اوس ثائر
وصل اوس إلى مقر شركاته و مزاجه معكر لا يعرف هل بسبب ذلك المقال اللعين ام بسبب المعتوهة صاحبة المقال، لا يعرف ماذا يفعل معها من جهة متزوجة و لديها طفل و من جهة أخرى هي غنية اي ان المال لن يغريها ، و بما انها ابنة رئيس الوزراء فأحد لن يستطيع تهديدها، و لكن بماذا سيهددها؟
نادا اوس مساعده جان الذي ذهب إلى منزل سيلا في ساعات الليل المتأخرة.
-سيدي هل من تعليمات؟
تكلم اوس بغضب
-كنت تعلم اليس كذلك؟
خرجت كلمات الاخر مرتعدة
-ماذا تقصد سيدي؟
صرخ في وجهه
-كنت تعلم انها متزوجة و لديها أطفال اليس كذلك جان؟
اخفض جان بصره فهو لا يعرف ماذا يقول لرئيسه هو حقا كان يعلم أن سيلا الكاشف متزوجة لكنه فقط أراد احراج اوس ثائر لانه طفح كيله منه فأوس فعليا كما قالت سيلا الكاشف في مقالها هو مغناطيس للنساء و المتاعب دائما ما يصنع مصيبة بسبب امرأة معينة ثم يرمي جان ليصلحها له.
تكلم اوس بينما يجز على أسنانه
-الان ستجد لي طريقة او خطة للتغطية على هذا المقال اللعين، لقد أصبحت المكروه رقم واحد في هذا البلد حتى من لم يكن يعرفني اصبح يعرف عني كل تفاصيلي القذرة.
-سيدي فعلا لقد استقبلنا وابل من الاتصالات و الرسائل لكننا لا نعرف ماذا نفعل بالضبظ لإيقاف هذا؟ سيدي، شيء دائما ما يوقف اي ضجة، ما رأيك بأن نقوم بنشر الأعمال الخيرية التي تقوم بها إلى العلن و ان نقوم ببعض المقابلات التلفزية و مع الوقت الجميع سينسى، لكن عليك أن تقلل من نشاطتك مع النساء لأنه كل يومين تكون لك فضيحة مع امرأة جديدة.
في مكان عملها كانت سيلا الكاشف ترتجف بعد مقابلتها لأوس، بكت و بكت حتى نشفت دموعها لازالت تتذكر ما فعله بها قبل سبع سنوات لازالت اثاره في ذاكرتها لا تريد أن تمسح، نعم تبتسم و تظهر علامات الفرح على ملامحها نعم الكل يحسدها بسبب مكانتها، سلطتها و جمالها لكن هي تتألم من الداخل تتألم كلما تراه يعيش حياته بالطول و العرض كما لو انه لم يفعل لها شيء كما لو انه لم يدمر حياتها،كانت طفلة لم تخطو اول خطواتها بعد في هذه الحياة و داس عليها ببرود، و الذي يؤرقها فعلا انه لا يتذكرها لا يتذكر انه سلب منها حياتها و أثقل كاهلها.
لهذا هي تكرهه و لو استطاعت قتله و نزع جلده عن عظمه لفعت لأنه لا يستحق العيش لا يستحق ما هو به، كل هذه الإمبراطورية التي يعيش بها كل هذه الرفاهية هو لا يستحقها شخص يلعب بالنساء كما لو انه يلعب اللودو هو شخص مريض مختل يستحق الموت.
سيلا الكاشف لم تأخد قرار تدمير اوس ثائر من فراغ هذا الأخير دمر حياتها و هو لا يعلم
اخد منها اعز ما تملك و أثقل كاهلها، عانت من الكوابيس و الاكتئاب لسنوات بعده لذلك هي تخاطر بنفسها هكذا و تدخل نفسها في مشاكل هي في غنى عنها.
هذه الفتاة تقريبا لم ترى يوما جيدا في حياتها لذلك استقوت بهذه الطريقة لهذا لا يهمها شيء غير نفسها، تمشي بمبدأ انا و بعدي الطوفان، عانت من التنمر في كل مراحل طفولتها لكونها عربية الأصل في بلد اجنبي، رأت والدها تحمل كثيرا لكي يصل لهذا المنصب، كان عمله من ناحية و تربيتها من ناحية فسيلا يتيمة الام والدتها فارقت الحياة أثناء ولادتها لها، اي انها عانت الأمرين تنمر الناس عليها و كذلك تنمر عائلتها عليها فلطالما اشارو لها بأصابع الاتهام انها قاتلة والدتها، و عندما بلغت الواحد و العشرين تقدمت لمسابقة ملكة جمال العالم و فازت بها و في تلك الليلة المشؤومة قضى عليها اوس ثائر الدنجوان.
و منذ تلك الحادثة كرست سيلا الكاشف حياتها لتدمير اوس ثائر و من مثله و سلطت الضوء على بعض القضايا الحساسة و اكتشفت فساد أناس حساسين في المجتمع و كوادر في المجتمع.
دخل شخص ما إلى مكتب سيلا
-سيلا، سيلي لماذا تبكين؟
مسحت سيلا دموعها بسرعة و اردفت
-فقط تذكرت الحادثة، هذا كل ما في الأمر.
طبطب الشاب على كتفها
-ألم تتذكري إلى الآن هوية الفاعل.
تكلمت بغل
-لا، لم أفعل.
تكلم الشاب بينما يحضنها بين ذراعيه
-فقط لا تبكي سيلي.
تكورت داخل صدره
-دعني ابكي ارجوك فقد تحملت بما فيه الكفاية، قلبي قد جف، دعني ابكي بين ذراعيك إيان.
احتضنها إيان صديقها الوحيد و جلست تذرف دموعها بصمت لا شهقات هاربة و لا نحيب فقط دموع تسيل تأخذ مسارها على خديها.
مرت الايام على أبطالنا كل في عالمه لم يلتقيان، كل محدثات القلوب التي بقت و أبت الافواه ان ترويها لا زالت معلقة، كل له همه و كل يريد حلا لحاله، سيلا اكملت طريقها في خطتها لتدمير المدعو اوس، و ذلك الاخير يحاول بقدر المستطاع محو الفضيحة التي تسببت بها سيلا.
يوميهما متشابهان كل منهما مغمور بأعماله التي لا تنتهي تطلعت سيلا بالتلفاز وجدت برنامج يستظيف الدنجوان و يسئله عن اعماله الخيرية، تعلم هي هذه الحيلة الرخيصة تعلم أنه اخد يقوم بالأعمال الخيرية غطائا على أفعاله الطائشة التي لا تناسب سنه او مقامه.
كان الاعلامي يستقبل اتصالات التي تفيد بمدى طيبة الرجل الماثل أمامهم و كم هو رجل خير، يقوم بالأعمال الخيرية دائما و انه ساعد الكثير من الناس و قدم لهم اموالا، اخد بعضهم يتكلم عن سلسلة مستشفياته و كيف يستقبل الناس الفقراء يساعدهم و يمدهم بالدعم.
-اممم جيد سيد اوس تحاول تغطية الشمس لكني سأجعلها تحرقك.
اخدت هاتفها سجلت رقم القناة اجابها الاعداد
من دون مقدمات عرفت بنفسها
-مرحبا معكم سيلا الكاشف
-مرحبا سيدتي في ماذا نساعدك
ابتسمت بشر
-ستساعدني بأن تصلني بالبرنامج و إياك أن تغلق الخط لأي سبب، لأنك ان فعلت سأجدك و سأحطمك، اجل و لا تخبر المذيع عن اسمي قل له مدام س، ك.
بالفعل قام فريق الاعداد بإيصال المكالمة للبرنامج
تكلم المذيع
-و آخر اتصال من مدام س، ك تريد كذلك إيصال شكرها الى السيد اوس ثائر
-مرحبا سيد ايغور كيف حالك.
-انا بخير مدام، صوتك مؤلوف أتعلمين هذا سيدتي؟ اخبريني في ماذا ساعدك السيد اوس؟
ضحكت هي باستهزاء
-في الحقيقة الدنجوان لم يساعدني بشيء، سلسلة المستشفيات التي يتكلم عنها الجميع في تلك الاتصالات اكتشفت ان رئيسها ويليام فيشر يتاجر بالأعضاء هل للدنجوان دخل ام لا انا لا اعلم فلتكتشف هذا الشرطة اما انا فلا دخل لي بأن اكتشف برائته لكن من شأني ان ادينه أ معقول هناك شخص لديه سلسلة مستشفيات لا يعرف ما يدور فيها و يوضف رجلا قاتلا، انا قمت بالابلاغ عن ذلك الجراح و الشرطة قد تكون تحقق معه الآن لكن بالنسبة لتقاعصك ايها الدنجوان و بدل ان تنشغل في أمور عملك تنشغل مع النساء هذا من سيحاسبك عليه؟ و هذا سبق لسيلا الكاشف مجددا.
احمر وجه اوس غضبا اللعنة حاول أن يلملم الموضوع و الآن هاهي تلك اللعنة تانية تحدث سبق صحفي و ضجة على حسابه بغضب اردف هو
-اقطعو الاتصال حالا
تكلم المذيع بحيرة
-للأسف انها سيلا الكاشف اي اننا لا نستطيع إغلاق الاتصال
استرسلت سيلا
-انا اناشد كل من قام بأي عملية مجانية في مستشفيات الدنجوان اوس ثائر ان يسرع ليطمئن على صحته قد يكونو سرقو منه كلية و كل من توفى له فقيد في مستشفياته فليقم بنبش القبر لأني اقسم لن تجدو سوى الجلد الخارجي محشو بالصوف.
تكلم المذيع
-هل من دليل على كلامك سيدة سيلا
-الادلة لدى الشرطة و انا بصفتي صحفية سأقوم بنشرها غدا في موقعي
صرخ اوس
-انت ماذا تريدين مني يا هذه هل اذيتك في شيء
ابتلعت هي الغصة
-ربما لست أنا لكنك اذيت مئة فتاة غيري و دمرت حياتهن ناهيك عن من بيعت أعضائهم انا صوت الناس اوس ثائر انا الصوت الذي سيدمرك انت و امثالك فاحذرني.
قطعت الاتصال و داهمت الشرطة البرنامج و القو القبض على الدنجوان على المباشر.
قهقهت هي
-لأريه ان كيدي ليس ككيد باقي النساء فليحذرني من الان فصاعدا.
دخل غيث لأمه عندما سمع ضحكتها و احتضنها ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجهها
و تمتمت
-انت الشيء الوحيد الذي يخفف علي رغم مجيئك في ظروف صعبة لكنك تخفف علي.
دخل والدها ضرغام و ابتسم
-انت لماذا تضعين اوس ثائر في رأسك يا ابنتي.
-الا تراه يستحق هذا ابي.
-انت تعلمين جيدا ان ليس له علما بأمر التجارة في الأعضاء و رغم هذا قمت بتحريض العالم عليه، ماذا تريدين منه سيلا
-اريد ان اخد حق كل من ظُلم و كل من سحق بحذائه اللامع، و اجل اعلم ان ليس له يد بهذه التجارة لكن يا ابي أتريد ان تقنعني ان اوس ثائر سجله نضيف و ثروته نضيفة مئة بالمئة.
صرخ والدها في وجهها
-اجل سجله نظيف، و ابتعدي عنه لأن اوس ثائر ليس سهل و هو أن صمت لاستفزازك فهذا من أجل انك ابنتي.
تحدتث ببرود و كأنه لا توجد عاصفة مدوية تحتد بداخلها.
-ابي عزيزي انا في عمر الثامنة و العشرين و لدي طفل اي اني اعرف جيدا التفريق بين الخطأ و الصواب و صدقني لو عرفت هوية اوس ثائر الحقيقية لأمرت بقتله من تحميه يا ابي ليس سوى مجرم يستغل الضعفاء.
-الديك دليل على كلامك سيلا؟
تكلمت و الدموع متحجرة في مقلتيها
-في الواقع الدليل انت تحمله بين يديك كل يوم لكنك تأبى رؤيته.
خرج والدها صافعا الباب خلفه، تأملت غيث و ابتسمت من دون شعور بينما نهض الصغير و قام بجرها للنوم بجانبه.
اوس ثائر كان كالاسد الهائج يزرع خطواته في الأرض ذهابا و ايابا في مخفر الشرطة، الذي
يغضبه ليس سيلا الكاشف و ليس ما حدث له على المباشر، ما يغضبه في الحقيقة هو أنه كان أعمى لدرجة انه لم يميز ما يفعله وليام فيشر مدير مجموعة مستشفياته، أ لهذه الدرجة هو أعمى، أ لهذه الدرجة هو غبي، لقد كان يربي مجرما تحت كنفه.
حضر المحامي الخاص بأوس و لكن رغم ذلك لم يخرج من المخفر و خصوصا بعد البلاغات التي قدمت بحقه و بحق ويليام فيشر، استقبل ذلك المخفر الذي يقطن فيه أكثر من مئة بلاغ تلك الليلة، يعني ان هذه القضية أصعب من ما كان يظن نعم لا وجود لأي دليل ضمن ما قدمتهم الشمطاء سيلا الكاشف يفيد انه متورط غي هذه القضية لكنه واجب التحقيق معه.
أمضى اوس الليلة في المخفر و في الصباح انصب الناس بشكاويهم ضده، كما أنه أعطيِ للشرطة الأمر بتفتيش مجموعة مستشفيات اوس ثائر، على العموم في ليلة و ضحاها اصبح اوس ثائر موضوع الساعة و بات الشخص الأكثر كراهية في أوروبا ان لم يكن في العالم بأسره فهذه قضية جادة جدا لا يمكن التغاضي عنها و ما زاد الطين بلة المقال الذي نشرته سيلا بعد المقابلة مشيرة فيه للأدلة و كذا صور الناس المجني عليها و صور جميع المدانين اي ان الوسط احترق.
كان اوس خلف القظبان إلى أن رأى أجمل أنثى شاهدتها عيناه و سبب مشاكله كلها تمر من أمامه، توقع حضورها فمؤكد ستدلي بشهدتها او ستعطيهم دلائل جديدة بينما هو يفكر سأل نفسه سؤال كيف تصل هي لكل هذا.
جلست في غرفة التحقيق حوالي نصف ساعة ثم خرجت و قبل أن تخرج ارسلت له قبلة في الهواء.
نطق اوس بين أسنانه
-مستفزة لعينة سؤريكي.
راقبها حتى خرجت من المخفر تتمايل بمشيتها فسيلا أنثى بكل ما للكلمة من معنى أنثى كما قال الكتاب، جميلة بطريقة تذهب العقل و تُفقد الحواس.
استقلت سيلا سيارتها ثم أخرجت هاتفها و اتصلت بوالدها
-مرحبا ابي
-سيلا ماذا تريدين لدي اجتماع.
-بابي انا سأسافر اعتني بغيث حسنا.
-إلى أين ستذهبين سيلا
-سآخد عطلة لقد تعبت الفترة المنصرمة اسبوع او اثنين و سأعود.
-سيلا انت لن تسافري للاستجمام لدى قصري علي و على نفسك المسافات.
-ابي انا اتبع بعض الخيوط هل ارتحت الان.
-على الاقل اعرف ماذا ستفعلين يا معتوهة.
ابتسمت سيلا - المهم ان تهتم بنفسك و بغيث احبك وداعا.
اغلقت الخط من جهة و انقبض قلب والدها من جهة لكن حاول أن لا يعير لهذا الاحساس الذي ينهش احشائه اي اهتمام اكمل اجتماعه بهدوء.
اما سيلا فقد توجهت للمطار لم تأخد شيئا معها لا ملابس و لا شيء فقط حقيبة ضهرها التي تحوي بعض الأوراق المهمة، آلة التصوير جواز سفرها و حاسوبها.
استقلت الطائرة المتوجهة مباشرة نحو ولاية ميكرونيزيا المتحدة، كانت طوال الرحلة تفكر في خطتها فهي تتبع احد السياسيين الذي تشك بهم و تتبع مسار خطواته لتجمع اكبر عدد من المعلومات المهمة عنه.
بعد عدة ساعات وجدت الطائرة تهبط في مطار ولاية ميكرونيزيا ابتسمت فهي من عشاق الجو الاستوائي
همست لنفسها
-رائع! مناخ استوائي و جزر رائعة الأجواء ممتعة و حتى أن لم أجد شيئا في هذه القضية على الاقل سأكون قد استمتعت بوقتي هنا.
ذهبت مباشرة إلى الفندق الذي ستكث به و قد كان رائع بمسبح خاص كلمة رائع قليلة بحقه، فور ان استقرت و وضبت امتعتها الشبه منعدمة اهدت هاتفها للتطمئن على والدها و ابنها.
اتصلت بلورا
-مرحبا سيدتي.
-ماذا اخبرتك لورا عن الالقاب؟
-اسفة سيلا هل تريدين الحديث مع غيث.
-اجل ان كان مستيقضا.
-انه كذلك سأعطيه الهاتف.
اخد غيث من لورا الهاتف
-مرحبا مامي كيف حالك و ما سبب غيابك لماذا تركتني مامي مجددا انت لا تحبينني اليس كذاك.
-هل استطيع ان لا أحبك غيثي، ألست انت من تحب أن تقوم والدتك بأمور المغامرات.
-اجل و لكن.
-و لكن ماذا عزيزي، سأخبرك سر، انا في مهمة رسمية سنلقي القبض على شخص ما.
لمعت عينا الطفل.
-حقا مامي.
ابتسمت هي و اكملت حديثها معه ثم بعد أن انتهت غطت في نوم عميق
نادا اوس مساعده جان الذي ذهب إلى منزل سيلا في ساعات الليل المتأخرة.
-سيدي هل من تعليمات؟
تكلم اوس بغضب
-كنت تعلم اليس كذلك؟
خرجت كلمات الاخر مرتعدة
-ماذا تقصد سيدي؟
صرخ في وجهه
-كنت تعلم انها متزوجة و لديها أطفال اليس كذلك جان؟
اخفض جان بصره فهو لا يعرف ماذا يقول لرئيسه هو حقا كان يعلم أن سيلا الكاشف متزوجة لكنه فقط أراد احراج اوس ثائر لانه طفح كيله منه فأوس فعليا كما قالت سيلا الكاشف في مقالها هو مغناطيس للنساء و المتاعب دائما ما يصنع مصيبة بسبب امرأة معينة ثم يرمي جان ليصلحها له.
تكلم اوس بينما يجز على أسنانه
-الان ستجد لي طريقة او خطة للتغطية على هذا المقال اللعين، لقد أصبحت المكروه رقم واحد في هذا البلد حتى من لم يكن يعرفني اصبح يعرف عني كل تفاصيلي القذرة.
-سيدي فعلا لقد استقبلنا وابل من الاتصالات و الرسائل لكننا لا نعرف ماذا نفعل بالضبظ لإيقاف هذا؟ سيدي، شيء دائما ما يوقف اي ضجة، ما رأيك بأن نقوم بنشر الأعمال الخيرية التي تقوم بها إلى العلن و ان نقوم ببعض المقابلات التلفزية و مع الوقت الجميع سينسى، لكن عليك أن تقلل من نشاطتك مع النساء لأنه كل يومين تكون لك فضيحة مع امرأة جديدة.
في مكان عملها كانت سيلا الكاشف ترتجف بعد مقابلتها لأوس، بكت و بكت حتى نشفت دموعها لازالت تتذكر ما فعله بها قبل سبع سنوات لازالت اثاره في ذاكرتها لا تريد أن تمسح، نعم تبتسم و تظهر علامات الفرح على ملامحها نعم الكل يحسدها بسبب مكانتها، سلطتها و جمالها لكن هي تتألم من الداخل تتألم كلما تراه يعيش حياته بالطول و العرض كما لو انه لم يفعل لها شيء كما لو انه لم يدمر حياتها،كانت طفلة لم تخطو اول خطواتها بعد في هذه الحياة و داس عليها ببرود، و الذي يؤرقها فعلا انه لا يتذكرها لا يتذكر انه سلب منها حياتها و أثقل كاهلها.
لهذا هي تكرهه و لو استطاعت قتله و نزع جلده عن عظمه لفعت لأنه لا يستحق العيش لا يستحق ما هو به، كل هذه الإمبراطورية التي يعيش بها كل هذه الرفاهية هو لا يستحقها شخص يلعب بالنساء كما لو انه يلعب اللودو هو شخص مريض مختل يستحق الموت.
سيلا الكاشف لم تأخد قرار تدمير اوس ثائر من فراغ هذا الأخير دمر حياتها و هو لا يعلم
اخد منها اعز ما تملك و أثقل كاهلها، عانت من الكوابيس و الاكتئاب لسنوات بعده لذلك هي تخاطر بنفسها هكذا و تدخل نفسها في مشاكل هي في غنى عنها.
هذه الفتاة تقريبا لم ترى يوما جيدا في حياتها لذلك استقوت بهذه الطريقة لهذا لا يهمها شيء غير نفسها، تمشي بمبدأ انا و بعدي الطوفان، عانت من التنمر في كل مراحل طفولتها لكونها عربية الأصل في بلد اجنبي، رأت والدها تحمل كثيرا لكي يصل لهذا المنصب، كان عمله من ناحية و تربيتها من ناحية فسيلا يتيمة الام والدتها فارقت الحياة أثناء ولادتها لها، اي انها عانت الأمرين تنمر الناس عليها و كذلك تنمر عائلتها عليها فلطالما اشارو لها بأصابع الاتهام انها قاتلة والدتها، و عندما بلغت الواحد و العشرين تقدمت لمسابقة ملكة جمال العالم و فازت بها و في تلك الليلة المشؤومة قضى عليها اوس ثائر الدنجوان.
و منذ تلك الحادثة كرست سيلا الكاشف حياتها لتدمير اوس ثائر و من مثله و سلطت الضوء على بعض القضايا الحساسة و اكتشفت فساد أناس حساسين في المجتمع و كوادر في المجتمع.
دخل شخص ما إلى مكتب سيلا
-سيلا، سيلي لماذا تبكين؟
مسحت سيلا دموعها بسرعة و اردفت
-فقط تذكرت الحادثة، هذا كل ما في الأمر.
طبطب الشاب على كتفها
-ألم تتذكري إلى الآن هوية الفاعل.
تكلمت بغل
-لا، لم أفعل.
تكلم الشاب بينما يحضنها بين ذراعيه
-فقط لا تبكي سيلي.
تكورت داخل صدره
-دعني ابكي ارجوك فقد تحملت بما فيه الكفاية، قلبي قد جف، دعني ابكي بين ذراعيك إيان.
احتضنها إيان صديقها الوحيد و جلست تذرف دموعها بصمت لا شهقات هاربة و لا نحيب فقط دموع تسيل تأخذ مسارها على خديها.
مرت الايام على أبطالنا كل في عالمه لم يلتقيان، كل محدثات القلوب التي بقت و أبت الافواه ان ترويها لا زالت معلقة، كل له همه و كل يريد حلا لحاله، سيلا اكملت طريقها في خطتها لتدمير المدعو اوس، و ذلك الاخير يحاول بقدر المستطاع محو الفضيحة التي تسببت بها سيلا.
يوميهما متشابهان كل منهما مغمور بأعماله التي لا تنتهي تطلعت سيلا بالتلفاز وجدت برنامج يستظيف الدنجوان و يسئله عن اعماله الخيرية، تعلم هي هذه الحيلة الرخيصة تعلم أنه اخد يقوم بالأعمال الخيرية غطائا على أفعاله الطائشة التي لا تناسب سنه او مقامه.
كان الاعلامي يستقبل اتصالات التي تفيد بمدى طيبة الرجل الماثل أمامهم و كم هو رجل خير، يقوم بالأعمال الخيرية دائما و انه ساعد الكثير من الناس و قدم لهم اموالا، اخد بعضهم يتكلم عن سلسلة مستشفياته و كيف يستقبل الناس الفقراء يساعدهم و يمدهم بالدعم.
-اممم جيد سيد اوس تحاول تغطية الشمس لكني سأجعلها تحرقك.
اخدت هاتفها سجلت رقم القناة اجابها الاعداد
من دون مقدمات عرفت بنفسها
-مرحبا معكم سيلا الكاشف
-مرحبا سيدتي في ماذا نساعدك
ابتسمت بشر
-ستساعدني بأن تصلني بالبرنامج و إياك أن تغلق الخط لأي سبب، لأنك ان فعلت سأجدك و سأحطمك، اجل و لا تخبر المذيع عن اسمي قل له مدام س، ك.
بالفعل قام فريق الاعداد بإيصال المكالمة للبرنامج
تكلم المذيع
-و آخر اتصال من مدام س، ك تريد كذلك إيصال شكرها الى السيد اوس ثائر
-مرحبا سيد ايغور كيف حالك.
-انا بخير مدام، صوتك مؤلوف أتعلمين هذا سيدتي؟ اخبريني في ماذا ساعدك السيد اوس؟
ضحكت هي باستهزاء
-في الحقيقة الدنجوان لم يساعدني بشيء، سلسلة المستشفيات التي يتكلم عنها الجميع في تلك الاتصالات اكتشفت ان رئيسها ويليام فيشر يتاجر بالأعضاء هل للدنجوان دخل ام لا انا لا اعلم فلتكتشف هذا الشرطة اما انا فلا دخل لي بأن اكتشف برائته لكن من شأني ان ادينه أ معقول هناك شخص لديه سلسلة مستشفيات لا يعرف ما يدور فيها و يوضف رجلا قاتلا، انا قمت بالابلاغ عن ذلك الجراح و الشرطة قد تكون تحقق معه الآن لكن بالنسبة لتقاعصك ايها الدنجوان و بدل ان تنشغل في أمور عملك تنشغل مع النساء هذا من سيحاسبك عليه؟ و هذا سبق لسيلا الكاشف مجددا.
احمر وجه اوس غضبا اللعنة حاول أن يلملم الموضوع و الآن هاهي تلك اللعنة تانية تحدث سبق صحفي و ضجة على حسابه بغضب اردف هو
-اقطعو الاتصال حالا
تكلم المذيع بحيرة
-للأسف انها سيلا الكاشف اي اننا لا نستطيع إغلاق الاتصال
استرسلت سيلا
-انا اناشد كل من قام بأي عملية مجانية في مستشفيات الدنجوان اوس ثائر ان يسرع ليطمئن على صحته قد يكونو سرقو منه كلية و كل من توفى له فقيد في مستشفياته فليقم بنبش القبر لأني اقسم لن تجدو سوى الجلد الخارجي محشو بالصوف.
تكلم المذيع
-هل من دليل على كلامك سيدة سيلا
-الادلة لدى الشرطة و انا بصفتي صحفية سأقوم بنشرها غدا في موقعي
صرخ اوس
-انت ماذا تريدين مني يا هذه هل اذيتك في شيء
ابتلعت هي الغصة
-ربما لست أنا لكنك اذيت مئة فتاة غيري و دمرت حياتهن ناهيك عن من بيعت أعضائهم انا صوت الناس اوس ثائر انا الصوت الذي سيدمرك انت و امثالك فاحذرني.
قطعت الاتصال و داهمت الشرطة البرنامج و القو القبض على الدنجوان على المباشر.
قهقهت هي
-لأريه ان كيدي ليس ككيد باقي النساء فليحذرني من الان فصاعدا.
دخل غيث لأمه عندما سمع ضحكتها و احتضنها ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجهها
و تمتمت
-انت الشيء الوحيد الذي يخفف علي رغم مجيئك في ظروف صعبة لكنك تخفف علي.
دخل والدها ضرغام و ابتسم
-انت لماذا تضعين اوس ثائر في رأسك يا ابنتي.
-الا تراه يستحق هذا ابي.
-انت تعلمين جيدا ان ليس له علما بأمر التجارة في الأعضاء و رغم هذا قمت بتحريض العالم عليه، ماذا تريدين منه سيلا
-اريد ان اخد حق كل من ظُلم و كل من سحق بحذائه اللامع، و اجل اعلم ان ليس له يد بهذه التجارة لكن يا ابي أتريد ان تقنعني ان اوس ثائر سجله نضيف و ثروته نضيفة مئة بالمئة.
صرخ والدها في وجهها
-اجل سجله نظيف، و ابتعدي عنه لأن اوس ثائر ليس سهل و هو أن صمت لاستفزازك فهذا من أجل انك ابنتي.
تحدتث ببرود و كأنه لا توجد عاصفة مدوية تحتد بداخلها.
-ابي عزيزي انا في عمر الثامنة و العشرين و لدي طفل اي اني اعرف جيدا التفريق بين الخطأ و الصواب و صدقني لو عرفت هوية اوس ثائر الحقيقية لأمرت بقتله من تحميه يا ابي ليس سوى مجرم يستغل الضعفاء.
-الديك دليل على كلامك سيلا؟
تكلمت و الدموع متحجرة في مقلتيها
-في الواقع الدليل انت تحمله بين يديك كل يوم لكنك تأبى رؤيته.
خرج والدها صافعا الباب خلفه، تأملت غيث و ابتسمت من دون شعور بينما نهض الصغير و قام بجرها للنوم بجانبه.
اوس ثائر كان كالاسد الهائج يزرع خطواته في الأرض ذهابا و ايابا في مخفر الشرطة، الذي
يغضبه ليس سيلا الكاشف و ليس ما حدث له على المباشر، ما يغضبه في الحقيقة هو أنه كان أعمى لدرجة انه لم يميز ما يفعله وليام فيشر مدير مجموعة مستشفياته، أ لهذه الدرجة هو أعمى، أ لهذه الدرجة هو غبي، لقد كان يربي مجرما تحت كنفه.
حضر المحامي الخاص بأوس و لكن رغم ذلك لم يخرج من المخفر و خصوصا بعد البلاغات التي قدمت بحقه و بحق ويليام فيشر، استقبل ذلك المخفر الذي يقطن فيه أكثر من مئة بلاغ تلك الليلة، يعني ان هذه القضية أصعب من ما كان يظن نعم لا وجود لأي دليل ضمن ما قدمتهم الشمطاء سيلا الكاشف يفيد انه متورط غي هذه القضية لكنه واجب التحقيق معه.
أمضى اوس الليلة في المخفر و في الصباح انصب الناس بشكاويهم ضده، كما أنه أعطيِ للشرطة الأمر بتفتيش مجموعة مستشفيات اوس ثائر، على العموم في ليلة و ضحاها اصبح اوس ثائر موضوع الساعة و بات الشخص الأكثر كراهية في أوروبا ان لم يكن في العالم بأسره فهذه قضية جادة جدا لا يمكن التغاضي عنها و ما زاد الطين بلة المقال الذي نشرته سيلا بعد المقابلة مشيرة فيه للأدلة و كذا صور الناس المجني عليها و صور جميع المدانين اي ان الوسط احترق.
كان اوس خلف القظبان إلى أن رأى أجمل أنثى شاهدتها عيناه و سبب مشاكله كلها تمر من أمامه، توقع حضورها فمؤكد ستدلي بشهدتها او ستعطيهم دلائل جديدة بينما هو يفكر سأل نفسه سؤال كيف تصل هي لكل هذا.
جلست في غرفة التحقيق حوالي نصف ساعة ثم خرجت و قبل أن تخرج ارسلت له قبلة في الهواء.
نطق اوس بين أسنانه
-مستفزة لعينة سؤريكي.
راقبها حتى خرجت من المخفر تتمايل بمشيتها فسيلا أنثى بكل ما للكلمة من معنى أنثى كما قال الكتاب، جميلة بطريقة تذهب العقل و تُفقد الحواس.
استقلت سيلا سيارتها ثم أخرجت هاتفها و اتصلت بوالدها
-مرحبا ابي
-سيلا ماذا تريدين لدي اجتماع.
-بابي انا سأسافر اعتني بغيث حسنا.
-إلى أين ستذهبين سيلا
-سآخد عطلة لقد تعبت الفترة المنصرمة اسبوع او اثنين و سأعود.
-سيلا انت لن تسافري للاستجمام لدى قصري علي و على نفسك المسافات.
-ابي انا اتبع بعض الخيوط هل ارتحت الان.
-على الاقل اعرف ماذا ستفعلين يا معتوهة.
ابتسمت سيلا - المهم ان تهتم بنفسك و بغيث احبك وداعا.
اغلقت الخط من جهة و انقبض قلب والدها من جهة لكن حاول أن لا يعير لهذا الاحساس الذي ينهش احشائه اي اهتمام اكمل اجتماعه بهدوء.
اما سيلا فقد توجهت للمطار لم تأخد شيئا معها لا ملابس و لا شيء فقط حقيبة ضهرها التي تحوي بعض الأوراق المهمة، آلة التصوير جواز سفرها و حاسوبها.
استقلت الطائرة المتوجهة مباشرة نحو ولاية ميكرونيزيا المتحدة، كانت طوال الرحلة تفكر في خطتها فهي تتبع احد السياسيين الذي تشك بهم و تتبع مسار خطواته لتجمع اكبر عدد من المعلومات المهمة عنه.
بعد عدة ساعات وجدت الطائرة تهبط في مطار ولاية ميكرونيزيا ابتسمت فهي من عشاق الجو الاستوائي
همست لنفسها
-رائع! مناخ استوائي و جزر رائعة الأجواء ممتعة و حتى أن لم أجد شيئا في هذه القضية على الاقل سأكون قد استمتعت بوقتي هنا.
ذهبت مباشرة إلى الفندق الذي ستكث به و قد كان رائع بمسبح خاص كلمة رائع قليلة بحقه، فور ان استقرت و وضبت امتعتها الشبه منعدمة اهدت هاتفها للتطمئن على والدها و ابنها.
اتصلت بلورا
-مرحبا سيدتي.
-ماذا اخبرتك لورا عن الالقاب؟
-اسفة سيلا هل تريدين الحديث مع غيث.
-اجل ان كان مستيقضا.
-انه كذلك سأعطيه الهاتف.
اخد غيث من لورا الهاتف
-مرحبا مامي كيف حالك و ما سبب غيابك لماذا تركتني مامي مجددا انت لا تحبينني اليس كذاك.
-هل استطيع ان لا أحبك غيثي، ألست انت من تحب أن تقوم والدتك بأمور المغامرات.
-اجل و لكن.
-و لكن ماذا عزيزي، سأخبرك سر، انا في مهمة رسمية سنلقي القبض على شخص ما.
لمعت عينا الطفل.
-حقا مامي.
ابتسمت هي و اكملت حديثها معه ثم بعد أن انتهت غطت في نوم عميق