الفصل الحادي عشر
الشياطين لا تشرب الماء ...
الشياطين تحرق ..ولا تُحرق ...
________________________________
صراخ ..وهتاف معاتبة واستنكار ..وسالم يزعق بصوت جهوري ..الجميع يقف مستغربا لما يحدث ..ومن بين الجميع تقف هي في الوسط ..تحدث محسن هاتفا بلوم معاتبا بحنق عندما دفعه سالم للخروج
: ياسالم ما يصحش كده ..انا غرضي شريف وجاي طالب ..
باندفاع غاضب يقاطعه زاعقا بحده ..
: لو لسانك كرر اللي قولته جوه هندمك عليه ..
نظر له نظرة تهديديه ينفض عبائته يرد بعضا من كرامته المهانة ..
: ماشي ياسالم ..اللي تشوفه ..بس ما ترجعش تزعل بقى من اللي هيحصل ..
ثم خرج ينضج الخبز الساخن فوق رأسه مستشيط غضبا ..
الجميع يقف مستغربا وهي بالوسط ..ولا يرى هو الجميع سوى حيز الوسط ..نظراته ..خفقاته ..قلبه ..تجاهها..تحدثت فاطمة بتسائل
: ايه يا ولدي في ايه ؟ من امتى واحنا بنعامل ضيوفنا كده ؟
اسماعيل مستفسرا ..
: في ايه يا سالم محسن بيه بنتعامل معاه بقالنا سنين ؟ ..ايه اللي حصل غضبك كده ؟
قاطعهم يزعق بدون سبب من وجهة نظرهم ..
: مافيش حاجة كل واحد يخليه في حاله ده موضوع بيني وبينه ..
وجه حديثه إليها ..او غضبه لا فارق ..
: انتي واقفة كده ليه ..اطلعي على فوق يلا ..
اتسعت عينيها عجبا تنكر داخلها انه يخصها بالحديث ..لتنظر حولها في دهشة والجميع في حالة زهول مما يبدو عليه هذا الصباح ..انتفضت تصعد بخطوات راكضة إلى الأعلى تتبعها والدتها عندما اردف على نفس وتيرة نبرته الزاعقة ..
: على فوق قولت ..
ثم خطا نحو مكتبه صافعا الباب بقوة ...
________________________________
استيقظت مبكرا ..مبكرا عن موعد الطائرة بساعات ..او بالأحرى هي لم تنام من الأساس ..في عتمة الليل اخذت تقارن بينها وبين نظراته لها في ذاك الوقت ..شهب نارية تلفظها السماء امامها كما لفظ هو كلماته التي نحرت كرامتها وكوت فؤادها ..أعدت الحقائب ..وأعدت عقاقير نسيان الماضي بكل مافيه ،الا و هي الإرادة ..نسيان كل ماضيها ..ماعدا حياة ..
: ممكن نعدي على واحدة صاحبتي اودعها قبل ما اسافر ..؟
قالتها بنبرة مشبعة بالحزن ..ليكون رده حانيا مبتسما بجوار انفطار قلبه لما تشعر به ..
: انتي تؤمري ..
ابتسمت له بامتنان ليقترب منها داعما إياها بقبلة فوق جبينها قائلا ..
: لو مش عاوزة تسافري بلاش يا سارة ..انا هبقى معاكي مكان ماتحبي ..
جميع خلايا قلبها تتوسلها البقاء ..لكن للعقل رأي آخر ..وباللغة الدارجة ..( ما عادش ينفع ) ..
: بالعكس انا محتاجة ابعد ..انا عاوزة كده ..
قالتها بشرود عازم وكأنها تخبر نفسها ..تجبرها ...
خرجا يركبان السيار سويا يحتضنها تحت ذراعه بأمان ..هي نجمه المدلل ..وهو يحتويها كمجرة ...
_______________
يطلق صفيرا متناغما مع تلك الموسيقى الكلاسكية المنبعثة من مشغل الصوت الخاص بسيارته ..وبين حين وآخر ينظر اليها بجانب عينيه وكأنه يذكرها بتلك اللحظة القريبة ..بينما هي تجلس جواره بالسيارة تكتف يديها امامها بغيظ ..ابتزها بأبشع صورة ممكنه ..ووحدها تراها الابشع، اما هو فلا ..
جانب آخر تكتشفه بشخصيته ..
نظرت حياة اليه بغضب ثم زفرت تنظر عبر نافذة السيارة بغيظ ..فقد اعطته موافقتها بسرعة البرق مع اول خطوة تقدمها نحوها بعد خلع قميصه ..هكذا دون تردد ..دون ادراك ..اندهشت تنظر امامها بقلق ..حين توقف بالسيارة امام مشفى ما ..
: في ايه ..؟ وقفت هنا ليه ..؟
صف السيارة يرد بكلمات قلائل ..
: انزلي ما تخافيش ..مافيش حاجة ..
فضل عدم ذكر خالها بجوار كلمة رصاصة في جملة واحدة لتجنب الكثير من الزهول والدموع والصدمات ..فعندما تراه امامها يتحدث سيكون الوضع اخف وطأة ..وحسنا فعل ..
ولجا سويا إلى داخل المشفى ..انقبض قلبها بشدة تمسك بذراعه برجاء تنظر إليه قائلة بنبرة على وشك البكاء ..
: قصي في ايه ؟ قولي عشان خاطري ..
التقط كفها بين قبضته بحنو ينظر إلى عينها يبث خلال نظراته اطئنانا ما قائلا ..
: اهدي ماتقلقيش ..تعالي معايا ..
تبعته بارتياب تتمنى داخلها الا يكون مكروها ما قد حدث ..وقفا سويا امام الغرفة ليفتحها قصي ويظهر منصور ممددا على السرير الخاص بالمشفى ..اتسعت عينيها بزهول والأخير يبتسم لها في اشارة مفادها انه بخير ..رفع يديه امام وجهها قائلا سريعا عندما لاحظ دموعها التي على وشك الهبوط ..
: ما تخافيش انا كويس ..
تقدمت إليه بخطوات متسارعة ..تحتضنه ناظرة إلى عينيه بتسائل ..
: خالو ،مالك في ايه ..؟ انت بتعمل ايه هنا ..؟
: ماتقلقيش يا حياة انا كويس والله ..دي رصاصة ..
: ايه ..؟
قاطعته بصرخة متسائلة ..مط فيها الواقف خلفها شفتيه يائسا ..حيث ها هي الصدمات والدموع ستنهمر لا محالة ..
اكملت مستفسرة بزهول باكي ..
: رصاصة؟ رصاصة ايه دي ..؟ازاي ده حصل ..؟
مررت نظراتها سريعا على جميع جسده مردفة ..
: وفين ..جات فين ؟
: ماتقلقيش يا حبيبتي والله بسيطة ..جت في رجلي .
تساقطت دموعها ألما عليه وبين كيف ومتى ولما، كان منصور يجيبها ..بينما هو خلفها يغزو داخله شعورا ما بالارتياح ..بالقصاص ..عندما تذكر ان احدى الرصاصتين سكنت قدم ناهد باستقرار تام ..هدأت قليلا ليلتفت إلى والده عندما تحدث قائلا..
: قصي ..في شغل لازم يتسلم في معاده ..انا هعتمد عليك انت وحياة ..وماتنسوش حفلة الشركة الاسبوع الجاي ..
توترت حركة عينيها ..ارتبكت حيث وعلى ما يبدو وجودها معه في مكان واحد يصيبه بمتلازمة خلع ملابسه .. تحدثت تعير افكارها السلام المؤقت قائلة ..
: ماما فين ؟
رد منصور يرجع ظهره إلى الوراء ..
: راحت تتطمن على يمنى ..
اتسعت عينيها بصدمة ..بينما هو غامت عينية بالحزن ..
: مالها يمنى ..؟
تنهد منصور بأسف يجيبها متجنبا بعض التفاصيل المرهقة لعقلها الصغير ..تلقائيا نظرت إلى قصي بحزن ، تعلم انها مقربة إليه واكثر من كونها اخت ..
_______________________________
دخلت إلى غرفتها يجتاع الغضب جميع حواسها ..لتتبعها والدتها تتحدث بعدم فهم
: ايه اللي حصل يابنتي ..؟ و سالم بيزعقلك ليه فهميني ؟
: ما عرفش حاجة ..انا نزلت على صوته اشوف في ايه لقيته زي ما شوفتي كده بيزعق فيا من غير سبب ..
قالت كلماتها بحدة دفعة واحدة ..لتحوقل فاطمة قائلة
: ايه اللي جرى بس ياربي ..دي عين وصابتنا ولا ايه ..انا لازم ابخر ..
قالت كلماتها تخرج من الغرفة لتجلس قمر فوق فراشها بحنق تسترجع ما حدث ليلة امس ..علها اغضبته ..
بينما يطرق بابها وتدخل منه (سعدية ) احب الخدم إليها وأصغرهم سنا ..دخلت متسللة تنظر خلفها بحذر ..تنظر قمر إليها باستغراب لما تفعله ..
: في ايه يا سعدية ..داخلة بتتسحبي كده ليه ..؟
اشارت لها بسبابتها نحو فمها ان تصمت ..اغلقت الباب تتجه نحوها قائلة بهمس ..
: عاوزة اقولك على حاجة مهمة ..
استقامت قمر تنظر اليها باهتمام ..لتردف سعدية وكأنها تفشي بأسرار حربية ..
: وانا معدية من جنب المكتب وداني وقعت مني على الباب شوية ..
نهرتها قمر قائلة ..
: انتي لسة ما بطلتيش الداء ده ..
: اسمعي بقى ده انتي هتشكريني دلوقت ..
انصتت لها قمر بإصغاء لتتحدث مكملة ..
: سمعت محسن بيه بيطلب ايدك من سالم بيه ..
وحتمت حديثها بنظرة فخر وكأنها استمعت لأسرار دولة ما ..اما هي اصتبها الوجوم ..تخبطت افكارها ..نصل حاد لايزال بطبيعته مغروزا بقلبها لكن وكأن احدهم ضغت فوقه لتشعر بألم العشق ..من الجنون بقائها هكذا دون زواج فكما تنص الحياة لا بد لها من بيت زوجية وهي بكل بساطة لا تريد ..لكن لابد ..
: انتي متأكده من اللي بتقوليه ده يا سعدية ..
: إيوة زي ما انا متأكدة اني شايفاكي دلوقت ..
تنهدت بحزن
: طب وبعدين ...ايه تللي خلى سالم يغضب ويطرده كده ؟
: ما اعرفش هو اول ما الراجل نطق بانه طالب يتجوزك ..وعينك ما تشوف الا النور ..نزل فيه ضرب وشتيمة من غير سبب ..بس بقول يمكن شايف فيه حاجة تعيبه وانه مش قد مقامك ..
اخذت تثرثر بكلمات لا تستمع اليها هي بالمرة ..حيث غرقت في البحث عن شيء واحد ..سبب غضبه؟..ما تعرفه ان ذاك الرجل لا تشوبه سمعته شائبة ..اجابات عدة واسباب ..واجابة واحدة تستنكرها تماما ..ودائما ما نستنكر الحقائق ..نستبعدها ..سالم يحبها كأخت له وهذا ما تراه ..لا تدرك ان حبها يسري بشراينه مقترنا بدمائه ...
_______________________
رابط الصداقة ..رباط له قدسيته لمن يدرك قيمة الصديق ..عناق حار ..بكاء ..ودموع ..عندما لم تجد سارة احد منهم بالمنزل هاتفتهم فعلمت بوجودهم في المشفى ..تحدثت حياة تشد على عناقها بتشبث قائلة
: هتوحشيني أوي ..هتسافري ليه خليكي هنا ..
لم تخبرها بذلك الكابوس المميت الذي مرت هي به ..غضت الطرف عنه ،تناسته حيث هي ستبدأ حياتها مجددا بلا كوابيس .."فقط شبح واحد سيبقى " لن تستطيع نسيانه ..
: تغيير ..
قالتها بمرح زائف ..عيون مثقلة بالكثير من الآسى ..ونبرة تحمل هموما جوار حروفها ..
مسحت حياة عينيها تنظر إلى آدم بريب ..
: انتي متأكدة انه أخوكي ..؟
ضحكت سارة لسؤالها ثم تنهدت تنظر إليه بشرود تومأ مبتسمة ..
: متأكدة ..انا للحظة دي مش مصدقة ان ربنا بيحبني للدرجة دي يا حياة ..آدم ده رحمة ربنا عليا ..الدنيا طبطبت عليا بيه ..
: يعني لقيتي الطبطبة ..؟
تبادلا الضحكات سويا لتغمز لها سارة تشير إلى قصي واقفا على بعد منهما
: انتي لسة مالقتيهاش ؟ ..
تنهدت حياة تنظر إليه بيأس قائلة
: لسه ..انا بشوف معاه المرمطة بس ..
والأحاديث لا تنتهي .."نجد دائما لذة خاصة ..فريدة، في آواخر الأشياء المحببة لدينا "
استأذنت منها سارة بعدما اطمأنت على منصور مودعة اياه وحنان ..وذهبت حيث عالمها الجديد ..ستشرق الشمس بعوالم أخرى .. تاركة جانب ما من الكون رمادا ...
_________________
بعد مرور عدة أيام ...
جلست جوارهم وكأن جبلا ما يجثم فوق صدرها ..جدها وبعض اعمامها يتملقون بحديث زلق تعلم تماما عدم صدقه ..تتحدث فاطمة بترحيب رغم ضيقها الشديد من وجودهم بعد علمها بما كانوا يفعلوه بتلك المسكينة اللتي سكنت قلبها سريعا ..
: أهلا وسهلا ..نورتوا ..سالم نازل حالا
تحدث عوض يوجه إليها نظرات غامضة لاحظتها حور لكن لم تفقهها ..
: البيت منور بصحابة يا فاطمة يابنتي .. خليه ياخد راحته احنا ما بقيناش اغراب ..
: عن إذنكم ..
تركتهم وشيئا ما يلح عليها بالبقاء جوارها ..شيء مجهول الهوية وشعور لا يريدها تركها بمفردها معهم ..
بمجرد ذهابها اسرع احد اعمام حور بالجلوس جوارها ينظر حوله بحذر ..هامسا
: ها ..عملتي ايه ..جيبتي اللي قولنالك عليه ..؟
اذدردت حور ريقها بخوف ..تتلعثم وقلبها يكاد يلفظه صدرها من شدة خفقاته ..
: للل..لسه ..؟
قبض عمها على ذراعها بقسوة يتحدث من بين أسنانه بغضب
: هو ايه اللي لسه يابت انتي ..بقالك اكتر اسبوع معاه ومش عارفه تتصرفي ..يمين بالله يا حور ان ما نفذتي اللي بنقولك عليه لهعيشك سواد بقيت حياتك ..
دمعت عينيها ألما أثر شدة قبضته ..وصعوبة تنفيذ ما يطلبونه منها ..لتتحدث بعفوية مسرعة لتتخلص من قبضة يده الطاغية..
: غصب عني .. هو مش بيبات في البيت من ساعة ما اتجوزنا والله العظيم ..
تبادل النظرات ووالده ..نظرات لا يفقه معناها سواهما ..ليدفعها بعنف وينطق عوض ببطء وصوت رخيم ..
: من ليلة الفرح ولا بعدها ..؟
سؤاله يحمل مضمونا ما ويريد اجابة معينة هي بعيدة كل البعد عن ادراكها ..تحسست ذراعها دامعة تمسح عينيها كطفلة تجيبهم
: لا من ليلة الفرح ..
التمعت عينيه يبتسم ابتسامة جانبية ..يميل إلى جانبه هامسا لاحد ابنائه بشيء ما ليستقيم خارجا من المنزل بخطوات متسارعة ...
استمع إلى صوت خطوات سالم ينزل الدرج ليشير إليها بمسح دموعها وسريعا هي تطيع اوامره بقهر كما اعتادت دائما ...
_______________________
ينتظرها منذ ساعة تقريبا وكلما هاتفها تجيبه بعلامة الرد المسجلة ( انا خلاص نازله اهو ) ..واخيرا التمعت نجمته ظاهرة في تحدي واضح تضاهي نجوم السماء جمالا..نظر إليها بافتتان ..شارد الفكر عما حوله سواها ..يراها تخطو نحوه كأميرة هاربة من احدى حواديت الجدات ..تتألق بفستان أسود لامع وحجاب ذهبي اللون ..نزل من السيارة ونظراته معلقة بها ..حمحمت بإحراج لتحديقه بها وخفقاتها تدعي الجنون وتنكر نبضات عشقا ما تفضحه عيونها بكل رحابة ..
: اسفة ..اتأخرت عليك ..
لم يرد ..فقط ينظر لها بتمعن ..رفعت نظرتها إليه قائلة
: ايه مش هنمشي ..؟
تنهد ينظر بجانبه ثم التفت يفتح لها باب السيارة لتركب مبتسمة بسعادة ..ركب جوارها يدير محرك السيارة ولا إراديا نظرته لا تحيد عنها ..
: هو مافيش مأذون قريب من هنا ..؟
توردت وجنتاها تحاول كبح جماح ابتسامتها بفشل ..لتنظر إلى الخارج عبر النافذة ..وسريعا تندثر ناظرة إليه بعيون متسعة بزهول عندما اردفف وهو يحررك السيارة ..
: واحد صاحبي عايز يطلق مراته ..
جرعة من السعادة كادت تصل إلى حد النشوة بحواسها ..لتهبط مجددا بخيبة أمل فادحة ...ويبتسم العاشق خفية بنظرة خاطفة تمنى لو أراد مداراتها عن العالم بأكمله فقط بين جفنيه ...
______________________
على الجانب الآخر ..يسوق السيارة متذمرا بملامح حانقه ..ينظر إلى تلك الصغيرة جواره بيأس ..
: كان لازم يعني البيبي سيتر تعتذر في يوم الحفلة ..
نظرت إليه تلاعب جروها الصغير تضغط على شفتيها كاتمة ضحكتها ببرائة مشاكسة ..
: انا وعدتك يابابي مش هروح في حته وهفضل جنبك انا بيكسي ..
زفر ينظر إلى بيكسي بامتعاض ،حيث أصرت ابنته على شراء حلة سوداء بربطة عنق فضية .."للكلب" ..معللة ( لازم بيكسي يلبس بدلة زيك يا بابي ) فاليوم حفل ضخم لمجموعة شركات لها مقامها الاول وكانت شركته من ضمنهم ..ومن ضمن المدعوين كلب ابنته ..
: هتقعدي مكان ما اقعدك ما تتحركيش يا حياة ..والا هزعل اوي منك وهخاصمك ..
رفت الصغيرة الكلب باتجاهه قائلة ببرائة عفوية
: انا هسمع الكلام ..بيكسي هو اللي بيجري ويسيبني ..قوله انك هتخاصمه لو سابني وجري ..
نظر إليها بتعابير وجه عير مقرؤه سرعان ما علت ضحكاته يوجهه تعليماته لبيكسي كما ارادت ...
_________________________
الشياطين تحرق ..ولا تُحرق ...
________________________________
صراخ ..وهتاف معاتبة واستنكار ..وسالم يزعق بصوت جهوري ..الجميع يقف مستغربا لما يحدث ..ومن بين الجميع تقف هي في الوسط ..تحدث محسن هاتفا بلوم معاتبا بحنق عندما دفعه سالم للخروج
: ياسالم ما يصحش كده ..انا غرضي شريف وجاي طالب ..
باندفاع غاضب يقاطعه زاعقا بحده ..
: لو لسانك كرر اللي قولته جوه هندمك عليه ..
نظر له نظرة تهديديه ينفض عبائته يرد بعضا من كرامته المهانة ..
: ماشي ياسالم ..اللي تشوفه ..بس ما ترجعش تزعل بقى من اللي هيحصل ..
ثم خرج ينضج الخبز الساخن فوق رأسه مستشيط غضبا ..
الجميع يقف مستغربا وهي بالوسط ..ولا يرى هو الجميع سوى حيز الوسط ..نظراته ..خفقاته ..قلبه ..تجاهها..تحدثت فاطمة بتسائل
: ايه يا ولدي في ايه ؟ من امتى واحنا بنعامل ضيوفنا كده ؟
اسماعيل مستفسرا ..
: في ايه يا سالم محسن بيه بنتعامل معاه بقالنا سنين ؟ ..ايه اللي حصل غضبك كده ؟
قاطعهم يزعق بدون سبب من وجهة نظرهم ..
: مافيش حاجة كل واحد يخليه في حاله ده موضوع بيني وبينه ..
وجه حديثه إليها ..او غضبه لا فارق ..
: انتي واقفة كده ليه ..اطلعي على فوق يلا ..
اتسعت عينيها عجبا تنكر داخلها انه يخصها بالحديث ..لتنظر حولها في دهشة والجميع في حالة زهول مما يبدو عليه هذا الصباح ..انتفضت تصعد بخطوات راكضة إلى الأعلى تتبعها والدتها عندما اردف على نفس وتيرة نبرته الزاعقة ..
: على فوق قولت ..
ثم خطا نحو مكتبه صافعا الباب بقوة ...
________________________________
استيقظت مبكرا ..مبكرا عن موعد الطائرة بساعات ..او بالأحرى هي لم تنام من الأساس ..في عتمة الليل اخذت تقارن بينها وبين نظراته لها في ذاك الوقت ..شهب نارية تلفظها السماء امامها كما لفظ هو كلماته التي نحرت كرامتها وكوت فؤادها ..أعدت الحقائب ..وأعدت عقاقير نسيان الماضي بكل مافيه ،الا و هي الإرادة ..نسيان كل ماضيها ..ماعدا حياة ..
: ممكن نعدي على واحدة صاحبتي اودعها قبل ما اسافر ..؟
قالتها بنبرة مشبعة بالحزن ..ليكون رده حانيا مبتسما بجوار انفطار قلبه لما تشعر به ..
: انتي تؤمري ..
ابتسمت له بامتنان ليقترب منها داعما إياها بقبلة فوق جبينها قائلا ..
: لو مش عاوزة تسافري بلاش يا سارة ..انا هبقى معاكي مكان ماتحبي ..
جميع خلايا قلبها تتوسلها البقاء ..لكن للعقل رأي آخر ..وباللغة الدارجة ..( ما عادش ينفع ) ..
: بالعكس انا محتاجة ابعد ..انا عاوزة كده ..
قالتها بشرود عازم وكأنها تخبر نفسها ..تجبرها ...
خرجا يركبان السيار سويا يحتضنها تحت ذراعه بأمان ..هي نجمه المدلل ..وهو يحتويها كمجرة ...
_______________
يطلق صفيرا متناغما مع تلك الموسيقى الكلاسكية المنبعثة من مشغل الصوت الخاص بسيارته ..وبين حين وآخر ينظر اليها بجانب عينيه وكأنه يذكرها بتلك اللحظة القريبة ..بينما هي تجلس جواره بالسيارة تكتف يديها امامها بغيظ ..ابتزها بأبشع صورة ممكنه ..ووحدها تراها الابشع، اما هو فلا ..
جانب آخر تكتشفه بشخصيته ..
نظرت حياة اليه بغضب ثم زفرت تنظر عبر نافذة السيارة بغيظ ..فقد اعطته موافقتها بسرعة البرق مع اول خطوة تقدمها نحوها بعد خلع قميصه ..هكذا دون تردد ..دون ادراك ..اندهشت تنظر امامها بقلق ..حين توقف بالسيارة امام مشفى ما ..
: في ايه ..؟ وقفت هنا ليه ..؟
صف السيارة يرد بكلمات قلائل ..
: انزلي ما تخافيش ..مافيش حاجة ..
فضل عدم ذكر خالها بجوار كلمة رصاصة في جملة واحدة لتجنب الكثير من الزهول والدموع والصدمات ..فعندما تراه امامها يتحدث سيكون الوضع اخف وطأة ..وحسنا فعل ..
ولجا سويا إلى داخل المشفى ..انقبض قلبها بشدة تمسك بذراعه برجاء تنظر إليه قائلة بنبرة على وشك البكاء ..
: قصي في ايه ؟ قولي عشان خاطري ..
التقط كفها بين قبضته بحنو ينظر إلى عينها يبث خلال نظراته اطئنانا ما قائلا ..
: اهدي ماتقلقيش ..تعالي معايا ..
تبعته بارتياب تتمنى داخلها الا يكون مكروها ما قد حدث ..وقفا سويا امام الغرفة ليفتحها قصي ويظهر منصور ممددا على السرير الخاص بالمشفى ..اتسعت عينيها بزهول والأخير يبتسم لها في اشارة مفادها انه بخير ..رفع يديه امام وجهها قائلا سريعا عندما لاحظ دموعها التي على وشك الهبوط ..
: ما تخافيش انا كويس ..
تقدمت إليه بخطوات متسارعة ..تحتضنه ناظرة إلى عينيه بتسائل ..
: خالو ،مالك في ايه ..؟ انت بتعمل ايه هنا ..؟
: ماتقلقيش يا حياة انا كويس والله ..دي رصاصة ..
: ايه ..؟
قاطعته بصرخة متسائلة ..مط فيها الواقف خلفها شفتيه يائسا ..حيث ها هي الصدمات والدموع ستنهمر لا محالة ..
اكملت مستفسرة بزهول باكي ..
: رصاصة؟ رصاصة ايه دي ..؟ازاي ده حصل ..؟
مررت نظراتها سريعا على جميع جسده مردفة ..
: وفين ..جات فين ؟
: ماتقلقيش يا حبيبتي والله بسيطة ..جت في رجلي .
تساقطت دموعها ألما عليه وبين كيف ومتى ولما، كان منصور يجيبها ..بينما هو خلفها يغزو داخله شعورا ما بالارتياح ..بالقصاص ..عندما تذكر ان احدى الرصاصتين سكنت قدم ناهد باستقرار تام ..هدأت قليلا ليلتفت إلى والده عندما تحدث قائلا..
: قصي ..في شغل لازم يتسلم في معاده ..انا هعتمد عليك انت وحياة ..وماتنسوش حفلة الشركة الاسبوع الجاي ..
توترت حركة عينيها ..ارتبكت حيث وعلى ما يبدو وجودها معه في مكان واحد يصيبه بمتلازمة خلع ملابسه .. تحدثت تعير افكارها السلام المؤقت قائلة ..
: ماما فين ؟
رد منصور يرجع ظهره إلى الوراء ..
: راحت تتطمن على يمنى ..
اتسعت عينيها بصدمة ..بينما هو غامت عينية بالحزن ..
: مالها يمنى ..؟
تنهد منصور بأسف يجيبها متجنبا بعض التفاصيل المرهقة لعقلها الصغير ..تلقائيا نظرت إلى قصي بحزن ، تعلم انها مقربة إليه واكثر من كونها اخت ..
_______________________________
دخلت إلى غرفتها يجتاع الغضب جميع حواسها ..لتتبعها والدتها تتحدث بعدم فهم
: ايه اللي حصل يابنتي ..؟ و سالم بيزعقلك ليه فهميني ؟
: ما عرفش حاجة ..انا نزلت على صوته اشوف في ايه لقيته زي ما شوفتي كده بيزعق فيا من غير سبب ..
قالت كلماتها بحدة دفعة واحدة ..لتحوقل فاطمة قائلة
: ايه اللي جرى بس ياربي ..دي عين وصابتنا ولا ايه ..انا لازم ابخر ..
قالت كلماتها تخرج من الغرفة لتجلس قمر فوق فراشها بحنق تسترجع ما حدث ليلة امس ..علها اغضبته ..
بينما يطرق بابها وتدخل منه (سعدية ) احب الخدم إليها وأصغرهم سنا ..دخلت متسللة تنظر خلفها بحذر ..تنظر قمر إليها باستغراب لما تفعله ..
: في ايه يا سعدية ..داخلة بتتسحبي كده ليه ..؟
اشارت لها بسبابتها نحو فمها ان تصمت ..اغلقت الباب تتجه نحوها قائلة بهمس ..
: عاوزة اقولك على حاجة مهمة ..
استقامت قمر تنظر اليها باهتمام ..لتردف سعدية وكأنها تفشي بأسرار حربية ..
: وانا معدية من جنب المكتب وداني وقعت مني على الباب شوية ..
نهرتها قمر قائلة ..
: انتي لسة ما بطلتيش الداء ده ..
: اسمعي بقى ده انتي هتشكريني دلوقت ..
انصتت لها قمر بإصغاء لتتحدث مكملة ..
: سمعت محسن بيه بيطلب ايدك من سالم بيه ..
وحتمت حديثها بنظرة فخر وكأنها استمعت لأسرار دولة ما ..اما هي اصتبها الوجوم ..تخبطت افكارها ..نصل حاد لايزال بطبيعته مغروزا بقلبها لكن وكأن احدهم ضغت فوقه لتشعر بألم العشق ..من الجنون بقائها هكذا دون زواج فكما تنص الحياة لا بد لها من بيت زوجية وهي بكل بساطة لا تريد ..لكن لابد ..
: انتي متأكده من اللي بتقوليه ده يا سعدية ..
: إيوة زي ما انا متأكدة اني شايفاكي دلوقت ..
تنهدت بحزن
: طب وبعدين ...ايه تللي خلى سالم يغضب ويطرده كده ؟
: ما اعرفش هو اول ما الراجل نطق بانه طالب يتجوزك ..وعينك ما تشوف الا النور ..نزل فيه ضرب وشتيمة من غير سبب ..بس بقول يمكن شايف فيه حاجة تعيبه وانه مش قد مقامك ..
اخذت تثرثر بكلمات لا تستمع اليها هي بالمرة ..حيث غرقت في البحث عن شيء واحد ..سبب غضبه؟..ما تعرفه ان ذاك الرجل لا تشوبه سمعته شائبة ..اجابات عدة واسباب ..واجابة واحدة تستنكرها تماما ..ودائما ما نستنكر الحقائق ..نستبعدها ..سالم يحبها كأخت له وهذا ما تراه ..لا تدرك ان حبها يسري بشراينه مقترنا بدمائه ...
_______________________
رابط الصداقة ..رباط له قدسيته لمن يدرك قيمة الصديق ..عناق حار ..بكاء ..ودموع ..عندما لم تجد سارة احد منهم بالمنزل هاتفتهم فعلمت بوجودهم في المشفى ..تحدثت حياة تشد على عناقها بتشبث قائلة
: هتوحشيني أوي ..هتسافري ليه خليكي هنا ..
لم تخبرها بذلك الكابوس المميت الذي مرت هي به ..غضت الطرف عنه ،تناسته حيث هي ستبدأ حياتها مجددا بلا كوابيس .."فقط شبح واحد سيبقى " لن تستطيع نسيانه ..
: تغيير ..
قالتها بمرح زائف ..عيون مثقلة بالكثير من الآسى ..ونبرة تحمل هموما جوار حروفها ..
مسحت حياة عينيها تنظر إلى آدم بريب ..
: انتي متأكدة انه أخوكي ..؟
ضحكت سارة لسؤالها ثم تنهدت تنظر إليه بشرود تومأ مبتسمة ..
: متأكدة ..انا للحظة دي مش مصدقة ان ربنا بيحبني للدرجة دي يا حياة ..آدم ده رحمة ربنا عليا ..الدنيا طبطبت عليا بيه ..
: يعني لقيتي الطبطبة ..؟
تبادلا الضحكات سويا لتغمز لها سارة تشير إلى قصي واقفا على بعد منهما
: انتي لسة مالقتيهاش ؟ ..
تنهدت حياة تنظر إليه بيأس قائلة
: لسه ..انا بشوف معاه المرمطة بس ..
والأحاديث لا تنتهي .."نجد دائما لذة خاصة ..فريدة، في آواخر الأشياء المحببة لدينا "
استأذنت منها سارة بعدما اطمأنت على منصور مودعة اياه وحنان ..وذهبت حيث عالمها الجديد ..ستشرق الشمس بعوالم أخرى .. تاركة جانب ما من الكون رمادا ...
_________________
بعد مرور عدة أيام ...
جلست جوارهم وكأن جبلا ما يجثم فوق صدرها ..جدها وبعض اعمامها يتملقون بحديث زلق تعلم تماما عدم صدقه ..تتحدث فاطمة بترحيب رغم ضيقها الشديد من وجودهم بعد علمها بما كانوا يفعلوه بتلك المسكينة اللتي سكنت قلبها سريعا ..
: أهلا وسهلا ..نورتوا ..سالم نازل حالا
تحدث عوض يوجه إليها نظرات غامضة لاحظتها حور لكن لم تفقهها ..
: البيت منور بصحابة يا فاطمة يابنتي .. خليه ياخد راحته احنا ما بقيناش اغراب ..
: عن إذنكم ..
تركتهم وشيئا ما يلح عليها بالبقاء جوارها ..شيء مجهول الهوية وشعور لا يريدها تركها بمفردها معهم ..
بمجرد ذهابها اسرع احد اعمام حور بالجلوس جوارها ينظر حوله بحذر ..هامسا
: ها ..عملتي ايه ..جيبتي اللي قولنالك عليه ..؟
اذدردت حور ريقها بخوف ..تتلعثم وقلبها يكاد يلفظه صدرها من شدة خفقاته ..
: للل..لسه ..؟
قبض عمها على ذراعها بقسوة يتحدث من بين أسنانه بغضب
: هو ايه اللي لسه يابت انتي ..بقالك اكتر اسبوع معاه ومش عارفه تتصرفي ..يمين بالله يا حور ان ما نفذتي اللي بنقولك عليه لهعيشك سواد بقيت حياتك ..
دمعت عينيها ألما أثر شدة قبضته ..وصعوبة تنفيذ ما يطلبونه منها ..لتتحدث بعفوية مسرعة لتتخلص من قبضة يده الطاغية..
: غصب عني .. هو مش بيبات في البيت من ساعة ما اتجوزنا والله العظيم ..
تبادل النظرات ووالده ..نظرات لا يفقه معناها سواهما ..ليدفعها بعنف وينطق عوض ببطء وصوت رخيم ..
: من ليلة الفرح ولا بعدها ..؟
سؤاله يحمل مضمونا ما ويريد اجابة معينة هي بعيدة كل البعد عن ادراكها ..تحسست ذراعها دامعة تمسح عينيها كطفلة تجيبهم
: لا من ليلة الفرح ..
التمعت عينيه يبتسم ابتسامة جانبية ..يميل إلى جانبه هامسا لاحد ابنائه بشيء ما ليستقيم خارجا من المنزل بخطوات متسارعة ...
استمع إلى صوت خطوات سالم ينزل الدرج ليشير إليها بمسح دموعها وسريعا هي تطيع اوامره بقهر كما اعتادت دائما ...
_______________________
ينتظرها منذ ساعة تقريبا وكلما هاتفها تجيبه بعلامة الرد المسجلة ( انا خلاص نازله اهو ) ..واخيرا التمعت نجمته ظاهرة في تحدي واضح تضاهي نجوم السماء جمالا..نظر إليها بافتتان ..شارد الفكر عما حوله سواها ..يراها تخطو نحوه كأميرة هاربة من احدى حواديت الجدات ..تتألق بفستان أسود لامع وحجاب ذهبي اللون ..نزل من السيارة ونظراته معلقة بها ..حمحمت بإحراج لتحديقه بها وخفقاتها تدعي الجنون وتنكر نبضات عشقا ما تفضحه عيونها بكل رحابة ..
: اسفة ..اتأخرت عليك ..
لم يرد ..فقط ينظر لها بتمعن ..رفعت نظرتها إليه قائلة
: ايه مش هنمشي ..؟
تنهد ينظر بجانبه ثم التفت يفتح لها باب السيارة لتركب مبتسمة بسعادة ..ركب جوارها يدير محرك السيارة ولا إراديا نظرته لا تحيد عنها ..
: هو مافيش مأذون قريب من هنا ..؟
توردت وجنتاها تحاول كبح جماح ابتسامتها بفشل ..لتنظر إلى الخارج عبر النافذة ..وسريعا تندثر ناظرة إليه بعيون متسعة بزهول عندما اردفف وهو يحررك السيارة ..
: واحد صاحبي عايز يطلق مراته ..
جرعة من السعادة كادت تصل إلى حد النشوة بحواسها ..لتهبط مجددا بخيبة أمل فادحة ...ويبتسم العاشق خفية بنظرة خاطفة تمنى لو أراد مداراتها عن العالم بأكمله فقط بين جفنيه ...
______________________
على الجانب الآخر ..يسوق السيارة متذمرا بملامح حانقه ..ينظر إلى تلك الصغيرة جواره بيأس ..
: كان لازم يعني البيبي سيتر تعتذر في يوم الحفلة ..
نظرت إليه تلاعب جروها الصغير تضغط على شفتيها كاتمة ضحكتها ببرائة مشاكسة ..
: انا وعدتك يابابي مش هروح في حته وهفضل جنبك انا بيكسي ..
زفر ينظر إلى بيكسي بامتعاض ،حيث أصرت ابنته على شراء حلة سوداء بربطة عنق فضية .."للكلب" ..معللة ( لازم بيكسي يلبس بدلة زيك يا بابي ) فاليوم حفل ضخم لمجموعة شركات لها مقامها الاول وكانت شركته من ضمنهم ..ومن ضمن المدعوين كلب ابنته ..
: هتقعدي مكان ما اقعدك ما تتحركيش يا حياة ..والا هزعل اوي منك وهخاصمك ..
رفت الصغيرة الكلب باتجاهه قائلة ببرائة عفوية
: انا هسمع الكلام ..بيكسي هو اللي بيجري ويسيبني ..قوله انك هتخاصمه لو سابني وجري ..
نظر إليها بتعابير وجه عير مقرؤه سرعان ما علت ضحكاته يوجهه تعليماته لبيكسي كما ارادت ...
_________________________