قبطان السفينة

كان الاثنان ضائعين في عرض البحر لا أحد منهما يعرف ما يفعل، و ما زاد الطين بلة هو العاصفة التي على وشك الحلول.

تحدثت سيلا بيأس

-اللعنة ستكون نهايتي مع هذا الوغد في أعماق المحيط.

تكلم اوس بغضب مخاطبا اياها

-هلا صمتي قليلا لأفكر في حل.

أجابته سيلا بنفس النبرة

-انت لن توجه لي كلامك أسمعت، فأنا هنا في هذه الحالة بسببك ايها اللعين.

رمقها هو بنظرات غاضبة لكن صمت فهو يتفم موقفها هو السبب في هذا و السيدة لديها زوج و أطفال لتقلق عليهم، هو سبب هذا و هو من عليه إخراجها منه.

ضلا هكذا لساعات عديدة ربما سبع ساعات او ثمانية لقد فقدا الشعور بالوقت لكن ربما قد تكون الخامسة او الرابعة بعد الضهيرة الشمس لم تعد متمركزة في وسط السماء بل بدأت تتنحى جانبا دلالة على أن المساء سيحل قريبا الرياح بدأت تشتد و الجوع بدأ يأكل في اوصالهم خصوصا ان اوس لم يأكل شيئا من اليوم المنصرم اما سيلا فآخر وجبة اكلتها كانت طعام الفطور، أنهما على مثن هذا المركب اللعين منذ التاسعة صباحا اوس يحاول ضبط رابطة جأشه خصوصا انه يخالجه شعور أنهما قد يمضيا بعض الأيام على هذا المركب، اما بالنسبة لسيلا فهي تشعر انها ربما تحلم ضوار البحر سيتمكن منها و هي تعافر ليس بالشيء السهل ان تجلس لمدة سبع ساعات او اكثر ترى فقط المحيط على مرمى بصرك و الشمس تحرق عقلك، يا ليت كانت الشمس فقط من نصيبهم بالجنون فالرياح العاتية أيضا اصابتهم بالبرد و الخوف، هذه الرياح تعطيهم مواقيت موتهم،فرياح كهذه اما ستقلب المركب الصغير و سيموتان غارقين او ستقتلهما متجمدين و لا ننسى ان البحر قد يصح هائجا بسبب هذا الجو اللعين.


رمقته بنظرة غاضبة عندما سمعت صوت صراخ امعائه جوعا تكلمت بهدوء

-أخبر امعائك ان تعتد على هذا الوضع قد نبقى هكذا لمدة لا نعرفها، هذا ان لم نغرق انا و انت و حقيبتي.

تكلم اوس بعد أن وجد لون وجهها تحول للأصفر.

-هل انت بخير سيلا؟

-من كل عقلك تسأل هذا السؤال، انا اصاب بدوار البحر بسهولة و ما دمت متمسكة بنفسي فقد تصيبني بعض الهلاوس في وقت لاحق.


-سيلا انا اسف حقا اوقعتك في هذه الحالة

رمقته بنظرة مزدرية

-انت ستعتذر كثيرا ،فقط لنخرج من هنا و سترى ايها الأحمق، اوه رأسي يؤلمني بعد لحظات قليلا سأبدأ برؤية سمك القرموط يرقص، ان بدأت بالهلوسة امسكني لكي لا أقع لا تكون بغيضا و تتركني اموت غارقة انا ام و لدي طفل ينتظرني.


ابتسم اوس

-لم أكن لأفعل هذا على اي حال، تعالي

تأملته هي باحتقار

-هل هذا وقتك يا هذا، انا أنثى متزوجة.


-انا لم اقصد ما تفكرين فيه، تعالي حتى تتجنبين النظر الى زرقة البحر اكثر و حتى تزد شمس الغروب هذه الطين بلة.

-اممم هذا منطقي


اقتربت سيلا منه و وضعت رأسها في حضنه تحتمي من ضوء الشمس و زرقة المياه و كذلك من الرياح الباردة، اخفت نفسها داخل بدلته و اغمضت عينيها.

-رائحتك تصيب بالغثيان ايها السكير.

ابتسم هو و ضمها له أكثر

-ستعتادين عليها قريبا فقط اصمتي.

قهقه مجددا ثم اردف

-اللعنة انت من كنت أنوي قتلك في الصباح، أصبحت لك ذرعا بشريا كي أحميك يا للجنون.

ابتسمت هي في محاولة منها لطرد كل الذكريات المخيفة التي تراودها الان في هذه اللحظة، رائحته الان، تلك الرائحة الرجولية الممزوجة برائحة الخمر انها هي نفسها تلك الرائحة التي استنسقتها في ذلك الحادث البغيظ، انقبض قلبها و خنقتها ذكراياتها، حاولت كثيرا ان تمحي هذه الذكريات لكن لم تقدر ابدا، حاولت معاملة هذا البغيض كأنه ليس موجود و كأن تلك الجريمة لم تحصل، تحاول أن تكبح جماح أفكارها، تحاول أن لا تكون مكشوفة أمامه ان لا تظهر له مدى خوفها و رعبها منه لكن لم تقدر فبسرعة نهضت هي من حضنه و عادت مكانها.


تأملها هو بعدم فهم

-لماذا نهضت سيلا

-انا بخير، استطيع ان اهتم بنفسي

-كما تريدين

غطست هي وجهها في مياه البحر ثم اردفت

-هذا أفضل بكثير،اممم انا جائعة جدا و عطشة.


كلمها اوس بغيض من تصرفاتها الغير مفهومة

-ما رأيك أن اغوص و اطلب لك شيء من مطعم سلطع برغر.


-مزحة سئيلة كصاحبها تماما.


نهضت تتمختر و فتحت حقيبتها أخرجت معطفا اسود تحتمي منه عن البرد و أخرجت قنينة ماء و كيس بسكويت.

تأملها هو لكنه لم يتكلم أراد أن يعرف هل ستطعمه معها ام سيعميها الكره و ستتركه يتضور جوعا و عطشا إلى الموت.


تكلمت هي عندما وجدته قد اشاح بصره للجهة الأخرى

-بنا أننا في هذا الوضع سأحاول ان لا اقتلك عن قصد، لكني سأقتلك عن طريق الخطأ، اسمعني نحن لا نعرف الى متى سنظل هكذا لذا سنحاول اقتسام الطعام و الشراب، أيضا سنحاول ان نقتصد في الأكل و الشرب،هدفي ان ابقى حية لإبني و ابي و لكي اجعل حياتك جحيما مجددا.


-تعنين هدنة؟

-انا من سأقول ان كنا سنعلن هدنة ام لا و انا اقولها لك بينما كل الحوريات و أسماك السلور و القرموط تسمع انا لن أعلن هدنة مع رجل فاسد لعين، انت لن تتخيل لأي مدى اكرهك ايها الدنجوان.


ابتسم هو باستفزاز


-هل سبق لزوجك أن أخبرك انك امرأة مجنونة و متسلطة، أقسم لو كنت امرأتي لأروضنك.

-في أحلامك فقط، و الآن ستشرب إلى هذا الخط لأننا نستطيع تدبير حالنا من دون اكل لكن من دون ماء لا نستطيع.


اخد منها المياه و شرب الى حيث أشارت له ثم أعطته نصف علبة البسكويت و اخدت هي النصف تأملها هو انها تعجبه لا ينكر هذا و قليلات من قد يفعلن هكذا مثلها خصوصا و انها تكرره لو أنثى او اي احد اخر كان ليأكل وحيدا و يوفر على نفسه الاكل الذي قد يحتاجه، رغم تسلطها و جنونها و جمالها المبالغ فيه الا انها سيدة نزيهة.


ابتسم هو بينما يأكل سألته هي

-ما سبب ابتسامتك يا دنجوان اتذكرت إحدى نسائك؟

-الأنثى الوحيدة التي تهاجم أفكاري منذ اسبوعين او اكثر هي أنت سيدة سيلا، لكن لو انك غير متزوجة ألن يكون الوضع افضل.


-اصمت و الا رميتك من على مثن المركب، انظرو إلى ما نحن فيه و هذا في ماذا يفكر، يا اهوج انا أنثى كالالماس الوردي نادرة و سعر القيراط منه بمليون دولار فور ان يكتشف قطعة منه تباع كالبرق، و انا أنثى كذلك فور ان بلغت الحادية و العشرين اصطف الرجال على عتبة منزلي و اخترت انا الاجود و الأحسن منهم ليرافقني في هذه الحياة.


-لكن لم يسبق لي أن رأيتك مع أي رجل من قبل.


امتغض وجهها و اردفت

-هذا لأنك عرفتني فقط قبل أسبوعين أو ثلاثة.


-هل زوجك هذا أفضل مني، اوسم مني، ام أغنى مني.

أطلقت ابتسامة ساخرة


-اجل هو كذلك لكن لا تخف هو ليس أحقر منك.


-انا اتكلم بجدية لو اني عرفتك قبلا لكنت ستكونين زوجتي بدل ان تكوني كالمسمار الذي يدق على رأسي.


تأملته.

-يبدو أن دوار البحر قد أصابك، أو ربما قد فقدت عقلك، هل انت معتوه، اسمعني قبل أن ارميك من المركب، لا تفكر حتى مجرد فكرة اني سأصبح عشيقتك او ايا كان، هذه الضروف لن تأثر على ولائي لزوجي أسمعت.


-اوووه زوجي زوجي زوجي و كأنك الأنثى الوحيدة المتزوجة في هذا العالم.


-من الأفضل أن اذكرك فقط، فأفعالك لا أحد يستطيع التنبأ بها، ربما يغريك عقلك للاقتراب مني، لا اريد ان اخبرك ما سأفعله بك انذاك.


-انا بعمري لم اقترب من فتاة بدون ارادتها أبقي هذا في بالك.

قهقهت بسخرية ثم تأملها بغيض و اردف

-انا حقا لم يسبق لي أن اقتربت لفتاة من دون ارادتها هذه ليست شخصيتي.

قهقهت هي أكثر و لكن آخر نبرة في صوتها الضاحك كان حزين جدا.



حل الليل و انطفأت الانوار، كان المحيط مرعبا في الليل و الأصوات التي تنبعث منه أكثر رعبا، أخرجت سيلا كشافا من حقيبتها تأملها اوس.


-هل انت تحملين العالم داخل حقيبتك تلك؟

-ان كنا سننجو هنا فحيقبتي هذه ما ستساعدنا في النجاة.



بحتث هي في زوايا القارب الصغير

-هناك ذلك الشيء يا ترى أين هو؟

-اي شيء؟



-الشيئ الذي يغطي هذه القوارب الصغيرة بالليل يكون مصنوعا من الجلد او البلاستيك، ترى أين هو.


اقترب منها

-دعيني اساعدك

بحثا في الارجاء وجدا مجدافين و ذلك الغطاء، اقتربت من حقيبتها و أخرجت بطانيك صوفية و مخدة عنق.



-لما لا تخرجين من هذه الحقيبة خفر السواحل اذا..

ارفت هي بغضب

-لما لا تمطرني بسكوتك، انت لست فقط رجل فاسد بل رجل مزعج أيضا


بدأت الامطار تتساقط و بدأت الغيوم تذرف دموعها

-هاهي السماء بأسرها امطرتك سيدة سيلا 

-انزع سترتك و توسدها ثم سنتغطى نحن بالبطانية و سنغطي القارب بأسره بهذا الغطاء البلاستيكي،هكذا لن يقتلنا البرد و لن نبتل من المطر.



فعل ما أمرته به فيبدو ان هذه السيدة ستكون قبطان الرحلة، بدأت الأمواج تتعالى و القارب يصعد مع الأمواج ثم ينزل بعنف سيلا كانت ستموت رعبا و اوس أيضا لكنه لم يبين ذلك لها خصوصا و انه السبب في هذا كله، كان يحاول فعلا الصمود، اغمضت عينيها بعنف و كل ما تتخيله هو شكل والدها و ابنها الذي لم تكن له اما صالحة عندما يخبرانهما انها ماتت، تشنج بدنها من الرعب، القارب يصعد للأعلى بأمتار ثم يصطدم بعنف للأسفل، روحها كانت تنزع من جسدها مع كل صعود و نزول.

من دون مقدمات اقترب منها اوس و اخدها في حضنه كانت نبظات قلبه مسموعة لها مما يعني انه في حالة هلع.

تحدثت هي

-انت مرعوب و تريد مواساتي؟


-بل سنواسي بعضنا البعض سيلا، حاولي النوم صغيرتي و لا تخافي

-انا لست صغيرتك يا هذا؟

-انا احاول فقط أن اجعلك تهدئين.


-هدأ نفسك اولا.


-سيلا نحن لن نتشاجر في هذه الضروف،انتي في احظاني يا هذه نامي و الا خنقتك.


لم تنبس بعدها سيلا بأي حرف و حاولت النوم، استمرت العاصفة لساعات ابى فيها اوس النوم بسبب خوفه ان ينقلب بهما القارب او شيء من هذا القارب، هو لا يخاف على نفسه لكن سيلا هي امانة لديه و يخشى ان يحصل لها شيئا فهي في النهاية لديها عائلة ليست مثله وحيد كاللعنة.



مرت تلك الليلة المفجعة على خير بصعوبة في ساعات الصباح الأولى استيقظت سيلا وجدت نفسها نائمة حرفيا فوق اوس، انسحبت من بين ذراعيه بهدوء و سحبت الغطاء البلاستيكي من فوق القارب لتستطيع رؤية المكان خصوصا و انها سمعت صوت أمواج تتخبط بالقرب اي أنهما اقترب من شاطئ او شيء من هذا القبيل.


فور ان سحبت الغطاء و أطلت برأسها خارج القارب صرخت

-اوس استيقظ، اوس استيقظ بسرعة.


اجفل اوس من صوتها و استيقظ بسرعة اطل برأسه من القارب.

-هل هذه جزيرة ام انا اهلوس؟ هل ترين ما أراه سيلا؟


تكلمت بفرح

-انها جزيرة، و أخيرا و أخيرا وصلنا لليابسة.


-لا تفرحي كثيرا فيبدو انها جزيرة مهجورة.


-و لو ،المهم انها اليابسة هذا ما يهمني انا، هذا يعني اننا سننجو لبعض الوقت.


أعطته المجداف و اخدت أيضا واحدا و بدأت في التجديف

ابتسم اوس تكلم بغرور

-هاتي المجداف انا رجل و اعرف كيف اجدف.

-اصمت ايها المغفل،اصمممت.

-حسنا حسنا ،انا فقط اريد خلق جو جيد لنستطيع التعايش مع بعضنا البعض.


-ان كنت تريدنا ان نتعايش في هذه الفترة يجب أن توفر نكاتك و أحاديثك السخيفة لنفسك، اما الان فجدف و اصمت و الا ضربتك بالمجداف على رأسك.


ساد الصمت بينهما بعد قمع سيلا حديثه، جدفا لأكثر من ربع ساعة ثم وصلا إلى شاطى الجزيرة.

اردفت سيلا

-انها حقا جزيرة مجهورة تبا.


نطق اوس بعد صمته لأكثر من ربع ساعة

-المهم اننا لن نكون عرضة للغرق او للأسماك الضخمة.

-معك حق.

ابتسم هو

-الانسة سيلا الكاشف توافقني الرأي، حتما انه يوم حظي.


-مداااام سيلا الكاشف يا هذا.


-وعيي لا يريد تقبل هذه الحقيقة سيدتي.


رمقته بنظرة غير مفهومة ثم اردفت

- حسنا انزل انت من المركب و اوصل حقيبتي الى اليابسة من دون أن تبتل.


-لماذا؟

-بها اشياء لا يجب أن تبتل، اشياء قد تساعدنا هنا حيث اللامكان.


-سأنزل اولا لأجر القارب قليلا  ليقترب من اليابسة و من ثم سأحمل حقيبتك خارجا.

-فقط خد الحقيبة للبر و بعدها سنجر المركب معا لليابسة، انه ثقيل عليك لوحدك.


تأملها هو و استغرب منذ متى هناك نساء مثقفات و متفهمات في هذا العالم فالنساء دائما ما يلقون كل الاعباء على اكثاف الرجال بينما يستمتعون هن بوضع طلاء الاضافر، نزل اوس في الماء الذي كان يصل لصدره ثم وضعت سيلا الحقيبة على رأسه حتى لا تتبلل و فور ان ابتعد عنها قليلا بدأت تجدف باحتراف لتقترب من اليابسة قليلا فمنسوب المياه عالي هي أن نزلت هناك كانت المياه لتغطي رأسها اوس الذي يبلغ من الطول مترين قد بلغت المياه صدره فما سيكون حالها هي التي لم تتجاوز المتر و سبعون سنتيمتر.

استدار اوس ليرى ما تفعله وجدها تجدف بحرفية اكثر منه فاستغرب هذه السيدة إضافة اطبعها الحاد الذي يصيبه بالجنون هي رائعة.

وصل اوس لليابسة وضع الحقيبة في الشاطئ و عاد للسيد الذي تنتظره بسرعة، فور ان اقترب منها اوس قفزت الى المياه فلم تعطه حتى الفرصة ليحملها و ينزلها من المركب ثم تكلمت بجدية

-هيا لنوصل هذا الشيء الى اليابسة.


ساعدها و جرا المركب معا بصعوبة كبيرة فهو ثقيل رغم صغير حجمه، إضافة إلى الأمواج التي كانت تضربهم و تحاول اخد القارب معها مجددا لكنهما يدا بيد اوصلاه إلى اليابسة.

فور ان خطت قدماها على الرمال الذهبية ابتسمت.

-ارجو ان ينقذنا احد ما بسرعة، هيا بنا لنستكشف المكان قد يكون هناك سكانا محليين.

تكلم اوس بهدوء

-أخشى أن أخبرك سيدتي انها جزيرة فانادايك المهجورة.


-مجهورة بمعنى يسكنها أشباح؟

-بل بمعنى ان الحضارة لم تصل لها بعد.


-و كيف عرفت انها هي جزيرة فانادايك ربما جزيرة ميرالدا او سابارو او اي جزيرة أخرى.


-سيلا انا اتمتع بحس اتجاهات لا تستطيعين تخيله هذه الجزيرة لا أعرف مكانها بالظبط و لا اعرف هل اتجهنا شمالا او جنوبا لأن البحر قام برمينا هنا أثناء العاصفة، الأهم حبيبتي ان الان انا اظن اننا في الشمال الشرقي و هذا هو موقع الجزيرة لكن سأتأكد من خلال النجوم عندما يحل الليل و أيضا هذه الجزيرة تحتوي على بركان  و كل جزر ميرونيسيا لا تحتوي على براكين غير فانادايك.

-كيف عرفت ان هناك بركان قد يكون مجرد جبل عادي.


-انظري إلى صخور الجابرو و انظري الى الرمال البركانية المختلطة بالرمال العادية.

-انت تمزح صحيح؟ اليس كذلك انتظر لدي ساعة تحوي بوصلة سنتأكد من مكاننا من خلالها.

أخرجت ساعة يدوية من جيوب حقيبتها الخارجية.

-تفضل.


أخذها منها من دون مقدمات و ابتسم ثم إعادتها إليها.


-كما اخبرتك سيلا، انها جزيرة فانادايك المتوحشة.


تكلمت بحزن

-حسنا هيا لنكتشف الجزيرة، ربما قد نجد ما نأكله انا أتصور جوعا.


-لازال لديك اكل في مخزنك ذاك اليس كذلك؟



-نعم لدي لكن قبل كل شيء علينا استكشاف المكان انا سأخد مذكرتي لأقوم بجرد كل النباتات و الأشجار و الحيوانات التي قد نستظيفها.


-هل لديك سبق أن تقطعت بك السبل في مكان ما لأنه يبدو أن لديك خبرة.


-ما رأيك أن تصمت.


كانا سيدخلان وسط الجزيرة اي داخل الغابة لكن توقف اوس فجأة و تكلم بغرور بينما يتمختر بأكتافه.


-انتضري قد نجد نمرا او شيئا متوحشا سآخد هذه العصى لأحميك.


-كف عن التفاخر يا هذا فقد طفح كيلي منك، من انت لتحميني انا استطيع ان احمي نفسي و احميك انت و عائلتك و مدينتك بأسرها، اصلا ان كنت تتذكر انا من كنت احمي النساء منك ايها الكائن الهرموني.


اخرسته و تقدمت أمامه بينما هو ينضر لها بغيظ فهذه اول مرة تأتي امرأة و تفعل به هذا لا بل تمارس عليه دور القائد و هو لا يمانع هذا ابتسم على أفكاره فهذه الأنثى أمامه تصيبه بالجنون من النواحي، كل شيء بها مختلف عن باقي النساء.



تأملته عندما لم تجده بجوارها، وجدته بعيدا عنها قليلا فهرعت له و تأبطت ذراعه بعد أن سمعت صوت خشخشة بالجوار.


ضحك هو عندما وجدها تهرع له كفتاة صغيرة ضاعت عن والدها، اخدها بجواره و و دخلو الى الغابة معا.

-احمل البوصلة لنستطيع بعد ذلك معرفة مكان كل نوع، لدينا الهندباء البرية في مقدمة الجزيرة سآخد منها في طريق العودة فلا داعي لنثقل كاهلنا بها منذ الان، و هذا بصل بري و لدينا فطر هنا.

-قد تكون هذه الأشياء سامة.

-انا لم اذكر اني قمت بالتدخل في عملك قبل الان.


-في الواقع آنسة سيلا انت لم تفعلي شيئا بي سوى التدخل في عملي و حياتي و ما من شيء اوصلنا هنا سوى تدخلك في حياتي.


-اولا انا و اللعنة ادعى مدام سيلا، مدام سيلا، مدااااام سيلااااا هل فهمت؟ و أيضا انا سأعتبر اني تعرفت عليك في هذه الجزيرة و لتفعل انت المثل على الاقل هذا سيمنعني من قتلك.


-سأتقلم مع هذه الفكرة على الاقل حتى نعود و سأريك مدام سيلا ان لم اعلقك من رموشك الطويلة  هذه لن يكون اسمي اوس ثائر.


تأففت هي من وضعها هذا فهي محبوسة في جزيرة مهجورة مع أكثر رجل كريه في الكون مع أكثر رجل تريد قتله و توزيع لحمه على الكلاب الضالة لكن للأسف الشديد عليها التعايش معه بما انها لا تقدر ان تعيش بمفردها وحيدة كالنخلة.


توغلو في الغابة اكثر

-هناك فاكهة تنين احمل بعضها و هذا صنوبر صالح للأكل، و هذه نبتة لسان الحمل و بجوارها سبانخ، رائع هذه الغابة مليئة بالمأكولات.


كتبت في دفتر ملاحضتها نوع النباتات التي وجدت، و حمل اوس بعض من فاكهة التنين و الصنوبر و كذلك قطف بعض السبانخ و نبتة لسان الحمل.



مضو قدما ثم اردفت

-موز، مانكو و برسيم نخيل جوز الهند موجود بكثرة، البابايا كذلك و أيضا البرتقال و الليمون الأخضر، هذا نبات الرجلة و هذا خردل ابيض، و مهلا مهلا هذا نبات حميض الاغنام معناها هناك غزلان او ماعز بري في هذا المكان.


-لقد لمحت بعض الارانب سجليها أيضا.


-حسنا

تقدما قليلا و بالفعل لمحا ماعزا بري إضافة إلى بعض الطيور التي كانت تسبح في بركة صغيرة موجودة في الجزيرة.

-اذا لدينا طيور، رامبوتان، توت برى و كرز، بندق، جوز، دراق، سفرجل، كاكي، كستناء، أفوكادو، أناناس، باذنجان، بطاطس، ذرة، خيار و بازلاء، عليق، فلفل و فلفل حار، اممم أ هذا شمام، اللعنة لما هذه الجزيرة مهجورة انها كقطعة من الجنة، انا لم أعد خائفة الان على الاقل لن ابقى جائعة و هذا صوت شلال اذا بلا شك هناك مياه عذبة، امم هذا نبات الهليون سنعد به وجبات رائعة، بندق، بلوط و ثوم و هذه فاصوليا بيضاء! طماطم برتقالية و انظر اوس هذه نباتات الفاصوليا الحمراء.

-كيف عرفت انها حمراء و قشرتها خضراء؟


-انظر إلى لون زهرتها و كذلك انظر بالجوار انها نبتة الفانيليا و هل ترى هذه النبتة الصغيرة انها حمص و ذلك فول و فول سوداني ايضا، لو فقط نجد ارزا و سنابل قمح؟


-لقد وجدت بالفعل كل السلسلة الغدائية، ثم منذ ساعات و انت تشاوري لي على أوراق خضراء و تقولين لي أسماء خضر او فواكه اعرفها.


-هذا لأني أميز بين أوراق النباتات، انا اعشق هذا الأمر فأمي كانت تدرس الفلاحة عندما ماتت و هي تلدني و انا عندما بلغت الخامسة و تعلمت القراءة كنت أقرأ كتبها التي تركتها في مكتبها لهذا انا اعرف كل هذه الأشياء.

ابتسم هو بسخرية على نفسه

-لولاك ما كنت اكتشفت وجود هذه الأشياء فكلها بالنسبة نباتات خضراء غير صالحة للأكل كيف لي أن اعلم ان هذا النبات يدل على وجود شيء مزروع تحت الارض شكرا لك فيبدو انك مفيدة اكثر مني.


ابتسمت هي

-انت ايضا مفيد لأنك ستحمل هذه الأشياء في طريق العودة، ثم يبدو أن هناك عاصفة كأمس ستحل اليوم لذا اتوقع منك أن تبني لنا منزلا رائعا نختبئ فيه من المطر و الرياح و البرد القارص.

-ثقي بي سيلا انا لست سيئا كما تظنين؟


ابتلعت غصتها و تحدثت

-هيا لنرى ان كان المياه صالحة للشرب في ذلك الشلال.



توجها إلى المكان و في طريقها صرخت بفرحة

-انظر اوس انه القرنفل الحلو، و هذا هنا لافندر و ذلك نبات النعناع و انظر قصب سكر يا إلهي انه يوم حظي حقا.

ابتسم هو اكملو طريقهم فتوسعت عيونها تانية و استرسلت


-انظر إلى الحقل المليئ بزهور عباد الشمس اوس و أليست  هذه الشجرة العملاقة شجرة صندل.


تحسست هي جذعها

-امم عمرها خمس سنوات على ما اظن.

-و عرفت هذا من خلال اللمس ،ثم في ماذا ستفيدني انا هذه الشجرة


-مثلما انت لديك حس الاتجاهات انا لدي معلومات كثيرة جدا عن النباتات و الأحجار احترم معلوماتي لكي احترمك انت و عقلك الصغير.

اكملت طريقها ثم اردفت

-جيد هناك طين على الاقل سأصنع بعض الأواني الفخارية لنأكل بها و نطهو الطعام بها.


-تعرفين هذا أيضا، فعلا لولاك كنت سأتوه.


وصلا الى الشلال، انها فعلا مياه عذبة.

-انها مياه عذبة لكن اعذرني انا سأرشحها و اعقمها قبل أن نشربها، لا نريد أن نموت بعد هذا العناء اليس كذلك.


وافقها هو الرأي

-علينا إيجاد مكان جيد ليكون منزلنا و علينا أيضا صنع شيئا نحمل به هذه الثمار و الأعشاب.


-اجل معك حق لكن قبل هذا دعنا نعود للمركب قد نجد شيئا يساعدها و أيضا لدي بعض أدوات للحفر في حقيبتي.


تأملها بدهشة

-أدوات للحفر؟ ماذا تفعل في حقيبتك؟


-ليست كما فهمت انها فقط العاب الأطفال تلك فأنا أهوى بناء القلاع الرملية.


ابتسم هو

-كل ما تفعلين بي و تلعبين العاب اطفال.


-احسن من ان ادفع شخصا ما للانتحار.


-لسانك لاذع يا هذه.


- و انت مستفز.


جلس الاثنان و اكلا بعض الموز و بعض من فاكهة التنين بينما يتأمل الاثنان جمال هذه الطبيعة و المناظر التي أمامهما ،هناك كمية من السكون و الصفاء غير معقولة تبعث راحة نفسية غريبة في جوفهم و كأنهم غير معزولين عن العالم و كأنها هي لم تترك طفلها و والدها و عالمها و كأنه هو لم يترك امبراطوريته.


تأملت المكان

-انها لوحة فنية اليس كذلك؟


-اجل انها رائعة و اظن انها مجهورة بسبب البركان لأنه قد ينفجر في اي وقت.


-ألم تقل انه خامد؟


-هذه النوعية من البراكين لا يستطيع المرأ تحديد سلوكها و لكن نتمنى أن لا ينشط و نحن هنا.



-اتمنى ذلك.


أنهى الاثنان اكلمهما و جلس يساعدها في صنع أوان فخارية من الطين

-انها نوعية جيده من الطين اتعرف هذا.


-كيف لي أن أعرف انا لم المس غير طين الحواري و الازقة الفقيرة.


في هذه اللحظة أرادت ان تسأله عن طفولته و كيف أصبح رجلا كهذا لكنها كبحت نفسها و لجمت لسانها فهي لن تتعاطف معه لأي سبب من الأسباب فهذا الرجل لازال هو من قام بإغتصابها عندما كانت بعد تتويجها مباشرة بملكة جمال العالم، ربما هو لا يتذكرها لأنه فعل هذا بالعديد من النساء لكنها تتذكر هي و ستجرحه كما فعل بها بل ستجعله عبرة لمن يعتبر لكن ليخرجو اولا من هذه الجزيرة و ستريه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي