الفصل الثالث عشر
ابتسم عامر ومن ثم فتح ذاك الصندوق القديم المتواجد بجواره مُخرج منه بعد المجوهرات وتحدث : دي مجوهرات والدتك الله يرحمها ، كانت بنتمنى جدًا إنها تعطيها بنفسها لـ عروستك لم تكبر ، لكن الله يرحمها بقى .
خدهم لبسهم لـ أصالة .
يوسف بحزن : مش ليه لزمه ، خليهم يا بابا أنا هجيب لـ اصالة ، خلي دول ، دول بتوع أمي .
عامر : دي وصيتها ، خدهم وخلي أصالة تحافظ عليهم .
ابتسم يوسف بحزن مُقَبِّلًا يد والده ومن ثم جبينه وتحدث : حاضر يا بابا ، حاضر .
عامر : ربنا يهديك يا حبيبي يارب وييسر أمورك كلها ، روح جهز نفسك بقى عشان مبقاش وقت كتير .
يوسف : حاضر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فور أن أنهى زين عمله بالشركه اتجه مباشرةً إلى الصيدليه ، هو يومه الأول فيها ، فلا بد أن يكون متواجد هناك في الميعاد المناسب وبالمظهر اللائق .
لم يطل الوقت فعلًا حتى وصل .
دلف بهدوء مُلقي السلام .
الدكتور : تعال يا زين اتفضل .
زين بإبتسامه : أنا جيت في معادي المحدد بالظبط .
الدكتور : وقبله بـ عشر دقائق كمان ، بحب جدًا الناس الملتزمه وأهو الجواب بيبان من عنوانه .
زين بفرحه : ربنا يعز حضرتك ، هستلم شغلي دلوقت ؟!
الدكتور : اه ، بص هنا الصيدليه مفيش حد شغال فيها غيري أنا .
أنا بفتح على سبعه الصبح وكده لحد الساعه اتنين ، وأنت هتستلم مني لحد تمانيه تمام ؟!
زين : تمام .
الدكتور : أكيد أنت عارف الأدويه وكده بما إنك شغال في شركه أدويه فـ مش هتكلم معاك في الموضوع ده ، لكن برده لو في حاجه وقفت معاك كلمني ماشي ؟!
زين : ماشي .
الدكتور : بس كده تقريبًا كل حاجه ، الموضوع سهل جدًا ، كل المكان ليك مطلق الحريه في التصرف فيه بإستثناء المخزن ، مش ليك دعوه بيه خالص لا تدخله ولا تقرب منه ماشي ؟!
زين : تمام حضرتك .
الدكتور : يلا تقدر تستلم شغلك دلوقت ، أنا هخرج عندي كذا مشوار وأنت لما تخلص اقفل الصيدليه وروح .
زين : حاضر .
بعد أن أنهى الدكتور حديثه غادر المكان تارك زين خلفه ، فرح بالعمل الجديد ، هو في الحقيقه أهون آلاف المرات من العمل بالمصنع وبراتب أضعاف ما كان يأخذه هناك .
كل الأمور تسير بالشكل الجيد ، ارتدى معطفه ومن ثم بدء في تفقد المكان ، يرى أسماء وترتيب وترقيم الأدويه حتى يكون لديه علم بالمكان ، إلا أنه توقف للحظات فور أن سمع صوت ضجيج ، لكن فور توقفه في مكانه بدء الضجيج يختفي .
نظر حوله بهدوء لكنه لم يجد أي شيء!
عاد من جديد في التحرك في أرجاء الصيدليه مكتشف المكان لكن فور تحركه عاد الضجيج مجددًا والصخب في الإزدياد ، صوت صرير ماء وحركات آثاث ، للحظه بدأ القلق والرعب يتسرب إليه من أثر ما يسمعه .
أصوات صخب عاليه لكن لا أحد بالمكان ، حاول الاقتراب قليلًا وتتبع مكان الصوت حتى وصل إلى باب المخزن ؟!
فور أن وصل إلى الباب توقف الصوت تمامًا .
زاد فضوله على تفقد ما في المخزن لولا أن تذكر تحذير الدكتور له بـ ألا يقترب من هناك فـ عاد أدراجه إلى مكانه .
لكن الصوت لم يظهر مره أخري ، وكأن الصوت قد اختفى تمامًا فور أن اقترب من الباب .
جلس موضعه عيناه لا تفارق باب المخزن وكأنه على يقين بأن بالداخل شخصًا ما .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ذاك المساء الذي ينتظره الجميع ، كل منهم بشغف مختلف ، كل منهم بهدف و شيء غير الآخر ، لكن في النهايه هو المساء الأجمل و الأعظم لقلب العروسين ....
أصالة في غرفتها تتجمل بمساعده ليلى ، مُرتديه فستان أزرق لامع مُزين ببعض النجوم التي تتشابه مع تلك النجوم المُزينه للسماء الزرقاء بحزام أبيض لامع ، فستان يضيق من الصدر يتسع وبقوه من الخصر إلى القدمين واضعه تاج على رأسها وكأنها أميره من أميرات ديزني .
ابتسمت ليلى بفرحه متحدثه : قمر ، والله العظيم قمر ، كده خلاص خلصنا كل حاجه .
أصالة بفرحه : ربنا ما يحرمني منك يا قلبي يارب ، ربنا ما يحرمني منك إنتِ إللي قمر بقلبك الطيب العظيم ده .
عقبالك إنتِ وزين يارب .
ليلى : ربنا يعزك يارب ، يسمع منك ربنا ، بس إزاي بالوضع ده ؟!
أصالة : كل حاجه هتتحل يا حبيبتي والظروف هتتعدل ، يوسف راجل مش يتخاف عليه ، راجل يُعتَمَد عليه ، ووظيفته الجديده إن شاء الله تعدل الحال شويه ، مش تقلقي صدقيني هتتعدل قريب أوي .
ليلى بإستسلام : إن شاء الله يا أصالة إن شاء الله ،المهم إنتِ كمان خلي بالك من يوسف هو بيحبك جدًا ، ياريت بقى تفهموا إنكم مش بقيتوا صغيرين لـ لعب العيال إللي انتم بتعملوه هاااا؟!
أصالة بإبتسامه : حاضر يا ست البنات حاضر .
للحظه قاطع حديثهم صوت شريف طارق الباب يستأذن في الدلوف .
أصالة : تعال يا بابا .
دلف شريف بإبتسامته : ازيك يا ليلى ؟!
ليلى : الحمد لله بخير يا عمي ، ألف مبروك لـ أصالة .
شريف : الله يبارك فيكي يا حبيبتي ، عقبالك إن شاء الله ، خلصتوا ؟!
يوسف وصل بره .
أصالة : معاه حد ؟!
شريف : اه هو وزين و والده والمأذون وشويه معازيم على القد كده ، كان نفسي أعملك فرح يتحاكي بيه الناس .
كان نفسي أعمل ليكي حاجه تليق بيكي لكن للأسف الظروف ، بس وعد لم أرجع تان هعوضك عنه صدقيني .
تقدمت أصالة منه مُلقيه بنفسها بين أحضانه متحدثه : مش فارق عندي فرح ولا أي حاجه يا بابا ، ده كله مش يفرق معايا ، الحمد لله إنك موجود وخلاص .
ربنا يديمك ليا يارب .
شريف : ويديمك يا حبيبتي يارب ، يلا عشان مستنيين بره ، وضع قبله حانيه على جبينها ومن ثم أمسك بيدها بحنان خارجًا من الغرفه متجهًا إلى صالون المنزل حيث يوسف والمتواجدين ، أما عن ليلى فـ تحركت بجوارها بفرحه .
تقدم شريف بأصالة حتى صار مقابل لذلك الذي يقف بفرحته التي تتراقص في عينه .
بذله سوداء وكراڤت و لحيه مهندمه ونظارته التي تُزيده جمال .
شريف : أصالة بقت مسؤله منك أنت يا يوسف .
خلي بالك منها أنا مش ليا ولا عندي غيرها ، خلي بالك منها .
يوسف بإبتسامه : مش تقلق يا عمي ، إن شاء الله هي في قلبي ، مش تقلق .
شريف : لو مش عارف إنك قادر تحافظ عليها وتخلي بالك منها مش كنت هوافق على الموضوع بالشكل السريع ده ، ربنا يديمكم لبعض .
مد يوسف يديه بحنان لتبادله أصالة هي الأخرى نفس الحركه ، أمسك بيديها ناظرًا إلى عينيها بفرحه متحدث : ياااااه أخيراً؟!
أخيرًا بقيتي ليا ؟
أنا لو قولت ليكي أو وصفت فرحتي مش هتتخيلي .
أصالة بمكر : لسه ، لسه يا بابا الكتاب مش اتكتبت .
ابتسم يوسف ثم تحدث : تصدقي بالله إنك عيله فصيله والله ، فصلتي الجو الرومانسي إللي كنت هعمله ، بس أنا غلطان إنتِ مش ينفع معاكي الجو الرومانسي ده ، إنتِ أخرك يتقالك يسطا ، يا معلم يا رياسه ، أما الكلام الرومانسي ؟!
لا لا مش ليكي .
للحظه تحول حال أصالة وضعت يديها في خصرها متحدثه بغضب : لا والله ، أنت بتقول الكلام ده لمين يلا ؟؟
تصدق بالله أنا غلطانه أنا مش عايزه الجوازه دي طلقني .
يوسف بمكر : يلا تان ؟!
يا بنتي والله هضربك أقسم بالله ، وبعدين إيه طلقني دي ، هو أنا لسه إتجوزتك عشان أطلقك أصلًا .
حكت أصالة رأسها بيدها متذكره : اه صحيح لسه مش إتجوزنا صح ، ماشي بعد ما نتجوز طلقني برده .
أما عن الاثنين الواقفين من بعيد يراقباهما بإبتسامه .
زين : والله ما هيعقلوا أبدًا ، تعالي نشوف إيه الهبل إللي بيعملوه ده .
ليلى : عندك حق والله ، ده عقلهم ضارب ، تعال .
اقتربوا منهم فتحدث زين : إيه يا جماعه في إيه ؟!
يوسف : إلحق يا عم المجنونه دي ، دي بتقولي طلقني قبل ما نتجوز أصلًا .
ليلى ضاحكه : في إيه يا أصالة يا حبيبتي إيه حصل ، انتوا لسه مش كتبتوا الكتاب .
أصالة : مش عايزه أتجوز لا ، خلاص رجعت في كلامي .
زين : لا إله إلا الله ، يا بنتي مش إنتِ إللي كنتي هتموتي عليه ومش عايزه تسافري عشانه؟!
دلوقت مش بقيتي عايزاه ؟!
أصالة : يا عم أنا عيله ورجعت في كلامي .
يوسف : أهو هي إللي بتقول على نفسها عيله أهو ، أنا قولت حاجه ؟!
أخيرًا قطع حديثهم صوت عامر يخبرهم بالتقدم جهته حتى يتم كتابة الكتاب .
تحدثوا بصوت واحد: يلا يلا بسرعه نكتب الكتاب .
فور أن أنهيا حديثهم نظرا إلى بعضهم ضاحكين .
تحمحم يوسف ومن ثم أمسك بيدها مُقبلها : ربنا يديمك يارب .
اصالة بخجل : ويديمك في حياتي يارب .
نظر لهم زين بصدمه ، نظرات كانت مثيلتها من ليلى ثم تحدث: أقسم بالله العظيم مجانين ، أنا ربنا ابتلاني بيكم والله .
يوسف : طيب بعد إذنك يا أخ كده خد جانب، يا سنجل يا بائس عايزين نكتب الكتاب .
لم تتمالك ليلى نفسها فـ خرجت ضحكه عاليه منها ، نظر لها زين على إثرها فتحدث : إنتِ بتضحكي علي إيه يا جزمه إنتِ كمان ؟!
منا زيي زيك .
على أساس إنك مرتبطه أوي؟! ما إنتِ سنجل بائس .
ليلى : عادي يا عم ما السنجله جنتله .
زين : واخد بالي أنا واخد بالي ، تعالي يا بنتي نحضر كتب الكتاب وبلاش كلام فاضي.
ليلى : يلا يا عم .
بالفعل تحركا خلف يوسف وأصالة .
جلس العروسين على أريكه متواجده في المكان لكل منهم ولي أمره ، بدأت مراسم كتب الكتاب بين العروسين والشهود و أولياء الأمور والشيخ المأذون.
لدقائق معدوده انتهى الجميع من الأمر ، الآن أصبحت له وملكه .
الآن لم يعد لأحد رأي أو حكم عليها سواه ، الآن صار ملكها وحدها ، كل أشيائه لها كل أموره تخصها ، الآن تحول ذاك الحلم الذي عاشوا به لوقت طويل إلى واقع ، فرحه تظهر جليًا على وجوههم ، يكاد القلب يتراقص من شدتها ، أما عن الاثنين الواقفين بعينين مليئتين بالحديث والأشياء التي لاتُحكى .
أما عن ذاك الذي يتجول في المكان لا يراه أحد لكنه يراهم جميعًا ، يتحرك آسر في كل مكان ، يراقب هذا ويتقرب ذاك .
عيناه على يوسف لا تفارقانه ، لكنه للحظه توقف في موضعه يشعر بشيء ما خطب .
للحظه شعر بشيء من الخطر يتجول في المكان ، يشتم الخطر .
للحظه بدأ الرعب والتوتر يظهر عليه دون أي سابق إنذار ، يتحدث لنفسه : فيه حاجه غلط ؟؟
الجو كان كويس جدًا ، ريح النار إللي جت مره واحده ؟؟
ريح جن النار دي !!
بدأ يتفقد المكان بأعينه ، يتحرك بسرعه البرق يمنى ويسرى لكن لا شيء ، أصبح لا يعلم ماذا يفعل !!
أيغادر المكان ليخبر سديم عما يشعر أم يبقى بجوار يوسف حتى لا يصيبه مكروه؟!
يكاد عقله يجن ، لكن أخيرًا اهتدى إلى أن يغادر سريعًا ليخبر سديم عما يحدث .
أما عن زين وليلى كل منهما يتمنى أن يكون موضع أحدهم ، للحظه رأت ليلى دلوف سلمى إلى المكان فتحول حالها تمامًا من نظرات الفرح والسعاده التي كانت تسيطر عليها منذ لحظات إلى شيء من الغضب والكره ، هي من الأساس لا تقبل وجودها في أي مكان ، من الأساس لا تُحب رؤيتها .
لا تعلم لماذا أو ما الأمر الذي يجعلها تكرهها بهذا الشكل إلا أنها لا تقبل وجودها في أي مكان .
خدهم لبسهم لـ أصالة .
يوسف بحزن : مش ليه لزمه ، خليهم يا بابا أنا هجيب لـ اصالة ، خلي دول ، دول بتوع أمي .
عامر : دي وصيتها ، خدهم وخلي أصالة تحافظ عليهم .
ابتسم يوسف بحزن مُقَبِّلًا يد والده ومن ثم جبينه وتحدث : حاضر يا بابا ، حاضر .
عامر : ربنا يهديك يا حبيبي يارب وييسر أمورك كلها ، روح جهز نفسك بقى عشان مبقاش وقت كتير .
يوسف : حاضر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فور أن أنهى زين عمله بالشركه اتجه مباشرةً إلى الصيدليه ، هو يومه الأول فيها ، فلا بد أن يكون متواجد هناك في الميعاد المناسب وبالمظهر اللائق .
لم يطل الوقت فعلًا حتى وصل .
دلف بهدوء مُلقي السلام .
الدكتور : تعال يا زين اتفضل .
زين بإبتسامه : أنا جيت في معادي المحدد بالظبط .
الدكتور : وقبله بـ عشر دقائق كمان ، بحب جدًا الناس الملتزمه وأهو الجواب بيبان من عنوانه .
زين بفرحه : ربنا يعز حضرتك ، هستلم شغلي دلوقت ؟!
الدكتور : اه ، بص هنا الصيدليه مفيش حد شغال فيها غيري أنا .
أنا بفتح على سبعه الصبح وكده لحد الساعه اتنين ، وأنت هتستلم مني لحد تمانيه تمام ؟!
زين : تمام .
الدكتور : أكيد أنت عارف الأدويه وكده بما إنك شغال في شركه أدويه فـ مش هتكلم معاك في الموضوع ده ، لكن برده لو في حاجه وقفت معاك كلمني ماشي ؟!
زين : ماشي .
الدكتور : بس كده تقريبًا كل حاجه ، الموضوع سهل جدًا ، كل المكان ليك مطلق الحريه في التصرف فيه بإستثناء المخزن ، مش ليك دعوه بيه خالص لا تدخله ولا تقرب منه ماشي ؟!
زين : تمام حضرتك .
الدكتور : يلا تقدر تستلم شغلك دلوقت ، أنا هخرج عندي كذا مشوار وأنت لما تخلص اقفل الصيدليه وروح .
زين : حاضر .
بعد أن أنهى الدكتور حديثه غادر المكان تارك زين خلفه ، فرح بالعمل الجديد ، هو في الحقيقه أهون آلاف المرات من العمل بالمصنع وبراتب أضعاف ما كان يأخذه هناك .
كل الأمور تسير بالشكل الجيد ، ارتدى معطفه ومن ثم بدء في تفقد المكان ، يرى أسماء وترتيب وترقيم الأدويه حتى يكون لديه علم بالمكان ، إلا أنه توقف للحظات فور أن سمع صوت ضجيج ، لكن فور توقفه في مكانه بدء الضجيج يختفي .
نظر حوله بهدوء لكنه لم يجد أي شيء!
عاد من جديد في التحرك في أرجاء الصيدليه مكتشف المكان لكن فور تحركه عاد الضجيج مجددًا والصخب في الإزدياد ، صوت صرير ماء وحركات آثاث ، للحظه بدأ القلق والرعب يتسرب إليه من أثر ما يسمعه .
أصوات صخب عاليه لكن لا أحد بالمكان ، حاول الاقتراب قليلًا وتتبع مكان الصوت حتى وصل إلى باب المخزن ؟!
فور أن وصل إلى الباب توقف الصوت تمامًا .
زاد فضوله على تفقد ما في المخزن لولا أن تذكر تحذير الدكتور له بـ ألا يقترب من هناك فـ عاد أدراجه إلى مكانه .
لكن الصوت لم يظهر مره أخري ، وكأن الصوت قد اختفى تمامًا فور أن اقترب من الباب .
جلس موضعه عيناه لا تفارق باب المخزن وكأنه على يقين بأن بالداخل شخصًا ما .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ذاك المساء الذي ينتظره الجميع ، كل منهم بشغف مختلف ، كل منهم بهدف و شيء غير الآخر ، لكن في النهايه هو المساء الأجمل و الأعظم لقلب العروسين ....
أصالة في غرفتها تتجمل بمساعده ليلى ، مُرتديه فستان أزرق لامع مُزين ببعض النجوم التي تتشابه مع تلك النجوم المُزينه للسماء الزرقاء بحزام أبيض لامع ، فستان يضيق من الصدر يتسع وبقوه من الخصر إلى القدمين واضعه تاج على رأسها وكأنها أميره من أميرات ديزني .
ابتسمت ليلى بفرحه متحدثه : قمر ، والله العظيم قمر ، كده خلاص خلصنا كل حاجه .
أصالة بفرحه : ربنا ما يحرمني منك يا قلبي يارب ، ربنا ما يحرمني منك إنتِ إللي قمر بقلبك الطيب العظيم ده .
عقبالك إنتِ وزين يارب .
ليلى : ربنا يعزك يارب ، يسمع منك ربنا ، بس إزاي بالوضع ده ؟!
أصالة : كل حاجه هتتحل يا حبيبتي والظروف هتتعدل ، يوسف راجل مش يتخاف عليه ، راجل يُعتَمَد عليه ، ووظيفته الجديده إن شاء الله تعدل الحال شويه ، مش تقلقي صدقيني هتتعدل قريب أوي .
ليلى بإستسلام : إن شاء الله يا أصالة إن شاء الله ،المهم إنتِ كمان خلي بالك من يوسف هو بيحبك جدًا ، ياريت بقى تفهموا إنكم مش بقيتوا صغيرين لـ لعب العيال إللي انتم بتعملوه هاااا؟!
أصالة بإبتسامه : حاضر يا ست البنات حاضر .
للحظه قاطع حديثهم صوت شريف طارق الباب يستأذن في الدلوف .
أصالة : تعال يا بابا .
دلف شريف بإبتسامته : ازيك يا ليلى ؟!
ليلى : الحمد لله بخير يا عمي ، ألف مبروك لـ أصالة .
شريف : الله يبارك فيكي يا حبيبتي ، عقبالك إن شاء الله ، خلصتوا ؟!
يوسف وصل بره .
أصالة : معاه حد ؟!
شريف : اه هو وزين و والده والمأذون وشويه معازيم على القد كده ، كان نفسي أعملك فرح يتحاكي بيه الناس .
كان نفسي أعمل ليكي حاجه تليق بيكي لكن للأسف الظروف ، بس وعد لم أرجع تان هعوضك عنه صدقيني .
تقدمت أصالة منه مُلقيه بنفسها بين أحضانه متحدثه : مش فارق عندي فرح ولا أي حاجه يا بابا ، ده كله مش يفرق معايا ، الحمد لله إنك موجود وخلاص .
ربنا يديمك ليا يارب .
شريف : ويديمك يا حبيبتي يارب ، يلا عشان مستنيين بره ، وضع قبله حانيه على جبينها ومن ثم أمسك بيدها بحنان خارجًا من الغرفه متجهًا إلى صالون المنزل حيث يوسف والمتواجدين ، أما عن ليلى فـ تحركت بجوارها بفرحه .
تقدم شريف بأصالة حتى صار مقابل لذلك الذي يقف بفرحته التي تتراقص في عينه .
بذله سوداء وكراڤت و لحيه مهندمه ونظارته التي تُزيده جمال .
شريف : أصالة بقت مسؤله منك أنت يا يوسف .
خلي بالك منها أنا مش ليا ولا عندي غيرها ، خلي بالك منها .
يوسف بإبتسامه : مش تقلق يا عمي ، إن شاء الله هي في قلبي ، مش تقلق .
شريف : لو مش عارف إنك قادر تحافظ عليها وتخلي بالك منها مش كنت هوافق على الموضوع بالشكل السريع ده ، ربنا يديمكم لبعض .
مد يوسف يديه بحنان لتبادله أصالة هي الأخرى نفس الحركه ، أمسك بيديها ناظرًا إلى عينيها بفرحه متحدث : ياااااه أخيراً؟!
أخيرًا بقيتي ليا ؟
أنا لو قولت ليكي أو وصفت فرحتي مش هتتخيلي .
أصالة بمكر : لسه ، لسه يا بابا الكتاب مش اتكتبت .
ابتسم يوسف ثم تحدث : تصدقي بالله إنك عيله فصيله والله ، فصلتي الجو الرومانسي إللي كنت هعمله ، بس أنا غلطان إنتِ مش ينفع معاكي الجو الرومانسي ده ، إنتِ أخرك يتقالك يسطا ، يا معلم يا رياسه ، أما الكلام الرومانسي ؟!
لا لا مش ليكي .
للحظه تحول حال أصالة وضعت يديها في خصرها متحدثه بغضب : لا والله ، أنت بتقول الكلام ده لمين يلا ؟؟
تصدق بالله أنا غلطانه أنا مش عايزه الجوازه دي طلقني .
يوسف بمكر : يلا تان ؟!
يا بنتي والله هضربك أقسم بالله ، وبعدين إيه طلقني دي ، هو أنا لسه إتجوزتك عشان أطلقك أصلًا .
حكت أصالة رأسها بيدها متذكره : اه صحيح لسه مش إتجوزنا صح ، ماشي بعد ما نتجوز طلقني برده .
أما عن الاثنين الواقفين من بعيد يراقباهما بإبتسامه .
زين : والله ما هيعقلوا أبدًا ، تعالي نشوف إيه الهبل إللي بيعملوه ده .
ليلى : عندك حق والله ، ده عقلهم ضارب ، تعال .
اقتربوا منهم فتحدث زين : إيه يا جماعه في إيه ؟!
يوسف : إلحق يا عم المجنونه دي ، دي بتقولي طلقني قبل ما نتجوز أصلًا .
ليلى ضاحكه : في إيه يا أصالة يا حبيبتي إيه حصل ، انتوا لسه مش كتبتوا الكتاب .
أصالة : مش عايزه أتجوز لا ، خلاص رجعت في كلامي .
زين : لا إله إلا الله ، يا بنتي مش إنتِ إللي كنتي هتموتي عليه ومش عايزه تسافري عشانه؟!
دلوقت مش بقيتي عايزاه ؟!
أصالة : يا عم أنا عيله ورجعت في كلامي .
يوسف : أهو هي إللي بتقول على نفسها عيله أهو ، أنا قولت حاجه ؟!
أخيرًا قطع حديثهم صوت عامر يخبرهم بالتقدم جهته حتى يتم كتابة الكتاب .
تحدثوا بصوت واحد: يلا يلا بسرعه نكتب الكتاب .
فور أن أنهيا حديثهم نظرا إلى بعضهم ضاحكين .
تحمحم يوسف ومن ثم أمسك بيدها مُقبلها : ربنا يديمك يارب .
اصالة بخجل : ويديمك في حياتي يارب .
نظر لهم زين بصدمه ، نظرات كانت مثيلتها من ليلى ثم تحدث: أقسم بالله العظيم مجانين ، أنا ربنا ابتلاني بيكم والله .
يوسف : طيب بعد إذنك يا أخ كده خد جانب، يا سنجل يا بائس عايزين نكتب الكتاب .
لم تتمالك ليلى نفسها فـ خرجت ضحكه عاليه منها ، نظر لها زين على إثرها فتحدث : إنتِ بتضحكي علي إيه يا جزمه إنتِ كمان ؟!
منا زيي زيك .
على أساس إنك مرتبطه أوي؟! ما إنتِ سنجل بائس .
ليلى : عادي يا عم ما السنجله جنتله .
زين : واخد بالي أنا واخد بالي ، تعالي يا بنتي نحضر كتب الكتاب وبلاش كلام فاضي.
ليلى : يلا يا عم .
بالفعل تحركا خلف يوسف وأصالة .
جلس العروسين على أريكه متواجده في المكان لكل منهم ولي أمره ، بدأت مراسم كتب الكتاب بين العروسين والشهود و أولياء الأمور والشيخ المأذون.
لدقائق معدوده انتهى الجميع من الأمر ، الآن أصبحت له وملكه .
الآن لم يعد لأحد رأي أو حكم عليها سواه ، الآن صار ملكها وحدها ، كل أشيائه لها كل أموره تخصها ، الآن تحول ذاك الحلم الذي عاشوا به لوقت طويل إلى واقع ، فرحه تظهر جليًا على وجوههم ، يكاد القلب يتراقص من شدتها ، أما عن الاثنين الواقفين بعينين مليئتين بالحديث والأشياء التي لاتُحكى .
أما عن ذاك الذي يتجول في المكان لا يراه أحد لكنه يراهم جميعًا ، يتحرك آسر في كل مكان ، يراقب هذا ويتقرب ذاك .
عيناه على يوسف لا تفارقانه ، لكنه للحظه توقف في موضعه يشعر بشيء ما خطب .
للحظه شعر بشيء من الخطر يتجول في المكان ، يشتم الخطر .
للحظه بدأ الرعب والتوتر يظهر عليه دون أي سابق إنذار ، يتحدث لنفسه : فيه حاجه غلط ؟؟
الجو كان كويس جدًا ، ريح النار إللي جت مره واحده ؟؟
ريح جن النار دي !!
بدأ يتفقد المكان بأعينه ، يتحرك بسرعه البرق يمنى ويسرى لكن لا شيء ، أصبح لا يعلم ماذا يفعل !!
أيغادر المكان ليخبر سديم عما يشعر أم يبقى بجوار يوسف حتى لا يصيبه مكروه؟!
يكاد عقله يجن ، لكن أخيرًا اهتدى إلى أن يغادر سريعًا ليخبر سديم عما يحدث .
أما عن زين وليلى كل منهما يتمنى أن يكون موضع أحدهم ، للحظه رأت ليلى دلوف سلمى إلى المكان فتحول حالها تمامًا من نظرات الفرح والسعاده التي كانت تسيطر عليها منذ لحظات إلى شيء من الغضب والكره ، هي من الأساس لا تقبل وجودها في أي مكان ، من الأساس لا تُحب رؤيتها .
لا تعلم لماذا أو ما الأمر الذي يجعلها تكرهها بهذا الشكل إلا أنها لا تقبل وجودها في أي مكان .