الفصل الأخير

الخاتمة
**********
محاولة فاشلة للتخلص منه
هو سببا لوجوده الآن بين تلك القبضان الحديدية القاسية
وجوده بين المجرمين وأرباب السوابق يغيظه
هو مسجون برقم في مصلحة السجون وجاسم حر طليق بصحة جيدة
هو المخطط لمحاولة القتل ولكن ما دليلهم لادليل غير العداوة بينهم ولكن إن تم القبض على الفاعلين وقتها سيكون بخطر إن اعترفوا
لكنه يريد وسيلة أكبر ...........أمر أعظم لايخيب
وقديما قالها نابليون (ابحث عن المرأة)
والمرأة موجودة ويعلم أنها تشتاق إليه ويعلم جيدا لو أمكنها بالقرب منه مرة أخرى ستفعلها وفكرة قذرة تلوح في أفق عقله والمنفذ هي كاميليا
ورسالة لها مع محاميه لتأتى مكرهة بعدما أخبرها أنه يريدها بخصوص جاسم القاضي
............
جلست في مكتب المأمور تنتظر مجيئه حتى وجدته يدخل بصحبة عسكرى يرتدى بدلة بيضاء ويده مكبلة بالأصفاد
سخرت من حاله وسخريتها سجينة صدرها
أين ذهب الغرور والكبرياء أين ذهب التعالى
تقدم منها العسكرى المصاحب له يخلع الأصفاد عن معصميه ليتركهم المأمور لبعض الوقت بمفردهم
تنهدت بملل متساءلة:خير يا سارى عاوزنى ليه
ابتسم بسخرية :طبعا لولا أنى قلتلك أنى عاوزك بخصوص جاسم مكنتيش هتيجى ما هو حبيب القلب ولا عاجبك عشان معرفتيش تضحكى عليه زى محمود وغيره
لم يكن علمه بأمر علاقتها بابن أخته يشعرها بالخوف أو الحرج هو شخصيا لم يعد يهمها أمره ولكن لما يريدها وما علاقة جاسم بالأمر
عاوز إيه يا سارى أنا مش فاضية
عاد يبتسم ساخرا : آسفين يا مدام على تضييع وقتك بس معلش عاوزك في مصلحة ليكى وليا
ابتسمت متهكمة : وأنت من إمتى بيجى من وراك مصلحة
كنتى زمان عايشة في خيرى وبرغم كل ده خنتى بس خلاص مبقتيش تهمينى عاوزك تعملى حاجة بتعرفى تعمليها كويس أوى
وإيه هي دى بقى ؟
جاسم.........عاوزك معاه في أوضة نومك وعلى سريرك وأنتى طبعا عارفة الباقى
نظرت إليه بغيظ وامتعاض : عمرك قذر وتبيع أي حد عشان مصلحتك بس هستفيد ايه بقى من لعبتك دى يا حضرة المحترم
انحنى إليها وعلى وجهه ابتسامة تحمل الكثير خلفها وهو يثق في قدرتها على تنفيذ مخططه :أنا وأنتى هنستفيد
أنا هخلص منه وهقدر أخرج من كل القضايا هخرج من السجن وأرجع لمكانى من تانى أرجع لشركاتى وقوتى وأنتى هتكسبى مليون جنيه وتذكرة سفر لأى مكان تحبى تروحيه وتختفى فيه زى ما انتى عاوزة
مليون جنيه........الله ده أنت بتكرهه أوى يا سارى
بعد كل اللى جرالى ومش عاوزانى أكرهه قولتى إيه في غيرك ممكن توافق وبربع المبلغ ويمكن أقل كمان
رفعت قدما فوق أخرى بثقة : لو كنت تقدر كنت جبت غيرى بس أنت عارف كويس أوى أنى الوحيدة اللى أقدر اعملك اللى انت عاوزه
صمتت قليلا والوقت جيد لإنتهاز فرصة لن تأتى كثيرا سارى في أشد الحاجة أليها وإن طلبت مبلغ أكبر سيوافق وبالتأكيد
٢مليون يا سارى وأظن واحد زيك معاه ملايين ميعرفش عددها والمبلغ ده مش هيفرق معاك في حاجة
كز على أسنانه بغيظ تمنى لو هجم على رقبتها يخنقها لإستغلالها الموقف صاح بصوت مكتوم : أنتى بتستغلينى يا كاميليا أنا ممكن أسلط ناس عليه تقتله وتخلصنى منه ومدفعش ربع الفلوس دى ً
ضحكت بسخرية: ماأنت عملتها قبل كده ومقدرتش باعت رجالة خايبة ........على العموم أنت حر أنا قلت اللى عندى
صمت للحظات يعض على أنامله من الغيظ وساقه تهتز غضبا ولكنه مضطر لتلبية مطلبها عسى أن تكون هي من تشفى غليله
موافق ............
ابتسمت بثقة متأكدة من أنه سيوافق دون شك : خلاص وأنا موافقة نص المبلغ دلوقتى ونصه بعد مااعمل اللى اتفقنا عليه ً
روحى لسامى المحامى بتاعى هيأديكى اللى طلبتيه وخدى منه اسم المستشفى اللى هو قاعد فيها ....... بس خدى بالك في بنت قاعدة معاه هناك مش عارف صلتها إيه بيه تقريبا خطيبته
قطبت حاجبيها بتساؤل : خطيبته........ما هو ساب خطيبته من زمان
مش مهم عندى دى تبقى مين خطيبته.......عشيقته مش مهم المهم اخلصى من بالحكاية دى وفى أسرع وقت
************
الزيارات اليومية لجاسم لاتنقطع ورقية تكتم غضبها حتى يعود إليها سليما معافى وسمر شامتة تراقب همس منتظرة أي فرصة لتكون وحدها تبثها سمها وحقدها ولكن الفرصة ضائعة همس متواجدة بقربه دائما وإن ابتعدت يتذمر ويناديها لتكن بجواره
وجاءتها فرصة
همس تخرج من الغرفة لتلحق بها وعينا جاسم خبيرة يراقبها بقلق يعرف أنها لن تظل صامتة هكذا دون أن تكون تخطط لشئ من جديد
وإشارة لياسمين وكلمات هامسة بينهم لتذهب خلف سمر بهدوء لتعرف ما الذى تريده من همس

همس استنى رايحة فين؟
التفت إليها مبتسمة بهدوء بارد:رايحة أجيب قهوة أصلى مصدعة شوية أجيبلك معايا
لا شكرا .......بس شكلك مش بتنامى كويس ولا إيه؟
ملت همس من أسئلتها قائلة: لا بنام كويس الحمدلله بس ليه في حاجة
وغمزة ونظرة خبيثة على ثغر سمر :قوليلى هو جاسم قرب منك ولا لاً
قطبت همس حاجبيها بغضب :نعم ........فى إيه يا سمر أنتى مش بتحرمى
ياحبيبتى أنا خايفة عليكى .......جاسم ده أصله ثعلب زى الناس ما بتقول عليه هيضحك عليكى ويأخد منك اللى هو عاوزه وفى الاخر يرميكى زى ما عمل مع البت اللى جت هنا وفضحته ده راجل بيحب يعيش حياته من غير قيود وبعد ما يأخد متعته منك مش هتشوفى وشه تانى وأنتى اللى هتضيعى في الآخر
وقفت همس تشد جسدها وترفع رأسها بثقة :سمر نصايحك دى خليها لنفسك وياريت بعد إذنك علاقتى بجاسم طلعى نفسك منها خالص أصلك هتتعبى ومش هتقدرى توصلى لحاجة أنا قلبى عليكى هتتعبى على الفاضى ........أقولك ركزى في حياتك مع مروان يمكن تعرفى تعدليها وسيبك منى ومن غيرى دى دوامة كبيرة مش هتعرفى تخرجى منها أبدا......بعد إذنك هروح أجيب القهوة عشان أرجع لجاسم......... سلام
**************
عادت ياسمين مسرعة نحو غرفة جاسم قبل أن تلحق بها سمر اتجهت نحو أخيها الذى انتظرها بلهفة مالت على أذنه تخبره بما سمعته وهو يستشيط غضبا من زوجة أخيه الباحثة دوما عن المشاكل
دخلت سمر وجلست صامتة بجوار زوجها الذى لم يعد يهتم بها مل من كثرة المشاكل والمشادات بينهم ليتخذ أخيرا قراره بالطلاق ويرى أن هذا أفضل الحلول لعلاقتهم ويحمد الله أنه لم ينجب منها

قامت رقية مستعدة للرحيل اتجهت نحو جاسم تقبل جبينه:حبيبى محتاج حاجة قبل ماامشى
لسه بدرى يا ماما خليكى معايا شويه
طيب أعمل إيه ما هي همس مش عاوزة تسيبك وأجى أنا مكانها
ربت على كتفها مبتسما: ماما همس عارفة أنك تعبانة ومش حمل مستشفيات وإرهاق عشان كده صممت هي اللى تقعد معايا
قام أحمد قائلا:بنت أصول وأهلها ناس محترمين والله ياابنى ً
التفت إليه رقية مبتسمة: عشان أقولك أنها لجاسم ........شفت بقى قلب الأم
طرقت همس الباب لتجدهم مستعدين للرحيل: على فين يا جماعه لسه بدرى
قامت فريدة ضاحكة: أنا حاسة أن أخويا عاوز يطردنا من زمان عشان يقعد معاكى براحته
صاح جاسم قائلا:إيه يا ست فريدة مش عاجبك ولا إيه ومتقلقيش عليا .......محدش هيأخد باله منى زى همس ولا حد هيقدر يفرقنا أبدا
ونظرة ماكرة نحو سمر التي ارتبكت تخشى أن يكون عرف بما دار بينها وبين همس ولكن كيف ؟
...............
تركهم الجميع ليظلوا وحدهم أشار إليها لتقترب منه جذبها برفق لتجلس على إحدى قدميه وهى ترتشف قهوتها بتلذذ: إيه....... سمركانت عاوزة منك إيه ؟
توقفت عن تناول القهوة وهى تنظر إليه بدهشة:أنت عرفت منين ؟
ضحك مقهقها :ده أنا جاسم القاضي يا حبيبتى ثعلب زى الناس ما بتقول مش هي قالتلك كده برضه
واتساع عيناها يزداد والبلاهة تسيطر على ملامحها:جاسم بجد عرفت إزاى
رفع كتفيه ببساطة: أبدا خليت ياسمين تروح وراكم وتسمع كلامكم كنت متأكد أنها عاوزة توقع بينا بأى طريقة
ياحبيبى متشغلش بالك ربنا يهديها
والله يهديها أو لا هي خلاص هتسيب البيت وتحل عننا للابد
ليه........هو مروان جاب شقة ؟
حرك رأسه بنفى :لا مروان خلاص هيطلق سمر لولا اللى حصلى كان زمانهم مطلقين
معقول طب يحاول معاها تانى ممكن تتغير يا جاسم ثم قرار الطلاق ده مش سهل
أنا شايف أن كده أحسن يا همس سمر عمرها ما هتتغير ومروان سكت كتير والضغط ديما بيولد إنفجار
عاد وابتسم وهو يجذبها نحوه أكثر بخبث: ثم لما هو قرار الطلاق مش سهل حضرتك كنتى عاوزة تتطلقى ليه وتسيبينى
لمست وجنته مبتسمة: بعد اللى شفته في مكتبك والحرباية دى اللى جت وعملت التمثلية الرخيصة دى أنا كنت شايلة هموم الدنيا مكنتش مستحملة ........ بس انا لقيتك بتقع أودامى كنت هموت عليك ساعتها حسيت أن الدنيا دى متنفعش من غيرك حتى لو كان الولد ده ابنك مكنتش هقدر ابعد عنك
حك أنفه بأنفها مبتسما بفرحة من سماعه إعترافها : وغلاوتك عندى لأوريها النجوم في عز الضهر بنت ......دى بس أخرج من هنا
ما هو كريم عاوز يخرجك وأنت مش راضى ً
وهو أنا هلاقى فرصة أحلى من دى فين نقعد سوا لوحدنا بعيد عن الدنيا اللى بره دى وربنا يهون ونتجوز بقى
قبل أن يعاود مشاكسته وجدا باب الغرفة يُفتح فجأة لتدخل كاميليا كانت تريد مفاجئته ولكن المفأجاة والصدمة كانت من نصيبها هي
همس تجلس على قدم جاسم يضمها إليه ضاحكا ولكن الضحكة اختفت عندما رأها ليحل محلها السخط والرفض لوجودها غير المرغوب فيه
وهمس تراقب انفعالاتها المندهشة حاولت الابتعاد لكن ذراع جاسم كانت أسرع وأقوى ليثبتها مكانها قبل أن يعاود النظر لكاميليا بتعالى : أهلا يا مدام خير
حاولت تعدى دهشتها لتبتسم وهى تقترب منهم تتمايل بغنج : أبدا يا حبيبى جاية اطمن عليك متعرفش أنا حالتى كانت عاملة إزاى لما عرفت اللى حصلك .......آه لو أعرف مين اللى عمل فيك كده كنت قتلته
ابتسم بسخرية: لا متتعبيش نفسك أنا عارفه وهجيبه لو كان فين .........ومتشكرين أوى على الزيارة دى أوى وأظن أنى حذرتك قبل كده أنك تظهرى في سكتى من تانى
حاولت إثارة زوبعة غاضبة بين جاسم وهمس فابتسمت بمكر : مش قصدك لما كنت عندى في البيت
يبدو أنها نجحت في إثارة غيرة همس ودهشتها وهى تنظر نحوه لا تصدق ما سمعته تريد منه تفسير .......لا هي تريد منه النفى ولكنه ابتسم لها وربت على ظهرها ثم عاد ونظر لكاميليا: قصدك لما جيت أحذرك تقربى منى أو من همس .........آه صحيح أنا فاكر كويس حتى بأمارة السى دى بتاعك مع الواد إيااه اللى كان هينشره وتتفضحى بس غلطتى أنى قلت أستر عليكى وهددتك يومها لو شفت وشك ولا اتعرضتى لهمس هتشوفى منى وش يخليكى تندمى أنك ظهرتى أودامى من تانى حتى ولو صدفة
وهمس تستمع مذهولة من حديثه وانقلب السحر على الساحر كاميليا أرادت الوقيعة بينهم ولكنها تقف أمامهم الآن تكاد تجن من فشل خطتها تشعر بالشياطين تتقافز أمامها حتى فقدت السيطرة على حالها فاقتربت منهم بسرعة وغيط تمسك بذراع همس لتجذبها بقوة حتى كادت أن تسقط لولا ذراع جاسم التي لحقتها بسرعة وهى تصرخ به : وهى الهانم دورها إيه هنا غير أنها عشيقتك
قام غاضبا يبعد همس عنها ليقف في مواجهتها رفع كفه ليهبط على وجهها بصفعة قاسية قوية جعلتها ترتد للخلف لحق بها ليمسك بذراعها ضاغطا عليه بقوة لتقف أمامه وهى تمسد وجهها بغيظ وهو يصرخ بها : اللى بتتكلمى عنها دى تبقى مراتى اللى الضافر منها بعشرة من أشكالك وأنا حذرتك قبل كده لو ظهرتى في حياتى هدمرك ولا الهانم هتبقى مبسوطة لما الناس كلها تتفرج عليها

طوال حديثه وهى صامتة تسمعه والشرر يتطاير من عيناها تنظر لهمس التي تقف خلفه تستمع لحديثهم بوجوم
أفاقت من صمتها على صوت جاسم صارخا : اطلعى بره ودى آخر مرة هحذرك يا كاميليا ..........المرة الجاية هنتقابل بس في مباحث الآداب

حالة صمت طويلة سادت بين همس وجاسم بعد خروج كاميليا قطعها وهو يقترب منها يرفع ذقنها ويرى بأعينها أسئلة كثيرة لا تعرف كيف تبدأ ........
ساكتة ليه يا همس ...........
تنهدت قائلة:هقول إيه يا جاسم .......هسألك ليه روحت بيتها .........الكلام كان أودامى كنت رايح تهددها أنها تبعد عنك
قاطعها قائلا:عننا يا همس فاكرة لما سهير طولت لسانها عليكى سهير كانت مجرد وسيلة كاميليا دفعتلها عشان تعمل كده وكان لازم أروحلها.......كان لازم أخرسها
طيب وحكاية السى دى معقول ممكن تفضحها يا جاسم
مع أنها تستحق بس أنا فعلا مش هقدر أعمل كده مش لأنها تهمنى لا ده عشان أنا عندى أخوات. عندى أنتى وأنا مش راجل بتاع فضايح عشان أعمل كده في واحدة مهما كان كرهى ليها اللى قولته مجرد تحذير ......قرصة ودن عشان تخاف بعد كده لو حاولت أو فكرت تقرب مننا تانى
************
أيام تمر وتعدو وعدى يخطط لإكراه لين على مقابلته يراقب تحركاتها سكناتها وهى لا تتحرك دونما أبيها أو أخيها
منذ نشر تحقيق همس وهو مندهش من عدم ذكر اسمه إلى الآن المكان الذى نشرت صورته وتفاصيليه لم يعد له وجود تم إخلائه تماما والشرطة ولا دليل على اتهام همس إلا الصور التي أدعت أنها لجماعة عبدة الشيطان
مقال كتبته ولا أحد سيصدقها
أين هم ؟
لا وجود لهم لا آثر تبقى منهم
والآن جاء دور التشكيك في اتهاماتها وصعدت بعض الأصوات التي تؤكد مجرد صحفية مبتدئة مغمورة تسعى لشهرة واسعة .......مجرد بلبلة لا أساس لها من الصحة
ولأن في وقت التوتر من السهل الإيقاع بالضعيف المتوتر فصورة تلو الأخرى ترسل للين
وهى مذعورة .........مرعوبة
لم يكن لديها الوقت للتفكير بعمق في مدى صحة تلك الصور اهتزت ......ارتبكت واربتاكها جعلها فريسة سهلة المنال لعدى
مكالمة هاتفية وطلب لقاء ولا مجال أمامها للرفض ً
والرفض عقابه فضيحة صور تنشر لشقيقة الصحفية صاحبة الدعوى الكاذبة
والأمر صار محتوما ولا مجال للتراجع ولكن إن كانت ستذهب إليه فهى ذاهبة لغرض واحد ........ تقتله
ستقتله وتريح قلبها وضميرها من فعلتها الشنعاء في حق همس وبلسم .........فى حق الجميع
................
رسالة صغيرة تركتها لهمس ملصقة بحاسبها ........
وسكين حاد في حقيبة يدها وقررت وحان وقت التنفيذ ستدفع ثمن تهورها مسبقا وإن كان الجميع سيتألم الآن فلاحقا سيعرفون أنها فعلت فعلتها لأجلهم
كانت هناك في الموعد المحدد......انتظرها بسيارته لتركب بجواره دون تبادل كلمة حتى وصلا لمكان مهجور يبتعد عن المدينة ببعض الكيلومترات وهى خائفة بين كل لحظة وأخرى تتطمئن بوجود السكين في حقيبتها حتى توقف أمام منزل من طابقين يبدو أنه بنى حديثا وحديقة جرداء خالية من زهورها
رجال يقفون في ساحته كأنهم ينتظرونها والرعب يزداد وجسدها يرتعش بخوف
فزعت من لمسة يده فوق كفها ورعبها يتعالى من نظرة عيناه المشتعلة بنيران سوداء كقلبه الحاقد
يلا يا حلوة ..........وصلنا
عاودت النظر للبيت والرجال بخوف كاد يقتلها ثم عادت تنظر إليه بفزع:أنت عاوز منى إيه سيبنى أمشى مش هتعرف تأخد منى حاجة
ضحك ساخرا : وهو أنتى فاكرة أنك تلزمينى لا يا حبيبتى أنا اللى يهمنى الهانم أختك اللى عاوزة تودينا كلنا في داهية .......أنتى مجرد طعم أوصلها بيه أكتر من كده ولا تفرقى معايا
عقلها لا يستوعب حديثه لا تعرف كيف كانت غبية لتأتى إليه بقدمها كانت تعتقد أنه سينتقم منها هي ولن ينال أحدا من ذويها ضررا سيبتعد عن همس ويكتفى بها هي انتقاما ولكنها كانت مجرد طعم ليؤذى شقيقتها ولكنها لن تسمح له بتفيذ مخططه ستقتله وتتخلص منه للأبد
وضعت يدها داخل الحقيبة تمسك بالسكين بسرعة لتهبط بها عليه
ذهل عندما رأها تهجم عليه بالسكين ولكنه كان أسرع ليتفادى ضربتها
أمسك بيدها ودفعها بعيدا صفعها بقوة ارتدت لها للخلف واتسعت عيناها وهى تراه يضع السكين على رقبتها : عاوزة تموتينى يا حيوانة فاكرة أنك ممكن تخلصى منى .......ده أنتى تبقى بتحلمى أنا اللى هخلص عليكى.......بس مش لوحدك ًأكمل بسخرية: هتصعبى عليا تموتى لوحدك همس لازم تكون معاكى تونسك مش أختك تتحمل بقى
أمسك بحقيبتها رغما عنها يخرج هاتفها يبحث عن رقم همس حتى وجده .......خرج من السيارة يشير لرجاله ليسرعوا نحوه وهو يشير نحو لين ليخرجوها بالقوة وهى تصرخ بهم أن يتركوها ولا فائدة
أوقفهم عدى : استنوا خلوها واقفة عشان أختها تسمع صوتها وتتأكد أنها معايا بس اكتموا نفسها
أجرى اتصاله وعيناه مسلطة على لين التي تقاوم لتهرب
كانت همس تتحرك داخل مكاتب الجريدة عندما أتاها إتصال عدى أجابت ومصطفى يناديها :همس هجيب أكل تأكلى معايا
ماشى وعاوزة شاى بس على حسابك بطل بخل
ياساتر يارب عليكى بقى أنا بخيل ده أنا كريم والله
ضحكت وهى تجيب : لين أنتى فين ماما سألتنى عليكى من شوية
وضحكة رجولية مستفزة تعرفها جيدا لتترك ما بيدها يسقط أرضا تبتلع ريقها بصعوبة ومرارة خوفا مما تتوقعه نادت مرة أخرى بهدوء: لين
أجابها عدى بسخرية:تصدقى وحشتينى يا همس
ارتمت بجسدها على أقرب كرسى وجدته وصوتها يخرج مختنقا خائفا: فين لين .......موبيلها معاك ليه
أبدا يا حبيبتى أصلى وحشتها قالت تيجى تتطمن عليا
قامت من مكانها صارخة لينتبه الجميع إليها
أنت مجنون .......أنت لسه فاكر أنك هتعرف تضحك عليها تانى
لالا بصراحة البت أصيلة تصدقى كانت عاوزة تقتلنى إيه ده ..........دى طالعة لأختها قلبها ميت
عضت على شفتيها بغضب قبل أن تعاود الصراخ :أختى فين يا عدى الكلب ........لين فين ؟
ضحك بسخرية ليستفزها أكثر وأكثر :لين معايا يا همس لو عاوزاها ترجع سليمة .......تيجى أنتى قصادها أما بقى لو عاندتى ابقى اقرأى الفاتحة على روحها مع العيلة الكريمة ......ها قولتى إيه؟
والصمت طال وهى تبكى بصمت خشية أن يسمعها فيشعر بضعفها عادت قائلة: أسمع صوتها الأول
اقترب من لين المكممة تضع الهاتف على أذنها وهو ينزع كمامتها :كلمى أختك
نظرت إليه بغضب وكراهية وهى تنادى همس : همس أوعى تسمعى كلامه ........ أوعى تيجى ده عاوز يقتلك أوعى يا همس أوعى
وقبل أن تكمل ابتعد عنها ليحادث همس: أظن أنتى أتاكدتى أنها معايا استنى منى تليفون بالمعاد اللى أحدده ولو أي حد جه وراكى .........خصوصا حبيب القلب انسى أنك تشوفيها تانى وابقى استعدى للفضيحة بتاعتكم في كل مكان وخصوصا أهلك في الصعيد ........سلام يا حياتى
.................
أنهت الاتصال لتجد جميع من في المكتب ينظرون إليها بقلق اقترب منها مصطفى يسألها بجزع : في إيه يا همس إيه اللى حصل ؟
رفعت عيناها إليه صامتة للحظات تشعر بضعف تسلل لأوردتها تشعر أنها كورقة شجر ضعيفة تلقى بها رياح الخريف تحت الأقدام :عدى بيهددنى بأختى يا مصطفى.......أنا أو هي
أروحله أو يقتلها والإختيار ليا أنا
صرخ بها غاضبا:يعنى إيه كلنا تحت رحمة حيوان زى ده ........قلتلك من الأول أنا مش مطمنله
مفيش أودامك دلوقتى غير حل واحد لازم المقدم خالد يعرف يا همس
قامت من مكانها تحمل حقيبتها لتغادر: لا يا مصطفى خالد لو عرف أنا مش هشوف أختى تانى
بس هو الوحيد اللى يقدر يساعدك ......هو عارف بالحكاية من الأول وكان معاكى خطوة بخطوة
التفت إليه غاضبة: ولما هو عارف وكان معايا من الأول لحد دلوقتى مقبضش عليهم ليه؟
لما حكيت لكابتن مراد قالى مفيش غير خالد هيساعدك في القضية دى وانا في الآخر اللى بدفع التمن شهور وانا في بلد غريبة عنى وناس متعرفنيش ولا أعرفهم إزاى مكنش قادر يوصلى إزاى لما جاسم بلغ عن وجودى عندهم مقدرش يعرف مكانى يبقى إزاى أطلب مساعدته يا مصطفى
تنهد باستسلام سيخبرها بما يعرفها سيفصح لها بكل شيء: خالد كان عارف مكانك يا همس كان بيراقبك وعينه مغبتش عنك ولو لحظة واحدة
الناس دى جبروتهم وصلهم أنهم يقتلوا بنت تشبهلك ويرموها في المياه عشان أهلك يتأكدوا أنك ميتة كان خايف عليكى ....... لو كانوا عرفوا مكانك كانوا هيقتلوكى .......حتى لو مكنتيش فاكرة حاجة وإسالى الحاج عبد القادر جدك
عيناها كادت أن تخرج من محجريهما وهى تستمع إليه لتعود وتجلس بوهن وهى تسأله: و جدى إيه علاقته بخالد
خالد راحله مغلق الخشب وقاله أنه يعرف مكانك ومطمئن عليكى في المكان ده ولو ظهرتى هيقتلوكى وجدك سكت فضل عارف وساكت ورافض أي حد ينشر صورتك عشان يصدقوا أنه راجل صعيدى خايف من الفضيحة وفى نفس الوقت أنتى في حماية خالد ورجالته في إسكندرية لحد ما يقدروا يوصلوا لكل الأدلة اللى محتاجين ليها كان عاوز يوصل للناس الكبيرة اللى وراهم خصوصا أنهم اختفوا من المكان اللى كانوا بيعملوا فيه حفلاتهم ومحدش كان قادر يوصلهم ومفيش دليل إدانة واحد أنهم حاولوا يقتلوكى
طوال حديثه وهى صامتة ذهولها تعدى حدوده تشعر بدوامة أيعقل أن يكون صادقا ؟
أيعقل أن جدها يعلم بمكانها منذ البداية وكان صامتا ؟
أيعقل أن يتركها وحدها تقاسى غربتها بين إناس لا تعرفهم؟
لابد من مواجهته
لابد أن تعرف لما صمت
لما تركها تعانى وحدها
تركت مصطفى دون كلمة لتسرع نحو منزلها لتواجهه وتتحمل وجع بلسم وانكسار يوسف على غيابها سابقا
وإختفاء لين الآن
************
خطواتها سريعة متوترة
عيناها زائغة قلقة
مقبلة على مواجهة مؤجلة منذ استعادت ذاكرتها لا تعرف أهو هروب أم رفض لتلك المقابلة أم شيء آخر لا تفهمه!
تقف أمام مكتبه بعدما أخبرت حارسه برغبتها في لقاءه لحظات غاب فيها حتى خرج إليها يفسح لها الطريق لتجده يقف في استقبالها
توقفت للحظات مترددة ولكن لم يعد هناك سبيل للرجوع
_ حمدالله على السلامه يا همس
ظلت أمامه صامتة تنظر إليه نظرة دون معنى انتفضت على صوت إغلاق الباب خلفها لتعود وتنظر إليه قائلة :
_ أختى اتخطفت يا خالد بيه وأظن أنت عارف
ظل على وضعه صامتاً للحظات قبل أن يقترب منها
_ أختك بتكرر نفس غلطتك يا همس بتتصرف من غير تفكير
صاحت به بعدما حاولت الصمود .....حقاً حاولت السكوت ولكنها لم تعد قادرة
_ أنا مغلطتش ......أنا قولتلك أنى هروح
صاح معترضاً: وأنا رفضت قولتلك بلاش أنتِ مش بس عرضتى نفسك للخطر .....لا دى كمان نور اتقتلت ولا نسيتى
اتسعت عيناهاً ذعراً من تلميحه واتهامه
_ قصدك ايه.....قصدك أنى كنت السبب في موتها !
_ انا مقولتش كده بس تهورك كان غلط
تصرفك مش محسوب يا همس وأنتى اللى دفعتى التمن ولا مش واخدة بالك
زمت شفتيها بغيظ محاولة الصمود والتحلى بقوتها
_ وحضرتك بقى كنت فين .....سمعت أنك كنت عارف مكانى وساكت ولا مصطفى غلطان
_ لا مش مصطفى مش غلطان أنا فعلا كنت عارف مكانك من يوم جاسم القاضي ما بلغ بوجودك عنده وسافرت اسكندرية وعرفت مكانك وخليت وراكى اللى يراقبك ويبلغنى بأخبارك ومش كده وبس
انا روحت قابلت جدك الحاج عبد القادر اتكلمت معاه وفهمته كل حاجة واقنعته أنه يسكت لحد ما نقدر نطمن عليكى
ظلت تنظر إليه بصدمة لا تصدق أنها كانت تعانى كل تلك الفترة وهو وجدها يعلمون مكانها دون سبب مقنع لتصيح به غاضبة: إزاى ......فهمنى إزاى قدرت تعمل كده ؟
صاح شارحاً لها : كان لازم أعمل كده .....كان لازم تكونى في أمان وكان لازم أمسك كل الأدلة اللى تخلينى أقبض عليهم
كان لازم القضية تكون متكاملة
نظرت إليه لا تصدق أن تكن تلك حجته
لا تصدق أن ألمها طوال فترة فقدانها للذاكرة
خوفها ......وحدتها
كان ثمن لمجرد أدلة وبراهين
_ هو ده المهم عندك يا حضرة الظابط......قضية متقفلة وأدلة متظبطة
وأنا أفضل في مكانى غريبة وحيدة مش عارفه انا مين ولا اعرف فين أهلى حاسة بالضياع والوجع
تصدق اقنعتنى !
اقترب منها يتفهم غضبها وسخطها : همس خلينا في اللى إحنا فيه دلوقتي.....لين أختك تحت إيديهم ولازم نلحقها
رفعت راسها تتنفس بهدوء وتشد من جسدها
_ لا أنا متشكرة لحضرتك جدا يا خالد بيه وأختى أنا هعرف إزاى أرجعها
أمسك ذراعها بغضب : بطلى بقى تهورك واندفاعك ده
مش وقته أبداً
أفلتت منه وعلى وجهها ابتسامة باردة : لا ده مش تهور دى قضية تخصنى متخصش حضرتك ومتشكرة جدا على المساعدة
******
وقفت أمام للمنزل تخشى الدخول لاتعرف ما ستلاقى
لا تعلم كيف حال بلسم الآن .........وبالتأكيد الأجواء مشتعلة
أتاها اتصالا اعتقدت أنه عدى اتصل بها ليخبرها بالمكان
ولكنها وجدته هو وكأنه يعلم ما بها
يعلم أنها تحتاجه بجوارها
جاسم
أجابها معاتبا : المفروض حبيبتى تكلمنى تتطمن عليا وأنا طول اليوم في محكمة وقضايا بس شكلها كده نسيتنى
وضعت كفها على فمها تمنع شهقتها ولكنها وصلت إليه يسمع صوتها الباكى انتفض مناديا بقلق : همس في إيه ؟
مالك بتعيطى ليه ؟ً
لين يا جاسم.........عدى خطف لين
صاح مستنكرا:بتقولى إيه .......خطفها إزاى وأنتوا كنتوا فين إزاى وصلها
هي اللى راحتله برجليها ........كانت عاوزة تقتله
كانت عاوزة تخلص منه
كانت فاكرة أنها بتكفر عن ذنبها
يا أنا يا هي يا جاسم.......عدى عاوزانى أنا مش هي لو أنا روحتله لين هترجع
وصرخته اخترقت أذنها غاضبا: نعم بتقولى إيه
ده على جثتى لو قرب منك قسما بالله لأكون مخلص عليه
همس لين هترجع متخافيش
لا يا جاسم لين مش هترجع إلا لو أنا كنت مكانها
صاح صارخا: بطلى جنان .......مستحيل يعمل فيها حاجة دى مساومة حقيرة منه ولازم البوليس يعرف يا همس
لو البوليس عرف مش هشوف أختى تانى يا جاسم وأنا مش هسيبه يقرب منها ولا يأذيها هروحله وأشوف عاوز إيه
وصرخته تفزعها وإن غلب عليها التماسك : بقولك إيه يا همس صوتك اللى من دماغك ده ينفع مع أي حد إلا أنا خروج من البيت مش هيحصل مفهوم
عارفة أنك خايف عليا بس أنا مش هفضل ساكتة كتير يا جاسم
لا هتسكتى ........وبلاش تشوفى وش منى يخليكى تكرهينى لو فاكرة أنى هسيبك تنفذى اللى في دماغك تبقى غلطانة عنادك مينفعش معايا ولا ينفع في الوقت ده بالذات خروج من البيت ممنوع مفهوم يا همس
لا يا جاسم مش مفهوم دى إسمها إقامة جبرية
بالظبط كده إقامة جبرية وياريت تسمعى كلامى وبلاش صوتك اللى من دماغك عشان هتتعبى وتتعبينى معاكى
همس أنا مسافة السكة وهكون عندك متخرجيش من البيت وده آخر كلام عندى.......سلام
..................
أغلقت الهاتف بعنف تحاملت على حالها متجهة للبيت صعدت درجات السلم بوهن حتى سمعت خطوات سريعه تهبط السلم رفعت رأسها لتجد أحمد إبن عمها الذى توقف عندما رأها
همس .....كنتى فين
عرفتى اللى حصل .......لين سابت البيت الهانم بعتت رسالة تقول أنها مش راجعة
سقطت على درجة السلم بوهن تمسح دموعها : لين مهربتش يا أحمد .......لين اتخطفت
والدهشة من نصيبه لا يفهم ما تقوله : مخطوفة إزاى ........لين فين يا همس؟
أنتى تعرفى إيه ومخبياه ؟
أعرف كتير يا أحمد ........ أعرف أن عدى هو اللى خطفها عاوز ينتقم منى .......وأنا هروحله
لازم أروحله عشان لين ترجع
تروحى فين أنتى مجنونة ........لو هو اللى خطف لين زى ما بتقولى يبقى هترجع غصب عنه هترجع ولو لمس منها شعرة هدفنه حى
نظرت إليه مبتسمة بحبور : عارفة أنك بتحبها ومحدش هيخاف عليها زيك بس أنا لازم أروحله لازم أنهى الحكاية دى
أنا كان ممكن حياتى ومستقبلى يروح بسبب عدى وأنا مش هسيبه يفتكر أنى خايفة منه ......هروحله واللى يحصل يحصل
تروحى فين يا بنت يوسف
التفا ناحية عبد القادر الذى يقف على عتبة شقته يستمع لحديثهم نظر لبعضهما بقلق واتخذت همس قرارها بالحديث معه تريد سماعه تريد معرفة لما أخفى وجودها وهو يعلم
لا تعرف ما تريد فعله أتعاتبه
أتصرخ مستنكرة لفعلته
أم تلقى برأسها على كتفه تشتكى له كما كانت تفعل دوما عندما يغضبها أبيها
هو من علمها القوة
هو من شربت من يديه العند وصلابة الرأي
دائما كان يوسف يخبرها أنها نالت من دماء جدها الحارة أكثر مما ناله هو
لا تعرف متى ذهب أحمد لتجد نفسها في مواجهته وحدها ليدير له ظهره ويدخل بيته لتلحق به والصمت يغلف المكان للحظات قبل أن يقترب منها متسائلا بغضب: عاوزة تروحى فين ....... عاوزة تروحى برجليكى لكلب خسيس زى ده
عقدت ذراعيها أمام صدرها: ممكن أسال حضرتك سؤال ؟
وهو ده وقت أسئلة
سؤال مهم ولازم أعرفه يا جدى
تنهد قائلا: عارف عاوزة تقولى إيه ........أنى كنت عارف مكانك وساكت مش كده
كانت تمنى نفسها أن يكون مخطئة
ولكن جدها أكد لها ما تخشاه ما لا تريد تصديقه
يعنى كنت عارف مكانى وساكت .......كنت عارف أنى ناسية كل حاجة وعايشة في بيت ناس أغراب
هونت عليك أعيش مكسورة وقلبى موجوع لا عارفة أنا مين ولا أهلى مين
عارف أنا عشت إزاى لولا جاسم
عارف كنت حاسة بإيه وأنا في أي لحظة ممكن أكون في الشارع مرمية للكلاب
نفسى أعرف سكت إيه .......سكت ليه يا جدى
أخفض رأسه بضعف قبل أن يجلس بتعب ووهن: غصب عنى يا بنتى والله ........كنتى هتبقى في خطر لو كانوا عرفوا مكانك كانوا هيقتلوكى خفت أنشر صورتك
لما جابوا جثة وقالوا دى أنتى خفت أكتر طول ما انتي بعيد أنتى كده في أمان
المقدم خالد أقنعنى أسكت وأمشى كلامى على البيت كله أن مفيش صورة تتنشر ولا خبر يطلع
وعدى الكلب ده كان في وسطنا عايش معانا لحظة بلحظة لو كان حس أنى عارف مكانك كان زمانك مقتولة
كان زمانه هرب بعملته وأنتى حقك يروح
أحست بجسدها ينهار كل مقاومتها تضعف
جلست تمسح وجهها ودموع عيناها وهى تنظر إليه : خالد كان عاوز قضيته تخلص .......لما روحتله كان متحمس أوى أنه يقبض عليهم بس لما اختفيت كان همه يقبض عليهم بقضية كبيرة يأخد بيها نيشان على صدره
لكن أنا مش مهم أروح ويجى غيرى مش فارقة كتير
قامت لتشد جسدها نافضة عنها حزنها وضعفها متسائلة :ودلوقتى هنعمل إيه هنسيبه يأخد لين
مفيش حاجة إسمها يأخد لين ولا أنتى تروحيله ولا الكلام اللى جوزك قاله ملوش اعتبار عندك
تحولت قوتها لدهشة ثم عادت متسائلة بريبة: هو جاسم كلمك
أيوه كلمنى هو عارف اللى أبوكى فيه وكان لازم يكلم راجل البيت عشان جنانك اللى هيؤديكى في داهية
ودلوقتى تتطلعى لأمك تهديها وتكونى جنبها وسيبينا إحنا نتصرف
يعنى إيه هتعمل إيه يا جدى .......وأنا هفضل ساكتة كده
ضرب الأرض بعصاه غاضبا : آخر كلام عندى يا همس وكلمة زيادة على أول قطر رايح قنا وهتكونى هناك لحد ما نخلص حكاية أختك دى
**************
والمشهد مؤلم بحق يوسف يجلس منكس الرأس مخذولا يضم بلسم الباكية المبتعدة عن العالم بما فيه
من منهما يشد من آزر الآخر
من يطمئن قلب الآخر أنه مجرد كابوس طال وسينقضى حتما سينقضى
ماما......بابا
التفتا إليها لتقوم بلسم بضعف كاد أن يسقطها لتقترب منها بلهفة: همس لقيتى أختك ........أصلها خرجت وأنا مش عارفة هي راحت فين هو أنتوا بتعملوا فيا كده ليه ......
أنتى خرجتى ومرجعتيش
ولين خرجت ومش راجعة .......ولا هي هترجع يا همس
أنتوا بتحرقوا قلبى عليكم ليه عملت فيكم إيه عشان تعملوا فيا كده
ولم تعد تفلح المقاومة لم يعد العناد ينفعها ارتمت على صدرها تبكى تتمسك بخصرها كطفلة شردت عن أحضان أمها طويلا يتبادلان البكاء على الحال الذى وصلا إليه ويوسف ينظر إليهم بشفقة ممزوجة بحسرة على ما آلت إليه أوضاعهم
لم يكن يوما يتخيل أن عمل ابنته سيؤدى بهم لمتاهات سحيقة
لم يكن يعلم أنها أدخل لبيته ذئب تجسد في صورة إنسان استطاع غرز مخالبه في جسد عائلته لتنهار أمام عيناه وهو عاجز حتى عن مداوة جرحها ولكن إلى متى الصمت
إلى متى السكوت عن ذئب يحوم حول الباقى منهم ليفترسه بأريحية لا يعبأ بشئ
لا يردعه رادع ولا يخشى طلقة رصاص تأتيه من قناص يقف أمامه يناظره بثقة يعلم أنه لن يفعلها لن يطلق الرصاص
لن يضع اصبعه حتى على الزناد
لكن الصياد حان وقته ليفيق ليتخذ موضعه بقوة يضغط رصاصة قاتلة نحو قلب الذئب ليتخلص منه للأبد
ليلحق ما بقى
لينقذ ما يمكن إنقاذه
*************
الليل أسدل ستائره الكحيلة عليهم ومازال الوجع يعصف بقلوبهم
مازالت قلوبهم تأن وتتوجع
وهى وحيدة في غرفتها ترفض رؤية أحد
ترفض كلمة شفقة .......ترفض إحساسها بالعجز
طرقات على باب غرفتها وهى صامتة ترفض الكلام حتى لا يأتيها أحدهم ليواسيها وهى لا تريد حتى المؤاساة
ولكن صاحب الطرقات مصر ويبدو إنه لن يتراجع وهى لن تجيب ليُفتح باب الغرفة بهدوء وخطواته تقترب من سريرها وهى مغمضة عيناها بقوة تتخذ وضع الجنين في نومها
وقف يتأملها قليلا وهى مازالت تتظاهر بالنوم ولكن هناك شيء غريب
إن كان سيف سيناديها ليوقظها ولكن رائحة العطر النفاذة تعرفها جيدا
رائحته هو
فتحت عيناها ببطء لتتطالعه يقف أمامه مبتسما بحنان لتنتفض واقفة تلقى بجسدها بين ذراعيه تبكى وتبكى تتشبث برقبته بقوة وهو صامت يربت على ظهرها وترك لها العنان لتبكى كما تريد عسى أن يكون البكاء راحة لها
ظلت على وضعها لا تعلم لمتى وهو يضمها إليه بقوة حتى ابتعدت عن صدره تنظر إليه: متعرفش كنت محتجالك إزاى يا جاسم
كنت عارف عشان كده جيت
جاسم أنا خايفة أوى
ضم وجهها إليه يمسح بأنامله دموعها: انسى خوفك يا همس خلى قلبك مطمن
إزاى بس ........بعد كل اللى بيحصل ده ومش عاوزانى أخاف
أيوه عاوزك متخافيش طول ما أنتى معايا وإذا كان على لين هترجع وغلاوتك عندى هترجع ومحدش هيقدر يأذيها
إزاى بس يا جاسم أنت متعرفش الناس دى و جبروتهم
والله اللى أعرفه أن نهايتهم قربت جدا
ابتعدت عنه مستنكرة : أنت بتهزر يا جاسم نهاية مين ده لا بوليس قادر يقبض عليهم ولا هما بيخافوا من حد
مفيش حد مش بيخاف بس في حد مغرور وغروره بيخليه غبى شايف أنه فوق للقانون
ابتسمت بتهكم : ما هما فعلا فوق القانون يا جاسم أومال لحد دلوقتى متقبضش عليه ليهم
مش عشان أنتى واخدك الحماس والدم الحامى وعاوزاهم يتقبض عليهم دلوقتى قبل كمان شوية أنهم مش تحت العين في حاجات إحنا شايفينها من ناحية وهى لها توابع تانية
مش مهم ....... المهم عندى دلوقتى لين
قولتلك هترجع متخافيش
اقتربت منه ترفع كفيها على صدره : جاسم خليك معايا
ضمها لصدره بقوة : أنا جيت مخصوص عشان أبقى معاكى وسيبت المكتب لياسين وربنا يستر بقى على القضايا
بس المهم اطمئن عليكى
.............
خرجا من باب الغرفة ليجدا حسام يقف أمامهم وعلى محياه ابتسامة ساخرة ليقترب منهم بهدوء: إيه يا بنت عمى هو الأستاذ بيعمل إيه أوضتك
وكلمته غبية كعادته وسيف ينظر إليه بغيظ: جاسم كان بيخرج همس من أوضتها من الصبح وهى قافلة على نفسها
إيه يا سيف وهو أنت سايبه كده داخل خارج براحته مش كفاية أنها كانت قاعدة معاه في المستشفى
وضربة نحو وجهه جعلته يتراجع للخلف بقوة ونظرة ذاهلة نحو جاسم الذى عاد ليصفعه مرة أخرى وسيف يسرع ليشكل حاجز بينهما ليصرخ جاسم : دى مراتى يا حيوان أدخل أوضتها تقعد معايا إحنا أحرار ولا أنت فاكر أنها هتبصلك أنت بنى آدم متسواش جزمتى وقسما بالله لولا الوضع اللى إحنا فيه كان زمانى ملبسك قضية توديك في داهية
انتفض غاضبا متجها نحو جاسم ليضربه صرخت همس عند اقترابه ولكن كف جاسم كانت أقوى ليمسك بيده ويردها إلى وجهه مرة أخرى ليتراجع للخلف ليقف نافضا جسده ماسحا وجهه من آثار الدماء وتحرك تاركا بيت عمه غاضبا
سيف والدك فين ؟
قاعد تحت مع جدى
طيب أنا نازل أقعد معاهم
التف لهمس : همس حاولى تهدى شوية واطمنى
غادر بصحبة سيف ليتركها وحيدة تقترب من غرفة بلسم النائمة بسكون قلبها ينفطر عليها حزنا وألما
سمعت صوت هاتفها فأسرعت نحو غرفتها لتجد رقم غريب أجابته بسرعة : اتاخرتى ليه ........إيه مش عاوزة تتطمنى على أختك ولا إيه
جلست على سريرها تصرخ به : أنت عاوز إيه ...... عاوز مننا إيه ؟
عاوزك دلوقتى يا حياتى أودامك ساعة وتقابلينى في شارع(........)ولو اتاخرتى بعدها بنص ساعة هتلاقى جثة أختك أودام باب بيتكم قولتى إيه؟
أنت مجنون ....... مجنون وحقير
ضحك ساخرا ليصمت للحظة لتسمع صوت صراخ لين انتفضت من مكانها تبكى بصمت: عملت فيها إيه........أنت إيه أنت إزاى بالبشاعة دى
أنا ده أنا بحبك وعجبانى مستنيكى يا روحى زى ما اتفقنا بس يا ويلك لو لمحت حد وراكى وحياتك ما هتشوفى نور الشمس لا أنتى ولا أختك وبدل ما تكون واحدة يبقوا اتنين سلام
.............
ماذا تفعل أتخبرهم بمكالمته أم تذهب لمقابلته دون إخبار أحد ولكن أن أخبرتهم سيمنعوها ولن ترى شقيقتها مجددا حتى إن كانت الشرطة تتعقبه من يدريها أنه لن يقتلها قبل أن يصلوا إليهم
عزمت أمرها لتذهب وحيدة ارتدت ملابسها وكتبت رسالة تخبرهم بمكالمة عدى والشارع الذى سيقابلها فيه
تحركت بخفة وأغلقت الباب بهدوء وهبطت درجات السلم بحذر خوفا من أن يراها أحدهم حتى وصلت لمدخل العمارة
أشارت لأول سيارة أجرة لتركب فيها بسرعة
..............
مكالمة لجاسم الذى يجلس بصحبة عبدالقادر ويوسف وسيف ليجيب مبتعدا عنهم: أيوه
أستاذ جاسم الآنسة همس خرجت من البيت لوحدها هو حضرتك عارف
صرخ به : بتقول إيه ......خرجت إمتى ؟
لسه دلوقتى حالا وأنا وراها زى ما انت أمرت
تنهيدة غاضبة خرجت من صدره ليكمل بصوت مكتوم: خليك وراها وأنا هحصلك بس أوعى حد يأخد باله منك مفهوم
مفهوم طبعا
التف إليهم : همس عملت اللى في دماغها وخرجت
سأله سيف : خرجت إمتى وإزاى ؟
أنا كنت خايف لتعملها وتروح تقابله خليت واحد يمشى وراها وبلغنى أنها خرجت دلوقتى يبقى نفذت اللى في دماغها وخرجت
انتفض عبدالقادر غاضبا: البت دى مش هتجيبها لبر
قام يوسف مسرعا نحو جاسم: قاللك هي راحت فين؟
هو ماشى وراها دلوقتى وأنا هحصله
أنا جاى معاك وأنت يا سيف خلى بالك على والدتك
رفض سيف قائلا: مينفعش يا بابا هنا ومرات عمى ومحمود هيبقوا معاها وأنا جاى معاكم
صاح عبدالقادر : روح يا يوسف وأنا وراكم
ورانا إزاى يا حاج أنت ......
ملكش صالح روح أنت وأنا وراكم على طول
ما أن خرجوا حتى أخرج هاتفه ليحادث أحد معارفه: فين الرجالة يا محمد القطر وصل من قنا من ساعة
أجابه محدثه : إحنا وصلنا يا حاج دقائق ونكون عندك
والسلاح
معاهم متخافش كله تمام
السلاح مترخص يا محمد
واللى معهوش سلاح شومته في يده يا حاج عبدالقادر
خلاص وأنا هستناكم في مدخل البيت متتاخروش
*************
وقفت السيارة التي تقلها في الشارع الذى اخبرها أنه سينتظرها فيه وقفت تنظر هنا وهناك تنظر لساعة يدها تجدها التاسعة والنصف تعود وتنظر حولها بقلق حتى وجدت سيارة سوداء تقترب منها لتقف أمامها فتح سائقها نافذتها ليبتسم بسخرية: أهلا يا حبيبتى .......لفى واركبى
نظرت إليه بغضب كتمته في صدرها قبل أن تلتف لتجلس بجواره: أختى فين يا عدى
هنروحلها دلوقتى متقلقيش
قاد السيارة دون كلمة واحدة ولا يدرى أن خلفه مراقب محترف يعرف جيدا كيف يراقب بخفية دون أن يلاحظه أحد
ومكالمة من جاسم أجابها وعيناه تراقب سيارة عدى باهتمام: أيوه يا أستاذ جاسم
وصلت لفين ؟
أنا وراها هي دلوقتى نزلت من التاكسى وركبت عربية سوداء
خليك وراها ياإسماعيل أوعى تغيب عن عينك لحظة
متخافش مش هتغيب عن عينى وراهم لحد ما أعرف هما رايحين فين
أنهى جاسم المكالمة ليسأله يوسف باهتمام: ها قالك إيه ؟
همس ركبت عربية لما نزلت من التاكسى أكيد ده عدى
إحنا ماشيين في نفس الاتجاه دلوقتى وإن شاء الله هنحصلهم وأنا كلمت واحد صاحبى يبعت قوة على المكان
سأله سيف بقلق: طيب وأخواتى
إن شاء الله خير ...... إن شاء الله محدش هيقرب منهم متقلقش
..................
وصلا للمكان الذى تم تجهيزه مسبقا المكان مختلف عن سابقه الذى دخلته بصحبة نور لتخرج منه تكاد تلفظ أنفاسها الرجال يحيطون المكان متأهبين كأنهم ينتظرونها هي تعرف أنها أتت للجحيم بقدمها ولكنها لن تستطيع التراجع حتى إن فكرت في التراجع فلن تحصل عليه
يلا يا هانم اخرجى
التفت إليه بكراهية: فين لين ؟
أشار للبيت :هناك أختك بتستناكى جوه يلا أنزلى
ترددت في مغادرة السيارة خائفة ليصرخ بها: يلا يا بت إيه هتفضلى كده كتير
نظرت إليه بحنق قبل إن تغادر السيارة ليلحق بها مشيرا للرجال ليقتربون منها وهو يمسك بشعرها جعلها تصرخ متألمة يقترب منها هامسا بسخرية: متعرفيش أنا كنت مستنيكى إزاى ...... مستنى اشوفك متعذبة بتتألمى
نفضها بعيدا نحو الرجال
خدوها وخلوها مع أختها
قبل أن تحاول الدفاع عن نفسها وجدت جسدها مقيد يدفعون بها لداخل البيت وهو ينظر إليها بفرحة انتصار اشتاق إليه كثيرا
دخلت البيت مرغمة لتجد سيدهم يجلس في انتظارها وبجواره كلبه الأسود يدخن سيجارته رافعا قدماً على قدم بغرور
أهلا أهلا يا همس نورتى المكان
هيضلم على دماغك إن شاء الله
انتفض غاضبا متجها نحوها : أنتى لسانك طويل ليه .......أنتى ناسية أنتى فين
أنتى في مكانى وتحت سيطرتى والنهاردة هنقدم القربان للوسيفر وأنتى هتكونى القربان ده والنهاردة روحك ودمك هيكونوا ملك له
لا تنكر أنها تشعر بالرعب ينهش قلبها وجسدها وإن حاولت أن تكون قوية لا يهمها أمرهم
قالت ساخرة: طيب مش هو سيدك ما تروحله أنت على الأقل تونسه
ورده كانت صفعة هبطت على وجهها ليصرخ بهم: خدوها جهزوها خلاص الكل هنا مستنى نهايتها
قبل أن تعترض وجدت من يمسك بشعرها بقوة جعلها تصرخ متألمة لتنظر لعدى بغيظ وهو يحادث سيده : بعد إذنك سيبلى أنا مهمة تجهيزها دى حاجة أنا مستنيها من زمان أوى
ضحك الرجل مقهقها وهو يبتعد عنهم متجها لكرسيه : أعمل اللى أنت عاوزه ده حقك بعد ما نفذت وعدك وجبتها لحد هنا
حاولت التملص من أصابعه : أختى فين؟
أنا جيت عشانها
اقترب من وجهها هامسا : هتشوفيها يا روحى وتودعيها للأبد أكيد هتوحشيها
جذبها إليه متجها لغرفة بعيدة عن العيون فتحها ودفعها بقوة لتجد لين تجلس منزوية في جانب الغرفة اندفعت نحوها بلهفة : لين
نظرت إليها لا تصدق أنها أمامها : همس ......جيتى هنا إزاى ......ليه جيتى عارفة هيعملو فيكى إيه
المهم أنك تخرجى من هنا
مش هخرج وأسيبك مستحيل
اقترب منها عدى يمسك بذراع همس يجذبها نحوه : مين قال أنك هتخرجى أنتى هتشرفينا شوية
دفعته همس صارخة: أنت قلت أنا مكان لين .......قلت عاوزانى مكانها أنا جيت لحد عندك أهو لين لازم تمشى
عاد يقترب منها : مش أنتى اللى تقولى أنا بس اللى أتكلم وأنتى تخرسى لازم تخرسى وللأبد بس قبلها لازم أخليكى تدوقى العذاب لازم أكسرك اللى مقدرتش اعمله زمان هعمله ودلوقتي
أنهى كلمته وهو يقترب منها ممسكا بذراعها متجها للخارج ولين تصرخ به تركها ولا فائدة
صاح برجاله اقفلوا الباب على البت دى لحد ما أخلص من دى وبعدين أرجعلها
قالها وهو يدفع همس أمامه ناحية غرفة أخرى ليغلق بابها جيدا وهى تنظر إليه برعب تراه يناظرها برغبة وهو يخلع قميصه ويجلس على أريكة جلدية في أحد أركان الغرفة : يااااه يا همس متعرفيش أنا كنت مستنى اللحظة دى بقالى أد أيه مستنى أكسرك وأذلك بحق الذل اللى دوقته بسببك أنتى
صاحت به : ما هو عشان أنت كلب .......عبد عندهم دوقت الذل لكن أنا لا
بلاش تتغرى أوى كده .......كلها شوية ويكون جسمك أودامهم قربان ليهم
وأنت إيه مش زيهم عاوز تقدم القربان
لالا أنا كل اللى عاوزه ........أنتى عاوزك أنتى
....................
وصل جاسم والجميع إلى المكان ليجد سيارة الشرطة تقف بالقرب من للمكان هبط من السيارة بسرعة متجها نحوهم
جاسم القاضي
حياه الضابط الشاب :أهلا يا أستاذ جاسم ......محمود باشا بلغنى أن حضرتك عاوزانى
أنا عاوزك تقتحم المكان يا حضرة الظابط
اقتحم إيه يا أستاذ أنا مفيش معايا إذن نيابة عاوزانى أدخل أقولهم إيه
صاح فيه جاسم مندهشا:إذن إيه وزفت إيه بقولك في بنتين مخطوفين جوه تقولى إذن نيابة
ده القانون يا أستاذ جاسم وإنت محامى وعارف القانون كويس
ما أن أتم كلمته حتى وجدوا سيارة كبيرة محملة برجال كثيرة يمسكون بأسلحتهم يهبطون بسرعة يتقدمهم عبدالقادر الذى اقترب من إبنه وحفيده: فين بنتك يا يوسف
صاح سيف : حضرة الظابط مش عاوز يدخل بيقول إذن نيابة
أجابه الضابط ببرود: والله ده اللى عندى دول ممكن يرفعوا علينا قضية عشان اقتحمنا المكان من غير إذن نيابة
ابتعد عنه جاسم يخلع چاكت بدلته يلقيه داخل السيارة ويفتح درجها ليخرج مسدسه يضع بجانبه ويرفع أكمام قميصه متجها نحو للمنزل
حاول الضابط منعه : أستاذ جاسم أنت كده بتخالف القانون
أبعده جاسم عنه : القانون ده تحطه في درج مكتبك وتقفل عليه كويس
أسرع رجال عبد القادر خلف جاسم يحملون أسلحتهم حاول الضابط منعهم ليصيح به عبد القادر: أبعد عن طريقنا يا حضرة الظابط بدل ما تخسر كتير ......ده شرف وعرض فيها موت ودم
ومحاولات فاشلة من الضابط. القوة التابعة له منع جاسم ومن خلفه التراجع
وقبل أن يقتربوا وجدوا بعض الرجال يخرجون من البيت ما أن لمحوهم حتى عادوا للخلف مرة أخرى بسرعة ليلحق بهم جاسم ويفتح الباب بقوة هو ومن معه وخلفه الضابط لتتسع عيناهم بذهول من المشهد
رجال ونساء في حالة من الهياج تحت تأثير الخمر والمخدرات لا يشعرون بمن حولهم
موسيقى غريبة صاخبة صوتها يصم الأذن
رجل يجلس فوق كرسى ذهبى يشاهدهم بمتعة ونشوى حتى رأى من اقتحموا المكان فجأة ليهرول بعيدا عن مكانه
صرخ جاسم في الضابط: لسه عاوز إذن نيابة بعد اللى شفته
اتسعت عيناه ذهولا وهو يشير لأحد رجاله : أطلب الدعم بسرعة قبل ما حد يهرب
تركهم جاسم وسيف ويوسف باحثين عن همس ولين حتى اقتربوا من إحدى الغرف ليسمعوا صوت صراخ لين تنادى همس
ضربوا الباب بقوة ليجدوها تقف باكية صارخة :الحق همس يا جاسم عدى هيقتلها
خدها فين؟
معرفش بس أكيد في أوضة قريبة
تركهم ليسرع بحثا عنها حتى سمع تأوه يأتي من غرفة في آخر الردهة أسرع نحوها ليسمع صوت صراخ همس
دفع الباب أكثر من مرة ولكنه مؤصد جيدا
لمح عدى محاولات فتح الباب فعاد يقترب من همس التي نشبت بأظافرها وجهه وركلته في معدته بقدمها ليبتعد قليلا ولكنه استغل صراخها تستغيث بأحدهم فدفعها لتسقط أرضا وبيده يكتم أنفاسها وبيده الأخرى يقطع قميصها وهى تحاول ركله تحاول ابعاده عنها حتى شعرت بها يطير بعيدا عنها وصوت جاسم يصرخ ويزمجر بغضب وهو يمسك برأسه يضربه في الحائط بقوة ثم يعود ويركله في معدته وصفعات قوية تضرب وجهه ليتهاوى أرضاً
التف جاسم لهمس التي قامت متراجعة تضم ساقيها بخوف اقترب منها بسرعة يضمها لتصرخ تبكى تتشبث بقميصه وهو يضمها بقوة : حبيبتى خلاص .......خلاص يا همس
كابوس وراح .......خلاص يا حبيبتى أنتى بخير متخافيش
قام يشد من آزرها ليرى قميصها الممزق فخلع قميصه ليغطيها به وجد يوسف يقف أمامهم مذعوراً توقفت عيناه عند ابنته أسرع نحوها يضمها بقوة رفع وجهها إليه متسائلا:حبيبتى أنتى بخير
أؤمات برأسها مبتسمة من بين دموعها: الحمد لله
ساعدها جاسم لتقف وهو ينظر لعدى الذى يتأوه بتعب أحكم غلق قميصه عليها لتخرج بصحبتهم ترى لين مسرعة نحوها باكية : همس أنتى كويسة
الحمد لله يا لين أنتى كويسة
الحمد لله أنا بخير
جذبهم سيف ليضمهما بقوة: الحمد الله أنكم بخير
خرجت تشاهد بعيناها ما سعت إليه يوما يتحقق شاهدتهم يخرجون منكسى الرأس مخذولين سينالون عقابهم حتما سيعاقبون
نظرت لجدها الذى رأهم قادمون فاتجه نحو حفيدتيها بلهفة : أنتوا بخير .........أنتوا كويسين
الحمد لله يا جدو
اقتربت من جاسم تضم جسدها إليه : عاوزة اتجوز يا جاسم عاوزة أفرح والبس فستان الفرح
ضمها إلى صدره مقبلا جبينها بحب : أحلى فستان فرح لأحلى عروسة في الدنيا يا حبيبتى
وجدت عدى يخرج بصحبة رجال الشرطة ابتسمت بنصر وهى تراه مخذولا مكسورا رفع رأسه إليها ليرى نظرتها الشامتة يراها بجوار جاسم تستقوى به ....... تحتمى به
وجدت من يحميها من يكون سند لها
لا من يلقى بها للكلاب الضالة
ولكن غله لن يتوقف كراهيته لن تتوقف أسرع نحو أحد رجال الشرطة القريب منه يمسك بسلاحه في لحظة لم يستوعب أحد ما يحدث
رصاصة وعرفت طريقها لهمس
صرخة ذبحت صدر جاسم وهو يراها تسقط بين ذراعيه يرى دماءها تلوث قميصه فتحت عيناها بصعوبة تنظر إليه بضعف وهو يصرخ ويبكى يجذبها لصدره بقوة ترى أبيها وسيف يصرخون بها ترى لين تبكى تقبل يدها خشية الفراق ولكنها تريده .......تريده هو فقط
حتى إن كانت آخر لحظة لها في الحياة فلتغمض عيناها على صورته
*************ً
صوته قريب يناديها تسمعه يهمس لها بأعذب الكلمات تشعر بشفتيه يدغدغان أناملها لم تعد بحاجة للراحة لم تعد قادرة على النوم أكثر متلهفة لرؤيته
لصوته .......للمسته
فتحت عيناها ببطئ ترى أمامها ضباب يبدو كثيفاً ولكنه بدأ ينقشع رويداً رويداً
رأته ينحنى نحوها بلهفة مشتاق بقلب عاشق يناديها
همس ......... حبيبتى سمعانى
فتحت عيناها أخيرا لترى كل شيء بوضوح تراه بجوارها يمسك بكفها بقوة ترى دموع فرحته
تناديه بخفوت : جاسم
قام سريعا ليقبل جبينها بقوة تعادل اشتياقه ثم عاد ونظر إليها وكفه يحتضن كفها
حمد لله على السلامه يا همستى
ابتسمت بوهن: أنا كنت فاكرة أنى خلاص هموت
أسرع يمنعها الحديث: بعد الشر عليكى أنتى بخير يا ست البنات الحمدلله الإصابة مكنتش خطر الحمدلله أنه طلع غبى ومش بيعرف ينشن
ابتسمت بألم: كان زمانى مش معاك دلوقتى
رفع كفها نحو شفتيه يقبلهم بحنو: الحمدلله انك معايا وهتفضلى معايا على طول يا حبيبتى خلاص يا همس كابوس وراح ....... كلهم اتقبض عليهم كلهم دلوقتى في السجن مستنين الحكم أظن كده اللى كل كنتى عاوزة تعمليه حصل
ابتسمت بشقاوة: لا لسه طلبت منك حاجة وأنت معملتهاش
قطب حاجبيه متسائلا: حاجة إيه؟ً
ضحكت رغم الألم : قلتلك نفسى أفرح يا جاسم نفسى البس فستان الفرح
ضحك قائلا: قومى أنتى بس يا نور عيني وأنا أعملك أحلى فرح وأجبلك أحلى فستان
اقترب منها هامساً: ونلعب عريس وعروسه كمان
صاحت به وهى تحاول الابتعاد عنه: على فكرة أنت قليل الأدب دماغك بتروح في حتة غلط
ضحك أكثر ليغضبها : أنا قليل الأدب ......فى واحدة مؤدبة تقول لجوزها أنت قليل الأدب بس على العموم تفوقى نبقى نتحاسب يا قطة
************
خرجت من قاعة المحكمة حائرة تائهة
حكم المحكمة لم يشف غليلها
تأجيل ثم تأجيل ودائرة لا نهاية لها
شعرت بمن يحتوى جسدها فانتفضت ونظرت خلفها بسرعة لتعود وتهدأ مبتسمة
_ إيه ...... طبعا حكم المحكمة مش عاجبك
_ تفتكر هو ده اللى أنا عاوزاه يا جاسم
ابتسم متفهماً : لأ طبعا .....عارف إن نفسك يتعدموا
_ حقى يا جاسم
حق نور اللى راحت وراح غيرها كتير لكن القضية تتأجل وجلسة ورا جلسة كده حقهم هيروح
_ الصبر يا همس ....كل حاجة في وقتها وأنا متأكد إنهم مش هيفلتوا منها أدلة النيابة هتوديهم في داهية وشهادتك كمان لها تأثير
ابتسمت مقتربة منه : بس قولى عملت إيه مع الست أميمة
أمسك بكفها مغادراً ساحة المحكمة : شوفى يا ست البنات الهانم طلعت متجوزة واحد صايع ملوش شغلة ولا مشغلة شافت الجرايد و قالت جاسم القاضي بقى مشهور ومعاه فلوس أروح ألعب لعبة صغيرة وادبسه في عيل يصدق أنه ابنه وتاخد قرشين
_ إزاى يعنى وتحليل Dna ما هو أكيد هيكشف كذبتها
_ فعلاً بس ساعتها تكون عملت شوشرة وأثرت على سمعتى وأنا بقى هخاف وهحاول أسكتها بأى مبلغ عشان سمعتى بقى بس إيه حبيبك طبعًا مش هيسكت وهوديها في ستين داهية
ابتسمت تتشبث بذراعه : وهى هتروح فين في دماغك يا أستاذ دى أمها داعية عليها إنها وقعت تحت إيدك
*******
هو الأمان
هو دائرة سكناها
تخشى الكل إلا هو
تحتمى به
هو لها دفئاً كاد أن يكون مفقودًا
هو دائما لها تميمة الحب ...... السعادة
وهى حياة يرغبها بشدة
هو كل شيء وأى شيء
وهى السكن ......هى الدنيا
هي كل ضحكة من قلبه
كل ابتسامة تعرف طريقها لشفتيه
هي همس الحياة لقلب رجل عاشق
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي