الفصل الثاني عشر
ممرضة دمرت حياتي
الحلقة الثانية عشر
.................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الت ميس سما محدثة حنين... ممكن تروحي قسم الباطنة يا حنين مع دكتور صلاح .
حنين ...تمام ، مفيش مشكلة .
ثم جاء اتصال إلى سما من دكتور طلعت يقول فيه ...ميس سما، ممكن تبعتيلي الممرضة الجديدة اللي اسمها ....؟
ميس سما ...قصدك حنين؟
طلعت ...أيوا صح ، حنين .
خليها تيجي قسم الجراحة ، أنا محتاج لأكبر عدد معايا ، عشان ورايا عملية مهمة جدا ، بعد ساعة .
ميس سما ...مش عارفه ، بس الجراحة محتاجة حد خبير شوية ، لكن هنا لسه عشان هي تخصص مساعدة دكتور أسنان ،وبتفهم
في حجات بسيطة تانية ، لكن مش لدرجة الجراحة .
طلعت ...سما مش عايز كتر كلام ، يعني هي اللي هتعمل العملية ، هي هتناول بس مع البنات، ابعتيها من فضلك .
تعجبت سما من حدته في الحديث معها لأول مرة ،ولكن لا يسعها إلا أن تنفذ طلبه ، فهو الحاكم الآمر في مستشفى أبيه .
سما لـ حنين ...معلش يا حنين ، دكتور طلعت بيقول عايزك
في قسم الجراحة الدور الأول .
دقّ قلب حنين قلقا من طلبه ، فلم تكن ترغب أن تجتمع به
في عمل مشترك قط، بل أرادت الإبتعاد عنه وأن لا تختلط به بقدر الإمكان .
فنظراته لها لا تبشر بالخير ، وتخاف أن تكون قد تركت خالد
لتأي لـ خالد آخر أضل سبيلا .
فحاولت الإعتذار بلطف إلى سما قائلة ...ممكن حضرتك تعتذري
له أو تبعتي حد تاني بديل .
لأني بجد مليش في الجراحة نهائي، وبخاف منها جدا .
ومش هقدر أساعد بجد بيها ، مش هعرف .
وكده هيحكم عليا من أول يوم أني فاشلة وكده هتظلم .
احتارت سما بين تصميم طلعت ورهبة حنين من التجربة لشيء ليست بارعة به .
ولكنها لم تجد مفرا من الإستجابة لطلب طلعت، حتى لا يصيبها الضرر منه
فقالت...معلش أنتِ باين عليكي ذكية اوي، وأكيد هتخدي بسرعة على القسم ومع الوقت هتكوني خبرة .
ثم أغرتها بقولها ...وكمان هتستفيدي لأن أجر ممرضة الجراحة أغلى أجر هنا ، لأنها بتتحمل وبتتعب كتير .
تنهدت حنين بمرارة قائلة...أمري لله ، ربنا يسترها من عنده .
ثم توجهت بخطوات متثاقلة إلى الدور الأول .
الذي كان ينتظرها فيه طلعت بفارغ الصبر ، ليراها مجددا .
ليلقي شباكه عليها ، لتغرم به عوضا عن حكيم .
وكأنه في سباق وتحدي ،يجب أن يفوز به .
وقع نظر طلعت عليها في أول الردهة ، فتقدم منها راسما الإبتسامة على وجهه .
وكلما تقدم منها دق قلبها خوفا ، وارتابت من ابتسامته وإصراره على أن تكون معه .
وعندما وصل إليها قال ...أهلا آنسه حنين ، نورتي المكان .
حنين ببعض من التوتر ...أهلا بحضرتك ، بس أنا كنت بفضل
أي قسم تاني أفهم فيه .
فغمز لها قائلا ...كله سهل بالتعلم ،وكفاية الواحد يشتغل وهو قدامه القمر ده ، فيشتغل برواقة ، حتى لو معملتيش حاجة .
شعرت حنين ببرودة أطرافها لثنائه عليها بهذه الطريقة ،فاكتفت بالصمت ولم تنطق .
واتبعته صامتة لمكانه المخصص .
وأثناء تلك العملية التي قام بها للمريض ،حاولت أن تتغافل
عن نظراته لها كلما سمحت له الفرصة .
وحاولت التركيز فيما يأمرها به ، هي وباقي الممرضات
وما إن انتهى وخرج الجميع واحدا تلو الآخر، استوقفها طلعت بقوله ...حنين استني .
فوقفت لتنظر ما يحتاج منها فرأته يتقدم منها قائلا ... على فكرة أنتِ دماغك هايلة جدا ، وقدرتي تنفذي كل اللي طلبته منك بسرعة وخفة .
أنتِ كنتِ فين من زمان ؟
أنا كده مش هقدر أستغنى عنك أبداً .
ضمت حنين شفتيها ثم قالت ...أشكر حضرتك ويارب أكون ديما عند حسن ظنك، ودلوقتي مضطرة أمشي عشان اتأخرت .
طلعت ...طيب تسمحيلي أوصلك ؟
حنين بنفور ...لا شكرا لحضرتك .
ثم أسرعت من أمامه ، قبل أن ينطق أي شيء آخر .
طلعت ...صراحة حتة جوهرة ، مش لازم تكون لحد تانى غيري.
.......
انتهى اليوم عند حلا وزميلاتها وقد سبقهم الحاج غنيم لما حدثها به وانتظرها على شوق وكأنه مازال شابا صغيرا ينتظر حبيبته بلهفة .
عزة بإرهاق ...آه كان يوم طويل ومتعب، حتى مش قادرة أشاور الميكروباص اللي جي ده .
شاوريله بسرعة يا حلا .
حمحمت حلا وقالت بتردد ...لا أنا مش هركب معاكم النهاردة .
أنا عايزة أشتري عشا للبيت من محل قدام كده ،والباقي هتمشاه .
تفحصتها علا بمكر وشعرت أن هناك ما تخفيه ،وما أكد لها ذلك ، أنها تلعثمت وهي تقول تلك الكلمات .
فرددت ...عشا إيه يا بت عليا أنا؟ .
ما أنتِ كل يوم بتاخدي معاكي كيس الفول وتحمدي ربنا .
ولا فاكرة نفسك بنت ناس ،وهتشتري جبنة ناستو ومربى يا معلمي مربى .
ثم ضحكت بسخرية ،فشعرت حنين بالخجل ،فرددت .
أنا بحب كل أول شهر كده ،مفهاش حاجة لما الواحد يروق نفسه بتعبه شوية .
علا بخبث ...آه عندك حق يا حبيبتي ، بس لا مؤاخذة منعطلكيش أنتِ ، إحنا هنروح عشان مهدودين .
حلا ...آه طبعا ، ويلا أشوفكم على خير بكرة إن شاء الله.
عزة ...إن شاء الله .
ثم تقدمت إلى الامام حنين ، متجهة إلى الكافيه حيث غنيم .
عزة بسخرية من علا ...يعني مش متعودة منك ، على كلمتين حلوين لـ حنين كده .
ده أنتِ ديما تسميها بالكلام .
لكن تقوللها يا حبيبتي ،دي غريبة شوية .
من امتى الحنية دي يا ست علا؟
علا بضحك ...من ساعة ما قريت اللي في عيونها يا أختي .
عشان الهانم مش رايحة تشتري ولا حاجة .
عزة ...أمال رايحة فين !
علا ...أقطع دراعي من لغلوغه، لتكون رايحة تقابل غنيم .
أنتِ مشفتيش نظراتهم كانت عاملة ازاي النهاردة بالخصوص .
عزة باستنكار ...أستغفر الله العظيم ، ربنا يستر على ولايانا .
بس يعني البت حنين مش بتاعة مشي بطال ، أنا أصلي عرفاها
من سنين .
وكمان الحق يتقال ، الحاج راجل بتاع ربنا ، مش بتاع حرام وكده ،وأنتِ بنفسك مجرباه .
علا ...والله أنا أصلا مش خايفة من الحرام ، ياريت كان آخرها معاه كده، كان هيشوف غيرها .
لكن اللي خايفة منه هو الحلال يجوزها ، وتبقى هي ست الكل وتشوف نفسها علينا .
عزة ...تفتكري، بس لا البت حنين دي غلبانة .
علا ...والله محد غلبان غيرك .
اسكتي ،على رأي المثل ، ده تحت السواهي دواهي.
وبس بس ، تعالى كده نمشي وراها وونعرف هي هتقابله فين ،عشان أتصرف بسرعة.
عزة ...تتصرفي ازاي يعني ؟
علا ...هقولك بس أتأكد من اللي في بالي الأول .
وبالفعل سارتا وراءها، حتى وجدوها تدخل كافيه ، ووجدوا من يقف إليها مرحبا .
فشهقت عزة ...يا لهوي ،ده طلع الحاج غنيم بجد يا بت .
والله لعب معاكي الزهر يا بت يا حلا .
علا بغل وحقد ...شوفتي مش قولتلك يا عزة؟
آه ياني، يا مراري، يعني ملقاش غيرها البت المسهوكة دي؟ .
عزة ...قولتلك حظوظ يا بنتي مصدقتنيش .
علا....آه بس أنا بمكالمة تليفون دلوقتي، هضيع حظها ده .
عزة باندهاش ...ازاي !
علا...هتصل بعياله وأقولهم تعالوا شوفوا أبوكوا ، الشايب العايب ،قاعد زي الحبيبة في كافيتريا بيحب بت في سن بناته، وعايز يتجوزها وشرط الجواز ،يكتب لها كل حاجة باسمها.
فشوفي بقا لما يسمعوا الكلمتين دول هيعملوا إيه ؟
حركت عزة شفتيها قائلة ...يا لهوي يا لهوي ،دول هيجوا جري .
ومش بعيد يجبوها من شعرها ويفطسوها كمان ،وهتبقى فضيحتها بجلاجل.
لا يا أختي ، أنا آه صاحبتك وكل حاجة وبوافقك كتير ،بس إلا الفضيحة ، أنا عندي بنات ومرضلهمش كده .
فبلاش ، إنّ الله حليم ستار .
علا بسخرية ...من إمتى يعني التدين ده يا ست عزة ، مش عليه الكلام ده يا حبيبتي .
ده إحنا دفنينه سوا .
عزة ...أنا عارفة أني فيه العبر كلها ، بس لغاية الفضيحة دي ،والبت تمشي منكسرة ودمعتها على خدها مقدرش صراحة .
ضحكت علا...لا والله حسيسة أوي يا بت.
خلاص يا أختي ، سكة السلامة أنتِ ،وسبيني أنا أنفذ على رواقة.
عزة...الله يسترها ،سلام .
علا ..كده يا عزة ، ماشي .
على العموم ،مش وقتك دلوقتي ، حسابك معايا بعدين .
ثم قامت بالإتصال على ابن غنيم الكبير في بادىء الأمر ...ألوووو ازيك يا فهمي بيه ، يارب تكون بخير ؟
فهمي ...أنتِ مين وعايزة إيه ؟
علا ...عايزة سلامتك يا بيه .
وأنا بتصل عشان أحذرك من حاجة ، ولو مصدقتش كلامي وجيت بسرعة وشوفت بعينيك الاتنين .
قول على العز والهنا اللي أنت عايش فيه يا رحمٰن يا رحيم .
فهمي بغضب...أنتِ بتقولي إيه يا مجنونة أنتِ ؟
ازاي ده ؟
علا ....ازاي ؟ هقولك يا باشا ، بس تيجي بسرعة تشوفهم بعينيك ، وتشوف هتصرف ازاي ؟
بس لازم تلغي الجوازة دي بأي شكل .
قبل الفاس ما تقع في الرأس ويضيع كل حاجة .
فهمي...وبعدين معاكي ، متدخلي في الموضوع على طول .
علا...أيوه أهو داخلة يا بيه .
بص بصراحة كده ،أبوك الراجل الكبير غنيم .
بيحب وقاعد دلوقتي مع البت اللي شغالة عنده من دور عياله
في كافيتريا ، بيحبوا في بعض .
وشكلهم كده بيتفقوا على الجواز .
فيا تحلقهم وتنهي الموضوع من أوله وترتاح .
ياما متصدقنيش بقا وتستنى لما أبوك ، يدخل عليك وهي في إيده ومخلف منها كمان .
وبيقولك دي مراتي وده ابني، والعيل ده ياكل الليلة كلها .
فهمي بانفعال ...لا يستحيل ده يحصل ، أنتِ أكيد كدابة .
مش معقولة بابا اللي يعرف ربنا يعمل كده .
علا ...مهو عشان يعرف ربنا ، هيجوزها في الحلال ، مش هيمشي معاها يومين ويسبها.
وعلى العموم لو مش مصدقني ، تعال شوف بنفسك .
أنا مستنياك أهو على قمة شارع المحل أمام كافتريا الفراعنة .
يلا يا بيه متعوقش ، الله يخليك .
صُدم فهمي بما سمع ، فاتصل سريعا باخواته البنات ، نورا ومروة .
فهمي إلى نورا منفعلا ...تعالي شوفي أبوكي المتصابي ، اللي فاكر نفسه لسه عيل بيعمل إيه ؟
عايز يجوز بنت يمكن أصغر منك كمان في السن ،ويعيش حياته ويخلف واللي يخلفه يورث ومش بعيد يكتبلهم كل أملاكه ، واحنا نايمين على ودنا .
نورا بحدة...بابا يعمل كده !!
لا مش معقول ، ولو حصل بجد يبقا كبر وخرف ، ولازم توقفه عند حده .
ده أنا أجبها من شعرها ،وأحط راسها تحت رجلي وأخنقها ، بس متاخدش جنيه واحد من فلوس أبويا مقصوفة الرقبة دي.
أنا هتصل حالا بـ مروة ،وجيالك ، ده أنا هخلي كل اللي بيشتري يتفرج عليهم .
مروة بعد أن علمت ما حدث من والدها وحلا ، تحدثت بانفعال قائلة ...معقول البت دي تعمل كده !!
مكنش باين عليها حاجة .
لا ده أنا آكلها وأشرب من دمها ، هو بالساهل كده .
عايزة تلم تعب أبونا وشقاه ، وتاخد كل حاجة على الجاهز كده .
لا ده بعدها ، إحنا ناخد روحها الأول .
ثم اتفق ثلاثتهم على الذهاب لذلك الكافيه ، ومحاولة إنهاء تلك العلاقة قبل أن تتحول إلى زواج ،قد يخسروا فيه ميراثهم
الذي ينتظرنوه عقب موت والدهم .
ولم يراعي أحد منهم احتياج والدهم للحب والسكن وزوجة يستأنس بها ، وتعينه على نوائب الدهر ، وملاذ آمن إذا اشتكى وتعوضه عن انشغالهم عنه بأُسرهم وحياتهم الخاصة .
ولكن الطمع والجشع عمى قلوبهم عن إدراك الحقيقة ، فكل ما أهمهم هو المال ،وليس راحة والدهم.
وأنه من حقه العيش بكرامة وسعادة .
فتبا لمال ذل صاحبه بهذا الشكل .
وأثناء استعدادهم للذهاب إليهم ،كان غنيم يحمل قلب طفل ، سعيدا وفرحا للغاية بوجود تلك الحلوى أمامه ، أقصد حلا التي جلست أمامه خجلة ، لا تكاد تهمس بأي كلمة ،وتكتفي بإيماء رأسها وفرك أصباعها .
غنيم مبتسما ...إيه هفضل أكلم نفسي أنا كتير كده !
أنا محتاج أسمع صوتك يا حلا .
حلا بحرج ...مش عارفه صراحة أقول إيه ؟
أنا اصلا مش مصدقة ، إني قاعدة معاك في مكان زي ده ،وإنك بتكلمني ، وإنك فعلا حسيت بقلبي .
وبادلتني مشاعر كنت بحسبها مجرد حلم وعمره ما هيتحقق أبداً .
غنيم ...ياااااه ، معقول ،أنا طلعت سعيد الحظ أوي كده .
لا يا حلا ، ده أنتِ اللي بالنسبالي حلم جميل ، مكنتش حتى قادر أتخيله .
وخايف فعلا مع الوقت تندمي على الحب ده ، في يوم من الأيام .
حلا ...لا متقولش كده ، أنا عمرى ما هندم أبداً .
أنت في عيوني أغلى الناس ، وبيك هتكمل فرحتي وسعادتي، اللي بتمناها .
غنيم ...يعني لو قولتلك تتجوزيني يا حلا ، هتوافقي ؟
رغم كل فرق السن اللي بينا ده !
تلون وجه حلا بالحمرة بسبب الخجل والفرحة لطلب غنيم الزواج منها .
حلا ...أرجوك متكلمش تاني ، عن فرق السن ، لأني مش حساه ولا شايفاه .
بالعكس أنا شيفاك فارس أحلامي الجميل ، اللي هيخدني
على حصانه ويسعدني، ويغمرني بعطفه وحنانه .
غنيم ..وأنا أوعدك ، أني هعمل أقصى جهدي عشان أسعدك يا حلا ، يا أحلى أيامي وسنين عمري الجاية .
ودلوقتي لو تحبي أوصلك واتقدملك أنا معنديش مانع .
بس بشرط خلال شهر بالكتير الجواز بإذن الله .
شهقت حلا بعدم تصديق ....شهر واحد ونجوز.
غنيم ...آه ،ده أنا بتمنى النهاردة قبل بكرة كمان .
بس عشان أنتِ تكوني استعدينى نفسيا واشتريتي كل اللي تحتاجيه .
وتيجى تشوفي الشقة ، ولو حبيتي تغيري أي حاجة فيها أو حتى تغيريها كلها أنا معنديش مانع .
المهم أشوفك سعيدة وفرحانة يا أغلى حاجة عندي في الدنيا .
حلا ...مش عارفه أقول إيه صراحة ، غير ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبداً .
ومعلش مش هينفع تيجي معايا دلوقتي، ثم ضحكت قائلة ...مهو مينفعش أدخل عليهم بيك ، وأقولهم عريس يا ماي.
فضحك غنيم قائلا ...أمال تحبي امتى ؟
حلا ...اديني بس فرصة أمهد ليهم الموضوع ، وبعدين أكلمك نحدد معاد مناسب .
غنيم ...تمام وأنا منتظر ده بفارغ الصبر .
وياريت يكون قريب ، لأني الود ودي دلوقتي آخدك واطلع على أول مأذون يقابلنا .
نكتب الكتاب ونعلي الجواب ، وأصرخ وأسمع الناس كلها ، أنك مراتي وحبيبتي وكل حياتي .
حلا ....والله قلبي مش مستوعب السعادة ي كلها ، وحاسه إني بحلم .
غنيم ...لا صدقي ، وأنا هعيشك ملكة متوجة ، في بيتي وطلباتك كلها مجابة ، حتى لو طلبتي لبن العصفور .
حلا بحرج ...غنيم أنا عايزة اقولك حاجة مهمة .
غنيم وقد لمس قلبه ، ذكر اسمه على لسانها هكذا بدون حاج .
فطلب منها أن تردده مرة أخرى .
فضحكت قائلة ...مهو خلاص أنت غنيم وأنا حلا بس من غير بنتي .
غنيم ...أنتِ هتكوني كل حاجة في حياتي، حبيبتي وزوجتي وصديقتي وأمي وبنتي ،كل ده في نفس الوقت .
بس عايزة تقولي إيه ؟
حلا ...عايزة أقول ، أنك لو مكنتش الحاج غنيم صاحب محل الملابس المبسوط ، وكنت حتى عامل بتشتغل بأجرك زينا ، كنت برده هحبك وأتمنى نجوز .
فمتفكرش أبداً ، أنك عشان غني وهتحقق كل اللي نفسي فيه ، عشان كده عايزة أجوزك .
ابتسم غنيم لصفاء ونقاء تلك الجوهرة التي أمامه ، التي تعد كنزا ثمينا له قائلا ...صدقيني أنا مصدق ده ، لأن قلبي فعلا بيعرف يفرق بين الحب الحقيقي والحب الزائف اللي شوفته كتير في حياتي عشان مجرد فلوسي وبس .
ثم تابع بحب
أنتِ كنزي الغالي يا حلا ، وفرحة أيامي كلها .
وأثناء ذلك الحديث ،وصل مفرق الجماعات وهادم اللذات أمام الكافيه .
وأشارت تلك الحية علا إلى أولاده مكان وجود والدهم وحلا .
فانفجرت الدماء في عروقهم وهم يرون أباهم في تلك الجلسة الرومانسية .
فهمي ...والله عال ، فاكر نفسه نوغة وبيحب لسه .
مروة ...آه منها العقربة دي ،كل ده يطلع من البت دي .
نورا ..سبوني عليها أنا هعرفها مقامها ،يلا بينا جوا ليهم
وابتسمت علا بنصر لتحقيق هدفها ،وانتظرت بلهفة مشاهدة تلك المشهد ، بل وأخرجت هاتفها لتصور تلك اللحظات لتوثقها لديها وتشهد جميع الناس عليها .
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فماذا سيحدث للعاشقين ؟؟
وهل يستطيعون فعلا التفرقة بينهما ؟؟
.....
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الحلقة الثانية عشر
.................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الت ميس سما محدثة حنين... ممكن تروحي قسم الباطنة يا حنين مع دكتور صلاح .
حنين ...تمام ، مفيش مشكلة .
ثم جاء اتصال إلى سما من دكتور طلعت يقول فيه ...ميس سما، ممكن تبعتيلي الممرضة الجديدة اللي اسمها ....؟
ميس سما ...قصدك حنين؟
طلعت ...أيوا صح ، حنين .
خليها تيجي قسم الجراحة ، أنا محتاج لأكبر عدد معايا ، عشان ورايا عملية مهمة جدا ، بعد ساعة .
ميس سما ...مش عارفه ، بس الجراحة محتاجة حد خبير شوية ، لكن هنا لسه عشان هي تخصص مساعدة دكتور أسنان ،وبتفهم
في حجات بسيطة تانية ، لكن مش لدرجة الجراحة .
طلعت ...سما مش عايز كتر كلام ، يعني هي اللي هتعمل العملية ، هي هتناول بس مع البنات، ابعتيها من فضلك .
تعجبت سما من حدته في الحديث معها لأول مرة ،ولكن لا يسعها إلا أن تنفذ طلبه ، فهو الحاكم الآمر في مستشفى أبيه .
سما لـ حنين ...معلش يا حنين ، دكتور طلعت بيقول عايزك
في قسم الجراحة الدور الأول .
دقّ قلب حنين قلقا من طلبه ، فلم تكن ترغب أن تجتمع به
في عمل مشترك قط، بل أرادت الإبتعاد عنه وأن لا تختلط به بقدر الإمكان .
فنظراته لها لا تبشر بالخير ، وتخاف أن تكون قد تركت خالد
لتأي لـ خالد آخر أضل سبيلا .
فحاولت الإعتذار بلطف إلى سما قائلة ...ممكن حضرتك تعتذري
له أو تبعتي حد تاني بديل .
لأني بجد مليش في الجراحة نهائي، وبخاف منها جدا .
ومش هقدر أساعد بجد بيها ، مش هعرف .
وكده هيحكم عليا من أول يوم أني فاشلة وكده هتظلم .
احتارت سما بين تصميم طلعت ورهبة حنين من التجربة لشيء ليست بارعة به .
ولكنها لم تجد مفرا من الإستجابة لطلب طلعت، حتى لا يصيبها الضرر منه
فقالت...معلش أنتِ باين عليكي ذكية اوي، وأكيد هتخدي بسرعة على القسم ومع الوقت هتكوني خبرة .
ثم أغرتها بقولها ...وكمان هتستفيدي لأن أجر ممرضة الجراحة أغلى أجر هنا ، لأنها بتتحمل وبتتعب كتير .
تنهدت حنين بمرارة قائلة...أمري لله ، ربنا يسترها من عنده .
ثم توجهت بخطوات متثاقلة إلى الدور الأول .
الذي كان ينتظرها فيه طلعت بفارغ الصبر ، ليراها مجددا .
ليلقي شباكه عليها ، لتغرم به عوضا عن حكيم .
وكأنه في سباق وتحدي ،يجب أن يفوز به .
وقع نظر طلعت عليها في أول الردهة ، فتقدم منها راسما الإبتسامة على وجهه .
وكلما تقدم منها دق قلبها خوفا ، وارتابت من ابتسامته وإصراره على أن تكون معه .
وعندما وصل إليها قال ...أهلا آنسه حنين ، نورتي المكان .
حنين ببعض من التوتر ...أهلا بحضرتك ، بس أنا كنت بفضل
أي قسم تاني أفهم فيه .
فغمز لها قائلا ...كله سهل بالتعلم ،وكفاية الواحد يشتغل وهو قدامه القمر ده ، فيشتغل برواقة ، حتى لو معملتيش حاجة .
شعرت حنين ببرودة أطرافها لثنائه عليها بهذه الطريقة ،فاكتفت بالصمت ولم تنطق .
واتبعته صامتة لمكانه المخصص .
وأثناء تلك العملية التي قام بها للمريض ،حاولت أن تتغافل
عن نظراته لها كلما سمحت له الفرصة .
وحاولت التركيز فيما يأمرها به ، هي وباقي الممرضات
وما إن انتهى وخرج الجميع واحدا تلو الآخر، استوقفها طلعت بقوله ...حنين استني .
فوقفت لتنظر ما يحتاج منها فرأته يتقدم منها قائلا ... على فكرة أنتِ دماغك هايلة جدا ، وقدرتي تنفذي كل اللي طلبته منك بسرعة وخفة .
أنتِ كنتِ فين من زمان ؟
أنا كده مش هقدر أستغنى عنك أبداً .
ضمت حنين شفتيها ثم قالت ...أشكر حضرتك ويارب أكون ديما عند حسن ظنك، ودلوقتي مضطرة أمشي عشان اتأخرت .
طلعت ...طيب تسمحيلي أوصلك ؟
حنين بنفور ...لا شكرا لحضرتك .
ثم أسرعت من أمامه ، قبل أن ينطق أي شيء آخر .
طلعت ...صراحة حتة جوهرة ، مش لازم تكون لحد تانى غيري.
.......
انتهى اليوم عند حلا وزميلاتها وقد سبقهم الحاج غنيم لما حدثها به وانتظرها على شوق وكأنه مازال شابا صغيرا ينتظر حبيبته بلهفة .
عزة بإرهاق ...آه كان يوم طويل ومتعب، حتى مش قادرة أشاور الميكروباص اللي جي ده .
شاوريله بسرعة يا حلا .
حمحمت حلا وقالت بتردد ...لا أنا مش هركب معاكم النهاردة .
أنا عايزة أشتري عشا للبيت من محل قدام كده ،والباقي هتمشاه .
تفحصتها علا بمكر وشعرت أن هناك ما تخفيه ،وما أكد لها ذلك ، أنها تلعثمت وهي تقول تلك الكلمات .
فرددت ...عشا إيه يا بت عليا أنا؟ .
ما أنتِ كل يوم بتاخدي معاكي كيس الفول وتحمدي ربنا .
ولا فاكرة نفسك بنت ناس ،وهتشتري جبنة ناستو ومربى يا معلمي مربى .
ثم ضحكت بسخرية ،فشعرت حنين بالخجل ،فرددت .
أنا بحب كل أول شهر كده ،مفهاش حاجة لما الواحد يروق نفسه بتعبه شوية .
علا بخبث ...آه عندك حق يا حبيبتي ، بس لا مؤاخذة منعطلكيش أنتِ ، إحنا هنروح عشان مهدودين .
حلا ...آه طبعا ، ويلا أشوفكم على خير بكرة إن شاء الله.
عزة ...إن شاء الله .
ثم تقدمت إلى الامام حنين ، متجهة إلى الكافيه حيث غنيم .
عزة بسخرية من علا ...يعني مش متعودة منك ، على كلمتين حلوين لـ حنين كده .
ده أنتِ ديما تسميها بالكلام .
لكن تقوللها يا حبيبتي ،دي غريبة شوية .
من امتى الحنية دي يا ست علا؟
علا بضحك ...من ساعة ما قريت اللي في عيونها يا أختي .
عشان الهانم مش رايحة تشتري ولا حاجة .
عزة ...أمال رايحة فين !
علا ...أقطع دراعي من لغلوغه، لتكون رايحة تقابل غنيم .
أنتِ مشفتيش نظراتهم كانت عاملة ازاي النهاردة بالخصوص .
عزة باستنكار ...أستغفر الله العظيم ، ربنا يستر على ولايانا .
بس يعني البت حنين مش بتاعة مشي بطال ، أنا أصلي عرفاها
من سنين .
وكمان الحق يتقال ، الحاج راجل بتاع ربنا ، مش بتاع حرام وكده ،وأنتِ بنفسك مجرباه .
علا ...والله أنا أصلا مش خايفة من الحرام ، ياريت كان آخرها معاه كده، كان هيشوف غيرها .
لكن اللي خايفة منه هو الحلال يجوزها ، وتبقى هي ست الكل وتشوف نفسها علينا .
عزة ...تفتكري، بس لا البت حنين دي غلبانة .
علا ...والله محد غلبان غيرك .
اسكتي ،على رأي المثل ، ده تحت السواهي دواهي.
وبس بس ، تعالى كده نمشي وراها وونعرف هي هتقابله فين ،عشان أتصرف بسرعة.
عزة ...تتصرفي ازاي يعني ؟
علا ...هقولك بس أتأكد من اللي في بالي الأول .
وبالفعل سارتا وراءها، حتى وجدوها تدخل كافيه ، ووجدوا من يقف إليها مرحبا .
فشهقت عزة ...يا لهوي ،ده طلع الحاج غنيم بجد يا بت .
والله لعب معاكي الزهر يا بت يا حلا .
علا بغل وحقد ...شوفتي مش قولتلك يا عزة؟
آه ياني، يا مراري، يعني ملقاش غيرها البت المسهوكة دي؟ .
عزة ...قولتلك حظوظ يا بنتي مصدقتنيش .
علا....آه بس أنا بمكالمة تليفون دلوقتي، هضيع حظها ده .
عزة باندهاش ...ازاي !
علا...هتصل بعياله وأقولهم تعالوا شوفوا أبوكوا ، الشايب العايب ،قاعد زي الحبيبة في كافيتريا بيحب بت في سن بناته، وعايز يتجوزها وشرط الجواز ،يكتب لها كل حاجة باسمها.
فشوفي بقا لما يسمعوا الكلمتين دول هيعملوا إيه ؟
حركت عزة شفتيها قائلة ...يا لهوي يا لهوي ،دول هيجوا جري .
ومش بعيد يجبوها من شعرها ويفطسوها كمان ،وهتبقى فضيحتها بجلاجل.
لا يا أختي ، أنا آه صاحبتك وكل حاجة وبوافقك كتير ،بس إلا الفضيحة ، أنا عندي بنات ومرضلهمش كده .
فبلاش ، إنّ الله حليم ستار .
علا بسخرية ...من إمتى يعني التدين ده يا ست عزة ، مش عليه الكلام ده يا حبيبتي .
ده إحنا دفنينه سوا .
عزة ...أنا عارفة أني فيه العبر كلها ، بس لغاية الفضيحة دي ،والبت تمشي منكسرة ودمعتها على خدها مقدرش صراحة .
ضحكت علا...لا والله حسيسة أوي يا بت.
خلاص يا أختي ، سكة السلامة أنتِ ،وسبيني أنا أنفذ على رواقة.
عزة...الله يسترها ،سلام .
علا ..كده يا عزة ، ماشي .
على العموم ،مش وقتك دلوقتي ، حسابك معايا بعدين .
ثم قامت بالإتصال على ابن غنيم الكبير في بادىء الأمر ...ألوووو ازيك يا فهمي بيه ، يارب تكون بخير ؟
فهمي ...أنتِ مين وعايزة إيه ؟
علا ...عايزة سلامتك يا بيه .
وأنا بتصل عشان أحذرك من حاجة ، ولو مصدقتش كلامي وجيت بسرعة وشوفت بعينيك الاتنين .
قول على العز والهنا اللي أنت عايش فيه يا رحمٰن يا رحيم .
فهمي بغضب...أنتِ بتقولي إيه يا مجنونة أنتِ ؟
ازاي ده ؟
علا ....ازاي ؟ هقولك يا باشا ، بس تيجي بسرعة تشوفهم بعينيك ، وتشوف هتصرف ازاي ؟
بس لازم تلغي الجوازة دي بأي شكل .
قبل الفاس ما تقع في الرأس ويضيع كل حاجة .
فهمي...وبعدين معاكي ، متدخلي في الموضوع على طول .
علا...أيوه أهو داخلة يا بيه .
بص بصراحة كده ،أبوك الراجل الكبير غنيم .
بيحب وقاعد دلوقتي مع البت اللي شغالة عنده من دور عياله
في كافيتريا ، بيحبوا في بعض .
وشكلهم كده بيتفقوا على الجواز .
فيا تحلقهم وتنهي الموضوع من أوله وترتاح .
ياما متصدقنيش بقا وتستنى لما أبوك ، يدخل عليك وهي في إيده ومخلف منها كمان .
وبيقولك دي مراتي وده ابني، والعيل ده ياكل الليلة كلها .
فهمي بانفعال ...لا يستحيل ده يحصل ، أنتِ أكيد كدابة .
مش معقولة بابا اللي يعرف ربنا يعمل كده .
علا ...مهو عشان يعرف ربنا ، هيجوزها في الحلال ، مش هيمشي معاها يومين ويسبها.
وعلى العموم لو مش مصدقني ، تعال شوف بنفسك .
أنا مستنياك أهو على قمة شارع المحل أمام كافتريا الفراعنة .
يلا يا بيه متعوقش ، الله يخليك .
صُدم فهمي بما سمع ، فاتصل سريعا باخواته البنات ، نورا ومروة .
فهمي إلى نورا منفعلا ...تعالي شوفي أبوكي المتصابي ، اللي فاكر نفسه لسه عيل بيعمل إيه ؟
عايز يجوز بنت يمكن أصغر منك كمان في السن ،ويعيش حياته ويخلف واللي يخلفه يورث ومش بعيد يكتبلهم كل أملاكه ، واحنا نايمين على ودنا .
نورا بحدة...بابا يعمل كده !!
لا مش معقول ، ولو حصل بجد يبقا كبر وخرف ، ولازم توقفه عند حده .
ده أنا أجبها من شعرها ،وأحط راسها تحت رجلي وأخنقها ، بس متاخدش جنيه واحد من فلوس أبويا مقصوفة الرقبة دي.
أنا هتصل حالا بـ مروة ،وجيالك ، ده أنا هخلي كل اللي بيشتري يتفرج عليهم .
مروة بعد أن علمت ما حدث من والدها وحلا ، تحدثت بانفعال قائلة ...معقول البت دي تعمل كده !!
مكنش باين عليها حاجة .
لا ده أنا آكلها وأشرب من دمها ، هو بالساهل كده .
عايزة تلم تعب أبونا وشقاه ، وتاخد كل حاجة على الجاهز كده .
لا ده بعدها ، إحنا ناخد روحها الأول .
ثم اتفق ثلاثتهم على الذهاب لذلك الكافيه ، ومحاولة إنهاء تلك العلاقة قبل أن تتحول إلى زواج ،قد يخسروا فيه ميراثهم
الذي ينتظرنوه عقب موت والدهم .
ولم يراعي أحد منهم احتياج والدهم للحب والسكن وزوجة يستأنس بها ، وتعينه على نوائب الدهر ، وملاذ آمن إذا اشتكى وتعوضه عن انشغالهم عنه بأُسرهم وحياتهم الخاصة .
ولكن الطمع والجشع عمى قلوبهم عن إدراك الحقيقة ، فكل ما أهمهم هو المال ،وليس راحة والدهم.
وأنه من حقه العيش بكرامة وسعادة .
فتبا لمال ذل صاحبه بهذا الشكل .
وأثناء استعدادهم للذهاب إليهم ،كان غنيم يحمل قلب طفل ، سعيدا وفرحا للغاية بوجود تلك الحلوى أمامه ، أقصد حلا التي جلست أمامه خجلة ، لا تكاد تهمس بأي كلمة ،وتكتفي بإيماء رأسها وفرك أصباعها .
غنيم مبتسما ...إيه هفضل أكلم نفسي أنا كتير كده !
أنا محتاج أسمع صوتك يا حلا .
حلا بحرج ...مش عارفه صراحة أقول إيه ؟
أنا اصلا مش مصدقة ، إني قاعدة معاك في مكان زي ده ،وإنك بتكلمني ، وإنك فعلا حسيت بقلبي .
وبادلتني مشاعر كنت بحسبها مجرد حلم وعمره ما هيتحقق أبداً .
غنيم ...ياااااه ، معقول ،أنا طلعت سعيد الحظ أوي كده .
لا يا حلا ، ده أنتِ اللي بالنسبالي حلم جميل ، مكنتش حتى قادر أتخيله .
وخايف فعلا مع الوقت تندمي على الحب ده ، في يوم من الأيام .
حلا ...لا متقولش كده ، أنا عمرى ما هندم أبداً .
أنت في عيوني أغلى الناس ، وبيك هتكمل فرحتي وسعادتي، اللي بتمناها .
غنيم ...يعني لو قولتلك تتجوزيني يا حلا ، هتوافقي ؟
رغم كل فرق السن اللي بينا ده !
تلون وجه حلا بالحمرة بسبب الخجل والفرحة لطلب غنيم الزواج منها .
حلا ...أرجوك متكلمش تاني ، عن فرق السن ، لأني مش حساه ولا شايفاه .
بالعكس أنا شيفاك فارس أحلامي الجميل ، اللي هيخدني
على حصانه ويسعدني، ويغمرني بعطفه وحنانه .
غنيم ..وأنا أوعدك ، أني هعمل أقصى جهدي عشان أسعدك يا حلا ، يا أحلى أيامي وسنين عمري الجاية .
ودلوقتي لو تحبي أوصلك واتقدملك أنا معنديش مانع .
بس بشرط خلال شهر بالكتير الجواز بإذن الله .
شهقت حلا بعدم تصديق ....شهر واحد ونجوز.
غنيم ...آه ،ده أنا بتمنى النهاردة قبل بكرة كمان .
بس عشان أنتِ تكوني استعدينى نفسيا واشتريتي كل اللي تحتاجيه .
وتيجى تشوفي الشقة ، ولو حبيتي تغيري أي حاجة فيها أو حتى تغيريها كلها أنا معنديش مانع .
المهم أشوفك سعيدة وفرحانة يا أغلى حاجة عندي في الدنيا .
حلا ...مش عارفه أقول إيه صراحة ، غير ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبداً .
ومعلش مش هينفع تيجي معايا دلوقتي، ثم ضحكت قائلة ...مهو مينفعش أدخل عليهم بيك ، وأقولهم عريس يا ماي.
فضحك غنيم قائلا ...أمال تحبي امتى ؟
حلا ...اديني بس فرصة أمهد ليهم الموضوع ، وبعدين أكلمك نحدد معاد مناسب .
غنيم ...تمام وأنا منتظر ده بفارغ الصبر .
وياريت يكون قريب ، لأني الود ودي دلوقتي آخدك واطلع على أول مأذون يقابلنا .
نكتب الكتاب ونعلي الجواب ، وأصرخ وأسمع الناس كلها ، أنك مراتي وحبيبتي وكل حياتي .
حلا ....والله قلبي مش مستوعب السعادة ي كلها ، وحاسه إني بحلم .
غنيم ...لا صدقي ، وأنا هعيشك ملكة متوجة ، في بيتي وطلباتك كلها مجابة ، حتى لو طلبتي لبن العصفور .
حلا بحرج ...غنيم أنا عايزة اقولك حاجة مهمة .
غنيم وقد لمس قلبه ، ذكر اسمه على لسانها هكذا بدون حاج .
فطلب منها أن تردده مرة أخرى .
فضحكت قائلة ...مهو خلاص أنت غنيم وأنا حلا بس من غير بنتي .
غنيم ...أنتِ هتكوني كل حاجة في حياتي، حبيبتي وزوجتي وصديقتي وأمي وبنتي ،كل ده في نفس الوقت .
بس عايزة تقولي إيه ؟
حلا ...عايزة أقول ، أنك لو مكنتش الحاج غنيم صاحب محل الملابس المبسوط ، وكنت حتى عامل بتشتغل بأجرك زينا ، كنت برده هحبك وأتمنى نجوز .
فمتفكرش أبداً ، أنك عشان غني وهتحقق كل اللي نفسي فيه ، عشان كده عايزة أجوزك .
ابتسم غنيم لصفاء ونقاء تلك الجوهرة التي أمامه ، التي تعد كنزا ثمينا له قائلا ...صدقيني أنا مصدق ده ، لأن قلبي فعلا بيعرف يفرق بين الحب الحقيقي والحب الزائف اللي شوفته كتير في حياتي عشان مجرد فلوسي وبس .
ثم تابع بحب
أنتِ كنزي الغالي يا حلا ، وفرحة أيامي كلها .
وأثناء ذلك الحديث ،وصل مفرق الجماعات وهادم اللذات أمام الكافيه .
وأشارت تلك الحية علا إلى أولاده مكان وجود والدهم وحلا .
فانفجرت الدماء في عروقهم وهم يرون أباهم في تلك الجلسة الرومانسية .
فهمي ...والله عال ، فاكر نفسه نوغة وبيحب لسه .
مروة ...آه منها العقربة دي ،كل ده يطلع من البت دي .
نورا ..سبوني عليها أنا هعرفها مقامها ،يلا بينا جوا ليهم
وابتسمت علا بنصر لتحقيق هدفها ،وانتظرت بلهفة مشاهدة تلك المشهد ، بل وأخرجت هاتفها لتصور تلك اللحظات لتوثقها لديها وتشهد جميع الناس عليها .
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فماذا سيحدث للعاشقين ؟؟
وهل يستطيعون فعلا التفرقة بينهما ؟؟
.....
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد