3
الجزء:3
أنهيت تسوقي الذي دام لفترة طويلة، لشراء بعض المستلزمات التي تنقصني هناك ، اثناء تفكيري للعودة إلى المنزل تذكرة اني لا أعلم الطريق إلى المنزل.
تنهدة الصعداء علي غبائي ، أخذت هاتفي وإتصلت بذا الدم البارد، ليستغرق الأمر هذه المرة مدة طويلة ليجيب.
"مرحبا"
إبتسمت براحة بال عند سامعي لنبرة صوته الهادئة تخترق أذني ، لأقول بسعادة.
" كيف حالك كونار"
"بخير"
استلمت إجابته القصيرة برحابة صدر و قلت بنفس النبرة السابقة.
" لقد ذهبت إلى التسوق اليوم لشراء بعض الأشياء"
" هممم"
سمعت همهمته الهادئة لأردف بشيء من الحزن
" لقد كان ممل الذهاب وحدي، في المرة القادمة أريد الذهاب معك"
"لست متفرغ"
ألا يعرف شيء يسمى المجاملة، حقا لقد تحملت كثيراً هذا البرود، أريد أن أقذف الهاتف إلى الحائط، لكن يجب علي أن أكمل دور الزوجة اللطيفة.
" ألا يمكننا الذهاب عندما تكون متفرغ"
" هل اتصلتي لهذا"
تنهدة بيأس و قلت مستسلمة أملة أن يوافق علي طلبي.
" لا، أنا في الطريق أحمل الكثير من الأشياء ولا أستطيع الذهاب بهم إلى المنزل هكذا وحدي، هل يمكنك أن تأتي و تقلني"
"يمكنك أن تأخذي سيارة أجرة "
واحد ، اثنين، ثلاثة رددتها و أنا أحاول تمالك أعصابي هذا الرجل الوقح، لاردف بحنق
"لقد ضعت و لا أملك أموال في يدي ، لا أعلم من أين أتيت بكل هذه الوقاحة لترفض طلب زوجتك ، لكن في النهاية انا المخطئة آسفة لأزعاجك"
أقفلت الخط وأنا أزئر من الغضب و أقذف بكل الشتائم التي قد سمعتها في حياتي ، كم أنا محاطة برجال أغبياء.
فتحت الهاتف مرة أخرى افكر ماذا يجب علي أن أفعل دار في عقلي فتح جهة الاتصال، وأتصلت بالرقم المكتوب عليه أبي، و عندها تمت الإجابة بعد ثلاث ثواني
ففي النهاية سر سعادة الفتاة اباها و ليس زوجها.
"كيف حالك ابي؟ "
" بل كيف حال عزيزتي هيزي؟"
" انا بخير "
"إذا لما كنتي منقطعة عنا هكذا؟ "
"أسفة، فقط طرئت لي بعض الاشغال"
" هل تخدعينني؟ كما أعلم أن ابنتي فتاة عاطلة"
" سأقول لك كل شيء عند مقابلتك"
" متى؟"
"الأن هل يمكنك ان تأتي و تغلني"
"ما الأمر ؟ وأين أنتي ؟"
" سأرسل لك موقعي، سأنتظرك في أحد المتاجر القريبة مني"
أنهيت حديثي مع والد هيزر الذي يبدو شخصا دافئاً من خلال حديثه.
أبعدت أنظاري عن تلك المكالمة من قبل كونار ، لأغلق الهاتف وأنا أشعر بالحنق، يا إلهي كم أنا فتاة عصبية ، أعتقد لهذا لم أرتبط بأي رجل سابقا فأنا لست أهل لتحمل كل وجع الرأس هذا.
سأنهي كل شيء بسرعة، و من ثم أعيش بهناء في النهاية، مرت عدة دقائق، لأجد رقما غريبا يتصل بي ،مكالمة بعد أخرى، في النهاية حملت الهاتف و أجبت.
"لما لا تجيبي هيزر"
أتاني صوت طفولي لصبي، مما جعلني أتعجب فأجيب
"من أنت"
"ليون"
" من ليون"
"فقط قولي لي أين أنت فصبري قد نفذ"
كانت كلماته باردة جداً حتى أنني أعتقدت أنه نسخة مصغرة من كونار، هل لدى كونار أبن؟ هل يجب أن أخبره بمكاني؟ في النهاية قد فعلت ذلك لأروي فضولي.
"في متجر أنهار"
"حسناً"
دقيقتان وقد عاود صوت الصبي في الجوار ،فتقع عيناي عليه و بصورة غير متوقعة كان لا يشبه البتة كونار.
فتى بطول متوسط، و بشرة بيضاء رقيقة، حسن المنظر بشكل طفولي، وأعين زمردية خضراء باردة، كان سيكون لطيفاً لو أبعد تلك النظرات.
"أبي قد طلب مني أن أقلك، لأنه يشعر ببعض الإرهاق "
من والده ، هل هو اخ هيزر؟ لم يذكر سابقا أن لديها اخ في الرواية، من يكون إذا بالنظر إلي عينيه فهو يملك نفس عينيها، اذا هو اخاها، يبدو أن زاكرتي أصبحت ضبابية.
حمل بعض من أغراضي بقامته القصيرة و أتجه نحو تلك السيارة الرياضية السوداء الجميلة، لتتسع عيناي ، ثانية واحدة هل يسمح لهذا الفتى بالقيادة ، ألن يأخذني الي الموت الذي أنا هاربة منه
" إنتظر لحظة ، ما عمرك يا فتى"
رفع حاجبه باستنكار و قال
" حقاً"
و أومات برعب و قلت
"أجل كم عمرك"
ليقول بكل حدة و هو يصعد إلى السيارة
" خمسة عشر، إذا لم تريدي أن تصعدي إلى سيارتي ، فما كان عليك إزعاجي، وأخذ سيارة اجرة"
أنتشلت نفسي من الظلام، هل قال سيارتي كيف سمح له والده بهذا اليس هذا مبالغ فيه أين مبادئ رجل الشرطة، اريد البكاء ،لكن لا يجب أن أظهر هذا أمام الرجل الصغير.
"ألا تعتقد أن عليك إحترام أختك الكبيرة"
نبثت بها رغم أنني لا أجد أي شبه بيننا غير الأعين، ليجيب بكل برود
" لا"
صعدت السيارة و قرصت خده بشيء من اللا مبلاة و قلت
" تأدب أيها الطفل الصغير"
اتسعت عيناه لوهلة ، من ثم عبث وجهه بحنق و انتفخ خداه بشكل لطيف ، لأقول غير متداركة لنفسي
" كم انت لطيف صغيري"
رأيت احمرار خديه و أذنيه ، لتذداد إبتسامتي عند محاولته تجنب أنظاري ، من ثم قال
" لا تزعجيني"
تجاهلته عندما قام بتشغيل السيارة فأنا لا أريد أن أموت في الطريق بسبب أغازته.
عند وصولي إلى منزل والدي قابلني بسلام حار جداً ، و كذلك زوجت والدي التي أظهرت لي كم تحبني ، بسبب نظراتها الحاقدة تجاهي.
تفاديت كل الأسئلة و النقاش بحجة أنني متعبة لأنقل إلى غرفة هيزر، لم تكن غرفتها سيئة بما أنها من عائلة غنية، إستلقيت فيها لأغرق في النوم فأنا في قمة تعبي.
عند الساعة العاشرة تماما قد أستيقظت، نزلت الي الأسفل بعد أن غسلت وجهي وشعرت بالجوع، مرورا بغرفة الجلوس رأيت ذلك الوجه البارد الذي لم أعتد عليه بعد ، ليناديني والد هيزر
" هيزر تعالي لقد أتى كونار لأخذك"
ابتسمت بلطف لوالدي فلا أريد أن أبدأ قصة الزوجة الكندية، لأتقدم نحوه.
"هل يوجد مشكلة بينكم"
نطقت بها زوجة والد هيزر بنية تحريك الجو درامي فأجبت بلا, لكنها لن تستلم و هذا ما بدا لي لتقول
" إذا لما أتيت بأغراضك إلى هنا"
"إشتقت الي والدي و ليون"
اتسعت عيانا ليون بصورة مفاجئة و من ثم إرتسمت علي وجهه معالم ساخرة، من ما أبدى لي أن العلاقة بينه وبين هيزر علاقة رثة.
ضحكة زوجة والدي بسخرية و قالت
" منذ متى تهتمين بليو حتى تشتاقي إليه"
إبتسمت لها بلطف تمثيلي
" من اليوم، ففي النهاية هو أخي ألا يجب علي أن أشتاق لوجهه اللطيف"
نظر لي بحنق لأبتسم بلطف له مما زاد حنقه
" تناولي العشاء مع زوجك و من ثم غادرو سينقل ليو اغراضك إلى السيارة"
أومات بالسلب لوالد هيزر و من ثم قلت
"الوقت متأخر أبي دعها للمرة القادمة أعدك باني سأتي"
"حسناً فقط هذه المرة "
وصلنا الي بيت بعد صمت خانق رافقنا طوال الطريق ، خرجت من السيارة من دون حمل أي غرض بيدي غير حقبية يدي و تركت كل شيء لأدلف نحو المنزل و أتربع في غرفتي.
عند الساعة الواحدة صباحاً، زرعة هيزر ابتسمة شريرة و هي تغلق حاسوبها اللوحي، بعد أن قامت بإختراق أحد حسابات ريكارد المخفية.
ومن ثم تحويل مبلغ ثلاثين دولار إلى حسبات إفتراضية مختلفة حول البلاد بعد أن تأكدة أن الحسابات في حالة تجميد.
تتذكر تلك اللحظة التي إستطاعت فيها الحصول علي رقم البطاقة المالية لديكارد ، لتحمد ربها علي سرعة حفظها و حفظ رقم البطاقة المكون من أربعة عشر عددا.
" ستكون أيامكم القادمة حافلة بالمشاكل أعزائي"
الآن علي أن اقوم بالخطوة الأساسية في هذه الخطة، ودعنا نرى ماذا سيفعلون.
مضت عدة أيام أقوم فيها بدور الزوجة اللطيفة الغاضبة ، علي كل حال هذا لا يأثر عليه بما أنه لا يمتلك اي مشاعر.
أستيقظت عند الساعة السابعة كعادتي ، أريد أن اغير هذه العادة ولكن لا أستطيع، ففي النهاية هي عادة حميدة، رغم أنني أشعر بالنعاس الشديد، بسبب أنني اقوم بكثيرا من الأعمال هذه الفترة التي تتضمن خطتي الإعتلالية لتدمير هؤلاء الزوجين.
اتجهت نحو المطبخ لتحضير الإفطار نظرت حولي و لم أجد الأسد ذا الدم البارد والقلب المتجر.
تنهدة و أنا أقوم بقلي الماء لتحضير المعكرونة، و في هذه الأثناء، كيف و ماذا حدث لا أعلم ، فقط اصبح رأسي ثقيلا و نظري ضعيفاً.
تأوهت بألم بسبب الماء المغلي الذي إنسكب علي وأحرق جسدي ، لم أستوعب أي شيء و لا أريد ذلك ، فقط أحس بالكثير من الألم الذي يداهمني.
"ماذا حدث"
كانت نبرة غريبة غير التي أعتدت، عليها ليست تلك الباردة التي ترعب قلبي ، كانت دافئة بعض شيء.
إقترب مني ممسكا بيدي التي إحترقت ، ليتركها و يذهب لجلب بعض من الماء البارد، كان كل شيء يحدث بسرعة أمامي و أنا كنت أحاول كبت دموعي من النزول.
أبعدت يده حين أمسك بي و قلت بنبرة باكية تساقطت معها دموع عيناي.
" استطيع فعل ذلك بنفسي، فأنت شخص مشغول و لا أريد تضيع وقتك بمشاكلي"
رأيت اتساع عينيه ، هل أنت قلق الآن أريد أن أبتسم رغم كل ذلك الألم، يجب علي أن أتحمله.
مسحت دموعي التي تأبي أن تقيف نظرت إلى يدي التي احترقت بشدة،وفي هذه اللحظة أيضا أريد أن ارى ساقي فهي تألمني اكثر من يدي.
خطوت بصعوبة عليها، لأقف متحملة الالم ماذا يجب علي أن أفعل الأن.
أحسست بتلك اليد التي تحيط خصري و أخرى علي ساقي، لأنطق بإندهاش.
" ما الذي تفعله الان؟"
لم اتلقى اجابة لأردف بإنزعاج
" هيا اتركني انزلني ارضاً"
لا رد أو تعبير يزكر فقط كنت أصرخ واحدي الي أن وصلنا سيارته، وضعني علي الكرسي لانظر إليه بغضب و أقول.
" هل أنت أصم ، لما لا تستمع إلى ما أقول"
دفعته بقوة من جانب الباب ،و لكنه لم يتحرك، فقلت
" دعني أذهب وإلا "
" إصمتي"
خرجت من فمه بنبرة مخيفة وصوت مرتفع عن الذي عهدته فيتصلب بدني .
تتسع عيناي عندما رفع يده ووضع أصابعه علي ذقني و رفع رأسي ، مما جعل عيناه تسقط علي عيناي و من ثم قال
" لا أريد أن أسمع صوتك هذا وإلا لن تجدي مني خير، هل فهمتي"
كانت هذه أطول جملة قالها ، و قد كان تهديد لي ، هل يجب أن اخاف منه، قد فات الأوان لأقول ذلك فأنا خائفة حقاً الآن ، لما أكن خائفة من رجل العصابة ذلك الذي قد يقتلني حقا.
لا يجب أن أخاف منه فهو بشر مثلنا ، لا بل إنسان، إنسان بصوت مخيف، وبارد، وحاد، واعين شرسة أحس عند النظر إليه أنه سيلتهمني الأن .
" هل فهمتي"
كرر جملته بصورة أكثر حدة لأومئ برأسي بسرعة بنعم، ووجهٍ شبه باكي.
شد حزام الأمان بسرعة علي من ثم ذهب نحو مقعد السائق،سأنتقم على ذلك لا تظن انني خائفة منك.
ألقيت رأسي علي نافذة السيارة في صمت تام و أنا أشتمه في داخلي مئات الشتائم إلى أن أوقف السيارة امام أحد المستشفيات، لم أحاول حتى فتح الباب فقد تم تأمينه من عنده .
انتظرته إلى أن أتى و فتحه و نظرة له بعبوث، زفرت بضيق عند محاولته لفتح حزام الأمان ، ليبتسم عند رؤيته لتعابير وجهي و امتعاضي، نعم! هل كان يبتسم ، لا أعتقد ذلك يبدو أنني كنت أهزي.
" أستطيع أن أمشي"
قلتها عندما قام بحملي مرة ثانية، ليهمهم من دون ان يردف بأي كلمة لأصمت.
عند دخولنا الي المشفى، كان شكلنا الشاذ قد جذب أنظار الناس إلينا لتبدأ همساتهم في إختراق أذني، شعرت بقلبي يحترق من خجل لم استطيع النظر في وجه الناس و لم ارد ان ينظرو إلى.
فدفنت رأسي في صدره و أمسكت غميصه بشكل قوي، عل أصواتهم قد تختفي وهيهات أن يحدث ذلك.
إنتهى علاجي عند الطبيبة و كم كرهت نفسي حينها، لقد كان الأمر مؤلم و قد كنت جبانة عند تعقيم حروقي، ووضع مرهم الحروق، تمسكت به طيلة فترة مداواتي، حتى أنني عانقته وزرفت بعض الدموع علي قميصه أنا أشعر بالخزي من نفسي.
بالنسبة لكون الحرق من الدرجة الثانية و كانت نسبة الحرق شبه عميقة، طلب من إلتزام الفراش وعدم التحرك لكي لا تتعرض انسجة قدمي للتلف.
إنتهى كل شيء في المشفي ، و بدأ الألم يخف بعد أن أخذت مسكن للألم ، لأغرق في النوم و نحن في طريقنا إلى المنزل.
تخللت إلى أنفي تلك الرائحة الذكورية القوية، و يدان تحيط بدني بصورة طفيفة لأهمهم و أقول بصوت ناعس
"ستندم يا ذا الدم البارد و القلب المتحجر"
ارتسمت ابتسامة ساخرة وهو ينظر إليها، فيدلف إلى المنزل و يدثرها في فراشها من ثم يقول بصوته الهادئ
" لنرى ذلك أيتها الطفلة البكائة"
جلست لبضع دقائق بعد أن أستيقظت أحاول فيه استوعاب ما حولي، نظرت إلى الضمادة التي تلف كفي فأتزكر الحرق ليداهمني الألم، كم العقل الباطني بقيض في هذه اللحظة.
التفت ناحية الباب عند سماع صوت فتحه، لأجد ذا الدم البارد يحمل صينية طعام يخطو بها نحوي.
كيف علم بأني أستيقظت؟هل توجد كمرات مراغبة في الغرفة؟، لا أعتقد أنه يملك الوقت ليتجسس علي، بذكر هذا الأمر لما لم يذهب إلى عمله ؟، هل يلعب دور الزوج الصالح الان؟ هل يجب علي الشخص ان يمرض ليحصل علي الاهتمام؟
"بما تشعرين الان"
سألني بنبرة هادئة بها بعض الدفئ، جعلتني أفكر بالاشتكاء و البكاء عن كون الأمر جد مؤلم ، لكني لا أحب لعب دور الضعيفة أمامه
"أنا بخير لا يبدو مؤلم كالسابق"
"هممم"
خرجت من بين شفتيه من ثم وضع الصينية علي الطاولة و جلس في الكرسي الذي بجانبي من ثم قال.
" الطعام"
ظهرت بعض امتعاضة علي وجهي عند تحريك يدي من أجل أخذ الملعقة لإرتشاف الحساء، ليأخذها من بين يدي و يقول
"سأطعمك"
"استطيع فعل ذلك وحدي"
ألقى نظرة علي لأتذكر الموقف السابق و أعض شفتي بغيظ، سأنتقم منك لن ادعك تعيش بسلام.
لابدأ التهام طعامه المكون من بعض الحساء و شريحة من اللحم بصمت ، أعتقد بأني سأصاب بعصر في الهضم.
أنهيت تسوقي الذي دام لفترة طويلة، لشراء بعض المستلزمات التي تنقصني هناك ، اثناء تفكيري للعودة إلى المنزل تذكرة اني لا أعلم الطريق إلى المنزل.
تنهدة الصعداء علي غبائي ، أخذت هاتفي وإتصلت بذا الدم البارد، ليستغرق الأمر هذه المرة مدة طويلة ليجيب.
"مرحبا"
إبتسمت براحة بال عند سامعي لنبرة صوته الهادئة تخترق أذني ، لأقول بسعادة.
" كيف حالك كونار"
"بخير"
استلمت إجابته القصيرة برحابة صدر و قلت بنفس النبرة السابقة.
" لقد ذهبت إلى التسوق اليوم لشراء بعض الأشياء"
" هممم"
سمعت همهمته الهادئة لأردف بشيء من الحزن
" لقد كان ممل الذهاب وحدي، في المرة القادمة أريد الذهاب معك"
"لست متفرغ"
ألا يعرف شيء يسمى المجاملة، حقا لقد تحملت كثيراً هذا البرود، أريد أن أقذف الهاتف إلى الحائط، لكن يجب علي أن أكمل دور الزوجة اللطيفة.
" ألا يمكننا الذهاب عندما تكون متفرغ"
" هل اتصلتي لهذا"
تنهدة بيأس و قلت مستسلمة أملة أن يوافق علي طلبي.
" لا، أنا في الطريق أحمل الكثير من الأشياء ولا أستطيع الذهاب بهم إلى المنزل هكذا وحدي، هل يمكنك أن تأتي و تقلني"
"يمكنك أن تأخذي سيارة أجرة "
واحد ، اثنين، ثلاثة رددتها و أنا أحاول تمالك أعصابي هذا الرجل الوقح، لاردف بحنق
"لقد ضعت و لا أملك أموال في يدي ، لا أعلم من أين أتيت بكل هذه الوقاحة لترفض طلب زوجتك ، لكن في النهاية انا المخطئة آسفة لأزعاجك"
أقفلت الخط وأنا أزئر من الغضب و أقذف بكل الشتائم التي قد سمعتها في حياتي ، كم أنا محاطة برجال أغبياء.
فتحت الهاتف مرة أخرى افكر ماذا يجب علي أن أفعل دار في عقلي فتح جهة الاتصال، وأتصلت بالرقم المكتوب عليه أبي، و عندها تمت الإجابة بعد ثلاث ثواني
ففي النهاية سر سعادة الفتاة اباها و ليس زوجها.
"كيف حالك ابي؟ "
" بل كيف حال عزيزتي هيزي؟"
" انا بخير "
"إذا لما كنتي منقطعة عنا هكذا؟ "
"أسفة، فقط طرئت لي بعض الاشغال"
" هل تخدعينني؟ كما أعلم أن ابنتي فتاة عاطلة"
" سأقول لك كل شيء عند مقابلتك"
" متى؟"
"الأن هل يمكنك ان تأتي و تغلني"
"ما الأمر ؟ وأين أنتي ؟"
" سأرسل لك موقعي، سأنتظرك في أحد المتاجر القريبة مني"
أنهيت حديثي مع والد هيزر الذي يبدو شخصا دافئاً من خلال حديثه.
أبعدت أنظاري عن تلك المكالمة من قبل كونار ، لأغلق الهاتف وأنا أشعر بالحنق، يا إلهي كم أنا فتاة عصبية ، أعتقد لهذا لم أرتبط بأي رجل سابقا فأنا لست أهل لتحمل كل وجع الرأس هذا.
سأنهي كل شيء بسرعة، و من ثم أعيش بهناء في النهاية، مرت عدة دقائق، لأجد رقما غريبا يتصل بي ،مكالمة بعد أخرى، في النهاية حملت الهاتف و أجبت.
"لما لا تجيبي هيزر"
أتاني صوت طفولي لصبي، مما جعلني أتعجب فأجيب
"من أنت"
"ليون"
" من ليون"
"فقط قولي لي أين أنت فصبري قد نفذ"
كانت كلماته باردة جداً حتى أنني أعتقدت أنه نسخة مصغرة من كونار، هل لدى كونار أبن؟ هل يجب أن أخبره بمكاني؟ في النهاية قد فعلت ذلك لأروي فضولي.
"في متجر أنهار"
"حسناً"
دقيقتان وقد عاود صوت الصبي في الجوار ،فتقع عيناي عليه و بصورة غير متوقعة كان لا يشبه البتة كونار.
فتى بطول متوسط، و بشرة بيضاء رقيقة، حسن المنظر بشكل طفولي، وأعين زمردية خضراء باردة، كان سيكون لطيفاً لو أبعد تلك النظرات.
"أبي قد طلب مني أن أقلك، لأنه يشعر ببعض الإرهاق "
من والده ، هل هو اخ هيزر؟ لم يذكر سابقا أن لديها اخ في الرواية، من يكون إذا بالنظر إلي عينيه فهو يملك نفس عينيها، اذا هو اخاها، يبدو أن زاكرتي أصبحت ضبابية.
حمل بعض من أغراضي بقامته القصيرة و أتجه نحو تلك السيارة الرياضية السوداء الجميلة، لتتسع عيناي ، ثانية واحدة هل يسمح لهذا الفتى بالقيادة ، ألن يأخذني الي الموت الذي أنا هاربة منه
" إنتظر لحظة ، ما عمرك يا فتى"
رفع حاجبه باستنكار و قال
" حقاً"
و أومات برعب و قلت
"أجل كم عمرك"
ليقول بكل حدة و هو يصعد إلى السيارة
" خمسة عشر، إذا لم تريدي أن تصعدي إلى سيارتي ، فما كان عليك إزعاجي، وأخذ سيارة اجرة"
أنتشلت نفسي من الظلام، هل قال سيارتي كيف سمح له والده بهذا اليس هذا مبالغ فيه أين مبادئ رجل الشرطة، اريد البكاء ،لكن لا يجب أن أظهر هذا أمام الرجل الصغير.
"ألا تعتقد أن عليك إحترام أختك الكبيرة"
نبثت بها رغم أنني لا أجد أي شبه بيننا غير الأعين، ليجيب بكل برود
" لا"
صعدت السيارة و قرصت خده بشيء من اللا مبلاة و قلت
" تأدب أيها الطفل الصغير"
اتسعت عيناه لوهلة ، من ثم عبث وجهه بحنق و انتفخ خداه بشكل لطيف ، لأقول غير متداركة لنفسي
" كم انت لطيف صغيري"
رأيت احمرار خديه و أذنيه ، لتذداد إبتسامتي عند محاولته تجنب أنظاري ، من ثم قال
" لا تزعجيني"
تجاهلته عندما قام بتشغيل السيارة فأنا لا أريد أن أموت في الطريق بسبب أغازته.
عند وصولي إلى منزل والدي قابلني بسلام حار جداً ، و كذلك زوجت والدي التي أظهرت لي كم تحبني ، بسبب نظراتها الحاقدة تجاهي.
تفاديت كل الأسئلة و النقاش بحجة أنني متعبة لأنقل إلى غرفة هيزر، لم تكن غرفتها سيئة بما أنها من عائلة غنية، إستلقيت فيها لأغرق في النوم فأنا في قمة تعبي.
عند الساعة العاشرة تماما قد أستيقظت، نزلت الي الأسفل بعد أن غسلت وجهي وشعرت بالجوع، مرورا بغرفة الجلوس رأيت ذلك الوجه البارد الذي لم أعتد عليه بعد ، ليناديني والد هيزر
" هيزر تعالي لقد أتى كونار لأخذك"
ابتسمت بلطف لوالدي فلا أريد أن أبدأ قصة الزوجة الكندية، لأتقدم نحوه.
"هل يوجد مشكلة بينكم"
نطقت بها زوجة والد هيزر بنية تحريك الجو درامي فأجبت بلا, لكنها لن تستلم و هذا ما بدا لي لتقول
" إذا لما أتيت بأغراضك إلى هنا"
"إشتقت الي والدي و ليون"
اتسعت عيانا ليون بصورة مفاجئة و من ثم إرتسمت علي وجهه معالم ساخرة، من ما أبدى لي أن العلاقة بينه وبين هيزر علاقة رثة.
ضحكة زوجة والدي بسخرية و قالت
" منذ متى تهتمين بليو حتى تشتاقي إليه"
إبتسمت لها بلطف تمثيلي
" من اليوم، ففي النهاية هو أخي ألا يجب علي أن أشتاق لوجهه اللطيف"
نظر لي بحنق لأبتسم بلطف له مما زاد حنقه
" تناولي العشاء مع زوجك و من ثم غادرو سينقل ليو اغراضك إلى السيارة"
أومات بالسلب لوالد هيزر و من ثم قلت
"الوقت متأخر أبي دعها للمرة القادمة أعدك باني سأتي"
"حسناً فقط هذه المرة "
وصلنا الي بيت بعد صمت خانق رافقنا طوال الطريق ، خرجت من السيارة من دون حمل أي غرض بيدي غير حقبية يدي و تركت كل شيء لأدلف نحو المنزل و أتربع في غرفتي.
عند الساعة الواحدة صباحاً، زرعة هيزر ابتسمة شريرة و هي تغلق حاسوبها اللوحي، بعد أن قامت بإختراق أحد حسابات ريكارد المخفية.
ومن ثم تحويل مبلغ ثلاثين دولار إلى حسبات إفتراضية مختلفة حول البلاد بعد أن تأكدة أن الحسابات في حالة تجميد.
تتذكر تلك اللحظة التي إستطاعت فيها الحصول علي رقم البطاقة المالية لديكارد ، لتحمد ربها علي سرعة حفظها و حفظ رقم البطاقة المكون من أربعة عشر عددا.
" ستكون أيامكم القادمة حافلة بالمشاكل أعزائي"
الآن علي أن اقوم بالخطوة الأساسية في هذه الخطة، ودعنا نرى ماذا سيفعلون.
مضت عدة أيام أقوم فيها بدور الزوجة اللطيفة الغاضبة ، علي كل حال هذا لا يأثر عليه بما أنه لا يمتلك اي مشاعر.
أستيقظت عند الساعة السابعة كعادتي ، أريد أن اغير هذه العادة ولكن لا أستطيع، ففي النهاية هي عادة حميدة، رغم أنني أشعر بالنعاس الشديد، بسبب أنني اقوم بكثيرا من الأعمال هذه الفترة التي تتضمن خطتي الإعتلالية لتدمير هؤلاء الزوجين.
اتجهت نحو المطبخ لتحضير الإفطار نظرت حولي و لم أجد الأسد ذا الدم البارد والقلب المتجر.
تنهدة و أنا أقوم بقلي الماء لتحضير المعكرونة، و في هذه الأثناء، كيف و ماذا حدث لا أعلم ، فقط اصبح رأسي ثقيلا و نظري ضعيفاً.
تأوهت بألم بسبب الماء المغلي الذي إنسكب علي وأحرق جسدي ، لم أستوعب أي شيء و لا أريد ذلك ، فقط أحس بالكثير من الألم الذي يداهمني.
"ماذا حدث"
كانت نبرة غريبة غير التي أعتدت، عليها ليست تلك الباردة التي ترعب قلبي ، كانت دافئة بعض شيء.
إقترب مني ممسكا بيدي التي إحترقت ، ليتركها و يذهب لجلب بعض من الماء البارد، كان كل شيء يحدث بسرعة أمامي و أنا كنت أحاول كبت دموعي من النزول.
أبعدت يده حين أمسك بي و قلت بنبرة باكية تساقطت معها دموع عيناي.
" استطيع فعل ذلك بنفسي، فأنت شخص مشغول و لا أريد تضيع وقتك بمشاكلي"
رأيت اتساع عينيه ، هل أنت قلق الآن أريد أن أبتسم رغم كل ذلك الألم، يجب علي أن أتحمله.
مسحت دموعي التي تأبي أن تقيف نظرت إلى يدي التي احترقت بشدة،وفي هذه اللحظة أيضا أريد أن ارى ساقي فهي تألمني اكثر من يدي.
خطوت بصعوبة عليها، لأقف متحملة الالم ماذا يجب علي أن أفعل الأن.
أحسست بتلك اليد التي تحيط خصري و أخرى علي ساقي، لأنطق بإندهاش.
" ما الذي تفعله الان؟"
لم اتلقى اجابة لأردف بإنزعاج
" هيا اتركني انزلني ارضاً"
لا رد أو تعبير يزكر فقط كنت أصرخ واحدي الي أن وصلنا سيارته، وضعني علي الكرسي لانظر إليه بغضب و أقول.
" هل أنت أصم ، لما لا تستمع إلى ما أقول"
دفعته بقوة من جانب الباب ،و لكنه لم يتحرك، فقلت
" دعني أذهب وإلا "
" إصمتي"
خرجت من فمه بنبرة مخيفة وصوت مرتفع عن الذي عهدته فيتصلب بدني .
تتسع عيناي عندما رفع يده ووضع أصابعه علي ذقني و رفع رأسي ، مما جعل عيناه تسقط علي عيناي و من ثم قال
" لا أريد أن أسمع صوتك هذا وإلا لن تجدي مني خير، هل فهمتي"
كانت هذه أطول جملة قالها ، و قد كان تهديد لي ، هل يجب أن اخاف منه، قد فات الأوان لأقول ذلك فأنا خائفة حقاً الآن ، لما أكن خائفة من رجل العصابة ذلك الذي قد يقتلني حقا.
لا يجب أن أخاف منه فهو بشر مثلنا ، لا بل إنسان، إنسان بصوت مخيف، وبارد، وحاد، واعين شرسة أحس عند النظر إليه أنه سيلتهمني الأن .
" هل فهمتي"
كرر جملته بصورة أكثر حدة لأومئ برأسي بسرعة بنعم، ووجهٍ شبه باكي.
شد حزام الأمان بسرعة علي من ثم ذهب نحو مقعد السائق،سأنتقم على ذلك لا تظن انني خائفة منك.
ألقيت رأسي علي نافذة السيارة في صمت تام و أنا أشتمه في داخلي مئات الشتائم إلى أن أوقف السيارة امام أحد المستشفيات، لم أحاول حتى فتح الباب فقد تم تأمينه من عنده .
انتظرته إلى أن أتى و فتحه و نظرة له بعبوث، زفرت بضيق عند محاولته لفتح حزام الأمان ، ليبتسم عند رؤيته لتعابير وجهي و امتعاضي، نعم! هل كان يبتسم ، لا أعتقد ذلك يبدو أنني كنت أهزي.
" أستطيع أن أمشي"
قلتها عندما قام بحملي مرة ثانية، ليهمهم من دون ان يردف بأي كلمة لأصمت.
عند دخولنا الي المشفى، كان شكلنا الشاذ قد جذب أنظار الناس إلينا لتبدأ همساتهم في إختراق أذني، شعرت بقلبي يحترق من خجل لم استطيع النظر في وجه الناس و لم ارد ان ينظرو إلى.
فدفنت رأسي في صدره و أمسكت غميصه بشكل قوي، عل أصواتهم قد تختفي وهيهات أن يحدث ذلك.
إنتهى علاجي عند الطبيبة و كم كرهت نفسي حينها، لقد كان الأمر مؤلم و قد كنت جبانة عند تعقيم حروقي، ووضع مرهم الحروق، تمسكت به طيلة فترة مداواتي، حتى أنني عانقته وزرفت بعض الدموع علي قميصه أنا أشعر بالخزي من نفسي.
بالنسبة لكون الحرق من الدرجة الثانية و كانت نسبة الحرق شبه عميقة، طلب من إلتزام الفراش وعدم التحرك لكي لا تتعرض انسجة قدمي للتلف.
إنتهى كل شيء في المشفي ، و بدأ الألم يخف بعد أن أخذت مسكن للألم ، لأغرق في النوم و نحن في طريقنا إلى المنزل.
تخللت إلى أنفي تلك الرائحة الذكورية القوية، و يدان تحيط بدني بصورة طفيفة لأهمهم و أقول بصوت ناعس
"ستندم يا ذا الدم البارد و القلب المتحجر"
ارتسمت ابتسامة ساخرة وهو ينظر إليها، فيدلف إلى المنزل و يدثرها في فراشها من ثم يقول بصوته الهادئ
" لنرى ذلك أيتها الطفلة البكائة"
جلست لبضع دقائق بعد أن أستيقظت أحاول فيه استوعاب ما حولي، نظرت إلى الضمادة التي تلف كفي فأتزكر الحرق ليداهمني الألم، كم العقل الباطني بقيض في هذه اللحظة.
التفت ناحية الباب عند سماع صوت فتحه، لأجد ذا الدم البارد يحمل صينية طعام يخطو بها نحوي.
كيف علم بأني أستيقظت؟هل توجد كمرات مراغبة في الغرفة؟، لا أعتقد أنه يملك الوقت ليتجسس علي، بذكر هذا الأمر لما لم يذهب إلى عمله ؟، هل يلعب دور الزوج الصالح الان؟ هل يجب علي الشخص ان يمرض ليحصل علي الاهتمام؟
"بما تشعرين الان"
سألني بنبرة هادئة بها بعض الدفئ، جعلتني أفكر بالاشتكاء و البكاء عن كون الأمر جد مؤلم ، لكني لا أحب لعب دور الضعيفة أمامه
"أنا بخير لا يبدو مؤلم كالسابق"
"هممم"
خرجت من بين شفتيه من ثم وضع الصينية علي الطاولة و جلس في الكرسي الذي بجانبي من ثم قال.
" الطعام"
ظهرت بعض امتعاضة علي وجهي عند تحريك يدي من أجل أخذ الملعقة لإرتشاف الحساء، ليأخذها من بين يدي و يقول
"سأطعمك"
"استطيع فعل ذلك وحدي"
ألقى نظرة علي لأتذكر الموقف السابق و أعض شفتي بغيظ، سأنتقم منك لن ادعك تعيش بسلام.
لابدأ التهام طعامه المكون من بعض الحساء و شريحة من اللحم بصمت ، أعتقد بأني سأصاب بعصر في الهضم.