الفصل العاشر

الفصل العاشر
....................
ماأقسى الوحدة
النسيان
الضياع
شعور أنك وحيد
غريب
لاتملك من حطام الحياة إلا اسم....
من أنت؟
لاتعلم
كيف جئت ؟
أيضا لاتعلم
وحدة......غربة ........ضياع
كلها مسميات مختلفة لشعور واحد يسلب الروح ويقتل كل بصيص أمل ......كل بسمة ترتسم على شفتيك
شعور اليأس
وهى تملك منها اليأس أفقدها ابتسامة تنير وجهها
أفقدها كل أمل فى عودتها للماضى
تنتظر وتنتظر أياما على أمل .......
أن تعود ......أو يعود إليها ماضيها
ولكن عندما يكون الطريق مظلم حتما سيأتى بصيص نور
نسمة طيبة تهون كل مافات
وهو كان النور
ملاذها عندما كانت وحيدة عائلتها .......
كل ما لها
هى به قوية ........مطمئنة
هو تولى أمرها ولا يعلم أنه تولى قلبها
القلب أصبح له لاتعلم متى وكيف ولكن ماتعرفه أنها تريده دائما بجوارها تعشق سماع صوته
غضبه .......ابتسامته
تبتسم لابتسامته .......تحزن لحزنه
ولكن هل من حقها مجرد التفكير به ؟
منذ انفصاله عن مريم وهى تلوم نفسها على مجرد التفكير به تراها خيانة ولكنها تعلم أن مريم لم تحبه يوما فلما اللوم
ولكن هل هو يعلم هل يشعر بها ؟
أما أنها بالنسبة إليه همس الفتاة التى ساعدها فقط ولكن آخر كلمات بينهم أعطتها أمل ولكن هل ستظل معه للأبد حتما سيجئ اليوم الذى ستترك البيت فيه وتتركه هو أيضا
.............
منذ ليلة المشاجرة بين جاسم ومروان وأحمد عقله يعمل يفكر فى مايحدث
مروان وصل به الأمر ليكون لعبة سهلة المنال في أيدى زوجته يتحرك كيفما شاءت تسيطر عليه وعلى عقله وهو ألغى عقله وتفكيره وتركهم ساعيا خلفها وهى استغلت الأمر بقوة وبعدما تمكنت منه التفت للباقى ولكنها فشلت وستفشل مؤكدا
جاسم ليس كمروان .......وفريدة لم تعد ضعيفة كالسابق
ولكن وخلف لكن أسئلة ليس لها إجابة
)جاسم وهمس (
هل بالفعل هناك علاقة بينهم هو يعرف إبنه جيدا وهمس منذ دخلت البيت يراها فتاة طيبة مستكينة ولكن علاقتها بجاسم علاقة مقربة بشكل مختلف جاسم تولى أمرها منذ وجدها وهو لم يعترض على تصرفه ولكن مايحدث الآن ينذر بالخطر وكلمة سمر واتهامهالجاسم أيعقل أن يكون اتهام مبنى على باطل !
وجدته رقية يجلس شاردا حتى أن كوب قهوته برد ولم يشعر به
مالك ياأحمد في إيه؟
نظر إليها مفكرا في مايحدث :بفكر يارقية.......بفكر في اللى بيحصل
- تقصد إيه مش فاهمة؟
- أقصد مروان وجاسم ......وهمس
- طيب خناقة مروان وجاسم وعدت مالها همس بقى
- قام من مكانه غاضبا:لا يارقية الخناقة معدتش وهتتكرر تانى طول مامروان ماشى وراء كلام مراته زى الطرطور كده هيحصل ......طول ماهو ساكت وبيسمع كلامها هيحصل يارقية واللى جاسم عمله غلط .......مهما حصل ميضربش مرات أخوه ........كده هيخسروا بعض أكتر وهى الوحيدة المستفيدة
صاحت به مستنكرة:وأنت عاوزه يسكت بعد مااتهمته واتهمت همس فى شرفها ياأحمد
التفت إليها مؤكدا:همس .......هى دى مربط الفرس
عقدت حاجبيها بحيرة:تقصد إيه؟
- اقصد علاقتها بجاسم يارقية .......البنت متعلقة بيه وجودها هنا خطر إحنا كده بنحط النار جنب البنزين وحاطين إيدينا فى مياه باردة وده مينفعش وجودها هنا مع جاسم خطر
ابتسمت بهدوء:خطر إيه ياأحمد ......ابنى وأنا عارفاه كويس مستحيل يغلط أو يعمل حاجة تغضب ربنا والبنت شكلها بنت ناس ومتربية
ثم استطردت قائلة: وبعدين ياأحمد همس متعلقة بجاسم عشان متعرفش غيره من ساعة مافتحت عينها بعد اللى حصلها لقيته هو ساعدها ووقف معاها همس شايفة جاسم الدنيا الجديدة اللى فتحت عينها عليها عاوزها ازاى متبقاش متعلقة بيه
صاح به مستنكر تفكيرها:رقية ابنك راجل والبنت حلوة وصغيرة
أنا خايف يغلط افهمينى
- أنا فهماك ياأحمد بس جاسم مستحيل يغلط انا عارفة
- وهتقدرى تمنعيه ازاى بقى البنت تحت عينه ليل نهار
ابتسمت بأمل :ياريت ياأحمد همس ترجعلها الذاكرة ونعرف أهلها فين وأنا والله لاروح اخطبها لجاسم
نظر إليها لايصدق تفكيرها :أنتى مجنونة يارقية تجوزى مين لمين .......ابنك لسه سايب خطيبته والبنت متعرفش أصلها من فصلها بسرعة كده عاوزة تجوزيهم
اقتربت منه ورفعت ذراعها على كتفه مبتسمة:ياريت والله ياأحمد هو أنا ألاقى عروسة لجاسم زى همس ده أنا ساعتها بيتهاليلى ممكن اعمله فرح متعملش لحد قبل كده
وعيناه تزداد دهشة وذهول:اعقلى يارقية.......اعقلى ياحبيبتى ومتحلميش مش بعيد يوم ماترجع لأهلها تكون مخطوبة ولا مكتوب كتابها .......ولا حتى أهلها يرفضوا
صاحت به مستنكرة:يرفضوا مين هو أنا ابنى يترفض ده ألف مين يتمناه لبنته
أنتى خلاص حكمتى أن البنت رجعت لأهلها وجاسم عاوز يتجوزها
- قلبى بيقولى أنه هيحصل أنا متأكدة أنه هيحصل

.....................
جلست فى مكانها المعتاد مع ياسمين تلاعب چودى وسمر تراقب من بعيد بغيظ وغضب
كلما لامست وجنتها تتذكر صفعة جاسم حتى أن كان مروان تصدا لأخيه لأجلها ولكن هذا لم يشفى غليلها
انزوت في غرفتها بعيدا عنهم كأنها تعاقبهم بتجاهلها لهم ولكن أمرها لم يعد يهمهم إن كانت تبتعد لتتجاهلهم متعمدة فهم يرحبون بذلك
دخل جاسم من باب البيت فلمحته همس فوقفت مبتسمة واتجهت نحوه :جاسم حمدلله على السلامة
بادلها ابتسامة شاحبة باهتة :الله يسلمك ياهمس أخبارك إيه
-أنا كويسة
نظرت إليه بقلق ترى ملامحه مرهقة فسألته:أنت كويس شكلك تعبان؟
-يعنى شوية فى حاجة؟
فركت أصابعها بتوتر ونظرت له قائلة:كنت عاوزة أتكلم معاك فى حاجة بس ممكن نأجلها وقت تانى
-في إيه حاجة تانية حصلت ؟
أسرعت قائلة:لا أبدا .......بس خليها وقت تانى تكون أحسن
أعاد سؤاله بحزم :همس في إيه ممكن تتكلمى على طول
ارتبكت من رده الصارم فأجابته بتوتر:جاسم أنا عاوزة اشتغل
قطب حاجبيه ودارت عيناه على وجهها محاولا استيعاب ما طلبته:عاوزة إيه؟
-عاوزة اشتغل ياجاسم ممكن تساعدنى؟
صاح بها ملقيا بكل متاعبه وإرهاقه عليها:تشتغلى يعنى إيه أنتى بتهزرى ياهمس وتشتغلى ليه ناقصك إيه عشان تتطلبى طلب زى ده
تعجبت من هجومه المباغت عليها:جاسم في إيه أنا مقولتش حاجة غلط .......هو الشغل عيب ولا حرام
زاد صياحه وغضبه الغير مبرر بالنسبة إليها:لامش حرام بس ملوش لازمة عندك ياهمس اللى تحتاجيه اطلبيه منى وخلاص لكن شغل لا ثم حضرتك ناسية أنك مفيش معاكى أى اثبات شخصية هتروحى تشتغلى ازاى من غير بطاقة
اتسعت عيناها بقلق عندما أعلمها بشئ لا تعرفه هي بالفعل لاتمتلك إثبات شخصية فكيف تتقدم للعمل بأى مكان أخرجها صوته من تفكيرها :همس انسى حكاية الشغل دى ولو احتاجتى حاجة قوليلى عليها وخلاص أو اطلبى من ماما
كاد أن يغادر أوقفته بصوت قوى :وأنا مش هفضل محتاجة ليك ياجاسم كتر خيرك أنت مسئول عنى من يوم مالقيتنى وأنا مصممة على الشغل برضه .......ومادام أنت مش هتقدر تساعدنى خلاص أنا هتصرف
عاد بأدراجه نحوها :إيه لازمة الكلام ده وإيه كتر خيرك دى
ويعنى هتتصرفى ممكن أفهم ؟
- متشغلش بالك بيا ياجاسم
- همس أنا جاى تعبان وفيا هموم الدنيا بلاش أنتى كمان تضغطى عليا
- أنا آسفة لو كنت اتكلمت في وقت مش مناسب ........اعتبراللى قلتله كأنك مسمعتوش
ضم عيناه بتساؤل :يعنى إيه ........مش عاوزة تشتغلى ؟
أسرعت قائلة بتصميم :لا عاوزة اشتغل ......بس مش هتعبك كفاية اللى أنت فيه
ضرب كفيه ببعضهم غاضبا:يابنت الناس اعقلى بلاش جنان قلتلك مينفعش مفيش معاكى بطاقة ولا أى إثبات شخصية مين هيرضى يشغلك
زمت شفتيها بسخط :أى حد .......أى شغل ياجاسم
قالت كلمتها وتركته متجهة نحو ياسمين التي تتابع الحوار دون فهم وهو ظل ينظر إليها بندم يعرف أنه أخرج عصبيته وغضبه عليها دون ذنب ولكن ليس لديه المزاج الجيد ليحادثها ويعتذر
ألقى عليها نظرة أخيرة قبل أن يدخل البيت
...............
قضى أكثر من ساعة في غرفة المكتب فى دراسة ملف سارى الرويدى الذى احضره له ياسين
كل الأمور وضحت الآن أمامه
سارى متورط بقضية تهريب الماس والتهمة مثبتة بالأدلة والبراهين
شحنة أخشاب تم استيرادها عن طريق شركته وبلاغ للنيابة بوجود الماس داخل أحد الحاويات وبعد التفتيش تبين صحة البلاغ وتم القبض على سارى ولكن كالعادة استطاع الإفلات مؤقتا من الحبس الاحتياطي على ذمة القضية
وهو يريد جاسم
يريده أن يتولى القضية ويعرف جيدا أنه يستطيع إخراجه من القضية
وسامى أيضا يستطيع مجرد عامل صغير تنسب إليه القضية وانتهى الأمر ولكن لما يريده هو هذا مايشغل عقله وتفكيره وكاميليا التي جاءت اليوم لتتسلم عملها ويبدو أن علاقتها بحورية ستكون دائما منبع الأرق له
هى لاتعجب حورية ولاترغب بوجودها ولا ينسى صراخها عليها بعد علمت أنها ستعمل معهم حتى أن كانت ستعمل بعيدا عنها ولكن وجودها يجعلها تغضب وتثور
وقراره حازم:حورية أنتى في حالك وهى في حالها هي هتشتغل فى المكتب التانى مع المحامين وأنتى زى ماأنتى مديرة مكتبى
كزت على أسنانها بغيظ:ليه كده ياجاسم أنا مش قلتلك أنا عاوزة مساعدة معايا في المكتب
- حورية هي مش سكرتيرة دى محامية تشتغل معاكى إزاى
- كان نفسى تشتغل تحت إيدى عشان اغسلها وانشرها وانفضها كده واكويها ووألع فيها
- ضحك رغما عنه :إيه ياحورية مالك متغاظة منها ليه بس
أشارت لقلبها :قلبى مش مطمنلها ياجاسم حاسة أن وراها مصيبة وجاية تعملها وأنا لو حسيت بكده ودينى لأولع فيها وأخلى اللى مايشترى يتفرج عليها
ابتسم بحبور:مش هتقدر تعمل حاجة ولا أنا هديها الفرصة تعمل حاجة ياحورية
مل من التفكير والعمل أراد أن يبتعد عن كل هذا
فرد ظهره بتعب وقام من كرسيه متجها نحو النافذة المطلة على الحديقة وجد همس تجلس كما هى ولكنها وحيدة دون چودى وياسمين
أخفض رأسه مستنكرا حديثه معاها عندما عاد للبيت هما أن يخرج وجد فريدة تدخل البيت وهمس تسرع نحوها لم يفهم
مايدور بينهم ولكن واضح أن تشكيه لفريدة وهى تبتسم بتفهم وصحبتها للداخل ظل مكانه للحظات قبل أن يغادر غرفته ليجدهم يتحدثان باهتمام
ازيك ياديدة
التفت له فريدة وتجاهلته همس وهو لاحظها ولم يعقب :حبيبى ازيك عامل إيه
-انا تمام ياحبيبتى بخير
مسحت وجهها بإرهاق :معلش هسيبكم واطلع اطمن على چودى واخد شاور هلكانة من الشغل واللف
تركتهم لتصعد لغرفتها وحاولت همس أن تغادر هي الأخرى فأوقفها :همس أنتى لسه زعلانة
ظلت عيناها لأسفل لم تواجهه :لا مش زعلانة أنا عارفة أنت أكيد مضغوط فى شغلك
حاولت أن تعبر بجواره أوقفها مرة أخرى :ومادام مش زعلانة منى مش عاوزة تبصيلى ليه وانا بكلمك
رفعت عيناها إليه :لا عادى
وهو انغمس نسى العالم غرق فى بحورها الزيتونية وهو عشق الغرق معها عشق الغوص فى بحورها ولايريد شاطئ يرسى عليه لايريد النجاة
وهى هامت في سحابة عيناه الزرقاء يمامة حرة تعشق الطيران في عالمه وهو الدنيا بما فيها هو كل شيء وأى شيء
همس
صوت رقية أخرجهم من دنياهم لدنيا الواقع ورقية تقف أعلى السلم تراقبهم بقلق حتى حزمت أمرها ونادتها نظرا إليها فاتجهت همس نحوها :أيوه ياماما
-تعالى كنت عاوزاكى
اقتربا جاسم منهما:إيه ياروكا أنتى لسه زعلانة منى
أدارت وجهها بعيدا عنه :لما يبقى الكبير ويغلط غلطه يبقى كبير ياجاسم وصعب يتصلح
انحنى على كفها يقبله باحترام:وأنتى عارفة أنى مش هقدر على ذلك أكتر من كده .......بس برضه عارفة أنا معملتش كده من غير سبب
نظرت له بعتاب:أنا مليش دعوة بيها أنا بتكلم عن ولادى لما أشوفهم بيضربوا بعض ياجاسم ولادى اللى كنت بحلف واتحالف بأخلاقهم وحبهم لبعض يجى عليا الوقت واشوفهم بيعملوا كده
قبل جبينها معتذرا:حقك عليا أنا ياست الكل واعتبرى اللى حصل ده غلطة مش هتكرر تانى
وهمس تتابع بصمت هل يعتبروها أساس المشكلة وبدايتها؟
هل سيلقون عليها اللوم بعدما حدث ؟
همس بكلمك روحتى فين
نظرت لرقية اللى تحادثها :أنا أهو ياماما
أمسكت بذراعها متجهة نحو المطبخ:تعالى معايا نعمل قهوة عاوزة أشرب القهوة من ايدك
-وأنا كمان ياهمس وحشتنى قهوتك
التفا نحو جاسم فابتسمت رقية:أنت بقيت مدمن قهوة همس ياجاسم
ونظرة خاطفة لهمس قبل أن يبتعد سريعا نحو رقية:أنتى الخير والبركة ياروكا خلاص اعمليلى أنتى
-أنا مش قادرة أقف على رجلى همس تعملها وتبقى تجيبهالك
-خلاص وانا مستنى
..............
وانتظار يحسبه طال ولفافة تبغ تلحق بأخرى حتى وجد الباب يدق اندفع نحوه ليجدها تقف أمامه تحمل القهوة ابتسم مفسحا لها الطريق :ادخلى ياهمس
ولكنها وقفت ظلت مكانها مترددة وهو تعجب:في إيه ياهمس مالك واقفة كده ليه؟
-مش عاوزة اعطلك
-لا مش هتعطلينى .......ادخلى عاوز أتكلم معاكى
حزمت أمرها ودخلت وضعت صينية القهوة على مكتبه ووضعته له فى الفنجان التفت إليه لتجده يقف خلفها صامتا عيناه تتطالعه بصمت وخلف الصمت حديث يطول لانهاية له
كنت عاوزنى في إيه؟
اتجه نحو مكتبه ومد يده نحو الفنجان يحمله بهدوء يرتشف منها رفع عيناه إليه مبتسما :القهوة مظبوطة أوى تسلم إيدك
-في حاجة تانية
-في إيه ياهمس مستعجلة ليه؟
فركت كفيها ببعضهم متوترة:لا أبدا مفيش مش مستعجلة ولا حاجة
-لسه زعلانة منى عشان موضوع الشغل
-لا مش زعلانة أنت قلت اللى عندك وخلاص
-يعنى إيه ؟
-يعنى أنا شايفة أنى محتاجة للشغل ياجاسم وطلبت مساعدتك وأنت رفضت خلاص
انتفض من مكانه ساخطا:أنا رفضت ليه ياهمس ........قلتلك مفيش معاكى إثبات شخصية
متعرفيش حد بره
الدنيا اللى بره دى مش زى البيت هنا
الدنيا فيها كلاب كتير ماتصدق تلاقى واحدة زيك وتجرى وراها وأنتى متعرفيش حد فاكرة يوم المستشفى حصلك إيه فاكرة كنتى تايهة ازاى .........يبقى عاوزة تشتغلى ازاى ..........أنا خايف عليكى افهمى
جلست أمامه بترجى:عشان كده طلبت منك تساعدنى ياجاسم أنت أكيد ليك أصحابك أو معارفك
صاح بها:همس انسى موضوع الشغل ده ممكن ولا لا
قامت من مكانها غاضبة:لا مش ممكن ياجاسم ولو مش عاوزة تساعدنى أنا هتصرف
ترك مكتبه واتجه نحوها غاضبا:يعنى إيه تتصرفى أنتى مش محتاجة الشغل بتدورى عليه ليه
-لا محتاجاه ولا أنا هفضل عايشة هنا عالة عليكم
اتسعت عيناه بصدمة من أين أتت بتلك الفكرة أمازال حديث سمر يؤثر عليها أمازالت تشعر أنها غريبة عنهم
في إيه صوتكم عالى ليه كده
التفا سويا لفريدة التي تقف أمام الباب تنظر لهم بحيرة فأشار جاسم لهمس :تعالى شوفى ........همس عاوزة تشتغل يافريدة
ابتسمت بهدوء:طيب ياحبيبى وفين المشكلة
اشتغلت عيناه غضبا:نعم .......يعنى إيه وفين المشكلة الفكرة نفسها غلط همس متعرفش حد يافريدة ولا حد يعرفها ولا حتى معاها بطاقة مين هيرضى يشغلها تقدرى تقوليلى ممكن تحمى نفسها ازاى
نظرت لهمس التى صمتت تتابع حديثه ثم عادت إليه :طيب ممكن تهدى .......أنا هتكلم مع همس وربنا يعدلها
......................
حزين ضائع يشعر بخوف وقلق من القادم
وهى غائبة لايعلم أين ذهبت كل سعيه في الوصول إليها لم يجدى نفعا حتى عائلتها لم تتوصل إليها رغم محاولاتهم الكثيرة والمضنية ولا أثر
ظل يرسم على أوراقه بالقلم خطوط عشوائية دون هدف عقله فى ملكوت آخر بعيد عن كل شيء
عدى أنت بتعمل إيه ؟
نظر لمصطفى الذى يقف أمامه كعادته يحمل الكاميرا الخاصة به وبيده شطيرة يأكل منها بتلذذ :مش بعمل حاجة يامصطفى
جلس أمامه بجسده المكتظ ومازال يتناول شطيرته بنهم:ياعم سيبها على الله بكره كل حاجة تنحل وهمس هتظهر متقلقش
-أنا مرعوب مش قلقان يامصطفى من يوم همس مااختفت ومفيش اى حاجة تتطمنى عليها زى ماتكون فص ملح وداب
-بكره باذن الله هتظهر وهنطمن عليها بس ازاى أنت خطيبها ومتعرفش القضية الأخيرة كانت ايه؟
ابتسم بتهكم:قال يعنى أنت مش عارف همس ودماغها الناشفة
-هتقولى دى كانت مطلعة عينى ياعم ده أنا كنت بخاف اطلع بيوت يكون فيها جريمة ولا حاجة وهى تاخد الكاميرا وتتطلع لوحدها
-طيب ايه اللى حصل كانت فين وايه اللى حصلها واختفت ليه أنا دماغى هتنفجر
-سيبها على الله ياصاحبى بكره تفرج وتقول مصطفى قال
..............
يومان والأمور تبدو ساكنة هادئة لم تعد تتحدث بأمر العمل مجددا ولكن حورية نبهته لأمر لم يهتم به قبلا
مساعدتها التي طلبت منه كثيرا إيجادها للعمل معها لم لاتكون همس هو سيحافظ عليها سيراعيها ستكون معه وتحت عينه فلما لا
اقترح الأمر على حورية وهى رحبت وأخبرته أنها ستساعدها وتعلمها كل شيء في عملهم وهو اتخذ قراره وسيخبرها بالأمر وهى بالفعل سترحب وهذا مايريده أن تكون معه وبجواره
شعور يتلذذ به ويخشاه أيضا لايريد الاندفاع في مشاعره نحوها ولكن لايستطيع منع قلبه من الانصياع خلف مشاعره وقلبه يخبره أنها هي من بحث عنها طويلا هي من يريدها ولكن عليه التريث في الأمر ولا يأخذه باندفاع همس لاتعرف غيره ماذا يحدث أن تعرضت للعالم الخارجي هل ستقابل من تحبه؟
هل ستتركه ؟
كلها أمور تشغل عقله ولكن فلينتظر والأيام كفيلة بكل شيء
..............
دخل البيت باحثا عنها فلم يجدها في مجلسها المعتاد
اتجه نحو رقية ليسأل عنها :ماما فين همس
-همس في الشغل ياجاسم ده أول يوم ليها النهاردة
اتسعت عيناها بصدمة:شغل إيه
-شغل مع حبيبة صاحبة فريدة هو أنت متعرفش
-لا معرفش .......عن أذنك
قال كلمته مغادرا بغضب ورقية لاتفهم مايحدث فريدة أخبرتها برغبة همس في العمل وهى لم تجد مايمنع حتى أنها تجدها فرصة لتتعرف على آخرين ولكن ماأمر جاسم
أسرع في طريقه غاضبا نحو مقر عمل حبيبة صديقة فريدة في أحد المولات التجارية تمتلك مقهى صغير تديره وحدها وهو يعرفه جيدا
وصل للمول وصعد السلم وهو يحاول تمالك أعصابه لما تتحداه هو يخاف عليها وهى لاتتفهم مايريده وفريدة تساعدها سيحاسبها ولكن ليس الآن فليجدها فقط
وصل للمقهى ودخل يبحث بعيناه عنها حتى وجدها تقف بجوار مجموعة رجال تضع أمامهم بعض المشروبات وماان انتهت حتى قام أحدهم خلفها مبتسما بسماجة مشيرا لها بكارته الخاص
وكأن النيران اشتعلت في جسده مما يراه اندفع نحوها لتفاجئ به أمامها وتظل مكانها خائفة من رد فعله اقترب منها بغضب وهو يمسك بالكارت الخاص بالرجل ليلقيه في وجهه وينزع من يدها الصينية ويلقيها على الأرض حتى التف إليهم رواد المقهى فامسك بيدها مغادرا وهى صامتة لا تتحدث حتى وصل لسيارته فتح لها الباب واغلقه بعنف وركب هو مكانه والتفت إليها غاضبا:أنتى بتتحدينى ياهمس
-لا ياجاسم مش بتحداك طلبت منك تساعدنى ورفضت وانا قلتلك أنى هدور على شغل
-مش من ورايا ياهمس ........اعملى حسابك مفيش شغل هنا تانى مفهوم
-ياجاسم .......
قاطعها قائلا:عاوزة تشتغلى ياهمس ........هشغلك بس معايا في مكتبى هتكونى تحت عينى مش هسيبك تروحى في أي مكان وابص الأقى حيوان زى اللى فوق ده بيديكى الكارت بتاعه
-ماأنت رميت الكارت
-احمدى ربنا أنى رميت الكارت بس ومعملتش مصيبة
اعملى حسابك هتكونى معايا من بكره في الشغل وابقى اسمع منك حاجة تانية ساعتها هحبسك ياهمس

_************
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي