الفصل الثامن

حيث كان فهد يتابع حور و ريان بعينيه حتى رأى ضحكتها و ميلها على أذن أخيه تهمس له ببعض الكلمات ، ، ليعلم هو و قتها أنه قد فاض به الكيل و لن يتحمل مشاهدتهما سويا على هذا الحال و لو للحظة أخرى ، ، لينطلق باتجاههم حتى اذا ما وقف أمامهم حتى أمسك بيد حور بقوة ليسحبها خلفه مبتعدا غير عابئا بشئ لينظر ريان إثرهم فى دهشة ثم تعلوا وجهه ابتسامة سعيده و فرحه وهو يقول: دا فهد اخويا طلع مجنون اكتر مني ما شاء الله العشق الملعون الي كلنا وقعنا فيه من اول نظره يااااه علي القدر .
ليهز رأسه بعدها و هو يتجه الى والدته الست مريم حيث تجلس أميرته الفاتنة تغريد فهي كانت حقا كاسندريلا جميله خاطفه للانظار ، ، و خطفت انظاره من اول دقيقه و قع صريع لعشقها العشق الملعون حقا .
-   -
و عند كل من فهد و حور .
حيث ابتعد كل من فهد و حور عن الحفل حتى تحدثت حور بعصبيه شديده و قالت له :
لو سمحت يا فهد سيب ايدي ، ، ما ينفعش كدا خالص و كمان ايدي و جعتني يا اخي انت ايه بقا مش حاسس انك هاتكسرها كدا و لا اي ؟
ليتوقف فهد على الفور مسرعا و هو يلتفت اليها ليمسك يدها و يملس مكان قبضته بحنان قائلا: انا اسف يا حور ، ، بجد انا مكنتش اقصد ان انا اوجعك كدا ، ، ثم اخذ يملس عليها بحنان اكثر من السابق فوجعه قلبه لتألمها ، ، اغمض عينيه و هو يلعن نفسه علي ما سببه لصغيرته ، ، و لأول مره يحس هذا الاحساس معها هي فقط صغيرته الحوريه .
و عندما اغمضت حورعينيها تأثرا من لمسته الحانية و شوقا اليه ، ، لتفتح عينيها و هي ترجع خطوة الى الوراء ليترك يدها ثم تحدثت بهدوء مفتعل ثم قالت: خلاص يا فهد مش حصل حاجه خالص ما فيش داعي لكل دا يا فهد .
اقترب منها فهد يضع و جهها بين يديه لتحبس هى أنفاسها فى صدمة ثم تحدث و هو تحت تأثير اللحظه ، ، ثم أخرج مشاعره و لم يستطع السيطره عليها أكثر من ذلك ثم تحدث قائلا و هو ينظر لها بعشق و شغف : لأ يا حوري دا حصل ، ، و عارفه اللي حصل بقا اني انا بجد مش قادر اكتم مشاعري عنك اكتر من كدا ، ، انا بجد مبقتش قادر أشوفك و معملش كدا انا اسف يا حوري ، ، ليختتم فهد جملته بقبلة اودع بها كل مشاعره و شغفه بها و غيرته عليها حتي من اخيه ريان ، ، كانت
قبلة شغوفه و غير عاديه أطلاقا ، ، فكانت القبله هذه أيقظت أحاسيس حور و هزت كيانها و فاجأتها بقوة ، ، قبله جعلتها عاجزة عن التفكير ، ، و أيضا عاجزة عن المقاومة بل انها رفعت يدها لتحاوط عنقه و تشده اليها اكثر ، ، ليشعر فهد بالسعاده بتجاوبها معخ ليقوم بتعميق قبلته و هو ما زال يحاوط خصرها و يضمها اليه بشده ، ، و بعد مرور بعض الوقت ابتعد فهد عن حور عندما احس بانقطاع انفاسها ، ، نظر لها بشغف شديد و هو يري وجهها احمر كثمره الفراوله الشهيه اخذت حور انفاسها بصعوبه و عندما همت ان تتحدث ، ، قاطعها فهد و هو يقوم بشدها اليه حتي اصبحت ملصقه بجسده و هو يحاوط خصرها بشده ، ، ثم انقض علي شفتيها يقبلها مره اخري بنهم و شغف لتتجاوب معه حور و هي تحاوط عنقه و تشده عليها اكتر ، ، لينزل فهد بيده على ذراعيها العاريتين ، ، لتنتفض حور و هي تفيق من تلك الأحاسيس ، ، و تبتعد عنه بقوة لا تدرى من أين جاءتها تلك القوة ، ، و هي فى قمة لحظات ضعفها تتذوق قبلة لطالما حلمت بها ، ، نظر اليها فهد بعشق ، ، و يلاحظ احمرار و جنتيها مره اخري و اكثر من مما سبق ، ، و أنفاسها المتلاحقة تماما كأنفاسهة ، ، و في تلك اللحظه أدرك فهد الآن فقط أنها تبادله مشاعره ليقول فى سعاده و عشق : انا بجد مش مصدق خالص ، ، انتى كمان بتحبينى صح يا حوري قوليها بقى يا حوري و ريحي قلبي الغلبان الي وقع صريع في عشقك الملعون يا حوري .
اغروقت عيناها بالدموع و هي تتراجع الى الخلف ، ، مد فهد يده إليها و دت حور لو أمسكتها و ارتمت بحضنه لتعترف بمشاعرها التى أخفتها كثيرا ، ، و لكن ذلك الدبله ذات اللون الكحلي فى يده اليسرى أفاقتها من أحلامها بقسوة ، ، لتسرع حور بالهرب من امامه ، ، كاد فهد أن يسرع خلفها ليستطيع ان يمسك بها ، ، لولا ان رأي تلك النظرة الأليمة فى عينيها تذكر تلك النظره ، ، ثم نظر الي ما كانت تنظر له بتلك النظره الأليمه عندما رات محبسه ليدرك واقعه الأليم ، ، و يشعر بالتمزق فهو امام خيارين كليهما مر و أصعب مما يتوقع ، ، إما أن يخرب بيته بيده أو يضيع منه حور ، ، شعر فهد بأن فراق حور هو الخيار القاتل ، ، لتلمع عينيه بتصميم و هو يذهب خلفها غافلا عن تلك العينين اللتين كانتا تنظران الى ما يحدث بغضب و حقد و غيره .
-   -
و قفت تغريد تتحدث مع ميس سهيله التى تعرفت عليها من خلال الست مريم ، ، لقد شعروا سويا بالارتياح لبعضهما البعض على الفور، ، شاركتهم مريم الحديث قائلة: و انتي ناويه تتخصصى فى ايه بعد ما تخلصى كليتك يا تغريد يا بنتي ؟
ابتسمت تغريد ثم تحدث قائلة: ان شاء الله يا طنط مريم نساء و توليد بإذن الله .
نظرت اليها سهيله باستغراب ثم عقدت حاجبيها و تحدثت قائلة : اشمعنا يعني التخصص ده يا تغريد ، ، يعني في أقسام تانيه اي الي خلاكي تصممي انك تختاري القسم دا ؟
نظرت تغريد لها ثم ابتسمت و تحدثت قائلة بمزاح : يمكن عشان التعامل مع الستات أسهل بكتير .
لتبتسم كلا من الست مريم و سهيله على حديثها ، ، بينما اكملت تغريد حديثها بجدية قائلة : بصراحه و الحقيقه ان انا بحب أساعد حد يجيب طفل للدنيا يسعد اهله و عيلته ، ، ده فى حد ذاته حاجة بتسعدنى أنا شخصيا و بفرح بيها و بكون فخوره بنفسي جدا .
نظرت اليها سهيله سعاده ثم ابتمست قائلة : اها فعلا حاجة تفرح القلب جدا ، ، و امتي بقا هتخلصى و ها تتخصصي امتا كمان يا تغريد يعني فاضل كتير و لا لا ؟
نظرت إليها تغريد و هي تضحك ثم تحدثت قائله بابتسامه بسيطه : يا ه يا سهيله لسه بدري جدا ، ، دا انا لسة بقول يا هادي و لسه فى سنة رابعة ، ، و طبعا السنة دى اول سنة يسمحولنا نختلط مع المرضى فى المستشفيات على فكرة ، ، لسة بقى سنة خامسة و سادسة و اللى هندرس فيها باقى المواد و ندرب فى المستشفيات تدريب كاملة ، ، و بعدين سنة الامتياز و دى احلى حاجة فيها ان مفيهاش امتحانات خالص ، ، و ساعتها بقى ابقى اختار تخصصى يا ست سهيله و بس كدا .
قالت سهيله فى صدمة: انتي على كدة هتكونى بيت و أسرة امتى يا تغريد يا حبيبتي ؟
كادت تغريد ان تجيب عليها ، ، و لكن عندما قاطعهم صوت ريان يقول بهدوء و هو ينظر الي تغريد : و دي فيها ايه لو اتجوزت و كملت دراستها فى بيتها دي حاجه مش صعبه خالص ؟
و في اللحظه تلك اغمضت تغريد عينيها للحظة و هي تستمع الى صوت ريان الرجولى الجذاب لتقول الست مريم فى حنان : تعالى يا ريان يا حبيبي ، ، شوف تغريد كبرت ازاى و بقت عروسة زى القمر و احلي كمان .
احمر وجه تغريد خجلا فى حين تأملها ريان في اعجاب قائلا: صدقي يا ماما ، ، هى فعلا كبرت و بقت زى القمر ، ، بس عروسة أشك أنا مش شايف فى ايديها دبلة مثلا و لا اي حاجه تدل علي ان هي عروسه .
نظرت اليه تغريد بحدة لتشتعل عينيها الخضراء كاشجار الزيتون لتلتقى بعينيه الزرقاوتين و تشتعل الشرارة بينهما ، ، لتبتعد بعينيها على الفور ، ، أما ريان شعر هو بالتسلية من انه اخجلها ، ، و اما بالنسبه للست مريم والدته تشعر ايضا باهتمام صغيرها بتغريد لتقول بخبث و مكر : يا سيدي دا بيتقدملها كتير جدا ، ، بس تغريد بترفض كل الي بيتقدملها ، ، حتي مامتها كانت ديما تشتكيلي من الي بترفضهم ، ، و عارف أخرهم يا ريان كان دكتور عندها في الجامعه دا يعتبر اخر عريس هي رفضته .
لا يعلم ريان لماذا شعر بالغيرة من كل من أراد هذه الفاتنة عروسا له ، ، هل أثرت فيه تغريد و اصابته بالعشق الملعون و بتلك السرعة حتى تحتل قلبه تلك المشاعر تجاهها هي و حدها ؟
حتما لقد أصابه الجنون لحظة ، ، انه بالفعل مجنون كما يطلقون عليه فى عائلته ، ، استأذنت سهيله منهم لتطمئن على الأطفال فى غرفه نومهم ، ، ليقترب رجلا منهم يحييهم بهدوء ثم يلتفت الى تغريد و هو ينظر لها بأعجاب قائلا: ممكن بس الآنسة تسمحلى بالرقصة دى ؟
كادت تغريد أن ترفض لولا تدخل ريان الغاضب بشده و عيناه التي كانت ستصيب الرجل بأسهم ناريه تحدث بغضب فالغيره اصبحت تنهش في قلبه و قال له : لا أسف جدا اصل الآنسة مش هترقص غير معايا انا و بس .
لتنظر اليه تغريد فى تلك اللحظة بدهشة ، ، أما الست مريم نظرت بابتسامة ليعتذر الرجل بينما أمسك ريان بيد تغريد ثم قال : تعالي معايا يلا يا تغريد .
سارت معه تغريد دون اعتراض حتي و دون وعى من تصرفاته المجنونة تلك ، ، ليقف ريان بها فى منتصف حلبة الرقص و هو يقوم بوضع يدها الممسكة بيده على كتفه ، ، بينما وضع يده الحرة على خصرها لتشتعل نيران الخجل بها و تحمر و جنتيها بشده ، ، ثم أمسك بيدها يتأمل وجهها الجميل و الذي أخفضت نظراتها منه خجلا ، ، يشعر بها ريان بين أحضانه و هو يستنشق عبيرها و يتلذذ به ، ، فرائحه عطرها جميل بشده و يريد بشده ان يدفن وجهه في عنقها كي يسحب رائحتها اكثر لكي يرتوي ، ، و ايضا يفكرلو يخطفها الآن و يعقد عليها حتي تصبح زوجته و لا يتركها إلا و هي له قلبا و قالبا ، ، يتعجب ريان من نفسه و من جنون مشاعره ليدرك ان الجنون فى الحب هو من سمة عائلة الشاذلي ، ، فعندما يعشق أحدهم يعشق بقوة يسقط في العشق الملعون و بجنون تنهد بقوه ثم اقترب ريان من أذن تغريد هامسا: بصيلى يا تغريد مش ها تفضلي تبصي في اي مكان غير عيوني يعني .
نظرت تغريد الى عينيه دون ارادة منها فبادلها ريان نظراتها ، ، ثم مد يده ليلمس شعرها الناعم قائلا: كبرتي يا تغريد و كمان الضفيرتين اختفوا خالص كدا .
ثم نظر الى شفتيها و هي تبتسم بخجل حتي ظهرت اسنانها قائلا و هو يذوب بتفاصيلها :
و تقويم الأسنان كمان يا تغريد ، ، بس عارفه لسة براءة الدنيا فى ملامحك الي ديما خاطفاني كدا يا تغريد .
أحست تغريد فى تلك اللحظة أنها أسيرة لهمساته و احاديثه لتقول بهمس: هو انت لسة فاكر يا ريان معقول ؟
ابتسم ريان قائلا: ازاى أقدر أنسى يا تغريد انتى دايما كنتى فى تفكيري و قلبي ، ، عيونك الجميله دى اللى لونهم كان دايما بيشدنى و اللى كانوا ديما بيبصولى بنظرة فضلت تطاردنى فى أحلامى كتير ، ، و اللى كنت دايما بقاومهم لأنى كنت بحس فيهم بانبهار طفلة بمراهق شايفة فيه أحلامها ، ، بس عارفه يا تغريدي اول أما شفتك النهارده و شفت فى عيونك دي نفس النظرة عرفت ان مشاعرك مكنتش مشاعر طفلة أبدا بالعكس ، ، عارفه انا قلبي ساعتها دق لأول مرة فى حياتى و أتمنيت فعلا تكونى بين ايديا زى دلوقتى ، ، اتمنيت تكونى ليا انا و بس زى ما شفت فى عيونك نفس الأمنية الي انا بتمناها يا تري انا احساسى صح ؟ أصدق قلبك اللى حاسس بدقاته و أصدق عيونك الي خاطفاني ديما دي و اللى بتحاول تخبى مشاعرك عني بس مش عارفة صح .
ثم لمس العرق النابض فى عنقها و قال بشغف : و لا أصدق ان كل حتة فى جسمك ، ، كل رعشة بتقول ان عندك نفس احساسى يا تغريد انا وقعت في عشقك الملعون ده لعنه و صابتنا كلنا يا تغريد ، ،. بس عارفه يا تغريد انا سعيد جدا ان انا وقعت في عشقك الملعون دا .
لم تدرى تغريد بماذا تجيبه ، ، فكلماته قد جعلتها مغيبة عن العالم بأكمله ، ، حانت منها نظرة الى يده التى تلمس عنقها لترى ساعته . ثم أفاقت من سحره لتمسك يده بعفوية أذابته و هي تعدل وضعها لترى الوقت ، ، عندما رات الساعة التى تشير الى قرب منتصف الليل لتقول بتوتر و هي تنظر له : أنا لازم أمشى حالا يا ريان .
أمسك ريان يدها قائلا: انتي مردتيش عليا يا تغريد في الي انا قولته ؟
قالت تغريد بتوتر: ريان انا بجد لازم اروح حالا .
كم بدا اسمه و كأنه خلق لتنطقه شفتيها فقط تحدث ريان بلهفة: طيب خليكى شوية كمان يا تغريد ارجوكي .
أسرعت تغريد بالمغادرة قائلة : انا اتأخرت قوي يا ريان سلام .
تابعتها عيناه يشعر بروحه تغادره مع ابتعادها عنه ، ، أسرع خلفها لا ينوى أن يختتم اليوم دون حصوله على جواب منها ، ، أتبادله مشاعره المجنونة و تقبل بالارتباط به أم يعتبر تلك الليلة حلما جميلا سيفيق منه صباحا ، ، و هو يعلم أنه لا يريدها فى حياته حلما بل يريدها واقعا ملموسا جدا فهي جميلته وحده .
-  -
كانت سهيله تقف مع الست مريم و فارس تستمع الى حديثهم بصمت لا تتحدث أبدا ، ، و تسترق بعض النظرات الى فارس لتلاحظ أدق تفاصيله ، ، لتلتقى عيناه بعينيها لتشيح بأنظارها عنه ، ، بوجهها الذي يشع خجلا لضبطها متلبسة بالنظر اليه ، ، بينما سمعته يقول لوالدته الست مريم: انا مش عارف يا ماما ولادك دول راحو فين كدا ، ، حتي بابا هو كمان ، ، فجأه كدا التلاته اختفو و حتي تليفوناتهم مقفوله .
نظرت له الست مريم ثم تحدثت بهدوء قائله : محمد والدك قالى ان واحد صاحبه تعب و هو راح ليه المستشفى يطمن عليه ، ، و اما اخواتك سيبك منهم و بما ان الأولاد ناموا و سهيله كمان رفضت ترقص النهارده مع اى حد بسببهم ، ، خدها و ارقصوا شوية و ارجوك بلاش توترنى يا فارس .
نظروا اليها كلا من فارس و سهيله بدهشة لتقول الست مريم بحزم مصطنع: يلا بقا اخلصو انتو الاتنين و اتحركو كدا .
نظرت سهيله في اللحظه تلك الى فارس الذى هز كتفيه بقلة حيلة ، ، لتبتلع سهيله ريقها بصعوبة ثم مد يده اليها لتتردد للحظة قبل ان تمنحه اياها ،، لتتلاقى الأيدى و تتلاقي القلوب قاومت سهيله رعشة اصابتها بجسدها عندما أحاط فارس بيده خصرها ، ، ليقوم بضمها اليه ، ، لتضع سهيله يديها على كتفيه تتجنب النظر اليهة ، ، بينما تشتعل النيران بقلب فارس و هو يقاوم رغبته الحارقة فى أن يقوم بدفنها داخل احضانه ، ، و ان يتذوق شفتيها التي طالما تمناها و ان يقوم بتقبيل غمازتيها التي تسرق قلبه كلما ابتسمت ، ، استرقت سهيله النظر اليه ليتوقف الزمن عندما تلاقت أعينهم ليتأمل وجهها البرئ بشغف ، ، و تشعر هى بالحيرة تخشى ان تصدق نظراته لتتجمد بين يديه فجأة ثم تبتعد بحيرة ، ، بينما هو يخشى ان مشاعره باتت واضحة و لن يستطيع كتمانها أكثر من ذلك فهو اصيب بالعشق الملعون.
اقترب محمد الشاذلي من زوجته الست مريم ليقبلها من وجنتيها بحب التفتت اليه قائلة بحنان: حمد الله علي السلامة يا حبيبي .
قال محمد الشاذلي بحنان و هو ينظر لها بحب : الله يسلمك يا حبيبتي .
سألته الست مريم قائلة: اي أخبار مدحت يا محمد ؟
ابتسم محمد الشاذلي قائلا : بقى أحسن كتير عن الاول الحمد لله .
قالت الست مريم بابتسامة: الحمد لله يا حبيبي.

قال محمد الشاذلي في حيرة: هي كدا الحفله خلصت كدا بدري و لا اي ؟
قالت الست مريم فى سعادة: عارف يا محمد النهارده بس انا فرحانه ، ، انا كدا اطمنت علي ولادنا يا حبيبي .
عقد محمد الشاذلي حاجبيه فى حيرة قائلا: هو انتي تقصدى ايه ياحبيبتى؟
ابتسمت الست مريم وهى تربت على وجنته بحنان قائلة: مش تشغل بالك انت بس ادعي ليهم بتيسير الامور .
ابتسم محمد الشاذلي في حنان قائلا: بدعيلهم فى كل صلاة وبشكر ربنا انه رزقنى حبك يا مريوم قلبي انا .
بادلته نظرة العشق الذى مازال مشتعلا رغم مرور الزمن فهي تعشقه بشده و كذلك هو .
-  -
قال ريان و هو يلهث: انتي يا بت استني الله يسامحك انتي خليتيني دوخت ، ، انا مش قادر من المشي و راكي اي يا بنتي مركبه عجل في رجليكي و لا اي انتي كنتي طايره جدا هو انتي مش حاسه بوجع رجليكي و لا حاجه يا اخت تغريد .
توقفت تغريد تنظر اليه بدهشة قائلة: مش معقول يا ريان انت مشيت ورايا كل دا طيب لي بس تتعب نفسك كدا ؟
قال ريان بابتسامة: انا كنت عاوز أوصلك يا سندريلا قلبي .
نظرت اليه تغريد في دهشة لاطلاقه عليها ذلك اللقب الذى أحست به اليوم ليكمل حديثه بمرح : تصدقي يا بت يا تغريد انك النهارده عملتى كل حاجة هى عملتها ، ، ظهورك زى الأميرة فى حفلتى ،، ورقصك معايا وجريك الساعة ١٢ واللى خلانى اجرى وراكى كل المسافة دى زى المجنون .
قالت تغريد بهدوء يخالف سعادة قلبها بكلماته:
بس انا مش سندريلا ولا انت أميرى يا ريان .
اقترب منها ريان قائلا : يا ست انتي مصدقة كلامك ده ؟
قالت تغريد بثبات: انا لازم أصدق ، ، بعد اللى انا شفته النهارده لازم أصدق يا ريان احنا مش فى قصة خيالية خالص ، ، حتى لو كنت أمير أحلامى فبعد حفلة النهارده ، ، انا شوفت الواقع و الفرق الكبير ما بينا وقررت أفوق يا ريان انا لازم أفوق من العشق الملعون ، ، دا الي انا وقعت فيه للاسف فرق الطبقات هايبقا لعنه ما بينا يا ريان .
مد ريان يده يود ان يمسك يدها لتبتعد قائلة بحزم: انا لازم اتحرك بجد دلوقتي انا اتأخرت جدا عن الميعاد الي المفروض اروح فيه .
قال ريان فى حزم اشد: انا اللي هوصلك يا تغريد الوقت اتأخر ودى مفيهاش كلام ، ، ورغم رفضى للى قلتيه ، ، شكلا وموضوعا بس انا هعديه مؤقتا وهيبقى لينا كلام كتير بعدين ، ، تعالى بقى ناخد تاكسى عشان بعدنا كتير عن العربية بتاعتي .
كادت تغريد ان ترفض و لكنها رأت التصميم بعينيه لتستسلم وتمشى بجواره ، ، و هي تشعر بنداء قلبها الذى يطالبها برمى كل العوائق التى تمنع امساكها الآن بيده وعدم تركها أبدا و الاستسلام لعشقه الذي تريده هي و هو .
# يتبع
فاطمه محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي