الفصل السابع (7) .
في المستشفي . . . . . . . . . . . . . .
بعد انا فاق قاسم من ذهوله و أخبر صديقة إبراهيم بما حدث مع أبيه و معلمه الدكتور رؤوف و عائلته الذي حزن هو الآخر لما حدث معه فهو يعلم من صديقه كم هو رجل صالح و شريف . . . وعندما وصلوا إلي المستشفي أخبرهم موظف الاستقبال عن مكان قسم الطوارئ . . . . . . فذهبوا راكضين إليه يسألوا عن اسمه الي أن وجدو الممرض الذي قام بالاتصال به و دلهم الي مكان تواجدهم أنهم ما زالوا في غرفة العمليات فجلس قاسم و معه صديقه أمام الغرفه و وضع رأسه بين يديه و سرعان ما ظهرت عليه علامات المرض و بجانبه صديقه إبراهيم يواسيه و يحاول التخفيف عنه فهو يعلم مدي تعلقه به و لكن قاسم كان في عالم أخر فهو يفكر هل ما حدث مع الدكتور رؤوف مجرد حادث عادي أم هو حادث مدبر فهو علي علم بالتهديدات التي كانت تأتي دكتور رؤوف بشكل يومي بسبب الأوراق و المستندات التي توجد بحوزته تدين أشخاص ذو مناصب مهمه في البلد و لكنه قطع تفكيره صوت بابا غرفة العمليات فوجد ممرضه تخرج سريعاً فركض إليها يسألها عن رؤوف و عائلته .
قاسم برجاء : لو سمحتي . . . . . طمنيني أخبارهم ايه دلوقتي .
لم تجيب الممرضه عليه و لكن ملامحها تدل علي أن الوضع سي .
إبراهيم بحزن علي صديقه : أرجوك طمنينا هما بخير صح أرجوك رد علينا .
قاطعها صوت ممرضه أخري تقف بباب الغرفه:ايه ده انت ايه واقفه هنا يلا بسرعه روحي هاتي الحاجات الي الدكتور طلبها بسرعه يلا . . يلا . . بسرعه .
لم تجيبر عليه الممرضه أو تطمئنهم . . . بل تركتهم واقفين ينظرون لاثرها و أسرعت هي لجلب الادوات و الأدوية التي طلبها الطبيب و الممرضه الأخري عادت سريعاً الي الد اخل و تركتهم يقفون بمفردهم في حياتهم و قلقهم فلم يعطيهم أحد جواب مما زاد قلقهم و لكنهم جلسة في الخارج يدعون لهم و يتمنون أن لا يصيبهم مكروه ام قاسم فجلس يتوعد هؤلاء المجرمين إن كان لهم يد بهذا الحادث فهو لن يرحمهم أبداً . . . . فهؤلاء لا يستحقون شفقة و لا رحمه و لكن ليتاجل كل شي ل حين الإطمئنان علي الدكتور رؤوف و عائلته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعد عدة ساعات . . . . . . . .
كان قاسم و إبراهيم ما زالا جالسين أمام غرفة العمليات حتي خرج الطبيب و هو يبدو عليه الإرهاق الشديد فأسرع إليه قاسم في لهفه . . . . . . . . . . . . . . . .
قاسم بقلق : خير يا دكتور طمني علي دكتور رؤوف و عيلته ايه الاخبار .
قاطعه الدكتور و هو يطلب منه الهدوء : للاسف يا بني الحاله حرجه البنت دخلت في غيبوبه و السيدة المسنه و الرجل حالتهم حرجه للغايه و أنا و كل الدكاترة الموجودين عملنا الي علينا و الباقي علي الله ادعلهم يا بني هما محتاجين الدعاء و مفيش في إيدينا غيره شد حيلك يا بني .
ربنا الطبيب علي كتف قاسم يواسيه ثم ذهب الي غرفته ليستريح قليلاً و ترك قاسم الذي تناول بحزن علي المقعد خلفه متحاهلاً إبراهيم الذي يحاول التخفيف عنه و لكنه كان مغيب تماماً فهو برغم حزنه علي أبيه الروحي و عائلته إلا أنه يشعر بالذنب ؟ ! . نعم يشعر بالذنب فهو كان من المفترض أن لا ينصت للدكتور رؤوف و يتجاهل التهديدات الذي كان يتلقاها و كان يجب عليه إخبار الشرطة فلو أخبرهم كان من الممكن تفادي ما حدث و لكن ماذا يفعل ندمه و تأنيبه لنفسه فقد حدث ما حدث و لم يعد بمقدور تغير اي شئ جلس علي الكرسي و أسند رأسه علي الحائط و أغمض عينيه و هو يدعي ربه بتذلل أن ينجيه هو و عائلته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في منزل هند . . . . . .
كانت هند تجلس مستلقية علي فراشها تتحدث ب الهاتف مع أصدقائها و هي تقوم بطلاء أظافرها و هي تتغنج و تضحك بقوة غير مباليه بأي شئ فالجميع يحسدها علي راحة بالها و فجأة فتح باب غرفتها بقوة مما أفزعها و جعلها تغضب بشده و تنهي المكالمه مع أصدقائك قبل أن توجه الكلام لامها .
هند بغضب و صوت مرتفع : ايه ده في ايه انت ازاي تدخلي عليا بالطريقة دي من غير ما تستأءني .
ناديه بغضب شديد : انا مش محتاجه إذن انا أمك الظاهر انك اتدلعتي زيادة عن اللزوم لدرجة أنك نسيتي ازاي تتكلمي مع أمك .
هند بسخريه : أوووه يا حرام سوري مامي بليز سامحيني انا فعلاً متدلعه بس للاسف حضرتك كنت مشغولة بحفلاتك و جمعياتك للاسف مكنش عند حضرتك وقت تكلميني أو تعلميني الاحترام معلش بأه تربية شغالات .
ناديه و قد وصلت لنهايتها فهذه البنت قد تعدت حدودها كثيراً : انت فعلاً قليلة الادب و محتاجه أن تربيتك تتعاد تاني و أنا إن شاء الله هقدر علي كده .
هند و هي تقلب عينيها بملل و تلتقط إحدي المجلات الموضوعه بجوارها : بليز اقفلي الباب وراكي عشان عايزة اقعد لوحدي شويه .
ظلت نادية تنظر لها بغل و غضب تود لو تصفعها علي وجهها بشده حتي تدمي و تخبرها أنها والدتها و لكنه سيطرت علي غضبها و هي تتنفس بعنف محاولة تهدئة نفسها و تركتها و خرجت من الغرفه و هي تصفع الباب بعنف فلو ظلت قليلاً سوف تقتل هذه الفتاة التي لا تحترم أحد .
و ما أن أغلقت الباب حتي تركت هند المجلة و ظلت تنظر لأثرها بحزن سرعان ما تحول الي حقد و غضب و هي تتذكر كيف كانت تتعامل معها المربيه التي خصصتها لها أمها لتناول عنها في تربيتها فهي كانت تعاملها بعنف و تغذيها إذا فعلت اي شئ حتي لو طلبت الطعام و كانت أمها لا تصدقها إذا قامت بالشكوي بل كانت تصدق المربية التي كانت تتكلم كأنها ملاك بل كانت سكوتها تزيد من عقابها فكانت في اليوم التالي تحرم من الطعام و تحبس في غرفتها طوال اليوم حتي يئست من التحرر من تلك المرأه الشريرة حتي جاء اليوم الذي اكتشف والدها حقيقة هذه الخبيثة بواسطه إحدي الكاميرات التي قام بوضعها بالمنزل بدون علمها و قام بإبلاغ الشرطه عنها و لكن كان الأوان قد فات فقد كانت تدمرت كلياً و كرهت والدتها بشدة و لم تعتبرتها السبب الأول في ما حدث لها فقط بل اعتبرتها شريكتها التي شاهدتها في تعذيبها و بعد كل ما حدث لم تتعلم والدتها الدرس بل أحضرت لها مربيه أخري و كل ما فعلته هي أن قامت بوضع الكاميرات في المنزل و بعد كل ما فعلته بها تريد منها الان احترامها بعد أن كبرت و تذكرتها و أصبحت تريد الخير لها و الأصلح . . . ههههه كم هي حنونه و مهتمه .
تنهدت بعنف و ألقت المجله جانباً و ذهبت الي دولاب ملابسها كي تستعد للخروج فهي لا تحب تذكر هذه الأيام و هذه الذكريات التي لا تستطيع محيطها من ذاكرتها و لو أرادت ذلك .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في المشفي . . . . . . . . . . . . . . .
ذهب قاسم الي المشفي كعادته منذ شهر تقريباً ليقوم بالسؤال علي حالة دكتور رؤوف و عائلته فذهب الي غرفة الطبيب و قام بالطرق علي الباب و دخل الي الغرفه بعد أن سمع صوت الطبيب يسمع له بالدخول . . . . .
قاسم و هي يتجه الي مكتب الطبيب و يمد يده إليه ليصافحه بعد أن قام له الآخر : أوي حضرتك يا دكتور .
الطبيب : الحمد لله ازيك يا أستاذ قاسم اتفضل أقعد .
قاسم بتسائل : ها يا دكتور ايه الاخبار النهاردة يا رب يكون فيه تحسن .
الطبيب بحزن : و الله يا أستاذ قاسم الحادث مكنش سهل و التلاته حالتهم أصعب من بعض بس البنت الحمد لله في تحسن في حالتها و بتسجيب للعلاج و احتمال تفوق قريب . . . إنما أستاذ رؤوف و الداده حالتهم صعبه جداً و مفيش اي تحسن للاسف الأستاذ رؤوف هو أكثر واحد تأذي لانه كان في الاتجاه الي انقلبت فيه العربية و ال داده سنها كبير بردو بس كل شي بإيد ربنا و مفيش حاجه في إيدنا غير الدعاء يا بني و ربنا يقومهم بالسلامه .
قاسم بحزن علي معلمهم و استاذه و أبيه : طب يا دكتور مفيش اي حاجه نعملها انا ممكن أسفرهم برا أو أعمل اي حاجه بس يكونوا بخير .
الطبيب : مفيش حد يعرف يعمل حاجه اكتر من الي احنا بنعمله هنا . اي مستشفي و اي طبيب في العالم هيقولك نفس الكلام دا غير أن السفر خطر في حالتهم . . . و لو كان في اي حاجه من دي كنت قلت لحضرتك علي طول .
قاسم بتوضيح : انا و الله مقصدش حاجه يا دكتور انا بس عايز اعمل اي حاجه عشانهم إحساس العجز ده وحش أووي انا عارف ان حضرتك هنا بتعمل الي عليك بس انا حاسس اني متكتف .
الطبيب بتفهم : انا فاهم يا أستاذ قاسم بس خلي عندك إيمان و يقين أن ربنا قادر علي شفاءهم ادعيلهم كتير هما محتاجين الدعاء و هو ده الي احنا نقدر عليه عشان نساعدهم .
قاسم و هو ينهض من الكرسي و خيبة الأمل مرتسمه علي وجهه فقد كان يأمل أن يكون هناك تحسن : شكراً يا دكتور .
الطبيب : العفو .
خرج قاسم من غرفة الطبيب و هو يشعر بالحزن و تأنيب الضمير فهو كان من الممكن أن يضغط علي الدكتور رؤوف ليقدم شكوي الي الشرطه بسبب التهديدات التي يتلقاها و لكنه لم يفعل ذلك . . .. و أثناء شروده سمع صوت ينادي باسمه و ما أن التفت حتي و جدها رشا صديقة ابنة الدكتور رؤوف التي تعرف فهي تقريباً تأتي يومياً لتطمئن علي صديقتها بصحبة والديها فهو علم أن أبيها أيضاً صديق مقرب للدكتور رؤوف و هي مقربه من ابنته بشده فهم أصدقاء طفوله .
رشا بأمل : ها يا أستاذ قاسم ايه الاخبار فيه جديد ؟ ! .
قاسم و هو يخفض عينيه بحزن : فيه تحسن في حالة لين بس للاسف مفيش تحسن في حالة الدكتور رؤوف و الداده الدكتور بيقول أن الحاله زي ما هي .
والد رشا : لا إله إلا الله ربنا معاهم هو قادر علي كل شيء .
تركهم قاسم و ذهب الي الخارج كي يعود الي المكتب مره أخري فهو يتولي الأمر و كل شئ يسير كما هو في أفضل حال لا ينقصه شئ سوي عودة الدكتور رؤوف مرة أخري .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعد مرور عشرة أيام . . . . . .
كان قاسم يجلس في مكتبه شارد الذهن في حالة الدكتور رؤوف فهو لم ينقطع خلال الايام القادمه من الذهاب يومياً الي المشفي لكي يطمئن عليهم و لكن لا يوجد اي شئ جديد و لكن قاطع شروده صوت الهاتف فنظر إليه بعدم إهتمام و لكنه التقطه سريعاً حينما وجده رقم من المشفي فلابد و أن هناك شئ مهم فقام بالرد سريعاً . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قاسم بلهفه : السلام عليكم ايوه انا قاسم الشريف .
المتصل : لو سمحت حضرتك المسؤل الانسه لين رؤوف عماد الكاشف .
قاسم بخوف : خير في ايه حصلها حاجه .
المتصل : لا حضرتك اهدي عشان اقدر اتكلم انت لازم تيجي للمستشفي حالاً لان الانسه لين . . . . . . . . . . . . . . . .
لم يستطع المتصل إكمال جملته بسبب قاسم الذي قاطعه . . . . . . . . .
قاسم و هو ينهض من مكانه : ايه حصلها ايه .
المتصل بنفاذ صبر : ما حضرتك لو صبرت كنت هقولك أنها فاقت من الغيبوبه .
قاسم بفرحه : الحمد لله الحمد لله انا جاي حالاً للمستشفي مسافة الطريق و هتلاقيني عندك .
أغلق قاسم الهاتف و انطلق مسرعاً الي الجراج و استقل سيارته و انطلق مسرعاً الي المشفي .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعد انا فاق قاسم من ذهوله و أخبر صديقة إبراهيم بما حدث مع أبيه و معلمه الدكتور رؤوف و عائلته الذي حزن هو الآخر لما حدث معه فهو يعلم من صديقه كم هو رجل صالح و شريف . . . وعندما وصلوا إلي المستشفي أخبرهم موظف الاستقبال عن مكان قسم الطوارئ . . . . . . فذهبوا راكضين إليه يسألوا عن اسمه الي أن وجدو الممرض الذي قام بالاتصال به و دلهم الي مكان تواجدهم أنهم ما زالوا في غرفة العمليات فجلس قاسم و معه صديقه أمام الغرفه و وضع رأسه بين يديه و سرعان ما ظهرت عليه علامات المرض و بجانبه صديقه إبراهيم يواسيه و يحاول التخفيف عنه فهو يعلم مدي تعلقه به و لكن قاسم كان في عالم أخر فهو يفكر هل ما حدث مع الدكتور رؤوف مجرد حادث عادي أم هو حادث مدبر فهو علي علم بالتهديدات التي كانت تأتي دكتور رؤوف بشكل يومي بسبب الأوراق و المستندات التي توجد بحوزته تدين أشخاص ذو مناصب مهمه في البلد و لكنه قطع تفكيره صوت بابا غرفة العمليات فوجد ممرضه تخرج سريعاً فركض إليها يسألها عن رؤوف و عائلته .
قاسم برجاء : لو سمحتي . . . . . طمنيني أخبارهم ايه دلوقتي .
لم تجيب الممرضه عليه و لكن ملامحها تدل علي أن الوضع سي .
إبراهيم بحزن علي صديقه : أرجوك طمنينا هما بخير صح أرجوك رد علينا .
قاطعها صوت ممرضه أخري تقف بباب الغرفه:ايه ده انت ايه واقفه هنا يلا بسرعه روحي هاتي الحاجات الي الدكتور طلبها بسرعه يلا . . يلا . . بسرعه .
لم تجيبر عليه الممرضه أو تطمئنهم . . . بل تركتهم واقفين ينظرون لاثرها و أسرعت هي لجلب الادوات و الأدوية التي طلبها الطبيب و الممرضه الأخري عادت سريعاً الي الد اخل و تركتهم يقفون بمفردهم في حياتهم و قلقهم فلم يعطيهم أحد جواب مما زاد قلقهم و لكنهم جلسة في الخارج يدعون لهم و يتمنون أن لا يصيبهم مكروه ام قاسم فجلس يتوعد هؤلاء المجرمين إن كان لهم يد بهذا الحادث فهو لن يرحمهم أبداً . . . . فهؤلاء لا يستحقون شفقة و لا رحمه و لكن ليتاجل كل شي ل حين الإطمئنان علي الدكتور رؤوف و عائلته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعد عدة ساعات . . . . . . . .
كان قاسم و إبراهيم ما زالا جالسين أمام غرفة العمليات حتي خرج الطبيب و هو يبدو عليه الإرهاق الشديد فأسرع إليه قاسم في لهفه . . . . . . . . . . . . . . . .
قاسم بقلق : خير يا دكتور طمني علي دكتور رؤوف و عيلته ايه الاخبار .
قاطعه الدكتور و هو يطلب منه الهدوء : للاسف يا بني الحاله حرجه البنت دخلت في غيبوبه و السيدة المسنه و الرجل حالتهم حرجه للغايه و أنا و كل الدكاترة الموجودين عملنا الي علينا و الباقي علي الله ادعلهم يا بني هما محتاجين الدعاء و مفيش في إيدينا غيره شد حيلك يا بني .
ربنا الطبيب علي كتف قاسم يواسيه ثم ذهب الي غرفته ليستريح قليلاً و ترك قاسم الذي تناول بحزن علي المقعد خلفه متحاهلاً إبراهيم الذي يحاول التخفيف عنه و لكنه كان مغيب تماماً فهو برغم حزنه علي أبيه الروحي و عائلته إلا أنه يشعر بالذنب ؟ ! . نعم يشعر بالذنب فهو كان من المفترض أن لا ينصت للدكتور رؤوف و يتجاهل التهديدات الذي كان يتلقاها و كان يجب عليه إخبار الشرطة فلو أخبرهم كان من الممكن تفادي ما حدث و لكن ماذا يفعل ندمه و تأنيبه لنفسه فقد حدث ما حدث و لم يعد بمقدور تغير اي شئ جلس علي الكرسي و أسند رأسه علي الحائط و أغمض عينيه و هو يدعي ربه بتذلل أن ينجيه هو و عائلته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في منزل هند . . . . . .
كانت هند تجلس مستلقية علي فراشها تتحدث ب الهاتف مع أصدقائها و هي تقوم بطلاء أظافرها و هي تتغنج و تضحك بقوة غير مباليه بأي شئ فالجميع يحسدها علي راحة بالها و فجأة فتح باب غرفتها بقوة مما أفزعها و جعلها تغضب بشده و تنهي المكالمه مع أصدقائك قبل أن توجه الكلام لامها .
هند بغضب و صوت مرتفع : ايه ده في ايه انت ازاي تدخلي عليا بالطريقة دي من غير ما تستأءني .
ناديه بغضب شديد : انا مش محتاجه إذن انا أمك الظاهر انك اتدلعتي زيادة عن اللزوم لدرجة أنك نسيتي ازاي تتكلمي مع أمك .
هند بسخريه : أوووه يا حرام سوري مامي بليز سامحيني انا فعلاً متدلعه بس للاسف حضرتك كنت مشغولة بحفلاتك و جمعياتك للاسف مكنش عند حضرتك وقت تكلميني أو تعلميني الاحترام معلش بأه تربية شغالات .
ناديه و قد وصلت لنهايتها فهذه البنت قد تعدت حدودها كثيراً : انت فعلاً قليلة الادب و محتاجه أن تربيتك تتعاد تاني و أنا إن شاء الله هقدر علي كده .
هند و هي تقلب عينيها بملل و تلتقط إحدي المجلات الموضوعه بجوارها : بليز اقفلي الباب وراكي عشان عايزة اقعد لوحدي شويه .
ظلت نادية تنظر لها بغل و غضب تود لو تصفعها علي وجهها بشده حتي تدمي و تخبرها أنها والدتها و لكنه سيطرت علي غضبها و هي تتنفس بعنف محاولة تهدئة نفسها و تركتها و خرجت من الغرفه و هي تصفع الباب بعنف فلو ظلت قليلاً سوف تقتل هذه الفتاة التي لا تحترم أحد .
و ما أن أغلقت الباب حتي تركت هند المجلة و ظلت تنظر لأثرها بحزن سرعان ما تحول الي حقد و غضب و هي تتذكر كيف كانت تتعامل معها المربيه التي خصصتها لها أمها لتناول عنها في تربيتها فهي كانت تعاملها بعنف و تغذيها إذا فعلت اي شئ حتي لو طلبت الطعام و كانت أمها لا تصدقها إذا قامت بالشكوي بل كانت تصدق المربية التي كانت تتكلم كأنها ملاك بل كانت سكوتها تزيد من عقابها فكانت في اليوم التالي تحرم من الطعام و تحبس في غرفتها طوال اليوم حتي يئست من التحرر من تلك المرأه الشريرة حتي جاء اليوم الذي اكتشف والدها حقيقة هذه الخبيثة بواسطه إحدي الكاميرات التي قام بوضعها بالمنزل بدون علمها و قام بإبلاغ الشرطه عنها و لكن كان الأوان قد فات فقد كانت تدمرت كلياً و كرهت والدتها بشدة و لم تعتبرتها السبب الأول في ما حدث لها فقط بل اعتبرتها شريكتها التي شاهدتها في تعذيبها و بعد كل ما حدث لم تتعلم والدتها الدرس بل أحضرت لها مربيه أخري و كل ما فعلته هي أن قامت بوضع الكاميرات في المنزل و بعد كل ما فعلته بها تريد منها الان احترامها بعد أن كبرت و تذكرتها و أصبحت تريد الخير لها و الأصلح . . . ههههه كم هي حنونه و مهتمه .
تنهدت بعنف و ألقت المجله جانباً و ذهبت الي دولاب ملابسها كي تستعد للخروج فهي لا تحب تذكر هذه الأيام و هذه الذكريات التي لا تستطيع محيطها من ذاكرتها و لو أرادت ذلك .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في المشفي . . . . . . . . . . . . . . .
ذهب قاسم الي المشفي كعادته منذ شهر تقريباً ليقوم بالسؤال علي حالة دكتور رؤوف و عائلته فذهب الي غرفة الطبيب و قام بالطرق علي الباب و دخل الي الغرفه بعد أن سمع صوت الطبيب يسمع له بالدخول . . . . .
قاسم و هي يتجه الي مكتب الطبيب و يمد يده إليه ليصافحه بعد أن قام له الآخر : أوي حضرتك يا دكتور .
الطبيب : الحمد لله ازيك يا أستاذ قاسم اتفضل أقعد .
قاسم بتسائل : ها يا دكتور ايه الاخبار النهاردة يا رب يكون فيه تحسن .
الطبيب بحزن : و الله يا أستاذ قاسم الحادث مكنش سهل و التلاته حالتهم أصعب من بعض بس البنت الحمد لله في تحسن في حالتها و بتسجيب للعلاج و احتمال تفوق قريب . . . إنما أستاذ رؤوف و الداده حالتهم صعبه جداً و مفيش اي تحسن للاسف الأستاذ رؤوف هو أكثر واحد تأذي لانه كان في الاتجاه الي انقلبت فيه العربية و ال داده سنها كبير بردو بس كل شي بإيد ربنا و مفيش حاجه في إيدنا غير الدعاء يا بني و ربنا يقومهم بالسلامه .
قاسم بحزن علي معلمهم و استاذه و أبيه : طب يا دكتور مفيش اي حاجه نعملها انا ممكن أسفرهم برا أو أعمل اي حاجه بس يكونوا بخير .
الطبيب : مفيش حد يعرف يعمل حاجه اكتر من الي احنا بنعمله هنا . اي مستشفي و اي طبيب في العالم هيقولك نفس الكلام دا غير أن السفر خطر في حالتهم . . . و لو كان في اي حاجه من دي كنت قلت لحضرتك علي طول .
قاسم بتوضيح : انا و الله مقصدش حاجه يا دكتور انا بس عايز اعمل اي حاجه عشانهم إحساس العجز ده وحش أووي انا عارف ان حضرتك هنا بتعمل الي عليك بس انا حاسس اني متكتف .
الطبيب بتفهم : انا فاهم يا أستاذ قاسم بس خلي عندك إيمان و يقين أن ربنا قادر علي شفاءهم ادعيلهم كتير هما محتاجين الدعاء و هو ده الي احنا نقدر عليه عشان نساعدهم .
قاسم و هو ينهض من الكرسي و خيبة الأمل مرتسمه علي وجهه فقد كان يأمل أن يكون هناك تحسن : شكراً يا دكتور .
الطبيب : العفو .
خرج قاسم من غرفة الطبيب و هو يشعر بالحزن و تأنيب الضمير فهو كان من الممكن أن يضغط علي الدكتور رؤوف ليقدم شكوي الي الشرطه بسبب التهديدات التي يتلقاها و لكنه لم يفعل ذلك . . .. و أثناء شروده سمع صوت ينادي باسمه و ما أن التفت حتي و جدها رشا صديقة ابنة الدكتور رؤوف التي تعرف فهي تقريباً تأتي يومياً لتطمئن علي صديقتها بصحبة والديها فهو علم أن أبيها أيضاً صديق مقرب للدكتور رؤوف و هي مقربه من ابنته بشده فهم أصدقاء طفوله .
رشا بأمل : ها يا أستاذ قاسم ايه الاخبار فيه جديد ؟ ! .
قاسم و هو يخفض عينيه بحزن : فيه تحسن في حالة لين بس للاسف مفيش تحسن في حالة الدكتور رؤوف و الداده الدكتور بيقول أن الحاله زي ما هي .
والد رشا : لا إله إلا الله ربنا معاهم هو قادر علي كل شيء .
تركهم قاسم و ذهب الي الخارج كي يعود الي المكتب مره أخري فهو يتولي الأمر و كل شئ يسير كما هو في أفضل حال لا ينقصه شئ سوي عودة الدكتور رؤوف مرة أخري .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعد مرور عشرة أيام . . . . . .
كان قاسم يجلس في مكتبه شارد الذهن في حالة الدكتور رؤوف فهو لم ينقطع خلال الايام القادمه من الذهاب يومياً الي المشفي لكي يطمئن عليهم و لكن لا يوجد اي شئ جديد و لكن قاطع شروده صوت الهاتف فنظر إليه بعدم إهتمام و لكنه التقطه سريعاً حينما وجده رقم من المشفي فلابد و أن هناك شئ مهم فقام بالرد سريعاً . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قاسم بلهفه : السلام عليكم ايوه انا قاسم الشريف .
المتصل : لو سمحت حضرتك المسؤل الانسه لين رؤوف عماد الكاشف .
قاسم بخوف : خير في ايه حصلها حاجه .
المتصل : لا حضرتك اهدي عشان اقدر اتكلم انت لازم تيجي للمستشفي حالاً لان الانسه لين . . . . . . . . . . . . . . . .
لم يستطع المتصل إكمال جملته بسبب قاسم الذي قاطعه . . . . . . . . .
قاسم و هو ينهض من مكانه : ايه حصلها ايه .
المتصل بنفاذ صبر : ما حضرتك لو صبرت كنت هقولك أنها فاقت من الغيبوبه .
قاسم بفرحه : الحمد لله الحمد لله انا جاي حالاً للمستشفي مسافة الطريق و هتلاقيني عندك .
أغلق قاسم الهاتف و انطلق مسرعاً الي الجراج و استقل سيارته و انطلق مسرعاً الي المشفي .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .