الفصل الثالث عشر
بينما وقف كلا منهم قبالة الآخر ليتحدث قصي بمعالم وجه جامدة قائلا بتسائل لم يفقه الآخر مبتغاه ..
: مش غريبة نتقابل مرتين صدفة ..؟
مط علاء شفتيه بابتسامة صفراء مضيقا عينيه قائلا
: ده القدر ..الصدفة لما بتتكرر بتبقى قدر ..
لا يستسيغ كلماته ..او بالأحرى لا يستسيغه كليا ..علم من هويته الخاصة انه مهندس معماري لشركة صغيرة ..اي لا وجود للخطر من ناحيته ابدا .."لكنه لا يستسيغه"
ابتسم قصي بجمود ابتسامة قاسية قائلا عن قصد
: صدفة سعيدة يا بشمهندش ..ياريت ما تتكررش تاني ..
ثم تركه بنظرات صادمة مما قاله ذاهبا إلى خارج الفندق ..وسرال واحد يدور داخله ..كيف لفتاة بهذه الرقة والنقاء الطاغي ..ان تتعامل مع من بمثل وقاحته ..؟
~~~~~~~
بينما خارجا جلست بداخل السيارة غاضبة من تصرفه تجاهها يعاملها وكأنها طفلة كل ما عليها ان نطيع أوامره ..تفاجأت بطرق رقيق فوق زجاج السيارة والصغير تبتسم لها بسعادة ..استغلت انشغال والدها و"الشرير" لتتسلل إلى الخارج حيث امر هام للغاية ..فتحت الباب نازلة من السيارة تقبل الصغيرة ..
: ايه اللي خرجك لازم نفضل جمب بابا عشان مايتوهش تاني ..
: هقولك حاجة صغننة وهدخل ..
ابتسمت حياة تومأ لها إيجابا وكم احبتها ..ارتسمت معالم الحزن على ملامح الصغيرة قائلة
: ممكن تخلي مامتك تقول لمامتي انها وحشتني اوي ..وتخليها تيجي تلعب معايا زي الاول في الحلم ..بقالها ايام كتير مش شوفتها ..
اندثرت ابتسامتها تجذب الصغيرة في عناق عميق تدمع عينيها سريعا ..خرجت الصغيرة من احضانها تسألها برجاء
: هتقوليلها ..؟
اومأت لها تمسح دموعها المتساقطة
: حاضر ..هقولها ..
قبلتها قبلة رقيقة فوق وجنتها ثم شكرتها تكض ذاهبة إلى الداخل مرة أخرى ..استقامت حياة تنظر إليها بحزن ..قد اعادت لها تلك الصغيرة ذكرى لحظات سعيدة كانت تقضيها برفقة والدتها ..تفاجأت بها تأتي إليها مرة أخرى قائلة بجد واهتمام ..
: انا هعرف ازاي لما تقوليلها ؟..انا مش عارفة مكان بيتك عشان اجيلك ..ولا انتي تعرفي بيتنا ..
تصنعت حياة التفكير ثم وكأنها وجدت فكرة ما قائلة تخرج من السيارة ورقة صغيرة وقلم ..
: امممم ..بس ،لقيتها ..خدي رقمي خليه معاكي ووقت ما تحبي نكلميني هتلاقيني رديت عليكي على طول ..
قفزت الصغيرة تسفق بفرح تأخذ منها تلك الورقة ..القت بنفسها داخل احضانها بسعادة وكأنها تشكرها ..وفي تلك اللحظة خرج هو ينظر إليهما بضيق ..لاحظته حياة لتهمس للصغيرة بالدخول ومهاتفتها في وقت لاحق ..ثم ركبت السيارة بمعالم وجه جامدة تعبيرا عن غضبها منه ..ركب هو جوارها ينظر إليها نظرات غير مقروءه ..ثم حرك السيارة مغادرا دون كلمة واحدة ..ليعم الصمت بينهم حتى وصولهم ..نزلت من السيارة بغضب وهو لم يلحق بها ..بل حدق بهاتفه عندما رن يعلن عن استقبال رسالة ما من رقم مجهول ..نصها احكم قضبان العشق حولها ..نصها ..بمثابة دعوة لدخول الجحيم .. حكم عليها بالمنفى ..هناك حيث قلب الجبل .. حيث الظلام ...
( حياتك بين ايديا ) ...
______________________
خرج عوض ومن معه من المنزل ليزفر ولده بارتياح قائلا
: كل حاجة كانت هتضيع في ثانية ..شوفت فاطمة كيف بتدافع عنها ..تفتكر عرفت حاجة ..
ضيق عوض عينيه اللتي يحولها تشقق جاف آثر تقدم سنوات عمره قائلا بسخرية يلفها الحسرة و ذكرى وفاة ولده على يد سالم تجول بخاطره ..
: لا ..هي طول عمرها حقانيه ..ما افتكرش انها عرفت حاجة ..
ثم نظر إليه قائلا بغموض وقد شرد قليلا
: لو عرفت الحقيقة ماكناش خرجنا من عنديهم على رجلينا ..لو انكشف المستور هتقيد النار من تاني ..ولابد من كشفه ..لاجل ما اطفي ناري القايدة بحرقهم ..
قالها بحقد سوداوي ..زفر ولده بنفاذ صبر ..ليعودا ادراجهما بخف حنين ..لا يدرك ان تلك النيران سينال منها مايستحق ...
__________________
البعض منا وسيلة ..و الشيطان فكرة ..و الفكرة لا تموت ..مادامت الوسائل على قيد الحياة ...
مدداها على ذلك السرير الحديدي ..بعجز تام صكت اسنانها غيظا ..لايمكن ان ينتهي بها المطاف إلى هنا ..هناك بجعبتها الكثير ..تلك النهاية المخزية لا تليق بها ..تشعر بالعار ..بالقهر كون مجرد ممرضتين يحملانها من كل جانب كي تتمدد فقط ..عينيها متأهبة في اقتناص تام لأحدهم ..احدى الممرضات التي رأتها تسرق خلسة احد الأدوية باهظة الثمن ..ابتسمت بشيطانية ..تلك هي الوسيلة المناسبة لفكرتها ..والشيطان هنا يقترح النجاة على هيئة " تبديل الأدوار "
: عندي ليكي صفقة ما تتعوضش ..تبقى غبية لو ضيعتيها من ايدك ..
قالتها ناهد تلتمع حدقتيها بحماس داكن ..تقف امامها الممرضة تلوك علكة ما بفمها بشكل مقزز قائلة تنظر حولها بحزر
: صفقة ايه يااختي ده انتي مقبوض عليكي وتقريبا محكوم عليكي بالاعدام يعني مافيش منك منفعة ياحسرة ..
ابتسمت ابتسامة جانبية ..لن تنال المشنقة ..ذلك الحبل القاسي لا يناسبها ..يليق أكثر برقاب الساذجون ..يناسب حنان ..نسختها ..بهمس شيطاني ردت
: اسمعيني كويس ومش هتندمي ..مش هتحتاجي اكتر من ازازة ماية نار صغيرة ..هترشيها على واحدة في مكان معين ..انتي ..او تجيبي حد ينفذ ..براحتك ..المهم تكوني واثقة فيه ..وبعد التنفيذ هيبقى في ايدك 50 الف جنيه ، مبلغ مش قليل هيخليكي تبطلي سرقة الدوا لحسابك ..قولتي إيه ..؟
بزهول لا تسمع سوى تردد عدد المبلغ ، وعينين متسعتين ولعاب قذر يسيل بمجرد تخيل مبلغ كبير كهذا بالنسبة لها ..
: 50 الف جنيه ..؟
رمشت بأهدابها المكحلة بشكل مبالغ فيه تفكر قائلة ..
: مواقفة بس اخد الفلوس الاول ..
اتسعت ابتسامتها اكثر تومأ لها بالموافقة .. اقتربت منها الممرضة تسئلها..
: تبقى مين تعيسة الحظ اللي عايزة تشوهيها دي بقى ؟
اتسعت عينيها لآخرهما بزهول وصدمة عندما ردت ناهد قائلة بعيون مشتعلة ونبرة مستمتعة ..
: انا ..
: انتي مخك لسع ياست ولا ايه ..؟عايزة تشوهي نفسك ..؟
ردت ناهد قائلة
: هفهمك كل حاجة ..
ثم كشفت عن خلف رقبتها ليظهر الاختلاف الوحيد بينها وبين توأمها ..تلك الشامة اللتي تراها ما يفرق بينهم ..بينما الاختلاف بينهم مجرة ..اردفت تندثر ابتسامتها قائلة
: الاول عاوزاكي تخفيلي دي بنفس المادة ..
نظرات زهول من الممرضة القتها عليها بتعجب ..بينما اخذت تلبي اوامرها ..ففي النهاية ستحصل على ذلك مبلغ الكبير...
________________________
بعد مشادات كلامية شائكة بينه وبين اخيه ادت إلى خروجه من المنزل مندفعا بغضب .. بينما جلس هو وحده بمكتبه لوقت متأخر ..استقام بتعب يصعد إلى غرفته ..واثناء مروره توقفت قدما اما باب غرفتها ..يتنهد بغضب مما حدث منذ أيام ..ادرك الآن انه يريدها بكل جوارحه ومشاعره ..لم يكن يدرك مقدار عشقه لها وقد ادرك ..فالغيرة هي نار على علم ..هي احدى علامات الحرب ..والحب ..استمع إلى حركة بداخل غرفتها فعلم انها مستيقظة ..بدون إدراك طرق الباب ..لتفتحه بعد لحظات وتتفاجئ بوجوده ..وذلك النابض بيسارها اخذ يخفق بجنون ..خفقاته تلعن عشقا يدميه حد الموت ..
: خير ياسالم في حاجة ..؟
قالت كلماتها بجفاء كاذب ..ورد هو بكلمة واحدة ..نظر إلى عينيها مباشرة بكل احتياج ..اشتياق ..لوعة ..
: تتجوزيني ياقمر ..
اذدردت ريقها وقلبها الآن لا تعد لخفقاته نبضا ..اتسعت عينيها باتساع طفيف ..مشاعر مضطربة ..متفاجئة ..خمنت انه فاقد لوعيه او ما شابة .. بارتباك اجابت متلعثمة ..
: سالم ..ااا ..انت تعبان ..فيك حاجة ..؟
اومأ ببطء تخترق نظرات عشقة عينيها ..يرد بجد من اعماق قلبه
: انا بحبك يا قمر ..
وضعت يديها على شفتيها تكتم شهقة قاتلة ..قلبها المحترق الآن ازدادت نيرانه اكثر ..غامت عيونها بقوة تنهمر منها العبرات متتالية ..لا تصدق ما تسمعه بإذنيها منه ..ما يطلبه لا يمكن حدوثه ..ولا حتى بأحلامها ..مسحت دموعها امام نظراته المتعجبة ينتظر ردا ..رفعت رأسها بشموخ تنفي بها ببطء قائلة ..
: لاء ..
المقصلة إحدى وجوه العشق ..وبعض القلوب تستحقها ..
انقلبت عينيه بنظرات شرسة..مظلمة ..يتحدث من خلال قلبه القابع ببراكين العشق الآن ..
: ليه ..؟ في حد تاني في حياتك ..
ضغطت على شفتيها بألم تغمض عينيها ثم تفتحه قائلة بحزن ونبرة باكية ..
: انا مفيش في حياتي غيرك ..طول عمري وانا بتمنى صوتي يرجع بس عشان اقولك اللي في قلبي ..قلبي اللي انت موته ألف مرة باللي عملته ..
نظر بزهول اليها يلهث بضعف ..لتردف
: صوتي رجع بس يوم فرحك ياسالم ..رجع وانا باخد الرصاصة مكانك هنا ..
أشارت إلى قلبها ..
: وانا بموت بين ايديك وماكنتش عايزة حاجة تاني اكتر من انك تكون آخر حاجة اشوفه ،اقفل عنيا عن الدنيا عليك ..زي ما فتحتها عليك وتحت جناحك ..
تلقى كلماتها على قلبه كالصواعق ..كالقذائف المتفجرة ،تتساقط دموعها بحرقة وبكاء حار ..اكملت بانفعال تشير إلى قلبها بعنف
: لحد ما فتحتها على كابوس اني لسه عايشة ..لسه ده هيتوجع تاني ..لسه هيتحمل نار قايدة ما بتطفيش كل ما هشوفك مع بنت عمي اللي انقذتني من الموت ..واللي خدتها غصب عشان الفلوس و الورث ..عرفت ليه لاء ..؟
وتحت المقصلة ..قبل الموت بلحظات ..يكتشف قلبه جميع الحقائق ..نظر إليها بزهول لم يكن يتخيل انها تعيش كل ذلك العذاب وهو غافل عنها ..صغيرته وساكنة قلبه ..تتألم كل ذلك الألم وهو غافل لا يدرك ..
اختطفها ..في عناق لا هوية له ..فاقد قلبه وقلبها جميع الهويات ولا يعترف بغير الحب هوية في تلك اللحظة ..اغمضت عينيها بألم تبكي فوق صدره تستمع لخفقات قلبه وكم تمنت ذلك كثيرا ..اخذت تهمس من بين دموعها وقد اكتفت باستماع أذنيها لنبضات عشقه ..
: ما عادش ينفع ..خلاص يا سالم ما عدش ينفع ..صعبتها قوي يا ابن عمي ..انا عمري ما هبقى ليك يا سالم ..
إلى هنا وتحولت طاقة العشق إلى الغضب ..اخرجها من احضانه يهزها بعنف متحدثا بانفعال ملتهب مدمج بملكيته لها ..
: انتي مش لحد غيري ياقمر ..انتي فاهمة ؟..ما فيش قوة هتمنعني عنك بعد انهاردة ..
: انا همنعك ..وابقى خدني غصب لو قدرت ..لكن بالرضى مش هيحصل ..
حدجها بنظرات بركانية وقبل ان يهم بالرد ..استمع إلى صراخ أحدهم مستغيثا يهرول إلى داخل المنزل ..
: ياسالم بييييه ..يا سالم بييييه ..الحقنا يا سالم بيه ..بيتنا اتخرب ..حريقة ..حريقه ..
نزل الدرج راكضا ليخر الرجل ارضا بمجرد ان رآه يولول باكيا ..
: الحقنا يا سالم بيه بيوتنا اتخربت ..المخازن اتحرقت باللي فيها ...
وازت كلماته دخول اسماعيل لينتفضا سويا يركضان نحو النيران ...
____________________________
اشرق الصبح بدون شروق ..نيران حارقة جعلت ظلام الليل نهار ..دخان متصاعد فوق اللهبة النيران بقتامة واقعية تناسب نفوس احدهم مبتسما بشماته.. شظايا هنا ورمادا هناك ..وكل شيء متفحم بلا استثناء ..بعض النساء تصيح مولولة والاخريات يلطمن وجوههن ..والآسى يملئ وجوه الرجال ..وبعضهم تدمع عينيه بحزن ..حيث قطعت ارزاقهم وعليه السداد ..وقفت قوات الاطفاء برفقة قوات الشرطة ..وهو واخيه من بينهم تتجسد الحسرة بنظراتهم ..والفاعل مجهول ...
~~~~~~~~~~
والمجهول يقف بسيارته في مكان نائي بعيدا عن الأنظار بانتظار احدهم .. من بين الغيطان الكثيفة ظهر رجل ملثما ينظر حوله بحذر ..لينزل المجهول مفتعل الحريق من سيارته لمقابلته ..وبمكان آخر أكثر رقيا قد يكون المجهو طبيبا ..وربما عاشقا ...
نزل حمزة من سيارته يتحدث إلى ذلك الملثم قائلا
: عملت ايه ..؟
: كله تمام يا باشا ..المخازن بالمحصول جم على الأرض ..
: متأكد ..
: بيته اتخرب يا باشا ..
ليست الشياطين فقط من تحرق ..العشّاق ايضا يفعلون ..فلينالوا شظية مما شعر به يوما ..اومأ إليه يخرج من سيارته حقيبة نقود متوسطة الحجم ..والرجل يفرك بين يديه بلهفة متحمسا ..يأخذ الحقيبة من بين يديها ليغرق مرة أخرى في بحر الغيظان الأخضر ..وينطلق ذو القلب المحترق بسيارته عائدا نحو كونه طبيب ..طبيب لا يزال عاشقا ...
__________________________
صباح معطر برائحة الموت ..
خطت خارجة من مكتب مدير المشفى بخيلاء حيث هي قدمت استقالة ابدية ،فلن تحتاج إلى ذلك العمل الشاق والمرهق الذي يدر عليها بقلائل النقود ..هي بصدد ثروة قدرها 50 الف جنيها ..اما عن القيمة ..الجوهر في تلك المهنة ..هي لا تعلم بوجود تلكا المصطلحين من الاساس ..اليوم ستستلم كل التعليمات الخاصة بالصفقة ..مكان المهمة ..اسم السيدة التي ستشوه الجزء المقصود منها ..والأهم طريقةةأخذ النقود ..اتجهت نحو غرفتها ذات الحراسة ..مرت خلال سيرها بعمال يتكبدون تعبا في اصلاح مصعد المشفى المتهالك .. لتنظر إليهم بسخرية ومهانه ولسان حالها يقول .(.لا تأتي الفرص للجميع ..كم هي محظوظة)
وفجأة انطلقت صافرات الانذار من جميع الاتجاهات.. ومضات نور تنطفأ وتشتعل والجميع بين صراخ وركض وهرولة
: حريقاااااه ..حريقاااااه
حريق هائل اثر ماس كهربائي ..والمشفى تحترق ...
كل ينجو بحياته ..وهي وحدها بغرفتها المغلقة ..تصرخ بأعلى صوتها ولا يلبي احد صراخها ..ابتسمت ..حيث الشيطان يملي عليها قوانينه ..يدفعها نحو مايليق بها ..اخذت تتحامل على قدم واحدة حتى وصلت إلى ذلك الكرسي المتحرك بنهاية الغرفة ..سريعا دفعته بيد واحدة حيث الأخرى مصابة ..وفرصة نحو الفرار ..نحو ما تستحق تماما ..فتحت باب الغرفة والحماس يملئ عينيها ..لا وجود للحراسة ..فروا بحياتهم ..خرجت تدفع بالكرسي ولا تسعفها يد واحدة بين ذلك الجمع الغفير الراكض ..جميعهم ينزلون الدرج ..ولا احد يستخدم المصعد ..والمصعد على بعد امتار في رواق خاص لا يوجد به أحد ..والباب مفتوح ..بجنون ترى الهروب محقق ودرب الانتقام لم ينتهي بعد ..ذاك الكثير بجعبتها سيلقى حتفه ..بكل قوة دفعت نفسها بداخل المصعد ..صراخ لم يسمع ..وسقوط ..حيث لا وجود لكابينه المصعد ..والماس الكهربائي ..الحريق ..بأسفل البئر الخاص به ..والشيطان يقف في احد الاركان المشتعلة ضاحكا بانتصار.. يشاهد خسارتها ..سقوطها في نيران اخرى اشد واقوى ..في معركة هو خاسر بنهايتها لا محالة ..فقط لو كان يدرك ....
: مش غريبة نتقابل مرتين صدفة ..؟
مط علاء شفتيه بابتسامة صفراء مضيقا عينيه قائلا
: ده القدر ..الصدفة لما بتتكرر بتبقى قدر ..
لا يستسيغ كلماته ..او بالأحرى لا يستسيغه كليا ..علم من هويته الخاصة انه مهندس معماري لشركة صغيرة ..اي لا وجود للخطر من ناحيته ابدا .."لكنه لا يستسيغه"
ابتسم قصي بجمود ابتسامة قاسية قائلا عن قصد
: صدفة سعيدة يا بشمهندش ..ياريت ما تتكررش تاني ..
ثم تركه بنظرات صادمة مما قاله ذاهبا إلى خارج الفندق ..وسرال واحد يدور داخله ..كيف لفتاة بهذه الرقة والنقاء الطاغي ..ان تتعامل مع من بمثل وقاحته ..؟
~~~~~~~
بينما خارجا جلست بداخل السيارة غاضبة من تصرفه تجاهها يعاملها وكأنها طفلة كل ما عليها ان نطيع أوامره ..تفاجأت بطرق رقيق فوق زجاج السيارة والصغير تبتسم لها بسعادة ..استغلت انشغال والدها و"الشرير" لتتسلل إلى الخارج حيث امر هام للغاية ..فتحت الباب نازلة من السيارة تقبل الصغيرة ..
: ايه اللي خرجك لازم نفضل جمب بابا عشان مايتوهش تاني ..
: هقولك حاجة صغننة وهدخل ..
ابتسمت حياة تومأ لها إيجابا وكم احبتها ..ارتسمت معالم الحزن على ملامح الصغيرة قائلة
: ممكن تخلي مامتك تقول لمامتي انها وحشتني اوي ..وتخليها تيجي تلعب معايا زي الاول في الحلم ..بقالها ايام كتير مش شوفتها ..
اندثرت ابتسامتها تجذب الصغيرة في عناق عميق تدمع عينيها سريعا ..خرجت الصغيرة من احضانها تسألها برجاء
: هتقوليلها ..؟
اومأت لها تمسح دموعها المتساقطة
: حاضر ..هقولها ..
قبلتها قبلة رقيقة فوق وجنتها ثم شكرتها تكض ذاهبة إلى الداخل مرة أخرى ..استقامت حياة تنظر إليها بحزن ..قد اعادت لها تلك الصغيرة ذكرى لحظات سعيدة كانت تقضيها برفقة والدتها ..تفاجأت بها تأتي إليها مرة أخرى قائلة بجد واهتمام ..
: انا هعرف ازاي لما تقوليلها ؟..انا مش عارفة مكان بيتك عشان اجيلك ..ولا انتي تعرفي بيتنا ..
تصنعت حياة التفكير ثم وكأنها وجدت فكرة ما قائلة تخرج من السيارة ورقة صغيرة وقلم ..
: امممم ..بس ،لقيتها ..خدي رقمي خليه معاكي ووقت ما تحبي نكلميني هتلاقيني رديت عليكي على طول ..
قفزت الصغيرة تسفق بفرح تأخذ منها تلك الورقة ..القت بنفسها داخل احضانها بسعادة وكأنها تشكرها ..وفي تلك اللحظة خرج هو ينظر إليهما بضيق ..لاحظته حياة لتهمس للصغيرة بالدخول ومهاتفتها في وقت لاحق ..ثم ركبت السيارة بمعالم وجه جامدة تعبيرا عن غضبها منه ..ركب هو جوارها ينظر إليها نظرات غير مقروءه ..ثم حرك السيارة مغادرا دون كلمة واحدة ..ليعم الصمت بينهم حتى وصولهم ..نزلت من السيارة بغضب وهو لم يلحق بها ..بل حدق بهاتفه عندما رن يعلن عن استقبال رسالة ما من رقم مجهول ..نصها احكم قضبان العشق حولها ..نصها ..بمثابة دعوة لدخول الجحيم .. حكم عليها بالمنفى ..هناك حيث قلب الجبل .. حيث الظلام ...
( حياتك بين ايديا ) ...
______________________
خرج عوض ومن معه من المنزل ليزفر ولده بارتياح قائلا
: كل حاجة كانت هتضيع في ثانية ..شوفت فاطمة كيف بتدافع عنها ..تفتكر عرفت حاجة ..
ضيق عوض عينيه اللتي يحولها تشقق جاف آثر تقدم سنوات عمره قائلا بسخرية يلفها الحسرة و ذكرى وفاة ولده على يد سالم تجول بخاطره ..
: لا ..هي طول عمرها حقانيه ..ما افتكرش انها عرفت حاجة ..
ثم نظر إليه قائلا بغموض وقد شرد قليلا
: لو عرفت الحقيقة ماكناش خرجنا من عنديهم على رجلينا ..لو انكشف المستور هتقيد النار من تاني ..ولابد من كشفه ..لاجل ما اطفي ناري القايدة بحرقهم ..
قالها بحقد سوداوي ..زفر ولده بنفاذ صبر ..ليعودا ادراجهما بخف حنين ..لا يدرك ان تلك النيران سينال منها مايستحق ...
__________________
البعض منا وسيلة ..و الشيطان فكرة ..و الفكرة لا تموت ..مادامت الوسائل على قيد الحياة ...
مدداها على ذلك السرير الحديدي ..بعجز تام صكت اسنانها غيظا ..لايمكن ان ينتهي بها المطاف إلى هنا ..هناك بجعبتها الكثير ..تلك النهاية المخزية لا تليق بها ..تشعر بالعار ..بالقهر كون مجرد ممرضتين يحملانها من كل جانب كي تتمدد فقط ..عينيها متأهبة في اقتناص تام لأحدهم ..احدى الممرضات التي رأتها تسرق خلسة احد الأدوية باهظة الثمن ..ابتسمت بشيطانية ..تلك هي الوسيلة المناسبة لفكرتها ..والشيطان هنا يقترح النجاة على هيئة " تبديل الأدوار "
: عندي ليكي صفقة ما تتعوضش ..تبقى غبية لو ضيعتيها من ايدك ..
قالتها ناهد تلتمع حدقتيها بحماس داكن ..تقف امامها الممرضة تلوك علكة ما بفمها بشكل مقزز قائلة تنظر حولها بحزر
: صفقة ايه يااختي ده انتي مقبوض عليكي وتقريبا محكوم عليكي بالاعدام يعني مافيش منك منفعة ياحسرة ..
ابتسمت ابتسامة جانبية ..لن تنال المشنقة ..ذلك الحبل القاسي لا يناسبها ..يليق أكثر برقاب الساذجون ..يناسب حنان ..نسختها ..بهمس شيطاني ردت
: اسمعيني كويس ومش هتندمي ..مش هتحتاجي اكتر من ازازة ماية نار صغيرة ..هترشيها على واحدة في مكان معين ..انتي ..او تجيبي حد ينفذ ..براحتك ..المهم تكوني واثقة فيه ..وبعد التنفيذ هيبقى في ايدك 50 الف جنيه ، مبلغ مش قليل هيخليكي تبطلي سرقة الدوا لحسابك ..قولتي إيه ..؟
بزهول لا تسمع سوى تردد عدد المبلغ ، وعينين متسعتين ولعاب قذر يسيل بمجرد تخيل مبلغ كبير كهذا بالنسبة لها ..
: 50 الف جنيه ..؟
رمشت بأهدابها المكحلة بشكل مبالغ فيه تفكر قائلة ..
: مواقفة بس اخد الفلوس الاول ..
اتسعت ابتسامتها اكثر تومأ لها بالموافقة .. اقتربت منها الممرضة تسئلها..
: تبقى مين تعيسة الحظ اللي عايزة تشوهيها دي بقى ؟
اتسعت عينيها لآخرهما بزهول وصدمة عندما ردت ناهد قائلة بعيون مشتعلة ونبرة مستمتعة ..
: انا ..
: انتي مخك لسع ياست ولا ايه ..؟عايزة تشوهي نفسك ..؟
ردت ناهد قائلة
: هفهمك كل حاجة ..
ثم كشفت عن خلف رقبتها ليظهر الاختلاف الوحيد بينها وبين توأمها ..تلك الشامة اللتي تراها ما يفرق بينهم ..بينما الاختلاف بينهم مجرة ..اردفت تندثر ابتسامتها قائلة
: الاول عاوزاكي تخفيلي دي بنفس المادة ..
نظرات زهول من الممرضة القتها عليها بتعجب ..بينما اخذت تلبي اوامرها ..ففي النهاية ستحصل على ذلك مبلغ الكبير...
________________________
بعد مشادات كلامية شائكة بينه وبين اخيه ادت إلى خروجه من المنزل مندفعا بغضب .. بينما جلس هو وحده بمكتبه لوقت متأخر ..استقام بتعب يصعد إلى غرفته ..واثناء مروره توقفت قدما اما باب غرفتها ..يتنهد بغضب مما حدث منذ أيام ..ادرك الآن انه يريدها بكل جوارحه ومشاعره ..لم يكن يدرك مقدار عشقه لها وقد ادرك ..فالغيرة هي نار على علم ..هي احدى علامات الحرب ..والحب ..استمع إلى حركة بداخل غرفتها فعلم انها مستيقظة ..بدون إدراك طرق الباب ..لتفتحه بعد لحظات وتتفاجئ بوجوده ..وذلك النابض بيسارها اخذ يخفق بجنون ..خفقاته تلعن عشقا يدميه حد الموت ..
: خير ياسالم في حاجة ..؟
قالت كلماتها بجفاء كاذب ..ورد هو بكلمة واحدة ..نظر إلى عينيها مباشرة بكل احتياج ..اشتياق ..لوعة ..
: تتجوزيني ياقمر ..
اذدردت ريقها وقلبها الآن لا تعد لخفقاته نبضا ..اتسعت عينيها باتساع طفيف ..مشاعر مضطربة ..متفاجئة ..خمنت انه فاقد لوعيه او ما شابة .. بارتباك اجابت متلعثمة ..
: سالم ..ااا ..انت تعبان ..فيك حاجة ..؟
اومأ ببطء تخترق نظرات عشقة عينيها ..يرد بجد من اعماق قلبه
: انا بحبك يا قمر ..
وضعت يديها على شفتيها تكتم شهقة قاتلة ..قلبها المحترق الآن ازدادت نيرانه اكثر ..غامت عيونها بقوة تنهمر منها العبرات متتالية ..لا تصدق ما تسمعه بإذنيها منه ..ما يطلبه لا يمكن حدوثه ..ولا حتى بأحلامها ..مسحت دموعها امام نظراته المتعجبة ينتظر ردا ..رفعت رأسها بشموخ تنفي بها ببطء قائلة ..
: لاء ..
المقصلة إحدى وجوه العشق ..وبعض القلوب تستحقها ..
انقلبت عينيه بنظرات شرسة..مظلمة ..يتحدث من خلال قلبه القابع ببراكين العشق الآن ..
: ليه ..؟ في حد تاني في حياتك ..
ضغطت على شفتيها بألم تغمض عينيها ثم تفتحه قائلة بحزن ونبرة باكية ..
: انا مفيش في حياتي غيرك ..طول عمري وانا بتمنى صوتي يرجع بس عشان اقولك اللي في قلبي ..قلبي اللي انت موته ألف مرة باللي عملته ..
نظر بزهول اليها يلهث بضعف ..لتردف
: صوتي رجع بس يوم فرحك ياسالم ..رجع وانا باخد الرصاصة مكانك هنا ..
أشارت إلى قلبها ..
: وانا بموت بين ايديك وماكنتش عايزة حاجة تاني اكتر من انك تكون آخر حاجة اشوفه ،اقفل عنيا عن الدنيا عليك ..زي ما فتحتها عليك وتحت جناحك ..
تلقى كلماتها على قلبه كالصواعق ..كالقذائف المتفجرة ،تتساقط دموعها بحرقة وبكاء حار ..اكملت بانفعال تشير إلى قلبها بعنف
: لحد ما فتحتها على كابوس اني لسه عايشة ..لسه ده هيتوجع تاني ..لسه هيتحمل نار قايدة ما بتطفيش كل ما هشوفك مع بنت عمي اللي انقذتني من الموت ..واللي خدتها غصب عشان الفلوس و الورث ..عرفت ليه لاء ..؟
وتحت المقصلة ..قبل الموت بلحظات ..يكتشف قلبه جميع الحقائق ..نظر إليها بزهول لم يكن يتخيل انها تعيش كل ذلك العذاب وهو غافل عنها ..صغيرته وساكنة قلبه ..تتألم كل ذلك الألم وهو غافل لا يدرك ..
اختطفها ..في عناق لا هوية له ..فاقد قلبه وقلبها جميع الهويات ولا يعترف بغير الحب هوية في تلك اللحظة ..اغمضت عينيها بألم تبكي فوق صدره تستمع لخفقات قلبه وكم تمنت ذلك كثيرا ..اخذت تهمس من بين دموعها وقد اكتفت باستماع أذنيها لنبضات عشقه ..
: ما عادش ينفع ..خلاص يا سالم ما عدش ينفع ..صعبتها قوي يا ابن عمي ..انا عمري ما هبقى ليك يا سالم ..
إلى هنا وتحولت طاقة العشق إلى الغضب ..اخرجها من احضانه يهزها بعنف متحدثا بانفعال ملتهب مدمج بملكيته لها ..
: انتي مش لحد غيري ياقمر ..انتي فاهمة ؟..ما فيش قوة هتمنعني عنك بعد انهاردة ..
: انا همنعك ..وابقى خدني غصب لو قدرت ..لكن بالرضى مش هيحصل ..
حدجها بنظرات بركانية وقبل ان يهم بالرد ..استمع إلى صراخ أحدهم مستغيثا يهرول إلى داخل المنزل ..
: ياسالم بييييه ..يا سالم بييييه ..الحقنا يا سالم بيه ..بيتنا اتخرب ..حريقة ..حريقه ..
نزل الدرج راكضا ليخر الرجل ارضا بمجرد ان رآه يولول باكيا ..
: الحقنا يا سالم بيه بيوتنا اتخربت ..المخازن اتحرقت باللي فيها ...
وازت كلماته دخول اسماعيل لينتفضا سويا يركضان نحو النيران ...
____________________________
اشرق الصبح بدون شروق ..نيران حارقة جعلت ظلام الليل نهار ..دخان متصاعد فوق اللهبة النيران بقتامة واقعية تناسب نفوس احدهم مبتسما بشماته.. شظايا هنا ورمادا هناك ..وكل شيء متفحم بلا استثناء ..بعض النساء تصيح مولولة والاخريات يلطمن وجوههن ..والآسى يملئ وجوه الرجال ..وبعضهم تدمع عينيه بحزن ..حيث قطعت ارزاقهم وعليه السداد ..وقفت قوات الاطفاء برفقة قوات الشرطة ..وهو واخيه من بينهم تتجسد الحسرة بنظراتهم ..والفاعل مجهول ...
~~~~~~~~~~
والمجهول يقف بسيارته في مكان نائي بعيدا عن الأنظار بانتظار احدهم .. من بين الغيطان الكثيفة ظهر رجل ملثما ينظر حوله بحذر ..لينزل المجهول مفتعل الحريق من سيارته لمقابلته ..وبمكان آخر أكثر رقيا قد يكون المجهو طبيبا ..وربما عاشقا ...
نزل حمزة من سيارته يتحدث إلى ذلك الملثم قائلا
: عملت ايه ..؟
: كله تمام يا باشا ..المخازن بالمحصول جم على الأرض ..
: متأكد ..
: بيته اتخرب يا باشا ..
ليست الشياطين فقط من تحرق ..العشّاق ايضا يفعلون ..فلينالوا شظية مما شعر به يوما ..اومأ إليه يخرج من سيارته حقيبة نقود متوسطة الحجم ..والرجل يفرك بين يديه بلهفة متحمسا ..يأخذ الحقيبة من بين يديها ليغرق مرة أخرى في بحر الغيظان الأخضر ..وينطلق ذو القلب المحترق بسيارته عائدا نحو كونه طبيب ..طبيب لا يزال عاشقا ...
__________________________
صباح معطر برائحة الموت ..
خطت خارجة من مكتب مدير المشفى بخيلاء حيث هي قدمت استقالة ابدية ،فلن تحتاج إلى ذلك العمل الشاق والمرهق الذي يدر عليها بقلائل النقود ..هي بصدد ثروة قدرها 50 الف جنيها ..اما عن القيمة ..الجوهر في تلك المهنة ..هي لا تعلم بوجود تلكا المصطلحين من الاساس ..اليوم ستستلم كل التعليمات الخاصة بالصفقة ..مكان المهمة ..اسم السيدة التي ستشوه الجزء المقصود منها ..والأهم طريقةةأخذ النقود ..اتجهت نحو غرفتها ذات الحراسة ..مرت خلال سيرها بعمال يتكبدون تعبا في اصلاح مصعد المشفى المتهالك .. لتنظر إليهم بسخرية ومهانه ولسان حالها يقول .(.لا تأتي الفرص للجميع ..كم هي محظوظة)
وفجأة انطلقت صافرات الانذار من جميع الاتجاهات.. ومضات نور تنطفأ وتشتعل والجميع بين صراخ وركض وهرولة
: حريقاااااه ..حريقاااااه
حريق هائل اثر ماس كهربائي ..والمشفى تحترق ...
كل ينجو بحياته ..وهي وحدها بغرفتها المغلقة ..تصرخ بأعلى صوتها ولا يلبي احد صراخها ..ابتسمت ..حيث الشيطان يملي عليها قوانينه ..يدفعها نحو مايليق بها ..اخذت تتحامل على قدم واحدة حتى وصلت إلى ذلك الكرسي المتحرك بنهاية الغرفة ..سريعا دفعته بيد واحدة حيث الأخرى مصابة ..وفرصة نحو الفرار ..نحو ما تستحق تماما ..فتحت باب الغرفة والحماس يملئ عينيها ..لا وجود للحراسة ..فروا بحياتهم ..خرجت تدفع بالكرسي ولا تسعفها يد واحدة بين ذلك الجمع الغفير الراكض ..جميعهم ينزلون الدرج ..ولا احد يستخدم المصعد ..والمصعد على بعد امتار في رواق خاص لا يوجد به أحد ..والباب مفتوح ..بجنون ترى الهروب محقق ودرب الانتقام لم ينتهي بعد ..ذاك الكثير بجعبتها سيلقى حتفه ..بكل قوة دفعت نفسها بداخل المصعد ..صراخ لم يسمع ..وسقوط ..حيث لا وجود لكابينه المصعد ..والماس الكهربائي ..الحريق ..بأسفل البئر الخاص به ..والشيطان يقف في احد الاركان المشتعلة ضاحكا بانتصار.. يشاهد خسارتها ..سقوطها في نيران اخرى اشد واقوى ..في معركة هو خاسر بنهايتها لا محالة ..فقط لو كان يدرك ....