الفصل الحادى عشر
ممرضة دمرت حياتى
الحلقة الحادية عشر
........................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ضاعت أحلام روان في لحظة واحدة ، فقد كان حلمها أن تتزوج
من طبيب تفتخر به أمام الناس ، وأيضا ثرى ينتشلها من الفقر
إلى الثراء والحياة الكريمة التي لطالما تمنتها وحلمت بها كثيرا، وظنت أنها هكذا ستكون أفضل من صديقتها حنين ، التي غارت منها بسبب أنها سترتبط بابن خالتها حكيم الباشمهندس ،فأرادت أن تكون هي أفضل منها وتحظى بطبيب لتتفاخر به .
ولكنها للأسف استفاقت من حلمها هذا على كابوس مروع .
حيث أنّ هذا الطبيب المخادع لم يكن إلا صيادا انتقى فريسته بعناية ، أصابها في مقتل ، وأصبحت بين عشية وضحاها إحدى ضحاياه بعد أن كانت تظن أنها ستكون زوجته ولكنه خدعها وسلب منها أعز ما تملكه الفتاة ، فانكسرت وشعرت بالذل والمهانة .
بل وطردها أيضا من منزله ،كأنها هي التي اعتدت عليه وليس هو .
فنزلت إلى الشارع تجوب الطرقات والدموع تنزل على وجنتيها بغزارة ، لا تدري ما تفعل ولا أين تذهب .
وحاول الكثير من الناس التقرب إليها ليعلم سر دموعها في محاولة منهم للتخفيف عنها ، ربما كانت تعاني من شيء أو تحتاج إلى شيء ولكنها كانت ترفض أي حديث أو مساعدة .
ثم رن هاتفها فجأة ليفزعها فهي تعلم أن الوقت قد تأخر
وبالتأكيد هذا والدها يتصل للإطمئنان عليها .
روان ببكاء وغصة مريرة...هقوله إيه دلوقتي ؟
ده أنا كنت منتظرة بفارغ الصبر اللحظة اللي هدخل بيها عليه
وفي ايدي الدكتور عشان يفرح .
دلوقتي هدخل عليه بفضيحة وعار .
يارتني كنت موت قبل ما أشوف اليوم ده .
أعمل إيه يارب ، أعمل إيه ؟
ثم تذكرت الشبكة التي اشتراها لها خالد .
ففكرت أن تعيدها للرجل وتستنفع بثمنها .
ولكنها تفاجأت عندما فتحتها أنها لا يوجد بها سوى الدبل .
مع ورقة صغيرة ، ففتحت الورقة ، لتجد مكتوب بها
( معلش يا رورو ، أنا قولت بدال مفيش نصيب بينا ، يبقا مفيش داعي للشبكة ، صح ولا إيه ؟
فأخدتها وسيبتلك بس الدبلة ، ذكرى حلوة للحظات الجميلة اللي قضتها معاكي ..)
فانفعلت روان ومزقت الورقة قائلة ...آه يا واطي ، يا حرامي ، يا اللي معندكش دم .
والله لأشرب من دمك ده في يوم من الأيام يا خالد .
ثم أعاد والدها الإتصال فاضطرت الاستجابة .
والداها ...إيه يا بنتي اللي أخرك كل ده بره البيت .
كل ده في الشغل معقول ؟
روان ...معلش ، أصلي اتعركت مع ناس في المستشفى .
وصاحب المستشفى طردني .
وقعدت ألف على شغل تاني في أي مستشفى ، مش لاقية .
والد روان ...لا حول ولا قوة إلا بالله .
وهتعملي إيه دلوقتي هتصرفي منين ؟
روان ...هنزل من بكرة أدور على شغل تاني وربنا يسهل .
والد روان ...طيب متقوليش حاجة لمديحة ، أنك سبتي الشغل ، ولا أنتِ عرفاها عصبية وهتبهدلنا .
روان بغصة مريرة...عارفة يا بابا .
ومش عارفه هتفضل صابر عليها لأمتى ، بتراضيها على حساب نفسك وعلى حسابي أنا بنتك ، من لحمك ودمك .
والد روان ...معلش ،هي عصبية بس قلبها طيب .
ومخلف منها اخواتك الصغيرين ومش عايزهم يتشردوا .
روان بحزن ...اه عيالك الصغيرين من الست هانم مراتك ، لكن أنا عادى أتشرد .
ثم بكت قائلة ...الله يرحمك يا ماما ، من ساعة ما موتي وأنا مشوفتش يوم حلو من بعدك .
والد روان ...ربنا يرحمها ، نصيب .
ومع السلامة بقا ، عشان سامع صوتها جاية .
ومش عايز مشاكل ، ويلا متتأخريش عشان متسمعيش منها كلمتين ملهمش لازمة .
روان بسخرية ...آه _ حاضر ، حاضر .
فأغلق والدها الخط لتتنهد روان بمرارة قائلة ...ياما حلمت أجوز إنسان محترم عشان أخلص من عذاب مرات أبويا .
بس للأسف ، ضحك عليا ، وبدل ما كان عذاب واحد ، بقا عذابين .
ثم نظرت إلى الدبل ورددت ، هروح أبيع دول وأمري لله .
عشان أصرف بيهم عقبال ملاقي شغل تاني .
وبالفعل ذهبت للصائغ وتم البيع .
وعادت أدراجها نحو المنزل .
مديحة بسخرية ...والله عال يا ست هانم .
أنتِ عارفة الساعة كام دلوقتي ؟
روان بكسرة نفس ...معلش كان عندي شغل كتير .
مديحة ..يعالم إيه الشغل ده يا هانم ، منا عرفاكِ كويس .
وعارفة تربيتك يا بت هانم .
ما أنتِ طلعلها بالظبط ، حرباية وسيرتك على كل لسان .
ولولا أبوكِ ، مكنتش سمحت لك تعيشي معايا يا غلوية أنتِ .
والد روان ...خلاص خلاص هدي نفسك يا ديحة مش كده صحتك يا حبيبتي.
فانفعلت روان في وجهها قائلة ...إياك تجيبي سيرة أمي على لسانك تاني ، أنتِ فاهمة .
على الأقل كانت لسانها طيب مش زيك بلسانين .
وكانت أشرف من الشرف ،وأنتِ اللي دحلبتي وعملتي صحبتها لغاية ما أخدتي أبويا منها وماتت بحسرتها .
ردت مديحة ..غاضبة ، اسكتي قطع لسانك .
سامع اللي بتقوله بنتك يا إسماعيل ، هو أنا اللي أخدتك منها ، ولا أنت اللي حفيت عقبال ما وفقت عليك .
إسماعيل ..آه طبعا يا حبيبتي ، أنا اللي مصدقت أنول رضاكي، ثم وجه حديثه الى روان ... عيب كده يا روان ، ويلا اعتذري ليها .
روان ... أنا أعتذر ليها ، بعد كل اللي قالته يا بابا ، وأنت سامع بودانك .
إسماعيل ..بس هي كبيرة وليها احترام يا بتي .
مديحة ...كبيرة إيه يا راجل !
ده أنا أصبى من بنتك .
اسماعيل ...آه طبعا يا حبيبتي .
مديحة ... طيب أنا هسامحها فعلا لو استسمحتني ووطت على إيدي تبوسها .
روان بغضب ...أبوس إيدك أنتِ !
لا طبعا .
ومش هعتذر كمان ، عشان أنا مغلطتش .
مديحة بانفعال ...طيب ، واللي خلق الخلق يا بت يا روان،
أما جيتي وحبيتي وبوستي ايدي ، ما أنتِ بايتة فيها الليلة ، وهتباتي في الشارع مع كلاب السكك .
أغمضت عينيها روان بإنكسار ورددت ...أنا يحصلي كل ده، تموت أمي وأتذل في الشغل وأتذل من مرات ابويا وكمان يضحك عليا وكمان أبات في الشارع .
اشمعنا أنا اللي بيحصلي كده .
ما هي حنين عايشة في بيتها بين أبوها وأمها والمهندس ابن خالتها بيحبها وعايزها .
ومرتاحة آخر راحة ، لكن أنا متعذبة .
نفسي كل الناس تتعذب زيي ويدوقوا الذل والمهانة زي حالاتي.
وأولهم العقربة مديحة وخالد وحنين .
وأفرح فيهم وأشوفهم منكسرين قدامي كده .
ثم لم تجد مفرا إلا أن تستجيب لما أمرتها به زوجة أبيها .
فقبلت يدها واعتذرت ، حتى تدعها تدخل لغرفتها لتنال قسطا من الراحة .
فولجت لغرفتها وألقت بنفسها على الفراش ، تبكي لما آل إليها الحال وتتوعد بالإنتقام من كل من أذاها .
..............
علا وقد ظهر على وجهها الغيرة الشديدة من حلا ....بصي يا بت
يا عزة ، عمال يبصلها الراجل الشايب العايب إزاي ؟
عزة بضحك .....شايفة يا أختي شايفة .
عمالين يسبلوا لبعض من ساعة ما جت .
والله شكل السنارة غمزت ، والراجل شكله واقع أوي فيها .
عشان كده مش معبرك يا بت .
خلاص بقا ،كبري دماغك منه وربنا يهني سعيد بسعيدة يا ستي .
وأنتِ ربنا يرزقك واحد أحسن ، شباب كده ومتريش برده .
بس قولى يارب .
علا ...يا رب يا أختي .
بس برده ناري مش هتبرد ، غير لما أفركش الموضوع ده .
وأبا مش هخلي البت المسهوكة دي ، تنتصر عليه أنا .
وتخده مني على الطبطاب كده وبالساهل .
عزة ...يا بنتي، سبيها ،تاخد حظها .
وأنا صراحة شايفة أنها هتاخد على دماغها ،ده راجل كبير أوي عليها .
وهتعيش تخدم فيه وتمرضه ، مش هتتهنى أبداً .
علا ...آه طبعا ، بس مش ببلاش يا حبيبتي .
كفايا النعيم اللي هتعيش فيه ، ولو مات وارتاحت منه .
هتورث شيء وشويات .
عزة ...نصيب وحظوظ بقا ، هنعمل إيه في حظنا المنيل بنيلة ده .
علا ...لا أنا لازم ، آخد حظي بايدي، مش هستنى، لما يجيلي لغاية عندي .
أنا مش عارفة إيه اللي جبها ، دي اتأخرت كتير النهاردة .
وقولت مش هتيجي وهرتاح من خلقتها النهاردة .
تقوم برده تيجي، وهو ما يصدق يشوفها والإبتسامة على وشه
من ساعة ما جت من هنا لـ هنا .
وشغال نظرات من تحت لتحت ليها ، وهي مش على بعضها وسرحانة كده .
وعايشة الدور ولا كأنها شادية في عزها .
عزة ...إهدي يا بنتي، مش كده ، وكل واحد ليه نصيبه .
علا بنفور ...يوه ، كل شوية ، تقولي نصيب نصيب .
هو أنتِ معايا ولا معاها .
عزة ...معاكي يا بنتي.
بس أنا بقولك كده عشان خايفة عليكي.
خايفة الحاج يسمع كلمة من اللي بتقوليه ده ، يقوم يكرشك ، وأنتِ محتاجة المرتب عشان تعيشي .
علا ...آه محتاجة ، بس هتصرف برده .
عزة ...هتعملي إيه يعني ؟
علا ...هخربها من أولها ، قبل ما يقع الفاس في الرأس .
عزة ...والله خايفة من اللي هتعمليه ، يجي عليكي في الآخر .
علا ...لا متخافيش ، أنا هعمل إيه يعني ؟
هو بس تليفون صغير لولاده ، يقول إلحقوا أبوكم
اللي لايف على بت صغيرة قد ولاده .
إلحقوه قبل ميتجوزها وتخلف منه حتة عيل ، وتخليه يكتبلها
كل أملاكه ، ليها ولابنها .
وأنتم تطلعوا من المولد بلا حمص .
وشوفي هيعملوا إيه بقا لما يسمعوا الكلمتين دول .
مش بعيد يقتلوها قبل ميتجوزها.
أو يرفعوا عليه هو قضية حجر وياخدوا أملاكه وهو حي .
وهي يبقا صدق المثل اللي بيقولوا عليه .
يا واخد القرد على ماله ، بكره يروح المال ويبقى القرد على حاله .
فضحكت عزة بقولها ....يخربيت دماغك يا شيخة .
مش عارفه بتجيبي الأفكار دي منين ؟
كانت غايبة عني موضوع ولاده ده .
مش هيسكتوا طبعا ، وهيقلبوها عليه .
علا ...آه ، أمال إيه ؟ دماغي عالية أوي ، مش مهلبيه .
أما حلا فكانت تتابع عملها بدون تركيز ، بسبب نظرات غنيم لها .
حلا ...مالك مش على بعضك كده ليه ؟
متركزي فى شغلك .
ثم تساءلت ...ما أنتِ شايفة بيبصلك كده ازاي ؟
يكونش اللي في بالي حصل ، وفعلا بدأ يحس بقلبي اللي بيحبه .
آاااااااه ياني ، ده أنا مستنية اللحظة دي من زمان ،ومش مصدقة أنها خلاص حصلت .
ده كان البعيد لوح لا يبالي .
ثم ابتسمت قائلة ...يارب قربنا في الحلال الطيب .
أنا مش عايزة من الدنيا غيره .
يارب أنا عارفة المشاكل اللي هتحصل والكلام اللي هيتقال بسبب فرق السن بينا .
بس أنت عالم بنيتي يارب .
وعالم أني أنا بحبه من قلبي ، عشان هو غنيم وبس .
مش عشان فلوسه .
فأقف معايا يارب ، ده أنا غلبانة أوي .
أما غنيم فقد بلغ به الحب مبلغه بين عشية وضحاها .
فبعد أن كان ينظر إليها كإبنته فقط ، أصبحت تملك عليه قلبه كله، وتمناها لنفسه ولتطيب قلبه الذي عانى من الوحدة سنوات بعد وفاة زوجته الأولى في ريعان شبابها .
وهو الذي رفض الزواج بعدها كثيرا ، ليحسن تربية أولاده ، حتى كبروا وتزوجوا .
وكان ينتظر منهم رد الجميل ، بأن يراعوه ويكونوا له نعم الونس والصاحب في المرض .
ولكن للأسف انشغل كل واحد منهم ببيته وأسرته ، ولا يسألون عنه إلا من أجل المال فقط.
وقد تحصن هو بذكر الله والصلاة ، ولكن القلب ليس له سلطان .
وجاءت حلا ، لتخرج مرة أخرى ما أخفاه منذ سنوات .
من الحاجة للونس وقلب يرعاه بالحب وزوجة تسكن إليه ويسكن إليها .
غنيم ....معقول اللي أنا حاسس بيه ده .
معقول يكون قلبي حن من جديد !!
بس ازاي ؟
طب ده ينفع ؟
ولا هظلمها معايا ؟
عشان فرق السن بينا ، وهي محتاجة شاب من سنها يراعيها ويصب عليها الحب صب .
لكن أنا برده كبرت ، ولو كنت لسه قادر دلوقتي وتمام ، ممكن شوية مرض ، ميخلونيش قادر على حاجة .
وساعتها هتظلم معايا بنت الناس ، ومش هسامح نفسي أبداً
على كده .
وبعدين يا غنيم ، فكر كويس قبل ما تاخد أي خطوة تندم عليها الموضوع مش سهل ومينفعش نحكم عليه بالعواطف بس .
لازم العقل قبل القلب .
بس ازاي؟ وأنا حاسس إن عينيها بتناديني.
زي ما تكون بتقول اتكلم بقا .
قبل ما أضيع منك .
هتقدر يا غنيم ، حد يخدها منك...لااااا مقدرش حد ياخد مني النور اللي نور حياتي ، بعد ما كنت بقول خلاص عمري انتهى ويلا حسن الختام .
طيب والعمل يا جدع ؟
متحط النقط فوق الحروف بقا وتكلمها .
بس يعني إلا يكون البنت حبها حب أبوي مش أكثر .
وكل ده تخيلات في دماغي وبس ...لااااا متقولش كده .
أنا حاسس بيها وبقلبها ، لاااا ده مش حب أبوي أبداً .
ده حب روح لروح ميعرفش سن ولا أي قيود ...يبقى لازم اكلمها بس ازاي قدام البنات دي .
فقرر غنيم إرسال رسالة لها لهاتفها تقول بأنه يريد محادثتها في موضوع هام بعد العمل، وأنه سينتظرها في الكافيه الذي يقع بمقدمة الشارع الذي يوجد به المحل .
وبالفعل سمعت حلا صوت الهاتف يعلن عن ورود رسالة .
ففتحت هاتفها لترى أنها من غنيم فابتسمت وتلون وجهها بالحمرة .
وهو يرى تقسمات وجهها ومع كل حركة ، تزيد قلبه تدفقت وحبا.
فحدثت نفسها حلا بقوله ... معقول أنا مش مصدقة نفسي ، أنه عايز يكلمني، أخيرا حس بقلبي .
كنت منتظرة اللحظة دي من سنة ،من أول ما عيني شفته .
وكنت بنتظر كل يوم ، أنه ياخد باله مني،بس للأسف ، هو كان شايفنى بعين الأب بس مش أكثر .
بس يا ترى إيه اللي غيره كده ،وازاي حس بيه ؟
ده اللي هأعرفه لما أتكلم معاه .
..........
استقبلت ميس سما حنين بترحاب وتودد قائلة ...أهلا يا حنين .
وأهلا بيكي كبنت من بناتي اللي هنا ، وعايزاكي تعرفي أن بنات التمريض هنا كلهم بناتي .
وفعلا بنتعامل كأننا أسرة واحدة ، وقلب واحد .
وفي كل حاجة بتحصل بكون أنا المتصدرة فيها وبراعيهم .
حنين بخجل ...جزاكِ الله خيرا يا ميس سما .
وإن شاء الله أكون عند حسن ظنك ، وتلاقي مني شغل يرضيكي.
ميس سما ...بإذن الله .
ودلوقتي أنتِ تخصصك إيه ؟
حنين ..أنا التخصص الأساسي أسنان بس أنا الحمد لله خبرة في كل التخصصات وبقدر أساعد أي دكتور في مجال تخصصه .
ميس سما .. ماشاء الله .
تمام خلاص
يعني ممكن تروحي قسم الباطنة مع دكتور صلاح .
حنين ...تمام ، مفيش مشكلة .
ثم جاء اتصال إلى سما من دكتور طلعت يطلب منها ...؟
فماذا يا ترى يطلب منها دكتور طلعت ؟
وما سيحدث لـ لحلا ؟
وما ستفعل روان بعد ما حدث لها ؟
سنعرف بإذن الله من خلال الأحداث القادمة .
......
شيماء سعيد ، أم فاطمة ❤️
الحلقة الحادية عشر
........................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ضاعت أحلام روان في لحظة واحدة ، فقد كان حلمها أن تتزوج
من طبيب تفتخر به أمام الناس ، وأيضا ثرى ينتشلها من الفقر
إلى الثراء والحياة الكريمة التي لطالما تمنتها وحلمت بها كثيرا، وظنت أنها هكذا ستكون أفضل من صديقتها حنين ، التي غارت منها بسبب أنها سترتبط بابن خالتها حكيم الباشمهندس ،فأرادت أن تكون هي أفضل منها وتحظى بطبيب لتتفاخر به .
ولكنها للأسف استفاقت من حلمها هذا على كابوس مروع .
حيث أنّ هذا الطبيب المخادع لم يكن إلا صيادا انتقى فريسته بعناية ، أصابها في مقتل ، وأصبحت بين عشية وضحاها إحدى ضحاياه بعد أن كانت تظن أنها ستكون زوجته ولكنه خدعها وسلب منها أعز ما تملكه الفتاة ، فانكسرت وشعرت بالذل والمهانة .
بل وطردها أيضا من منزله ،كأنها هي التي اعتدت عليه وليس هو .
فنزلت إلى الشارع تجوب الطرقات والدموع تنزل على وجنتيها بغزارة ، لا تدري ما تفعل ولا أين تذهب .
وحاول الكثير من الناس التقرب إليها ليعلم سر دموعها في محاولة منهم للتخفيف عنها ، ربما كانت تعاني من شيء أو تحتاج إلى شيء ولكنها كانت ترفض أي حديث أو مساعدة .
ثم رن هاتفها فجأة ليفزعها فهي تعلم أن الوقت قد تأخر
وبالتأكيد هذا والدها يتصل للإطمئنان عليها .
روان ببكاء وغصة مريرة...هقوله إيه دلوقتي ؟
ده أنا كنت منتظرة بفارغ الصبر اللحظة اللي هدخل بيها عليه
وفي ايدي الدكتور عشان يفرح .
دلوقتي هدخل عليه بفضيحة وعار .
يارتني كنت موت قبل ما أشوف اليوم ده .
أعمل إيه يارب ، أعمل إيه ؟
ثم تذكرت الشبكة التي اشتراها لها خالد .
ففكرت أن تعيدها للرجل وتستنفع بثمنها .
ولكنها تفاجأت عندما فتحتها أنها لا يوجد بها سوى الدبل .
مع ورقة صغيرة ، ففتحت الورقة ، لتجد مكتوب بها
( معلش يا رورو ، أنا قولت بدال مفيش نصيب بينا ، يبقا مفيش داعي للشبكة ، صح ولا إيه ؟
فأخدتها وسيبتلك بس الدبلة ، ذكرى حلوة للحظات الجميلة اللي قضتها معاكي ..)
فانفعلت روان ومزقت الورقة قائلة ...آه يا واطي ، يا حرامي ، يا اللي معندكش دم .
والله لأشرب من دمك ده في يوم من الأيام يا خالد .
ثم أعاد والدها الإتصال فاضطرت الاستجابة .
والداها ...إيه يا بنتي اللي أخرك كل ده بره البيت .
كل ده في الشغل معقول ؟
روان ...معلش ، أصلي اتعركت مع ناس في المستشفى .
وصاحب المستشفى طردني .
وقعدت ألف على شغل تاني في أي مستشفى ، مش لاقية .
والد روان ...لا حول ولا قوة إلا بالله .
وهتعملي إيه دلوقتي هتصرفي منين ؟
روان ...هنزل من بكرة أدور على شغل تاني وربنا يسهل .
والد روان ...طيب متقوليش حاجة لمديحة ، أنك سبتي الشغل ، ولا أنتِ عرفاها عصبية وهتبهدلنا .
روان بغصة مريرة...عارفة يا بابا .
ومش عارفه هتفضل صابر عليها لأمتى ، بتراضيها على حساب نفسك وعلى حسابي أنا بنتك ، من لحمك ودمك .
والد روان ...معلش ،هي عصبية بس قلبها طيب .
ومخلف منها اخواتك الصغيرين ومش عايزهم يتشردوا .
روان بحزن ...اه عيالك الصغيرين من الست هانم مراتك ، لكن أنا عادى أتشرد .
ثم بكت قائلة ...الله يرحمك يا ماما ، من ساعة ما موتي وأنا مشوفتش يوم حلو من بعدك .
والد روان ...ربنا يرحمها ، نصيب .
ومع السلامة بقا ، عشان سامع صوتها جاية .
ومش عايز مشاكل ، ويلا متتأخريش عشان متسمعيش منها كلمتين ملهمش لازمة .
روان بسخرية ...آه _ حاضر ، حاضر .
فأغلق والدها الخط لتتنهد روان بمرارة قائلة ...ياما حلمت أجوز إنسان محترم عشان أخلص من عذاب مرات أبويا .
بس للأسف ، ضحك عليا ، وبدل ما كان عذاب واحد ، بقا عذابين .
ثم نظرت إلى الدبل ورددت ، هروح أبيع دول وأمري لله .
عشان أصرف بيهم عقبال ملاقي شغل تاني .
وبالفعل ذهبت للصائغ وتم البيع .
وعادت أدراجها نحو المنزل .
مديحة بسخرية ...والله عال يا ست هانم .
أنتِ عارفة الساعة كام دلوقتي ؟
روان بكسرة نفس ...معلش كان عندي شغل كتير .
مديحة ..يعالم إيه الشغل ده يا هانم ، منا عرفاكِ كويس .
وعارفة تربيتك يا بت هانم .
ما أنتِ طلعلها بالظبط ، حرباية وسيرتك على كل لسان .
ولولا أبوكِ ، مكنتش سمحت لك تعيشي معايا يا غلوية أنتِ .
والد روان ...خلاص خلاص هدي نفسك يا ديحة مش كده صحتك يا حبيبتي.
فانفعلت روان في وجهها قائلة ...إياك تجيبي سيرة أمي على لسانك تاني ، أنتِ فاهمة .
على الأقل كانت لسانها طيب مش زيك بلسانين .
وكانت أشرف من الشرف ،وأنتِ اللي دحلبتي وعملتي صحبتها لغاية ما أخدتي أبويا منها وماتت بحسرتها .
ردت مديحة ..غاضبة ، اسكتي قطع لسانك .
سامع اللي بتقوله بنتك يا إسماعيل ، هو أنا اللي أخدتك منها ، ولا أنت اللي حفيت عقبال ما وفقت عليك .
إسماعيل ..آه طبعا يا حبيبتي ، أنا اللي مصدقت أنول رضاكي، ثم وجه حديثه الى روان ... عيب كده يا روان ، ويلا اعتذري ليها .
روان ... أنا أعتذر ليها ، بعد كل اللي قالته يا بابا ، وأنت سامع بودانك .
إسماعيل ..بس هي كبيرة وليها احترام يا بتي .
مديحة ...كبيرة إيه يا راجل !
ده أنا أصبى من بنتك .
اسماعيل ...آه طبعا يا حبيبتي .
مديحة ... طيب أنا هسامحها فعلا لو استسمحتني ووطت على إيدي تبوسها .
روان بغضب ...أبوس إيدك أنتِ !
لا طبعا .
ومش هعتذر كمان ، عشان أنا مغلطتش .
مديحة بانفعال ...طيب ، واللي خلق الخلق يا بت يا روان،
أما جيتي وحبيتي وبوستي ايدي ، ما أنتِ بايتة فيها الليلة ، وهتباتي في الشارع مع كلاب السكك .
أغمضت عينيها روان بإنكسار ورددت ...أنا يحصلي كل ده، تموت أمي وأتذل في الشغل وأتذل من مرات ابويا وكمان يضحك عليا وكمان أبات في الشارع .
اشمعنا أنا اللي بيحصلي كده .
ما هي حنين عايشة في بيتها بين أبوها وأمها والمهندس ابن خالتها بيحبها وعايزها .
ومرتاحة آخر راحة ، لكن أنا متعذبة .
نفسي كل الناس تتعذب زيي ويدوقوا الذل والمهانة زي حالاتي.
وأولهم العقربة مديحة وخالد وحنين .
وأفرح فيهم وأشوفهم منكسرين قدامي كده .
ثم لم تجد مفرا إلا أن تستجيب لما أمرتها به زوجة أبيها .
فقبلت يدها واعتذرت ، حتى تدعها تدخل لغرفتها لتنال قسطا من الراحة .
فولجت لغرفتها وألقت بنفسها على الفراش ، تبكي لما آل إليها الحال وتتوعد بالإنتقام من كل من أذاها .
..............
علا وقد ظهر على وجهها الغيرة الشديدة من حلا ....بصي يا بت
يا عزة ، عمال يبصلها الراجل الشايب العايب إزاي ؟
عزة بضحك .....شايفة يا أختي شايفة .
عمالين يسبلوا لبعض من ساعة ما جت .
والله شكل السنارة غمزت ، والراجل شكله واقع أوي فيها .
عشان كده مش معبرك يا بت .
خلاص بقا ،كبري دماغك منه وربنا يهني سعيد بسعيدة يا ستي .
وأنتِ ربنا يرزقك واحد أحسن ، شباب كده ومتريش برده .
بس قولى يارب .
علا ...يا رب يا أختي .
بس برده ناري مش هتبرد ، غير لما أفركش الموضوع ده .
وأبا مش هخلي البت المسهوكة دي ، تنتصر عليه أنا .
وتخده مني على الطبطاب كده وبالساهل .
عزة ...يا بنتي، سبيها ،تاخد حظها .
وأنا صراحة شايفة أنها هتاخد على دماغها ،ده راجل كبير أوي عليها .
وهتعيش تخدم فيه وتمرضه ، مش هتتهنى أبداً .
علا ...آه طبعا ، بس مش ببلاش يا حبيبتي .
كفايا النعيم اللي هتعيش فيه ، ولو مات وارتاحت منه .
هتورث شيء وشويات .
عزة ...نصيب وحظوظ بقا ، هنعمل إيه في حظنا المنيل بنيلة ده .
علا ...لا أنا لازم ، آخد حظي بايدي، مش هستنى، لما يجيلي لغاية عندي .
أنا مش عارفة إيه اللي جبها ، دي اتأخرت كتير النهاردة .
وقولت مش هتيجي وهرتاح من خلقتها النهاردة .
تقوم برده تيجي، وهو ما يصدق يشوفها والإبتسامة على وشه
من ساعة ما جت من هنا لـ هنا .
وشغال نظرات من تحت لتحت ليها ، وهي مش على بعضها وسرحانة كده .
وعايشة الدور ولا كأنها شادية في عزها .
عزة ...إهدي يا بنتي، مش كده ، وكل واحد ليه نصيبه .
علا بنفور ...يوه ، كل شوية ، تقولي نصيب نصيب .
هو أنتِ معايا ولا معاها .
عزة ...معاكي يا بنتي.
بس أنا بقولك كده عشان خايفة عليكي.
خايفة الحاج يسمع كلمة من اللي بتقوليه ده ، يقوم يكرشك ، وأنتِ محتاجة المرتب عشان تعيشي .
علا ...آه محتاجة ، بس هتصرف برده .
عزة ...هتعملي إيه يعني ؟
علا ...هخربها من أولها ، قبل ما يقع الفاس في الرأس .
عزة ...والله خايفة من اللي هتعمليه ، يجي عليكي في الآخر .
علا ...لا متخافيش ، أنا هعمل إيه يعني ؟
هو بس تليفون صغير لولاده ، يقول إلحقوا أبوكم
اللي لايف على بت صغيرة قد ولاده .
إلحقوه قبل ميتجوزها وتخلف منه حتة عيل ، وتخليه يكتبلها
كل أملاكه ، ليها ولابنها .
وأنتم تطلعوا من المولد بلا حمص .
وشوفي هيعملوا إيه بقا لما يسمعوا الكلمتين دول .
مش بعيد يقتلوها قبل ميتجوزها.
أو يرفعوا عليه هو قضية حجر وياخدوا أملاكه وهو حي .
وهي يبقا صدق المثل اللي بيقولوا عليه .
يا واخد القرد على ماله ، بكره يروح المال ويبقى القرد على حاله .
فضحكت عزة بقولها ....يخربيت دماغك يا شيخة .
مش عارفه بتجيبي الأفكار دي منين ؟
كانت غايبة عني موضوع ولاده ده .
مش هيسكتوا طبعا ، وهيقلبوها عليه .
علا ...آه ، أمال إيه ؟ دماغي عالية أوي ، مش مهلبيه .
أما حلا فكانت تتابع عملها بدون تركيز ، بسبب نظرات غنيم لها .
حلا ...مالك مش على بعضك كده ليه ؟
متركزي فى شغلك .
ثم تساءلت ...ما أنتِ شايفة بيبصلك كده ازاي ؟
يكونش اللي في بالي حصل ، وفعلا بدأ يحس بقلبي اللي بيحبه .
آاااااااه ياني ، ده أنا مستنية اللحظة دي من زمان ،ومش مصدقة أنها خلاص حصلت .
ده كان البعيد لوح لا يبالي .
ثم ابتسمت قائلة ...يارب قربنا في الحلال الطيب .
أنا مش عايزة من الدنيا غيره .
يارب أنا عارفة المشاكل اللي هتحصل والكلام اللي هيتقال بسبب فرق السن بينا .
بس أنت عالم بنيتي يارب .
وعالم أني أنا بحبه من قلبي ، عشان هو غنيم وبس .
مش عشان فلوسه .
فأقف معايا يارب ، ده أنا غلبانة أوي .
أما غنيم فقد بلغ به الحب مبلغه بين عشية وضحاها .
فبعد أن كان ينظر إليها كإبنته فقط ، أصبحت تملك عليه قلبه كله، وتمناها لنفسه ولتطيب قلبه الذي عانى من الوحدة سنوات بعد وفاة زوجته الأولى في ريعان شبابها .
وهو الذي رفض الزواج بعدها كثيرا ، ليحسن تربية أولاده ، حتى كبروا وتزوجوا .
وكان ينتظر منهم رد الجميل ، بأن يراعوه ويكونوا له نعم الونس والصاحب في المرض .
ولكن للأسف انشغل كل واحد منهم ببيته وأسرته ، ولا يسألون عنه إلا من أجل المال فقط.
وقد تحصن هو بذكر الله والصلاة ، ولكن القلب ليس له سلطان .
وجاءت حلا ، لتخرج مرة أخرى ما أخفاه منذ سنوات .
من الحاجة للونس وقلب يرعاه بالحب وزوجة تسكن إليه ويسكن إليها .
غنيم ....معقول اللي أنا حاسس بيه ده .
معقول يكون قلبي حن من جديد !!
بس ازاي ؟
طب ده ينفع ؟
ولا هظلمها معايا ؟
عشان فرق السن بينا ، وهي محتاجة شاب من سنها يراعيها ويصب عليها الحب صب .
لكن أنا برده كبرت ، ولو كنت لسه قادر دلوقتي وتمام ، ممكن شوية مرض ، ميخلونيش قادر على حاجة .
وساعتها هتظلم معايا بنت الناس ، ومش هسامح نفسي أبداً
على كده .
وبعدين يا غنيم ، فكر كويس قبل ما تاخد أي خطوة تندم عليها الموضوع مش سهل ومينفعش نحكم عليه بالعواطف بس .
لازم العقل قبل القلب .
بس ازاي؟ وأنا حاسس إن عينيها بتناديني.
زي ما تكون بتقول اتكلم بقا .
قبل ما أضيع منك .
هتقدر يا غنيم ، حد يخدها منك...لااااا مقدرش حد ياخد مني النور اللي نور حياتي ، بعد ما كنت بقول خلاص عمري انتهى ويلا حسن الختام .
طيب والعمل يا جدع ؟
متحط النقط فوق الحروف بقا وتكلمها .
بس يعني إلا يكون البنت حبها حب أبوي مش أكثر .
وكل ده تخيلات في دماغي وبس ...لااااا متقولش كده .
أنا حاسس بيها وبقلبها ، لاااا ده مش حب أبوي أبداً .
ده حب روح لروح ميعرفش سن ولا أي قيود ...يبقى لازم اكلمها بس ازاي قدام البنات دي .
فقرر غنيم إرسال رسالة لها لهاتفها تقول بأنه يريد محادثتها في موضوع هام بعد العمل، وأنه سينتظرها في الكافيه الذي يقع بمقدمة الشارع الذي يوجد به المحل .
وبالفعل سمعت حلا صوت الهاتف يعلن عن ورود رسالة .
ففتحت هاتفها لترى أنها من غنيم فابتسمت وتلون وجهها بالحمرة .
وهو يرى تقسمات وجهها ومع كل حركة ، تزيد قلبه تدفقت وحبا.
فحدثت نفسها حلا بقوله ... معقول أنا مش مصدقة نفسي ، أنه عايز يكلمني، أخيرا حس بقلبي .
كنت منتظرة اللحظة دي من سنة ،من أول ما عيني شفته .
وكنت بنتظر كل يوم ، أنه ياخد باله مني،بس للأسف ، هو كان شايفنى بعين الأب بس مش أكثر .
بس يا ترى إيه اللي غيره كده ،وازاي حس بيه ؟
ده اللي هأعرفه لما أتكلم معاه .
..........
استقبلت ميس سما حنين بترحاب وتودد قائلة ...أهلا يا حنين .
وأهلا بيكي كبنت من بناتي اللي هنا ، وعايزاكي تعرفي أن بنات التمريض هنا كلهم بناتي .
وفعلا بنتعامل كأننا أسرة واحدة ، وقلب واحد .
وفي كل حاجة بتحصل بكون أنا المتصدرة فيها وبراعيهم .
حنين بخجل ...جزاكِ الله خيرا يا ميس سما .
وإن شاء الله أكون عند حسن ظنك ، وتلاقي مني شغل يرضيكي.
ميس سما ...بإذن الله .
ودلوقتي أنتِ تخصصك إيه ؟
حنين ..أنا التخصص الأساسي أسنان بس أنا الحمد لله خبرة في كل التخصصات وبقدر أساعد أي دكتور في مجال تخصصه .
ميس سما .. ماشاء الله .
تمام خلاص
يعني ممكن تروحي قسم الباطنة مع دكتور صلاح .
حنين ...تمام ، مفيش مشكلة .
ثم جاء اتصال إلى سما من دكتور طلعت يطلب منها ...؟
فماذا يا ترى يطلب منها دكتور طلعت ؟
وما سيحدث لـ لحلا ؟
وما ستفعل روان بعد ما حدث لها ؟
سنعرف بإذن الله من خلال الأحداث القادمة .
......
شيماء سعيد ، أم فاطمة ❤️