الفصل الثالث عشر

ممرضة دمرت حياتي

الحلقة الثالثة عشر

..............

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ملأ الحقد قلوب أبناء غنيم ،واحمرت وجوههم غضبا وكان الشيطان جلس على رؤوسهم ، ولم يضعوا في اعتبارهم أن من سيلوموه ويعاتبوه ويجرحوه هو والدهم ،من سهر على تربيتهم ورعاهم وأفنى عمره من أجلهم ،وحرم نفسه من الراحة وأنفق عليهم حتى تزوجوا .
أما آن له أن ينعم مثلهم بالدفء وأن تكون له زوجة يسكن إليها .
ألم يحن الوقت بهم أن لا يتركوه يعاني الوحدة .
فلا أنهم راعوه وآنسوا وحدته ولا أنهم تركوه ينعم بزوجة مثلهم .
وهذا كله من آجال المال الفاني .
وأخرجت تلك الحية علا هاتفها لتسجل الواقعة بالصوت والصورة ،لكي تفضحها فوق رؤوس العلن .
وبينما غنيم يعيش حالة من الحب مع حلا واتفقا على تحديد يوم ليتقدم لها .
وتكاد الفرحة تطل من أعينهم والسعادة ترفرف حولهم فيك سكينة وهدوء .
إذ ينقض علهما ابناؤه ، فيتفاجأ بهم حوله .
وتفاجأت بهم حلا أيضا وامتلكها الحرج فافترشت بنظرها الأرض .
لتتفاجأ بصوت مروة المنفعل العالي قائلا ...والله بتتكسفي
يا هانم .
ومتكسفتيش وأنتِ قعدة القعدة دي، مع واحد في سن أبوكي .
آه يا فاجرة ، عايزة تضحكي عليه ، عشان تاخدي فلوسه .

فانهمرت دموع حلا على وجنتيها بغزارة قائلة...أنااااااا لااااا .

فتحدث غنيم بغضب...لا متتكلميش يا حلا وأنا موجود .
ومش هسمح لحد يمسك بأي كلمة .
طول ما أنا عايش .
فهمي...آه يا سي بابا ،ما أنت بقيت على آخر الزمن العاشق الولهان .
حتى احترم سنك شوية ، مش تريل على بنت من عمر بناتك .
نزلت كلمة فهمي على والده كالصاعقة ، فلم يشعر بنفسه إلا وقد صفعه صفعة قوية على وجهه .
قائلا بإنفعال ...أنت إتجننت يا ولد !!
بتكلم أبوك بالطريقة دي.
ويكون في علمكم كلكم ، حلا هتكون مراتي على سنة الله ورسوله .
واللي مش عجبه يشرب من البحر .

أمسك فهمي وجه متألما قائلا ...لا ده على جثتي، لما تجوز البت دي.
نورا ...لا معندكش حق يا بابا تضرب فهمي عشان البت اللي متسواش حاجة دي.
وهتخلي الناس تتكلم علينا على آخر الزمن بسببك .

غنيم.....تتكلم ليه ؟
هو هعمل حاجة عيب ولا حرام !
أنا هجوز على سنة الله ورسوله ، مغلطتش وأنا عمري ما غلطت ولا هغلط .
عشان عارف ربنا كويس .

فهمي ...لا غلطت يا بابا ، لما عايز تجوز في السن ده ،وكمان
من عيلة صغيرة زي البت دىدي.
أنت مفروض تقضي الباقى من عمرك ، زي ما كنت بتعمل تصلي وتروح تحج بيت الله .
مش تروح تجوز وتضيع عمرك ، وأنت طبعا فهمني أقصد إيه كويس .
غنيم وقد احتقن وجهه وبرزت العروق في جسده غضبا ...أنت هتموتني بالحيا يا ولد أنت .
وهو الدين صلاة وحج بس ،مفيش حاجة اسمها أعف نفسي بالحلال.
وأنا أصلا فيه صحة عنك ،الحمد لله .

نورا ...ميصحش كدا يا بابا ، طيب لو مصمم على الجواز
أنا هشوفلك عروسة من سنك .
بدل البت دي اللي داخلة على طمع ، وأنا عارفة كويس .
هتكوش على الفلوس ،وتقوم سيباك .
فقامت حلا من مجلسها بعد أن انهارت من البكاء لتقول بصوت مبحوح ...أنا آسفة يا غنيم ، أني حطيتك في الوضع المحرج ده .
ومعلش سامحني ، أنا مش هقدر أكمل معاك ،طول ما هما فاكرين أني هجوزك عشان الفلوس .

غنيم بإنكسار....حرام عليكي ،متقوليش كده ،بعدك عني هيموتني.

حلا .....أنا مت من دلوقتي.

ثم استأذنت لتمشي، وعندما سارت أول خطواتها .
وضعت مروة قدمها أمامها ، فتعثرت حلا ، فوقعت على وجهها وصرخت ألما ثم تلاشى صوت صراخها .
بعد أن أغشي عليها من أثر الصدمة .
فصرخ غنيم ...حلاااااااا .
ثم صرخ في أولاده ...والله لو حصلها حاجة ، ما هعرف حد فيكم تاني .
وفعلا هحرمكم من الميراث،زي ما انتوا عايزين تحرموني منها ،وحرمتوني قبلها منكم ، لما سبتوني وحيد ، محدش بيسأل عليا ولا بيكلمني يشوفنىكي عايش ولا ميت .
ومش بشوفكوا غير كل أول شهر عشان مصرفكوا.
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم .

ثم أخرج هاتفه سريعا ،ليتصل بالإسعاف وما أن انتهى ،حتى انحنى إليها ، ورفع رأسها على فخذيه ، وحدثها قائلا بحزن ... فوقى عشان خاطري ، فوقي يا حلا .
أنا مستحيل أشوفك كده ، أنا آسف ، سامحيني .
آسف عشان معرفتش أربي بجد .
وطلعتهم أنايين ميعرفوش غير مصلحتهم وبس .

همست نورا لمروة ...أبوكس شكله اتجنن بجد ، دي مش عمايل واحد عاقل أبداً .
والبت دي خطر اوى علينا ، ويارب ما تفوق يا شيخة .

مروة ...يارب .

وعندما رأت علا أن الأمر قد تطور وخرج عن السيطرة ، وخشيت أن يراها غنيم ويعلم أنها هي من أخبرتهم بمكانه .
فأسرعت هاربة من موقع جريمتها في حق حلا .
قبل أن يكتشف أحد أمرها .
وجاءت سيارة الإسعاف لنقل حلا إلى المستشفى ، وصعد غنيم بجانبها .
وأخذ يدعوا الله عز وجل أن ينجيها من أجله .
ووصلت بالفعل إلى المستشفى ، وسريعا أخذوها لغرفة العمليات الخياطة جرح جبهتها .
ثم خرج الطبيب ، فأسرع له غنيم .
غنيم بلهفة ...ها إيه أخبارها يا دكتور،طمني أرجوك ؟

الطبيب ...بخير ،متقلقش .
حضرتك والدها .
فشعر غنيم بالحرج قائلا ...أنا ليها كل حاجة يا دكتور .

الطبيب ...طيب إحنا لازم نبلغ القسم بالواقعة عشان يشوف مين السبب في اللي حصلها ده .
فابتلع غنيم ريقه بغصة مريرة قائلا ...اللي تشوفه حضرتك .
بس لو سمحت ممكن أدخل أطمن عليها .

الطبيب ...عشر دقايق كده ، تكون فاقت من البنج ونقلناها الغرفة بتعتها.
..........
ولجت كريمة إلى غرفة ابنها تحمل في يدها طبقا مليئا بالسندوتشات وكوبٍ من اللبن .

كريمة ...انا قولت بتذاكر ومش فاضي تطلع تتعشى معايا .
فقولت أعمل أنا السادوتشات ،وأجي ناكل مع بعض .
فقام حكيم مسرعا ، وأخذ منها الطبق قائلا ...تسلم إيدك يا ست الكل .
اقعدي جنبي ، أنتِ وحشاني كتير .
بقلنا كتير مكلمناش مع بعض .

كريمة ...أول ما افتكرت يا واد ، ما انت يأما فيك الكلية
أو مع صحابك أو تيجي تقفل عليك الباب وتذاكر .
وناسي أمك اللي محتاجة تحس بالونس شوية .

فقبل حكيم يدها بحب قائلا ...معلش أنا مقصر معاكي يا ست الكل بس غصب عني والله .
كلية الهندسة فعلا تقيلة ورخمة ، وأنا بعافر فيها عشان الأهم عندي أني أحقق اأننيتك وأفرحك وتكوني الباشمهندس ، زي ما طول عمرك بتحلمي .

كريمة ...يارب يا حبيبي،ده يوم المنى ، لما أشوفك متخرج وتكون أحسن باشمهندس في الدنيا .

حكيم ... يارب يا ست الكل .
صح خالتي بتسلم عليكي .

فلمعت عيني كريمة قائلة ...خالتك !!
هو أنت شوفتها فين يا واد ؟
هو أنت بتزورهم من ورايا .
آه مهو عشان ست الحسن والجمال حنين .
ولا فكرني مش واخدة بالي.
بس لعلمك اللي ف دماغك ده لا يمكن يحصل .
أنا عمرى مهجوز ابني الباشمهندس لحتة ممرضة ولا طلعت ولا نزلت .
أنت مقامك دكتورة ولا مهندسة تفتخر بيها قدام الناس .
مش ممرضة .

حكيم وقد تلون وجهه حزنا ...يا ماما ، حرام والله .
دي بنت أختك ، يعني مفروض تفضليها على أي وحدة .
وهي بتحبك وهتراعيكىكي أول وحدة .

لكن متضمنيش الدكتورة ولا المهندسة دي تعمل معاكي إيه ؟
وهو مش بالشهادات يعني ، المهم الدين والأخلاق .

كريمة ..بس بس بلاش كلام متزوق وملهوش عازة.
بالعكس البلد دي بلد شهادات .
معاك شهادة تتقدر ويعملولك تعظيم سلام .

حكيم ...بس يا أمي أنا بحبها ، ومحدش هيريحني غيرها ويسعدني .

فحركت كريمة شفتيها يمينا ويسارا قائلة ...بلا حب بلا كلام فارغ .
بكرة تجوز ست ستها وتحبها ، كلهم صنف واحد ، مفيش فرق .

شعر حكيم بالقهر من كلام والدته وتعجب لرفضها الشديد لها ، وتساءل عن سبب اصرارها رفض حنين .
أيعقل أن يكون بسب الشهادة فقط ، تلك الورقة التي ليس لها أي قيمة بدون الحياة مع من تحب .
كريمة ...سكت يعني ، شكلك مش عجبك كلامى ، صح !!

فهز حكيم رأسه بأسى قائلا ...يا أمي ، مش كده .
بس نفسي تحسي بيه ،ده أنا ابنك الوحيد .

فحدثت كريمة نفسها ...مهو عشان أنت ابني الوحيد ، خايفة تخدك مني وتبقى طوعها وتنسيك أمك يا ضنايا .
لاااا يستحيل تخدك حنين مني أبداً .

كريمة بنبرة صوت حادة ...أنا قولتها كلمة وخلاص يا حكيم .
أنا مش هرضى عنك عمري لو صممت تجوز البت حنين دي .
وساعتها اعتبر أن امك ماتت .
ثم تركته غاضبة وغادرت الغرفة .
فألقى حكيم بنفسه على مقعده وأسند رأسه للوراء وانهمرت دمعة ساخنة على وجنتيه مرددا ...ليه بس كدا ؟
حرام والله اللي بتقوله أمي ده ،حرام تحرمني من الإنسانة الوحيدة اللي حبتها ، عشان حجات تافهة .
أو لسبب إني مش عارفه .
لكن كل اللي عرفه أن حنين لا يمكن تكون لحد تاني غيري أبداً .
يستحيل حد يفرق بينا .
ربنا يهدى قلبك يا أمي .
...............
أخذت روان تتقلب على فراشها وقد امتلأت وسادتها بالدموع ،تتذكر ما حدث بينها وبين خالد واهانته لها ، ثم رددت بتهديد....والله لأدفعك تمن اللي عملته فيا ده يا خالد ، هدفعك تمن كل دمعة نزلت من عيني .
مش أنت بس ،والزفتة القوية مرات ابويا .
والله لأحرق قلبها زي ما حرقت قلبي على أمي وحرقت قلبي بذلها ليا طول السنين اللي فاتت .
ودلوقتي لازم أفكر اعمل إيه في موضوع الشغل ده ، لسه هحفى على رجليا وأدور على مستشفى عدلة أشتغل فيها .
.......
أما خالد فأخذ ينظر في كل أركان الشقة ،فشعر بوحشة من غير وجود أولاده وزوجته رغم أنه كان لا يهتم بهم ولكن وجودهم حوله كان يشعره بالراحة ، وأنه مهما حدث منه ، سيعود وسيجدهم حوله .
خالد ...مالك فيه إيه ؟
مش متعود يعني، تفكر فيها أو حتى بتهتم بالعيال ،ده أنت كل
ما تسمع صوتهم ،تقول دماغي والصداع ،ومش مستحمل لعبهم ولا شقاوتهم .
....آه بس برده عدم وجودهم مضيقني ومخليني مش مرتاح .
أنا لازم أروح أجبهم ، ثم ابتسم بمكر قائلا...وآخدلها معايا طقم الدهب بتاع روان ،هي أم عيالي وأولى بيه .
وأكيد هتفرح بيه .
أنا صراحة مش فاكر آخر مرة جبتلها هدية امتى ؟
منا برده معذور ، هفتكر أجيب لمين ولا لمين ؟
..وكمان زي بعضه هقضي الليلة معاها النهاردة ، أهو برده تغيير عن الروتين بتاع النايت كيلب.
فقام وارتدى ملابسه ثم نزل متوجها إلى بيت والدها .
فطرق الباب بفتح له ابنه ريان .
ففرح وتهلل وجه وتعلق برقبته مرددا ...بابا حبيبي وحشتني .

ابتسم خالد قائلا ..وأنت كمان يا ريو ، عامل إيه ؟
وفين رنا العسل ومامي؟

ريان ..رنا جوه مع مامي وجدو .

خالد ...طيب ناديهم يلا عشان نروح البيت

ريان ..هييييه ، بس تخليك معانا يا بابي، متخرجش .
أنا نفسي أقعد معاك وتلعب معايا أنا ورنا .

خالد ...ماشي الكلام يا دكتور ريان .

ريان ....لا أنا مش عايز أكون دكتور .

خالد ..ليه كده ؟
هو فيه أحسن من الدكتور ، ما أنت شايف بابي أهو ،دكتور وكل الناس بتعمله حساب .

ريان ...هو الدكتور حلو أنا مقولتش حاجة .
بس أنا نفسي أطلع طيار .
عشان آخد مامي ورنا أفسحهم في كل مكان .
عشان حضرتك ديما مشغول .

خالد ...آه بدال كده ، ماشي يا كابتن ريان .
ويلا أدخل ناديهم ، عشان أنا مستعجل وعايز أمشي .

ريان ..حاضر .
ثم أسرع إلى والدته قائلا ...مامي ،مامي .
حزري فزري مين برا ؟

نادين ...مين يا حبيبي ؟

ريان ..ده بابى ،وعايزك أنتِ ورنا عشان نروح .
فتنهدت نادين بغصة مريرة ، فهي قد قررت أن لا تعود إليه مرة أخرى .
ولكن لمعة الفرح في عيني ريان بقدوم والده ، جعلتها تتريث قليلا عن قرراها .

فنظرت لوالدها ...فاومأ لها برأسه يطمئنها .
فهو يعلم أنها إنها تحبه ، رغم كل ما يفعله معها .
فقامت لتخرج له ، فقال والدها ...استني أنا جي معاكي في ضهرك ومش هسيبك أبداً .
وهشوف في عينيه لو صادق وهيحترمك ويتعدل حاله ،هوافق ترجعي .
لكن لو مش ناوي ، يبقا بيت ابوكي أولى بيكي يا نادين .

لمعت عيني نادين بالدموع ورددت ...ربنا يخليك ليا يا بابا .

ثم خرجا سويا ، فقطب خالد جبينه وحدث نفسه ...الراجل ده هو اللي مقويها عليه ، غير كده الست مفروض تستحمل جوزها مهما عمل ،طالما آخر اليوم بيرجع ليها .

على العموم أهو نراضيه بكلمتين عشان مسمعش منه كلمة تسد النفس وأنا مش فايقله .
فابتسم ابتسامة صفراء قائلا ...أهلا بحمايا العزيز .

والد نادين ...أهلا يا ابني ، اتفضل أقعد .

خالد ... كان بودي ، بس أنا مستعجل يا عمي معلش ، ثم أشار إلى نادين قائلا ...ممكن يا حبيبتي ، تغيري هدومك عشان نروح بيتنا .

نادين ...نروح !
على أساس إيه ؟
ولا برده هترجع ريمة لعادتها القديمة ، وأنت مجرد زوج على الورق بس ، لكن ملكش أي مكان في البيت ،ولا تعرف عني حاجة ولا عن ولادك حاجة .
وكل اللي تعرفه شغلك والستات الشمال اللي تعرفهم ، والسهر بوش الفجر .

خالد بإنفعال ....وبعدين في الكلمتين اللي ملهمش نهاية دول .
خلاص يا ستي ، هحاول أفرغ نفسي ليكم شوية .
بس يلا أدخلي لو سمحتي غيري هدومك ،أنا معنديش صبر .

أيقن والد نادين أن خالد كما هو ، لم ولن يتغير .
ولكنه ترك القرار لابنته ، حتى لا تعتقد أنه يريد أن يفرق بينهما .

رنا ...بابي حبيبي .

خالد ..حبيبة بابي أنتِ ، يلا البسي عشان هخدك الملاهي .
رنا بفرحة بجد !

خالد ..بجد يا قلب بابي.

رنا ...يلا يا ماما لبسيني بسرعة ، عشان أروح الملاهي .

ريان ...عشان خاطري يا ماما ألبسي نروح مع بابا .
وأنت يا بابا متزعلش ماما تاني .

خالد ...حاضر يا ريو .
يلا يا نادين ارجوكِ، ونبقا نكلم في بيتنا اللي أنتِ عايزاه .
فلم تجد نادين مفرا سوى الاستجابة لطلبه ، من أجل ابنائها ، فهم ليس لهما ذنب فيما يحدث بينهم .
فاستأذنت والدها ، فأذن لها على مضض، ولكنه وجه توجيه حاد إلى خالد قائلا...بقولك يا دكتور .
بنتي لو جتلي تاني زعلانة ، مش هرجعهالك تاني .
أنت فاهم ؟
وياريت تحس بقيمة الجوهرة اللي بين إيديك قبل ما تضيع منك .

فحرك رأسه خالد بنفور مرددا ...إن شاء الله .
وبالفعل عادت معه إلى المنزل بعد أن وفى بوعده لأطفاله وذهبوا إلى الملاهي .
........
عادت حنين إلى المنزل بعد يوم شاق في العمل ، ولكنها لم تشعر بالراحة وغلبها القلق بسبب معاملة طلعت لها .

حنين ...ربنا يستر ، أنا مصدقت شغل في مستشفى كويسة كده .
أنا مش عارفة إيه بيحصل ، كل مستشفى ألاقي فيها عفريت كده .
ربنا يهديه ويبعده عن سمايا.
ثم نظرت إلى هاتفها ، فلم تجد أي اتصال من حكيم .

حنين ...يا ترى متصلش ليه ؟
هو قال هيطمن عليا بالليل ،ولغاية دلوقتي متصلش .
وخايفة أنا أتصل تكون خالتي جمبه وتسمعه كلمتين ملهمش لزمة .
فالأفضل أستنى لما يتصل هو .

ثم ولجت إلى والدتها التي كانت في غرفة والدها ، تعطي له الدواء .

حنين بابتسامة عذبة...السلام عليكم يا أهل الدار .

والدتها...أهلا بقمر الزمان ، حنون .
حمدالله على السلامة يا ضنايا .
يارب تكون المستشفى الجديدة كويسة وارتحتي فيها .

حنين بإصطناع ...الحمد لله ،دعواتك بس أنتِ يا ست الكل .

والدة حنين ...ربنا يجعلك في كل خطوة سلامة يا بت بطني .

حنين ...آمين يارب .
ثم حدثت والدها قائلة. ..وأنت عامل إيه يا بطل ؟

والد حنين ...الحمد لله يا بنتي، كل أمر ربنا خير .
المهم ربنا يطمني عليكي أنتِ وأختك.

حنين ...يارب يا سيد الناس أنت يا سكر .
فضحك والدها قائلا ...أنتِ اللي سكر يا قلب أبوكي .

حنين ...أمال فين البت حلا ،مش سمعلها حس يعني ؟
هي نامت وريحتني من النقير معاها ولا إيه .

والدة حنين ...ربنا يهديكوا على بعض .
بس والله قلبي متغوغش عليها يا حنين .
أول مرة تتأخر كده .
وكل شوية أبص في الساعة ، وحاولت أتصل بيها ، بيرن ومش بترد .
حنين دخل قلبها الفزع والقلق فقالت ...ازاي ده ؟
لما أتصل بيها كده أشوف .
وربنا يسترها إن شاء الله وترجع بالسلامة.
.....
فقامت حنين بالاتصال بها .
فسمع الحاج غنيم رنة هاتفها ، فقال ...أعمل إيه دلوقتي ؟
ده أكيد أهلها بيسألوا عليها ، اطأرد ولا مردش ؟
ولو رديت هقولهم إيه بس؟
ولو مردتش هيقلقوا عليها .
أستر يارب ...
.....
فما سيفعل غنيم !
وما سيقول لهم ؟
وما رد فعلهم عندما يعلموا بالأمر ؟
سنعلم في الحلقة المقبلة بإذن الله تعالى.
.......
شيماء سعيد ، أم فاطمة ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي