الفصل الثالث عشر
كانت الكتب أنيسي في لحظات فراغي، ارتقيت قليلا في القراءة، أصبحت أقرأ كتب كثيرة وروايات قليلة، لأن الكتب تنير مصابيح كثيرة في عقلي، أجد أن تفكيري يتغير يوم بعد يوم، كثير من مبادئ وثوابتي تغيرت بسبب القراءة، وكثير من المفاهيم أيضاً..
في يوم لمعت فكرة في رأسي، كانت هناك مكتبة للقراءة ليست بعيداً جداً عن منزلنا، تدفع مالاً بسيطاً ثم تقرأ ما يحلو لك من الكتب الموجودة بكثرة في المكتبة، قررت أن أذهب، وأجرب..
ذهبت وكلي حماسي، اتنقل بعينين متسعتين بين عناوين الكتب الكثيرة، جذبني اسم غريب، يبدو سطحياً، تسائلت عن محتواه فأخذته وجلست على الطاولة..
كان جالساً على نفس الطاولة في الجهة المقابلة لي شاباً، كانت ينظر إلى كتابي بنظرة ساخرة، يتكم ضحكته، ثم في نهاية الأمر ضحك بصوت مسموع ولكنه كتمه مرة أخرى لنسبة لهدوء للمكان..
مال للامام ثم قال: هل تضيعين مالك لتقرأئي مثل هذا الكتاب السخيف
نظرت إليه بلا مبالاة ثم قلت بحدة: إنه مالي! أضيعه في ما أشاء، ثم ما شأنك أنت، هل جئت إلى هنا لتضيع وقتك في التنظير على الآخرين؟
قال بارتباك: أردت أن أنصحك فحسب
قلت بسخرية: وهل هكذا تكون النصيحة! أم أن الكتب الثمينة التي تقرأها لم تجد فيها ما يعلمك كيف تحترم اختيارات الآخرين وكيف تتعامل معهم؟ ألم تتعلم أن التطفل عادة سيئة؟
نظر إلي بحدة ثم أمسك كتاباً، يبدو أنه كتاب فلسفة، وتابع قراءته ولم يتفوه بكلمة
تأففت ثم تابعت قراءتي وكلما نظرت أمامي أجد ذلك الشاب ينظر إلي بغرابة، تأففت ثم نهضت من مكاني وجلست حول طاولة أخرى، لا أعرف كيف سوف أتحمل هذه السخافة، هذا أكثر ما يقلقني في مراحل حياتي القادمة، سوف أختلط بالرجال، وأجدهم في كل مكان حولي، في الجامعة وفي العمل..
رغم غرابة اسم الكتاب ولكن كان محتواه جميلاً جداً، بل رائعاً، وعلى عكس مقولة جمال الكتاب يعرف من عنوانه، فقد كان أروع من عنوانه بكثير!
خرجت من المكتبة، كان هناك صوتاً ينادي من خلفي ولكنني لم أعره أي انتباه، لم أتوقع أنه يقصدني إلا بعد أن أقترب مني، كان نفس الشاب، قال: يا فتاة، هل لي أن أعرف ما اسمك؟
نظرت إليه بدهشة، وقلت باقتضاب: لا
قال: هل ستأتين مرة أخرى؟
قلت بعصبية: وما شأنك يا متطفل، ابتعد عن طريقي
وواصلت السير بسرعة، يا إلهي! ما طبيعة هذا الشاب! لا أستطيع أن أتحمل!
كانت مزاجي متعكراً طوال الطريق، إلى أن وصلت إلى المنزل، هناك رائحة البطاطس المقلية أنستني كل شيء وتعدل مزاجي كلياً، ما أجمل الطعام!
بدلت ملابسي بسرعة وجلست مع أمي في المطبخ، ساعدتها في تحضير الطعام ثم تناولناه معاً، فقد كان والدي غائبا..
في يوم لمعت فكرة في رأسي، كانت هناك مكتبة للقراءة ليست بعيداً جداً عن منزلنا، تدفع مالاً بسيطاً ثم تقرأ ما يحلو لك من الكتب الموجودة بكثرة في المكتبة، قررت أن أذهب، وأجرب..
ذهبت وكلي حماسي، اتنقل بعينين متسعتين بين عناوين الكتب الكثيرة، جذبني اسم غريب، يبدو سطحياً، تسائلت عن محتواه فأخذته وجلست على الطاولة..
كان جالساً على نفس الطاولة في الجهة المقابلة لي شاباً، كانت ينظر إلى كتابي بنظرة ساخرة، يتكم ضحكته، ثم في نهاية الأمر ضحك بصوت مسموع ولكنه كتمه مرة أخرى لنسبة لهدوء للمكان..
مال للامام ثم قال: هل تضيعين مالك لتقرأئي مثل هذا الكتاب السخيف
نظرت إليه بلا مبالاة ثم قلت بحدة: إنه مالي! أضيعه في ما أشاء، ثم ما شأنك أنت، هل جئت إلى هنا لتضيع وقتك في التنظير على الآخرين؟
قال بارتباك: أردت أن أنصحك فحسب
قلت بسخرية: وهل هكذا تكون النصيحة! أم أن الكتب الثمينة التي تقرأها لم تجد فيها ما يعلمك كيف تحترم اختيارات الآخرين وكيف تتعامل معهم؟ ألم تتعلم أن التطفل عادة سيئة؟
نظر إلي بحدة ثم أمسك كتاباً، يبدو أنه كتاب فلسفة، وتابع قراءته ولم يتفوه بكلمة
تأففت ثم تابعت قراءتي وكلما نظرت أمامي أجد ذلك الشاب ينظر إلي بغرابة، تأففت ثم نهضت من مكاني وجلست حول طاولة أخرى، لا أعرف كيف سوف أتحمل هذه السخافة، هذا أكثر ما يقلقني في مراحل حياتي القادمة، سوف أختلط بالرجال، وأجدهم في كل مكان حولي، في الجامعة وفي العمل..
رغم غرابة اسم الكتاب ولكن كان محتواه جميلاً جداً، بل رائعاً، وعلى عكس مقولة جمال الكتاب يعرف من عنوانه، فقد كان أروع من عنوانه بكثير!
خرجت من المكتبة، كان هناك صوتاً ينادي من خلفي ولكنني لم أعره أي انتباه، لم أتوقع أنه يقصدني إلا بعد أن أقترب مني، كان نفس الشاب، قال: يا فتاة، هل لي أن أعرف ما اسمك؟
نظرت إليه بدهشة، وقلت باقتضاب: لا
قال: هل ستأتين مرة أخرى؟
قلت بعصبية: وما شأنك يا متطفل، ابتعد عن طريقي
وواصلت السير بسرعة، يا إلهي! ما طبيعة هذا الشاب! لا أستطيع أن أتحمل!
كانت مزاجي متعكراً طوال الطريق، إلى أن وصلت إلى المنزل، هناك رائحة البطاطس المقلية أنستني كل شيء وتعدل مزاجي كلياً، ما أجمل الطعام!
بدلت ملابسي بسرعة وجلست مع أمي في المطبخ، ساعدتها في تحضير الطعام ثم تناولناه معاً، فقد كان والدي غائبا..