الفصل الثاني عشر
الفصل الثانى عشر
.....................
الخوف وهم نصنعه بأنفسنا ويكبر ويزداد بضعفنا وتخاذلنا فى حق أنفسنا ........
والقسوة أحيانا تكون قناع نٌخفى ورائه ضعف .......
والخيانة سهم حد مسموم لارحمة فيه يقتل ......يهلك كل خيط .....كل ذرة حب إخلاص ذكرى عشنا عليها
..................
فى خلال نصف الساعة كان منزل أحمد القاضي مكتظ برجال الشرطة والعساكر بعد بلاغ مروان باقتحام البيت وامساك أحد المقتحمين انزوت رقية بياسمين وچودى فى أحد الأركان تراقب الضابط وهو يتحدث بعنف وحدة مع الرجل الذى أطلقت عليه همس الرصاصة
كنت جاى هنا ليه ياض
كتم الرجل ألم ذراعه وهو مصر على كلمة واحدة........ظروفى وحشة ياباشا والحال ضيق ملقتش أودامى غير السرقة ......أول وآخر مرة ياباشا
رغم الألم صفعه الضابط صارخا:أنت هتضحك على مين عليا أنا .........بس أنت هتقر بس مش هنا فى القسم ياأخويا على رواقة أنا وأنت والمخبرين .........وابقى ورينى كنت جاى تسرق ازاى
أكمل صرخته على عساكره:خدوا الواد على القسم بس عاوزه يتروق
تركهم يقومون بعملهم والتف نحو جاسم :غريبة ياأستاذ جاسم المنطقة هنا كويسة ونادر أوى لو يحصل فيها سرقة
ابتسم جاسم نافيا:ياحضرة الظابط دى مش سرقة
ضم الرجل عينيه بتساؤل :قصدك إيه ...... ولو مش سرقة أومال تبقى إيه
- تقدر تقول خلافات شغل والواد ده والعيال اللى هربت مش جايين للسرقة دول جايين للانتقام
معنى كلامك أنك بتشك في حد معين
أكد جاسم قائلا:أيوه .......سارى الرويدى
اتسعت عينا الرجل بقلق :تقصد سارى الرويدى رجل الأعمال
- أيوه هو
تنحنح الضابط مرتبكا:أيوه .....بس ده راجل وزنه تقيل ومش معقول يعمل حاجة زى دى
ثم استطرد قائلا :مش يمكن تكون غلطان
نفى جاسم بحدة:أنا مش غلطان ياحضرة الظابط......ولو أنت خايف منه أنا مبخفش ولو مش قادر تستدعيه للقسم أنا أقدر أوصل للى أكبر منك وأظن أنت عارف جاسم القاضي يبقى مين
- لا عارف كويس ياأستاذ جاسم حضرتك تبقى ووالدك كمان يبقى مين ........زى برضه ماحضرتك عارف مين هو سارى الرويدى وعارف سلطته وعلاقاته
تنهد باستسلام :عاوز تقدم البلاغ تتفضل الضهر باذن الله وتقدم البلاغ بس بعد إذنك عاوز أخد شهادة الموجودين فى البيت
شرد جاسم قليلا قلقا من تعرض همس للتحقيق .......هى من رأتهم في البداية وهى من أطلقت الرصاص على الرجل .........ولكنها لاتملك أي إثبات للشخصية وأن طلبوها للتحقيق حتما ستحتاجها والضابط لن يتفهم حالتها
أستاذ جاسم
التف للضابط مبتسما بتوتر:أنا قلت لحضرتك كل اللى حصل لازمتها إيه أهل البيت يدخلوا في تحقيق وأقسام
- أستاذ جاسم أنت عارف ده القانون والتحقيق لازم يتم مع اللى شاف الحرامية دول .........هو مين اللى شافهم في البداية
التف جاسم لأبيه الذى ظل يستمع لحواره مع الضابط دون تدخل ولكن نظرة عينه أشعرته أنه يحتاج لمشاورته فتقدم نحو الضابط بهدوء:ممكن أتكلم معاك شوية ياحضرة الظابط
- تحت أمر حضرتك ياأستاذ أحمد
انزوى أحمد بالضابط يشرح له ماحدث ويخبره عن همس وعن حالتها الصحية فتفهم الضابط ماحدث ولهذا طلب محادثتها وحدها دون تحقيق رسمى
ابتعد أحمد عنه متجها نحو جاسم :جاسم هات همس الظابط عاوز يتكلم معاها
قطب جاسم حاجبيه متأففا:عاوزها ليه مش حضرتك قلتله على كل حاجة
اتسعت عينا أحمد بدهشة من رد فعل جاسم :جاسم في إيه الراجل كتر خيره فهم الحكاية وعاوز يكلمها عشان يعرف ايه اللى حصل مالك متعصب ليه
تنهد جاسم باستسلام :لا أبدا يابابا مش متعصب ولا حاجة بس منمتش كويس ........عن اذنك هروح أجيبها
................
طرقة خفيفة على باب غرفتها فزعت وارتعش جسدها الذى تضمه فريدة ربتت على شعرها بهدوء مطمئنة:همس إهدى مفيش حاجة متخافيش
أدخل
أذنت فريدة لجاسم فدخل وعيناه تبحث عنها وجدها كما هي منذ تركها اقترب منهما رفعت همس عيناها نحوه فجثى على ركبته أمامها:همس ........ أنتى كويسة
ارتعشت شفتاها وابتعدت عن فريدة قائلة:أنا خايفة ياجاسم .......خايف الراجل يموت ومش عارفة أنا عملت كده إزاى
أخفض عيناه بعيدا عنها ثم عاد ناظرا لفريدة:فريدة ممكن تستنينى شوية في الجنينة
نقلت فريدة عيناها بينهم ولم يكن أمامها غير الخروج لتعطى له المساحة الكافية ليتحدث إليها وحدهما
ماأن خرجت حتى قام ليجلس بجوارها صامتا للحظات ولكن الوقت لم يكن سانحا أمامه ليضيعه أكثر فالتف نحوها قائلا:همس اللى حصل أنا عارف مش سهل عليكى ولا على أى حد بس دول شوية حرامية كانوا عاوزين يأذونا واللى أنتى عملتيه رد فعل طبيعى
- أيوه .......بس أنا أزاى قدرت أمسك المسدس وأضربه فى دراعه وأنا قاصدة فعلا ........أنا متلخبطة أوى
- أكيد طبعا متلخبطة بس كل اللى عاوزه منك دلوقتى أوعى تقولى أنك ضربتى عليه الرصاص ...... كده مش هنخلص أنا فهمت الظابط أن أنا اللى ضربته
همهمت بقلق:لا ياجاسم أنت ذنبك إيه
ابتسم بهدوء:همس اللى حصل منك ده حالة دفاع عن النفس يعنى مفيش عليكى حاجة بس أنا مش عاوزك تدخلى في سين وجيم يبقى تعملى اللى قلتلك عليه ممكن
أؤمات برأسها باستسلام:ممكن
........................
غبى
ذم وسب ورائه صفعة قاسية من كف سارى الرويدى على وجه ابن أخته محمود كرر سبه ولعنه على رأسه وهو يدور فى غرفة مكتبه غاضبا
أنتى غبى ........عمرك غبى أنت أزاى تعمل كده تبعت بلطجية بيت جاسم القاضى عشان إحنا أول حد يلبسها
أحنى محمود رأسه بخنوع وضعف :ياخالى ماهو اللى بدأ رافض التنازل ورافض الفلوس ومقوى البت عليا كان ممكن تتنازل وترضى بقرشين وخلاص بس الأستاذ بقى مكبرها في دماغها أنها لازم يتكتب عليها رسمى عشان سمعتها ........كنت عاوزنى أعمل إيه قلت قرصة ودن صغيرة
التف له بغضب:قرصة ودن إيه ياغبى أنا أكون عنده إمبارح واتخانق معاه بسببك وأهدده تيجى أنت بمنتهى البساطة تعمل عملتك السودة
رفع محمود رأسه بغرور:عشان يعرف بس هو بيتعامل مع مين
ابتسم سارى بتهكم:مع مين يعنى واد صايع وملوش لاشغلة ولا مشغلة عايش على فلوس أبوه وخلاص .........وأنت متعرفش جاسم القاضي ممكن يعمل إيه ...........أنت بدأت حرب مش وقتها خالص وأنا بجهز حملتى وأعلانات القرية الجديدة بكره كل الناس تعرف باللى حصل وكل ده هيأثر على اسمى وسمعتى في السوق مش بقولك غبى
- طيب الحل إيه دلوقتى ؟
- هو أنت تعمل المصيبة وتقول الحل فين.........الحل أنك تقعد ساكت ومتتدخلش ولا تتصرف أى تصرف ملوش لازمة مفهموم
- مفهوم بس الراجل اللى اتعور ده
ده سيبه لحد مانشوف هيتعمل معاه إيه وبعدين أتصرف
....................
فرصة جيدة الضحية وحيدة حزينة وهذا أفضل وقت
وهو محترف يدرس ضحيته جيدا يعرف مراكز قوتها وضعفها يخطط لكل شيء وينفذ بسرعة وقدرة عالية على الإقناع ......قدرة سباقة على التحكم بضحيته حتى تنفذ وتلبى رغباته
وهى ......هى وسيلة ليصل بها لهمس شقيقته الوحيدة شديدة الشبه بها ولكنها صغيرة السن ساذجة يسهل السيطرة عليها وان كانت همس غائبة لين تحل محلها
اقترب بهدوء يمشى بثقة متجها نحوها وهى وحيدة صامتة أنهت محاضراتها لليوم وتجلس بعيدة عن رفقتها كعادتها الفترة الأخيرة
مساء الخير
التفت بغتة لمحدثها شاب وسيم منمق عطره دغدغ حواسها تأملته للحظة قبل أن تسأله :مساء النور .......أى خدمة
أشار لجوارها بأدب :ممكن أقعد معاكى شوية
- حضرتك تعرفنى ؟
- الصراحة أيوه من فترة صغيرة عرفتك ولفتى نظرى خصوصا بعد موضوع أختك .........أنا ليا صديق هنا وكنت بجى أقابله ولمحتك أكتر من مرة بس كنتى ديما بتضحك وتهزرى بس أكيد طبعا بعد حكاية أختك كل شيء اختلف
كتمت دموعها جيدا ولكن ارتجاف قلبها ظهر فيصوتها :أنت مين وعاوز إيه ؟
جلس بجوارها ومازالت ابتسامته على محياه ابتسامة يجيدها جيدا :آنسة لين أنا بصراحة معجب بيكى أوى من زمان ومن يوم ماشفتك وأنا بتمنى أنك .......أنك توافقى أننا نتكلم ونتعرف على بعض
ضحكت بسخرية أغاظته ولكنه ظل متمسكا التفت له ومازالت ضحكتها تتعالى ولكنها :أنت جاى تشتغلنى ولا إيه .......أنت مين بالظبط وعاوز إيه
لين في إيه ؟
التفت لصوت تعرفه جيدا بقلق لتجد أحمد ابن عمها يقف خلفها متحفزا ينظر للشاب الذى بصحبتها بغضب مكتوم قامت من مكانها متجهة نحوه :أهلا ياأحمد ازيك
صاح فيها بغضب :لا أهلا ولاغيره ......مين الأستاذ وعاوز منك إيه ؟
- معرفوش والله هو اللى جه وقعد جنبى
ابتعد أحمد عنها متجها نحو الشاب بعصبية وشرارة غضب تتطاير نحوه:في إيه مالك ومالها
قام الشاب من مكانها ومازال محتفظ ببروده يمد يده نحو أحمد :رائف منير رجل أعمال
تجاهل أحمد كفه الممدودة بالتحية قائلابغضب:ميخصنيش ........نعم حضرتك عاوز منها إيه ؟
نظر لها رائف ثم عاد والتف لأحمد:أنا طالب الحلال ياأستاذ أحمد وحبيت أتكلم معاها قبل ماأجى البيت واتقدم
صرخ به أحمد وهو يمسك بياقة قميصه:تتقدم لمين لأخويا تتقدم لواحدة مخطوبة ماتلم نفسك
نظر لها رائف مرة أخرى ثم عاد لأحمد :بس معلوماتى أنها مش مخطوبة
أكمل أحمد بعصبية:معلوماتك غلط ياأستاذ واتفضل من هنا يلا ولا عرفت أنك اتعرضلتها ولا شفتها في أي مكان مش عاوز أقولك هيحصلك إيه
عدل رائف من هندامه مبتسما بسماجة :تمام ياأستاذ أحمد وآسف على أى إزعاج .........عن إذنكم
تركهم وغادر فالتف أحمد للين التي تقف متحفزة :أنت بتقول إيه مين قال أنى مخطوبة
- أنا اللى قلت يالين عندك مانع وأظن أنا اتقدمتلك قبل كده وكلمت عمى بس موضوع همس أجل أي كلام
- صاحت به غاضبة:وأنا موافقتش ياأحمد ومش هوافق فبلاش تتعشم عشان متتعبش ياابن عمى
كتم غيظه وغضبه منها قائلا:مش وقت كلام لما نطمن على همس وقتها نبقى نتكلم .........ودلوقتى تتفضلى أودامى سيف عنده شغل ومش هيقدر يجى يوصلك لو عرفت أنك قابلتى حد ولا كلمتى راجل غريب مش عاوز أقولك أنا هعمل فيكى إيه
صرخت بوجهه غاضبة:ملكش دعوة بيا ممكن أنت مش واصى عليا
تحلى بالصبر وهو يقترب منها أكثر:بس بحبك ........واللى يحب يخاف على حبيبه من الهوا وأنا بخاف عليكى .........وبغير عليكى ومعنديش استعداد أشوف راجل غيرى عينه تيجى عليكى
صمتت وطال صمتها فأكمل بابتسامة:ممكن نروح بقى ولا وراكى حاجة
تنهدت باستسلام:لا مفيش ورايا حاجة
................
نص القرار فكرة والنصف الآخر تنفيذ الفكرة وهى قررت ونفذت اتجهت نحو مكتب جاسم بعدما أخذت قرارها بطلب المساعدة منه هو وحده قادر على مساعدتها حتى عاصم عندما حاولت أن تتحدث معه بالأمر استنكر ماتفكر فيه وابتعد عنها وهى منذ البداية لاترى غير جاسم مساعد لها
دخلت مكتبه اتجهت نحو غرفة حورية ولكن أدهشها وجود همس
همس
رفعت همس رأسها فاتسعت عيناها بفرحة وهى تقوم من كرسيها لتحتضنها ومريم تضمها باشتياق :مريم وحشتينى أوى .......كده أهون عليكى متسأليش عنى
ابتسمت باعتذار:حقك عليا ياهمس الفترة اللى فاتت مكنتش سهلة عليا أبدا سامحينى
ربتت على كفها بهدوء:أنا مش زعلانة منك أنا كنت عاوزة اطمن عليكى
- أنا كويسة الحمدلله
استطردت قائلة بعدما لفت نظرها جلوسها على مكتب وفاء:بس أنتى بتعملى إيه هنا ؟
ابتسمت بمرح وهى تشير لمكتبها:أنا بشتغل هنا مع جاسم
ابتسمت بإعجاب :معقول ياهمس شغل إيه أنتى محتاجة فلوس قوليلى
ضحكت همس قائلة:فلوس إيه يامريم .......أنا بشتغل عشان نفسى مش عشان فلوس وبس مش حابة أنى أفضل قاعدة كده مش بعمل حاجة دى حتى ملل
- عندك حق والله وكويس أنك هنا مع جاسم
- الحمدلله أنا مرتاحة هنا جدا ومع أستاذة حورية كمان طيبة أوى وبتحبنى وبتساعدنى ديما
- هي فعلا طيبة أوى وتستاهل كل خير
مين بيجيب في سيرتى
التفا سويا لحورية التي تقف خلفهم مبتسمة فاتجهت مريم نحوها :بالخير والله ياحورية
ابتسمت لهما قائلة:عارفة ياحبيبتى........ طمنينى عليكى أخبارك إيه
تنهدت بإرهاق:أنا الحمدلله كويسة ........بس عاوزة أقابل جاسم ممكن ولا مشغول
- ولو مشغول يفضى نفسه عشانك ياقمر أنت .......ثوانى هدخل أقوله
- اتفضلى
لحظات غابت فيها حورية عنهم ثم عادت تناديها لمقابلة جاسم
دخلت مريم بتردد ولكن ابتسامة جاسم وهو يرحب بها بثت في قلبها وروحها الهدوء: ازيك يامريم عاملة إيه
- الحمدلله ياجاسم أنا كويسة
- اتفضلى اقعدى واقفة ليه
اتجهت نحو كرسى أمامه فركت كفيها بتوتر فلاحظها هو فسألها:مالك يامريم أنتى كويسة
رفعت عيناها نحوه :جاسم أنا جاية طالبة مساعدتك ...........محدش هيقدر يساعدنى غيرك
- وأنا تحت أمرك أنتى عارفة معزتك عندى
...................
على قدر فرحتها برؤية مريم ولكن قلبها بدأت نيران غيرته تشتعل لما جاءت مريم اليوم؟
أتريد العودة إليه مرة أخرى ؟
هل تحن إليه وتشتاق أم أنها مجرد هلاوس؟
مريم وجاسم طريقهم مختلف ولن يتقابلا
لامت نفسها على التفكير في الأمر .......ليس من حقها هى لاتمتلك مكانة عنده وقلبها يخبرها أنها خاطئة هي تشعر به ........وقلبها يؤكد لها أنه يخبئ مشاعره نحوها صامت وقلبه يريدها
ولكن ........ماذا بعد ؟
سؤال إجابته تحددها الأيام المقبلة مهما طالت أوقصرت فالإجابة آتية
اشتمت رائحة عطر نسائى قوى نفاذ فرفعت رأسها لتجد كاميليا تدخل المكتب متعالية نظرت لها نظرة خاطفة ولكنها مشحونة بالغرور والتكبر اتجهت نحو حورية التي تجاهلتها كعادتها ورفضت دخولها لجاسم بعدما أكد عليها أن لايدخل عليه أحدا وخرجت كاميليا متذمرة حتى أن صوت حذائها ارتفع من عصبيتها وضحكت حورية فسألتها همس :في إيه مالها
- عاوزة تدخل لجاسم وهو نبه عليا محدش يدخل طول مامريم جوه
ويبدو أن هناك خطب مايحدث بالداخل لما يحيط جاسم زيارة مريم بتلك السرية
همس روحتى فين
التفت لحورية مبتسمة بشرود :معاكى هروح فين
- طيب جهزتى الملف اللى معاكى
- أيوه خلاص
- طيب جهزيه ودخليه لجاسم
- أنتى مش قلتى مش عاوز يدخله
ابتسمت حورية بمرح:يابت أى حد غيرى أنا وأنتى ثم أنتى صاحبة مريم .......يلا دخليه عشان يلحق يراجعه قبل جلسة بكره
أمسكت همس بالملف واتجهت نحو باب المكتب طرقت بهدوء فسمعت صوت جاسم يأذن بالدخول فتحت الباب بهدوء لتجده يقف مودعا مريم وانحنى على كفها مقبلا إياه
زادت ضربات قلبها وارتعشت شفتيها واتخنق صوتها بالعبرات :الملف اللى حضرتك طلبته
نظر لها جاسم بقلق بعدما لاحظ حركة وجهها وعيناه المختنقة بالدموع ابتعد عن مريم متجها نحوها
مدت يدها له بالملف وخرجت مسرعة
أمسك بالملف بغيظ وعض على شفتيه بحنق انتبه على صوت مريم مستغربة :في إيه ياجاسم مالها همس
التف إليها قائلا: لا أبدا يامريم مفيش حاجة ......اطمنى أنا هقلب الدنيا لحد لما أوصل لوالدك
ابتسمت بامتنان :مش عارفة أقولك إيه ياجاسم بجد أنت أحسن أخ في الدنيا
- ربنا يسعدك يامريم وأنا متاكد أنك هتتغيرى ومش هتستسلمى للوضع اللى أنتى فيه كده على طول
...................
خرجت مريم متجهة نحو همس التي
وقفت أمام النافذة شاردة اقتربت منها بهدوء فلمست كتفها ففزعت همس فهدئتها :إيه ياهمس مالك في إيه خرجتى زعلانة ليه حصل حاجة
ابتسمت بحزن:لا أبدا ياحبيبتى أنا كويسة والله
- حاسة أنك مضايقة من حاجة .......حد زعلك
- أبدا والله مفيش أنا تمام
- طيب هسيبك دلوقتى وهكلمك أحكيلك على كل اللى حصل بينى وبين جاسم
قطبت حاجبيها بتساؤل :تقصدى إيه ؟
نظرت لساعتها متعجلة:معلش ورايا مشوار دلوقتى هجيلك البيت ونتكلم كتير أوى
- ماشى يامريم وأنا هستناكى
تركتها مريم وذهبت وعادت هي لحزنها والغيرة التي تتلاعب بها رجعت لمكتبها لتجده يخرج متجها نحوها فقامت من مكانها محاولة التشبث بالهدوء
فين حورية ؟
- في المكتب التانى بتجيب أوراق
صمت قليلا وهو يناظر وجهها بقلق :طب تعالى المكتب عاوزك
تركها دون كلمة واحدة ولم تجد بدا من الذهاب خلفه دخلت المكتب وجدته خلفها يغلق الباب التفت نحوه بقلق فتفهم توترها فاقترب منها مطمئنا :همس مالك في إيه اطمنى
أؤمات برأسها قائلة:أنا مش خايفة
- زعلانة منى صح
ابتعدت عنه تخفى وجهها وعيناها التي
خشيت أن تفصح عن غيرتها
وأنا هزعل منك ليه ياجاسم
اقترب منها والتف ليقف أمامها أمسك بكفها واتجه نحو الأريكة الجلدية ليجلسا سويا ظلت على صمتها وعيناها بعيدة عنه فجذب ذقنها نحوها :مخبية إيه ياسندريلا
ابتسمت رغم غضبها منه :سندريلا أنت لسه مصمم أنى سندريلا
ابتسم بحب قائلا:وأجمل من سندريلا كمان
- أنت بتبالغ أوى ياجاسم
- أبدا ياهمس أنا مش ببالغ أنتى أجمل وأحلى بنت في عينيا
ابتعدت عنه فجذبها مرة أخرى فاندهشت منه:جاسم في إيه المكتب بره فاضى مفيش حد
- مش مهم خليكى معايا عاوز أتكلم معاكى........ لازم أتكلم معاكى
- أتكلم
- كلامنا هنا مش هينفع لازم نقعد لوحدنا ونتكلم قبل مااتجنن ياهمس
ضحكت قائلة:تتجنن ليه بقى
- مش عارف ياهمس بس حاسس أنى محتاج أتكلم معاكى لوحدنا بعيد عن البيت ........بعيد عن الدنيا بحالها ........أنا كنت تعبان أوى وراحتى بوجودك
ربتت على كفه الممسكة بكفها بهدوء :مالك ياجاسم في إيه ؟
انحنى على كفها يقبله بهدوء جعل جسدها يرتعش وابتعدت عنه سريعا ليلحق بها معتذرا:أنا آسف
فركت كفيها ببعضهما متوترة :ممكن أخرج ياجاسم
- مش قبل ماتقبلى اعتذارى
- خلاص ياجاسم حصل خير
وقف أمامها يمنعها من الخروج :يبقى تقبلى عزومتى على الغداء هخلص الأوراق اللى في إيدى ونخرج
- بس .....
قاطعها قائلا:مفيش بس ياهمس هنخرج ونتغدى سوا
ابتسمت موافقة:خلاص ماشى
رفع بيده خصلة من شعرها أخفت عيناها فابعدها مبتسما :ابعديها عن عنيكى عاوز أشوفهم ديما
اتسعت عيناها مندهشة ولكن صوت كاميليا ارجفها:يظهر أنى جيت في وقت مش مناسب .........إيه هو رفع الشعر بقى من شغل حضرة المدير ولا إيه
التفا إليها سويا بغضب فاتجه جاسم نحوها بحدة : خطيبتى وانا حر معاها اطلعى بره
*********
.....................
الخوف وهم نصنعه بأنفسنا ويكبر ويزداد بضعفنا وتخاذلنا فى حق أنفسنا ........
والقسوة أحيانا تكون قناع نٌخفى ورائه ضعف .......
والخيانة سهم حد مسموم لارحمة فيه يقتل ......يهلك كل خيط .....كل ذرة حب إخلاص ذكرى عشنا عليها
..................
فى خلال نصف الساعة كان منزل أحمد القاضي مكتظ برجال الشرطة والعساكر بعد بلاغ مروان باقتحام البيت وامساك أحد المقتحمين انزوت رقية بياسمين وچودى فى أحد الأركان تراقب الضابط وهو يتحدث بعنف وحدة مع الرجل الذى أطلقت عليه همس الرصاصة
كنت جاى هنا ليه ياض
كتم الرجل ألم ذراعه وهو مصر على كلمة واحدة........ظروفى وحشة ياباشا والحال ضيق ملقتش أودامى غير السرقة ......أول وآخر مرة ياباشا
رغم الألم صفعه الضابط صارخا:أنت هتضحك على مين عليا أنا .........بس أنت هتقر بس مش هنا فى القسم ياأخويا على رواقة أنا وأنت والمخبرين .........وابقى ورينى كنت جاى تسرق ازاى
أكمل صرخته على عساكره:خدوا الواد على القسم بس عاوزه يتروق
تركهم يقومون بعملهم والتف نحو جاسم :غريبة ياأستاذ جاسم المنطقة هنا كويسة ونادر أوى لو يحصل فيها سرقة
ابتسم جاسم نافيا:ياحضرة الظابط دى مش سرقة
ضم الرجل عينيه بتساؤل :قصدك إيه ...... ولو مش سرقة أومال تبقى إيه
- تقدر تقول خلافات شغل والواد ده والعيال اللى هربت مش جايين للسرقة دول جايين للانتقام
معنى كلامك أنك بتشك في حد معين
أكد جاسم قائلا:أيوه .......سارى الرويدى
اتسعت عينا الرجل بقلق :تقصد سارى الرويدى رجل الأعمال
- أيوه هو
تنحنح الضابط مرتبكا:أيوه .....بس ده راجل وزنه تقيل ومش معقول يعمل حاجة زى دى
ثم استطرد قائلا :مش يمكن تكون غلطان
نفى جاسم بحدة:أنا مش غلطان ياحضرة الظابط......ولو أنت خايف منه أنا مبخفش ولو مش قادر تستدعيه للقسم أنا أقدر أوصل للى أكبر منك وأظن أنت عارف جاسم القاضي يبقى مين
- لا عارف كويس ياأستاذ جاسم حضرتك تبقى ووالدك كمان يبقى مين ........زى برضه ماحضرتك عارف مين هو سارى الرويدى وعارف سلطته وعلاقاته
تنهد باستسلام :عاوز تقدم البلاغ تتفضل الضهر باذن الله وتقدم البلاغ بس بعد إذنك عاوز أخد شهادة الموجودين فى البيت
شرد جاسم قليلا قلقا من تعرض همس للتحقيق .......هى من رأتهم في البداية وهى من أطلقت الرصاص على الرجل .........ولكنها لاتملك أي إثبات للشخصية وأن طلبوها للتحقيق حتما ستحتاجها والضابط لن يتفهم حالتها
أستاذ جاسم
التف للضابط مبتسما بتوتر:أنا قلت لحضرتك كل اللى حصل لازمتها إيه أهل البيت يدخلوا في تحقيق وأقسام
- أستاذ جاسم أنت عارف ده القانون والتحقيق لازم يتم مع اللى شاف الحرامية دول .........هو مين اللى شافهم في البداية
التف جاسم لأبيه الذى ظل يستمع لحواره مع الضابط دون تدخل ولكن نظرة عينه أشعرته أنه يحتاج لمشاورته فتقدم نحو الضابط بهدوء:ممكن أتكلم معاك شوية ياحضرة الظابط
- تحت أمر حضرتك ياأستاذ أحمد
انزوى أحمد بالضابط يشرح له ماحدث ويخبره عن همس وعن حالتها الصحية فتفهم الضابط ماحدث ولهذا طلب محادثتها وحدها دون تحقيق رسمى
ابتعد أحمد عنه متجها نحو جاسم :جاسم هات همس الظابط عاوز يتكلم معاها
قطب جاسم حاجبيه متأففا:عاوزها ليه مش حضرتك قلتله على كل حاجة
اتسعت عينا أحمد بدهشة من رد فعل جاسم :جاسم في إيه الراجل كتر خيره فهم الحكاية وعاوز يكلمها عشان يعرف ايه اللى حصل مالك متعصب ليه
تنهد جاسم باستسلام :لا أبدا يابابا مش متعصب ولا حاجة بس منمتش كويس ........عن اذنك هروح أجيبها
................
طرقة خفيفة على باب غرفتها فزعت وارتعش جسدها الذى تضمه فريدة ربتت على شعرها بهدوء مطمئنة:همس إهدى مفيش حاجة متخافيش
أدخل
أذنت فريدة لجاسم فدخل وعيناه تبحث عنها وجدها كما هي منذ تركها اقترب منهما رفعت همس عيناها نحوه فجثى على ركبته أمامها:همس ........ أنتى كويسة
ارتعشت شفتاها وابتعدت عن فريدة قائلة:أنا خايفة ياجاسم .......خايف الراجل يموت ومش عارفة أنا عملت كده إزاى
أخفض عيناه بعيدا عنها ثم عاد ناظرا لفريدة:فريدة ممكن تستنينى شوية في الجنينة
نقلت فريدة عيناها بينهم ولم يكن أمامها غير الخروج لتعطى له المساحة الكافية ليتحدث إليها وحدهما
ماأن خرجت حتى قام ليجلس بجوارها صامتا للحظات ولكن الوقت لم يكن سانحا أمامه ليضيعه أكثر فالتف نحوها قائلا:همس اللى حصل أنا عارف مش سهل عليكى ولا على أى حد بس دول شوية حرامية كانوا عاوزين يأذونا واللى أنتى عملتيه رد فعل طبيعى
- أيوه .......بس أنا أزاى قدرت أمسك المسدس وأضربه فى دراعه وأنا قاصدة فعلا ........أنا متلخبطة أوى
- أكيد طبعا متلخبطة بس كل اللى عاوزه منك دلوقتى أوعى تقولى أنك ضربتى عليه الرصاص ...... كده مش هنخلص أنا فهمت الظابط أن أنا اللى ضربته
همهمت بقلق:لا ياجاسم أنت ذنبك إيه
ابتسم بهدوء:همس اللى حصل منك ده حالة دفاع عن النفس يعنى مفيش عليكى حاجة بس أنا مش عاوزك تدخلى في سين وجيم يبقى تعملى اللى قلتلك عليه ممكن
أؤمات برأسها باستسلام:ممكن
........................
غبى
ذم وسب ورائه صفعة قاسية من كف سارى الرويدى على وجه ابن أخته محمود كرر سبه ولعنه على رأسه وهو يدور فى غرفة مكتبه غاضبا
أنتى غبى ........عمرك غبى أنت أزاى تعمل كده تبعت بلطجية بيت جاسم القاضى عشان إحنا أول حد يلبسها
أحنى محمود رأسه بخنوع وضعف :ياخالى ماهو اللى بدأ رافض التنازل ورافض الفلوس ومقوى البت عليا كان ممكن تتنازل وترضى بقرشين وخلاص بس الأستاذ بقى مكبرها في دماغها أنها لازم يتكتب عليها رسمى عشان سمعتها ........كنت عاوزنى أعمل إيه قلت قرصة ودن صغيرة
التف له بغضب:قرصة ودن إيه ياغبى أنا أكون عنده إمبارح واتخانق معاه بسببك وأهدده تيجى أنت بمنتهى البساطة تعمل عملتك السودة
رفع محمود رأسه بغرور:عشان يعرف بس هو بيتعامل مع مين
ابتسم سارى بتهكم:مع مين يعنى واد صايع وملوش لاشغلة ولا مشغلة عايش على فلوس أبوه وخلاص .........وأنت متعرفش جاسم القاضي ممكن يعمل إيه ...........أنت بدأت حرب مش وقتها خالص وأنا بجهز حملتى وأعلانات القرية الجديدة بكره كل الناس تعرف باللى حصل وكل ده هيأثر على اسمى وسمعتى في السوق مش بقولك غبى
- طيب الحل إيه دلوقتى ؟
- هو أنت تعمل المصيبة وتقول الحل فين.........الحل أنك تقعد ساكت ومتتدخلش ولا تتصرف أى تصرف ملوش لازمة مفهموم
- مفهوم بس الراجل اللى اتعور ده
ده سيبه لحد مانشوف هيتعمل معاه إيه وبعدين أتصرف
....................
فرصة جيدة الضحية وحيدة حزينة وهذا أفضل وقت
وهو محترف يدرس ضحيته جيدا يعرف مراكز قوتها وضعفها يخطط لكل شيء وينفذ بسرعة وقدرة عالية على الإقناع ......قدرة سباقة على التحكم بضحيته حتى تنفذ وتلبى رغباته
وهى ......هى وسيلة ليصل بها لهمس شقيقته الوحيدة شديدة الشبه بها ولكنها صغيرة السن ساذجة يسهل السيطرة عليها وان كانت همس غائبة لين تحل محلها
اقترب بهدوء يمشى بثقة متجها نحوها وهى وحيدة صامتة أنهت محاضراتها لليوم وتجلس بعيدة عن رفقتها كعادتها الفترة الأخيرة
مساء الخير
التفت بغتة لمحدثها شاب وسيم منمق عطره دغدغ حواسها تأملته للحظة قبل أن تسأله :مساء النور .......أى خدمة
أشار لجوارها بأدب :ممكن أقعد معاكى شوية
- حضرتك تعرفنى ؟
- الصراحة أيوه من فترة صغيرة عرفتك ولفتى نظرى خصوصا بعد موضوع أختك .........أنا ليا صديق هنا وكنت بجى أقابله ولمحتك أكتر من مرة بس كنتى ديما بتضحك وتهزرى بس أكيد طبعا بعد حكاية أختك كل شيء اختلف
كتمت دموعها جيدا ولكن ارتجاف قلبها ظهر فيصوتها :أنت مين وعاوز إيه ؟
جلس بجوارها ومازالت ابتسامته على محياه ابتسامة يجيدها جيدا :آنسة لين أنا بصراحة معجب بيكى أوى من زمان ومن يوم ماشفتك وأنا بتمنى أنك .......أنك توافقى أننا نتكلم ونتعرف على بعض
ضحكت بسخرية أغاظته ولكنه ظل متمسكا التفت له ومازالت ضحكتها تتعالى ولكنها :أنت جاى تشتغلنى ولا إيه .......أنت مين بالظبط وعاوز إيه
لين في إيه ؟
التفت لصوت تعرفه جيدا بقلق لتجد أحمد ابن عمها يقف خلفها متحفزا ينظر للشاب الذى بصحبتها بغضب مكتوم قامت من مكانها متجهة نحوه :أهلا ياأحمد ازيك
صاح فيها بغضب :لا أهلا ولاغيره ......مين الأستاذ وعاوز منك إيه ؟
- معرفوش والله هو اللى جه وقعد جنبى
ابتعد أحمد عنها متجها نحو الشاب بعصبية وشرارة غضب تتطاير نحوه:في إيه مالك ومالها
قام الشاب من مكانها ومازال محتفظ ببروده يمد يده نحو أحمد :رائف منير رجل أعمال
تجاهل أحمد كفه الممدودة بالتحية قائلابغضب:ميخصنيش ........نعم حضرتك عاوز منها إيه ؟
نظر لها رائف ثم عاد والتف لأحمد:أنا طالب الحلال ياأستاذ أحمد وحبيت أتكلم معاها قبل ماأجى البيت واتقدم
صرخ به أحمد وهو يمسك بياقة قميصه:تتقدم لمين لأخويا تتقدم لواحدة مخطوبة ماتلم نفسك
نظر لها رائف مرة أخرى ثم عاد لأحمد :بس معلوماتى أنها مش مخطوبة
أكمل أحمد بعصبية:معلوماتك غلط ياأستاذ واتفضل من هنا يلا ولا عرفت أنك اتعرضلتها ولا شفتها في أي مكان مش عاوز أقولك هيحصلك إيه
عدل رائف من هندامه مبتسما بسماجة :تمام ياأستاذ أحمد وآسف على أى إزعاج .........عن إذنكم
تركهم وغادر فالتف أحمد للين التي تقف متحفزة :أنت بتقول إيه مين قال أنى مخطوبة
- أنا اللى قلت يالين عندك مانع وأظن أنا اتقدمتلك قبل كده وكلمت عمى بس موضوع همس أجل أي كلام
- صاحت به غاضبة:وأنا موافقتش ياأحمد ومش هوافق فبلاش تتعشم عشان متتعبش ياابن عمى
كتم غيظه وغضبه منها قائلا:مش وقت كلام لما نطمن على همس وقتها نبقى نتكلم .........ودلوقتى تتفضلى أودامى سيف عنده شغل ومش هيقدر يجى يوصلك لو عرفت أنك قابلتى حد ولا كلمتى راجل غريب مش عاوز أقولك أنا هعمل فيكى إيه
صرخت بوجهه غاضبة:ملكش دعوة بيا ممكن أنت مش واصى عليا
تحلى بالصبر وهو يقترب منها أكثر:بس بحبك ........واللى يحب يخاف على حبيبه من الهوا وأنا بخاف عليكى .........وبغير عليكى ومعنديش استعداد أشوف راجل غيرى عينه تيجى عليكى
صمتت وطال صمتها فأكمل بابتسامة:ممكن نروح بقى ولا وراكى حاجة
تنهدت باستسلام:لا مفيش ورايا حاجة
................
نص القرار فكرة والنصف الآخر تنفيذ الفكرة وهى قررت ونفذت اتجهت نحو مكتب جاسم بعدما أخذت قرارها بطلب المساعدة منه هو وحده قادر على مساعدتها حتى عاصم عندما حاولت أن تتحدث معه بالأمر استنكر ماتفكر فيه وابتعد عنها وهى منذ البداية لاترى غير جاسم مساعد لها
دخلت مكتبه اتجهت نحو غرفة حورية ولكن أدهشها وجود همس
همس
رفعت همس رأسها فاتسعت عيناها بفرحة وهى تقوم من كرسيها لتحتضنها ومريم تضمها باشتياق :مريم وحشتينى أوى .......كده أهون عليكى متسأليش عنى
ابتسمت باعتذار:حقك عليا ياهمس الفترة اللى فاتت مكنتش سهلة عليا أبدا سامحينى
ربتت على كفها بهدوء:أنا مش زعلانة منك أنا كنت عاوزة اطمن عليكى
- أنا كويسة الحمدلله
استطردت قائلة بعدما لفت نظرها جلوسها على مكتب وفاء:بس أنتى بتعملى إيه هنا ؟
ابتسمت بمرح وهى تشير لمكتبها:أنا بشتغل هنا مع جاسم
ابتسمت بإعجاب :معقول ياهمس شغل إيه أنتى محتاجة فلوس قوليلى
ضحكت همس قائلة:فلوس إيه يامريم .......أنا بشتغل عشان نفسى مش عشان فلوس وبس مش حابة أنى أفضل قاعدة كده مش بعمل حاجة دى حتى ملل
- عندك حق والله وكويس أنك هنا مع جاسم
- الحمدلله أنا مرتاحة هنا جدا ومع أستاذة حورية كمان طيبة أوى وبتحبنى وبتساعدنى ديما
- هي فعلا طيبة أوى وتستاهل كل خير
مين بيجيب في سيرتى
التفا سويا لحورية التي تقف خلفهم مبتسمة فاتجهت مريم نحوها :بالخير والله ياحورية
ابتسمت لهما قائلة:عارفة ياحبيبتى........ طمنينى عليكى أخبارك إيه
تنهدت بإرهاق:أنا الحمدلله كويسة ........بس عاوزة أقابل جاسم ممكن ولا مشغول
- ولو مشغول يفضى نفسه عشانك ياقمر أنت .......ثوانى هدخل أقوله
- اتفضلى
لحظات غابت فيها حورية عنهم ثم عادت تناديها لمقابلة جاسم
دخلت مريم بتردد ولكن ابتسامة جاسم وهو يرحب بها بثت في قلبها وروحها الهدوء: ازيك يامريم عاملة إيه
- الحمدلله ياجاسم أنا كويسة
- اتفضلى اقعدى واقفة ليه
اتجهت نحو كرسى أمامه فركت كفيها بتوتر فلاحظها هو فسألها:مالك يامريم أنتى كويسة
رفعت عيناها نحوه :جاسم أنا جاية طالبة مساعدتك ...........محدش هيقدر يساعدنى غيرك
- وأنا تحت أمرك أنتى عارفة معزتك عندى
...................
على قدر فرحتها برؤية مريم ولكن قلبها بدأت نيران غيرته تشتعل لما جاءت مريم اليوم؟
أتريد العودة إليه مرة أخرى ؟
هل تحن إليه وتشتاق أم أنها مجرد هلاوس؟
مريم وجاسم طريقهم مختلف ولن يتقابلا
لامت نفسها على التفكير في الأمر .......ليس من حقها هى لاتمتلك مكانة عنده وقلبها يخبرها أنها خاطئة هي تشعر به ........وقلبها يؤكد لها أنه يخبئ مشاعره نحوها صامت وقلبه يريدها
ولكن ........ماذا بعد ؟
سؤال إجابته تحددها الأيام المقبلة مهما طالت أوقصرت فالإجابة آتية
اشتمت رائحة عطر نسائى قوى نفاذ فرفعت رأسها لتجد كاميليا تدخل المكتب متعالية نظرت لها نظرة خاطفة ولكنها مشحونة بالغرور والتكبر اتجهت نحو حورية التي تجاهلتها كعادتها ورفضت دخولها لجاسم بعدما أكد عليها أن لايدخل عليه أحدا وخرجت كاميليا متذمرة حتى أن صوت حذائها ارتفع من عصبيتها وضحكت حورية فسألتها همس :في إيه مالها
- عاوزة تدخل لجاسم وهو نبه عليا محدش يدخل طول مامريم جوه
ويبدو أن هناك خطب مايحدث بالداخل لما يحيط جاسم زيارة مريم بتلك السرية
همس روحتى فين
التفت لحورية مبتسمة بشرود :معاكى هروح فين
- طيب جهزتى الملف اللى معاكى
- أيوه خلاص
- طيب جهزيه ودخليه لجاسم
- أنتى مش قلتى مش عاوز يدخله
ابتسمت حورية بمرح:يابت أى حد غيرى أنا وأنتى ثم أنتى صاحبة مريم .......يلا دخليه عشان يلحق يراجعه قبل جلسة بكره
أمسكت همس بالملف واتجهت نحو باب المكتب طرقت بهدوء فسمعت صوت جاسم يأذن بالدخول فتحت الباب بهدوء لتجده يقف مودعا مريم وانحنى على كفها مقبلا إياه
زادت ضربات قلبها وارتعشت شفتيها واتخنق صوتها بالعبرات :الملف اللى حضرتك طلبته
نظر لها جاسم بقلق بعدما لاحظ حركة وجهها وعيناه المختنقة بالدموع ابتعد عن مريم متجها نحوها
مدت يدها له بالملف وخرجت مسرعة
أمسك بالملف بغيظ وعض على شفتيه بحنق انتبه على صوت مريم مستغربة :في إيه ياجاسم مالها همس
التف إليها قائلا: لا أبدا يامريم مفيش حاجة ......اطمنى أنا هقلب الدنيا لحد لما أوصل لوالدك
ابتسمت بامتنان :مش عارفة أقولك إيه ياجاسم بجد أنت أحسن أخ في الدنيا
- ربنا يسعدك يامريم وأنا متاكد أنك هتتغيرى ومش هتستسلمى للوضع اللى أنتى فيه كده على طول
...................
خرجت مريم متجهة نحو همس التي
وقفت أمام النافذة شاردة اقتربت منها بهدوء فلمست كتفها ففزعت همس فهدئتها :إيه ياهمس مالك في إيه خرجتى زعلانة ليه حصل حاجة
ابتسمت بحزن:لا أبدا ياحبيبتى أنا كويسة والله
- حاسة أنك مضايقة من حاجة .......حد زعلك
- أبدا والله مفيش أنا تمام
- طيب هسيبك دلوقتى وهكلمك أحكيلك على كل اللى حصل بينى وبين جاسم
قطبت حاجبيها بتساؤل :تقصدى إيه ؟
نظرت لساعتها متعجلة:معلش ورايا مشوار دلوقتى هجيلك البيت ونتكلم كتير أوى
- ماشى يامريم وأنا هستناكى
تركتها مريم وذهبت وعادت هي لحزنها والغيرة التي تتلاعب بها رجعت لمكتبها لتجده يخرج متجها نحوها فقامت من مكانها محاولة التشبث بالهدوء
فين حورية ؟
- في المكتب التانى بتجيب أوراق
صمت قليلا وهو يناظر وجهها بقلق :طب تعالى المكتب عاوزك
تركها دون كلمة واحدة ولم تجد بدا من الذهاب خلفه دخلت المكتب وجدته خلفها يغلق الباب التفت نحوه بقلق فتفهم توترها فاقترب منها مطمئنا :همس مالك في إيه اطمنى
أؤمات برأسها قائلة:أنا مش خايفة
- زعلانة منى صح
ابتعدت عنه تخفى وجهها وعيناها التي
خشيت أن تفصح عن غيرتها
وأنا هزعل منك ليه ياجاسم
اقترب منها والتف ليقف أمامها أمسك بكفها واتجه نحو الأريكة الجلدية ليجلسا سويا ظلت على صمتها وعيناها بعيدة عنه فجذب ذقنها نحوها :مخبية إيه ياسندريلا
ابتسمت رغم غضبها منه :سندريلا أنت لسه مصمم أنى سندريلا
ابتسم بحب قائلا:وأجمل من سندريلا كمان
- أنت بتبالغ أوى ياجاسم
- أبدا ياهمس أنا مش ببالغ أنتى أجمل وأحلى بنت في عينيا
ابتعدت عنه فجذبها مرة أخرى فاندهشت منه:جاسم في إيه المكتب بره فاضى مفيش حد
- مش مهم خليكى معايا عاوز أتكلم معاكى........ لازم أتكلم معاكى
- أتكلم
- كلامنا هنا مش هينفع لازم نقعد لوحدنا ونتكلم قبل مااتجنن ياهمس
ضحكت قائلة:تتجنن ليه بقى
- مش عارف ياهمس بس حاسس أنى محتاج أتكلم معاكى لوحدنا بعيد عن البيت ........بعيد عن الدنيا بحالها ........أنا كنت تعبان أوى وراحتى بوجودك
ربتت على كفه الممسكة بكفها بهدوء :مالك ياجاسم في إيه ؟
انحنى على كفها يقبله بهدوء جعل جسدها يرتعش وابتعدت عنه سريعا ليلحق بها معتذرا:أنا آسف
فركت كفيها ببعضهما متوترة :ممكن أخرج ياجاسم
- مش قبل ماتقبلى اعتذارى
- خلاص ياجاسم حصل خير
وقف أمامها يمنعها من الخروج :يبقى تقبلى عزومتى على الغداء هخلص الأوراق اللى في إيدى ونخرج
- بس .....
قاطعها قائلا:مفيش بس ياهمس هنخرج ونتغدى سوا
ابتسمت موافقة:خلاص ماشى
رفع بيده خصلة من شعرها أخفت عيناها فابعدها مبتسما :ابعديها عن عنيكى عاوز أشوفهم ديما
اتسعت عيناها مندهشة ولكن صوت كاميليا ارجفها:يظهر أنى جيت في وقت مش مناسب .........إيه هو رفع الشعر بقى من شغل حضرة المدير ولا إيه
التفا إليها سويا بغضب فاتجه جاسم نحوها بحدة : خطيبتى وانا حر معاها اطلعى بره
*********