الدنجوان

Marionnettes`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-08ضع على الرف
  • 19.6K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

سيلا الكاشف

كانت فوق المسرح سعيدة جدا تستلم تاج ملكة جمال العالم ابنة السياسي ضرغام الكاشف، الرجل الذي قابل تحديات عديدة في بلد ليست بلده و ابنته الجميلة.
شابة في الحادية و العشرين من عمرها متألقة بجمالها الذي يخطف الأنفاس تستلم تاج دلالة على أنها أجمل نساء العالم في هذه السنة، بعد تتويجها ألقت كلمة للجميع

كانت ترتجف لا تدري خوفا و رهبة

-اولا اريد ان اشكر، أود أن اشكر لجنة التحكيم على وثوهم بي، اريد ان اشكر والدي الذي ساعدني في الوصول إلى هنا اليوم، انه اب رائع و رجل رائع، اخبرتكم منذ قليل اني .  مساعدة الناس اليس كذلك، لكني لم اخبركم بالتفاصيل انا اريد مساعدة الجميع اريد إيصال رسالة الأصوات المقموعة لذلك أنشأت موقعا بما أنني ادرس الصحافة و سأتخرح هذا العامة و بما أنني حصلت على اللقب اي اني أصبحت سفيرة السلام و النوايا الحسنة،فهذا سيجعلني اساعد الناس بشكل أفضل، اعد الجميع هنا أني سأحدث بصمة في المجتمع و ان حياتي ستكون لها معنى للجميع و كذلك موتى سيحدث ضجة.

صفق لها الجميع، ابتسمت ثم غادرت خشبة المسرح بهدوء و أناقة، كان ضرغام الكاشف فخور جدا بابنته الوحيدة و فلذة كبده فقد كانت تلمع كنجمة في السماء.

بعد كل تتويج لملكة الجمال تكون هناك حفلة لرجال الأعمال يستقبلون فيها الجميلات المرشحات، ذهبت سيلا لتلك الحفلة و قلبها غير مطمئن فهي لم يسبق لها أن ذهبت لحفلات كهذه من قبل، خصوصا انها صغيرة و ذات خبرة منعدمة في الحياة، رقيقة كالكريستال الهواء فقط يستطيع أحداث خدوش بها.

ذهبت سيلا لذلك الحفل فقط لأنه بروتوكول المسابقة هكذا و يجب عليها الذهاب لكونها المتوجه الجديدة.

فور ان دخلت الحفلة وقفت بجانب الفتيات الاخريات يتسامرن بهدوء و الانظار عليهن بالطبع فهن أجمل نساء العالم، و أجملهن كانت سيلا الكاشف.

اعتذرت منهم للذهاب إلى الحمام كان الحفل في فندق فخم،كانت في طريقها للحمامات إلى أن سمعت صوت خطوات ثقيلة ورائها و صفير يتكرر و يتكرر بشكل مستفز، نظرت ورائها لترى من يلاحقها في ردهة الفندق الخالية من اي بشر وجدت رجلا ضخم وسيما بعض الشيء لا يبدو أنه في وعيه يتطلع بها كالاسد الجائع نظراته لها كانت نظرات افتراس

تمتم هو

-تعالي الي يا صغيرة

من دون مقدمات جرت هي من أمامه محاولة الاختباء منه

تكلم بصوته الثقيل

-لا تختبئي صغيرتي سأجدك، سأجدك جميلتي

استيقظت هي بفزع وجهها يتصبب بالعراق أنفاسها تعلو و تهبط ثم تعود لتعلو و تهبط بعنف مجددا، ترتعش بطريقه عشوائية، هرع والدها إليها

-نفس الكابوس عزيزتي؟

اومئت له بمعنى نعم

احتضنها والدها و اشفق على حالها بطنها منتفخ انها في آخر أشهر الحمل، لا يرف هو كيف سيولد هذا الطفل من دون اب و من دون أم، فسيلا الكاشف اضحت جسدا بلا روح بعد تلك الحادثة، صغيرة تتعرض لهذا الحادث شيئ صعب خصوصا انه شيء حول اسعد يوم بحياتها إلى اسوء شيء قد يمر على اي فتاة، لا زالت الكوابيس تطاردها لا ترحمها و كأنه لا يكفيها ما فعلته الحياة بها، كلما حاولت النوم صوت ذلك الصفير يكسر رأسها.

أدوية الاكتئاب و النوم اصبحو منفذها الوحيد
حتى اللمعة التي كانت بعيونها ذهبت، اختفت كأنها لم تكن يوما.

دخل زوجها الى الغرفة تأملها بصمت

-هل هي بخير سيد ضرغام

تكلم الاخر بحزن

-ابنتي تضيع مني إياد، لو استطيع فقط معرفة هوية الفاعل.

اقترب زوج سيلا منها و حتضنها بهدوء

-ستتجاوزين الأمر حبيبتي، انت لها.

نامت هي بعد أن اخدت ادويتها و من ثم غادر زوجها الغرفة و تركها تتصارع لوحدها مع الكوابيس.

بعد مرور اكثر من شهرين كانت سيلا تصرخ في المشفى معلنة عن ولادة طفل جديد في الحياة، كان فصل الشتاء و أحيانا عندما تمطر السماء تأخد معها جميع الأحزان و هكذا فعلت
مع بطلك قصتنا سيلا،اوجاعها اختفت مع أول بكاء لطفلها الذي ربته داخل احشائها لتسع أشهر.

تطلعت في ملامح الطفل الصغير و زفرت

-تشبه والدك لكني سأحاول ان احبك لا تخف عزيزي انا سأحميك، سأكون لك الضهر و السند مرحبا بك في عالمي، لقد غسلت داخلي كما تغسل قطرات المطر أوراق الشجر، سواء ان  أعطيتني الفرح او الحزن سأحبك يا صغيري، السلام الداخلي الذي أشعر به و انت بين يدي يا صغير افتقدته طيلة السنين المنصرمة، مرحبا بك في حياتي غيث.

دخل والدها وجدها مبتسمة اول مرة منذ أشهر، وجهها عاد للمعته و عيناها عادت تتلئلؤ من جديد.

أثلج صدره عندما رآها هكذا دخل زوجها لها أيضا و داعب الصغير قليلا ثم ضل بجانبها هو و والدها لفترة يتسامرون عن كيفية تربيتهم للصغير غيث معا.

مضت السنوات و كبر غيث قليلا و كذلك فعلت سيلا، تتذكرون ما وعدت به في خطابها نفذته حرفا حرفا، سيلا الكاشف باتت في الآونة الأخيرة اهم صحفية على الإطلاق انها كاشفة الفاسدين و صاحبة الأنامل الذهبية، مقالاتها كثيرا ما كانت تلفت الرأي العام لها و تثير الضجة.

بدأ الأمر عندما كانت تبلغ الثالثة و العشرين عندما اكتشفت تزويرا في انتخابات البرلمان و عندما قامت بكتابة مقال عن احد الوزراء فطيرته من مكانه كالعصفور، تلك الصغيرة أصبحت فتاة خطيرة، فتاة يحسب لها ألف حساب قبل أن يدوس أحدهم على طرفها.

كانت في احد الندوات الصحفية سألها أحدهم

-كيف كان مسارك سيلا الكاشف، كيف انتقلت من ملكة جمال العالم إلى اهم صحفية إلى فى هذا العقد.

ابتسمت هي و تحدثت بإتزان

-ان كنتم كلفتم نفسكم و اجريتم بحثا صغيرا كنتم ستجدون ان كل ما حققته الان انا سبق أن تخدتث عنه سواء في خطاب تخرجي او في خطاب تتويجي كملكة جمال و انا افعل ما اقول و لا أقول ما أفعل.

-هل أتى مع هذا النجاح العملي نجاحا في حياتك الشخصية أيضا، حدثينا قليلا سيلا الكاشف عن حياتك الشخصية فنحن لا نعرف سوى انك ابنة رئيس الوزراء الجديد ضرغام الكاشف، سيلا الكاشف هل في حياتها احد خصوصا انك أنثى كما قال الكتاب.

ضحكت سيلا و اردفت

-انا سيلا الكاشف أعلن للجميع أنني متزوجة و لدي طفل يبلغ من العمر اربع سنوات، انا احب ان تكون حياتي الشخصية بعيدة عن كل الكاميرات و الشاشات لكن يبدو اني بالغت في اخفائي الأمر.

-هل تزوجت بدون حفل زفاف

-اجل فعلت لقد كنت انذاك قد تخليت عن لقب ملكة جمال العالم و كان العالم بأسره يطاردني لمعرفة السبب و خفت ان يلفق الناس تهمة لزوجي بأنه سبب رغبتي في التخلي عن اللقب لذلك فضلت عدم إقامة اي حفل.

-سيلا الكاشف لماذا حقا تخليت عن اللقب

-اولا لأنه حصل لي حادث صغير يوم التتويج ثانيا لأني فضلت ان اكون سيلا على أن أكون ملكة جمال العالم سيلا الكاشف انه اسم طويل جدا و تفاصيل تافهة بالنسبة لي، كان يجب أن اتصنع في كل ثانية من حياتي حتى احافظ على لقبي لذلك قمت بذلك و تخليت عنه و خصوصا اني اكتشفت انني لا احتاج لأن اكون سفيرة سلام لأفعل ما اريد و أحقق ما لطالما حلمت به، و هذا خير برهان على ذلك انا أقف أمامكم و اعد من أكثر عشر نساء ناجحات في العالم، في الماضي كانت قدوتي أوبرا وينفري الان أصبحت انافسها على نفس القائمة ثقوا بأحلامكم يا ناس فرئيس الوزراء غادر بلده و استقر في بلد أوربي لا يعرف حتى لغته و الآن بات يحكمه و انا ها انا هنا اعطي دروسا و مواعض.

تكلمت سيلا مع والدها

-لقد قلت اشياء رائعة قبل سنتين رغم اني كنت صغيرة في السادسة و العشرين لكن هذه الندوة من اقرب الندوات إلى قلبي.

-اجل معك حق كنت واثقة من نفسك بطريقة رائعة كأنك لست انت التي تعانين من اكتئاب حاد إلى الآن.

-انا بخير ابي.

-انت لست كذلك اسمعك تصرخين بسبب الكوابيس كل ليلة، هل اتصلت بإياد.

-لماذا سأتصل به ابي اخبرتك مئة مرة ان غيث لا يحبه و انا لن اضغط على غيث في هذا الأمر ابي انت تعلم ما بمثله غيث لي انه ليس فقط ابني، بل بصيص الأمل الذي اخرجني من الضلمات إلى النور، الهدية الاي قدمها لي الله من فضله، غيث هو عوض الله لي.

جرى غيث إلى حضنها بعد أن جاء من المدرسة فهو في السادسة الان.

-مرحبا مامي كيف حالك؟

-بخير حبيبي و انت كيف حالك؟

-بخير مامي.

-كيف كانت المدرسة؟

-انها جيدة، تعلمين مامي الجميع يقول لي امك تقوم بعمل رائع، انا فخور بك مامي لقد طلبت من م بيتي لورا ان تصبع لي كنزة صوفية مكتوب عليها انا ابن سيلا الكاشف، الجميع يحبك امي.

تكلم ضرغام

-انا ايضا فخور بك خصوصا بعد أن كشفتي ما يدور في مصنع الكولا، لقد حللت قضية ارقت الشرطة و ارقتني انا شخصيا انت لا تعرفين كم من الشكايات كنت استلم بسبب ذلك الوضع.

-اجل خصوصا ان انجازاتي تنسب لك بكونك الاب و الراعي لي.

-لو رأتك والدتك هكذا لكانت فخورة جدا بك، لكن دعينا نوضح انك ما كنت ستصلين لهذا النجاح الساحق لو كانت امك على قيد الحياة.

-لما بابي

-لأنها كانت ستخاف عليك نسيم الهواء العليل.

-رغم أنها ماتت أثناء ولادتي و اني لم أراها من قبل الا اني اشتقت لها كثيرا، اتمنى لو كانت فقط معي الآن و ليذهب النجاح إلى الجحيم.


تأملها والدها، كان يعرف انها منذ طفولتها تشتاق لوجود ام بحياتها، و حاول هو كثيرا التعامل مع احتياجها اصبح لها الام و الاب و لكن انشغاله بمنصبه السياسي جعله يغضب بصره عن حقيقة احتياجها لأم و رويدا رويدا أصبحت تحتاج لأب أيضا.

بطلتنا عانت الكثير طوال الثمانية و عشرون عاما سنة المنصرمة، عانت من الاكتئاب لسنوات عديدة و تعلمت محاربته ،تعلمت كيف تخرج نفسها من ذلك الضلام فأصبحت قوية، سيلا الكاشف باتت لا ترحم و لا تنتضر اي شخص ان يرحمها.


قلبها محطم لكن حتى هذا الوقت استطاعت ان تتعلم الابتسام، خيانة الحياة لها علمتها العيش، لم تعد قادرة على الوثوق بأي شخص و لكن مضت حياتها بطريقة نمطية.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي