فارس الصعيد

عمر يحيى`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-13ضع على الرف
  • 20.9K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

روايةفارسالصعيدالفصللاول

#رواية
#فارس_الصعيد
#الفصل_ الأول

_
========
كان يتطلع من شرفة غرفته بفيلته و يتمتع بنسيم الهواء قبل الغروب و يتذكر أحداث الماضي و كيف عانى كثيرا طوال تلك السنين حتى وصل إلى ما وصل إليه من من مكانة داخل مجتمع يتسمه الخوف والمصالح و الطغيان . و قطع حبال افكاره فجأة صوتا رقيقا من خلفه بابا . بابا . بابا . فرد عليها و قال لها حبيبة بابا و نور عيون بابا . فسالته تلك الفتاة المازحة و المرحة و قالت اللي واخد عقلك يا عم
فنظر لها ذاك البطل و قال لها بس يالمضة خفي لماضة
فردت عليه ابنته بس ايه يا داد ده انا حبالي الصوتية كانت على وشك أن أفقدها من مناداتي لك يا جميل
فنظر لها الاب و قال و هو يضحك اممممم يا لهوي على خفة دم و فصاحة ملاكي الصغير
فردت عليه ابنته تلك الفتاة الكبيرة و الجميلة ببعض المرح هذا بعض ما عندكم يا فارس باشا
فرد عليها الاب و قال طيب يا لمضة ايه بقا قولي فيه ايه مالك كده و انجزي و هاتي من الاخر من غير لوع عشان أنا فاهمك كويس
فردت عليه ابنته تلك الفتاة الجميلة التي يشع وجهها نورا من فرط جمالها الممزوج بالحياؤ و الخجل و قالت اه منك يا جميل احبك و انتا فاهمني و قالتله بص بقا يا داد من غير اطالة طبعا و عشان وقت حضرتك الثمين انا محتاجة مبلغ كده عشان الجامعة عاملة رحلة و مي صاحبتي رايحة معايا
فرد عليها فارس و قال لها يا بنتي انتي مش جيتيلي المكتب من يومين و اخدتي مني 5 آلاف جنيه
فردت عليه ابنته و هي متذمرة و قالت اوووف بقا يا داد
دي كانت للجامعة و كورسات و مصاريف بنات و كده يعني
فرد فارس عليها و قال على بابا برضه ما انتي قبلها بأسبوع واخدة مني مبلغ زيه ده اخوكي عمر ما يصرفش ربع مصاريفك و هو بهندسة مش لسه باولى تجارة يا باشمحاسبة
فردت عليه ابنته و قالت ايه يا بابا كل الأسئلة دي هو انا كل ما اطلب منك فلوس تدقق كده و عملت روحها زعلت و اتقنت دورها بجدارة و قالت خلاص مش عايزه ولا رايحة رحلات و هاقول ل مي تشيل اسمي من قائمة المشتركين
فنظر لها باباها و قالها اه منك يا لمضة ااه دايما بتتقمصي وانا بادفع بس مش باقدر انا على كده لانه ما يهونش عليا ازعلك يا جميل انتا و انتي طبعا عارفة كده كويس بس برضه في الاول و الاخر انا باباكي و من حقي اسالك
ده احنا كده شكلنا هنعلن افلاسنا قريب
فردت عليه تلك الممثلة و التي هي ابنته و قالتله عيب يا فارس باشا ما تقولش كده ده انتا مش قليل في البلد دي
فرد عليه و قالها ماشي يالمضة بعد العشاء ابقي عدي عليا بالمكتب و خوديهم
فحضنته ابنته و قالت ربنا يخليك ليا يا أبو الفوارس يا قمررر انتا اممممواه
فنظر لها ابيها و قال اه منك يا لمضة اه امتا يجي البطل اللي ياخدك على عشه
فردت عليه جنى ( نعم جنى هو اسمها و ما ادراك ما جنى ) و قالت بخجل و مين قالك بقا اني هسيبك أصلا ده انا على قلبك انتا و عمر ولا زهقتم مني يا داد
فنظر لها فارس و قال ياروح قلب داد انتي قلبي يا جنى و كل دنيتي انتي و اخوكي عمر و عايش ليكم من بعد امكم الله يرحمها ما اتوفت
فجنى ردت و قالت و قد زفرت دموعها الله يرحمها
و يارب يخليك لينا و ما يحرمناش منك يارب .
فنظرت له و قالتله و هي تلوح بيدها باي بقا عسان هاطلع انا بقا اروح النادي و ارجع بعد ساعتين كده
فنظر لها الاب و قال لها بحاجب مرفوع ما تتاخريش عشان نتعشى سوى و اتصلي على عمر شوفيه فين من الصبح لا حس ولا خبر و حاولوا ما تنسوش اصلكم الصعيدي و تتمردوا على عاداتكم و تقاليدكم اللي ربيتكم عليها انا و أمكم الله يرحمها فاهمة يا لمضة
فقالت له جنى بمرح شكل عمر كده بيحب يا فروس
فصرخ بها باباها و قالها امشي يا بت بلاش لماضة
و خرجت جنى بعدما ودعت أبيها بقبلة على خده لتذهب إلى النادي فجنى هي فتاة با ال ٢٠ من عمرها مرحة خجولة جميلة جدا ذات عيون خضراء و بشرة تميل ما بين الأبيض و الأشقر متوسطة الطول رشيقة القوام ذكية و مؤدبة فقدت امها و هي باخر سنة بالاعدادية متوسط

_______________
و نعود بقا لعمنا فارس الذي اتكأ على السور الرخامي الذي يزين بلكوننه يتطلع الى الخارح و قد عاد الى شروده و يتذكر كيف كان أجيرا باليومية و هو يدرس بعدما توفى والده عم احمد العامل البسيط إثر أزمة قلبية و هو بال ١٤ من عمره واتى به اصدقاؤه من العمل يحملونه بين يديهم و كيف عاد من مدرسته و وجد امام بيته جمعا غفيرا من الناس و صراخ و نحيب من داخل منزلهم بإحدى قرى الصعيد الجواني
و كان هو كبير إخوته
مصطفى ذو ال ١٢سنوات و أخته زينب ذات ال ١٠ سنوات
و امه نادية ربة المنزل التي ترملت قبل أن تكمل تصل الى الأربعين من عمرها .
و تذكر كيف مرت حياتهم بصعوبات و أزمات كثيرة و كيف ان معاش ابوهم لم يكفيهم فلجات الام نادية إلى أعمامي حاتم و منصور تطالبهم بحق اخيهم بالميراث من الأراضي و الدوار و الذي استولوا عليه بالحيلة و المكر
نتيجة جشعهم و طمعهم فذهبت إليهم على أمل أن يحن قلبهم هذه المرة على أولئك الأيتام الصغار لكن ما ان دخلت بدوارهم الكبير و الذي يعد في الأساس دوار العيلة فوجدت منهم النفور و البرود و الاعراض و قالوا لها ان اخيهم أحمد ليس له حقوق و ان ابيهم قد كتب لهم الدوار و الأرض بيع و شرا قبل وفاته
فبكت نادية متوسلة لهم و قالت اولادي يا منصور اولاد اخوك احمد يا حاتم انتوا عارفين كويس ان معاش احمد ما بيكفيناش
فمنصور اكتفى برد واحد فقط على زوجة أخيه حيث قال لها روحي يا نادية بالوكيت و ارجعي دارك
فصرخت نادية و قالت لهم اروح فين و الجأ لمين يا منصور
فصرخ بها حاتم و قالها ما قولنالك يا بنت الناس ان اخوي مالوش ميراث من ابوه و ان ابوي الله يرحمه كاتب كل حاجة باسمنا و متسجلين بالشهر العقاري بيع و شرا كمان
فنظرت لهم نادية و هي تقول بس ربنا ما يرضاش بكده يا حاتم دول اولاد يتامة ما لهمش حد من بعد ابوهم غيركم انتوا اعمامهم
فرد عليها منصور قولتلك روحي بيتك بالوقت يا نادية و بعدين نتكلم بالحديت ده
اما حاتم فصرخ في أخيه بعدين ايه يا منصور و بعدهالك يا ولد ابوي ما هتنساشي اللي بدماغك ده واصل
فاحست نادية بما خلف كلام حاتم و انه يقصد بكلامه هذا كيف كان منصور يريد الزواج منها و لكنها كانت تحب اخيه احمد و تعتبر منصور بمثابة أخ ليها . و تذكرت ايضا كيف اعمى الحقد اعين منصور على معاداتها هي و زوجها احمد و كيف فعل بهم الكثير و الكثير من جراء ذلك الامر
فرد منصور و قالها اسمعي الكلام يا نادية قولتلك روحي بيتك بالوكيت و بعدين لينا كلام تاني
فرد عليه أخوه حاتم و قال له بعدين ايه يا منصور و بعدهالك يا ولد ابوي ما هتنساشي اللي بدماغك ده واصل عاد
فنظرت له نادية بأعين تملأها الكره و الغل لسلفها الاناني و الجشع و قالت له قصدك ايه يا حاتم
فرد عليها منصور و قالها ولا حاجة يا نادية ارجعي بيتك بالوكيت و انتا يا حاتم ليا كلام تاني معاك
فرد عليه حاتم و قالها لا بعدين ولا قبلين ما حدش ليه عندنا حاجة واصل كله مكتوبلنا بيع وشرا و مش هتنازل عن مليم واحد لمين ما كان حط ده بعلمك .
فقالت لهم نادية و هي تتحسبن ماشي يا ولاد الحاج عثمان لما اشوف اخرتها معاكم و خرجت نادية تبكي حظها في اخوات زوجها و اللي كان من المفروض انهم يكونوا السند بعد وفاة اخوهم الكبير احمد

________________
و فضلت ماشية تحملها قدميها بصعوبة حتى وصلت لباب بيتها الذي اشترته هي و زوجها بعدما تعبوا و تداينوا لهذا و ذاك و كان ذلك بعد معاناة كبيرة عاشوها سويا ببيت حماها الحج عثمان فطرقت عالباب مرة و اتنين
حتى فتح لها ابنها الاكبر فارس و معه مصطفى و زينب يركضون خلفه . فنظر لها فارس و قالها مالك يا ماما فيكي ايه و عملتي ايه عند اعمامي
فردت عليهم نادية و الدموع تملأ عينيها ولا حاجة يابني يالا نجهز العشا يا ولاد مش جعانين ولا ايه
اما فارس و هو يشعر بألم امه فهو ليس صغير و يشعر بالحاجة و ضيق اليد و عقله يبحث عن حلول و هو الفتى صاحب ال ١٣ عاما و قال لها يالا يا ماما انا كنت بالمطبخ و معايا مصطفى و زينب و عملنا سلطة و جهزنا جبنة و بيض
فابتسمت نادية و هي تقول هما دول عيالي الشاطرين و حضنتهم جامد و قالت لهم ربنا يخليكم ليا انتوا سندي و عزوتي و حمايا بوش اي حد يفكر اني ضعيفة
ففارس ظل يهمس بداخله و هو يسمعها و يفكر يا ترى فيه ايه يا ماما .

_________________
و في بيت الحاج عثمان يتحدثون
حاتم بيقول لاخوه في ايه يا منصور مالك ما احنا مضينا ابوك على الأرض و الدوار و بقت كل حاجة من نصيبنا
فرد عليه منصور و قاله و انتا قصدك ايه من كلامك قدام نادية يا حاااتم
فرد عليه أخوه حاتم و قاله مانتا اللي ما كانش وراك غير بعدين نتكلم يا نادية بعدين نتكلم يا نادية و انا برضه ما بانساش انك لساتك بتفكر فيها و رغم السنين دي كلها اللي عدت برشه ما نسيتهاش
فرد عليه منصور و قاله ايه الكلام الفاضي اللي بتقوله ده يا حاتم اتمسى و قول يا مسا و اعرف انتا بتقول ايه و ما تقلبش في الماضي يابن ابوي
فرد عليه حاتم و قاله على حاتم برضه يابن ابوي ده انا عاجنك و عارفك و سرك كله معاي و ما انساش حبك لنادية و مرواحك الكتير لزينب امها تاخد منها وعد بالجواز منيها و انتا بنفس الوقت عارف انها بتحب احمد و احمد بيحبها من يوم ما كانت بتيجي مع أبوها الدوار عندينا و هي صغيرة و هي دايما كانت متعلقة بأحمد مش بيك فوق عاد يا منصور يابن الحج عثمان و انسى .
اما منصور و قد تألم بداخله من كلمات أخيه
مالك يا حاتم بتقلب في الماضي لييه و تعيده ده موضوع فات عليه اكتر من ١٥ سنة و كل واحد بياخد نصيبه
و بعدهالك يا ولد ابوي قفل على الحديت الماسخ ده عشان ما ازعلش منيك . فرد عليه حاتم و قاله سكت اهو يا اخوي بس حط بعلمك مليم واحد مش متنازل عنيه واصل با قولك تانب حط ده براسك و فوق كده عشان قدامنا شغل كتير الايام دي .
فمنصور رد عليه و قاله ايوا كده اتعدل يا حاتم و اهدى
فرد عليه حاتم و قاله ماشي يا خوي و قاله بص الواد حسان بيقولك جه مرسال من الخواجات الحتة عجبتهم اوي و عايزين يتفقوا وياك و يخلصوا الموضوع بظرف يومين و انا قولتله لما اتشاور مع اخوي منصور و نشوف .
فساله منصور بلهفة و قاله حسان ما قالكش هيدفعوا كام
فرد عليه حاتم و قال هما قالوا ما فيش سعر محدد قبل ما نعاين البضاعة بس اتكلموا في سبعة مليون في الحدود دي . فرد عليه منصور و قاله طيب ابعت لحسان و قوله يحدد معاهم المعاد اللي يناسبهم و نتقابل بالبيت القديم و نشوف . فراح حاتم و هو رأس الافعى قاله ماشي يا منصور و برضك ما قولتليش انتا هتعمل ايه في موضوع نادية عاوزين نخلص منه و ما تنطش كل شوية اهنيه احنا مش فاضيين
فرد عليه منصور و هو شارد بتفكيره
هاتصرف يا حاتم انا خليك انتا في اللي قولتلك عليه و ما تشغلش بالك انتا و ركز انتا مع حسان و الخواجات بموضوع حتة الآثار دي و بعدين نتكلم في موضوع مرات احمد و ولادها . فرد عليه حاتم ماشي تمام يا منصور
و راح منصور قاله سلام بالوكيت
فساله حاتم و قاله رايح فين وش المغرب كده
فرد عليه منصور و قاله هشم شوية هوا
فقاله حاتم بس ما تتاخرش عايزين نتعشى سوى انتا عارف رباب و مؤمن بيحبوا قعدتك معاهم عالعشا فما تتاخرش
فرد عليه منصور و قاله حاضر يا حاتم رغم ان نوال مراتك مش بتبلعلي كلمة واصل . فرد عليه حاتم و قاله انتا عارف ان نوال من يومها كده كبر دماغك انتا و ما تتاخرش . فمنصور الذي لم يتزوج ابدا و اغلق قلبه من بعد ما فضلت نادية أخوه احمد عليه و قاله حاضر يا حاتم ساعتين و راجع ماشي . فقاله حاتم هاستناك يا منصور انا و العيال . و منصور خرج من الدوار
و ركب عربيته و هو مشغول بوجهته التي سيذهب إليها
...........

#بقلمي

عمر يحيى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي