الفصل التاسع
و في منزل حور البنا .
و عندما دلفت حور الى المنزل تنهمر دموعها على وجهها بشده ، ، حمدت ربها لعدم وجود أمها فى المنزل حتى لا تراها بتلك الحالة ، ، أزالت زينتها بسرعة و قامت بتغيير ملابسها و بعدها اتجهت الي الحمام و نزلت تحت الدش ، ، لكي تزيل آثار دموعها و حزنها مع المياه الجارية ، ، أنهت حمامها و بعدها لفت نفسها فى المنشفة ، ، و وقفت أمام المرآه و هي تنظر الى نفسها بمرارة ، ، فاليوم الذى بدأ سعيدا انتهى حزينا لم تكن تتوقع هذا إطلاقا ، ، كقصة حياتها لمست شفاهها فى حنين و شوق الي فهد ، ، لتتذكر كيف قبلها فهد بكل شغف و كيف هي ذابت بين ذراعيه ، ، ثم ادراكها بأنه مازال رجلا متزوجا بغيرها و هي علي أسمه و ليس هي لتشعر حوو بيد تعتصر قلبها بلا رحمة ، ، و بعد ان انهت حمامها اتجهت الي خزانه ملابسها و لبست أول قميص و صلت اليه يدها ، ، و جلست على سريرها تسترجع كل ما حدث طوال اليوم ، ، لتشعر بضربات قوية برأسها ثم أمسكت هاتفها لتستمع الى اغنيتها المفضلة والتى تعبر عن حالتها (على بالى لشرين عبدالوهاب )
و بعد ان استمعت الي الاغنيه ، ، و عندما انتهت أغلقت الهاتف و هي تتهند ، ، و تمسح دموعها و هي تحدث نفسها بهمس حزين قائله: انسي بقا شويه يا حور و حاولي تنامي شويه انتي عندك شغل بكرا ، ، و لازم تكوني قويه ديما ذي ما هو ديما بيشوفك .
و بعد مرور بعض الوقت دلفت والدتها فتحيه الى الغرفه ، ، فى نفس اللحظة وهى تلقى نظرة واحدة عليها لتقول بحدة: مالك بقا يا حلوه يا بنت البنا في اي ؟ ايه اللي حصل خلاكي معيطه بالشكل دا و لا كأن في قتيل هنا ؟
نظرت لها حور ثم تحدثت قائله بضيق: مش حصل حاجه خالص يا ماما ، ، انا بس تعبانه شويه و محتاجه انام علشان ارتاح .
نظرت فتحيه بغيط لها ثم تحدثت قائله فى غضب : بقا دا كله و مش حصل حاجه ، ، طيب يا حور علي العموم انا بكرا هاعرف كل الي حصل بطريقتي انا يا حلوه .
نظرت حور لها بغيظ ثم تحدثت قائله بملل : يا ماما اعملي الي انتي عاوزاه و يريحك يا ماما انتي حره ، ، بس أبوس ايدك سيبيني انام انا تعبانه و محتاجه ارتاح
نظرت فتحيه لها بسخرية ثم تحدثت قائله : نامي يا اختي ، ، هو دا بس الي انتي شاطره فيه و فالحه فيه بامتياز كمان .
كادت ان تغادر الغرفة عندما استوقفها صوت حوو و هي تقول بهدوء: اه صح يا ماما هو انتي كنتي فين كدا ؟ انا مش شوفتك خالص في الحفله ، ، و الكل كان عمال يسئل عليكي انتي مجتيش ليه بقا ؟
نظرت فتحيه بارتباك لاحظته حور على الفور فهي كانت تدقق في ملامحها ثم تحدثت فتحيه قائله : كنت عند واحده صحبتي تعبت كدا فجأه و انا اضطريت ان انا اروحلها بس .
نظرت حور لها اكثر ثم سألتها باهتمام : صحبتك مين يا ماما ممكن اعرف ؟
توترت فتحيه ثم قالت بارتباك: صاحبتي سناء يا حور .
و بعدها قالت فتحيه بحدة: و بعدين يعني يا حور هو مين فينا الام و تسأل مين و لا هي الادوار اتقلبت ، ، و بعدين هو تحقيق و لا اي ؟
نظرت لها حور ثم تحدثت بيأس: و لا تحقيق و لا حاجه يا ماما و لا حاجه ، ، و بعدين يا ماما الادوار مش اتقلبت و لا حاجه انا بس كنت بطمن عليكي مش اكتر.
نظرت فتحيه لها بسخرية: لا دا انتي فيكي الخير يا حور هانم .
و بعدها غادرت فتحيه الغرفه لتنظر حور في اثرها و هي تقول بقلق: يا تري في ايه بس و مخبيه اي عليا يا ماما ؟
ثم تنهدت و استقلت علي الفراش و ذهبت في سبات عميق .
- -
و في منزل تغريد السيد .
فتحت الداده حمديه الباب لتفاجأ بابنتها تغريد تقف على الباب تبتسم فى حب و هى تقول بسعادة : احلى مساء الخير لأحلي حاجه في حياتي يا ماما خدي بوسه ، ، ثم قبلتها على وجنتيها .
نظرت لها والدتها حمديه بفرح ثم ابتسمت قائلة : يا مساء السكر و الورد يا نور عين ماما من جوا ، ، احلى توتا في الدنيا دي ثم اخذتها في احضانها .
قبلتها تغريد مره اخري فى وجنتها ثم دلفت الى المنزل قالت حمديه: علي كدا بقا شكلها كانت حفله حلوه قوي يا حبيبتي ، ، و مزاجك رايق على الاخر .
ابتسمت تغريد و هي تنظر لها بسعاده ثم قالت: اه يا ماما كانت حلوه قوي يا ماما ، ، و كنت عامله زي سندريلا بالضبط يا ماما لغايه ثم صمتت تتذكر كلمات ريان لها ، ، لتتحدث والدتها قائله لها : لغايه اي بس يا توتي ؟
ابتسمت تغريد تنفض أفكارها قائلة: أبدا يا ماما بس لحد الساعه اول اما دقت ال ١٢ ، ، و انا ساعتها خرجت جري من الحفله و جيت هنا علي طول يا ماما و بس كدا .
نظرت حمديه لها و هي سعيده و فرحه لفرحتها فهي فلذه كبدها و نور عيونها ثم ابتسمت قائلة: انا كان نفسي أشوفك و انتي منوره الحفله يا نور عيني ، ، بس لو لا تعب خالتك و كتر خيرها الست مريم هي سمحتلي آخد أجازه علشان اروح ليها ، ، و انا رجعت من عندها بس علشان أشوفك و انتي رايحه الحفله ، ، و رجعتلها علي طول يا حبيبتي و يا دوب لسه جايه من عندها من نص ساعة بعد اما بنت خالتك جات ليها .
لم تستمع تغريد اى كلمة بعد كلمة الست مريم التى ظلت ترن فى أذنها مرارا و تكرارا لتتذكر مجددا ، ، فالفارق الكبير بينهما جدا حاولت أن تنسى الأمر ، ، فاليوم هى سعيدة للغاية و لا تريد لأى شئ أن يعكر صفو سعادتها لذا قالت : ألف سلامه عليها يا ماما هابقى أروح بكرا ان شاء الله أطمن علي خالتو ، ، و اشوف عايده لان بقالي كتير جدا مش شوفتها خالص .
ثم تثائبت تغريد و نظرت الي والدتها حمديه و قالت : انا هادخل يا ماما علشان عاوزه أنام عندي محاضرات مهمه الصبح ، ، تصبحي علي ألف خير يا حبيبتي .
قالت حمديه وهي تملس علي شعر تغريد : تلاقي الخير يا قلب ماما .
لتدخل تغريد الي غرفتها ، ، بينما والدتها حمديه ظلت تدعوا لها أن يديم سعادتها الواضحة على ملامحها الجميله و ان يرزقها بالزوج الصالح .
- -
و في منزل محمد الشاذلي .
كانت سهيله تجلس الى جوار الست مريم بالحديقة ، ، و تضع بعض اللمسات الأخيرة على رسمتها بينما يلعب التوأمين بالكرة تأملتهم لثوان ، ، و هى ترى فادي يوبخ أخته لرميها الكرة بعيدا لتترقرق الدموع فى عيون فريده ، ، كادت ان تتدخل لتجد فادي و قد اقترب من اخته ليضمها بحنان ، ، و هو يهمس فى أذنها بكلمات هدأتها على الفور ، ، لترتسم على شفتى سهيله ابتسامة حانية و سعيده ، ، لتنظر الست مريم الى ابتسامة سهيله و تنظر الى سبب ابتسامتها فتبتسم بدورها ، ، ثم تعود بنظراتها الى سهيله لتتسع ابتسامتها و هي ترى حنان الأم يغمر نظراتها ، ، حانت منها التفاتة الى رسمة سهيله لتقول فى دهشة: مش دا فارس ابني صح ؟
نظرت سهيله الى الست مريم بارتباك قائلة:
آه ايوه ، ، أصل يعنى انا شفته و هو راكب على حصانه و حسيت انى لازم أرسمهم و بس يا ست مريم .
أمسكت الست مريم بتلك الرسمة و هي تبتسم قائلة: ده حصانه رعد ، ، و بصراحه يا سهيله انتي بجد موهوبه جدا ، ، الصوره و كأنها حيه و ها تنطق يا بنتي ، ، كأني شيفاهم حقيقي قدامي .
ابتسمت سهيله بسعاده قائلة: طيب يا مريم هانم دي شهاده كبيره جدا ، ، و انتي بجد فرحتيني جدا بكلامك و شجعتيني ان انا اكمل الي انا بدأته .
نظرت لها الست مريم ثم تحدثت قائله فى حنان: انتي بجد الي فرحتيني يا بنتي اكتر من أول يوم جيتي هنا فيه ، ، انا لاقيت حد اتكلم معاه و ارتاح في الكلام معاه ، ، و رغم فرق السن الي ما بينا بس انتي مش محسساني بدا خالص ، ، حتي مع الاولاد انتي طفله و مدرسه و ام الي هما اتحرمو منها ، ، و معايا صديقتي و بنتي ، ، انتي بجد يا سهيله نعمه و جوهره ربنا انعم عليا بيها يا سوسو.
نظرت سهيله و عيونها تلمع بالدموع الفرحه و أسرعت تضمها قائلة: دا الكلام كتير جدا عليا ربنا يخليكي ليا يا احلي ماما مريم في الدنيا دي ، ، ثم انفجرت في نوبه بكاء .
ضمتها الست مريم بحنان و أغروقت عينيها بالدموع لتبتعد قائلة: بس بقا يا حبيبه قلبي ، ، انتي مالك كدا يا بنتي قلبتيها نكد كدا ليه ؟ انا مش بحب جو النكد دا علي الصبح كده ، ، خلي شويه لبليل احسن .
تراجعت سهيله و هى تضحك بشدة و لكن ما لبثت أن توقفت ضحكتها لتختفى و هى تصرخ قائلة: ما تخرجش من البوابه يا فادي ثم اخذت تنادي بصوت أعلي لكي يسمعها فاااادي ، ، و قامت مسرعه من مكانها .
ثم أسرعت تجرى خلف فادي الذى لم يستمع لكلماتها ، ، و خرج من البوابة ركضا وراء الكرة ليخرج فارس مسرعا على صراخها و هو يرى ما ذلك المشهد ، ، ليركض هو الآخر ورائهما ، ، و هو يلعن الحارس لعدم وجوده على البوابة و يتوعد له ، ، كانت سهيله خلف فادي تماما عندما رأت سيارة تأتى مسرعة باتجاه فادي ، ، لتصرخ بهلع باسمه قبل ان تأخذ بيده و تدفعه بعيدا لتصطدم هى بالسيارة بدلا منه ، ، و تقع مضرجة بدمائها ليصرخ فارس باسمها فى لوعة و خوف .
- -
و داخل المنزل بعد مرور بعض الوقت .
كان فارس يمشى أمام ممر غرفه نوم سهيله بعصبية و هو يكاد يجن من شده خوفه و قلقه عليها ،، و بعد مرور خمس دقائق خرج الطبيب مع والدته فيسرع اليه فارس قائلا بلهفه لم يستطيع اخفائها: خير يا مازن طمني هي عامله ايه دلوقتي ،، فاقت و لا لسه ؟
نظر له مازن و هو يحدثه و لكي يطمئن فارس و قال: اطمن يا فارس ، ، هي دلوقتي نايمه بعد اما انا اديتها الحقنه فيها منوم و بعدين انت قلقان ليه كدا ، ، احنا مش روحنا بيها على المستشفي و اتأكدنا بنفسنا ان ما فيش نزيف داخلي ، ، كل الموضوع هو شرخ بسيط جدا في ايدها الشمال ، ، يعني بس أقل من شهر بالضبط و ها تفك الجبس و تبقا كويسه جدا ، ، بس اهم حاجه ترتاح بس و تاخد العلاج و ها تبقي تمام بعدها .
نظر له فارس ثم تنهد بارتياح و قال: اللهم لك الحمد والشكر على كل حال ،، ربنا يتم شفاها على خير .
نظر اليه كل من الست مريم و مازن صديقه ليمرر يده فى شعره بارتباك قائلا: الحمد لله يعني ان احنا اطمنا عليها ، ، دي ضحت بنفسها علشان خاطر فادي ابني و مش همها حياتها خالص .
قالت الست مريم بحب: دي بنت اصول و الله ربنا يحميها و يحفظها دي جوهره .
نظر اليهم مازن ثم تحدث بهدوء قائلا: و الله انا مش قادر انسي اللي حصل لحد الأن ، ، انا لما اتفاجأت بفادي قدام العربيه و حاولت اتفاداه و أفرمل بسرعه ، ، بس للاسف مش بسرعه كافيه ، ، مش عارف لولا سهيله الي انقذته في الوقت المناسب .
لينظر اليه في تلك اللحظه فارس بغضب و حده ليستطرد مازن حديثه بتوتر: انا اقصد لولا ميس سهيله اتصرفت ، ، ربنا هو الي كان عالم ايه هو الي ها يحصل لفادي الحمد لله على كل حال .
ليتحدث مازن بفضول قائلا: إلا صولي يا فارس صحيح مين هي الانسه سهيله ؟ هي تقرب ليكم اي أو علاقتها بيكم اي ؟
نظر له فارس بصيق و غيره ، ، و هو يلاحظ اعجاب مازن بسهيله ثم تنهد و قال : دي مربيه الخاصه بالاولاد يا مازن .
أومأ مازن براسه ليقول باعجاب: دي شكلها طيبه جدا ، ، و حنينه جدا علي الاولاد علشان كدا مش بطلو عياط خالص من الخوف عليها
انا هاروح بقا دلوقتي علشان عندي المستشفى و ها عدي عليك باليل ان شاء الله اطمن عليها و تكون هي اتحسنت شويه .
و في اللحظه تلك قبض فارس علي يده بقوه شديده و هو يتحدث بغضب و غيره فقال بحده رغما عنه : انا المفروض عارف ان هي ها تفضل نايمه لحد تاني يوم الي هو الصبح يا مازن ، ، فا متجيش انت تاني و تتعب نفسك يا مازن انت وراك شغل المستشفى .
نظر له مازن ثم تحدث دون أن يلاحظ غيرته و قال: طيب تمام يا فارس أشوفكم بكرا ان شاء الله ، ، ثم استأذن منهم للذهاب الي المستشفى ، ، غادر مازن تاركا فارس يغلى من الغيرة ، ، لتقترب منه الست مريم و هي تنظر له بنظرة فاحصة و تحدثت قائله: مالك بس يا فارس يا حبيبي ، ، انت فيك اي بس ؟
تجنب فارس عدم النظر في عيونها لانها تقرء عيونه دائما فتحدث قائلا : ما فيش حاجه يا ماما و بعدين انا مالي يا ماما ؟ انا الحمد لله كويس جدا اهو .
نظرت له الست مريم بحنان : انت لأ مش كويس يا فارس ، ، و مش ها تبقي كويس خالص غير لما سهيله تفوق و انت تطمن ان هي بقت كويسه يا فارس انا عارفاك اكتر من نفسك يا فارس انت ابني و كتاب مفتوح ليا .
نظر اليها فارس بدهشة قائلا: انتي بتقولي اي بس يا ماما ؟
اقتربت منه الست مريم قائلة: انا بقولك يا فارس اللي انت مش قادر تقوله بلسانك ، ، بس عيونك و كل حته فيك بتقوله يا فارس .
أخفض فارس عيونه قائلا: بس يا ماما .
و لكن قاطعته الست مريم قائلة: من غير بس يا فارس ، ، سهيله دي جوهره نادره جدا و مش كل واحد بيعرف قيمتها ، ، بس هي خلاص لاقت اللي ها يقدرها كويس و يحافظ عليها ، ، و عمره ما هايفكر ان هو يبيعها لكن لو فرط فيها ، ، و غيره بقا ساعتها ها يحبها و يحافظ عليها و ها يحطها جوه عيونه ، ، ثم تنهدت و اكملت فوق يا فارس يا ابني ، ، فوق قبل فوات الاوان و تضيع منك خالص .
نظر اليها فارس نظرة طويلة ليقول بعدها بهدوء: انا ها روح اشوف الولاد يا ماما و اطمن عليهم ، ، بعد اذن حضرتك يا ماما .
ثم بعدها تحدث بتردد و قال : هو مين يا ماما اللي هايبات مع سهيله ؟
ابتسمت الست مريم لتدرك قلقه لتقول: انا الي ها بات معاها يا قلب ماما ، ، انت عارف ان باباك مسافر للشغل و انا هسهر جنبها للصبح مش عاوزاك تقلق يا حبيبي .
نظر فارس لها و هو يلعب في شعره بتوتر ثم قال فارس بارتباك: انا مش قلقان يا ماما بعد اذن حضرتك .
ثم غادر فارس علي الفور ، ، و تتابعه الست مريم قائلة بهمس حنون: انت مش قلقان خالص ، ، دا انت لو كان في ايدك انك انت تسهر جنبها ، ، كنت سهرت و خدت بالك منها ، ، لكن انت يا ابني عندك و كبريائك واقفين ديما في طريقك لعشقها يا فارس ، ، انا بس نفسي اعرف انت خايف من اي بس ؟ ربنا يجبر بخاطرك يا ابني و يريح قلبك و يصلح حالك و حال سهيله و يجمعكو علي خير ، ، و تنطق قبل اما تضيع من ايدك .
و بعدها دخلت الي غرفه سهيله لتجلس بجانبها و ترعاها حتي تفيق في الصباح .
- -
و على الجانب الاخر في غرفه ريان .
كان ريان يدور فى غرفته كالأسد الحبيس و هو يتسائل ، ، فى حيرة عن سر اختفاء تغريدته و حده هو ، ، و عدم ذهابها الى الجامعة اليوم ، ، هل هى بخير؟ و هل أصابها مكروه ؟ هو فقط لا يدرى لا يدرى ماذا يفعل لكي يطمئن عليها ، ، زفر بقوة كم اشتاق اليها و لم يمضى على فراقهما سوى يوم واحد فقط ، ، كيف استطاعت ان تتغلغل فى كيانه بتلك الصورة ؟ هل اصابه هو الآخر العشق الملعون ؟ ترى ما السر فيها كى يعشقها بتلك الصورة ، ، ألا انها حقا فاتنة كلا فقد قابل العديد من الفاتنات بالخارج و لم يؤثروا فيه مثلما أثرت به تلك التغريده الجميله التي اصبحت هوسه و عشقه الملعون ، ، فكل ما فيها يجذبه و يشده اليها اكثر ، ، حقا كل ما فيها مميز ، ، حقا جمالها مميز نظراتها خطواتها عطرها الذي يفقده صوابه ، ، شعرها الذي يعشقه منذ الصغر و هي ذات الضفيرتين ، ، كلماتها و حتي صمتها يعشقه
ففي طريقهم و هما عائدين الي منزلها التزمت تغريد الصمت و لم تنطق بحرف واحد ، ، و كلما حاول ان يتحدث معها و استدراكها بالكلام و التحدث معه ، ، أخرسته تغريد بنظره واحده من عيونها الجميله ، ، ليصمت تماما و يتعبد في محرابهما ، ، حتي أوصلها الي منزلها لتنزل هي بكل رقه و لا تقول له سوي كلمه واحده فقط شكرا ، ، ليدق قلبه و جعا لفراقها و لكن بوعد ان يراها في الصباح
ليرجع من جامعتها خالي الوفاض ، ، و لكنه
لن ييأس أبدا و سيذهب اليها مجددا ، ، و ان لم يجدها سوف يذهب الي منزلها ، ، سيحاصرها و يحاصرها حتي تستلم لعشقه الملعون و تصبح زوجته هو فقط ، ،. فقو قد بات أسيرا لها و هو سعيدا بأسرها .
# يتبع
فاطمه محمد
و عندما دلفت حور الى المنزل تنهمر دموعها على وجهها بشده ، ، حمدت ربها لعدم وجود أمها فى المنزل حتى لا تراها بتلك الحالة ، ، أزالت زينتها بسرعة و قامت بتغيير ملابسها و بعدها اتجهت الي الحمام و نزلت تحت الدش ، ، لكي تزيل آثار دموعها و حزنها مع المياه الجارية ، ، أنهت حمامها و بعدها لفت نفسها فى المنشفة ، ، و وقفت أمام المرآه و هي تنظر الى نفسها بمرارة ، ، فاليوم الذى بدأ سعيدا انتهى حزينا لم تكن تتوقع هذا إطلاقا ، ، كقصة حياتها لمست شفاهها فى حنين و شوق الي فهد ، ، لتتذكر كيف قبلها فهد بكل شغف و كيف هي ذابت بين ذراعيه ، ، ثم ادراكها بأنه مازال رجلا متزوجا بغيرها و هي علي أسمه و ليس هي لتشعر حوو بيد تعتصر قلبها بلا رحمة ، ، و بعد ان انهت حمامها اتجهت الي خزانه ملابسها و لبست أول قميص و صلت اليه يدها ، ، و جلست على سريرها تسترجع كل ما حدث طوال اليوم ، ، لتشعر بضربات قوية برأسها ثم أمسكت هاتفها لتستمع الى اغنيتها المفضلة والتى تعبر عن حالتها (على بالى لشرين عبدالوهاب )
و بعد ان استمعت الي الاغنيه ، ، و عندما انتهت أغلقت الهاتف و هي تتهند ، ، و تمسح دموعها و هي تحدث نفسها بهمس حزين قائله: انسي بقا شويه يا حور و حاولي تنامي شويه انتي عندك شغل بكرا ، ، و لازم تكوني قويه ديما ذي ما هو ديما بيشوفك .
و بعد مرور بعض الوقت دلفت والدتها فتحيه الى الغرفه ، ، فى نفس اللحظة وهى تلقى نظرة واحدة عليها لتقول بحدة: مالك بقا يا حلوه يا بنت البنا في اي ؟ ايه اللي حصل خلاكي معيطه بالشكل دا و لا كأن في قتيل هنا ؟
نظرت لها حور ثم تحدثت قائله بضيق: مش حصل حاجه خالص يا ماما ، ، انا بس تعبانه شويه و محتاجه انام علشان ارتاح .
نظرت فتحيه بغيط لها ثم تحدثت قائله فى غضب : بقا دا كله و مش حصل حاجه ، ، طيب يا حور علي العموم انا بكرا هاعرف كل الي حصل بطريقتي انا يا حلوه .
نظرت حور لها بغيظ ثم تحدثت قائله بملل : يا ماما اعملي الي انتي عاوزاه و يريحك يا ماما انتي حره ، ، بس أبوس ايدك سيبيني انام انا تعبانه و محتاجه ارتاح
نظرت فتحيه لها بسخرية ثم تحدثت قائله : نامي يا اختي ، ، هو دا بس الي انتي شاطره فيه و فالحه فيه بامتياز كمان .
كادت ان تغادر الغرفة عندما استوقفها صوت حوو و هي تقول بهدوء: اه صح يا ماما هو انتي كنتي فين كدا ؟ انا مش شوفتك خالص في الحفله ، ، و الكل كان عمال يسئل عليكي انتي مجتيش ليه بقا ؟
نظرت فتحيه بارتباك لاحظته حور على الفور فهي كانت تدقق في ملامحها ثم تحدثت فتحيه قائله : كنت عند واحده صحبتي تعبت كدا فجأه و انا اضطريت ان انا اروحلها بس .
نظرت حور لها اكثر ثم سألتها باهتمام : صحبتك مين يا ماما ممكن اعرف ؟
توترت فتحيه ثم قالت بارتباك: صاحبتي سناء يا حور .
و بعدها قالت فتحيه بحدة: و بعدين يعني يا حور هو مين فينا الام و تسأل مين و لا هي الادوار اتقلبت ، ، و بعدين هو تحقيق و لا اي ؟
نظرت لها حور ثم تحدثت بيأس: و لا تحقيق و لا حاجه يا ماما و لا حاجه ، ، و بعدين يا ماما الادوار مش اتقلبت و لا حاجه انا بس كنت بطمن عليكي مش اكتر.
نظرت فتحيه لها بسخرية: لا دا انتي فيكي الخير يا حور هانم .
و بعدها غادرت فتحيه الغرفه لتنظر حور في اثرها و هي تقول بقلق: يا تري في ايه بس و مخبيه اي عليا يا ماما ؟
ثم تنهدت و استقلت علي الفراش و ذهبت في سبات عميق .
- -
و في منزل تغريد السيد .
فتحت الداده حمديه الباب لتفاجأ بابنتها تغريد تقف على الباب تبتسم فى حب و هى تقول بسعادة : احلى مساء الخير لأحلي حاجه في حياتي يا ماما خدي بوسه ، ، ثم قبلتها على وجنتيها .
نظرت لها والدتها حمديه بفرح ثم ابتسمت قائلة : يا مساء السكر و الورد يا نور عين ماما من جوا ، ، احلى توتا في الدنيا دي ثم اخذتها في احضانها .
قبلتها تغريد مره اخري فى وجنتها ثم دلفت الى المنزل قالت حمديه: علي كدا بقا شكلها كانت حفله حلوه قوي يا حبيبتي ، ، و مزاجك رايق على الاخر .
ابتسمت تغريد و هي تنظر لها بسعاده ثم قالت: اه يا ماما كانت حلوه قوي يا ماما ، ، و كنت عامله زي سندريلا بالضبط يا ماما لغايه ثم صمتت تتذكر كلمات ريان لها ، ، لتتحدث والدتها قائله لها : لغايه اي بس يا توتي ؟
ابتسمت تغريد تنفض أفكارها قائلة: أبدا يا ماما بس لحد الساعه اول اما دقت ال ١٢ ، ، و انا ساعتها خرجت جري من الحفله و جيت هنا علي طول يا ماما و بس كدا .
نظرت حمديه لها و هي سعيده و فرحه لفرحتها فهي فلذه كبدها و نور عيونها ثم ابتسمت قائلة: انا كان نفسي أشوفك و انتي منوره الحفله يا نور عيني ، ، بس لو لا تعب خالتك و كتر خيرها الست مريم هي سمحتلي آخد أجازه علشان اروح ليها ، ، و انا رجعت من عندها بس علشان أشوفك و انتي رايحه الحفله ، ، و رجعتلها علي طول يا حبيبتي و يا دوب لسه جايه من عندها من نص ساعة بعد اما بنت خالتك جات ليها .
لم تستمع تغريد اى كلمة بعد كلمة الست مريم التى ظلت ترن فى أذنها مرارا و تكرارا لتتذكر مجددا ، ، فالفارق الكبير بينهما جدا حاولت أن تنسى الأمر ، ، فاليوم هى سعيدة للغاية و لا تريد لأى شئ أن يعكر صفو سعادتها لذا قالت : ألف سلامه عليها يا ماما هابقى أروح بكرا ان شاء الله أطمن علي خالتو ، ، و اشوف عايده لان بقالي كتير جدا مش شوفتها خالص .
ثم تثائبت تغريد و نظرت الي والدتها حمديه و قالت : انا هادخل يا ماما علشان عاوزه أنام عندي محاضرات مهمه الصبح ، ، تصبحي علي ألف خير يا حبيبتي .
قالت حمديه وهي تملس علي شعر تغريد : تلاقي الخير يا قلب ماما .
لتدخل تغريد الي غرفتها ، ، بينما والدتها حمديه ظلت تدعوا لها أن يديم سعادتها الواضحة على ملامحها الجميله و ان يرزقها بالزوج الصالح .
- -
و في منزل محمد الشاذلي .
كانت سهيله تجلس الى جوار الست مريم بالحديقة ، ، و تضع بعض اللمسات الأخيرة على رسمتها بينما يلعب التوأمين بالكرة تأملتهم لثوان ، ، و هى ترى فادي يوبخ أخته لرميها الكرة بعيدا لتترقرق الدموع فى عيون فريده ، ، كادت ان تتدخل لتجد فادي و قد اقترب من اخته ليضمها بحنان ، ، و هو يهمس فى أذنها بكلمات هدأتها على الفور ، ، لترتسم على شفتى سهيله ابتسامة حانية و سعيده ، ، لتنظر الست مريم الى ابتسامة سهيله و تنظر الى سبب ابتسامتها فتبتسم بدورها ، ، ثم تعود بنظراتها الى سهيله لتتسع ابتسامتها و هي ترى حنان الأم يغمر نظراتها ، ، حانت منها التفاتة الى رسمة سهيله لتقول فى دهشة: مش دا فارس ابني صح ؟
نظرت سهيله الى الست مريم بارتباك قائلة:
آه ايوه ، ، أصل يعنى انا شفته و هو راكب على حصانه و حسيت انى لازم أرسمهم و بس يا ست مريم .
أمسكت الست مريم بتلك الرسمة و هي تبتسم قائلة: ده حصانه رعد ، ، و بصراحه يا سهيله انتي بجد موهوبه جدا ، ، الصوره و كأنها حيه و ها تنطق يا بنتي ، ، كأني شيفاهم حقيقي قدامي .
ابتسمت سهيله بسعاده قائلة: طيب يا مريم هانم دي شهاده كبيره جدا ، ، و انتي بجد فرحتيني جدا بكلامك و شجعتيني ان انا اكمل الي انا بدأته .
نظرت لها الست مريم ثم تحدثت قائله فى حنان: انتي بجد الي فرحتيني يا بنتي اكتر من أول يوم جيتي هنا فيه ، ، انا لاقيت حد اتكلم معاه و ارتاح في الكلام معاه ، ، و رغم فرق السن الي ما بينا بس انتي مش محسساني بدا خالص ، ، حتي مع الاولاد انتي طفله و مدرسه و ام الي هما اتحرمو منها ، ، و معايا صديقتي و بنتي ، ، انتي بجد يا سهيله نعمه و جوهره ربنا انعم عليا بيها يا سوسو.
نظرت سهيله و عيونها تلمع بالدموع الفرحه و أسرعت تضمها قائلة: دا الكلام كتير جدا عليا ربنا يخليكي ليا يا احلي ماما مريم في الدنيا دي ، ، ثم انفجرت في نوبه بكاء .
ضمتها الست مريم بحنان و أغروقت عينيها بالدموع لتبتعد قائلة: بس بقا يا حبيبه قلبي ، ، انتي مالك كدا يا بنتي قلبتيها نكد كدا ليه ؟ انا مش بحب جو النكد دا علي الصبح كده ، ، خلي شويه لبليل احسن .
تراجعت سهيله و هى تضحك بشدة و لكن ما لبثت أن توقفت ضحكتها لتختفى و هى تصرخ قائلة: ما تخرجش من البوابه يا فادي ثم اخذت تنادي بصوت أعلي لكي يسمعها فاااادي ، ، و قامت مسرعه من مكانها .
ثم أسرعت تجرى خلف فادي الذى لم يستمع لكلماتها ، ، و خرج من البوابة ركضا وراء الكرة ليخرج فارس مسرعا على صراخها و هو يرى ما ذلك المشهد ، ، ليركض هو الآخر ورائهما ، ، و هو يلعن الحارس لعدم وجوده على البوابة و يتوعد له ، ، كانت سهيله خلف فادي تماما عندما رأت سيارة تأتى مسرعة باتجاه فادي ، ، لتصرخ بهلع باسمه قبل ان تأخذ بيده و تدفعه بعيدا لتصطدم هى بالسيارة بدلا منه ، ، و تقع مضرجة بدمائها ليصرخ فارس باسمها فى لوعة و خوف .
- -
و داخل المنزل بعد مرور بعض الوقت .
كان فارس يمشى أمام ممر غرفه نوم سهيله بعصبية و هو يكاد يجن من شده خوفه و قلقه عليها ،، و بعد مرور خمس دقائق خرج الطبيب مع والدته فيسرع اليه فارس قائلا بلهفه لم يستطيع اخفائها: خير يا مازن طمني هي عامله ايه دلوقتي ،، فاقت و لا لسه ؟
نظر له مازن و هو يحدثه و لكي يطمئن فارس و قال: اطمن يا فارس ، ، هي دلوقتي نايمه بعد اما انا اديتها الحقنه فيها منوم و بعدين انت قلقان ليه كدا ، ، احنا مش روحنا بيها على المستشفي و اتأكدنا بنفسنا ان ما فيش نزيف داخلي ، ، كل الموضوع هو شرخ بسيط جدا في ايدها الشمال ، ، يعني بس أقل من شهر بالضبط و ها تفك الجبس و تبقا كويسه جدا ، ، بس اهم حاجه ترتاح بس و تاخد العلاج و ها تبقي تمام بعدها .
نظر له فارس ثم تنهد بارتياح و قال: اللهم لك الحمد والشكر على كل حال ،، ربنا يتم شفاها على خير .
نظر اليه كل من الست مريم و مازن صديقه ليمرر يده فى شعره بارتباك قائلا: الحمد لله يعني ان احنا اطمنا عليها ، ، دي ضحت بنفسها علشان خاطر فادي ابني و مش همها حياتها خالص .
قالت الست مريم بحب: دي بنت اصول و الله ربنا يحميها و يحفظها دي جوهره .
نظر اليهم مازن ثم تحدث بهدوء قائلا: و الله انا مش قادر انسي اللي حصل لحد الأن ، ، انا لما اتفاجأت بفادي قدام العربيه و حاولت اتفاداه و أفرمل بسرعه ، ، بس للاسف مش بسرعه كافيه ، ، مش عارف لولا سهيله الي انقذته في الوقت المناسب .
لينظر اليه في تلك اللحظه فارس بغضب و حده ليستطرد مازن حديثه بتوتر: انا اقصد لولا ميس سهيله اتصرفت ، ، ربنا هو الي كان عالم ايه هو الي ها يحصل لفادي الحمد لله على كل حال .
ليتحدث مازن بفضول قائلا: إلا صولي يا فارس صحيح مين هي الانسه سهيله ؟ هي تقرب ليكم اي أو علاقتها بيكم اي ؟
نظر له فارس بصيق و غيره ، ، و هو يلاحظ اعجاب مازن بسهيله ثم تنهد و قال : دي مربيه الخاصه بالاولاد يا مازن .
أومأ مازن براسه ليقول باعجاب: دي شكلها طيبه جدا ، ، و حنينه جدا علي الاولاد علشان كدا مش بطلو عياط خالص من الخوف عليها
انا هاروح بقا دلوقتي علشان عندي المستشفى و ها عدي عليك باليل ان شاء الله اطمن عليها و تكون هي اتحسنت شويه .
و في اللحظه تلك قبض فارس علي يده بقوه شديده و هو يتحدث بغضب و غيره فقال بحده رغما عنه : انا المفروض عارف ان هي ها تفضل نايمه لحد تاني يوم الي هو الصبح يا مازن ، ، فا متجيش انت تاني و تتعب نفسك يا مازن انت وراك شغل المستشفى .
نظر له مازن ثم تحدث دون أن يلاحظ غيرته و قال: طيب تمام يا فارس أشوفكم بكرا ان شاء الله ، ، ثم استأذن منهم للذهاب الي المستشفى ، ، غادر مازن تاركا فارس يغلى من الغيرة ، ، لتقترب منه الست مريم و هي تنظر له بنظرة فاحصة و تحدثت قائله: مالك بس يا فارس يا حبيبي ، ، انت فيك اي بس ؟
تجنب فارس عدم النظر في عيونها لانها تقرء عيونه دائما فتحدث قائلا : ما فيش حاجه يا ماما و بعدين انا مالي يا ماما ؟ انا الحمد لله كويس جدا اهو .
نظرت له الست مريم بحنان : انت لأ مش كويس يا فارس ، ، و مش ها تبقي كويس خالص غير لما سهيله تفوق و انت تطمن ان هي بقت كويسه يا فارس انا عارفاك اكتر من نفسك يا فارس انت ابني و كتاب مفتوح ليا .
نظر اليها فارس بدهشة قائلا: انتي بتقولي اي بس يا ماما ؟
اقتربت منه الست مريم قائلة: انا بقولك يا فارس اللي انت مش قادر تقوله بلسانك ، ، بس عيونك و كل حته فيك بتقوله يا فارس .
أخفض فارس عيونه قائلا: بس يا ماما .
و لكن قاطعته الست مريم قائلة: من غير بس يا فارس ، ، سهيله دي جوهره نادره جدا و مش كل واحد بيعرف قيمتها ، ، بس هي خلاص لاقت اللي ها يقدرها كويس و يحافظ عليها ، ، و عمره ما هايفكر ان هو يبيعها لكن لو فرط فيها ، ، و غيره بقا ساعتها ها يحبها و يحافظ عليها و ها يحطها جوه عيونه ، ، ثم تنهدت و اكملت فوق يا فارس يا ابني ، ، فوق قبل فوات الاوان و تضيع منك خالص .
نظر اليها فارس نظرة طويلة ليقول بعدها بهدوء: انا ها روح اشوف الولاد يا ماما و اطمن عليهم ، ، بعد اذن حضرتك يا ماما .
ثم بعدها تحدث بتردد و قال : هو مين يا ماما اللي هايبات مع سهيله ؟
ابتسمت الست مريم لتدرك قلقه لتقول: انا الي ها بات معاها يا قلب ماما ، ، انت عارف ان باباك مسافر للشغل و انا هسهر جنبها للصبح مش عاوزاك تقلق يا حبيبي .
نظر فارس لها و هو يلعب في شعره بتوتر ثم قال فارس بارتباك: انا مش قلقان يا ماما بعد اذن حضرتك .
ثم غادر فارس علي الفور ، ، و تتابعه الست مريم قائلة بهمس حنون: انت مش قلقان خالص ، ، دا انت لو كان في ايدك انك انت تسهر جنبها ، ، كنت سهرت و خدت بالك منها ، ، لكن انت يا ابني عندك و كبريائك واقفين ديما في طريقك لعشقها يا فارس ، ، انا بس نفسي اعرف انت خايف من اي بس ؟ ربنا يجبر بخاطرك يا ابني و يريح قلبك و يصلح حالك و حال سهيله و يجمعكو علي خير ، ، و تنطق قبل اما تضيع من ايدك .
و بعدها دخلت الي غرفه سهيله لتجلس بجانبها و ترعاها حتي تفيق في الصباح .
- -
و على الجانب الاخر في غرفه ريان .
كان ريان يدور فى غرفته كالأسد الحبيس و هو يتسائل ، ، فى حيرة عن سر اختفاء تغريدته و حده هو ، ، و عدم ذهابها الى الجامعة اليوم ، ، هل هى بخير؟ و هل أصابها مكروه ؟ هو فقط لا يدرى لا يدرى ماذا يفعل لكي يطمئن عليها ، ، زفر بقوة كم اشتاق اليها و لم يمضى على فراقهما سوى يوم واحد فقط ، ، كيف استطاعت ان تتغلغل فى كيانه بتلك الصورة ؟ هل اصابه هو الآخر العشق الملعون ؟ ترى ما السر فيها كى يعشقها بتلك الصورة ، ، ألا انها حقا فاتنة كلا فقد قابل العديد من الفاتنات بالخارج و لم يؤثروا فيه مثلما أثرت به تلك التغريده الجميله التي اصبحت هوسه و عشقه الملعون ، ، فكل ما فيها يجذبه و يشده اليها اكثر ، ، حقا كل ما فيها مميز ، ، حقا جمالها مميز نظراتها خطواتها عطرها الذي يفقده صوابه ، ، شعرها الذي يعشقه منذ الصغر و هي ذات الضفيرتين ، ، كلماتها و حتي صمتها يعشقه
ففي طريقهم و هما عائدين الي منزلها التزمت تغريد الصمت و لم تنطق بحرف واحد ، ، و كلما حاول ان يتحدث معها و استدراكها بالكلام و التحدث معه ، ، أخرسته تغريد بنظره واحده من عيونها الجميله ، ، ليصمت تماما و يتعبد في محرابهما ، ، حتي أوصلها الي منزلها لتنزل هي بكل رقه و لا تقول له سوي كلمه واحده فقط شكرا ، ، ليدق قلبه و جعا لفراقها و لكن بوعد ان يراها في الصباح
ليرجع من جامعتها خالي الوفاض ، ، و لكنه
لن ييأس أبدا و سيذهب اليها مجددا ، ، و ان لم يجدها سوف يذهب الي منزلها ، ، سيحاصرها و يحاصرها حتي تستلم لعشقه الملعون و تصبح زوجته هو فقط ، ،. فقو قد بات أسيرا لها و هو سعيدا بأسرها .
# يتبع
فاطمه محمد