الفصل التاسع (9) .
في دار الأزياء الخاصه ب ماريا رشيد . . . . . . .
كانت ماريا تجلس في مكتبها تضع لمستها الأخيرة علي بعض التصاميم التي صمامتها لمجموعتها الجديدة حتي قاطعها صوت الهاتف فقامت بالتقاطه سريعاً و قامت بالإجابه علي المتصل . . . . . . . . . . .
ماريا بابتسامه مشرقة : أهلاً أهلاً ايه المكالمة الحلوة دي .
فادي بحب : انا يئست من انك تسألي عليا فقلت أسأل انا عليكي عامله ايه وحشتيني خالص .
ماريا برقه : و الله انت كمان وحشتني أووي .
فادي بعتاب : لا ما هو واضح عشان كده بتتصلي و بتسألي .
ماريا بحب : معلش و الله مشغولة جداً انت عارف الشغل و الدار محتاجه مجهود جامد و شغل كتير عشان تقف علي رجلها و تكون الاسم و الشهرة الي تستحقها انت عارف ان دي أهم حاجه عندي .
فادي بابتسامه : طيب انا هقفل دلوقتي عشان عندي اجتماع و هبقي أكلمك مرة تانيه .
ماريا بنفس رقتها : ان شاء الله باي .
أغلقت ماريا الهاتف و جلست تنظر إلي الفراغ و هي تتذكر الماضي عندما تخلي عنها حبيبها و تخلي عنها أصدقائها و نبذها الجميع . . . . . . . فادي هو الوحيد الذي وقف بجوارها و ساندها و أعطاها الأمل في وقت الذي فقدت في الأمل و ضاقت بها الدنيا هي تعلم جيداً بحقيقة مشاعره اتجاهها و لكنه غير مستعدة لإعادة التجربه مره أخري تنهدت بشدة و هي أغلق عينيها وظلت فتره هكذا ثم عادت مره أخري إلي وضعها الطبيعي و التقط الرسومات مره أخري و جلست تستكمل عملها مره أخري .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في إحدى المطاعم الشهيرة كان قاسم يجلس علي إحدي الطاولات و معه لين الذي كانت ما زالت تبكي و هو يحاول أن يجعلها تهدأ و بعد مرور مده كبيرة أخيراً استطاع قاسم أن يجعلها تهدأ و بعد أن هدئت و قامت بشرب بعض الماء حاول قاسم معرفة ما بها . . . . . .
قاسم و هو يحاول معرفة ما يحزنها فهو يعتبر نفسه مسئول عنها : ايه بأن يا ستي الي مزعلك كده انت حاسه انك تعبانه .
لين و هي تهز رأسها بلا : تؤ الحمد لله انا كويسه .
قاسم بتفكير : طب حد زعلك رشا أو أي حد من أهلها ضايقك .
لين و هي تهز رأسها بلا : تؤ بالعكس دول بيعملوني كويس جداً و بيحبوني أووي .
قاسم بحيرة : طب ايه الي مزعلك كده انت حيرتني .
لين و قد بدأت الدموع تتساقط من عينها مره أخري و قصت علي قاسم ما حدث معها بالمشفي و ما أخبرها به الطبيب عندما سألته عن حالة والدها و داده صفاء و أخبرتهم أيضاً عن مخاوفها من أن يحدث لأبيها مكروه فهي لا تقوي علي العيش بمفردها بدون أبيها .
لين ببكاء : انا خايفه أوي خايفه بابا يسرني لوحدي انا مقدرش أعيش من غيره هو كل حياتي انا مفيش ليا ام و لا اخ و لا أخت و لا حبيب بابا كان كل دول كان هو كل الشخصيات في حياتي انا هموت من الخوف .
قاسم و هو يحاول أن يطمئنها : لين انت مؤمنه بالله صح.
لين و هي تومئ برأسها بنعم : و نعم بالله .
قاسم بهدوء و صبر كأنه يتحدث مع طفل صغير : يبقي لازم تؤمني بأن اللي ربنا عايزة هيكون و أن ربنا لو أراد أن باباكي يفوق هيفوق و لو أراد غير كده احنا راضيين بقضاء الله مهما كان و لا ايه .
لين و قد هدئت أخيراً : صح انا راضيه و الله بس خايفه بردوا .
قاسم بهدوء : احنا مفيش في إيدينا حاجة الا اننا ندعي ربنا أنه ياخد بإيدهم يبقي خلاص مفيش خوف و لا دموع بعد كده و لا ايه .
لين بهدوء : حاضر أن شاء الله هدعيلهم كتير و كمان هدعي ربنا أنه يصبرني .
قاسم و هو يحاول تغيير الموضوع : ها يا ستي قدمتي في كلية ايه انا كان الدكتور رؤوف دائماً بيحكي لي أنك شاطرة جداً في دراستك و انك عايزة تكوني دكتورة و كمان انا عرفت انك جبتي مجموع كبير .
لين بحزن : تصور انا كنت بحلم من و انا صغيرة اني اكون دكتورة مشهورة زي ماما الله يرحمها ابس انا دلوقتي خلاص قدمت حقوق انا دلوقتي عايزة اطلع محامية زي بابا انا متأكده أن ده هي فرحه أووي و يخليه سعيد داده كانت دائماً بتقولي أن بابا كان نفسه أن يرزقه بولد و يطلع محامي عشان يفضل اسم بابا عايش و انا لازم احقق له حلمه .
قاسم بابتسامه محبة : انت قدها ان شاء الله و انا هساعدك بكل الي اقدر عليه و اهو يا ستي أحاول أرد بعض جمايل الدكتور رؤوف عليا هو ساعدني كتير و وقف جنبي كتير و جه الوقت أن أرد الجميل .
لين و هي تنظر له بإعجاب : انا دلوقتي عرفت ليه بابا كان بيحبك جداً و كان بيعتبرك زي ابنه بابا طول عمره بيفهم في الناس كويس أووي .
قاسم و قد حاول التخفيف عنها : و انا دلوقتي عرفت للدكتور رؤوف كان ديماً مصدع ليه .
لين بعدم فهم و استغراب : تعرف ازاي و كان مصدع ليه انا مش فاهمه اي حاجه من كلامك .
قاسم و هو يضحك بصوت مرتفع : عشان بنته العزيزة بتتكلم كتير يلا ناكل الأكل برد انا جعلت جداً لدرجة اني ممكن أكل الاكل ده كله فأحسن لك كلي أكلك بسرعه بدل ما أزوغ عليه انا حذرتك أهو .
ظلت لين تنظر له فتره كبيرة و ابتسامتها الساحرة مرسومة علي شفتيها حتي لاخظ ذلك فنظر إليها و هو يسألها ما بها فلم تتفوه سوي بكلمه واحدة . . . . . . شكراً . . . . . . كان هذا كل ما تفوهة به قبل أن تتناول طعامها و بعد ساعة تقريباً كانت سيارة قاسم تقف أمام منزل رشا و قام بتوزيع لين قبل أن ينطلق بسيارته للعودة الي المكتب مره أخري .و ترك خلفه لين التي كانت تنظر إلي سيارته و عل وجهها ابتسامه هادئة فقد استطاع أن يجعلها تشعر بدفء أبيها و حنانه فهو يتعامل معها مثل ما كان يتعامل معها أبيها و بعد ان اختفت سيارته عن أنظارها حتي تنهدت بحزن و قامت بالسير في اتجاه باب منزل عائلة رشا .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في منزل سالم الشريف . . . . .
كان قاسم يجلس في غرفته ليستريح قليلاً فهو يجهد نفسه كثيراً في العمل فهو يريد أن يسير كل شي كما كان في وجود الدكتور رؤوف بالرغم من صعوبة هذا و لكنه يحاول أن ينظم كل شئ حتي يكون كل شي جاهز عند عودة الدكتور رؤوف الي المكتب مره أخري . . . . . . فهو يريد جاهداً و يحاول بكل ما يستطيع أن يرد و لو جزء بسيط من أفضل الدكتور رؤوف عليه و قد استطاع أن يقنع صديقه إبراهيم بالعمل معه و مساندته بالمكتب فهو أدري الناس بكفائته و خبرته و هو يعلم جيداً أن وجوده بالمكتب مكسب عظيم . . . . . . و لكن قاطعه صوت طرقات الباب فعلم أنها والدته فليس هناك أحد في هذا المنزل يهتم لأمره سواها ابتسم من قلبه فكم يعشق رؤيتها و سمح لها بالدخول و ما أن فتح الباب حتي قابله وجهها المبتسم الذي يشع حناناً و طيبة .
فاطمه و هي تسير في تجاهه و تجلس بجواره علي الفراش و هي تنظر بحب و اهتمام لوحيدها و قرة عينها : ها يا حبيبي عامل ايه دلوقتي الصداع خف و لا لسه تعبان .
قاسم بابتسامه هادئه و محبه و هو ينهض من مكانه و يستلقي في اتجاهها و هو يضع رأسه في حجرها و يمسك بيدها يقربها الي فمه و يطبع عليها القبلات : الحمد لله يا ماما بقيت كويس الصداع خف .
فاطمه و هي تنحني الي ولدها تقبل رأسه ثم تضع يدها في رأسه تداعب شعره مما جعله يغمض عينه باستمتاع : ايه اخبار الدكتور رؤوف يا قاسم انا و الله زعلت أوي علي الرجل ده .
قاسم و قد تغيرت تعابير وجهه من الاستمتاع الي الحزن فهو حزين علي الدكتور رؤوف و لكن ما يحزنه بالاكثر هو حال لين هذه الصغيرة الرقيقة التي ذاقت من الألم ما يفوق قدرتها : و الله يا ماما حالته زي ما هي . . . . . ادعيله و ادعي لبنته حالتها صعبه أووي هي متعلقة باباها جداً .
فاطمه بصدق : و الله يا قاسم بدعيله ربنا يتقبل مني .
قاسم بحب و هو يقبل يدها : أن شاء الله ربنا هيتقبل دعائنا و ال . . . . . . . . . . . . . . . . .
لم يكمل قاسم جملته بسبب صوت هاتفه الذي تعالي في الغرفة و ما أن التقطة لينظر من المتصل حتي وجدها هند . . أغمض عينيه بتوجس قبل أن يجيب عليها ف لقد نسي تماماً أنه وعدها بالخروج اليوم فهو قد قصر في حقها الفترة الأخيرة منذ حادث الدكتور رؤوف فهو من حينها وقته مشغول بين المكتب و المحكمه و المشفي للاطمئنان علي الدكتور رؤوف .
قاسم بتوجس و هو يحاول أن يتكلم بطبيعيه : ازيك يا هند عاملة ايه .
هند يا ستغراب : الحمد لله يا قاسم انت اتأخرت ليه انا مستنياك من بدري .
قاسم و هو يحاول إنقاذ الموقف : معلش يا هند انا تعبت شويه و رجعت البيت استريح نص ساعه بالضبط و هكون عندك .
هند بانزعاج و انفعال : خلاص براحتك يا قاسم و لو مش عايز تيجي فعادي جداً براحتك .
قاسم و هو يحاول السيطرة عليها : خلاص يا هند انا هطلع من البيت اهو و مسافة السكه و هكون عندك .
و أغلق الهاتف ثم ذهب لتبديل ملابسه للذهاب إليها تحت نظرات والدته الغير راضيه عن هذا فهي لم تتقبل إلي الان فكرة أن تكون هذه المتعجرفة زوجة ابنها فهي لا ترتاح إليها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
علي إحدي الطاولات في إحدى الكافيهات الشهيرة كان قاسم يجلس و معه هند التي يبدو عليها الانزعاج و الغضب .
قاسم و هو يحاول التبرير لها : و الله يا هند غصب عني انت عارفة الظروف الي انا فيها و الضغط الي بقا عليا من ساعة ما الدكتور رؤوف دخل المستشفي .
هند بعدم إهتمام لما قاله : و انا ايه يخصني في الموضوع انا مش عارفة انت ليه أصلاً مهتم بالراجل ده و شغله للدرجه دي انت قلت مش عايز لا تدرس و لا تشتغل في مجال العيله و قلت ماشي . . . قلت عايز تشتغل زيك زي اي حد قلت ماشي . . . انما ليه انت شاغل بالك بالراجل ده و بنته لو مكتبه اتقفل في أفكار من مئة مكتب يقدروا يشغلوك .
قاسم و كأنه يريد هند غير التي يعرفها : انت ازاي بتتكلمي كده انت عارفه اد ايه الدكتور رؤوف ليه جمايل عليا و اني من غيره عمري ما كنت هقدر احقق الي كنت عايزة و بعدين انت من أمتي بقيتي تتكلمي بالطريقه دي .
هند بنفاذ صبر : لاني زهقت انا قلت انك هتعمل الي انت عايزة و بعدين هترجع عن الي في دماغك و تشتغل مع باباك و تدير مجموعه الشركات بتاعتك لكن شكل الموضوع مش هيخلص .
قاسم و هو لا يصدق ما يسمعه : انت ازاي كده ازاي انا كنت مخدوع كده بس احب اقولك يا هانم أن شغلي الي مش عاجبك ده هو كياني و حياتي الي انا هفضل متمسك بيها لحد ما أموت لو حابه تعيشي معايا علي كده أهلا بيكِ . . . انما لو انت فاهمه أن شغلي مجرد نزوة و أني هتخلي عنه في يوم من الايام تبقي غلطانه لاني عمري ما هتخلي عن حاجه بحبها و اختارتها و حاربت عشانها .
هند بغضب : و تقدر تقولي انت بتاخد مرتب اد ايه من شغلك ده . . . هاا . . . مهما يكون المبلغ مش هيكون اد الي بياخده أصغر موظف في أصغر شركه في الشركات الي المفروض انت وريثها . . . . تقدر تقولي هنعيش ازاي بالمرتبة بتاعك انت عارف انا بصرف اد ايه في الاسبوع دا غير الفساتين و الخروجات و السفر قولي ايه المرتب الجامد ده هيقدر يوفر ليا كل احتياجاتي دي رد عليا هتقدر .
قاسم بذهول : و الله انا كنت معتقد انك عارفه أن انا حابب استقل و ابني نفسي و شخصيتي بعيد عن اسم عائلتي و بردو كنت فاهم انك عارفه أن ده مش بيحصل في يوم و ليله .
هند بسخريه : افهم ايه من كل ده انك هتفضل في حتة المكتب ده بالكامل قرش دول و المفروض أن انا لازم آبادي معاك من الصفر .
قاسم بدون تردد : المفروض و ايوه انا هفضل في المكتب و مش هتخلي عن شغلي. عشان خاطر اي حد و لا هتخلي عن شخصيتي عشان اي حد بردو .
هند بجدية : دا أخر كلام عندك ؟ ! .
قاسم بدون تفكير : ايوه ده أخر كلام عندي .
هند و هي تقوم بخلع خاتم الخطبه من إصبعها و تضعه أمام قاسم و تنهض من مكانها و تسير في اتجاه الباب دون التفوه بأي كلمه وسط ذهول قاسم فهو الآن كأنه يري عمته زينب بكل تفاصيلها . . . . . و لكنه تمالك نفسه و قام بالتقاط الخاتم و جلس ينظر إليه فهو لم يكن يحبها أو يختاره بنفسه و لكن شعور الرفض سي جداً .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كانت ماريا تجلس في مكتبها تضع لمستها الأخيرة علي بعض التصاميم التي صمامتها لمجموعتها الجديدة حتي قاطعها صوت الهاتف فقامت بالتقاطه سريعاً و قامت بالإجابه علي المتصل . . . . . . . . . . .
ماريا بابتسامه مشرقة : أهلاً أهلاً ايه المكالمة الحلوة دي .
فادي بحب : انا يئست من انك تسألي عليا فقلت أسأل انا عليكي عامله ايه وحشتيني خالص .
ماريا برقه : و الله انت كمان وحشتني أووي .
فادي بعتاب : لا ما هو واضح عشان كده بتتصلي و بتسألي .
ماريا بحب : معلش و الله مشغولة جداً انت عارف الشغل و الدار محتاجه مجهود جامد و شغل كتير عشان تقف علي رجلها و تكون الاسم و الشهرة الي تستحقها انت عارف ان دي أهم حاجه عندي .
فادي بابتسامه : طيب انا هقفل دلوقتي عشان عندي اجتماع و هبقي أكلمك مرة تانيه .
ماريا بنفس رقتها : ان شاء الله باي .
أغلقت ماريا الهاتف و جلست تنظر إلي الفراغ و هي تتذكر الماضي عندما تخلي عنها حبيبها و تخلي عنها أصدقائها و نبذها الجميع . . . . . . . فادي هو الوحيد الذي وقف بجوارها و ساندها و أعطاها الأمل في وقت الذي فقدت في الأمل و ضاقت بها الدنيا هي تعلم جيداً بحقيقة مشاعره اتجاهها و لكنه غير مستعدة لإعادة التجربه مره أخري تنهدت بشدة و هي أغلق عينيها وظلت فتره هكذا ثم عادت مره أخري إلي وضعها الطبيعي و التقط الرسومات مره أخري و جلست تستكمل عملها مره أخري .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في إحدى المطاعم الشهيرة كان قاسم يجلس علي إحدي الطاولات و معه لين الذي كانت ما زالت تبكي و هو يحاول أن يجعلها تهدأ و بعد مرور مده كبيرة أخيراً استطاع قاسم أن يجعلها تهدأ و بعد أن هدئت و قامت بشرب بعض الماء حاول قاسم معرفة ما بها . . . . . .
قاسم و هو يحاول معرفة ما يحزنها فهو يعتبر نفسه مسئول عنها : ايه بأن يا ستي الي مزعلك كده انت حاسه انك تعبانه .
لين و هي تهز رأسها بلا : تؤ الحمد لله انا كويسه .
قاسم بتفكير : طب حد زعلك رشا أو أي حد من أهلها ضايقك .
لين و هي تهز رأسها بلا : تؤ بالعكس دول بيعملوني كويس جداً و بيحبوني أووي .
قاسم بحيرة : طب ايه الي مزعلك كده انت حيرتني .
لين و قد بدأت الدموع تتساقط من عينها مره أخري و قصت علي قاسم ما حدث معها بالمشفي و ما أخبرها به الطبيب عندما سألته عن حالة والدها و داده صفاء و أخبرتهم أيضاً عن مخاوفها من أن يحدث لأبيها مكروه فهي لا تقوي علي العيش بمفردها بدون أبيها .
لين ببكاء : انا خايفه أوي خايفه بابا يسرني لوحدي انا مقدرش أعيش من غيره هو كل حياتي انا مفيش ليا ام و لا اخ و لا أخت و لا حبيب بابا كان كل دول كان هو كل الشخصيات في حياتي انا هموت من الخوف .
قاسم و هو يحاول أن يطمئنها : لين انت مؤمنه بالله صح.
لين و هي تومئ برأسها بنعم : و نعم بالله .
قاسم بهدوء و صبر كأنه يتحدث مع طفل صغير : يبقي لازم تؤمني بأن اللي ربنا عايزة هيكون و أن ربنا لو أراد أن باباكي يفوق هيفوق و لو أراد غير كده احنا راضيين بقضاء الله مهما كان و لا ايه .
لين و قد هدئت أخيراً : صح انا راضيه و الله بس خايفه بردوا .
قاسم بهدوء : احنا مفيش في إيدينا حاجة الا اننا ندعي ربنا أنه ياخد بإيدهم يبقي خلاص مفيش خوف و لا دموع بعد كده و لا ايه .
لين بهدوء : حاضر أن شاء الله هدعيلهم كتير و كمان هدعي ربنا أنه يصبرني .
قاسم و هو يحاول تغيير الموضوع : ها يا ستي قدمتي في كلية ايه انا كان الدكتور رؤوف دائماً بيحكي لي أنك شاطرة جداً في دراستك و انك عايزة تكوني دكتورة و كمان انا عرفت انك جبتي مجموع كبير .
لين بحزن : تصور انا كنت بحلم من و انا صغيرة اني اكون دكتورة مشهورة زي ماما الله يرحمها ابس انا دلوقتي خلاص قدمت حقوق انا دلوقتي عايزة اطلع محامية زي بابا انا متأكده أن ده هي فرحه أووي و يخليه سعيد داده كانت دائماً بتقولي أن بابا كان نفسه أن يرزقه بولد و يطلع محامي عشان يفضل اسم بابا عايش و انا لازم احقق له حلمه .
قاسم بابتسامه محبة : انت قدها ان شاء الله و انا هساعدك بكل الي اقدر عليه و اهو يا ستي أحاول أرد بعض جمايل الدكتور رؤوف عليا هو ساعدني كتير و وقف جنبي كتير و جه الوقت أن أرد الجميل .
لين و هي تنظر له بإعجاب : انا دلوقتي عرفت ليه بابا كان بيحبك جداً و كان بيعتبرك زي ابنه بابا طول عمره بيفهم في الناس كويس أووي .
قاسم و قد حاول التخفيف عنها : و انا دلوقتي عرفت للدكتور رؤوف كان ديماً مصدع ليه .
لين بعدم فهم و استغراب : تعرف ازاي و كان مصدع ليه انا مش فاهمه اي حاجه من كلامك .
قاسم و هو يضحك بصوت مرتفع : عشان بنته العزيزة بتتكلم كتير يلا ناكل الأكل برد انا جعلت جداً لدرجة اني ممكن أكل الاكل ده كله فأحسن لك كلي أكلك بسرعه بدل ما أزوغ عليه انا حذرتك أهو .
ظلت لين تنظر له فتره كبيرة و ابتسامتها الساحرة مرسومة علي شفتيها حتي لاخظ ذلك فنظر إليها و هو يسألها ما بها فلم تتفوه سوي بكلمه واحدة . . . . . . شكراً . . . . . . كان هذا كل ما تفوهة به قبل أن تتناول طعامها و بعد ساعة تقريباً كانت سيارة قاسم تقف أمام منزل رشا و قام بتوزيع لين قبل أن ينطلق بسيارته للعودة الي المكتب مره أخري .و ترك خلفه لين التي كانت تنظر إلي سيارته و عل وجهها ابتسامه هادئة فقد استطاع أن يجعلها تشعر بدفء أبيها و حنانه فهو يتعامل معها مثل ما كان يتعامل معها أبيها و بعد ان اختفت سيارته عن أنظارها حتي تنهدت بحزن و قامت بالسير في اتجاه باب منزل عائلة رشا .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في منزل سالم الشريف . . . . .
كان قاسم يجلس في غرفته ليستريح قليلاً فهو يجهد نفسه كثيراً في العمل فهو يريد أن يسير كل شي كما كان في وجود الدكتور رؤوف بالرغم من صعوبة هذا و لكنه يحاول أن ينظم كل شئ حتي يكون كل شي جاهز عند عودة الدكتور رؤوف الي المكتب مره أخري . . . . . . فهو يريد جاهداً و يحاول بكل ما يستطيع أن يرد و لو جزء بسيط من أفضل الدكتور رؤوف عليه و قد استطاع أن يقنع صديقه إبراهيم بالعمل معه و مساندته بالمكتب فهو أدري الناس بكفائته و خبرته و هو يعلم جيداً أن وجوده بالمكتب مكسب عظيم . . . . . . و لكن قاطعه صوت طرقات الباب فعلم أنها والدته فليس هناك أحد في هذا المنزل يهتم لأمره سواها ابتسم من قلبه فكم يعشق رؤيتها و سمح لها بالدخول و ما أن فتح الباب حتي قابله وجهها المبتسم الذي يشع حناناً و طيبة .
فاطمه و هي تسير في تجاهه و تجلس بجواره علي الفراش و هي تنظر بحب و اهتمام لوحيدها و قرة عينها : ها يا حبيبي عامل ايه دلوقتي الصداع خف و لا لسه تعبان .
قاسم بابتسامه هادئه و محبه و هو ينهض من مكانه و يستلقي في اتجاهها و هو يضع رأسه في حجرها و يمسك بيدها يقربها الي فمه و يطبع عليها القبلات : الحمد لله يا ماما بقيت كويس الصداع خف .
فاطمه و هي تنحني الي ولدها تقبل رأسه ثم تضع يدها في رأسه تداعب شعره مما جعله يغمض عينه باستمتاع : ايه اخبار الدكتور رؤوف يا قاسم انا و الله زعلت أوي علي الرجل ده .
قاسم و قد تغيرت تعابير وجهه من الاستمتاع الي الحزن فهو حزين علي الدكتور رؤوف و لكن ما يحزنه بالاكثر هو حال لين هذه الصغيرة الرقيقة التي ذاقت من الألم ما يفوق قدرتها : و الله يا ماما حالته زي ما هي . . . . . ادعيله و ادعي لبنته حالتها صعبه أووي هي متعلقة باباها جداً .
فاطمه بصدق : و الله يا قاسم بدعيله ربنا يتقبل مني .
قاسم بحب و هو يقبل يدها : أن شاء الله ربنا هيتقبل دعائنا و ال . . . . . . . . . . . . . . . . .
لم يكمل قاسم جملته بسبب صوت هاتفه الذي تعالي في الغرفة و ما أن التقطة لينظر من المتصل حتي وجدها هند . . أغمض عينيه بتوجس قبل أن يجيب عليها ف لقد نسي تماماً أنه وعدها بالخروج اليوم فهو قد قصر في حقها الفترة الأخيرة منذ حادث الدكتور رؤوف فهو من حينها وقته مشغول بين المكتب و المحكمه و المشفي للاطمئنان علي الدكتور رؤوف .
قاسم بتوجس و هو يحاول أن يتكلم بطبيعيه : ازيك يا هند عاملة ايه .
هند يا ستغراب : الحمد لله يا قاسم انت اتأخرت ليه انا مستنياك من بدري .
قاسم و هو يحاول إنقاذ الموقف : معلش يا هند انا تعبت شويه و رجعت البيت استريح نص ساعه بالضبط و هكون عندك .
هند بانزعاج و انفعال : خلاص براحتك يا قاسم و لو مش عايز تيجي فعادي جداً براحتك .
قاسم و هو يحاول السيطرة عليها : خلاص يا هند انا هطلع من البيت اهو و مسافة السكه و هكون عندك .
و أغلق الهاتف ثم ذهب لتبديل ملابسه للذهاب إليها تحت نظرات والدته الغير راضيه عن هذا فهي لم تتقبل إلي الان فكرة أن تكون هذه المتعجرفة زوجة ابنها فهي لا ترتاح إليها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
علي إحدي الطاولات في إحدى الكافيهات الشهيرة كان قاسم يجلس و معه هند التي يبدو عليها الانزعاج و الغضب .
قاسم و هو يحاول التبرير لها : و الله يا هند غصب عني انت عارفة الظروف الي انا فيها و الضغط الي بقا عليا من ساعة ما الدكتور رؤوف دخل المستشفي .
هند بعدم إهتمام لما قاله : و انا ايه يخصني في الموضوع انا مش عارفة انت ليه أصلاً مهتم بالراجل ده و شغله للدرجه دي انت قلت مش عايز لا تدرس و لا تشتغل في مجال العيله و قلت ماشي . . . قلت عايز تشتغل زيك زي اي حد قلت ماشي . . . انما ليه انت شاغل بالك بالراجل ده و بنته لو مكتبه اتقفل في أفكار من مئة مكتب يقدروا يشغلوك .
قاسم و كأنه يريد هند غير التي يعرفها : انت ازاي بتتكلمي كده انت عارفه اد ايه الدكتور رؤوف ليه جمايل عليا و اني من غيره عمري ما كنت هقدر احقق الي كنت عايزة و بعدين انت من أمتي بقيتي تتكلمي بالطريقه دي .
هند بنفاذ صبر : لاني زهقت انا قلت انك هتعمل الي انت عايزة و بعدين هترجع عن الي في دماغك و تشتغل مع باباك و تدير مجموعه الشركات بتاعتك لكن شكل الموضوع مش هيخلص .
قاسم و هو لا يصدق ما يسمعه : انت ازاي كده ازاي انا كنت مخدوع كده بس احب اقولك يا هانم أن شغلي الي مش عاجبك ده هو كياني و حياتي الي انا هفضل متمسك بيها لحد ما أموت لو حابه تعيشي معايا علي كده أهلا بيكِ . . . انما لو انت فاهمه أن شغلي مجرد نزوة و أني هتخلي عنه في يوم من الايام تبقي غلطانه لاني عمري ما هتخلي عن حاجه بحبها و اختارتها و حاربت عشانها .
هند بغضب : و تقدر تقولي انت بتاخد مرتب اد ايه من شغلك ده . . . هاا . . . مهما يكون المبلغ مش هيكون اد الي بياخده أصغر موظف في أصغر شركه في الشركات الي المفروض انت وريثها . . . . تقدر تقولي هنعيش ازاي بالمرتبة بتاعك انت عارف انا بصرف اد ايه في الاسبوع دا غير الفساتين و الخروجات و السفر قولي ايه المرتب الجامد ده هيقدر يوفر ليا كل احتياجاتي دي رد عليا هتقدر .
قاسم بذهول : و الله انا كنت معتقد انك عارفه أن انا حابب استقل و ابني نفسي و شخصيتي بعيد عن اسم عائلتي و بردو كنت فاهم انك عارفه أن ده مش بيحصل في يوم و ليله .
هند بسخريه : افهم ايه من كل ده انك هتفضل في حتة المكتب ده بالكامل قرش دول و المفروض أن انا لازم آبادي معاك من الصفر .
قاسم بدون تردد : المفروض و ايوه انا هفضل في المكتب و مش هتخلي عن شغلي. عشان خاطر اي حد و لا هتخلي عن شخصيتي عشان اي حد بردو .
هند بجدية : دا أخر كلام عندك ؟ ! .
قاسم بدون تفكير : ايوه ده أخر كلام عندي .
هند و هي تقوم بخلع خاتم الخطبه من إصبعها و تضعه أمام قاسم و تنهض من مكانها و تسير في اتجاه الباب دون التفوه بأي كلمه وسط ذهول قاسم فهو الآن كأنه يري عمته زينب بكل تفاصيلها . . . . . و لكنه تمالك نفسه و قام بالتقاط الخاتم و جلس ينظر إليه فهو لم يكن يحبها أو يختاره بنفسه و لكن شعور الرفض سي جداً .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .