الفصل الثامن
الفصل الثامن
*********
طريق مظلم
أصوات مخيفة وهى تجرى ......تهرول مسرعة حتى لايلحقها ذلك الشخص الذى يطاردها دوما
تمسك بطرف فستانها الممزق وخصلات شعرها المشعثة ببتلات ورد مهترء
تنظر خلفها خائفة أنفاسها متسارعة ولم تنظر أمامها حتى سقطت أرضا
تألمت .......بكت ولكنه اقترب بهدوء يحمل خنجره المسموم لينال قلبها وهى التفت شهقت وصرخت بألم من جرحها الغائر
وصرختها جعلت جسدها ينتفض رعبا وخوفا
نظرت حولها لتتأكد أنها مازالت في غرفتها
تناولت القليل من الماء تروى ظمأها مسحت وجهها بيدها مرهقة تشعر بجسدها يتوجع نفضت غطاءها وقامت متجهة نحو نافذة غرفتها يبدو أن الليل مازال فى ساعاته الأخيرة السماء صافية ونجومها لامعة وقمرها يضئ ساطع براق رغم بعده ولكنها تشعر بنوره قريب منها يبث فى روحها القوة والاطمئنان نظرت حول الحديقة وجدت الأجواء هادئة ونسائم باردة تلفح وجهها واعتزمت الخروج فكرة مجنونة ولكنها صممت
ارتدت شالا صوفيا أهدته لها رقية
خطت بقدميها أرض الحديقة نظرت حولها مرة أخرى تأكدت أن أحدهم لن يراها السور عالى وبوابة الحديقةحديدية مقفلة من جميع الجهات يبدو أن أحمد القاضى عاشق للخصوصية
اتجهت لأحد المقاعد جلست تضم جسدها بشالها تستنشق نسائم الفجر العليلة شردت
تاهت فى أيامها الماضية وتتسائل عن مستقبلها القادم أتبقى هكذا وحيدة غريبة كل مامضى سراب ليلة مظلمة لاترى فيها ومضة أما ستنير بسراج نور ساطع
..............
طوال الليل لم تذوق عيناه طعم النوم ظل طوال ليله ساهرا عقله مشغول بأحداث يومه العجيبة بداية من الصباح وضيف لايتوقع مكالمة من مدير مكتبه له يطلب منه مقابلته فى إحدى شركاته وجاسم رفض عاند إن كان يريد الحديث فليأتى بذاته لمكتبه
سارى الرويدى يحمل الكثير من الذكريات البغضية فى حياة جاسم
هو من استحوذ على حبيبته السابقة أغراها وأغرى أبيها بالمال لتقبل بالزواج منه وهى لم تمانع والدها ومصالحه المشتركة بينهما ضحت بكل شيء لتظل في مستواها المادى والاجتماعى
وهو شاب في بدايته العملية ورفض طلب مساعدة من والده وهى اختارت أسهل الطرق
طريق سارى الرويدى
واكتمل يومه بمكالمة كريم وماحدث لچودى ومافعلته همس
قام من مكانه مجهدا يشعر بجسده متعب مرهق وكأن مقاومته للتعب والخضوع انهارت الآن ولكنه لن يستسلم لأى شيء يكرهه يبغضه وهو أكثر مايبغضه الخضوع والاستسلام للأمر الواقع
..............
هبط درجات السلم الخارجي للبيت يطالع السكون هدوء الليل وحثيث الرياح يشعر ببرودة خفيفة تنعش صدره لفت انتباهه همس التى تجلس مكومة
تضم ساقيها المرفوعتين إلى صدرها
تقدم نحوها وهى منغمسة فى عالمها في دنيا أخرى غير دنياهم
الجو برد عليكى
التفت نحوه مخضوضة تنفست بهدوء وهى تهزأ رأسها يمينا ويسارا :حرام عليك خضتنى
أخذ مكانه بجوارها مبتسما :أنتى اللى سرحانة
استطرد قائلا:ثم أنتى اللى مخرجك دلوقتى الفجر قرب يأذن
-قلقت من النوم ولقيت نفسى جاية على هنا
نظر أمامه لأعلى :الجو حلو أوى وصافى
عاد ناظرا إليها:بس أنتى شكلك مضايقة من حاجة لسه زعلانة من فريدة
حركت رأسها بنفى:لاأبدا والله أنا حسيت بخوفها على چودى وأكيد أى حد في مكانها كان عمل كده أنا اللى خوفنى فعلا أحساسى أنى مش عارفةyحاجة ولا عارفة حد ولا قادرة اتصرف لوحدى أنا مجرد ماخرجت من البيت حسيت
ابتعلت ريقها وأكملت بخوف:حسيت أنى لأول مرة أنى فاقدة الذاكرة من يوم مافوقت بعد الحادثة وأنت كنت معايا وبعدين مريم صحيح كنت تعبانة وحاسة بخوف من كل حاجة بس ساعة ماخرجت الشارع لوحدى حسيت بخوف تانى توهان حيرة عجز .......أيوه كنت عاجزة ياجاسم
-اه وأنتى هانت عليكى السلسلة تسلميها للمستشفى
-مكنش في إيدى حاجة تانية غير أنى أعمل كده وياريت البنت اللى هناك وافقت
-دى سياسة مستشفى ياهمس وهى مجرد موظفة
نظرت إليه بتمعن:بس أنت شكلك تعبان
مسح وجهه بتعب:يعنى شوية مشاكل في المكتب
ابتسمت قائلة:اللى عرفته من مريم وفريدة أنك محامى شاطر ومفيش قضية بتقف معاك
ابتسم بتهكم:مش كل حاجة شغل وقضايا وبس فًى حاجات تانية في ذكريات قديمة وماضى فجأة ممكن تلاقيه بيظهر أودامك وتفتكرى جرح قديم ذكرى
عاد والتف إليها:تعرفى أنا بحسدك
اتسعت عيناها بدهشة متسائلة :بتحسدنى على إيه ؟
ضحك قائلا:أنك فاقدة الذاكرة مش فاكرة حاجة مش فاكرة حاجة تزعلك مش فاكرة أي حد تشوفيه تفتكرى أد إيه كنتى مكسورة بسببه
-ده أنت شايل أوى
تجاهل حديثها مغيرا مجرى الحديث:أنا مصدع أوى قومى تعالى نعمل قهوة أنا بحب القهوة بتاعتك
فهمت تهربه من الحديث فاحترمت صمته وتبعته لداخل البيت متجهين للمطبخ جلس هو على مائدة تتوسط المطبخ أمسك بمقدمة رأسه محاولا مقاومة الصداع نظرت له بقلق فتحت أحد الأدراج الذى تضع به رقية أدوية بحثت عن علاج للصداع حتى وجدته أشارت له به :خد البرشامة دى عشان الصداع يخف
نظر لكفها الممدودة مبتسما براحة:جاية في وقتها دماغى هتتفرتك
-خدها وبعدين اشرب القهوة
انتهت من إعداد القهوة لهما وجلست بجواره متسائلة:دلوقتى أحسن
-يعنى الحمدلله المسكن بدأ يعمل مفعوله
-ممكن تأخد إجازة كام يوم تهدى اعصابك شوية من الضغط ده
ابتسم بتهكم :ياريت والله ياهمس ........أنا نفسى أخد إجازة من كل حاجة شغل .....بيت أجازة من الحياة نفسها
-للدرجة دى ياجاسم
- وأكتر ياهمس
-طيب ومريم !
شرد قليلا صامتا ثم عاد ناظرا إليها:أنا خلاص مبقتش قادر أضحك على نفسى وعليها أكتر من كده أنا كلمتها النهاردة وهنتقابل بكره وننهى كل حاجة
اًتسعت عيناها مصدومة:لا ياجاسم أوعى تسيب مريم ......مريم محتاجالك تبقى جنبها
صاح بها :لا ياهمس مريم مش محتاجالى ........مريم محتاج لواحد تحبه ويحبها ساعتها هتبقى أقوى ......هتقدر ساعتها تواجه وتعيش حياتها وأنا لا بحبها ولا هي بتحبنى هي بتحب واحد تانى خالص أنا مش هضحك على نفسى أكتر من كده أنا هسيبها ولو احتاجت مساعدتى أنا هكون جنبها بس مش زوج لا أخ وصديق
صمتت هو لديه الحق مكالمة مع مريم منذ عدة أيام تؤرقها كثيرا مريم مازالت تحب آسر وجاسم رأى كل هذا بعيناه مريم تحبه وتريده ولن تستطيع الزواج من جاسم وقلبها معلق بآسر وهمس نصحتها بالتفكير جيدا ولأول مرة تكون مريم بالقوة والثقة التي تتحدث بها ويبدو أنها اتفقت مع جاسم على كل شيء
استغرقت طويلا في تفكيره وهو شرد فيها أحيانا ينظر إليها طفلة مثل چودى وكثيرا يراها صبية جميلة يعشق النظر إليها عيناها شفتيها وجهها جدائلها البندقية التي تزين كتفها نفض رأسه ثم عاد وابتسم مشاكسا:سرحانة في إيه ياسندريلا
نظرت إليه بدهشة:مين سندريلا دى ؟
ضحك قائلا:مش عارفة مين سندريلا؟
-هو أنا كنت أعرف اسمى أصلا عشان اعرف سندريلا دى
عاد ضاحكا فاستفزها فأعترضت قائلة:ممكن أعرف بتضحك على إيه
-أصل سندريلا حدوتة قديمة أوى عن بنت مرات أبوها كانت بتعذبها وفى يوم الأمير عمل حفلة عشان يختار البنت اللى هيتجوزها كان نفسها تروح الحفلة بس طبعا مرات أبوها منعتها بس ظهرتلها ساحرة طيبة وساعدتها تروح الحفلة شرط ترجع الساعة 12وطبعا أول الأمير ماشافها عجبته وقرر يتجوزها
ضحكت قائلة:من مرة واحدة حبها وقرر يتجوزها مش معقول
-ليه مش معقول الحب مش محتاج مقدمات شافها عجبته قرر يتجوزها
-حكاية غريبة
استطردت قائلة:بس أنت ليه قلت أنى سندريلا
ابتسم بهدوء ومازالت عيناه تتطالعها :أصلك شبهها بريئة صافية مفيش في قلبك حقد ولا كره ناحية حد
وكمان جميلة زيها وجمالك يخطف
تعجبت من حديثه أهو يغازلها أما أنه يحادثها بصدق جسدها بات يرتعش عند قربه تشتاق لرؤيته عندما يعود من عمله تنتظره كطفلة في انتظار عودة أبيها وهى تراه في منزلة مختلفة عن الجميع تفسر إحساسها ناحيته أنه من تولاها منذ خطت بقدميها دنيتها الجديدة ولكن .......هناك شعور آخر نحوه يزداد وتخشى الاستمتاع بشعورها نحوه تخشى القرب تخشى الانصياع لاحساس قلبها
-الله ده أنتوا سهرانين بقى
نظرة منهما لسمر التي تقف على عتبة المطبخ تنظر إليهما بخبث فحث جاسم همس على القيام:يلا ياهمس روحى نامى
مرا من جوارها بتجاهل ونظرتها تزداد خبثا ومكرا
...............
أحيانا يأتي حب ليمحى ذكرى حب قديم ولكن أحيانا يفشل ويبقى الحب الأول محله القلب والعقل وحب آسر يظهر أنه كان مازال مرتكزا بقلبها حاولت كثيرا حب جاسم التعلق به ولكن مايحاول العقل اثباته والتشبث به إن رفضه القلب لن تستطيع قوة أيا من كانت تغيير إحساسه
لاتعرف كيف أتتها الشجاعة لتذهب إليه
وقفت أمام المطعم خائفة مترددة تخشى مواجهته ولكنه تريده وتريد رؤيته بشدة تريد إخباره بما اتفقت عليه مع جاسم
رأته يتحرك وسط المطعم بخفة وابتسامة جذابة على ثغره مجاملا كل زبائنه
رأها تقف على باب المطعم مترددة تمسك بحقيبته تخفى توترها بفرك ذراعها اقترب منها بعدما اختفت ابتسامته حتى وقف أمامها
نعم
وكلمة قاسية هدمت كل كلمة رتبتها للقاؤه
أنا ........أنا كنت عاوزة أتكلم معاك
-مفيش بينا كلام يامريم اللى بينا انتهى من زمان وانتى عارفة
-لا يا آسر منتهاش أنا جاية أتكلم معاك وافهمك كل حاجة
صاح بها بصوت مكتوم خشية سماع أحد زبائنه صوته العالى
:انسى يامريم اللى كان بينا خلاص انتهى أنتى خلاص شفتى حياتك انسينى بقى انتى اتخطبتى وهتتجوزى عاوزة منى إيه دلوقتى
-لا ياآسر أنا خلاص هفسخ خطوبتى و......
قاطعها قائلا:مبقاش يهمنى خلاص تفسخى خطوبتك او تكملى مليش علاقة بالموضوع ده
-لا ياآسر لازم تسمعنى لازم نتكلم
-أنا آسف أنا معنديش كلام ممكن أقوله أنا مش راجل ارتبط بواحدة مرتبطة براجل غيرى ........أنا مقدرش أخد فضلة غيرى روحى لخطيبك كملى حياتك وانسينى انسى كل حاجة يامريم انا خلاص مش ليكى
************
*********
طريق مظلم
أصوات مخيفة وهى تجرى ......تهرول مسرعة حتى لايلحقها ذلك الشخص الذى يطاردها دوما
تمسك بطرف فستانها الممزق وخصلات شعرها المشعثة ببتلات ورد مهترء
تنظر خلفها خائفة أنفاسها متسارعة ولم تنظر أمامها حتى سقطت أرضا
تألمت .......بكت ولكنه اقترب بهدوء يحمل خنجره المسموم لينال قلبها وهى التفت شهقت وصرخت بألم من جرحها الغائر
وصرختها جعلت جسدها ينتفض رعبا وخوفا
نظرت حولها لتتأكد أنها مازالت في غرفتها
تناولت القليل من الماء تروى ظمأها مسحت وجهها بيدها مرهقة تشعر بجسدها يتوجع نفضت غطاءها وقامت متجهة نحو نافذة غرفتها يبدو أن الليل مازال فى ساعاته الأخيرة السماء صافية ونجومها لامعة وقمرها يضئ ساطع براق رغم بعده ولكنها تشعر بنوره قريب منها يبث فى روحها القوة والاطمئنان نظرت حول الحديقة وجدت الأجواء هادئة ونسائم باردة تلفح وجهها واعتزمت الخروج فكرة مجنونة ولكنها صممت
ارتدت شالا صوفيا أهدته لها رقية
خطت بقدميها أرض الحديقة نظرت حولها مرة أخرى تأكدت أن أحدهم لن يراها السور عالى وبوابة الحديقةحديدية مقفلة من جميع الجهات يبدو أن أحمد القاضى عاشق للخصوصية
اتجهت لأحد المقاعد جلست تضم جسدها بشالها تستنشق نسائم الفجر العليلة شردت
تاهت فى أيامها الماضية وتتسائل عن مستقبلها القادم أتبقى هكذا وحيدة غريبة كل مامضى سراب ليلة مظلمة لاترى فيها ومضة أما ستنير بسراج نور ساطع
..............
طوال الليل لم تذوق عيناه طعم النوم ظل طوال ليله ساهرا عقله مشغول بأحداث يومه العجيبة بداية من الصباح وضيف لايتوقع مكالمة من مدير مكتبه له يطلب منه مقابلته فى إحدى شركاته وجاسم رفض عاند إن كان يريد الحديث فليأتى بذاته لمكتبه
سارى الرويدى يحمل الكثير من الذكريات البغضية فى حياة جاسم
هو من استحوذ على حبيبته السابقة أغراها وأغرى أبيها بالمال لتقبل بالزواج منه وهى لم تمانع والدها ومصالحه المشتركة بينهما ضحت بكل شيء لتظل في مستواها المادى والاجتماعى
وهو شاب في بدايته العملية ورفض طلب مساعدة من والده وهى اختارت أسهل الطرق
طريق سارى الرويدى
واكتمل يومه بمكالمة كريم وماحدث لچودى ومافعلته همس
قام من مكانه مجهدا يشعر بجسده متعب مرهق وكأن مقاومته للتعب والخضوع انهارت الآن ولكنه لن يستسلم لأى شيء يكرهه يبغضه وهو أكثر مايبغضه الخضوع والاستسلام للأمر الواقع
..............
هبط درجات السلم الخارجي للبيت يطالع السكون هدوء الليل وحثيث الرياح يشعر ببرودة خفيفة تنعش صدره لفت انتباهه همس التى تجلس مكومة
تضم ساقيها المرفوعتين إلى صدرها
تقدم نحوها وهى منغمسة فى عالمها في دنيا أخرى غير دنياهم
الجو برد عليكى
التفت نحوه مخضوضة تنفست بهدوء وهى تهزأ رأسها يمينا ويسارا :حرام عليك خضتنى
أخذ مكانه بجوارها مبتسما :أنتى اللى سرحانة
استطرد قائلا:ثم أنتى اللى مخرجك دلوقتى الفجر قرب يأذن
-قلقت من النوم ولقيت نفسى جاية على هنا
نظر أمامه لأعلى :الجو حلو أوى وصافى
عاد ناظرا إليها:بس أنتى شكلك مضايقة من حاجة لسه زعلانة من فريدة
حركت رأسها بنفى:لاأبدا والله أنا حسيت بخوفها على چودى وأكيد أى حد في مكانها كان عمل كده أنا اللى خوفنى فعلا أحساسى أنى مش عارفةyحاجة ولا عارفة حد ولا قادرة اتصرف لوحدى أنا مجرد ماخرجت من البيت حسيت
ابتعلت ريقها وأكملت بخوف:حسيت أنى لأول مرة أنى فاقدة الذاكرة من يوم مافوقت بعد الحادثة وأنت كنت معايا وبعدين مريم صحيح كنت تعبانة وحاسة بخوف من كل حاجة بس ساعة ماخرجت الشارع لوحدى حسيت بخوف تانى توهان حيرة عجز .......أيوه كنت عاجزة ياجاسم
-اه وأنتى هانت عليكى السلسلة تسلميها للمستشفى
-مكنش في إيدى حاجة تانية غير أنى أعمل كده وياريت البنت اللى هناك وافقت
-دى سياسة مستشفى ياهمس وهى مجرد موظفة
نظرت إليه بتمعن:بس أنت شكلك تعبان
مسح وجهه بتعب:يعنى شوية مشاكل في المكتب
ابتسمت قائلة:اللى عرفته من مريم وفريدة أنك محامى شاطر ومفيش قضية بتقف معاك
ابتسم بتهكم:مش كل حاجة شغل وقضايا وبس فًى حاجات تانية في ذكريات قديمة وماضى فجأة ممكن تلاقيه بيظهر أودامك وتفتكرى جرح قديم ذكرى
عاد والتف إليها:تعرفى أنا بحسدك
اتسعت عيناها بدهشة متسائلة :بتحسدنى على إيه ؟
ضحك قائلا:أنك فاقدة الذاكرة مش فاكرة حاجة مش فاكرة حاجة تزعلك مش فاكرة أي حد تشوفيه تفتكرى أد إيه كنتى مكسورة بسببه
-ده أنت شايل أوى
تجاهل حديثها مغيرا مجرى الحديث:أنا مصدع أوى قومى تعالى نعمل قهوة أنا بحب القهوة بتاعتك
فهمت تهربه من الحديث فاحترمت صمته وتبعته لداخل البيت متجهين للمطبخ جلس هو على مائدة تتوسط المطبخ أمسك بمقدمة رأسه محاولا مقاومة الصداع نظرت له بقلق فتحت أحد الأدراج الذى تضع به رقية أدوية بحثت عن علاج للصداع حتى وجدته أشارت له به :خد البرشامة دى عشان الصداع يخف
نظر لكفها الممدودة مبتسما براحة:جاية في وقتها دماغى هتتفرتك
-خدها وبعدين اشرب القهوة
انتهت من إعداد القهوة لهما وجلست بجواره متسائلة:دلوقتى أحسن
-يعنى الحمدلله المسكن بدأ يعمل مفعوله
-ممكن تأخد إجازة كام يوم تهدى اعصابك شوية من الضغط ده
ابتسم بتهكم :ياريت والله ياهمس ........أنا نفسى أخد إجازة من كل حاجة شغل .....بيت أجازة من الحياة نفسها
-للدرجة دى ياجاسم
- وأكتر ياهمس
-طيب ومريم !
شرد قليلا صامتا ثم عاد ناظرا إليها:أنا خلاص مبقتش قادر أضحك على نفسى وعليها أكتر من كده أنا كلمتها النهاردة وهنتقابل بكره وننهى كل حاجة
اًتسعت عيناها مصدومة:لا ياجاسم أوعى تسيب مريم ......مريم محتاجالك تبقى جنبها
صاح بها :لا ياهمس مريم مش محتاجالى ........مريم محتاج لواحد تحبه ويحبها ساعتها هتبقى أقوى ......هتقدر ساعتها تواجه وتعيش حياتها وأنا لا بحبها ولا هي بتحبنى هي بتحب واحد تانى خالص أنا مش هضحك على نفسى أكتر من كده أنا هسيبها ولو احتاجت مساعدتى أنا هكون جنبها بس مش زوج لا أخ وصديق
صمتت هو لديه الحق مكالمة مع مريم منذ عدة أيام تؤرقها كثيرا مريم مازالت تحب آسر وجاسم رأى كل هذا بعيناه مريم تحبه وتريده ولن تستطيع الزواج من جاسم وقلبها معلق بآسر وهمس نصحتها بالتفكير جيدا ولأول مرة تكون مريم بالقوة والثقة التي تتحدث بها ويبدو أنها اتفقت مع جاسم على كل شيء
استغرقت طويلا في تفكيره وهو شرد فيها أحيانا ينظر إليها طفلة مثل چودى وكثيرا يراها صبية جميلة يعشق النظر إليها عيناها شفتيها وجهها جدائلها البندقية التي تزين كتفها نفض رأسه ثم عاد وابتسم مشاكسا:سرحانة في إيه ياسندريلا
نظرت إليه بدهشة:مين سندريلا دى ؟
ضحك قائلا:مش عارفة مين سندريلا؟
-هو أنا كنت أعرف اسمى أصلا عشان اعرف سندريلا دى
عاد ضاحكا فاستفزها فأعترضت قائلة:ممكن أعرف بتضحك على إيه
-أصل سندريلا حدوتة قديمة أوى عن بنت مرات أبوها كانت بتعذبها وفى يوم الأمير عمل حفلة عشان يختار البنت اللى هيتجوزها كان نفسها تروح الحفلة بس طبعا مرات أبوها منعتها بس ظهرتلها ساحرة طيبة وساعدتها تروح الحفلة شرط ترجع الساعة 12وطبعا أول الأمير ماشافها عجبته وقرر يتجوزها
ضحكت قائلة:من مرة واحدة حبها وقرر يتجوزها مش معقول
-ليه مش معقول الحب مش محتاج مقدمات شافها عجبته قرر يتجوزها
-حكاية غريبة
استطردت قائلة:بس أنت ليه قلت أنى سندريلا
ابتسم بهدوء ومازالت عيناه تتطالعها :أصلك شبهها بريئة صافية مفيش في قلبك حقد ولا كره ناحية حد
وكمان جميلة زيها وجمالك يخطف
تعجبت من حديثه أهو يغازلها أما أنه يحادثها بصدق جسدها بات يرتعش عند قربه تشتاق لرؤيته عندما يعود من عمله تنتظره كطفلة في انتظار عودة أبيها وهى تراه في منزلة مختلفة عن الجميع تفسر إحساسها ناحيته أنه من تولاها منذ خطت بقدميها دنيتها الجديدة ولكن .......هناك شعور آخر نحوه يزداد وتخشى الاستمتاع بشعورها نحوه تخشى القرب تخشى الانصياع لاحساس قلبها
-الله ده أنتوا سهرانين بقى
نظرة منهما لسمر التي تقف على عتبة المطبخ تنظر إليهما بخبث فحث جاسم همس على القيام:يلا ياهمس روحى نامى
مرا من جوارها بتجاهل ونظرتها تزداد خبثا ومكرا
...............
أحيانا يأتي حب ليمحى ذكرى حب قديم ولكن أحيانا يفشل ويبقى الحب الأول محله القلب والعقل وحب آسر يظهر أنه كان مازال مرتكزا بقلبها حاولت كثيرا حب جاسم التعلق به ولكن مايحاول العقل اثباته والتشبث به إن رفضه القلب لن تستطيع قوة أيا من كانت تغيير إحساسه
لاتعرف كيف أتتها الشجاعة لتذهب إليه
وقفت أمام المطعم خائفة مترددة تخشى مواجهته ولكنه تريده وتريد رؤيته بشدة تريد إخباره بما اتفقت عليه مع جاسم
رأته يتحرك وسط المطعم بخفة وابتسامة جذابة على ثغره مجاملا كل زبائنه
رأها تقف على باب المطعم مترددة تمسك بحقيبته تخفى توترها بفرك ذراعها اقترب منها بعدما اختفت ابتسامته حتى وقف أمامها
نعم
وكلمة قاسية هدمت كل كلمة رتبتها للقاؤه
أنا ........أنا كنت عاوزة أتكلم معاك
-مفيش بينا كلام يامريم اللى بينا انتهى من زمان وانتى عارفة
-لا يا آسر منتهاش أنا جاية أتكلم معاك وافهمك كل حاجة
صاح بها بصوت مكتوم خشية سماع أحد زبائنه صوته العالى
:انسى يامريم اللى كان بينا خلاص انتهى أنتى خلاص شفتى حياتك انسينى بقى انتى اتخطبتى وهتتجوزى عاوزة منى إيه دلوقتى
-لا ياآسر أنا خلاص هفسخ خطوبتى و......
قاطعها قائلا:مبقاش يهمنى خلاص تفسخى خطوبتك او تكملى مليش علاقة بالموضوع ده
-لا ياآسر لازم تسمعنى لازم نتكلم
-أنا آسف أنا معنديش كلام ممكن أقوله أنا مش راجل ارتبط بواحدة مرتبطة براجل غيرى ........أنا مقدرش أخد فضلة غيرى روحى لخطيبك كملى حياتك وانسينى انسى كل حاجة يامريم انا خلاص مش ليكى
************