الفصل الثالث عشر
و على الجانب الاخر في غرفه سهيله .
طرق فارس باب الغرفه الخاصه بسهيله بتردد ليسمع صوت سهيله الرقيق يسمح له بالدخول ، ، ابتلع فارس ريقه و بعدها دلف الى الغرفه ، ، ليجد والدته تجلس بجوار سهيله فى شرفة الغرفه ، ، و يبدو علي عيونها الجميله آثار الدموع لينظر الى سهيله بنظرة متسائلة لترد عليه بنظرة من عينيها أن يدع الأمر و شأنه الآن ، ، و لكنه هذا الفارس رغم قسوته الظاهرة الا أنه رقيق القلب لا يتحمل دموع أحبابه حقا سفعل ما يشاء ، ، ليرا علي وجوههم السعاده ، ، ليقترب بسرعة من والدته و ينحني ليجلس أمامها رابتا على يدها بحنان قائلا: خير بس يا ماما حضرتك كنتي بتعيطي كدا ليه بس ؟
ربتت الست مريم على شعره بحنان قائلة:
مفيش حاجة يا حبيبي مش تشغل بالك بيا .
نظر فارس الى عيونها ثم تحدث قائلا: لو انا يا ماما مش شغلت بالي بيكي ، ، انا هاشغله بمين بس يا ماما يا جميله ؟ انا عارف انك لسه زعلانه يا ماما بسبب المشكله اللي حصلت بين بابا و ريان صح ، ، بس اوعدك يا ماما ان انا احلها و ارجع ريان البيت تاني ان شاء الله ، ، أوعدك يا ماما اني ارجعه لحضنك يا ست الكل انتي يا قمر، ، بس انتي بس سيبيهم يا ماما بس يهدو شويه .
ابتسمت الست مريم و قد ترقرقت الدموع بعيونها قائلة: ربنا يخليك ليا يا حبيبي و يسعدك يا فارس يا ابن مريم .
قبل فارس يدها قائلا : و يخليكي لينا يا اجمل ماما في الدنيا دي .
نظرت سهيله الى فارس ، ، و هي ترى ذلك الوجه الحان منه و الذي لا يظهر الا مع و الدته و طفليه ، ، لتقع فى حبه من جديد كانت شاردة تتأمل ملامحه الوسيمة عندما سمعت الست مريم تقول و هى تنهض: طيب انا هاقوم ارتاح في غرفتي شويه ، ، و انتو قوموا اتمشوا شويه في الحديقه تحت ، ، انت شكلك كمان عاوز سهيله في موضوع مهم.
أومأ فارس برأسه ، ، لتنظر اليه سهيله بحيرة و طالت نظرتهم لتفيق سهيله على صوت الست مريم قائلة: و بعدين أشوفكم بعدين يا ولادي .
أومأت سهيله برأسها و هي تبتسم بحب لينظر اليها فارس ، ، و هو يتأمل ملامحها الجميلة لتنظر اليه سهيله و هى تتفاجأ بتحديقه بها لتقول بخجل: خير بس يا مستر فارس
قال فارس : طيب ممكن نتكلم شوية بس فى الحديقه زى ماما اقترحت علينا تعالي يلا ؟
أومأت سهيله برأسها ليغادر الحجرة و هي تتبعه ، ، حتى أصبحا فى الحديقة يتمشيان جنبا الى جنب ليقول فارس بهدوء:
الحقيقة انا مش عارف ابتدى الكلام ازاى يا سهيله ؟
نظرت سهيله في تلك اللحظه و قالت بابتسامة: اللي انت عاوزه يا فارس اتكلم براحتك و انا سمعاك .
قال فارس بتردد: انا عندي ليكي عرض و اتمني يا سهيله انك توافقي عليه .
عقدت سهيله حاجبيها بحيرة قائلة: طيب عرض اي يا فارس بيه ؟
قال فارس بحزم : هو عرض جواز يا سهيله.
كاد قلب سهيله ان تتوقف دقاته من السعادة و كادت ان تضمه معلنة موافقتها الفورية ، ، و لكنها توقفت عند كلمة عرض و حتي نبرات صوته الباردة عندما قالها لتقول: عرص جواز يا فارس بيه ؟
قال فارس بهدوء يخالف دهشته من تلك السعادة التى مرت بملامحها للحظة قبل أن تعود للحيرة مرة أخرى: بصي الحقيقه يا سهيله انا فكرت كتير في الموضوع ، ، انا لاقيت ان ولادي محتاجين لأم ، ، يحسو معاها بالامان و الحنان اللي افتقدوه بموت امهم و الام دي لقوها فيكي يا سهيله ، ، انتي بالنسبه ليهم دلوقتي حد مش ممكن ان هما يستغنوا عنه و الاكيد ان دي حاجه مش مضمونه ، ، و الضمان الوحيد لوجودك ها يكون طبعا علي الورق يا سهيله ، ، يعني متقلقيش خالص انا عارف ان انتي مرتبطه بيهم قد ايه ، ، و احساسي بيقول ان انتي كمان نفسك تفضلي معاهم علي طول ، ، يعني انتي ها تكوني أم لأولادي في مقابل حياه كريمه يا سهيله و مستقبل هخليهولك اكيد مضمون قلتي ايه ؟
نظرت اليه سهيله في جمود لا يعكس أبدا حالة قلبها الذى تمزق الى أشلاء من هذا العرض البارد ، ، و المهين لأنوثتها و كبريائها جزت على أسنانها و هي تمنع دموعها بصعوبة من النزول قائلة بهدوء: و تفتكر ده عرض مناسب بالنسبة ليا يا فارس ؟
كاد فارس أن يقول شيئا لتشير اليه سهيله بالصمت قائلة: من فضلك متجاوبس خالص لأن اجابتك مش ها تكون في صالحك خالص
و عموما انت قلت انك فكرت كتير في الموضوع دا ، ، سيبني انا كمان افكر شويه لان دا قرار كبير .
اومأ فارس برأسه و هو يقول: تمام يا سهيله و ياريت اول ما توصلي للقرار ، ، يا ريت تبلغيني بيه عن اذنك بقا .
ابتعد فارس تتابعه عينا سهيله التى لم تستطع ان تمنع دموعها أكثر لتتساقط دموعها و هي تشعر بقلبها يتحطم بقوة من شده ما سمعته .
- -
و على الجانب الاخر ، ، و في منزل معاذ صديق ريان .
اقترب معاذ من ريان الذى يقف فى شرفة منزله يبدو شاردا حزينا ، ، حتى أنه لم يشعر باقتراب صديقه معاذ منه ، ، ليضع معاذ يده على كتف ريان الذى أفاق من شروده على صوت صديقه يقول فى حزن: وانت لحد امتى هتفضل بالشكل ده يا ريان ؟
اغمض ريان عيونه بألم ثم فتحهما قائلا: انا مش عارف يا ريان ، ، انا مش قادر أنسى اللى بابا عمله فيا و ازاي صغرنى و كسر قلبى بالشكل ده ، ، و لا قادر أفكر فى حالة تغريد دلوقتى بعد ما عرفت باللى بابا عمله مع مامتها ، ، مش عارف هوريها وشى ازاى حاسس بإيدين حوالين رقبتى بتخنقنى يا معاذ و مش قادر أشيل الايدين دى و لا اخفف ألم خنقتهم حتي .
ربت معاذ على يده قائلا: انا حاسس بيك يا صحبي ، ، بس انت بالشكل ده مش هتعرف تفكر فى حل خالص .
قال ريان بمرارة: أفكر فى ايه بس ؟ مفيش حل غير دا الانسانة اللى حبيتها خلاص خسرتها ، ، أنا عارف تغريد كويس كرامتها هى ومامتها خط أحمر ، ، و بابا داس عليهم اوى ، ، خلاص حياتى معتش هيبقالها طعم فى بعدها عنى ، ، و السبب فى كل اللى انا فيه يبقى بابا يا معاذ .
قال معاذ بحزن: مفيش حاجة ملهاش حل اهدى بس شوية و ها نفكر فى حل ان شاء الله .
هز ريان رأسه بمرارة قائلا: انا قولت ليك مش ليها حل يا معاذ .
صمت فجأة تدور فى رأسه فكرة ، ، ليرفع وجهه و قد لمعت عيناه ليقول معاذ بقلق: انت بتفكر فى ايه يا ريان ؟
قال ريان بهدوء : خلاص انا لاقيت الحل.
قال معاذ بحيرة: اللى هو ايه بس يا ريان ؟
أمسك ريان مفاتيح سيارته وهاتفه و هو يسرع مغادرا و هو يقول: انا لما ارجع هقولك.
امسك معاذ هاتفه و مفاتيحه بدوره و هو يلحقه قائلا: ورانا لسة هستنى اما ترجع ، ، انت شكلك رايح تعمل مصيبة انا جاى معاك استناني يا واد انت .
- -
و في الشركه عند حور و فهد .
انا هستناكى لو عمرى كله هستناكى يا حوري.
ظلت تلك الجملة تتردد فى ذهن حور مرارا و تكرارا ، ، تشعر هي بالسعاده فقط عندما تتذكر تلك الجملة ، ، و لكنها تشعر بغصة فى قلبها ، ، انقباضة غريبة فى صدرها أيضا لا تدرى لماذا هكذا انقبض ؟ ربما من رد فعل ريناد عندما يخبرها فهد برغبته فى طلاقها ، ، حاولت ابعاد أفكارها المتشائمة و تفكر فقط فى خيارين ، ، اما أن تستسلم لذلك الحب الذى يغمر كيانها و تتسبب هي بخراب بيت و ايذاء امرأة أخرى ، ، حتى و ان كانت ريناد و التى تعلم حور أنها تكرهها دون اي سبب أو تستسلم لمخاوفها التى تخبرها ان تبتعد فقط عن كل شئ و لكن هل هى تستطيع الابتعاد عنه ؟
اغمضت حور عينيها تتذكر همساته و لمساته ، ، لتدرك أنها لن تختار البعد فمرارة قربه أهون من عذاب بعده و هي ستختار القرب أيا كانت النتائج .
ثم ابتسمت فى تصميم لتغادر بسرعة الى مكتب فهد حبيبها ، ، لأنها سوف تخبره بقرارها ابتسمت الى نجوى سكرتيرة فهد قائلة: هو مستر فهد جوا يا نجوي و لا لا ؟
أومات نجوى برأسها باتسامه هادئة لتطرق حور الباب الخاص بمكتب فهد حبيبها و بعدها تقوم بفتحه و هى تقف قائلة باابتسامة مرحة: ينفع ادخل و لا لا ؟
التفت اليها فهد في تلك اللحظه ، ، و هو يتطلع اليها و الى ملامحها الجميلة يتمزق قلبه بين رغبته ، ، فى ان يذهب اليها الآن و يغمرها بين ذراعيه ليزرعها داخل قلبه الى الأبد ، ، و بين واجبه تجاه طفله و الذى يحتم عليه التضحية بحبه فى سبيل الحفاظ عليه جمدت الابتسامة على وجه حور ، ، و هي تلاحظ ظهور الألم على وجه فهد لتدخل و تغلق الباب خلفها ، ، و هى تتقدم باتجاهه دون أن تزيح بصرها عنه قائلة فى قلق : فهد يا حبيبي انت كويس ؟
وقفت امامه تماما و أمسكت يده مستكمله حديثها قائله : طمني عليك يا فهد بالله عليك.
نظر فهد الى عينيها القلقة و حتي نبرات صوتها الملهوفة ، ، و شعر هو بلمسة يدها التى أذابته ليضم يدها بيده و يقوم برفعها الى شفتيه مقبلا اياها بحنان و دون ارادة منه و هو يقول: انا بخير يا قلب فهدك وحبيبك من جوا ، ، اطمني يا حبيبتي انا الحمد لله بخير انتي اخبارك ايه ؟
نظرت حور الى عينيه بعشق قائلة: انا بخير طول ما انت بخير يا حبيبي ،، خلاص يا فهد انا قررت أرمى كل حاجة ورا ضهرى و قررت أستسلم لقلبي ، ، و اختار حبك و قربك علشان مش ها عرف ابعد عنك خالص .
و في تلك اللحظه أغمض عينيه حتى لا ترى ألمه ، ، كيف سيستطيع أن يطفئ تلك السعادة فى مقلتيها ، ، كيف سيخبرها بتخليه عن حبهما عشقهما و تلك السعادة التى يعيشها بقربها ، ، عن كل ما جعله حيا فى تلك الآونة الأخيرة كيف ؟
شعر فهد بيدها تضم وجهه بحنان ليفتح عينيه و يواجه عينيها الجميلتين ، ، تأمل ملامحها بعشق و توقف عند شفتيها فلم يستطع ان يمنع نفسه ليقبلها بشوق بلهفة ، ، و بلوعة لتبادله قبلته و هى تشعر بكل مشاعره التى عبرت عنها قبلته ، ، حتى أحست بقطرة مياه على خدها لتفتح عينيها و تبتعد عن فهد لتتسع عينيها صدمة ، ، و هى ترى تلك الدموع فى عيون حبيبها و هي لأول مرة فى حياتها ترى عيونه الجميلتين مغروقتين بالدموع ، ، تشعر به يبذل مجهودا خرافيا كى لا تخونه و تسقط مثل تلك الدمعة الخائنة و التي نزلت رغما عنه لتقول حور بخوف: ليه يا حبيبي الدموع دي بس ؟
أغمض فهد عيونه يخفيهم عنها ثم فتحهم و قد تمالك هو نفسه بصعوبه ليقول فى الم: انا ؟
اقتربت حور منه تلمس خده بيدها قائلة فى قلق: انت ايه يا حبيب قلبي من جوا ؟
قال فهد فى حزن: انا عاوز اقولك حاجة .
قاطعه صوت طرقات على الباب و صوت نجوى يستأذنه بالدخول ليبتعد عنها قائلا بتوتر: ادخلى يا نجوى .
دخلت نجوى بهدوئها المعتاد قائلة: مستر محمود برة يا فندم .
اومأ فهد برأسه لتقول حور: طيب أنا همشى دلوقتى و اجيلك بعد شوية يا فهد تكون انت اتحسنت شويه .
اوما فهد براسه دون ان ينطق بكلمة لتبتسم له تلك الابتسامة التى يعشقها هو ، ، قبل ان تغادر تتبعها سكرتيرته ، ، ليمسك هو راسه بألم يشعر بذلك الألم يسرى داخل جسده بأكمله هو حقا لا يستوعب كميه الالم داخله .
- -
و علي الجانب الاخر عند تغريد في كليه الطب .
قالت تغريد بالم: انا بموت يا سوسو مش قادرة اتحمل فكرة ان ماما اتهانت بسببى و فى نفس الوقت مش قادرة انساه ، ، و لا أتحمل فكرة انه مش ليا خالص و مش ها ستحمل اشوفه بيحب واحده تانيه غيري او يكون ليها هي و بس .
ربتت سوسن على يدها بحنان قائلة: انا حاسة بيكى يا حبيبتي ، ، بس مش قادرة اقولك حاجة تخفف عنك غير انك تسيبى كل حاجة على ربنا ، ، هو اللى قادر يخفف عنك آلامك و يقدر لك اللى فيه الخير يا تغريد
نزلت دموع تغريد قائلة: و نعم بالله يا رب خفف عنى ، ، و اجمعني بيه انا من غيره اموت .
قالت سوسن بحنان: للدرجة دى بتحبيه يا تغريد ؟
قالت تغريد بحزن: كلمة بحبه قليلة اوى على احساسى بيه ، ، الحب ده لما كنا صغيرين لكن بعد ما شفته تانى ، ، و شفت حبه و حنانه بقيت بعشقه عشق ملك كيانى كله يا سوسو ، ، مش قادرة أفكر للحظة واحدة انى ممكن أبعد عنه أو أنساه دا ملك قلبي كله وحده .
تناهى الى مسامعها صوت رجولى جذاب تعرفه جيدا يقول بحنان:
و حبيبك لا يمكن يبعد عنك أو ينساكى يا تغريدتي الجميله .
التفتت تغريد فى صدمة لتجد ريان حبيبها يقف فى ثبات ينظر اليها بعشق ، ، يقسم لها بعينيه أنها له و لن تكون لسواه فقط .
# يتبع
فاطمه محمد
طرق فارس باب الغرفه الخاصه بسهيله بتردد ليسمع صوت سهيله الرقيق يسمح له بالدخول ، ، ابتلع فارس ريقه و بعدها دلف الى الغرفه ، ، ليجد والدته تجلس بجوار سهيله فى شرفة الغرفه ، ، و يبدو علي عيونها الجميله آثار الدموع لينظر الى سهيله بنظرة متسائلة لترد عليه بنظرة من عينيها أن يدع الأمر و شأنه الآن ، ، و لكنه هذا الفارس رغم قسوته الظاهرة الا أنه رقيق القلب لا يتحمل دموع أحبابه حقا سفعل ما يشاء ، ، ليرا علي وجوههم السعاده ، ، ليقترب بسرعة من والدته و ينحني ليجلس أمامها رابتا على يدها بحنان قائلا: خير بس يا ماما حضرتك كنتي بتعيطي كدا ليه بس ؟
ربتت الست مريم على شعره بحنان قائلة:
مفيش حاجة يا حبيبي مش تشغل بالك بيا .
نظر فارس الى عيونها ثم تحدث قائلا: لو انا يا ماما مش شغلت بالي بيكي ، ، انا هاشغله بمين بس يا ماما يا جميله ؟ انا عارف انك لسه زعلانه يا ماما بسبب المشكله اللي حصلت بين بابا و ريان صح ، ، بس اوعدك يا ماما ان انا احلها و ارجع ريان البيت تاني ان شاء الله ، ، أوعدك يا ماما اني ارجعه لحضنك يا ست الكل انتي يا قمر، ، بس انتي بس سيبيهم يا ماما بس يهدو شويه .
ابتسمت الست مريم و قد ترقرقت الدموع بعيونها قائلة: ربنا يخليك ليا يا حبيبي و يسعدك يا فارس يا ابن مريم .
قبل فارس يدها قائلا : و يخليكي لينا يا اجمل ماما في الدنيا دي .
نظرت سهيله الى فارس ، ، و هي ترى ذلك الوجه الحان منه و الذي لا يظهر الا مع و الدته و طفليه ، ، لتقع فى حبه من جديد كانت شاردة تتأمل ملامحه الوسيمة عندما سمعت الست مريم تقول و هى تنهض: طيب انا هاقوم ارتاح في غرفتي شويه ، ، و انتو قوموا اتمشوا شويه في الحديقه تحت ، ، انت شكلك كمان عاوز سهيله في موضوع مهم.
أومأ فارس برأسه ، ، لتنظر اليه سهيله بحيرة و طالت نظرتهم لتفيق سهيله على صوت الست مريم قائلة: و بعدين أشوفكم بعدين يا ولادي .
أومأت سهيله برأسها و هي تبتسم بحب لينظر اليها فارس ، ، و هو يتأمل ملامحها الجميلة لتنظر اليه سهيله و هى تتفاجأ بتحديقه بها لتقول بخجل: خير بس يا مستر فارس
قال فارس : طيب ممكن نتكلم شوية بس فى الحديقه زى ماما اقترحت علينا تعالي يلا ؟
أومأت سهيله برأسها ليغادر الحجرة و هي تتبعه ، ، حتى أصبحا فى الحديقة يتمشيان جنبا الى جنب ليقول فارس بهدوء:
الحقيقة انا مش عارف ابتدى الكلام ازاى يا سهيله ؟
نظرت سهيله في تلك اللحظه و قالت بابتسامة: اللي انت عاوزه يا فارس اتكلم براحتك و انا سمعاك .
قال فارس بتردد: انا عندي ليكي عرض و اتمني يا سهيله انك توافقي عليه .
عقدت سهيله حاجبيها بحيرة قائلة: طيب عرض اي يا فارس بيه ؟
قال فارس بحزم : هو عرض جواز يا سهيله.
كاد قلب سهيله ان تتوقف دقاته من السعادة و كادت ان تضمه معلنة موافقتها الفورية ، ، و لكنها توقفت عند كلمة عرض و حتي نبرات صوته الباردة عندما قالها لتقول: عرص جواز يا فارس بيه ؟
قال فارس بهدوء يخالف دهشته من تلك السعادة التى مرت بملامحها للحظة قبل أن تعود للحيرة مرة أخرى: بصي الحقيقه يا سهيله انا فكرت كتير في الموضوع ، ، انا لاقيت ان ولادي محتاجين لأم ، ، يحسو معاها بالامان و الحنان اللي افتقدوه بموت امهم و الام دي لقوها فيكي يا سهيله ، ، انتي بالنسبه ليهم دلوقتي حد مش ممكن ان هما يستغنوا عنه و الاكيد ان دي حاجه مش مضمونه ، ، و الضمان الوحيد لوجودك ها يكون طبعا علي الورق يا سهيله ، ، يعني متقلقيش خالص انا عارف ان انتي مرتبطه بيهم قد ايه ، ، و احساسي بيقول ان انتي كمان نفسك تفضلي معاهم علي طول ، ، يعني انتي ها تكوني أم لأولادي في مقابل حياه كريمه يا سهيله و مستقبل هخليهولك اكيد مضمون قلتي ايه ؟
نظرت اليه سهيله في جمود لا يعكس أبدا حالة قلبها الذى تمزق الى أشلاء من هذا العرض البارد ، ، و المهين لأنوثتها و كبريائها جزت على أسنانها و هي تمنع دموعها بصعوبة من النزول قائلة بهدوء: و تفتكر ده عرض مناسب بالنسبة ليا يا فارس ؟
كاد فارس أن يقول شيئا لتشير اليه سهيله بالصمت قائلة: من فضلك متجاوبس خالص لأن اجابتك مش ها تكون في صالحك خالص
و عموما انت قلت انك فكرت كتير في الموضوع دا ، ، سيبني انا كمان افكر شويه لان دا قرار كبير .
اومأ فارس برأسه و هو يقول: تمام يا سهيله و ياريت اول ما توصلي للقرار ، ، يا ريت تبلغيني بيه عن اذنك بقا .
ابتعد فارس تتابعه عينا سهيله التى لم تستطع ان تمنع دموعها أكثر لتتساقط دموعها و هي تشعر بقلبها يتحطم بقوة من شده ما سمعته .
- -
و على الجانب الاخر ، ، و في منزل معاذ صديق ريان .
اقترب معاذ من ريان الذى يقف فى شرفة منزله يبدو شاردا حزينا ، ، حتى أنه لم يشعر باقتراب صديقه معاذ منه ، ، ليضع معاذ يده على كتف ريان الذى أفاق من شروده على صوت صديقه يقول فى حزن: وانت لحد امتى هتفضل بالشكل ده يا ريان ؟
اغمض ريان عيونه بألم ثم فتحهما قائلا: انا مش عارف يا ريان ، ، انا مش قادر أنسى اللى بابا عمله فيا و ازاي صغرنى و كسر قلبى بالشكل ده ، ، و لا قادر أفكر فى حالة تغريد دلوقتى بعد ما عرفت باللى بابا عمله مع مامتها ، ، مش عارف هوريها وشى ازاى حاسس بإيدين حوالين رقبتى بتخنقنى يا معاذ و مش قادر أشيل الايدين دى و لا اخفف ألم خنقتهم حتي .
ربت معاذ على يده قائلا: انا حاسس بيك يا صحبي ، ، بس انت بالشكل ده مش هتعرف تفكر فى حل خالص .
قال ريان بمرارة: أفكر فى ايه بس ؟ مفيش حل غير دا الانسانة اللى حبيتها خلاص خسرتها ، ، أنا عارف تغريد كويس كرامتها هى ومامتها خط أحمر ، ، و بابا داس عليهم اوى ، ، خلاص حياتى معتش هيبقالها طعم فى بعدها عنى ، ، و السبب فى كل اللى انا فيه يبقى بابا يا معاذ .
قال معاذ بحزن: مفيش حاجة ملهاش حل اهدى بس شوية و ها نفكر فى حل ان شاء الله .
هز ريان رأسه بمرارة قائلا: انا قولت ليك مش ليها حل يا معاذ .
صمت فجأة تدور فى رأسه فكرة ، ، ليرفع وجهه و قد لمعت عيناه ليقول معاذ بقلق: انت بتفكر فى ايه يا ريان ؟
قال ريان بهدوء : خلاص انا لاقيت الحل.
قال معاذ بحيرة: اللى هو ايه بس يا ريان ؟
أمسك ريان مفاتيح سيارته وهاتفه و هو يسرع مغادرا و هو يقول: انا لما ارجع هقولك.
امسك معاذ هاتفه و مفاتيحه بدوره و هو يلحقه قائلا: ورانا لسة هستنى اما ترجع ، ، انت شكلك رايح تعمل مصيبة انا جاى معاك استناني يا واد انت .
- -
و في الشركه عند حور و فهد .
انا هستناكى لو عمرى كله هستناكى يا حوري.
ظلت تلك الجملة تتردد فى ذهن حور مرارا و تكرارا ، ، تشعر هي بالسعاده فقط عندما تتذكر تلك الجملة ، ، و لكنها تشعر بغصة فى قلبها ، ، انقباضة غريبة فى صدرها أيضا لا تدرى لماذا هكذا انقبض ؟ ربما من رد فعل ريناد عندما يخبرها فهد برغبته فى طلاقها ، ، حاولت ابعاد أفكارها المتشائمة و تفكر فقط فى خيارين ، ، اما أن تستسلم لذلك الحب الذى يغمر كيانها و تتسبب هي بخراب بيت و ايذاء امرأة أخرى ، ، حتى و ان كانت ريناد و التى تعلم حور أنها تكرهها دون اي سبب أو تستسلم لمخاوفها التى تخبرها ان تبتعد فقط عن كل شئ و لكن هل هى تستطيع الابتعاد عنه ؟
اغمضت حور عينيها تتذكر همساته و لمساته ، ، لتدرك أنها لن تختار البعد فمرارة قربه أهون من عذاب بعده و هي ستختار القرب أيا كانت النتائج .
ثم ابتسمت فى تصميم لتغادر بسرعة الى مكتب فهد حبيبها ، ، لأنها سوف تخبره بقرارها ابتسمت الى نجوى سكرتيرة فهد قائلة: هو مستر فهد جوا يا نجوي و لا لا ؟
أومات نجوى برأسها باتسامه هادئة لتطرق حور الباب الخاص بمكتب فهد حبيبها و بعدها تقوم بفتحه و هى تقف قائلة باابتسامة مرحة: ينفع ادخل و لا لا ؟
التفت اليها فهد في تلك اللحظه ، ، و هو يتطلع اليها و الى ملامحها الجميلة يتمزق قلبه بين رغبته ، ، فى ان يذهب اليها الآن و يغمرها بين ذراعيه ليزرعها داخل قلبه الى الأبد ، ، و بين واجبه تجاه طفله و الذى يحتم عليه التضحية بحبه فى سبيل الحفاظ عليه جمدت الابتسامة على وجه حور ، ، و هي تلاحظ ظهور الألم على وجه فهد لتدخل و تغلق الباب خلفها ، ، و هى تتقدم باتجاهه دون أن تزيح بصرها عنه قائلة فى قلق : فهد يا حبيبي انت كويس ؟
وقفت امامه تماما و أمسكت يده مستكمله حديثها قائله : طمني عليك يا فهد بالله عليك.
نظر فهد الى عينيها القلقة و حتي نبرات صوتها الملهوفة ، ، و شعر هو بلمسة يدها التى أذابته ليضم يدها بيده و يقوم برفعها الى شفتيه مقبلا اياها بحنان و دون ارادة منه و هو يقول: انا بخير يا قلب فهدك وحبيبك من جوا ، ، اطمني يا حبيبتي انا الحمد لله بخير انتي اخبارك ايه ؟
نظرت حور الى عينيه بعشق قائلة: انا بخير طول ما انت بخير يا حبيبي ،، خلاص يا فهد انا قررت أرمى كل حاجة ورا ضهرى و قررت أستسلم لقلبي ، ، و اختار حبك و قربك علشان مش ها عرف ابعد عنك خالص .
و في تلك اللحظه أغمض عينيه حتى لا ترى ألمه ، ، كيف سيستطيع أن يطفئ تلك السعادة فى مقلتيها ، ، كيف سيخبرها بتخليه عن حبهما عشقهما و تلك السعادة التى يعيشها بقربها ، ، عن كل ما جعله حيا فى تلك الآونة الأخيرة كيف ؟
شعر فهد بيدها تضم وجهه بحنان ليفتح عينيه و يواجه عينيها الجميلتين ، ، تأمل ملامحها بعشق و توقف عند شفتيها فلم يستطع ان يمنع نفسه ليقبلها بشوق بلهفة ، ، و بلوعة لتبادله قبلته و هى تشعر بكل مشاعره التى عبرت عنها قبلته ، ، حتى أحست بقطرة مياه على خدها لتفتح عينيها و تبتعد عن فهد لتتسع عينيها صدمة ، ، و هى ترى تلك الدموع فى عيون حبيبها و هي لأول مرة فى حياتها ترى عيونه الجميلتين مغروقتين بالدموع ، ، تشعر به يبذل مجهودا خرافيا كى لا تخونه و تسقط مثل تلك الدمعة الخائنة و التي نزلت رغما عنه لتقول حور بخوف: ليه يا حبيبي الدموع دي بس ؟
أغمض فهد عيونه يخفيهم عنها ثم فتحهم و قد تمالك هو نفسه بصعوبه ليقول فى الم: انا ؟
اقتربت حور منه تلمس خده بيدها قائلة فى قلق: انت ايه يا حبيب قلبي من جوا ؟
قال فهد فى حزن: انا عاوز اقولك حاجة .
قاطعه صوت طرقات على الباب و صوت نجوى يستأذنه بالدخول ليبتعد عنها قائلا بتوتر: ادخلى يا نجوى .
دخلت نجوى بهدوئها المعتاد قائلة: مستر محمود برة يا فندم .
اومأ فهد برأسه لتقول حور: طيب أنا همشى دلوقتى و اجيلك بعد شوية يا فهد تكون انت اتحسنت شويه .
اوما فهد براسه دون ان ينطق بكلمة لتبتسم له تلك الابتسامة التى يعشقها هو ، ، قبل ان تغادر تتبعها سكرتيرته ، ، ليمسك هو راسه بألم يشعر بذلك الألم يسرى داخل جسده بأكمله هو حقا لا يستوعب كميه الالم داخله .
- -
و علي الجانب الاخر عند تغريد في كليه الطب .
قالت تغريد بالم: انا بموت يا سوسو مش قادرة اتحمل فكرة ان ماما اتهانت بسببى و فى نفس الوقت مش قادرة انساه ، ، و لا أتحمل فكرة انه مش ليا خالص و مش ها ستحمل اشوفه بيحب واحده تانيه غيري او يكون ليها هي و بس .
ربتت سوسن على يدها بحنان قائلة: انا حاسة بيكى يا حبيبتي ، ، بس مش قادرة اقولك حاجة تخفف عنك غير انك تسيبى كل حاجة على ربنا ، ، هو اللى قادر يخفف عنك آلامك و يقدر لك اللى فيه الخير يا تغريد
نزلت دموع تغريد قائلة: و نعم بالله يا رب خفف عنى ، ، و اجمعني بيه انا من غيره اموت .
قالت سوسن بحنان: للدرجة دى بتحبيه يا تغريد ؟
قالت تغريد بحزن: كلمة بحبه قليلة اوى على احساسى بيه ، ، الحب ده لما كنا صغيرين لكن بعد ما شفته تانى ، ، و شفت حبه و حنانه بقيت بعشقه عشق ملك كيانى كله يا سوسو ، ، مش قادرة أفكر للحظة واحدة انى ممكن أبعد عنه أو أنساه دا ملك قلبي كله وحده .
تناهى الى مسامعها صوت رجولى جذاب تعرفه جيدا يقول بحنان:
و حبيبك لا يمكن يبعد عنك أو ينساكى يا تغريدتي الجميله .
التفتت تغريد فى صدمة لتجد ريان حبيبها يقف فى ثبات ينظر اليها بعشق ، ، يقسم لها بعينيه أنها له و لن تكون لسواه فقط .
# يتبع
فاطمه محمد