رواية فارس الصعيد الفصل العاشر

#رواية
فارس الصعيد
البارت ____ 10



_____________
توقفنا البارت اللي فات امام غرفة العناية المركزة و الكل موجودين حاتم و مراته نوال و بنتهم رباب اللي واقفة تبكي على اخوها و رجب ابو معتز و مراته كوثر اما منصور خرج لمباشرة مهام عمله ، و خرج الدكتور فراحوا كلهم ركضوا نحوه و كل واحد فيهم ملهوف على خبر حلو عن ابنه و الأم بتسأل و الاب بيسال فراح الدكتور طمنهم عن حالتهم و قالهم انتوا عليكوا دلوقتي تكتبوا تقرير و تعهد أنكم هتحافظوا على التعليمات اللي قولتلكم عليها و هتراعوها عند الاختلاط بيهم و بعد ما مضى الآباء على التقرير قام سمح ليهم الطبيب بالدخول للغرفة للاطمئنان عن الولدين اللذان تواروا بوجوههم عن عيون آبائهم عند دخولهم عليهم من خجلهم و خوفهم من اخطائهم و من أفعالهم في حق نفسهم و حق والديهم راحت جريت كل من كوثر و نوال على معتز و مؤمن و فضلوا يببوسوا فيهم و يحضنوا فيهم و هما بيبكوا و حمد لله على سلامتكم يا حبايبي . و كان حاتم واقف فقالها بوسي الحيلة ياختي بوسي اللي بوظتيه بايديكي و بعمايلك السودة و بص ل مؤمن بصة غل و غضب حتى كادت نظراته أن تحرق مؤمن الذي تصبب عرقا فتمتم ببضع كلمات حقك عليا يا با. با
فصرخ فيه حاتم و قاله انتا تخرس خالص ما اسمعش صوتك ولا نفسك ولا تبص في عيني مرة تانية يا اخرة همي ، فراحت نوال صرخت في زوجها و قالت حااااااااتم ...
راح حاتم بصلها بقررف و قالها ايه يا هانم بتزعقي ليييه
نوال : باقولك ايه اللي حصل حصل خلاص المهم ولدي يكون بخير ويرجعلي بالسلامة زي الاول وأحسن
حاتم بص لرجب و قاله شايف اختك يابن الحج علوان لسه بطبطب وتدادي لواحد شمام ما طلعش من البيضة
رجب ساكت و ما بينطقش و باصص لابنه معتز نظرات لوم و عتاب
حاتم لما ما ردتش عليه رجب راح بص لابنه مؤمن و قاله
انا عندي سؤال واحد بس انا نفسي اعرف عملت فيك ايه او بخلت عليك في ايه عشان تعمل كل ده عايزك تقولي و قرب من ابنه و هو بيصرخ
فسحبه رجب من دراعه و نوال ما قدرتش تنطق
رجب : انا عارف وجعك يا حاتم و انا موجوع و مقهور زيك و اكتر كمان بس مش عارف اعمل ايه انا عجزت عن التفكير في أي حاجة انا باعمل كل ده من دروس و فلوس و خروجات و لبس و دلع مش حارمه من أي حاجة و في الاخر طلع بياخد الفلوس بيتسرمح بيها و يحشش و هو ابن ١٥ سنة و بيجرجرني عالمستشفيات في نص الليل
انتا مفكرني ساكت و راضي كل ده انا بس شايل و ساكت انا كنت مفكر الفلوس و دلعي ليه هيغيره هيوعيه هيشجعه يذاكر و ينجح لكن طلع فارس اللي كان من شوية واقف و مش لاقي عشر اللي في ايد ابني و ابنك و مع ذلك نجح و بتفوق و بيشتغل انا مش عارف العيب فيا ولا فيك ولا العيب كله في امهاتهم دوول اللي استسهلوا أمرهم و تهاونوا فخلونا مش قادرين حتى نتكلم مع الدكتور و نرد على بهدلته لينا و كل وقت وله اذان يابو مؤمن يتعافوا بس و يخرجوا من هنا و أنا ليا تصرف تاني عشان انا ما اتعبش و اتبهدل عشان اعلمه و اعمله بيوت و اطيان و رصيد بالبنك و أمن حياته و مستقبله و يجي هو بالبساطة يدمر كل ده و راح بص للولاد و قالهم الكلام ده مش لمعتز وحده يا مؤمن يابن اختي الكلام ليكم انتوا الاتنين و راح رفع سبابته و قالهم و قسما عظما ان ما اتعدلتم انتوا الاتنين لاسود عيشتكم و اخليها ليل فاهمين
و راح مؤمن هو و معتز ردوا عليه و هما مرعوبين و انكمشوا في سريرهم و قالوله حا . ضر يا بابا حاضر يا خالي
بينما حاتم و قد تفهم كلام نسيبه و أخو مراته جيدا و راح بص لنوال و ابنه وقالهم انا مش هاعيد كلام خالك تاني هو قال اكتر من اللي كنت هاقوله بس عارف ان ما اتعدلت و بطلت الهباب ده و انتبهت لدروسك و مدرستك لاخرجك منها و اشغلك في الأرض مع الفلاحين و ان سوقت العوج يا اخر همي انتا و يمين الله لاحبسك جوه الأوضة حتى هوا ربنا لاحرمك منه و راح بص لمراته و قالها و انتي كمان يا هانم اياكي اشوفك تتدخلي تاني ما بيني و ما بين ولدي لاني ساعتها هيكون ليا تصرف تاني معاكي مش هيعجبك نهائي فاهمة . اما هي فلم ترد عليه فصرخ فيها و في ابنها فاهمين فرد مؤمن و امه في رهبة و خوف فاهمين فاهمين .....
فدخل عليهم الدكتور و سمع زعيق و صراخ حاتم عثمان فقاله هو في ايه هنا انا مش قولت بلاش العصبية دي يا حضرات و ايه الزعيق ده على فكرة دي مستشفى مش سوق و كمان قايلكم بلاش تطولوا في الزيارة معاهم احنا كده شكلنا مش هنتفق ، فرجب راح رد عليه و قاله متاسفين يا دكتور احنا خارجين اهو .....
____________________
اما عند نادية و ابنها فارس نزلوا من الميكروباص امام الشارع المؤدي لبيتهم ووصلوا البيت و فتحلهم مصطفى الباب و من خلفه زينب التي أسرعت نحو امها في لهفة تسالها عن رباب و دخلت نادية يا ولاد استنوا اخد نفسي شوية اهدوا عليا و مصطفى راح جنب فارس و قاله هو في ايه وايه اللي حصل معاكوا شايف امك جاية زعلانة
ففارس قاله ده طلع واخد جرعة زايدة من المخدرات هو وابن خاله اللي اسمه معتز ده ، و بنفس الوقت زينب جنبها بتشد في دراعها و بتقولها و رباب عاملة ايه يا ماما حالتها ايه بالوقت ، فردت عليها امها و قالتلها بتسلم عليكي يا حبيبتي و هي فعلا باين عليها غير الكل و بتحبك اوي و حالتها تحزن يا بنتي ده مهما كان أخوها برضه ، و مصطفى رد على اخوه و قاله اه عارفه ده عيل صايع زيه ، راحت ردت عليه نادية و قالتله مصطفى عيب الكلام ده ايا كان ما تغلطش في حد ما غلطش فيك و كمان مش معاك انا ما علمتكش كده . فرد عليها فارس و قالها بعد كل اللي عملوه ده يا ماما لسه هتقولي غلط و مش غلط ، نادية قالتله كل واحد بيعمل باصله يابني و يا بخت من كان حليم عند الغضب و اللي هي فيه ده و حالة ابنها مش قليل ربنا يبعد عنك وجع الضنا بيوم من الايام يابني ، فراح مصطفى قاله و ايه اللي حصل بقا هناك . فنادية اومئت لفارس برأسها انه ما يقولش حاجة . بينما مصطفى يلح عليه في السؤال وضغط عليه ليتكلم و نظر بجانبه ففهم ان امه مش عايزة فارس يتكلم و سكت فارس و مصطفى قال ماشي يا ماما بكيفك انتي و ابنك ما تتكلموش ولا تقولوا حاحة بس مصيري هاعرف كل اللي حصل و تركهم و دخل اوضته يذاكر ، و زينب قامت دخلت المطبخ تغسل الاطباق بينما فارس انتقل و جلس بجانب امه و قالها ليه ما رضيتيش تخليني اتكلم يا ماما هما اصلا اللي عملوه ما ينفعش حتى يتسكت عليه ، فنادية ردت عليه و قالتله يا حبيبي انتوا عندي بالدنيا ربنا يباركلي فيكم و يحفظكم من العين و الحق مصيره هيرجع . ففارس ضحك على طيبة امه و قالها حاضر يا ست ماما قومي حضري انتي الغدا و انا هغير لبسي عشان هانزل الورشة . نادية قالتله حاضر يا حبيبي على ما تغير هدومك و تطلع اكون جهزتلكم الغدا و ابقى صالح اخوك جوه و زي ما قولتلك ما تحكيش حاجة لاخوك انتا عارفه عصبي و نرفوذ زيك تمام يا حبيبي
فارس : حاضر يا ماما ربنا ما يحرمنا منك ياست الكل وراح دخل اوضته
_________________
اما منصور فراح الدوار و طلع فوق و دخل اوضته و قعد يفكر في نادية و زمان و حبه ليها و ازاي اخدها احمد منه رغم إن احمد و نادية كانوا بيحبوا بعض وكمان اخوه اساسا ما كانش يعرف بمشاعره اتجاه نادية و رغم ذلك يظل منصور حاقد على أخيه و هو حي و ميت و تذكر فارس و نظراته فاتكا بظهره على السرير يفكر في هذا الفتى العنيد وكيف يعاقبه و بينما هو شارد في كل تلك الأفكار إلا وقطع أفكاره ذاك الاتصال الذي على شاشة هاتفه فنظر بجانبه و امسك بالهاتف لينظر للشاشة إذ به بجد ان المتصل هو الشخص المسمى بحسان ذلك الوسيط بينه هو وأخيه مع الخواجات في موضوع تجارة الآثار فوضع الهاتف على أذنه و رد الوووو ازيك يا حسان ، فرد عليه حسان و قاله تمام الحمد لله يا منصور باشا اخبار معاليك انتا ايه
فمنصور رد عليه و قاله تمام هاه عملت ايه مع الخواجات بلغتهم بكلامنا و ردوا عليك ولا لا
حسان : تمام معاليك انا كنت اتصلت بخاتم بيه اخو حضرتك لكن ما ردش
فرد عليه منصور و قاله معلهش حاتم عنده ظروف مش هيكون حاضر حاليا
حسان : خير ظروف ايه دي حضرتك لعل المانع خير
منصور : لا ابدا ابنه مؤمن تعبان شوية و هو بالمستشفى
حسان : لا الف سلامة على البيه الصغير ربنا يشفيه و يرجعهولكم بالسلامة يارب
منصور : ان شاء الله يارب ، ها قولي بقا كارلوس و استيفان ردوا عليك و قالولك ايه يا حسان
حسان : والله معاليك هما قالوا أربعين كتير شوية خلي منصور بيك يجي على نفسه شوية عشان فيه شغل كتير و كبير جاي ما بينا و ما بينهم
منصور : حسان انا بعتلك فيديو فيه كل التفاصيل عن.الحتة دى وازاي تستحق تمنها و اللي قولته انا و حاتم قليل عليها كمان
حسان : طيب بص لو معاليك تنزلها ل ٣٥ و انا اضغط عليهم و انتوا من هنا و أنا من هناك و الصفقة تتم و الموضوع يمشي سريع سريع و نرتاح ما تنساش هما ليهم طريقتهم في تصريف الأمور دي و إخراجها خارج البلد و انتا عارف الموضوع ده مش سهل ولا بسيط
منصور : و قد فهم مقصد حسان انه يكفيه انهم بيشتروا منه و بيصرفوا بضاعتهم و هو ما يقدرش يتصرف و لازم يقبل بالامر فحب انه يعديها المرادي فقاله ماشي يا حسان موافق على كلامك انتا ظبط امورك بس و ليك عمولتك محفوظة هتتحول على حسابك او تاخدها بايدك في أسرع وقت . فرد عليه حسان و قاله تمام معاليك هظبط المسألة معاهم وابلغك بقرارهم في اقرب وقت و الف سلامة عالبيه الصغير و بلغ سلامي ل حاتم بيه ما تنساش يا منصور باشا . فرد عليه منصور و قاله تمام هيوصل ان شاء الله سلام يا حسان ....
________________
و تمر عدة أيام من بعد ذلك اليوم
و تقترب امتحانات نصف التيرم لاختبار قدرات الطلبة لدخول امتحانات نهاية التيرم ويجتهد فارس بكل طاقته على تجاوز هذه المرحلة واختبار قدراته و يستمر في عمله بورشة الاسطى حسن الميكانيكي و معه مصطفى بينما عادت رباب إلى مواصلة دراستها في أولى سنوات المتوسطة ( الإعدادية ) و تقابلت مع زينب بنت عمها بالأحضان و الشوق و مازحوا بعض و اطمئنوا على أحوال بعضهم البعض و أحوال أخوها بينما ما زال مؤمن و معتز في المستشفى يقاومون أثر الإدمان في أجسادهم و مع ذلك ، و جاء لكل من منصور و حاتم اتصال من حسان ذاك الوسيط في تجارتهم يخبرهم بموافقة الخواجات على عرضهم و حددوا موعد على اللقاء بينهم بعد عشرة أيام من موعد الاتصال
و بين كل هذه الاحداث نادية تكافح في سبيل إسعاد أولادها و توفير لهم سبل العيش الكريم قدر المستطاع
و نوال و كوثر بيزوروا اولادهم كل يوم والتحسن شبه ملحوظ و بعض الاطمئنان من الأطباء
و اجتاز فارس اختبارات منتصف التيرم و اثبت قدراته و رجع لبيته فرحا مسرورا و هنأه الاسطى حسن و بارك له
بينما مؤمن و معتز لم يستطيعوا إكمال الدراسة لحجزهم بالمستشفى و يستمرون تحت العلاج لفترة
و اتى مساء احد الايام قبل غروب الشمس و اتصل حسان يخبرهم بأن غدا اللقاء مع الخواجات و سيكون ذلك بالدار المهجورة مساءا . ووافق كل من منصور و حاتم على الموعد و المكان و مر الليل على الجميع و جاء الصباح و علت الشمس و ارتفعت و فارس كان يعمل في إصلاح عطل بأحد السيارات فاتكعبل و سقط بمنطقة غسل السيارات بالأسفل و اصطدمت راسه بالأرض و نزف و فقد الوعي فأسرع الاسطى حسن بالنزول لاخراجه و مصطفى يبكي و يصرخ و ينادي فارس اخويا الحقوني فااااارس و حمله الاسطى حسن وأخرجه للأعلى ووضعه بهدوء على الأرض حتى لا يصاب بأذى و نادى على اخوه مصطفى بسرعة احضار الطبيب و ركض مصطفى بكل طاقته و مر على البيت يصرخ و خرجت امه مهرولة تسأله ماذا هناك يا ولدي في ايه فاخبرها بما حدث فظلت تلطم و تصرخ و لدي ي ي فارس و زينب طلعت تجري معاها

اما بالمستشفى فقد ذهبت نوال وحدها لزيارة مؤمن و معتز وبينما هي تجلس بجانب ابنها و تطمئن عليه طلب منها مؤمن بأن تفك وثاق يده لكي يدخل الحمام و يأتي يتناول طعامه فطبعا كما هو معروف أن مرضى الإدمان يتم تقييدهم من يدهم بالسرير خوفا من أفعالهم و تصرفاتهم فاصابتها الحيرة و التردد من مخالفة أوامر الطبيب لكن مع توسلات ابنها و دموعه سقط قنناع قوتها و صلابة قلبها و حنت لابنها فقامت بفك وثاقه و ذهبت معه تسنده و تمسك به وادخلته الحمام و وقفت تنتظره امامه بالخارج بينما هو بعد دخوله قام بكسر زجاج شباك الحمام المطل عالسور الخلفي للمستشفى و خرج من خلاله و قفز من فوق السور و هرب بينما هي قلقت من تاخر خروجه فظلت تتمتم بحيرة ماذا حدث و ما الذي صار معه فقد ظنت انه فقد الوعي او تعب فمر عليها أحد الممرضين و رأها في حيرتها تلك فسالها ماذا هناك فحكت عليه الأمر فقلق هو الاخر و قرر أن يكسر الباب و يفتحه بعدما طرقه كثيرا و لم يجد إجابة و اول ما كسره و دخل وشاف شباك الحمام مكسور صرخ لقد هرب الفتى من الشباب و صرخ بعلو صوته الولد المحجوز هنا هرب الرجاء إبلاغ إدارة المستشفى والأمن بذلك بينما الأم سقطت من الصدمة على الأرض فقد تأكدت انها قد فقدت ابنها و لم تستطع لا الحراك ولا الصراخ
بينما بتلك اللحظات كان زوجها حاتم عثمان و أخيه منصور على موعد مع الخواجات فاستقبلوهم ورحبوا بهم بحب و حفاوة بالغة مع بعض المضايفات وووو
اهلا خواجة كارلوس مرحبا مستر استيفان نورتم بلدنا
فطلب منصور من حاتم ان يذهب و يأتي بقطعة الآثار المخبأة بالخزنة و ذهب حاتم و صعد للأعلى و فتح الخزنة كما هو متعود يخبئ اغراضه وكانت خلف الباب وراء برواز كبير جدا و اول ما فتح الخزنة صعق من هول المفاجأة فقد وجد الخزنة خاوية و قطعة الآثار غير موجودة فصرخ بعلو صوته منصووووووووووور.......
يا ترى ايه اللي هيحصل مع فارس وماذا سيحدث مع نوال وأين هرب ابنها ومن الذي سرق خزنة حاتم عثمان و استولى على حتة الآثار المخبأة وماذا سيحصل بعد
كل هذا و أكثر هو ما سنعرفه في الجزء القادم من فارس الصعيد فانتظرونا و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته .......

________________
#بقلمي

عمر يحيى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي