عرض المحيط
بعد مرور اسبوع على أبطال قصتنا، اخيرا اخلت الشرطة سبيل اوس بضمان مالي و كان يوم الاثنين اي انه يوم محاكمة ويليا فيشر و اتباعه و كان اوس مستدعا للشهادة في هذه القضية، رغم انه أدلى بإفادته في المخفر و كل الادلة سواء التي قدمتها سيلا او التي وجدتها الشرطة تنفي تورط اوس في هذه التجارة لكن وجب على المحكمة استدعائه للشهادة.
حالته كانت رديئة بكل ما للكلمة من معنى ملابسه لم يغيرها لأسبوع لا يعرف كيف لكن حالته المريه هذه اشعرته بمدى وحدته فطوال غيابه لم يسأل عنه احد غير مساعده و سؤاله لم يكن لحبه به بل لأنه رب عمله فقط، لقد كان اسبوع كارثي اعاد اليه ذكريات كان يستميت لنسيانها.
فور خروجه وجد مساعده يقف أمام المخفر بالسيارة لكي يصطحب اوس إلى المحكمة، كان اوس صامتا بشكل غير اعتيادي فهو ليس بالرجل الصامت الكتوم، اوس لطالما كان يعبر عن غضبه بطريقة او بأخرى، صمته هذا لا يعني إلا شيئ واحدا السكون قبل العاصفة.
وصلت السيارة الى المحكمة في وجود مظاهرات أمام المحكمة لاعتقاله و كذلك هناك بؤرة من الصحفيين كانو متجمهرين حوله لم يستطع الدخول للمحكمة الا بصعوبة.
دخل قاعة الحكم، وجد كل من ويليام فيشر و اعوانه يرندون بدلة السجن البرتقالية، فور ان رآه فيشر اشاح بصره بينما اوس يتوعد له بشديد الألم هو و كل من له يد في هذه المسألة، أدلى اوس بشهادته ثم غادر قاعة المحكمة قبل حتى أن يسمع الحكم.
بعد خروجه من المحكمة وجد وابل من الصحفيين ينهال عليه و يسألونه أسئلة مستفزة حول القضية و حول علاقته بسيلا الكاشف و ماذا سيفعل معها بعد هذا الذي فعلته به، لم يجب على اي من أسئلتهم بل صمت و حاول المغادرة لكن الناس لم يعجبهم الأمر كل المتجمهرين حول المحكمة بدؤو برميه بالحجارة و الحصى الصغير، الاحذية و قاناني المياه، لم يدخل لسيارته سوى بصعوبه، و التي اخدت نصيبها أيضا من مدايقات الناس
فقد كسرو المرايات الجانبية للسيارة و الزجاج الأمامي لها.
خلاصة القول كانت هناك ثورة ضد الدنجوان اوس ثائر سببها السيدة المحترمة سيلا الكاشف.
كانت هي أمام التلفاز تشاهد تطورات قضيته و ضحكت كثيرا عندما رأت ما فعله الناس به كسرته هذه لا تساوي حتى ربع كسرتها هي أو كسرة اي فتاة قام هو باللعب بها ذلك البغيظ،لم تهتم هي لأمره و خرجت للسباحة و الاستمتاع بأشعة الشمس ففي الاسبوع المنصرم اكتشفت ان القضية التي تجري خلفها ما هي إلا قضية خاسرة و ذلك السياسي ليس سوى خاسر فاسد لكن فساده ذلك ليس شيئا يستحق أن تفضحه فساده تافه فهو غادر من سافر إلى نهاية العالم فقط لكي يخون زوجته، فأخذت استراحة و جلست تستمتع بأشعه الشمس و الجو الاستوائي، البحر الفيروزي الخلاب.
وصل اوس إلى قصره و تكلم مع مساعده بهدوء
-أين هي تلك الشمطاء
اجابه إيان على مضض
-لقد سافرت خارج البلاد سيدي ذهبت إلى ولايات ميكرونيزيا المتحدة
-هل تمزح معي، أ هناك مكان بهذا الاسم اصلا
اجابه إيان
-اجل سيدي انه بجوار الفلبين
تأفف هو باستهزاء
-طبعا غريبة اطوار ستذهب لأماكن غريبة مثلها، حضر طائرتي الخاصة حالا للتوجه إلى ميكرونيزيا هذه او لا أدري ما اسمه، المهم ان اصل لها اليوم قبل غدٍ، افهمت إيان؟
-حسنا سيدي
غادر إيان و هو يكاد ينفجر من الغيظ فالدنجوان لا يجد فرصة لاستفزازه و اهانته و تحميله مهام فوق طاقته الا و يستغلها أشد استغلال.
حظرت الخادمة لأوس حقيبة سفره ثم غادر مجتها للمطار و في نيته مطاردة المدعوة سيلا الكاشف.
عند وصوله للمطار الخاص استقبله الموظفين منهم من ينظر له بشفقة و منهم من ينم على حاله و منهم من يوجه له نظرات غضب و حنق.
اخد هاتفه و اتصل برقم معين انتضر بضع ثواني حتى اتاه الرد
-مرحبا اوس ثائر كيف حالك
تكلم اوس بغضب
-أيعجبك حضرة الرئيس ما تفعله بي ابنتك، انا اريد ان اعرف فقط ما الذي اقترفته بحقها لتفعل بي كل هذا، انا صمت من أجلك و من أجل علاقتنا لكن بلغ السيل الزبى، انا ذاهب لها إلى المكان الذي سافرت اليه و سأحاسبها بطريقتي.
-اوس يا ابني سيلا انا حاولت أن اجعلها تشيح بصرها عند لكنها استلمتمك انا اعرف ابنتي رأسها كالحجر يابس لذلك ان فعلت لها أي شيء قد تضعك في رأسها اكثر، انا يا ولدي ان كنت نزيه ابتعد عن المشاكل فسيلا ليست كذلك هي تأخد المشاكل بالاحضان.
تكلم اوس بغضب
-انا لا العب معها بطريقتها فقط لأني احترمك لكن تلك المشعودة بدل ان تهتم بزوجها و ابنها تضيع وقتها معي.
-المهم اوس انا أحذرك منها فهي ليست كباقي النساء سيلا سيدة ثائرة مقاتلة لن ترحمك ان اذيتها و انا اعني ما اقول.
أغلق الخط مع رئيس الوزراء ضرغام الكاشف و استقل طائرته متوجها لميكرونيزيا المتحدة.
اخد ضرغام هاتفه، اتصل بها و هو يتمتم
-هذه الفتاة ستقتلني و ستصيبني بالجنون كل مرة احد يتصل بي ليشتكي منها، اجيبي يا فتاة.
كانت تأخد حمام شمسي لتكتسب بعض السمرة إلى أن قاطع خلوتها صوت الهاتف استقبلت المكالمة بهدوء.
-مرحبا بابي كيف حالك
-سيلا اوس ثائر سيأتي لمداهمتك في اي لحظة احذري منه.
تكلمت بلا مبالاة
-فليأتي و حينها سأريه حجمه ذلك البغيض بدل ان يهتم بعمله يصنع لي قطيعا من النساء انا ما فعلته به إلى الآن ليس سوى واحد بالمئة من ما سأفعله به مستقبلا يا ابي لذا فلتخرج نفسك من هذه المعركة.
-افعلي ما تريدين فقط لا تنسي ان لك ابن لم تتصلي به منذ يومين.
-غيث يتفهم ان لدى والدته عمل بابي فقط لا تخف عليه هو فتى صلب لا أعرف من يشبه بشخصيته تلك.
تكلم ضرغام بمزاح
-اكيد يشبه والده الذي لم نتعرف عليه حتى الآن.
-حسنا عندما أعود سأصنع تحليل وراثة لكل الرجال في أوروبا لربما أجد والده هل هذا ما تريده سيد ضرغام.
-ان تذكرته انا من سأعاقبه لا تخف تعلم اني قادرة على ذلك، إلى اللقاء الان دعني استمتع بأشعة الشمس.
اغلقت الهاتف و عادت الى وضعها، امضت يومها في الاسترخاء، شرب مياه جوز الهند
و أمل الفواكه الاستوائية.
امضت ليلتها كذلك بمزاج جيد للغاية فبعد ما فعلته بأوس ستنام بهدوء و هناء تستمتع هي بكسر شوكته.
في الصباح الباكر استيقظت صحوة المزاج تناولت طعام الفطور بهدوء، ارتدت ملابس الرياضة و اخدت تتمرن قرب الشاطئ بهدوء
سمعت صوت تصفيق ورائها استدارت فوجدته بهالته و ضخامته المعتادة يقف أمامها ينظر لها بغضب يكاد يحرقه و يحرقها و يحرق الجزيرة بأسرها.
وقف مواجها لها
-انا امضي اسبوعا في المخفر و انتي تأتين للاستمتاع بالاجواء الاستوائية.
-و ماذا هل انت قريبي مثلا لأنام على أبواب المخفر من فعل الذنب يستحق العقاب و انت اخدت عقابك.
امسكها من ذراعيها بعنف
-اي ذنب، اي ذنب يا هذه انا لم أكن أعلم أن ذلك اللقيط يصنع ذلك.
تأملته بهدوء و دفته عنها بشراسه
-حسنا فلتشكرني لأني أنرت بصيرتك و جعلتك تعرف مع من تعمل هذا من جهة و من جهة أخرى كيف له ان لا يفعل ما يشاء و يلعب وراء ضهرك و انت همك الأول و الاخير هو النساء.
صرخ في وجهها
-و انت ماهو دخلك بي هل سبق أن اذيتك انا رأيتك اول مرة يا هذه عندما كنت توصلين ابنك للمدرسة بعد مقالك اللعين ذاك.
تكلمت ببرود يطغى على ملامحها
-اجل سبق لك أن فعلت، استعد ذكرياتك يا دنجوان فقد أصابك مرض النسيان، ثم انت قمت بأذيت الكثيرات من النساء، الكثيرات جدا و انا هنا لآخد حقهن منك، و الآن ابتعد عن طريقي.
غادرت من أمامه بينما هو كان يراقبها تختفي شيئا فشيئا من مرمى بصره.
تجهم وجه من جرأتها تلك الشيطانة جرب معها كل الطرق و لكن هي تكرهه لسبب لا يعرفه هو.
دخلت غرفتها الفندقية باستمتاع غيرت ملابسها ثم غادرت لتقوم ببعض الفعاليات كالغوص مغ القروش او السباحة مع الدلافين.
استمتعت بوقتها بقية النهار من دون أي تعكير مزاج، اتصلت بابنتها و اطمئنت عليه و اتصلت بوالدها كذلك و كل شيء كان على ما يرام.
في الليل كانت تستعد للنزول لطعام العشاء و فجأة قرع باب الغرفة، قبل أن تفتح الباب وضعت جهاز تصوير على الطاولة و قامت بتشغيله ثم فتحت الباب و قد كان الدنجوان يتأملها.
تكلمت بفزع مصطنع
-ماذا هناك، و كيف عرفت غرفتي يا هذا ماذا تريد مني
صرخ في وجهها
-طالما أنك تخافين هكذا لماذا قمت بكل تلك الضجة
-هذا عملي سيد اوس، عملي ان اكشف عن الفساد و الفاسدين ان كنت انت لا تهتم بعملك و تترك شخص كويليام يلعب بجزء من عملك فأنا لا انا انسانة متفانية في العمل لأني احبه قبل كل شيء.
صرخ في وجهها
-هل ستحكين اي قصة حياتك، الان ستكتبين لي اعتذارا فاخر بأناملك الذهبية هذه على موقعك.
تأملته باستهزاء
-هذا على جثثي يا دنجوان انا صوت الحقيقة التي لا يمكنك لا انت و لا غيرك اخراسه
خنقها بقبضته
-اسمعني انت الان لست في ندوة صحفية لتقولي لي هذا الكلام الفارغ، الان ان لم تكتبي اعتذارا بحقي في موقعك سأقتلك بيدي يا هذه.
اذرفت بعض الدموع المزيفة
-انت ماذا تريد مني تستمر بتهديدي لقد تابعتني حتى هنا لتهددني، تريد مني نشر اعتذارا لك في موقعي حسنا، لكن ارجوك اتركني بحالي لأني اكتفيت، اخر مرة طاردتني انا و ابني و الآن انت تأتيني حتى آخر الدنيا، ارجوك ابتعد عني.
ازال هو يديه من على رقبتها و تمتم بهدوء
-ان لم أجد الاعتذار غدا صباحا وقعي على عريضة موتك.
اومئت بالإيجاب و غادر هو اغلقت الباب سريعا و أقفلت آلة التصوير ثم ابتسمت بخبث
-غبي انت يا دنجوان تلعب مع من لا ترحم.
فتحت موقعها و اخدت تكتب بأناملها الذهبية مقالا، مقالا يعبر عن التهديدات التي تصلها من طرف الدنجوان، و عن انه تبعها الى ميكرونيزيا لينفذ تهديداته و يقتلها و ارقفت مع هذا المقال الخطير الفيديو الذي كانت تسجله له و هو يخنقها بين يديه و ضغطت على زر النشر.
تفاعل الكثيرون في الدقائق الموالية مع المقال و ازداد فريق الكارهين للدنجوان المئات بل الآلاف و لم يكفها هذا بل أطلقت بقا مباشرا تحكي فيه ما حصل و تلفق له اشياء لم يفعلها بها، أخبرتهم أثناء البث الذي كان يشاهده اكثر من مليوني شخص ان اوس هددها بطفلها و هددها بحياتها و انه يحاربها فقط لأنها كشفت الاعيبه.
-سأخبركم عن شيء و سيكون سبقا صحفي اخر ضد المدعو اوس ثائر، قبل عدة سنوات قام المعتوه اوس ثائر باغراء إحدى جميلات الساحة الفنية اكيد تعرفونها انها ميلا روبنسون اتخدها اللعين عشيقه له لأسبوع او اثنين، احبته هي من كل قلبها بل ادمنته و أصبحت مهووسة بأي شيء مرتبط به لكنه ابتعد عنها و اهانها و فسخ عقده معها لأن المريض النفسي اوس ثائر يجعل كل عشيقاته يوقعن عقود بمدة اسبوعين او ثلاثة غير قابلة للتجديد يستغلها خلال تلك المدة من كل النواحي و بعدها يتخلص منها و يفسخ العقد،ميلا بعد أن فعل بها هذا عانت من الاكتئاب و اعتزلت الغناء تركت الساحة الفنية فارغة بدونها و بعد أقل من ستة أشهر اقدمت نجمتنا ميلا روبنسون على الانتحار، انتحرت ميلا و كان آخر شيء حاولت فعله هو الاتصال بالسيد اوس ثائر و لكنه لم يجبها بل أغلق هاتفه ثم ماتت ميلا، ما يجب أن تعرفونه ان من كان السبب في قتل ميلا هو من يريد قتلي و هو من يتوغل في المجتمع كالورم، انا فتحت هذا البث لأخبر الجميع انه ان حصل لي شيئ فاعرفو جميعا أن اوس ثائر من قتلني.
اغلقت البث و ابتسمت
-الان استطيع النوم بهدوء منتظرة الضجة التي ستحصل غدا، انت رائعة سيلا الكاشف
امضت ليلتها بهدوء مستمتعة بالاحلام الجيدة و كأنها لم تفعل شيئ و كأن القيامة لن تقوم بعد فعلتها تلك، لكنه يستحق هو يستحق كل شيء فعله و ستفعله.
كان رئيس الوزراء ضرغام الكاشف نائما بهدوء إلى أن انهالت عليه الاتصالات من كل صوب و من كل جهة، نهض من نومه مفزوعا لا يعرف ماذا جرى ليحصل كل هذا، لكن فور ان فتح هاتفه شاهد شريط الفيديو الذي سجلته سيلا لأوس فعرف ان تلك الافعى ابنته فعلت شيئا ما للرجل، فتح موقعها و وحد المقال ثم الفيديو و أخيرا شاهد البث المسجل.
تمتم ضرغام بغضب
-اخبرته اخبرته ان يبتعد عنها، اخبرته ان يبتعد عن شرها لكنه ابى فلينال جزائه الان، أغلق هاتفه و عاد للنوم
اوس كان في إحدى الحانات يتجرع كأسا تلو الاخر ،حزن من نفسه لأنه جعلها تبكي، جميلة كسيلا ليس عليها البكاء ابدا، انها حقا جميلة، صفع نفسه ليعود لرشده و ذكر نفسه ان تلك السيدة متزوجة و لديها طفل ، لكنه كلما نظر إليها تخونه مشاعره تعابير وجهها جميلة جدا، منحنياتها تفقده عقله، كل شيء بها يريده، لكن للأسف متزوجة هي ليس عليه التفكير بها بهذه الطريقة.
خطى خطا تقيلة في محاولة منه الذهاب إلى غرفته، كان يتمايل بجسده الضخم رويدا رويدا إلى أن وصل إلى غرفته، فتح الباب و استلقى محتضنا الأرض ثم غط في نوم عميق.
في صباح اليوم التالي استيقظت سيلا باكرا اعدت حقيبة سفرها فقد اشترت كل شيئ جديد عندما غيرت خطتها من العمل إلى الاستجمام، كان مراد سيلا هو الذهاب إلى جزيرة أخرى من جزر هذا الارخبيل، فكل جزيرة تتمتع بطابع معين و شكل معين و فعاليات معينة.
كانت تجر حقيبتها التقيلة جدا فقد وضعت فيها كل شيء قد تحتاجه كانت تعاني و هي تقوم بجرها.
استيقظ اوس بهدوء فتح هاتفه و كانت الصدمة بالبنط العريض انتحار ميلا روبنسون بسبب الدنجوان، يبدو أن هذه السنة هي اسوء سنة في حياته، دخل إلى موقع سيلا فتجهم وجهه.
صرخ بغضب
-سأقتل تلك المعتوهة سأقتلهاااااا
غادر غرفته بشكله الغير مهندم علامات السكر لا تزال بادية عليه، رأسه يكاد ينفجر لا يعرف هل هو من الكحول ام من أفعال ابنة رئيس الوزراء.
كانت هي تقف في الميناء تنتظر القارب الذي سينقلها إلى الجزيرة الأخرى، إلى أن هجم عليها اوس ثائر
-تريدين الهروب بعد فعلتك تلك
تطلعت في ملامحه ببرود ثم اشمئزت
-اي فعلة انا لا أتذكر اني فعلت شيئا.
صرخ في وجهها بشدة بينما علامات الغضب و الحنق و العصبية تضهر بوضوح على محياه
-هل تريدين ان تصيبيني بالجنون، هل انت مريضة نفسية.
-اجل انا كذلك، بل و اسوء انت ايقضت الافعى بداخلي فلتتحمل ما سيصيبك يا لعين، عن اذنك الان اريد الاستمتاع برحلتي.
تقدم منها بخطوات ثابتة و عيونه تحمل شرا دفينا
-انت ستستمتعين برحلتك ،لكن برحلتك إلى الجحيم.
امسك ذراعها بعنف و جذبها ورائه بينما هي تحاول التشبث بأي شيئ أمامها لكن لا شيء ذكريات سيئة عادت لتهاجم عقلها بقوة عادت لتفرض وجودها و تذكرها انها لم تمحى بعد، كانت تحاول جاهدة التملص من قبضته لكنه كان بجرها بيد و يجر حقيبتها بيد أخرى ليس مهتما لصوت شهقاتها.
اقترب من القوارب الصغيرة و رمى حقيبتها في أحد القوارب ثم انزل سيلا و بعدها نزل هو الى القارب، رمى على صاحب القارب الكثير من الأموال فغادر الرجل و ترك سيلا و اوس لوحدهما ،تكورت هي على نفسها فشيء واحد الان ببالها، اكيد سيفعل بها ما فعله سابقا.
كان يبحر بغضب و هي ترتجف بجانبه لم تنبس بحرف
-ماذا هل اكل القط لسانك سيدة سيلا الكاشف، أين صوتك أين صوت الحق
تذكرت سيلا بعدها ان تلك الفتاة دات الحادية و العشرين قد تخلت عنها و استقوت سيلا ذات الثمانية العشرين لا تهاب حتى الموت.
-أين تأخذني ايها للبديئ؟
-الى الجحيم يا جميلة
اقتربت منه و اخدت تشاجر معه و القارب الصغير يتمايل يمين شمال، الأمواج أصبحت عاتية، حاول اوس تلجيمها لكنها فرس عربي حر لم يقدر عليها، فرغم نعومة سيلا الا نها انثى قوية حادة الطباع
كانو في عرض البحر عندما امسك فكها هو بعنف
-كلمة أخرى و سأجعلك طعاما القروش
جلست في الزاوية، سمعت صوت لا يبشر بالخير ابدا، لقد كان صوت محرك القارب تأفف اوس و لعن بين أنفاسه.
ضرب مقود القارب
-اللعنة
وقفت سيلا تشاهد ما يحدث تكلمت برعب
-ماذا يحدث، ماذا فعلت
-لم أفعل شيء لقد انتهى البنزين.
تأملته
-انت تمزح معي اليس كذلك، قل لي انك تمزح ارجوك.
حاول هو تهدأتها قليلا
-لا تخافي سيكون كل شيء على ما يرام.
تحدتث وسط دموعها التي انهالت كالشلال
-انت تمزح اليس كذلك، اصلا كل شيء حصل بسببك انت من احضرني إلى هنا بالعنف و كأنني كيس بطاطس ايها الاهوج انت من فعل ذلك و الآن ستجد حلا لأننا حرفيا ضائعين في عرض البحر، و الجو يأكد حلول عاصفة قريبا.
امسك يديها و تكلم بجدية.
-لا تخافي سيلا، انا هنا سأفعل اي شيء لنعود
انتزعت منه يدها بعنف
-بسرعة اذا
-حسنا سيلا سأجد حلا أعدك اننا سنعود.
حالته كانت رديئة بكل ما للكلمة من معنى ملابسه لم يغيرها لأسبوع لا يعرف كيف لكن حالته المريه هذه اشعرته بمدى وحدته فطوال غيابه لم يسأل عنه احد غير مساعده و سؤاله لم يكن لحبه به بل لأنه رب عمله فقط، لقد كان اسبوع كارثي اعاد اليه ذكريات كان يستميت لنسيانها.
فور خروجه وجد مساعده يقف أمام المخفر بالسيارة لكي يصطحب اوس إلى المحكمة، كان اوس صامتا بشكل غير اعتيادي فهو ليس بالرجل الصامت الكتوم، اوس لطالما كان يعبر عن غضبه بطريقة او بأخرى، صمته هذا لا يعني إلا شيئ واحدا السكون قبل العاصفة.
وصلت السيارة الى المحكمة في وجود مظاهرات أمام المحكمة لاعتقاله و كذلك هناك بؤرة من الصحفيين كانو متجمهرين حوله لم يستطع الدخول للمحكمة الا بصعوبة.
دخل قاعة الحكم، وجد كل من ويليام فيشر و اعوانه يرندون بدلة السجن البرتقالية، فور ان رآه فيشر اشاح بصره بينما اوس يتوعد له بشديد الألم هو و كل من له يد في هذه المسألة، أدلى اوس بشهادته ثم غادر قاعة المحكمة قبل حتى أن يسمع الحكم.
بعد خروجه من المحكمة وجد وابل من الصحفيين ينهال عليه و يسألونه أسئلة مستفزة حول القضية و حول علاقته بسيلا الكاشف و ماذا سيفعل معها بعد هذا الذي فعلته به، لم يجب على اي من أسئلتهم بل صمت و حاول المغادرة لكن الناس لم يعجبهم الأمر كل المتجمهرين حول المحكمة بدؤو برميه بالحجارة و الحصى الصغير، الاحذية و قاناني المياه، لم يدخل لسيارته سوى بصعوبه، و التي اخدت نصيبها أيضا من مدايقات الناس
فقد كسرو المرايات الجانبية للسيارة و الزجاج الأمامي لها.
خلاصة القول كانت هناك ثورة ضد الدنجوان اوس ثائر سببها السيدة المحترمة سيلا الكاشف.
كانت هي أمام التلفاز تشاهد تطورات قضيته و ضحكت كثيرا عندما رأت ما فعله الناس به كسرته هذه لا تساوي حتى ربع كسرتها هي أو كسرة اي فتاة قام هو باللعب بها ذلك البغيظ،لم تهتم هي لأمره و خرجت للسباحة و الاستمتاع بأشعة الشمس ففي الاسبوع المنصرم اكتشفت ان القضية التي تجري خلفها ما هي إلا قضية خاسرة و ذلك السياسي ليس سوى خاسر فاسد لكن فساده ذلك ليس شيئا يستحق أن تفضحه فساده تافه فهو غادر من سافر إلى نهاية العالم فقط لكي يخون زوجته، فأخذت استراحة و جلست تستمتع بأشعه الشمس و الجو الاستوائي، البحر الفيروزي الخلاب.
وصل اوس إلى قصره و تكلم مع مساعده بهدوء
-أين هي تلك الشمطاء
اجابه إيان على مضض
-لقد سافرت خارج البلاد سيدي ذهبت إلى ولايات ميكرونيزيا المتحدة
-هل تمزح معي، أ هناك مكان بهذا الاسم اصلا
اجابه إيان
-اجل سيدي انه بجوار الفلبين
تأفف هو باستهزاء
-طبعا غريبة اطوار ستذهب لأماكن غريبة مثلها، حضر طائرتي الخاصة حالا للتوجه إلى ميكرونيزيا هذه او لا أدري ما اسمه، المهم ان اصل لها اليوم قبل غدٍ، افهمت إيان؟
-حسنا سيدي
غادر إيان و هو يكاد ينفجر من الغيظ فالدنجوان لا يجد فرصة لاستفزازه و اهانته و تحميله مهام فوق طاقته الا و يستغلها أشد استغلال.
حظرت الخادمة لأوس حقيبة سفره ثم غادر مجتها للمطار و في نيته مطاردة المدعوة سيلا الكاشف.
عند وصوله للمطار الخاص استقبله الموظفين منهم من ينظر له بشفقة و منهم من ينم على حاله و منهم من يوجه له نظرات غضب و حنق.
اخد هاتفه و اتصل برقم معين انتضر بضع ثواني حتى اتاه الرد
-مرحبا اوس ثائر كيف حالك
تكلم اوس بغضب
-أيعجبك حضرة الرئيس ما تفعله بي ابنتك، انا اريد ان اعرف فقط ما الذي اقترفته بحقها لتفعل بي كل هذا، انا صمت من أجلك و من أجل علاقتنا لكن بلغ السيل الزبى، انا ذاهب لها إلى المكان الذي سافرت اليه و سأحاسبها بطريقتي.
-اوس يا ابني سيلا انا حاولت أن اجعلها تشيح بصرها عند لكنها استلمتمك انا اعرف ابنتي رأسها كالحجر يابس لذلك ان فعلت لها أي شيء قد تضعك في رأسها اكثر، انا يا ولدي ان كنت نزيه ابتعد عن المشاكل فسيلا ليست كذلك هي تأخد المشاكل بالاحضان.
تكلم اوس بغضب
-انا لا العب معها بطريقتها فقط لأني احترمك لكن تلك المشعودة بدل ان تهتم بزوجها و ابنها تضيع وقتها معي.
-المهم اوس انا أحذرك منها فهي ليست كباقي النساء سيلا سيدة ثائرة مقاتلة لن ترحمك ان اذيتها و انا اعني ما اقول.
أغلق الخط مع رئيس الوزراء ضرغام الكاشف و استقل طائرته متوجها لميكرونيزيا المتحدة.
اخد ضرغام هاتفه، اتصل بها و هو يتمتم
-هذه الفتاة ستقتلني و ستصيبني بالجنون كل مرة احد يتصل بي ليشتكي منها، اجيبي يا فتاة.
كانت تأخد حمام شمسي لتكتسب بعض السمرة إلى أن قاطع خلوتها صوت الهاتف استقبلت المكالمة بهدوء.
-مرحبا بابي كيف حالك
-سيلا اوس ثائر سيأتي لمداهمتك في اي لحظة احذري منه.
تكلمت بلا مبالاة
-فليأتي و حينها سأريه حجمه ذلك البغيض بدل ان يهتم بعمله يصنع لي قطيعا من النساء انا ما فعلته به إلى الآن ليس سوى واحد بالمئة من ما سأفعله به مستقبلا يا ابي لذا فلتخرج نفسك من هذه المعركة.
-افعلي ما تريدين فقط لا تنسي ان لك ابن لم تتصلي به منذ يومين.
-غيث يتفهم ان لدى والدته عمل بابي فقط لا تخف عليه هو فتى صلب لا أعرف من يشبه بشخصيته تلك.
تكلم ضرغام بمزاح
-اكيد يشبه والده الذي لم نتعرف عليه حتى الآن.
-حسنا عندما أعود سأصنع تحليل وراثة لكل الرجال في أوروبا لربما أجد والده هل هذا ما تريده سيد ضرغام.
-ان تذكرته انا من سأعاقبه لا تخف تعلم اني قادرة على ذلك، إلى اللقاء الان دعني استمتع بأشعة الشمس.
اغلقت الهاتف و عادت الى وضعها، امضت يومها في الاسترخاء، شرب مياه جوز الهند
و أمل الفواكه الاستوائية.
امضت ليلتها كذلك بمزاج جيد للغاية فبعد ما فعلته بأوس ستنام بهدوء و هناء تستمتع هي بكسر شوكته.
في الصباح الباكر استيقظت صحوة المزاج تناولت طعام الفطور بهدوء، ارتدت ملابس الرياضة و اخدت تتمرن قرب الشاطئ بهدوء
سمعت صوت تصفيق ورائها استدارت فوجدته بهالته و ضخامته المعتادة يقف أمامها ينظر لها بغضب يكاد يحرقه و يحرقها و يحرق الجزيرة بأسرها.
وقف مواجها لها
-انا امضي اسبوعا في المخفر و انتي تأتين للاستمتاع بالاجواء الاستوائية.
-و ماذا هل انت قريبي مثلا لأنام على أبواب المخفر من فعل الذنب يستحق العقاب و انت اخدت عقابك.
امسكها من ذراعيها بعنف
-اي ذنب، اي ذنب يا هذه انا لم أكن أعلم أن ذلك اللقيط يصنع ذلك.
تأملته بهدوء و دفته عنها بشراسه
-حسنا فلتشكرني لأني أنرت بصيرتك و جعلتك تعرف مع من تعمل هذا من جهة و من جهة أخرى كيف له ان لا يفعل ما يشاء و يلعب وراء ضهرك و انت همك الأول و الاخير هو النساء.
صرخ في وجهها
-و انت ماهو دخلك بي هل سبق أن اذيتك انا رأيتك اول مرة يا هذه عندما كنت توصلين ابنك للمدرسة بعد مقالك اللعين ذاك.
تكلمت ببرود يطغى على ملامحها
-اجل سبق لك أن فعلت، استعد ذكرياتك يا دنجوان فقد أصابك مرض النسيان، ثم انت قمت بأذيت الكثيرات من النساء، الكثيرات جدا و انا هنا لآخد حقهن منك، و الآن ابتعد عن طريقي.
غادرت من أمامه بينما هو كان يراقبها تختفي شيئا فشيئا من مرمى بصره.
تجهم وجه من جرأتها تلك الشيطانة جرب معها كل الطرق و لكن هي تكرهه لسبب لا يعرفه هو.
دخلت غرفتها الفندقية باستمتاع غيرت ملابسها ثم غادرت لتقوم ببعض الفعاليات كالغوص مغ القروش او السباحة مع الدلافين.
استمتعت بوقتها بقية النهار من دون أي تعكير مزاج، اتصلت بابنتها و اطمئنت عليه و اتصلت بوالدها كذلك و كل شيء كان على ما يرام.
في الليل كانت تستعد للنزول لطعام العشاء و فجأة قرع باب الغرفة، قبل أن تفتح الباب وضعت جهاز تصوير على الطاولة و قامت بتشغيله ثم فتحت الباب و قد كان الدنجوان يتأملها.
تكلمت بفزع مصطنع
-ماذا هناك، و كيف عرفت غرفتي يا هذا ماذا تريد مني
صرخ في وجهها
-طالما أنك تخافين هكذا لماذا قمت بكل تلك الضجة
-هذا عملي سيد اوس، عملي ان اكشف عن الفساد و الفاسدين ان كنت انت لا تهتم بعملك و تترك شخص كويليام يلعب بجزء من عملك فأنا لا انا انسانة متفانية في العمل لأني احبه قبل كل شيء.
صرخ في وجهها
-هل ستحكين اي قصة حياتك، الان ستكتبين لي اعتذارا فاخر بأناملك الذهبية هذه على موقعك.
تأملته باستهزاء
-هذا على جثثي يا دنجوان انا صوت الحقيقة التي لا يمكنك لا انت و لا غيرك اخراسه
خنقها بقبضته
-اسمعني انت الان لست في ندوة صحفية لتقولي لي هذا الكلام الفارغ، الان ان لم تكتبي اعتذارا بحقي في موقعك سأقتلك بيدي يا هذه.
اذرفت بعض الدموع المزيفة
-انت ماذا تريد مني تستمر بتهديدي لقد تابعتني حتى هنا لتهددني، تريد مني نشر اعتذارا لك في موقعي حسنا، لكن ارجوك اتركني بحالي لأني اكتفيت، اخر مرة طاردتني انا و ابني و الآن انت تأتيني حتى آخر الدنيا، ارجوك ابتعد عني.
ازال هو يديه من على رقبتها و تمتم بهدوء
-ان لم أجد الاعتذار غدا صباحا وقعي على عريضة موتك.
اومئت بالإيجاب و غادر هو اغلقت الباب سريعا و أقفلت آلة التصوير ثم ابتسمت بخبث
-غبي انت يا دنجوان تلعب مع من لا ترحم.
فتحت موقعها و اخدت تكتب بأناملها الذهبية مقالا، مقالا يعبر عن التهديدات التي تصلها من طرف الدنجوان، و عن انه تبعها الى ميكرونيزيا لينفذ تهديداته و يقتلها و ارقفت مع هذا المقال الخطير الفيديو الذي كانت تسجله له و هو يخنقها بين يديه و ضغطت على زر النشر.
تفاعل الكثيرون في الدقائق الموالية مع المقال و ازداد فريق الكارهين للدنجوان المئات بل الآلاف و لم يكفها هذا بل أطلقت بقا مباشرا تحكي فيه ما حصل و تلفق له اشياء لم يفعلها بها، أخبرتهم أثناء البث الذي كان يشاهده اكثر من مليوني شخص ان اوس هددها بطفلها و هددها بحياتها و انه يحاربها فقط لأنها كشفت الاعيبه.
-سأخبركم عن شيء و سيكون سبقا صحفي اخر ضد المدعو اوس ثائر، قبل عدة سنوات قام المعتوه اوس ثائر باغراء إحدى جميلات الساحة الفنية اكيد تعرفونها انها ميلا روبنسون اتخدها اللعين عشيقه له لأسبوع او اثنين، احبته هي من كل قلبها بل ادمنته و أصبحت مهووسة بأي شيء مرتبط به لكنه ابتعد عنها و اهانها و فسخ عقده معها لأن المريض النفسي اوس ثائر يجعل كل عشيقاته يوقعن عقود بمدة اسبوعين او ثلاثة غير قابلة للتجديد يستغلها خلال تلك المدة من كل النواحي و بعدها يتخلص منها و يفسخ العقد،ميلا بعد أن فعل بها هذا عانت من الاكتئاب و اعتزلت الغناء تركت الساحة الفنية فارغة بدونها و بعد أقل من ستة أشهر اقدمت نجمتنا ميلا روبنسون على الانتحار، انتحرت ميلا و كان آخر شيء حاولت فعله هو الاتصال بالسيد اوس ثائر و لكنه لم يجبها بل أغلق هاتفه ثم ماتت ميلا، ما يجب أن تعرفونه ان من كان السبب في قتل ميلا هو من يريد قتلي و هو من يتوغل في المجتمع كالورم، انا فتحت هذا البث لأخبر الجميع انه ان حصل لي شيئ فاعرفو جميعا أن اوس ثائر من قتلني.
اغلقت البث و ابتسمت
-الان استطيع النوم بهدوء منتظرة الضجة التي ستحصل غدا، انت رائعة سيلا الكاشف
امضت ليلتها بهدوء مستمتعة بالاحلام الجيدة و كأنها لم تفعل شيئ و كأن القيامة لن تقوم بعد فعلتها تلك، لكنه يستحق هو يستحق كل شيء فعله و ستفعله.
كان رئيس الوزراء ضرغام الكاشف نائما بهدوء إلى أن انهالت عليه الاتصالات من كل صوب و من كل جهة، نهض من نومه مفزوعا لا يعرف ماذا جرى ليحصل كل هذا، لكن فور ان فتح هاتفه شاهد شريط الفيديو الذي سجلته سيلا لأوس فعرف ان تلك الافعى ابنته فعلت شيئا ما للرجل، فتح موقعها و وحد المقال ثم الفيديو و أخيرا شاهد البث المسجل.
تمتم ضرغام بغضب
-اخبرته اخبرته ان يبتعد عنها، اخبرته ان يبتعد عن شرها لكنه ابى فلينال جزائه الان، أغلق هاتفه و عاد للنوم
اوس كان في إحدى الحانات يتجرع كأسا تلو الاخر ،حزن من نفسه لأنه جعلها تبكي، جميلة كسيلا ليس عليها البكاء ابدا، انها حقا جميلة، صفع نفسه ليعود لرشده و ذكر نفسه ان تلك السيدة متزوجة و لديها طفل ، لكنه كلما نظر إليها تخونه مشاعره تعابير وجهها جميلة جدا، منحنياتها تفقده عقله، كل شيء بها يريده، لكن للأسف متزوجة هي ليس عليه التفكير بها بهذه الطريقة.
خطى خطا تقيلة في محاولة منه الذهاب إلى غرفته، كان يتمايل بجسده الضخم رويدا رويدا إلى أن وصل إلى غرفته، فتح الباب و استلقى محتضنا الأرض ثم غط في نوم عميق.
في صباح اليوم التالي استيقظت سيلا باكرا اعدت حقيبة سفرها فقد اشترت كل شيئ جديد عندما غيرت خطتها من العمل إلى الاستجمام، كان مراد سيلا هو الذهاب إلى جزيرة أخرى من جزر هذا الارخبيل، فكل جزيرة تتمتع بطابع معين و شكل معين و فعاليات معينة.
كانت تجر حقيبتها التقيلة جدا فقد وضعت فيها كل شيء قد تحتاجه كانت تعاني و هي تقوم بجرها.
استيقظ اوس بهدوء فتح هاتفه و كانت الصدمة بالبنط العريض انتحار ميلا روبنسون بسبب الدنجوان، يبدو أن هذه السنة هي اسوء سنة في حياته، دخل إلى موقع سيلا فتجهم وجهه.
صرخ بغضب
-سأقتل تلك المعتوهة سأقتلهاااااا
غادر غرفته بشكله الغير مهندم علامات السكر لا تزال بادية عليه، رأسه يكاد ينفجر لا يعرف هل هو من الكحول ام من أفعال ابنة رئيس الوزراء.
كانت هي تقف في الميناء تنتظر القارب الذي سينقلها إلى الجزيرة الأخرى، إلى أن هجم عليها اوس ثائر
-تريدين الهروب بعد فعلتك تلك
تطلعت في ملامحه ببرود ثم اشمئزت
-اي فعلة انا لا أتذكر اني فعلت شيئا.
صرخ في وجهها بشدة بينما علامات الغضب و الحنق و العصبية تضهر بوضوح على محياه
-هل تريدين ان تصيبيني بالجنون، هل انت مريضة نفسية.
-اجل انا كذلك، بل و اسوء انت ايقضت الافعى بداخلي فلتتحمل ما سيصيبك يا لعين، عن اذنك الان اريد الاستمتاع برحلتي.
تقدم منها بخطوات ثابتة و عيونه تحمل شرا دفينا
-انت ستستمتعين برحلتك ،لكن برحلتك إلى الجحيم.
امسك ذراعها بعنف و جذبها ورائه بينما هي تحاول التشبث بأي شيئ أمامها لكن لا شيء ذكريات سيئة عادت لتهاجم عقلها بقوة عادت لتفرض وجودها و تذكرها انها لم تمحى بعد، كانت تحاول جاهدة التملص من قبضته لكنه كان بجرها بيد و يجر حقيبتها بيد أخرى ليس مهتما لصوت شهقاتها.
اقترب من القوارب الصغيرة و رمى حقيبتها في أحد القوارب ثم انزل سيلا و بعدها نزل هو الى القارب، رمى على صاحب القارب الكثير من الأموال فغادر الرجل و ترك سيلا و اوس لوحدهما ،تكورت هي على نفسها فشيء واحد الان ببالها، اكيد سيفعل بها ما فعله سابقا.
كان يبحر بغضب و هي ترتجف بجانبه لم تنبس بحرف
-ماذا هل اكل القط لسانك سيدة سيلا الكاشف، أين صوتك أين صوت الحق
تذكرت سيلا بعدها ان تلك الفتاة دات الحادية و العشرين قد تخلت عنها و استقوت سيلا ذات الثمانية العشرين لا تهاب حتى الموت.
-أين تأخذني ايها للبديئ؟
-الى الجحيم يا جميلة
اقتربت منه و اخدت تشاجر معه و القارب الصغير يتمايل يمين شمال، الأمواج أصبحت عاتية، حاول اوس تلجيمها لكنها فرس عربي حر لم يقدر عليها، فرغم نعومة سيلا الا نها انثى قوية حادة الطباع
كانو في عرض البحر عندما امسك فكها هو بعنف
-كلمة أخرى و سأجعلك طعاما القروش
جلست في الزاوية، سمعت صوت لا يبشر بالخير ابدا، لقد كان صوت محرك القارب تأفف اوس و لعن بين أنفاسه.
ضرب مقود القارب
-اللعنة
وقفت سيلا تشاهد ما يحدث تكلمت برعب
-ماذا يحدث، ماذا فعلت
-لم أفعل شيء لقد انتهى البنزين.
تأملته
-انت تمزح معي اليس كذلك، قل لي انك تمزح ارجوك.
حاول هو تهدأتها قليلا
-لا تخافي سيكون كل شيء على ما يرام.
تحدتث وسط دموعها التي انهالت كالشلال
-انت تمزح اليس كذلك، اصلا كل شيء حصل بسببك انت من احضرني إلى هنا بالعنف و كأنني كيس بطاطس ايها الاهوج انت من فعل ذلك و الآن ستجد حلا لأننا حرفيا ضائعين في عرض البحر، و الجو يأكد حلول عاصفة قريبا.
امسك يديها و تكلم بجدية.
-لا تخافي سيلا، انا هنا سأفعل اي شيء لنعود
انتزعت منه يدها بعنف
-بسرعة اذا
-حسنا سيلا سأجد حلا أعدك اننا سنعود.