روايةفارسالصعيدالفصلالثاني
رواية
#فارس_الصعيد
#الفصل__الثاني
**********************
خرج منصور من دواره و ترك حاتم بعد حوارهم الطويل عن الخواجات و الآثار و حق اخوهم و نادية مرات اخوهم و ولادها من الميراث سواء في الدوار او صيبهم من الارض و تحدث حاتم معه عن حبه القديم ل نادية مرات اخوه فخرج و ركب سيارته الجيب و انطلق ولا يعرف أحد وجهته
_______________
و في بيت نادية قاعدة على الأرض و حاطه الاكل على صينية فوق طبلية (مقعد خشبي بالريف ) و بتاكل مع ابنها الكبير فارس ذو ال ١٤ عاما و بنتها الصغرى زينب و مصطفى الفرع الأوسط لعائلتها و وضعت امامهم ما جهزته من طعام . و هما قاعدين بياكلوا راح قالها مصطفى ماما طالبين مننا رسوم المدرسة و آخر معاد لينا الاسبوع الجاي . فردت عليه امه نادية و قد وقفت اللقمة بفمها من ضيق ذات اليد و قالتله حاضر يا حبيبي هاشوف الفلوس و ادفعهالك المهم انتا ذاكر كده و اتشطر عايزاكم تفرحوني و تخلوني في السما و ما تحوجونيش لحد مين ما كان . فرد عليها مصطفى و قالها مانا بجيب درجات حلوة يا ماما كل سنة . و راحت زينب اخر العنقود قالتلها و انا كمان يا ماما ده انا الأستاذ حامد فرحان بيا اوي لما بارفع ايدي و بجاوب على كل الأسئلة في الفصل . فردت عليهم نادية و قالت ايوا كده يا حبايبي ربنا يخليكم ليا و يفرحكم زي ما نتوا مفرحيني كده و مالييين عليا الدنيا يا نور عيوني . و كان بالوقت ده فارس قاعد بياكل و هو ساكت ما بيتكلمش . فسالته امه نادية و قالتله مالك يا حبيبي ما ببتتكلمش ليييه . فرد عليها فارس و قالها انا ما عدتش صغير يا ماما و عارف الظروف كويس . و انا بدور علي شغل و هاشوف الأسطى احمد الميكانيكي ياخدني معاه الورشة
فردت عليه نادية و هي بتحذره اوعاك يا فارس يابني شغل ايه و زفت ايه انتا السنادي شهادة و عاوزاك تنجح و تجيب مجموع كبير و تدخل ثانوي و تكبر و تدخل طب او هندسة و ترفع راسي و عينك بين الناس يابني
ففارس قالها يا ماما انا هوفق بينهم ما تقلقيش انتا انا عمري ما هاهمل دروسي يا ماما . فقالتله نادية بحدة فارس انا قولت ايه و ابو بالين كداب يابني . فرد عليها فارس منين يا ماما ما الحال معروف و انا ما عدتش صغير . فردت عليه نادية و قالتله و هو انا اشتكيت او قصرت يابني اسمع كلامي انتا بس و واضب على دروسك و مذاكرتك و كل حاجة هتبقى تمام ان شاء الله . فرد عليها فارس مخففا من حدة امه و في عقله شيئال اخر مصمما عليه فقالها حاضر يا ماما . وظل فارس يفكر و هو ياكل و بعقله هيشتغل و هيساعد امه بس من غير ما هي تعرف لانه هو عارف ان اعمامه حرامية ولا هيساعدوهم و ان طالوا ياكلوهم تاني هياكلوهم و فارس كان جواه حقد و غل كبير اتجاه اعمامه حاتم و منصور على ظلمهم لابوه و امه طول السنين اللي فاتت فهو الفتى الذي شارف على ال ١٤ عام فهو يعي و يدرك كل شي . و بينما هما بيحكوا و بيضحكوا على الاكل و زينب بتقولها جعانة يا ماما لسه ما شبعتش و مصطفى بيقولها اه يا بكبوظة انتا و بدات زينب تضحك و تقوله يابو كرش انتا و فارس يحط قدامها العيش و يقولها خودي يا زينب كولي اهو . و ما قطعش ضحكهم غير خبط و طرق على الباب . فردت نادية و هي متفاجئة و بتقول مين يا ترى اللي جاي لينا بالوقت فقالت لابنها قوم يا فارس افتح و شوف مين عالباب . فرد عليها فارس قام يفتح و راح ناحية الباب و بيقول مين ....
___________________
و في بيت الحج عثمان حاتم بينادي على مراته نوال و بيزعق نوال يا نواال . فردت عليه نوال و قالتله ايه حاتم مالك في ايه صوتك جاب آخر الدوار . فرد عليها حاتم كنتي فين يا ولية صوتي اتنبح و انا بنادي عليكي . فردت عليه نوال و قالتله كنت نايمة تعبانة مصدعة فيه ايه ايه اللي حصل القيامة قامت البيت ولع . فرد عليها حاتم و قالها يا ملافظك مالك يا بت ما تهدي عالمسا في ايه . فردت عليه نوال و قالتله لخص و قول عايزني في ايه يا حاتم يابن الحج عثمان . فقالها حاتم انا جعااان و العصر أذن و المغرب خلاص قررب روحي جهزي اكل انتي و البت حسنية الشغالة و اعملي حسابك ان اخويا منصور هيتعشى معانا . فردت عليه نوال بضيق و قالتله حاضر يا حاتم لما اشوف اخرتها معاك انتا و اخوك ده . فحاتم سمعها فقالها اخرة ايه يا بت ما تتعدلي كده مالك و ما تضايقيش منصور زي كل مرة و شوفي عيالك فين و راحوا فين بالمغرب كده . فردت عليه نوال و قالتله رباب باوضتها بتللعب و مؤمن خرج مع ابن اخويا رجب من قبل العصر و ما رجعش . فرد عليها حاتم بغيظ و قالها انا مش خايف عالواد قد مانا خايف من ابن رجب اخوكي ده ربنا يستر . فنوال حطت ايدها بوسطها و قالتله و ماله اخويا رجب يا حاتم مش نازلك من زور ليييه . فرد عليها حاتم و قالها روحي يا نوال شوفي شغلك و هتعملي ايه عشان انا مش فاضيلك و راح طلع تليفونه من جيبه عشان يتصل على حسان واسطة الخواجات و خرج راح البراندة بعد ما مراته نوال راحت المطبخ . فحاتم بيقول ألو ايوا يا حسااان .......
_________________
و في بيت نادية الباب خبط فقالت يا ترى مين اللي جايلنا عالمغرب كده فقالت قوم يا فارس يابني افتح و شوف مين عالباب و راح فارس عند الباب و قال مين بيخبط
فرد عليه و قاله انا . فقام فارس سأله و قاله انتا مييين
فرد عليه صوت من بره و قاله افتح يا فارس انا عمك منصور . فراح فارس وشه اتقلب و نادية من جواها بتسال نفسها ايه اللي جاب منصور في الساعة دي و عاوز ايه مننا يا ترى خير . فشاورت لفارس اللي انه يفتح و راح فارس فتح الباب ل عمه و قاله في ايه ايه اللي جابك عندنا عايز ايه مننا و وجهه مليئ بالغل و الحقد على عمه . فنادية قالتله عيب كده يا فارس يابني ايا كان هو ببيتنا و مهما كان ده عمك برضه فرد عليها فارس بغضب و قالها عيب ايه يا ماما ده ما عملش غير كل عيب في حياته و انا ماليش اعمام فصرخت نادية بغضب و قالت فااااارس
و قبل ما تخلص نادية جملتها . قام منصور زعقله بغضب و قاله اخرس يا قليل الأدب و رفع ايده يضربه فراحت نادية وقفت بوشه و مصطفى و زينب بيزعقوا و فارس كان الشرر يتطاير من عينيه و ينظر لعمه بغل و حقد و كره شديد دون تراجع او خوف
فنادية و هي قدامه قالتله كفاياك يا منصور عاد عايز ايه منينا . فمنصور رد عليها و قالها بقا كده يا نادية يعني انا جاي لبابكم و قاصد خير و ابنك يقل أدبه عليا و بالاخر انتي واقفة قدامي و تقوليلي بالآخر عايز ايه منينا . فردت عليه نادية و قالتله الصغير بيكبر يا منصور و اللي ما قدرناش ناخده انا و احمد العيال بكره هتاخده و فارس كبر و بقا راجل ملو هدومه يا منصور يابن الحج عثمان . فرد عليها منصور و هو يضحك و قالها و يا ترى حتة الواد المفعوص ده هيعمل ايه مع منصور ولد الحاج عثمان . فرد عليه فارس و قاله هاعمل كتير و هاتشوف يا منصور . بيه و حق ابويا هناخده يعني هناخده . فرد عليه منصور ببرود و قاله احب اقولك ابوك مالوش حق عندينا و لو في ايدك حاجة اعملها و ورينا طولك يا فارس يابن أحمد افندي و قالها و هو بيسخر منه . فرد عليه فارس بحقد و قاله هوريكم يا حرامية يا مجرمين انا هاعمل ايه امشي اطلع بره و فضل يزعق امشي اطلع برررره . فنادية و هي تحتضن ابنها قالتله امشي يا منصور امشي و يغادر منصور البيت و هو يتوعدهم بكلماته النابيه و وعيده القاسي . فنادية و هي حاضنة فارس لييه يابني كده . ففارس رد عليها و قالها لييه ايه يا ماما انا ما قولتش حاجة غلط انا ما شوفتش من الناس دي غير كل قسوة و شر و طمع . فقالتله نادية الناس دوول يابني اهلك و اعمامك هتعمل ايه ده نصيب و خلي اللي اخدوه ظلم ينفعهم اكل مال اليتيم ما بيدومش يا فارس يابني اسمعها مني ما بيدومش يابني . ففارس و هو بحضن امه و جسمه كله ملتهب و عروقه متشنجة و كله حقد على اعمامه و ظلمهم فما سابتوش حتى هدأ وهو بحضنها . و بعد منصور ما خرج ركب عربيته و كلام فارس يتردد باذنه و لسانه مش عليه غير انه يتوعد ابن أخيه الصغير بعقاب و درس حتى لا يتجرأ عليه مرة أخرى و قاد سيارته بسرعة احتكت منها اطارات السيارة بالأرض
و خلفت ورائها غبار شديد و أتربة فشوارع الريف خلاف المدينة تماما
________________
و ببيت الحج عثمان و حاتم بالبراندة و ماسك تليفونه
حاتم الو ايوا يا حساان اسمع قول للخواجات يرفعوا السعر شوية و حدد معاهم ميعاد يجي يعاينوا البضاعة فيه . فرد عليه حسان ........
راح حاتم قاله اسمع بس و انجز و شوف رأيهم ايه و بلغني هاه . فرد عليه حسان بكلام شكله ينم عن الموافقة على طلب حاتم . و اغلق حاتم الخط بعدها مع حسان وسيط الخواجات بتجارتهم الممنوعة تلك . و دخل حاتم جوه الدوار و فضل ينادي على نوال تاني . فخرجت نوال من المطبخ ايوا يا حاتم في ايه تاني
راح حاتم قالها المغرب أذن و ابنك ولا حس ولا خبر يا هانم . فردت عليه نوال بضيق و قالتله هيكون فين يعني قولتلك خرج مع ابن خاله و هيرجع . فرد عليها حاتم بضيق اكتر ماشي لما اشوف اخرتها مع ابنك لا مذاكرة ولا بيحترم كلامي ابنك ده مش بيغير خالص يروح يشوف ابن احمد بيقولوا عليه من اشطر التلامذة بالمدرسة . فردت عليه نوال بقرف و قالتله ابن احمد مين اللي بتساويه بابني فشر لا عاش ولا كان لما يتساوى ابن نوال بابن بنت بياعة الخضار ده . فرد عليها حاتم بلوية بوز و قالها اهو ابن بياعة الخضار ده ياختي امتحاناته قربت و لما نشوف ابنك ولا هو
فردت عليه نوال مؤمن طبعا هو فيه في حلاوة ابني و خفة دمه و شطارته . حاتم طيب بلا بكلامك الماسخ ده روحي حضري العشا انتي و البت حسنية احسن عشان منصور اخويا على وصول و نادي على بنته رباب . فرباب لما سمعته سابت لعبها و خرجت من اوضتها و نزلت عالسلم جري و هي بتقول ايوا يا بابا جاية اهو . و رباب دي احسن ما في الدوار ده عندها ١٠ سنين جميلة و مؤدبة و بتسمع الكلام غير أخوها مؤمن تماما . فنزلت تجري باتجاه أبوها و هي بتنادي ايوا ياا بابا . فراح حاتم استقبلها بالحضن و قالها قوليلي بقا كنتي بتذاكري ولا بتلعبي يا رباب
فرباب ردت عليه الاتنين يابا ذاكرت وكنت بالعب شوية
فابوها قالها اهم حاجة تخلي بالك من مذاكرتك لان امتحاناتك قربت . فردت عليه رباب و قالتله ما تخافش عليا يابا عارفة ان متحاناتنا قربت ده انا سنة خامسة و هادخل سادتة ابتدائي و هفرحك . فرد عليها حاتم و قالها ايوا كده مش عاوزهم يقولوا بنت حاتم عثمان فاشلة و بتسقط عاوزك ترفعي رأس ابوكي يابت . فردت عليه رباب حاضر يا يا بابا.......
__________________
و نرجع ببيت احمد و المغرب اذن حيث تجلس نادية تشرب الشاي مع أولادها بعدما تناولوا عشاءهم مبكرا كعادة الريف
و قاموا يذاكروا دروسهم و هي دخلت المطبخ تغسل الأطباق و تنضف الصالة . فمصطفى سأل فارس و هو عمك منصور كان جاي ليييه هاه . فرد عليه فارس بحدة و قاله ما فيش يا مصطفى كمل مذاكرتك انتا عندك امتحان بكرة
زينب ذات ال ١٠ سنوات بتمسك الكتاب و عيونها بتغمض و تفتح و بتنام على روحها فبصلها مصطفى و قعد يغمز ل فارس و يضحك على اخته . ففارس قالها قومي نامي يا زينب انتي مش وش مذاكرة . فردت عليه زينب هاه
بتقول ايه يا فارس مانا بذاكر اهو . فراح فارس قالها بتذاكري ولا بتنعسي و ضحك هو و مصطفى ههههههه
فراح رباب زعلت و قالت طيب انا هاقوم اروح اذاكر عند ماما و قعدت تنادي ماما يا ماما . فنادية فتحت الباب لبنتها و قالتلها حبيبة ماما تعالي ننام سوى و احكيلك حدوتة و حضنت بنتها و فتحوا التليفزيون . اما فارس ظل يفكر في عمه و هو كله غضب و ظلت تراوده الاسئلة ماذا اتى به و ماذا يريد و ظلت الأسئلة تراوده ؟ و في نفس الوقت انشغل باله بظروف البيت و وضعه الجديد من بعد وفاة ابوه الذي مر على وفاته بضع شهور ففكر كيف سيبحث عن عمل و هو مقبل على امتحانات الشهادة الاعدادية حتى نظر إلى جانبه و وجد أخاه يترنح ما بين اليقظة و النوم فضحك على أخيه و قاله مصطفى يابو درش شد اللحاف هههههه ده حتى لسه العشاء بتأذن .....
______________
و نرجع دوار الحج عثمان و العشاء اذنت و مؤمن لسه مشرف و ابوه حاتم بيوبخه من ناحية و بينادي على مراته من ناحية جوعت يا هانم عايز اكل ايه التأخير ده كله و تعالي شوفي ابنك يا هانم من امتا بره و لسه جاي بالوقت و بنفس اللحظة دي كان
منصور وصل و دخل من باب الدوار و قفل الباب بكل قوته و وجهه عابس فساله حاتم بلهفة مالك يا منصور ياخوي فيه ايه اين اللي حصل معاك .........
يتبع .
____________________
#بقلمي
عمر يحيى
#فارس_الصعيد
#الفصل__الثاني
**********************
خرج منصور من دواره و ترك حاتم بعد حوارهم الطويل عن الخواجات و الآثار و حق اخوهم و نادية مرات اخوهم و ولادها من الميراث سواء في الدوار او صيبهم من الارض و تحدث حاتم معه عن حبه القديم ل نادية مرات اخوه فخرج و ركب سيارته الجيب و انطلق ولا يعرف أحد وجهته
_______________
و في بيت نادية قاعدة على الأرض و حاطه الاكل على صينية فوق طبلية (مقعد خشبي بالريف ) و بتاكل مع ابنها الكبير فارس ذو ال ١٤ عاما و بنتها الصغرى زينب و مصطفى الفرع الأوسط لعائلتها و وضعت امامهم ما جهزته من طعام . و هما قاعدين بياكلوا راح قالها مصطفى ماما طالبين مننا رسوم المدرسة و آخر معاد لينا الاسبوع الجاي . فردت عليه امه نادية و قد وقفت اللقمة بفمها من ضيق ذات اليد و قالتله حاضر يا حبيبي هاشوف الفلوس و ادفعهالك المهم انتا ذاكر كده و اتشطر عايزاكم تفرحوني و تخلوني في السما و ما تحوجونيش لحد مين ما كان . فرد عليها مصطفى و قالها مانا بجيب درجات حلوة يا ماما كل سنة . و راحت زينب اخر العنقود قالتلها و انا كمان يا ماما ده انا الأستاذ حامد فرحان بيا اوي لما بارفع ايدي و بجاوب على كل الأسئلة في الفصل . فردت عليهم نادية و قالت ايوا كده يا حبايبي ربنا يخليكم ليا و يفرحكم زي ما نتوا مفرحيني كده و مالييين عليا الدنيا يا نور عيوني . و كان بالوقت ده فارس قاعد بياكل و هو ساكت ما بيتكلمش . فسالته امه نادية و قالتله مالك يا حبيبي ما ببتتكلمش ليييه . فرد عليها فارس و قالها انا ما عدتش صغير يا ماما و عارف الظروف كويس . و انا بدور علي شغل و هاشوف الأسطى احمد الميكانيكي ياخدني معاه الورشة
فردت عليه نادية و هي بتحذره اوعاك يا فارس يابني شغل ايه و زفت ايه انتا السنادي شهادة و عاوزاك تنجح و تجيب مجموع كبير و تدخل ثانوي و تكبر و تدخل طب او هندسة و ترفع راسي و عينك بين الناس يابني
ففارس قالها يا ماما انا هوفق بينهم ما تقلقيش انتا انا عمري ما هاهمل دروسي يا ماما . فقالتله نادية بحدة فارس انا قولت ايه و ابو بالين كداب يابني . فرد عليها فارس منين يا ماما ما الحال معروف و انا ما عدتش صغير . فردت عليه نادية و قالتله و هو انا اشتكيت او قصرت يابني اسمع كلامي انتا بس و واضب على دروسك و مذاكرتك و كل حاجة هتبقى تمام ان شاء الله . فرد عليها فارس مخففا من حدة امه و في عقله شيئال اخر مصمما عليه فقالها حاضر يا ماما . وظل فارس يفكر و هو ياكل و بعقله هيشتغل و هيساعد امه بس من غير ما هي تعرف لانه هو عارف ان اعمامه حرامية ولا هيساعدوهم و ان طالوا ياكلوهم تاني هياكلوهم و فارس كان جواه حقد و غل كبير اتجاه اعمامه حاتم و منصور على ظلمهم لابوه و امه طول السنين اللي فاتت فهو الفتى الذي شارف على ال ١٤ عام فهو يعي و يدرك كل شي . و بينما هما بيحكوا و بيضحكوا على الاكل و زينب بتقولها جعانة يا ماما لسه ما شبعتش و مصطفى بيقولها اه يا بكبوظة انتا و بدات زينب تضحك و تقوله يابو كرش انتا و فارس يحط قدامها العيش و يقولها خودي يا زينب كولي اهو . و ما قطعش ضحكهم غير خبط و طرق على الباب . فردت نادية و هي متفاجئة و بتقول مين يا ترى اللي جاي لينا بالوقت فقالت لابنها قوم يا فارس افتح و شوف مين عالباب . فرد عليها فارس قام يفتح و راح ناحية الباب و بيقول مين ....
___________________
و في بيت الحج عثمان حاتم بينادي على مراته نوال و بيزعق نوال يا نواال . فردت عليه نوال و قالتله ايه حاتم مالك في ايه صوتك جاب آخر الدوار . فرد عليها حاتم كنتي فين يا ولية صوتي اتنبح و انا بنادي عليكي . فردت عليه نوال و قالتله كنت نايمة تعبانة مصدعة فيه ايه ايه اللي حصل القيامة قامت البيت ولع . فرد عليها حاتم و قالها يا ملافظك مالك يا بت ما تهدي عالمسا في ايه . فردت عليه نوال و قالتله لخص و قول عايزني في ايه يا حاتم يابن الحج عثمان . فقالها حاتم انا جعااان و العصر أذن و المغرب خلاص قررب روحي جهزي اكل انتي و البت حسنية الشغالة و اعملي حسابك ان اخويا منصور هيتعشى معانا . فردت عليه نوال بضيق و قالتله حاضر يا حاتم لما اشوف اخرتها معاك انتا و اخوك ده . فحاتم سمعها فقالها اخرة ايه يا بت ما تتعدلي كده مالك و ما تضايقيش منصور زي كل مرة و شوفي عيالك فين و راحوا فين بالمغرب كده . فردت عليه نوال و قالتله رباب باوضتها بتللعب و مؤمن خرج مع ابن اخويا رجب من قبل العصر و ما رجعش . فرد عليها حاتم بغيظ و قالها انا مش خايف عالواد قد مانا خايف من ابن رجب اخوكي ده ربنا يستر . فنوال حطت ايدها بوسطها و قالتله و ماله اخويا رجب يا حاتم مش نازلك من زور ليييه . فرد عليها حاتم و قالها روحي يا نوال شوفي شغلك و هتعملي ايه عشان انا مش فاضيلك و راح طلع تليفونه من جيبه عشان يتصل على حسان واسطة الخواجات و خرج راح البراندة بعد ما مراته نوال راحت المطبخ . فحاتم بيقول ألو ايوا يا حسااان .......
_________________
و في بيت نادية الباب خبط فقالت يا ترى مين اللي جايلنا عالمغرب كده فقالت قوم يا فارس يابني افتح و شوف مين عالباب و راح فارس عند الباب و قال مين بيخبط
فرد عليه و قاله انا . فقام فارس سأله و قاله انتا مييين
فرد عليه صوت من بره و قاله افتح يا فارس انا عمك منصور . فراح فارس وشه اتقلب و نادية من جواها بتسال نفسها ايه اللي جاب منصور في الساعة دي و عاوز ايه مننا يا ترى خير . فشاورت لفارس اللي انه يفتح و راح فارس فتح الباب ل عمه و قاله في ايه ايه اللي جابك عندنا عايز ايه مننا و وجهه مليئ بالغل و الحقد على عمه . فنادية قالتله عيب كده يا فارس يابني ايا كان هو ببيتنا و مهما كان ده عمك برضه فرد عليها فارس بغضب و قالها عيب ايه يا ماما ده ما عملش غير كل عيب في حياته و انا ماليش اعمام فصرخت نادية بغضب و قالت فااااارس
و قبل ما تخلص نادية جملتها . قام منصور زعقله بغضب و قاله اخرس يا قليل الأدب و رفع ايده يضربه فراحت نادية وقفت بوشه و مصطفى و زينب بيزعقوا و فارس كان الشرر يتطاير من عينيه و ينظر لعمه بغل و حقد و كره شديد دون تراجع او خوف
فنادية و هي قدامه قالتله كفاياك يا منصور عاد عايز ايه منينا . فمنصور رد عليها و قالها بقا كده يا نادية يعني انا جاي لبابكم و قاصد خير و ابنك يقل أدبه عليا و بالاخر انتي واقفة قدامي و تقوليلي بالآخر عايز ايه منينا . فردت عليه نادية و قالتله الصغير بيكبر يا منصور و اللي ما قدرناش ناخده انا و احمد العيال بكره هتاخده و فارس كبر و بقا راجل ملو هدومه يا منصور يابن الحج عثمان . فرد عليها منصور و هو يضحك و قالها و يا ترى حتة الواد المفعوص ده هيعمل ايه مع منصور ولد الحاج عثمان . فرد عليه فارس و قاله هاعمل كتير و هاتشوف يا منصور . بيه و حق ابويا هناخده يعني هناخده . فرد عليه منصور ببرود و قاله احب اقولك ابوك مالوش حق عندينا و لو في ايدك حاجة اعملها و ورينا طولك يا فارس يابن أحمد افندي و قالها و هو بيسخر منه . فرد عليه فارس بحقد و قاله هوريكم يا حرامية يا مجرمين انا هاعمل ايه امشي اطلع بره و فضل يزعق امشي اطلع برررره . فنادية و هي تحتضن ابنها قالتله امشي يا منصور امشي و يغادر منصور البيت و هو يتوعدهم بكلماته النابيه و وعيده القاسي . فنادية و هي حاضنة فارس لييه يابني كده . ففارس رد عليها و قالها لييه ايه يا ماما انا ما قولتش حاجة غلط انا ما شوفتش من الناس دي غير كل قسوة و شر و طمع . فقالتله نادية الناس دوول يابني اهلك و اعمامك هتعمل ايه ده نصيب و خلي اللي اخدوه ظلم ينفعهم اكل مال اليتيم ما بيدومش يا فارس يابني اسمعها مني ما بيدومش يابني . ففارس و هو بحضن امه و جسمه كله ملتهب و عروقه متشنجة و كله حقد على اعمامه و ظلمهم فما سابتوش حتى هدأ وهو بحضنها . و بعد منصور ما خرج ركب عربيته و كلام فارس يتردد باذنه و لسانه مش عليه غير انه يتوعد ابن أخيه الصغير بعقاب و درس حتى لا يتجرأ عليه مرة أخرى و قاد سيارته بسرعة احتكت منها اطارات السيارة بالأرض
و خلفت ورائها غبار شديد و أتربة فشوارع الريف خلاف المدينة تماما
________________
و ببيت الحج عثمان و حاتم بالبراندة و ماسك تليفونه
حاتم الو ايوا يا حساان اسمع قول للخواجات يرفعوا السعر شوية و حدد معاهم ميعاد يجي يعاينوا البضاعة فيه . فرد عليه حسان ........
راح حاتم قاله اسمع بس و انجز و شوف رأيهم ايه و بلغني هاه . فرد عليه حسان بكلام شكله ينم عن الموافقة على طلب حاتم . و اغلق حاتم الخط بعدها مع حسان وسيط الخواجات بتجارتهم الممنوعة تلك . و دخل حاتم جوه الدوار و فضل ينادي على نوال تاني . فخرجت نوال من المطبخ ايوا يا حاتم في ايه تاني
راح حاتم قالها المغرب أذن و ابنك ولا حس ولا خبر يا هانم . فردت عليه نوال بضيق و قالتله هيكون فين يعني قولتلك خرج مع ابن خاله و هيرجع . فرد عليها حاتم بضيق اكتر ماشي لما اشوف اخرتها مع ابنك لا مذاكرة ولا بيحترم كلامي ابنك ده مش بيغير خالص يروح يشوف ابن احمد بيقولوا عليه من اشطر التلامذة بالمدرسة . فردت عليه نوال بقرف و قالتله ابن احمد مين اللي بتساويه بابني فشر لا عاش ولا كان لما يتساوى ابن نوال بابن بنت بياعة الخضار ده . فرد عليها حاتم بلوية بوز و قالها اهو ابن بياعة الخضار ده ياختي امتحاناته قربت و لما نشوف ابنك ولا هو
فردت عليه نوال مؤمن طبعا هو فيه في حلاوة ابني و خفة دمه و شطارته . حاتم طيب بلا بكلامك الماسخ ده روحي حضري العشا انتي و البت حسنية احسن عشان منصور اخويا على وصول و نادي على بنته رباب . فرباب لما سمعته سابت لعبها و خرجت من اوضتها و نزلت عالسلم جري و هي بتقول ايوا يا بابا جاية اهو . و رباب دي احسن ما في الدوار ده عندها ١٠ سنين جميلة و مؤدبة و بتسمع الكلام غير أخوها مؤمن تماما . فنزلت تجري باتجاه أبوها و هي بتنادي ايوا ياا بابا . فراح حاتم استقبلها بالحضن و قالها قوليلي بقا كنتي بتذاكري ولا بتلعبي يا رباب
فرباب ردت عليه الاتنين يابا ذاكرت وكنت بالعب شوية
فابوها قالها اهم حاجة تخلي بالك من مذاكرتك لان امتحاناتك قربت . فردت عليه رباب و قالتله ما تخافش عليا يابا عارفة ان متحاناتنا قربت ده انا سنة خامسة و هادخل سادتة ابتدائي و هفرحك . فرد عليها حاتم و قالها ايوا كده مش عاوزهم يقولوا بنت حاتم عثمان فاشلة و بتسقط عاوزك ترفعي رأس ابوكي يابت . فردت عليه رباب حاضر يا يا بابا.......
__________________
و نرجع ببيت احمد و المغرب اذن حيث تجلس نادية تشرب الشاي مع أولادها بعدما تناولوا عشاءهم مبكرا كعادة الريف
و قاموا يذاكروا دروسهم و هي دخلت المطبخ تغسل الأطباق و تنضف الصالة . فمصطفى سأل فارس و هو عمك منصور كان جاي ليييه هاه . فرد عليه فارس بحدة و قاله ما فيش يا مصطفى كمل مذاكرتك انتا عندك امتحان بكرة
زينب ذات ال ١٠ سنوات بتمسك الكتاب و عيونها بتغمض و تفتح و بتنام على روحها فبصلها مصطفى و قعد يغمز ل فارس و يضحك على اخته . ففارس قالها قومي نامي يا زينب انتي مش وش مذاكرة . فردت عليه زينب هاه
بتقول ايه يا فارس مانا بذاكر اهو . فراح فارس قالها بتذاكري ولا بتنعسي و ضحك هو و مصطفى ههههههه
فراح رباب زعلت و قالت طيب انا هاقوم اروح اذاكر عند ماما و قعدت تنادي ماما يا ماما . فنادية فتحت الباب لبنتها و قالتلها حبيبة ماما تعالي ننام سوى و احكيلك حدوتة و حضنت بنتها و فتحوا التليفزيون . اما فارس ظل يفكر في عمه و هو كله غضب و ظلت تراوده الاسئلة ماذا اتى به و ماذا يريد و ظلت الأسئلة تراوده ؟ و في نفس الوقت انشغل باله بظروف البيت و وضعه الجديد من بعد وفاة ابوه الذي مر على وفاته بضع شهور ففكر كيف سيبحث عن عمل و هو مقبل على امتحانات الشهادة الاعدادية حتى نظر إلى جانبه و وجد أخاه يترنح ما بين اليقظة و النوم فضحك على أخيه و قاله مصطفى يابو درش شد اللحاف هههههه ده حتى لسه العشاء بتأذن .....
______________
و نرجع دوار الحج عثمان و العشاء اذنت و مؤمن لسه مشرف و ابوه حاتم بيوبخه من ناحية و بينادي على مراته من ناحية جوعت يا هانم عايز اكل ايه التأخير ده كله و تعالي شوفي ابنك يا هانم من امتا بره و لسه جاي بالوقت و بنفس اللحظة دي كان
منصور وصل و دخل من باب الدوار و قفل الباب بكل قوته و وجهه عابس فساله حاتم بلهفة مالك يا منصور ياخوي فيه ايه اين اللي حصل معاك .........
يتبع .
____________________
#بقلمي
عمر يحيى