الفصلالخامسعشر
تحدث لزين قائلًا : زين أنت بتعيط بجد ؟؟
فيه إيه يا زين إيه حصل ؟!
زين : ولا حاجه يا يوسف ، بس شويه تعب مش أكتر ، هقوم أروح أرتاح .
يوسف : تعب إيه بس إللي يعمل فيك كده ؟؟
وبعدين تروح فين وتسبني في يوم زي ده ؟!
احنا مش صحاب وأخوات ؟؟
زين : أكيد صحاب وأخوات .
يوسف بمرح: خلاص بقى قول ليا مالك إيه حصل قلبك بالشكل ده ؟!
وفين ليلى ؟؟
..
تنهد يوسف بقوه وكأنه يستأصل قلبه من موضوعه ، يحاول إستجماع قواه جُلها ليخبره عما بداخله ، إخباره بكل ما حدث سواء أكان بالصيدليه أو ذاك العجوز الذي يراوده في كل مكان يذهب إليه ، أو حتى ما حدث مع ليلى ...
تحدث : حاضر يا يوسف هحكي ليك ، هحكي ليك على كل حاجه ، الصيدليه والعجوز وخناق ليلى ، بس مش دلوقت ، لما تخلص الفرح وتروق هحكي ليك .
يوسف بشرود : عجوز ؟؟
عجوز إيه وصيدلية إيه؟!
لكن قبل أن يُجيب زين على أسئله يوسف رأي بطرف عينه سلمى تقترب منهم فتحدث : بعدين يا يوسف بعدين .
أما عن سلمى فـ بدأت تستعد لتنفيذ ما تُريد ، ها هي الفرصه أصبحت مواتيه للبدء بأول ضحاياها في هذا الحفل ، أما عن تلك الروح التي تحملها فـ بدأت تشتعل وتزداد غضبًا تود أن تحرق المكان بأكمله ، تود لو أنها تفصل رؤسهم عن أجسادهم وتستمتع بـ لون الدماء التي سـ تتناثر في المكان ، حاولت السيطره على روحها بكل ما أُتت من قوه حتى لا ينتبه لها أحد فلم يحن الوقت بعد حتى تثور تلك الروح ويخرج ذاك الجني الناري إلى المكان .
اقتربت بهدوء من يوسف ذاك الجالس على ركبتيه يُعطيها ظهره .
في تلك اللحظه التي وصل سديم إلى المكان بصحبه آسر ، بدأ سريًعا يبحث بعينه على يوسف حتى رآه .
أشار إلى آسر متحدث : يوسف هناك أهو ، لكن إيه القوه دي ؟؟
إيه السحابه دي؟!
آسر برعب : قولت ليك إن في روح جن ناري في المكان ، روح قويه جدًا لكن فين مش عارف ، حاول تكشفها بسرعه بسرعه .
سديم بهدوء : حاضر .
جلس أرضًا مُربعًا قدميه واضع كفيه على ركبتيه مغمض عينه ، يُردد بعض الكلمات غير المفهومه ، هي طقوسه الخاصه ، أغمض العينين تارك روحه تتسرب داخل أجساد المتواجدين للبحث عن ذاك الجسد الذي يحمل الروح الشريره .
روحه تنتقل بين هذا وذاك ، تنتقل بين هذه وتلك دون فائده لا شيء ، لا أحد .
لكن للحظه انتفض من موضعه حين اصطدمت روحه بجسد سلمى ، انتفض من موضعه من قوه الصد الذي حدث له فور اختراق الجسد .
أفاق من حالته سريعًا ثم تحدث : آسر ، آسر في هنا جني ناري ، دي مش مجرد روح يا آسر .
ده ملك ناري ملك دموي .
آسر بصدمه : ملك نااري؟!
ده إللي كنت خايف منه ،ده هنبعده عن هنا إزاي ؟!
ده قادر يقتلنا احنا الاتنين ؟
سديم : مبقاش وقت، مبقاش في وقت ، أنا هحاول أشغله مهما حصل حتى لو بموتي ، وأنا لو موتت كمل الطريق .
آسر : أنت بتقول إيه لا مش ينفع تموت .
سديم : مبقاش وقت ، مبقاش وقت للنقاش يا آسر اسمع الكلام دون نقاش .
للحظه انتبهت سلمى للروح التي حاولت اختراق جسدها ، أو بالأحرى انتبه الملك الناري للأمر ، نظر حوله يبحث عن تلك الروح لكنه لم يرى شيء ، حاول أن يُسرع في إنهاء الأمر سريعًا قبل أن يحدث شيء ما يُفسد الأمور .
توقفت سلمى للحظه ومن ثم ابتسمت ابتسامتها تلك ، أخرجت سكينها من حقيبتها وفي طرف عين هزتها في السماء لتضرب بها عنق يوسف .
تلك اللحظه التي وقف بها آسر وسديم موضعهم في صدمه ، كانت حركات الملك الناري أسرع .
تنفيذه للأمر كان أسرع من حركتهم في إلهاءه ، وقفا في صدمه وكأنهما يرثيان أحلامهم في العوده مجددًا إلى عالمهم ، للحظه وقفا في صدمه ينظرون إلى آمالهم وأحلامهم وهي تتبخر أمام أعينهم ، مما لا شك فيه أن دور موتهم هو القادم بعد موت يوسف لا شك في هذا الأمر .
هزت سلمى يدها إلى السماء بتلك السكين التي تعلقت عيني زين عليها بصدمه لا يستطيع تصديق ما يرى حتى أن الأمر قد كان أسرع من أن يتحرك ليفتدي صديقه ....
لكن المفاجئه التي صدى صوتها في أرجاء المكان هو صوت طلقات النيران ، طلقات نيران ثلاثه موجهه إلى منتصف جبهة سلمى لتسقط على الأرض صريعه ، لتسقط على الأرض ويخرج منها أصوات هزت قلوب المتواجدين ، تشنجات وأصوات صريخ مرعبه .
سقطت سلمى أرضًا ميته بتلك الروح التي كانت تحملها وسكينها الذي سقط بجانبها قبل أن تفصل رأس يوسف عن جسده .
صدمه من جميع المتواجدين نظرات إلى تلك الجثه الهامده ، يوسف يحاول تخيل ما كان سيحدث ، تلك التي سقط هاتفها من يدها فور أن رأت الدماء تنسال في المكان فسقطت أرضًا مُغشى عليها .
تحرك يوسف بسرعه إلى اصالة ، حملها واتجه بها إلى غرفتها يحاول إفاقتها .
أما عن سديم وآسر فقد نظر بعضهم إلى بعض بصدمه لا يكادوا يصدقون ما حدث ولا يستوعبونه .
آسر بصدمه : إيه إللي حصل!!
سديم بنظره لا تقل صدمه عن نظرات آسر : مش عارف !!
آسر : الجسد إللي كان حامل الروح مات !!
السحابه اختفت ، وريح الشر اتبخر ، أنا مش فاهم حاجه !؟
نظر سديم حوله يُمنى ويُسرى وكأنه يبحث عن شيء ما ، لكنه لا لم يعثر على شيء أجاب بشرود : مش الجسد بس اللي مات ، روح الملك الناري كمان ماتت ، أنت مش سمعت الأصوات إللي خرجت ؟!
وكمان اختفاء السحاب والريح .
آسر بصدمه أكبر : الروح ماتت ؟؟
إزاي ؟
مين قدر يعمل كده ؟!
هو في أرواح في المكان غيرنا ؟؟
في جان في المكان غيري أنا وأنت ؟؟
سديم : أنا مش عارف ، أنا مش قادر أستوعب حاجه من إللي حصلت !!
إزاي الروح دي ماتت ومين أصلًا إللي ضرب النار على الجسد ؟!
طلق الرصاص جى من ناحيه الباب ، إيه إللي بيحصل ؟!
آسر : مش عارف ، بس مش مهم ، مش مهم خالص
أهم حاجه إن يوسف بخير وإن الجن الناري مات .
سديم : الموضوع بقى خطر ، طالما عرفوا مكان يوسف مش هيسبوه ، الموضوع لازم يخلص بسرعه .
آسر : طيب وناوي تعمل إيه؟!
سديم : هقولك لكن في وقته ، تعال ورايا على المكتبه .
آسر : حاضر .
المكان بدأ يمتليء ضجيج وصخب من هول ما حدث ، حاله قتل في المكان ، تحرك عامر سريعًا حيث تلك الجثه الهامده وتحدث بصوت جاعوري : محدش يقرب من الضحيه ، ومحدش يخرج من المكان ، هبلغ الشرطه حالًا.
شريف : حاضر لحظه هقفل الباب ، الكل يرتاح يا جماعه .
أخرج عامر هاتفه سريعًا ومن ثم حادث الشرطه الحضور إلى المكان .
لم يمر وقت طويل حتى أتت الشرطه ، تفقدوا المكان ، الجثه ، بعض الاستجوابات السريعه من شهود العيان ، وصول الطب الشرعي وحمل الجثه من المكان ...
أما عن زين الذي ظل موضعه على كرسيه وكأن عقله أصبح قنبله ستنفجر في لحظه ما .
صدمه ما رأي جعله يفقد الحركه أو الحديث أو إبداء أي رد فعل .
سلمى تُقتل ؟!
سلمى كانت تُحاول قتل يوسف ؟!
يا الله ما كل ذاك الذي يحدث ، للحظه توقف على حديث تلك التي خرجت من المكان مُهروله (ماشي يا زين ، إللي أنت عايز تعمله اعمله أنا مش هوريك وشي تان ، حقك عليا لكن ورحمه أمي يا زين سلمى دي ما هسبها حتى لو وصلت أني أقتلها يا زين فاهم ؟؟)
انتفض من موضعه في طرفه عينه يحاول استبعاد تلك الفكره التي بدأت تُزين رأسه ، ليلى ؟!
أيعقل أن تكون هي من فعلت ذاك ؟؟
هز رأسه بـ قوه يحاول إبعاد تلك الفكره تمامًا من رأسه قائلًا ليس من الممكن أن تفعل هي هذا .
من المؤكد أن ما قالته كان مجرد حديث في وقت غضب لا أكثر ، لكن ...لكن هي أقسمت أن تقتلها .
حتى وإن كانت هي من فعلت ذلك أيجب أن أسخط عليها وأخبر الشرطه بما حدث ؟
أم أكون شاكر لها على ما فعلته من إنقاذ يوسف ؟
تنهد بقوه وكأن عقله سيُجن ، قرر أخيرًا إنهاء الأمر والذهاب سريعًا إلى يوسف وأصالة للاطمئنان عليه بعدما حدث ... يا له من حظ عثِر لهما هما الاثنين ، و كأن قلبها كان على يقين أن تلك الفرحه لن تكتمل فتحول فرحها إلى شيء من الحزن والموت والدماء .
وكأن الحياه مُصره على عنادهم ، كأنها مُصره على زرع الحزن في قلبهم حتى في أشد وأعظم أوقات فرحهم .
تحرك بهدوء جهه غرفه أصالة ، طرق الباب بهدوء فأُمر له بالدلوف.
زين : ها يا يوسف أصالة فاقت ؟؟
يوسف بحزن : اه فاقت ، تعال اتفضل .
زين : خير إن شاء الله ، هي تقريبًا لما شافت الدم أغمى عليها بس
يوسف : تقريبًا كده ، ها يا أصالة بقيتي أفضل ؟!
أصالة : الحمد لله الحمد لله ، بس إيه إللي حصل أنا مش عارفه أستوعب إيه إللي حصل .
أنا كنت برن على ليلى و فجأه سمعت الضرب ولقيت إللي حصل ، فيه إيه؟؟
يوسف : والله مش عارف والله أنا ببص ورايا لقيت كل إللي حصل ده ، يمكن زين هو إللي قدر يشوف لأن وشه كان ناحيتهم .
اصالة : إيه إللي حصل يا زين ؟
زين بتنهيده : مش عارف والله ، أنا كنت بتكلم مع يوسف و فجأه لقيت سلمى بتخرج سكين من شنطنها وبترفعها في الجو ، لكن قبل ما تنزل جى صوت الرصاص ووقعت ميته ، وخرج منها الأصوات الغريبه دي ، وعمي عمار كلم الشرطه جت وعملت اللازم وخدوا الجثه ومشيوا .
أصالة برعب : سكينه إيه أو كانت عايزه تعمل بيها إيه ، وكمان مين إللي ضرب النار ؟!
يوسف : مش عارف صدقيني ، لا شوفت إللي ضرب ولا أعرف إيه اللي حصل .
أنا نفسي دماغي هتنفجر مش عارف فيه إيه .
اصالة : طيب ليلى راحت فين ؟!
زين بتنهيده : ليلى ؟
لا هي خرجت كانت راحه تجيب طلب وجايه ، بس برده مش عارف اتأخرت ليه هروح اتصل عليها و أشوفها فين !
يوسف : ماشي يا زين روح .
زين : بعد إذنكم .
صمت يوسف للحظات ثم وجه حديثه إلى اصالة متحدث : إنتِ كويسه دلوقت ؟!
أصالة : اه الحمد لله ، وأنت كويس ؟!
يوسف: اه كويس ، لكن الموضوع إللي حصل مش طبيعي يا أصالة ، كل إللي حصل ده مش طبيعي .
اصالة : إزاي مش فاهمه ؟!
يوسف : الأصوات إللي خرجت من البنت وهي بتموت أصوات أنا عارفها كويس ، دي أصوات حرب أرواح .
أصالة برعب : يعني إيه ؟!
يوسف : مش عارف ، حقيقي مش عارف بس الأصوات دي أصوات أرواح وجان أنا عارفهم كويس بخبره تعاملي للموضوع ده قبل كده كتير .
فيه إيه يا زين إيه حصل ؟!
زين : ولا حاجه يا يوسف ، بس شويه تعب مش أكتر ، هقوم أروح أرتاح .
يوسف : تعب إيه بس إللي يعمل فيك كده ؟؟
وبعدين تروح فين وتسبني في يوم زي ده ؟!
احنا مش صحاب وأخوات ؟؟
زين : أكيد صحاب وأخوات .
يوسف بمرح: خلاص بقى قول ليا مالك إيه حصل قلبك بالشكل ده ؟!
وفين ليلى ؟؟
..
تنهد يوسف بقوه وكأنه يستأصل قلبه من موضوعه ، يحاول إستجماع قواه جُلها ليخبره عما بداخله ، إخباره بكل ما حدث سواء أكان بالصيدليه أو ذاك العجوز الذي يراوده في كل مكان يذهب إليه ، أو حتى ما حدث مع ليلى ...
تحدث : حاضر يا يوسف هحكي ليك ، هحكي ليك على كل حاجه ، الصيدليه والعجوز وخناق ليلى ، بس مش دلوقت ، لما تخلص الفرح وتروق هحكي ليك .
يوسف بشرود : عجوز ؟؟
عجوز إيه وصيدلية إيه؟!
لكن قبل أن يُجيب زين على أسئله يوسف رأي بطرف عينه سلمى تقترب منهم فتحدث : بعدين يا يوسف بعدين .
أما عن سلمى فـ بدأت تستعد لتنفيذ ما تُريد ، ها هي الفرصه أصبحت مواتيه للبدء بأول ضحاياها في هذا الحفل ، أما عن تلك الروح التي تحملها فـ بدأت تشتعل وتزداد غضبًا تود أن تحرق المكان بأكمله ، تود لو أنها تفصل رؤسهم عن أجسادهم وتستمتع بـ لون الدماء التي سـ تتناثر في المكان ، حاولت السيطره على روحها بكل ما أُتت من قوه حتى لا ينتبه لها أحد فلم يحن الوقت بعد حتى تثور تلك الروح ويخرج ذاك الجني الناري إلى المكان .
اقتربت بهدوء من يوسف ذاك الجالس على ركبتيه يُعطيها ظهره .
في تلك اللحظه التي وصل سديم إلى المكان بصحبه آسر ، بدأ سريًعا يبحث بعينه على يوسف حتى رآه .
أشار إلى آسر متحدث : يوسف هناك أهو ، لكن إيه القوه دي ؟؟
إيه السحابه دي؟!
آسر برعب : قولت ليك إن في روح جن ناري في المكان ، روح قويه جدًا لكن فين مش عارف ، حاول تكشفها بسرعه بسرعه .
سديم بهدوء : حاضر .
جلس أرضًا مُربعًا قدميه واضع كفيه على ركبتيه مغمض عينه ، يُردد بعض الكلمات غير المفهومه ، هي طقوسه الخاصه ، أغمض العينين تارك روحه تتسرب داخل أجساد المتواجدين للبحث عن ذاك الجسد الذي يحمل الروح الشريره .
روحه تنتقل بين هذا وذاك ، تنتقل بين هذه وتلك دون فائده لا شيء ، لا أحد .
لكن للحظه انتفض من موضعه حين اصطدمت روحه بجسد سلمى ، انتفض من موضعه من قوه الصد الذي حدث له فور اختراق الجسد .
أفاق من حالته سريعًا ثم تحدث : آسر ، آسر في هنا جني ناري ، دي مش مجرد روح يا آسر .
ده ملك ناري ملك دموي .
آسر بصدمه : ملك نااري؟!
ده إللي كنت خايف منه ،ده هنبعده عن هنا إزاي ؟!
ده قادر يقتلنا احنا الاتنين ؟
سديم : مبقاش وقت، مبقاش في وقت ، أنا هحاول أشغله مهما حصل حتى لو بموتي ، وأنا لو موتت كمل الطريق .
آسر : أنت بتقول إيه لا مش ينفع تموت .
سديم : مبقاش وقت ، مبقاش وقت للنقاش يا آسر اسمع الكلام دون نقاش .
للحظه انتبهت سلمى للروح التي حاولت اختراق جسدها ، أو بالأحرى انتبه الملك الناري للأمر ، نظر حوله يبحث عن تلك الروح لكنه لم يرى شيء ، حاول أن يُسرع في إنهاء الأمر سريعًا قبل أن يحدث شيء ما يُفسد الأمور .
توقفت سلمى للحظه ومن ثم ابتسمت ابتسامتها تلك ، أخرجت سكينها من حقيبتها وفي طرف عين هزتها في السماء لتضرب بها عنق يوسف .
تلك اللحظه التي وقف بها آسر وسديم موضعهم في صدمه ، كانت حركات الملك الناري أسرع .
تنفيذه للأمر كان أسرع من حركتهم في إلهاءه ، وقفا في صدمه وكأنهما يرثيان أحلامهم في العوده مجددًا إلى عالمهم ، للحظه وقفا في صدمه ينظرون إلى آمالهم وأحلامهم وهي تتبخر أمام أعينهم ، مما لا شك فيه أن دور موتهم هو القادم بعد موت يوسف لا شك في هذا الأمر .
هزت سلمى يدها إلى السماء بتلك السكين التي تعلقت عيني زين عليها بصدمه لا يستطيع تصديق ما يرى حتى أن الأمر قد كان أسرع من أن يتحرك ليفتدي صديقه ....
لكن المفاجئه التي صدى صوتها في أرجاء المكان هو صوت طلقات النيران ، طلقات نيران ثلاثه موجهه إلى منتصف جبهة سلمى لتسقط على الأرض صريعه ، لتسقط على الأرض ويخرج منها أصوات هزت قلوب المتواجدين ، تشنجات وأصوات صريخ مرعبه .
سقطت سلمى أرضًا ميته بتلك الروح التي كانت تحملها وسكينها الذي سقط بجانبها قبل أن تفصل رأس يوسف عن جسده .
صدمه من جميع المتواجدين نظرات إلى تلك الجثه الهامده ، يوسف يحاول تخيل ما كان سيحدث ، تلك التي سقط هاتفها من يدها فور أن رأت الدماء تنسال في المكان فسقطت أرضًا مُغشى عليها .
تحرك يوسف بسرعه إلى اصالة ، حملها واتجه بها إلى غرفتها يحاول إفاقتها .
أما عن سديم وآسر فقد نظر بعضهم إلى بعض بصدمه لا يكادوا يصدقون ما حدث ولا يستوعبونه .
آسر بصدمه : إيه إللي حصل!!
سديم بنظره لا تقل صدمه عن نظرات آسر : مش عارف !!
آسر : الجسد إللي كان حامل الروح مات !!
السحابه اختفت ، وريح الشر اتبخر ، أنا مش فاهم حاجه !؟
نظر سديم حوله يُمنى ويُسرى وكأنه يبحث عن شيء ما ، لكنه لا لم يعثر على شيء أجاب بشرود : مش الجسد بس اللي مات ، روح الملك الناري كمان ماتت ، أنت مش سمعت الأصوات إللي خرجت ؟!
وكمان اختفاء السحاب والريح .
آسر بصدمه أكبر : الروح ماتت ؟؟
إزاي ؟
مين قدر يعمل كده ؟!
هو في أرواح في المكان غيرنا ؟؟
في جان في المكان غيري أنا وأنت ؟؟
سديم : أنا مش عارف ، أنا مش قادر أستوعب حاجه من إللي حصلت !!
إزاي الروح دي ماتت ومين أصلًا إللي ضرب النار على الجسد ؟!
طلق الرصاص جى من ناحيه الباب ، إيه إللي بيحصل ؟!
آسر : مش عارف ، بس مش مهم ، مش مهم خالص
أهم حاجه إن يوسف بخير وإن الجن الناري مات .
سديم : الموضوع بقى خطر ، طالما عرفوا مكان يوسف مش هيسبوه ، الموضوع لازم يخلص بسرعه .
آسر : طيب وناوي تعمل إيه؟!
سديم : هقولك لكن في وقته ، تعال ورايا على المكتبه .
آسر : حاضر .
المكان بدأ يمتليء ضجيج وصخب من هول ما حدث ، حاله قتل في المكان ، تحرك عامر سريعًا حيث تلك الجثه الهامده وتحدث بصوت جاعوري : محدش يقرب من الضحيه ، ومحدش يخرج من المكان ، هبلغ الشرطه حالًا.
شريف : حاضر لحظه هقفل الباب ، الكل يرتاح يا جماعه .
أخرج عامر هاتفه سريعًا ومن ثم حادث الشرطه الحضور إلى المكان .
لم يمر وقت طويل حتى أتت الشرطه ، تفقدوا المكان ، الجثه ، بعض الاستجوابات السريعه من شهود العيان ، وصول الطب الشرعي وحمل الجثه من المكان ...
أما عن زين الذي ظل موضعه على كرسيه وكأن عقله أصبح قنبله ستنفجر في لحظه ما .
صدمه ما رأي جعله يفقد الحركه أو الحديث أو إبداء أي رد فعل .
سلمى تُقتل ؟!
سلمى كانت تُحاول قتل يوسف ؟!
يا الله ما كل ذاك الذي يحدث ، للحظه توقف على حديث تلك التي خرجت من المكان مُهروله (ماشي يا زين ، إللي أنت عايز تعمله اعمله أنا مش هوريك وشي تان ، حقك عليا لكن ورحمه أمي يا زين سلمى دي ما هسبها حتى لو وصلت أني أقتلها يا زين فاهم ؟؟)
انتفض من موضعه في طرفه عينه يحاول استبعاد تلك الفكره التي بدأت تُزين رأسه ، ليلى ؟!
أيعقل أن تكون هي من فعلت ذاك ؟؟
هز رأسه بـ قوه يحاول إبعاد تلك الفكره تمامًا من رأسه قائلًا ليس من الممكن أن تفعل هي هذا .
من المؤكد أن ما قالته كان مجرد حديث في وقت غضب لا أكثر ، لكن ...لكن هي أقسمت أن تقتلها .
حتى وإن كانت هي من فعلت ذلك أيجب أن أسخط عليها وأخبر الشرطه بما حدث ؟
أم أكون شاكر لها على ما فعلته من إنقاذ يوسف ؟
تنهد بقوه وكأن عقله سيُجن ، قرر أخيرًا إنهاء الأمر والذهاب سريعًا إلى يوسف وأصالة للاطمئنان عليه بعدما حدث ... يا له من حظ عثِر لهما هما الاثنين ، و كأن قلبها كان على يقين أن تلك الفرحه لن تكتمل فتحول فرحها إلى شيء من الحزن والموت والدماء .
وكأن الحياه مُصره على عنادهم ، كأنها مُصره على زرع الحزن في قلبهم حتى في أشد وأعظم أوقات فرحهم .
تحرك بهدوء جهه غرفه أصالة ، طرق الباب بهدوء فأُمر له بالدلوف.
زين : ها يا يوسف أصالة فاقت ؟؟
يوسف بحزن : اه فاقت ، تعال اتفضل .
زين : خير إن شاء الله ، هي تقريبًا لما شافت الدم أغمى عليها بس
يوسف : تقريبًا كده ، ها يا أصالة بقيتي أفضل ؟!
أصالة : الحمد لله الحمد لله ، بس إيه إللي حصل أنا مش عارفه أستوعب إيه إللي حصل .
أنا كنت برن على ليلى و فجأه سمعت الضرب ولقيت إللي حصل ، فيه إيه؟؟
يوسف : والله مش عارف والله أنا ببص ورايا لقيت كل إللي حصل ده ، يمكن زين هو إللي قدر يشوف لأن وشه كان ناحيتهم .
اصالة : إيه إللي حصل يا زين ؟
زين بتنهيده : مش عارف والله ، أنا كنت بتكلم مع يوسف و فجأه لقيت سلمى بتخرج سكين من شنطنها وبترفعها في الجو ، لكن قبل ما تنزل جى صوت الرصاص ووقعت ميته ، وخرج منها الأصوات الغريبه دي ، وعمي عمار كلم الشرطه جت وعملت اللازم وخدوا الجثه ومشيوا .
أصالة برعب : سكينه إيه أو كانت عايزه تعمل بيها إيه ، وكمان مين إللي ضرب النار ؟!
يوسف : مش عارف صدقيني ، لا شوفت إللي ضرب ولا أعرف إيه اللي حصل .
أنا نفسي دماغي هتنفجر مش عارف فيه إيه .
اصالة : طيب ليلى راحت فين ؟!
زين بتنهيده : ليلى ؟
لا هي خرجت كانت راحه تجيب طلب وجايه ، بس برده مش عارف اتأخرت ليه هروح اتصل عليها و أشوفها فين !
يوسف : ماشي يا زين روح .
زين : بعد إذنكم .
صمت يوسف للحظات ثم وجه حديثه إلى اصالة متحدث : إنتِ كويسه دلوقت ؟!
أصالة : اه الحمد لله ، وأنت كويس ؟!
يوسف: اه كويس ، لكن الموضوع إللي حصل مش طبيعي يا أصالة ، كل إللي حصل ده مش طبيعي .
اصالة : إزاي مش فاهمه ؟!
يوسف : الأصوات إللي خرجت من البنت وهي بتموت أصوات أنا عارفها كويس ، دي أصوات حرب أرواح .
أصالة برعب : يعني إيه ؟!
يوسف : مش عارف ، حقيقي مش عارف بس الأصوات دي أصوات أرواح وجان أنا عارفهم كويس بخبره تعاملي للموضوع ده قبل كده كتير .