زوجة المحقق الفدرالي شريرة

ريلات`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-12ضع على الرف
  • 11.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1

الجزء الاول:


في تلك الغرفة المعتمة التي تضيء بنور باهت يتسلل من التلفاز، لمكان ضئيل يظهر ذلك الجسد المرتمي علي الاريكة.


تتفرق تلك الرموش الكثيفة بضع ماكرو متر الي ان تصل مساحة عدت سنتيمترات، فتعاود معانقة بعضها اثر ذلك الصداع الحاد.


من ثم تنسحب يد نحيفة تدلك بانامل رفيعة جانب رأسها، محاولة تخفيف بعض من الالم،ليخرج صوت لطيف، اجش بعض الشيء تظهر عليه اثار النوم، من فم انثوي.


" يا له من امر مزعج "


تتدارك صاحبة الصوت نفسها ليرتفع حاجبها الايسر متسائلة ما بال صوتها،فلطالما كان صوتها ذا نبرة عميقة اقل انثوية او لطف، فتتناسى امره معلنة جلوسها محاولة استجماع وعيها.


تنفرج زمجرة من بين شفتيها بعد انسدال ذلك الشعر الطويل بجانبيها و تشابك بعض منه بين يديها

" ماهذا من اين اتى هذا الشعر الطويل "

خرجت من فمها تلك العبارة بينما تستولي علي وجهها علامات التعجب، لتكمل قائلة.


" هل هذا شعر مستعار؟ "


" لا، لا، لا اعتقد هذا فهو يألم "


تحررت الكلمات من بين شفتيها و هي تحاول فك خصل شعرها المتشابك .

يستدير بدنها تزامنا مع صوت انفتاح الباب، فيظهر لها جسد رجل بصورة ضبابية غير واضحة بين ثناية الظلام ، فتهرب كلمات بصورة مترددة

" من، من انت؟ "


" هل انت لص ؟ "



بعد ثواني تتضح لها صورة ذلك الرجل ذا القوام الممشوق، ليبدو انغراس عينيه الحادتين و الباردتين في وجهه، ذا البشرة البيضاء النقية، بينما يتربع انفه المستقيم و مرتفع بينهما، ليظهر الحاجب الكثيف اناقة وجهه الوسيم و نرجسية صاحبه.



"قل من انت؟ "


" و ماذا تريد لتقتحم منزلي؟"


"و كيف قمت بهذا؟ "


ترتفع مقدمة حاجبه بإستنكار، فتخرج من بين شفتيها بعض الكلمات الهامسة بعد ان القت نظرة على ردائه.

" رجل شرطة! "


تخرج تنهيدة من ثغره فيحاول تجاهلها و هو يمضي في طريقه نحو الداخل، فتتحدث بصورة حادة.


" توقف عندك الا تستمع الي ما اقوله اجبني من انت ساتصل بالشرطة ، حتى لو كنت منهم فلا يحق لك ان تداهم منزلي هكذا في الليل"



تترد في الحديث لبرهة فتخرج كلماتها بصورة متقطعة قائلة

" اعع، اعتقد انك لص جريء "


تنغرس تلك الاصابع الطويلة بين خصلات شعره مرجعا اياها الي الخلف ، لتنفرج شفتيه مبعثرة تلك الكلمات التي تخال انها تخرج من فمه قصرا ، فتظهر نبرة صوته الهادئة و العميقة بصورة مخيفة بعض الشيء.


" لقد اسرفت من الشرب، هيزر "



" من الذي يشرب، بل من هيزر "


تمت تجاهلها من قبله، و هو يمضي بقدميه الطويلتان نحو السلالم من دون ان يهتم لصراخها الذي يكاد يثقب اذنه في اعتقاده.




حاولت ان تلحق به، لكنها تعثرت بزجاجة من الكحول لتسقط علي الاريكة لترى عدد زجاجات الكحول التي حولها ، لتبدأ بعدهم ، واحد، اثنين، ثلاثة، اربعة، اليس هذا كثير .



هي لا تذكر بانها كانت تشرب الكحول، او حتي اذا شربت من قبل فلم يكن الا مرة واحدة في حياتها بسبب اصدقائها في المرحلة الجامعية، و قد سبب لها الاغماء بسبب ضعفها تجاهه.




ثانية و اثنان الي ان مرت الثالثة لتتدارك انها ليست في منزلها ، انها في منزل غريبا كليا عن منزلها.




" اين انا؟ هذا ليس منزلي "




"هل دخلت المنزل الخاطئ ؟"


" هل هذا منزل هذا الرجل ؟ حتى لو كان كذلك هذا لا يبرر موقفه بان يدعونني بهيزر "


جالت عينيها بين ثناية المنزل وهي تخرج تلك الكلمات بصوت خافض، فتسقط عينيها علي جسدها لتلاحظ تلك البشرة البرنزية السمراء ، و ذلك الشعر الاسود الطويل الذي يتخذ موضعا من الاريكة .


تتسع عينيها و هي تحاول تمالك اعصابها ، ما هذا و كيف حدث هي لا تعلم ، وسط كل ذلك الهلع ، تهرع للبحث عن مراة في ذلك المنزل المجهول في نظرها، لتدخل احد الغرف التي قد وجدتها اقرب لها .



تلتقي عينيها بذلك الوجه ذا الاعين الخدراء الواسعة و تلك الشفاه الكرزية الممتلئة و انف صغير مدبب و بشرة برنزية ناعمة خالية من العيوب ، تبدو شاحبة بعض الشيء.



" من هذه ؟"

تضرب خديها بصورة مضطربة ، تحاول تجنب واقعها.


" هذا، هذا حلما صحيح؟ "


تتأوه بعد ان قرصت يدها بشكل قوي، لينزلق جسدها نحو الارض قائلة.


" انا لا افهم شيء، كل شيء يبدو غريب "



لتبدا رحلة افكارها بصورة عشوائية.


هيزر، هيزر، من هي؟ اعتقد اني سمعت بهذا الاسم، لا اعلم اين لكن يجب علي تذكر هذا ، ان يجب علي فعله.

امضت باقي الليل و هي تحاول تذكر شيء عن من تكون هيزر، و كيف حدث هذا؟، فكل ما تتذكره انها نامت بعد ان اكملت اخر ملفات شركتها الحسابية في منتصف الليل، و هي تنوي معاقبة بعض الذين اصبحو يختلصوها بالخفاء .

بين زواية تلك الغرفة المغلقة البيضاء تجلس فتاة تفصلهما طاولة خشبية، تتحدث إحداهما بعافية


" نافين لا تقلقو علي، ساكون بخير، لا تاتي الي هنا مرة اخرى فهذا سيعرضكم للخطر"


فتجيبها الأخرى بنبرة هادئة.


" لا يجب عليك الخوف علينا فخافي علي نفسك فانتي التي ستكونين معرضة للتعذيب هنا "




ترتسم ابتسامة مريرة علي وجهها فتقول محاولة طمئنتها




" هذا لا يعد شيء في مقابل ان تكوني انتي و ديرك بامان ، اخبري ديرك باني لن اقول شيء قد يأذيه او يأذيك، ولا يجب عليه ان ينتظرني فاليكون اسرته و يعيش بسعادة ، فقد حكم علي بعشرين سنة و هو شيء ليس بقليل ساكون قد هرمت عندها "




ضحكت بشكل مازح لتشعر بتلك المرارة التي تنبع من قلبها و تنبثق ، فتبتسم ايفان بصورة هادئة من ثم تقول


" عزيزتي هيزر، لقد اسعدني حديثك حقا فهذا اتاح لي مقدمة لكي اخبرك بشيء لم اكن اعرف كيف اخبرك به "




تظهر شفافية هيزر مظهرة علامات الاستفهام علي وجهها ، لتردف ايفان .





" سنتزوج انا و ديرك الاسبوع القادم، كنت امل ان تكوني موجودة في زفافنا "




" نعم؟ "




خرجت من فم هيزر معها ابتسامة حمقاء غير مدركة ما تقوله ايفان





" ما سمعته هيزر، هل يجب ان اثبت لك ذلك "




فتخرج من حقيبتها بطاقة ذهبية بنقوش سوداء جميلة و شريطة سوداء علي شكل فراشة و تعطيها اياها ، تتقلص حدقة هيزر الخضراء .




تقف نيفين بعد دقيقة من سكون هيزر ، فتتقرفص امام قدمي هيزر، من ثم تقوم بامساك يديها و تمرر ابهاميها عليهما برفق و تردف




" اسفة علي هذا هيزر ، اسفة لقول الحقيقة في هذا الوقت ، فانا و ريكارد نحب بعضنا كثيرا "




تنهد بخفة و هي ترى دموع هيزر تتساقط من دون تعبير لتكمل




" طالما احببنا بعضنا ، و كان ذلك منذ زمن بعيد ، و انتي كنت مجرد لعبة بين يدينا "




تضغط علي يدي هيزر بقوة غارسة اطراف اظافرها علي بشرتها مما تسبب بادمائها، و كل هذا و لم تتحرك تعابير هيزر المبهمة فتردف نيفين بنبرة حادة




" لم اكن اطيغك كل تلك الفترة التي تدخلتي بيننا فيها ،لو لم يكن ذلك ذو فائدة لنا لما كنت ابقيتك بجوار ريكارد لثانية واحدة "



" فقط هيزر قولي لي انك تمزحين "




تبتسم نيفين بشكل ساخر فتقول




" هل تعتقدين ان هذا وقت لكي امزح فيه معك "





" الا تخافين ان اقوم باخبار ديريك بهذا او "





تخرج ضحكة ساخرة من فم نيفين عند انقطاع حديث هيزر لتردف هيزر بتوتر





" هل اوصيتي لي بسم "




" لا بل هو افضل منه ، فلن يبدو السم كموت طبيعي او غير مقصود "




يضيق تنفس هيزر فتضع يديها علي محاوطة رقبتها اثر اختناقها ، فتقف نيفين معانقة هيزر بشكل اثار دهشتها ، فتحاول هيزر دفعها بقوتها الضعيفة، مما يجعل نيفين تعانقها بقوة و تردف.






" ارجوك موتي بسرعة و لا تتعبيني كما اتعبني والدك اثناء موته "





تتسارع شهقاتها و يعلو صدرها و يهبط مما جعل نيفين تهرع بالصراخ لتبعد الشك عنها طالبة المساعدة.




فتحت عيناي بصورة مفجعة تزامنا مع تلك الشهقة التي خرجت من فمها و هي تشارف نحو طريق الموت، تتسارع دقات قلبي و انا استوعب ما>ا يجري فتنفرج شفتي باثقة
" هيزر وستن "



هي الزوجة الشريرة لكونار ارنستو رئيس محققي مكتب الشرطة ، الشخصية الباردة و المخيفة ، الطلقة الذهبية القاتلة.




" هذا ليس صحيح، يجب ان يكون هذا كله مجرد حبم "




انتشلت نفسي من السرير و انا ابعثر شعري بصورة هستيرية ، فانا اعلم ما هو مصيري و هو الموت




" ماذا يجب ان افعل؟ انا الان بين نارين "




اصبحت احدث نفسي كشخص مريض عقلي ، بل ساصبح مريضة عقلية بعد معرفة مصيري كيف يمكنني ترك الامر يبقي هكذا




" لا، لا ، لا يجب ان استسلم ، يجب علي معرفة من اين ياتي خلاصي "



نبثت بها و انا احاول استعادة كياني من الغرق في الاعماق ، و لكن كلي موقنة بان لا مفر لي من كل هذه المصيبة التي اوقعت هيزر نفسها بها .
الكاتبة :



بخطوات مترددة خرجت من غرفتها ، لتستقبل ذلك الهدوء الذي يخبرها بخلو المنزل من الكل ما عداها ، فتجول بنظراتها حول المنزل فترى حداثته و كاد ان يكون في قمة كماله من كل النواحي.




عدا تلك الاوساخ المتراكمة من مجموعة الوجبات الخفيفة و زجاجات الخمر لكان سيكون ، و الاساس المبعثر في كل مكان ، و الروائح النتنة بسبب بقاي الطعام




" بحق الله لا يبدو هنالك شخص عاقل يعيش هنا"




اكمل جولتها بين جدران المنزل الواسعة و غرفه لتجد بينهم غرفتين، احداهما هي التي قضة فيها الليله السابقة، و اخرى بعيدة عنهما مبعثرة غير مرتبة، مليئة بالاوساخ و الملابس النسائية المبعثرة في كل مكان .

اخرجت تنهيدة عميقة ، و كلها ايقان ان هذه هي غرفة هيزر.
توقلت بداخل الغرفة و اصبحت تعبث بين الاغراض ، الي ان وجدت مرادها ، لتبتسم بعمق عند رؤية ذلك الجهاز المحمول ذو اللون الابيض .

" لنرى على ماذا تحتوي؟"

انطلقت تنهيدة من ثقرها بعد ان رات ان شحن بطاريته فارغا ، فتكمل جولتها الاستطلاعية، تدلف الي ذلك الباب الذي توقفت قدميها عنده، لتخلل انفها تلك الرائحة الذكورية العبقة بمجرد فتحها لباب الغرفة

" لا يجب علي ان ادخل اليها "

رمت كلماتها المعاتبة عكس الرياح ، لتشبع فضولها و تدخل ، فتنجذب عينيها الي تلك الغرفة ذات الطابع الهادئ الجميل يعكس شخصية صاحبها.

اتسعت ابتسامتها برؤية شحن للهاتف لتضعه فيه و تتنهد براحة ، من ثم توجه نظرة الي نفسها في المراة و تقول

" يجب علي ان استحم "

بعد ان قامت بكل جراءة بالاستولاء علي غرفته و الاستحمام فيها و اخذ احد قمصانه التي وصلت الي ما فوق ركبتيها ، ارتمت علي السرير الواسع، من ثم اخذت الهاتف و اتصلت علي ذلك الرقم الذي يسجل باسم كونار
" مرحبا "

ثلاث رنات فقط تمت الاجابة علي اتصالها فتجيب

" مرحبا "

يخرج صوته البارد قائلا

" ماذا هناك؟"

فتجيبه بنبرة هادئة

" اريد مدبرة منزل ، من اجل التنظيف "

" و لماذا اتصلتي بي؟ "

" لا املك المال"

خرجت تنهيدة بسبب نفاذ صبره ليقول

" سارسل لك بعض منه "

فترد عليه بنبرة متوترة ، فهي لا تعلم ما هي كلمة المرور لحسابات هيزر

" لا تفعل ذلك ، لقد نسيت كلمة المرور "

اغلق خط الهاتف بعد ان قال ببرود

" ساتصرف"

لم تنتظر هيزر كثيرا حتى رن جرس المنزل بعد ربع ساعة ، لتتاكد بعد فتح الباب انه قد تصرف حقا

غطت هيزر في نوم عميق بعد ان استغرقت وقت طويل
في التفكير و البحث عن مجموعة من الحلول ، كشخص لم ينم لقرن ، او بالاحرى كما لم تكن تلك الفتاة التي كاد التوتر ان يقتلها ّ

عند تمام الساعة الثامنة افتتح باب المنزل ليدلف ذلك الجسد ذو الارجل الطويلة و البنية العريضة و القوية، رجل الي يتجه من غير اي تردد نحاية غرفته، يفتح انارة غرفته ليجد جسد ذو حجم ضئيل مندثر بين فراشه .

ترتفع مقدمة حاجبه بشكل متعجب لما راه ، فتستقر عينه بشكل اعمق برئية قميصه الذي ترتديه .

هيزر :

فتحت عيناي اثر انزعاجي من ذلك الضوء الذي اشعاعه اخترق عيناي ، فاجد الكتلة الجليدية تقف علي مرمى بصري

" يا الهي "

خرجت من فمي حين ادراكي باني استولي علي غرفته ، كيف قد غفوت كل ذلك الوقت في عرين الأسد اية
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي