الفصل السابع عشر

كان لوراندو جالسًا بسيارته بأعين ناعسة وهو يركز نظرة علي باب منزلهم، كان ينتظر مغادرة رونا للمنزل كما هاتفته انجيلا البارحة تخبره، فرك عينه بملل وكاد يمكل النصف ساعة بانتظارها وهي لم تخرج بعد.

تحمس يفرك كفية وهو يراها تتحرك بهدوء خارج المنزل وابتسامة تحتل شفتيها، ليدير محرك السيارة استعدادً للحاق بها .

كانت رونا شديدة السعادة مما حد داخل منزل زوجها، تلك الفرصة لن تكرر وقد خدمتها بجذب انظار سام عنها تماماً، خاطبت جوزيف صبحًا تخبره ما حدث ليوافق علي مقابلتها بأحد المقاهى النائية حتى لا يراهم احد .

قادت سيارتها بسعادة بينما صوت أحدى الاغاني المفضله لها يصعد وهي تردد معه بأنسجام، شعرت بالأرهاق بعدما وصلت أخيراً وقد طالت فترة قيادتها للسيارة، مطت ذراعيها براحة قبل أن تتأكد من سلامه مستحضرات تجميلها ثم غادرت بهدوء.

شاهدها لوراندو وهي تتحرك للمقهى ليسحب غطاء الرأس الملتصق بملابسه، قام أخفاء وجهه وهو يهبط متحركاً ببطئ خلفها تاركًا مسافة أمنه بينهم.

بمجرد ولوجها نظرت للجهه التي اخبرها جوزيف بجلوسه بها، كان يرتدي ملابس عصريه بنطال اسود وتيشرت ابيض هادئ، يعيد ظهره مستريحًا بجسده في الجلسة بينما يدخن أحدي سجائره، ابتسمت بأتساع وهي تخطو ناحيته ابتسم هو بخفه بينما ينهض يتلقي عناقها المرحب.

ولج لوراندو خلفها وهو يدور يرأسه حتى رأها ليتحرك جالسًا علي طاولة قريبة منهم، كان يحاول تخطي صدمة جلوسها مع جوزيف ظن لثوان أنه اخطاء باليوم فقد تكون مقابلة عاديه مع ابن عمها، لكن أمسكها ليده وتقبيل باطنها بحب جعله يخرج هاتفة حتى يستطيع التقاط صورة لهما.

ابتسمت رونا ويهي تحدثه بحب
_ لن تصدق كم أنا سعيدة مما حدث، ذلك سيتيح لي فرصة أقوي للتصرف براحة

ابتسم بحب وهو يمسك يدها بينما يتحدث بأعين لامعه
_ اتركيه رونا، أنتهت رغبتنا بالعمل معهم بل وارتفعت مقدره شركتنا أكثر منهم لذا لا يوجد داعي لبقائك معه

كم تحبه، لانت عينها وهي تنظر له بحب هو يظن أنها لم تفكر بالامر من قبل، هل كل ثانيه تفكر بذلك لكن والدها كان ليحول حياتها لجحيم بدلاً من قبول الأمر وفض تلك الشراكة التي يعتقدها سبب نجاحهم
_ أنا أتمني ذلك كل ثانيه جوزيف، لكن أبي أنت تعلمه!

حرك رأسه بيأس هو كان يعلم الأجابة مسبقًا، لكنه يحاول الوصول لأستقرار معها بأي شكل وتحت أي ظرف كان، ابتسم وهو يمسك يدها يقبلها بينما يخبرها بيعن صادقة
_ سأنتظر رونا وإن أضطرني الأمر للبقاء سنوات بأنتظارك، أنا اعشقك

_ أنا أيضًا أعشقك

كان لوراندو يجلس بأعصاب منفجره من قرب الأثنان أمامة، كان يلتقط صوره كل أقتراب لهما يعتبر وهو يدقق بأقل نظرة، ظل يصورهم أثناء نهوضهم وأقتراب رونا من أحضان جوزيف وطبع قبلة علي فمه والتحرك للمغادرة .

غادر الثنائي بينما ظل لوراندو بمكانة، كانت تسير ممسكه كف جوزيف بحب وهي تدور بعينها لتتسع عينها بصدمه وهي تري سيارة لوراندو، حاولت التماسك وهي تحافظ علي بسمتها حتى لا يشعر جوزيف بها، توقفت أمام سيارتة مقبلة وجنته وهي تخبره بهدوء مصطنع
_ ارحل أنتَ أولاً وأنا دقائق وأرحل حتى لا يرانا أحد

حرك رأسه بقبول وانخفض يقبل وجنتها وصعد بسيارته ينطلق بطريقه، ظلت واقفه لثوان حتى رأته يرحل وتحركت عائدة للداخل، دارت بعينها حتى سقط نظرها علي لوراندو الذي أظهر وجهه براحة.

أبعدت الكرسي تجلس أمامه وهي تخبره بنبره لعوبة
_ كنت بحاجه لاخفاء السيارة بشكل أفضل

نظر لها بصدمة وحافظ علي صمته تمامًا أمامها، كانت صدمته يمكن رؤيتها لتضحك بصوت مرتفع وهي تخبره بخبث
_ ما بك لما تلك الملامح علي وجهك!

_ لاشئ
حركت رأسها بقبول وهي تطرق بأصابعها علي الطاولة بينما تخبره مصطنعة التفكير
_ ماذا تظن سيحدث إن علمت جين بأمر أنجيلا! هل تقرر سجنها أم ماذا؟ ماذا سوف يحدث لجين نفسها بعد صدمتها من ستيف تعلم أن أبنتها شخص مزيف وأن نوفا ليست موجودة!

_ كيف ....
نطق بصدمة لتقاطعه متأتأة بفمها وتكمل بملامح تصلبت بغضب وحده
_ لا يهم لوراندو، أخبرتك من قبل أن تبتعد عن طريقي وأنتَ كنت طفل مطيع ما الذي حدث لك! لا يهم فكل طفل يضل الطريق يجب أن يرشده بالغ وها أنا أرشدك، أبتعد عن طريقي كما كنت والا سوف أخبر والدتك عما تخفونه جميعًا، هيا الي اللقاء

أنهت كلماتها وهي تنهض دون انتظار رده، سَب أسفل أنفاسه وهي يتحرك بغضب مغادراً، شاهدته رونا وهي بسيارتها لا يوجد معلومة لا تفيد، ذلك اليوم أستمعت لهم بالصدفه حينما وقع لوراندو بلسانه بأسمها ووجدت فرصة للأستغلال الان .
____________

_ أمي أرجوكِ أستمعي لستيف حتى

تحدثت انجيلا بتوسل بينما تجلس رفقه لليان محاولين أقناع جين التي تمتنع منذ جلوسهم، لم تجيبها لتنطق لليان مساندة لها
_ أمي ستيف بالغ ويعلم مصلحته جيداً، فقط أعطيه فرصة ليثبت وجود الفتاة

_ فرصة لما؟ هل تعلمان ما طبقة تلك الفتاة! أبني أنا ستيف ادرسون يتزوج من تلك

كان الغرور والكبر يملئ نبرتها بينما ملامحها مجعدة، زفرت انجيلا بيأس بينما حزنت ملامح لليان بضيق لتنطق بجديه
_ هل تظنين ما تفعليه أمر صحيح! هل مشكلتك الوحيدة المكانه الأجتماعية الطبقه فقط، لا يهمك ما يشعر به ستيف صحيح أنتِ لم يهمك سام حتى بينما تلقينه داخل زواج فاسد، أتعلمين أمراً ستيف محق وشجاع لا يمكنه تدمير حياته بحثًا عن مظهر اجتماعي، انتِ تخسرين تلك الحرب ذات المبادئ البالية

انطلقت بغضب مغادرة وقد سأمت ما تفعله والدتها ومازالت تحارب من أجله، نظرت انجيلا لجين لتجد ملامحها صلبة كما هي لم يبد عليها تأثر لو لثانيه! كيف يمكنها البقاء بذلك الجمود كيف اصبحت مشاعرها مبدلة لتلك الدرجة .

لم تجد ما تفعلة لتنهض هي الأخرى مغادرة، بمجرد أن اختفت نوفا عن بصرها كانت تزفر بثقل وتحركت ملامحها، لم تتوقع سماع تلك الكلمات من لليان ذلك فاجئها أو ربما أصاب قلبها بمصرع.
________________

هاتف لوراندو انجيلا كي تقابله خارج المنزل، تلصصت من لليان وهي تحرك هاربه للخارج حتى صعدت بسيارة لوراندو، لك ينتظر كثيرًا وهو ينطلق بها بعيدًا عن منزلهم.

وقف بأحدي المناطق القريبة ليلتف لها وملامحه لم تتغير عن الأنزعاج بينما يخبرها بجديه
_ رونا رأتني وتعلم بأمرك

_ ماذا
نطقت بصدمه وعدم فهم لما قاله ليتنهد وهو يسيطر علي أعصابه ويخبرها بجديه
_ لقد رأت سيارتي وعلمت بوجودي لذا أتت لي، هددتني أن تفضح أمرك لجين إن راقبتها أو فعلت أي شئ لها

_ اللعنه حقًا، كيف علمت بالأمر حتى

قالت كلماتها بحزن وضيق هي تريد تخليص سام من تلك الزيجة لتصبح هي الورطه له! تنهد لوراندو وهو يخبرها بجديه
_ لا تهتمي بالتاكيد يوجد طريق اخر لحل الأمر لا تحزني، الأن دعينا نتناول الأفطار سوياً

_ حسنًا
وافقت بأنصياع بهدوء وهي تنظر أمامها بصمت.
__________

جلس سام بالمقهى ينطق بجديه للشاب المتخصص لمراقبة سرينا
_ هل علمت عنها شئ زين!

رفع زين عينة له وهو يستمع لسؤله وهو يحرك رأسه بينما يجيبة بجديه
_ انها تعمل بالمقهى كما هي

_ ماذا! لقد ذهبت لهناك عده مرات
قالها سام بصدمة ليحرك الشاب كتفه ويؤكد
_ لا أعلم ما حدث لكني شهدتها هناك

_ هل الشاب الذي أخبرتك عنه موجود؟
تسائل بقلق خوفًا أن يكون ما حدث جعلها تخضع لجون وطلباته لكن زين حرك رأسه برفض
_ لا، عاد والده للعمل

_ حسنًا ارغب منك متابعتها الان، لا تغيب عن عينك وأن وقعت بمشكله أنجدها وأخبرني بوقتها حسنًا

_ حسنًا
_____________

اليومان الماضيان أنهمك سام بالعمل المتراكم له وحده بعد رحيل ستيف وأستراحه جين لفترة، بالاضافه لانشغاله مع أخواته ومواظبته بزيارتهم والتحقق من أوضاعهم مع الاهتمام بأمور سرينا، كان الأجهاد يقتلة لكنه لم يكن غافلا عن رونا التي استغلت الأوضاع وأصبحت تغادر كثيراً المنزل.

فقد صبره تمامًا من تصرفاتها وبداء يساوره الشك عن خيانتها، لم يكن أمامه خيار سوي مراقبتها شخصياً للتأكيد من الأمر لكنه لا يجد تلك الفرصة تمامًا بسبب أنشغاله.

لكن اليوم فرغ نفسه تمامًا واتبعها منذ خروجها ليجده تتوقف أمام بنايه مختلفة، ظل يراقبها وهي تصعد ليهبط خلفها متحركاً يمكنه شكر حظه تلك المره كون البنايه بدون حارس للعقار.


وقف مراقباً وهو يبطئ خطواته حتى وجدها تلج لأحدي الشقق، لم يعلم ما الذي عليه فعله لثوان وكان حسم أمرة ليصعد طارقًا الباب.

دقائق طوال حتى فتح له جوزيف! اتسعت عينه وهو يهتف بعدم تصديق
_ انتَ

بتلك الثانيه التي كان يحاول جوزيف بها أستجماع ذاته من هول الصدمة كان سام يلكمه بحده في وجهه، أدت لكمته لتراجع الأخر للخلف ولم يمهله فرصه وهو يكيل له سيلاً من اللكمات، كانت رونا ذهبت للخارج وهي تستمع لصوت الجلبه الحادث والذي لفت نظرها، استعت عينها بصدمه وهي تصرخ بعدم تصديق.

حان من سام التفاته لها جعلت جوزيف ينتهز الفرصه ويسدد له لكمه، تراجع قليلاً لكنه لم يتركه وهو يكمل ضربه بقوة، لم يبتعد عنه الا حينما تأكد من عدم مقدرته علي النهوض امامه مجدداً.

التفت لها يقترب منها لتتراجع بخوف متعثره بالطاولة، نظر لها بأحتقار بينما يهتف بوجهها بغضب
_ لا تفكري بالعودة لمنزلي مجددًا

قال كلماته وانطلق مغادرًا المنزل تماماً.
__________________

كان ادريان يقف أمام أبنته الباكية والتي تجلس علي الفراش بجوار جوزيف الملقي بأعياء، كان يحيط خصره بغضب وهو يهتف بحده
_ الم أقل لا تفتعلوا أي مشاكل ها، كيف سمحتو لهذا بأن يحدث

لم تجبه وهي تنظر لجوزيف بحزن كاد يجن منها، هاتفه صبحًا باكيه تخبره بما حدث ليذهب سريعًا ويقم بنقلهم لمنزله
_ هل يعلم أي شخص بذلك دون عن سام!

عضدت شفتها بقلق وهي تتذكر لوراندو واحتمال التقاطه لأحدي الصور لهم لتنطق بتوتر
_ أجل، لوراندو يعلم و.. أعتقد أنه قد يملك أحدي الصور لنا

_ ماذا؟
صرخ الأثنان بغضب وضيق من جوزيف الذي تأوه بألم، نظر لها ادريان بغضب وكاد يصرخ بوجهها ليتراجع مغادراً وهو يهتف بحده
_ انتما لا أحد يغادر هذه الغرفة حتى أعود، حسنًا

حرك الأثنان رأسهم بقبول وغادر، نظر حوزيف لها يهتف بضيق
_ لما لم تخبريني بأمر لوراندو

_ لم أرغب بازعاجك كما أني كنت أسيطر علي الوضع

أمسك يدها محاولاً منعها من الاستمرار بالبكاء، كان يرغب بتعنيفها ولومها لكنها تجلس أمامة منهارة بحزن .
_______________
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي