببستان مليء بالأشجار والزهور وبينهم بحيرة صغيرة على أحد حوافها تجلس حورية صغيرة كأنها من الجنة .
غنيم ...ماشاء الله ، إيه الجمال ده !.
يا ترى الحلوة دي من نصيب مين ؟
فرددت الفتاة ...أنا ليك ، بس أطلبني .

غنيم ...أنا، لااا مش معقول .

الفتاة ...لا معقول ، اطلبني،اطلبني،اطلبني.

فقام من منامه غنيم مرددا ...اللهم إجعله خيرا.
فنظر إلى ساعته فوجدها العاشرة صباحا .

غنيم ...لا كفاية كده نوم وأقوم أشوف مشوايري وبعدين أروح المحل .
ثم أمسك هاتفه ليتفقد رسائله أو أي اتصال أتاهُ والهاتف صامت .
ولكنه لم يجد شيئا، فحزن قائلا ...ياااااه يا ولاد ، قد كده الدنيا وخداكم أوي ،ونسيتوا أنّ ليكم أب !!
يعني كمان مش بشوف حد منكم غير كل شهر عشان ياخد بس نصيبه من الفلوس .
كمان مفيش سؤال بالتليفون ولا حتى رسالة ، تشوفوني حتى لسه حي ولا مت .
إيه قلوبكم الحجر دي ؟
بس أعمل إيه ؟ مينفعش معاهم عتاب .
وعلى رأي المثل اللي بيقول...الحنية مش بتشحت .
ومقدرش أقول غير ربنا يحنن قلوبكم ويهديكم عليا .
ثم قام وتوضأ وصلى صلاة الضحى فهي تجزأ الصدقة عن كل أعضاء الجسد وفيها من الخير عظيم .
ثم ارتدى ملابسه وتوجه لقضاء احتياجته من الإتفاق مع أصحاب المصانع على طلبيات جديدة لمحل الملابس الذي يملكه .
وعندما انتهى استقل سيارته متوجها للمحل، متشوقا لرؤية حلا .

غنيم ...إيه مالك النهاردة يعني مش على بعضك، وحاسس أنك مش بتمشي على الأرض كأنك طاير في الهوا .
ومتلهف كده أوي ليه توصل للمحل ؟....حاسس أنها وحشتني أوي .
.....لا أنت شكلك كبرت وخرفت .
اهدى مش كده ، ومتعلقش نفسك بوهم ، صعب تنساه .
......أنت في مقام أبوها وبس .
فاهم ؟
فااااااااهم .
ثم وصل أخيرا إلى المحل، وألقى السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كعادته كل يوم .
فأجابه العاملات من البنات لديه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ولكنه لم يتطرق لأذنه صوتها برد السلام عليه .
فهي صوتها مميز وأيضا كانت تنهي السلام بكلمات
زائدة وهي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، صباحك مسك وعنبر يا حاج .
فأين هي صباحه اليوم ؟
فتجول بنظره سريعا في كل أرجاء المحل .
حتى تهامست علا بقولها لعزة...بصّي الراجل الشايب العايب، عمال يبص ، يمين وشمال ازاي ؟
وعينيه بتدور عليها ؟
عزة ..آه والله عندك حق ، واضح اوي .

علا ...آه يا ناري،طيب مهو عينيه زايغة أهو .
أمال عامل فيها ليه شيخ ومش بيبصلي، مع أني حولت كتير ألفت انتباهه .

عزة بضحك ... شيخ تايواني يا أختي .

علا ...آه شكلها كده .
بس الحمد لله يا بت يا عزة ، أنها مجتش النهاردة، وريحتنا
من خلقتها اللي تسد النفس دي .
مش عارفة هي عجباه في إيه ؟

عزة ...مهو كده يا بنتي، الدنيا حظوظ .

علا ...لاااا بس أنا لازم آخد حظي بنفسي .

عزة...هتعملى إيه تاني يا مجنونة ؟

علا ...محاولة تانية، وفرصة أنها مش موجودة .

عزة ..مفيش فايدة منك، أنتِ حرة بقا .
بس لو كسفك تاني،متلويش وشك .
وتنكدي عليا باقي اليوم، أنا حذرتك أهو .

علا ...لا متخفيش يا ستي .

غنيم وقلبه يخفق حدث نفسه بقوله ...هو فيه إيه؟
معقول مجتش لغاية دلوقتي ؟ ليه ؟
أنا خايف تكون حصل لها حاجة في السكة ؟
طيب أعمل إيه ؟
اتصل بيها ؟
بس لسه إحنا في أول اليوم .
انتظر شوية ،مينفعش كده .
وتقول عليه إيه ؟
مفيش غيرها في المحل يعني ؟
بس وبعدين ، دي أول مرة تعملها .
لا أنا قلبي حاسس إن فيه حاجة .
يا ترى إيه اللي أخرك يا حلا .
ربنا يطمن قلبي عليكي .

نظرت له علا ولاحظت توتره ، فحدثت نفسها ...لا أنا جيَّالك وهنسيك البتاعة دي اللي شغلاك يا حاج شوية .

فسارت إليه بتغنج كعادتها .
وكان في حينها يتلاعب الحاج غنيم بهاتفه مترددا في الاتصال
بـ حلا .
فقطعت عليه انشغاله بقولها .....؟
فماذا قالت له ؟؟
سنعلم فى الحلقة المقبلة بإذن الله تعالى
...........
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي