الفصل العاشر
ما أجمل هذا الشعور! شعور غريب حقاً، أن تجلس هكذا بدون دراسة، من غير أن يعكر مزاجك بسبب مسأله فيزياء صعبة، أو مسألة رياضيات تستفز كل خلايا عقلك، ما أجمل العطلة والفراغ!
أخذت روايتي المهجورة من زمن طويل، جلست باريحية على الأريكة في الصالون الذي تجلس فيه أمي، أنظر إليها بطرف عيني، والآن يا أمي ها قد انتهى زمن الاستعباد، لنرى كيف ستأخذين مني الرواية مرة أخرى، وبأي حجة، أنتهى زمن المؤقت يا نبع الحنان!
لم تعرني أي انتباه، تفرم ورق الملوخية وتركز عينيها عليه، اتنحنح واتحرك واتفاعل مع أحداث الرواية، وأمي لا تعرني أي انتباه، نظرت إلي ثم قالت باستهتار: ما الذي تريدين إيصاله؟
قلت بغطرسة: لا شيء يا نبع الحنان، ولكن القراءة لساعات طويلة لها طعم جميل، والأجمل أن لا أحد سوف يحرمك منها
ضحكت ثم قالت: يا بلهاء، ومن سيحرم أحداً من القراءة، ومن أن يثقف نفسه ويزداد حكمة، لن يفعلها إلا عدوه..
رفعت حاجبي وقلت: إلا عدوه؟
قالت: أو شخص رأى أنها ليست من مصلحته في الوقت الحالي، فحرمها منه مؤقتاً
تنهدت ثم قلت: حسناً
قالت: بالمناسبة أنا كنت قارئة جيدة، والكتب والمعلومات في زمننا ليست هينة هكذا، تبحثي لأيام في المكتبات بين الكتب العتيقة، لتصلي إلى ما ترمي إليه، كنت أحب الكتب الدينية الثقافية والتاريخية، أقرأ بنهم وحماس كما تفعلين الآن، وبالمناسبة..
تنحنحت ثم قالت وهناك سر
كنت أنظر إليها بعينين متسعتين، قلت بحماس: وما هو هذا السر
قالت وفي عينيها لمعة: السبب الذي جعلني أوافق على الزواج من والدك، أو بالأحرى ما جذبني إليه هو حبه للقراءة أيضاً، كان شاباً مثقفا في زمانه، ليس من أولئك الذين يعيشون بطيش، كان مسئولاً، ولم أذهب إلى المكتبة في يوم إلا وجدته
قلت بدهشة: كنتم تخدعانني! ألم تقولا بأنكما لم تعرفا بعضكما قبل الزواج، وأنه أخ صديقتك المقربة
قالت: اهدىي يا فتاة، نعم هو كذلك، لم تكن بيننا أي علاقة، أو تلميحات أو أو شي من هذا القبيل، لم يكن بيننا غير السلام، ثم بعد ذلك تقدم للزواج وأنا وافقت، بكل بساطة.. لم أكن أتخيل أن أتزوجه، ولم أكن له أي مشاعر قبل الزواج، ولكن عندما جاا طلبني من والدي، ثقافته كانت سببا من الأسباب التي جعلتني أوافق عليه..
قلت: اممم، وهل هذا رأي والدي أيضاً؟ قد يكون أعجب بك وإلا لماذا طلب الزواج منك، هل بترشيح من أخته التي تكون صديقتك
قالت ضاحكة: اسأليه بنفسك
قلت عائدة لبداية الحديث: سوف أسأله عندما يعود، ولكن دعيني استمتع الآن بساعات القراءة غير المحدودة، فقد حرمت منها كثيراً
نظرت إلي نظرة حادة ثم قالت: والأطباق أيضا حرمت منك، إنها مشتاقة جداً ليديك الرقيقتين، هيا إلى المطبخ يا حلوة..
----
في الأيام التالية ظهر التعب بعد أن ارتحت، كنت أنام معظم اليوم، لا أنهض إلا لأصلي، ثم أعود للنوم مرة أخرى، حتى الطعام لا أتناوله إلا بعد تهديد من أمي وهي تمسك كوب الماء وتقف بجانب سريري، أتناول طعامي يعينين مغمضتين ثم أعود للنوم وأستيقظ بألم حاد في معدتي، فاصبحت أحاول ألا أنام مرة أخرى بعد الأكل، ولكنني لا أشعر بلذة شيء غير النوم، تمنيت أن أكون دب قطبي، أدخل في سبات عميق، لا أحد يوقظني إلا بعد شهور، ما أجمل حياتهم! ينامون ولا يوجد من يهددهم بأن يسكب الماء فوق رووسهم..
أخذت روايتي المهجورة من زمن طويل، جلست باريحية على الأريكة في الصالون الذي تجلس فيه أمي، أنظر إليها بطرف عيني، والآن يا أمي ها قد انتهى زمن الاستعباد، لنرى كيف ستأخذين مني الرواية مرة أخرى، وبأي حجة، أنتهى زمن المؤقت يا نبع الحنان!
لم تعرني أي انتباه، تفرم ورق الملوخية وتركز عينيها عليه، اتنحنح واتحرك واتفاعل مع أحداث الرواية، وأمي لا تعرني أي انتباه، نظرت إلي ثم قالت باستهتار: ما الذي تريدين إيصاله؟
قلت بغطرسة: لا شيء يا نبع الحنان، ولكن القراءة لساعات طويلة لها طعم جميل، والأجمل أن لا أحد سوف يحرمك منها
ضحكت ثم قالت: يا بلهاء، ومن سيحرم أحداً من القراءة، ومن أن يثقف نفسه ويزداد حكمة، لن يفعلها إلا عدوه..
رفعت حاجبي وقلت: إلا عدوه؟
قالت: أو شخص رأى أنها ليست من مصلحته في الوقت الحالي، فحرمها منه مؤقتاً
تنهدت ثم قلت: حسناً
قالت: بالمناسبة أنا كنت قارئة جيدة، والكتب والمعلومات في زمننا ليست هينة هكذا، تبحثي لأيام في المكتبات بين الكتب العتيقة، لتصلي إلى ما ترمي إليه، كنت أحب الكتب الدينية الثقافية والتاريخية، أقرأ بنهم وحماس كما تفعلين الآن، وبالمناسبة..
تنحنحت ثم قالت وهناك سر
كنت أنظر إليها بعينين متسعتين، قلت بحماس: وما هو هذا السر
قالت وفي عينيها لمعة: السبب الذي جعلني أوافق على الزواج من والدك، أو بالأحرى ما جذبني إليه هو حبه للقراءة أيضاً، كان شاباً مثقفا في زمانه، ليس من أولئك الذين يعيشون بطيش، كان مسئولاً، ولم أذهب إلى المكتبة في يوم إلا وجدته
قلت بدهشة: كنتم تخدعانني! ألم تقولا بأنكما لم تعرفا بعضكما قبل الزواج، وأنه أخ صديقتك المقربة
قالت: اهدىي يا فتاة، نعم هو كذلك، لم تكن بيننا أي علاقة، أو تلميحات أو أو شي من هذا القبيل، لم يكن بيننا غير السلام، ثم بعد ذلك تقدم للزواج وأنا وافقت، بكل بساطة.. لم أكن أتخيل أن أتزوجه، ولم أكن له أي مشاعر قبل الزواج، ولكن عندما جاا طلبني من والدي، ثقافته كانت سببا من الأسباب التي جعلتني أوافق عليه..
قلت: اممم، وهل هذا رأي والدي أيضاً؟ قد يكون أعجب بك وإلا لماذا طلب الزواج منك، هل بترشيح من أخته التي تكون صديقتك
قالت ضاحكة: اسأليه بنفسك
قلت عائدة لبداية الحديث: سوف أسأله عندما يعود، ولكن دعيني استمتع الآن بساعات القراءة غير المحدودة، فقد حرمت منها كثيراً
نظرت إلي نظرة حادة ثم قالت: والأطباق أيضا حرمت منك، إنها مشتاقة جداً ليديك الرقيقتين، هيا إلى المطبخ يا حلوة..
----
في الأيام التالية ظهر التعب بعد أن ارتحت، كنت أنام معظم اليوم، لا أنهض إلا لأصلي، ثم أعود للنوم مرة أخرى، حتى الطعام لا أتناوله إلا بعد تهديد من أمي وهي تمسك كوب الماء وتقف بجانب سريري، أتناول طعامي يعينين مغمضتين ثم أعود للنوم وأستيقظ بألم حاد في معدتي، فاصبحت أحاول ألا أنام مرة أخرى بعد الأكل، ولكنني لا أشعر بلذة شيء غير النوم، تمنيت أن أكون دب قطبي، أدخل في سبات عميق، لا أحد يوقظني إلا بعد شهور، ما أجمل حياتهم! ينامون ولا يوجد من يهددهم بأن يسكب الماء فوق رووسهم..