ولا واحدة منهن سيلا
قام اوس باصطياد سمكة كبيرة ذلك اليوم و بعض القواقع و قام بالغطس ليستطيع اصطياد أخطبوط كما طلبت منه سيلا لكنه تأخر تحت الماء.
سيلا كانت تسبح بهدوء بينما كل مرة كانت تدحرج عيناها ناحيته لتعرف هل هو على ما يرام ام غرق و مات و تخلصت منه إلى الأبد.
مرت دقائق لم تلمحه يخرج من الماء لا تعرف لما تأخر تحت الماء و هل هو غواصة معقول رأتاه تتحملان هذا الوقت كله من دون أكسجين ام انه اختنق و مات، حاولت عدم التفكير به فليمت او ليحترق ما دخلها هي انه عدوها اللدود عليها ان تكون سعيدة بموته، عليها ان تفرح كثيرا بذلك و تحتفل مع النباتات و ما إلى ذلك بانتصارها الساحق على اوس ثائر بعد كل ما فعله بها و بنساء غيرها و حتى لا تكون كاذبة هي لم يهمها ابدا امر النساء التي نام معهن اوس و بعد ذلك قام برميهن هي يهمها نفسها فقط، ذاتها هي ما يهمها لقد اغتصبها في حفل تتويجها و لا تزال تتذكر تلك الليلة المشؤوم، ترجته و ترجته لكنه كان مغيب و هي كانت ضحيته غرست أضافها في صدره بطريقة عنيفة لكن هيهات لم تؤثر خربتها على جسده الصلب القوي بشيء، حاولت التملص منه لكنه ابى تركها حاولت أن تغيب عن الوعي حتى لا ترى و لا تشعر بهذه اللحظات القبيحة لكنه ايقظها بصفعات متتالية منه و هي لا تزال تتذكر صوته و هو يقول استيقظي، استيقظي فإني لا احب الجثث. شعرت بكل شيء حينها ذلك الألم الذي كان يجتاح اسفلها صراخها و رائحة الدماء التي ملئت المكان و ملئت فستان تتويجها، صرخت و صرخت لكن أحدا لم يسمعها، احد لم ينقذ تلك الصبية، تتذكر بعد أن ذهبت إلى المنزل و اختبأت لا زالت تتذكر اول مرة ترى جسدها بعد ذلك الحادث او الاصح بالقول الجريمة، تأملت ملامح جسدها كان متعبا منهكا و مرهق جدا كان يسألها لما لما جرى لها هكذا لما فعل بها ذلك الوحش هذا
كان جسدها مليئ بالنذوب و العلامات الزرقاء كان ذلك اللقيط يمسكها بقوة كادت ان تهشم ضلوعها، شفتاها كانت مجروحة، خدها ازرق و علامات الصفع ظاهرة عليه، يدها كانت مكسورة، لا تقولو يا مشعر البشر ان ليس لديها الحق في كسره كما كسره لا تقولو ان ليس لها الحق في كرهه و تسويد حياته، بل لها كل الحق و ما تعرفونه الان عن قصة سيلا الكاشف ليست سوى نقطة في بحرها.
قاطع تفكيرها صوته
-لم أجد أخطبوط.
-لا مشكلة.
-لم تشعري بأني تأخرت قليلا تحت الماء.
-لا لم أشعر
-ما بالك سيلا هل حصل لك شيء.
-فقط تذكرت جريمة ما حصلت.
ضحك هو
-انت الى متى ستستولي على عقلك الجرائم و الجنح و و الجنايات و الخطايا و الذنوب و الوزور، إلى متى سيلا، اتركي الأمر ليس لك دخل بمن الصالح و من الطالح، عيشي حياتك صغيرتي.
ابتسمت له بهدوء و كأنها لا تريد الان ان تخرج مدفع و تصوبه إلى بطنه لعل غضبها منه قد يزول بعض الشيء.
توجه الاثنان إلى المنزل و صنع الاثنان معا وجبة العشاء قامت سيلا بتنظيف الذرة و البطاطس و وضعتها في أسياخ ثم قامت بشويها و اوس فعل المثل مع السمكة الكبيرة و القواقع التي احظر، كذلك نظفها جيدا من احشائها و من الرمال ثم قام بشويها، في انتظارهما الطعام لكي يجهز سألها هو.
-سيلا هل انت بخير.
هزت رأسها بمعنى اجل من دون كلام و من دون تعابير.
-انت متأكدة سيلا ،منذ أن عدنا من الشاطئ و انت متغيرة لست حيوية كما اعتدتك.
-فقط اشتقت لإبني و زوجي و ابي، ليس بالأمر الجليل.
-أنا آسف سيلا ذاتا كل شيء حصل كان بسببي
تمتمت هي من دون أن يسمعها
-اجل معك حق انت السبب في كل شيء
نهضت هي، سألها هو
-إلى أين
-سأدخل غرفتي عندما ينظج الطعام فقط كل و لا تناديني، ذهبت شهيتي.
غادرت هي من دون أن تسمع رده و فور ان دخلت غرفتها المظلمة راحت دموعها تشق طرقا خارج عيونها فتحت حقيبتها و أخرجت صورة لإبنها غيث و ظلت تبكي، تبكي و تبكي شهقاتها كانت شبه مسموعة له هو كان يعرف انه سيبكيها شوقها لعائلتها، لحسن الحظ ان ليس لديه شخص لكي يشتاق اليه، الشيء الوحيد الذي يشتاق اليه هو سلطته و جبروته التي لا يتمتع بها الان رفقة سيلا و لكن يظن انه لو كانت فتاة أخرى غير سيلا كانت ستجعله يشعر بقوته و جبروته، لكن سيلا بالفعل أنثى متسلطة و متجبرة و قوية لا تحتاج رجلا في حياتها فبمساعدتها فعلو هذا كله في يومين فقط من مجيئهم بنو منزلا صلبا بفضل معرفتها بالطين و صنعت لهم أواني ليأكلو بها كما انها أيضا أعطته ملابس ليحتمي بها عن البرد و أعطته غطاء لينام به
زينت له غرفته و بنت سورا طويلا جدا و متينا يمنع الحيونات المفترسة من الدخول صنعت الكثير من الأشياء لوحدها اي ان وجوده او عدمه لا يشكلان فرقا بالنسبة لها، هذه الفتاة اختارت ان تصنع غرفة واحدة لأجلها و لو كانت أنثى أخرى لاختارت النوم في حظنه لكي تحتمي بجسده من البرد و الخطر، لكن هيهات ثم هيهات مع من حشر، حشر مع من لاااااا ترحم تكرهه لدرجة انه يكاد يجزم انها تتمنى له الموت كل يوم الف مرة و لو استطاعت لرمته في البحر ليصبح طعاما للسردين و أسماك التونة.
كانت سيلا تحرج ملابسها و توظبها لأنها صنعت خزانة و تسريحة لنفسها وضعت مرآتها الصغيرة و بعض مستحظرات التجميل ثم وجعت ملابسها في الخزانة كانت قد اشترت بعض الأشياء لكي تزين بها غرفتها عندما تعود للمنزل لكن يبدو أنها ستزين بها غرفتها في هذا الكوخ، وضعت على التسريحة صورتها رفقة غيث ثم جلست تفكر ترى ماذا يفعل الان ذلك الصغير، هل اشتاق إليها عل يعتب عليها كما يفعل دوما، لكن لا بأس أن يعتب عليها فهي ام مهملة بعض الشيء و لابد له ان يعتب فعتابه لها يعني شوقه لها، فعتابه لها يعني انه لا زال لم ييأس من أمه المهملة لا زال يريدها ان تتغير تخاف جدا أن تعود بعد مدة طويلة و ترى حبه الذي كان مشتعلا في عيونه انطفئ و راح مع الرياح، ستموت ان وجدت طفلها صغيرها اقتنع ان والدته الطائشة ماتت و اندمل جرحه كما تندمل جروحنا عندما نفقد عزيزا او قريبا لنا فيوم بعد يوم و ساعة بعد ساعة يختفي الألم و يبقى الشخص و مهما كان عزيزا و مهما كانت مساحته كبيرة في قلوبنا يبقى مجرد ذكرى لطيفة قد تختفي ايظا مع مرور الزمن.
كان الخدم في القصر مجتمعون
تحدثت مربية غيث
-ارجو من كل قلبي ان تعود بخير و على خير لأنه لا يمكنني العمل في هذا القصر بدونها.
-و لا نحن أيضا، تلك الفتاة عانت كثيرا انا كنت الطباخ منذ أن كانت في السادسة، لا تعرفون ابدا ما مر على رأسها، ابنتي المسكينة لا نعرف أين هي و لا كيف ستكون حالتها.
تمتمت خادمة أخرى بعد أن انهارت من شدة البكاء
-يا إلهي انا أخشى أن تكون قد ماتت بالفعل، أقسم اني سأجن ان عرفت ان سيلا ماتت مقتولة سأجن و سأتأكد حينها ان لا عدالة في الدنيا و ان القوي يطغى و لا يحاسبه أحدا، ان قتلها الدنجوان اقسم لكم سأجن انا، فتاة بريئة كسيلا لا تستحق هذه الميتة.
كان غيث مارا من قرب الباب و سمع اخر مقطع قالته الخادمة فأضلمت عيناه و تصدعت روحه و استيقظت هواجس ذلك الطفل، فغيث ككل طفل اكثر شيء يخشاه في الكون هو أن يحصل لأمه شيء.
دخل غيث أمامهم و اردف
-تقولين ان مامي تحولت لنجمة؟
كان غيث يبكي و يصرخ في المربية بينما يضرب بقدميه الصغيرتين في الأرض بكل قوته
-لقد اقنعتموني ان ابي اصبح نجما في السماء رغم ان امي كانت دائما تقول ان النجوم في السماء ليست ببشر، و الآن تخبرونني ان امي قد تصبح نجمة هل انتم مجانين انا مامي لم تمت أشعر بها انا اشعر بأنفاسها لا تخبروني ان مامي ماتت لأنكم لا تشعرون بما يربطني بمامي انتم لا تعرفون.
تحدثت المربية في محاولة بائسة منها لكبح دموعها
-غيث عزيزي نحن لم نقصد ان نقول ان سيلا ماتت لكن قلنا ربما و انت مررت بالصدفة و سمعت، نحن يا عزيزي بدورنا تربطنا مع سيلا رابطة قوية اي ان اكثر متضرر لكون سيلا مختفية هو نحن، نحن نحبها جدا و نحبك صغيري.
-مامي لم تمت، اتصلو لي بجدي الان.
-عزيزي جدك قد يكون مشغولا.
-لا يهمني لا يهمني لا يهمني، اريد جدي جدي جدي جدي الان، الان اريد جدي.
اتصلت المربية بضرغام الكاشف و أعطت الهاتف للصغير الذي ضل ينتظر و ينتظر و ينتظر حتى التقط جده الخط و سمع صوته.
-جدي هل مامي ماتت.
بكى ضرغام الذي كان بالفعل في المشرحة يتعرف على جثث فتيات في نفس عمر سيلا و بنفس مواصفاتها.
-لا أعرف يا بني، صدقني لا أعرف.
-جدي مامي أخبرتني انه عندما يختفي شخص ما يتوجه اهله المشرحة لكي بتعرفو على الجثث ذات نفس الهيئة و المواصفات، ان كنت ستفعل ذلك أيضا جدي تذكر أن مامي لديها وحمة على شكل قلب وردي في صدرها الأيمن ربما لم يسبق لك ان رأيتها لكني فعلت انا، تلك الوحمة كانت دائما ما تصبح حمراء في موسم الفراولة ثم تبهث و تصبح باللون الوردي في المواسم العادية،أ تتذكرها جدي.
بكى ضرغام
-اتذكرها بني اتذكرها، شكرا لك عزيزي شكرا لك يا صغير لقد نسيتها لم أعرف أن وجدت أمامي جثة مشوهة كيف سأتعرف عليها.
- و اجل جدي امي تحمل وشما صغيرا خلف رقبتها انه وشم صغير جدا على شكل غيمة ممطرة، و لديها نذبة في باطن قدمها اليسرى تتذكر تلك التذبة اليس كذلك جدي.
-اجل صغيري اتذكرها اتذكرها شكرا لك غيث شكرا لك يا اجمل حفيد في الدنيا.
-حسنا جدي اخبرتك بهذا لكي لا ترجع و تقول لي أن امك أصبحت نجمة لأني الى الان لا أصدق بعد ان ابي اصبح نجمة من السماء يراقبني.
-فقط ادعو ان أجد سيلا و ستجعلك هي تصدق بطريقتها.
-حسنا إلى اللقاء جدي
-إلى اللقاء صغيري.
انقطع الخط و عقد ظرغام العزم ثم دخل لكي يرى اول جثة، فور دخوله خالجه احساس غريب كانت الغرفة باردة جدا و كأنه فصل الشتاء البارد جدا، بعد دخوله كانت الغرفة عبارة عن طاولة تشريح حيث نستلقي الجثه مغطاة بغطاء ابيض من رجليها إلى رأسها فلا يظهر منها شيء، كان بجوار طاولة التشريح طاولة أخرى للمعدات الطبية، حوض و صنبور طويل بجواره صابون سائل لليدين، رائحة الغرفة كانت و كإنك غارق في قنينة من الكلور قامو بهذا فقط لكي يزيلو اي رائحة كريهة قد تنبعث من الجثة، توجه ظرغام للجثه و فتحت له الطبيبة الغطاء يرى ما اذا كانت هي سيلا الكاشف ابنته ام لا، الجثة كانت شبه محللة كان منظرها بشع جدا ليس متأكدا من انه لن يحلم بمنظر هذه الجثث لبقية حياته، الفتاة كانت ملامحها شبه مفسرة و كان واضح انها فتاة آسيوية ذات عيون ضيقة مما يعني انها ليست ابنته تكلم هو بهدوء مخاطبا الشرطة
-ليست هي، هذه ليست سيلا ابنتي، اروني الجثة الاخرى.
دخلو إلى ثاني غرفة و لكن الاحساس بهذه الغرفة كان مختلفا مما ارعبه كانت طاقة الغرفة مدمرة للروح واضح ان الفتاة المستلقية هنا قد عانت من مرارة الحياة و مرارة الموت من دون مقدمات فتح له الطبيب على وجهها فتصنم مكانه لبضع دقائق لم يتحرك من مكانه، ابدا لم يتحرك من مكانه، زعزعه رجال الشرطة لكن ما من مجيب و زحزحه الطبيب و أخيرا عاد ضرغام الى وعيه، كانت الفتاة مذبوحة بطريقة بشعة و رأسها مفصول عن جسدها ملامحها واضحة بطريقة تامة فتاة جميلة ترى من فعل بها هذا ترى من هذا الحقير الذي يستطيع قتل الناس هكذا من دون رحمة منه او شفقة اردف هو
-ليست سيلا ليست ابنتي.
-الفتاة التالية كانت قد وجدوها صباح اليوم اي انها طازجة لم تتحلل بعد، لقد وجدت جثتها في شباك بعض الصيادين و ظنو انها حورية بحر لكنهم اكتشفو انها جثة فتاة مجهولة و بإعتبار اخر مكان كانت ابنتك الانسة سيلا الكاشف هو الميناء اذا فهذه أقرب واحدة بأن تكون ابنتك، لكن ملامح وجهها كلها غير موجودة لأنها ارتطمت كثيرا بالصخور فتشوه وجهها تماما لذا حتى أن كانت ابنتك فقد لا تستطيع التعرف عليها الا عن طريق الكشف الجيني.
-اقول لك ابنتي ابنتي اي لو بقيت منها شعرة واحدة سأتعرف عليها.
دخل ظرغام الكاشف الغرفة التالية من دون أي مشاعر لم تهاجمه طاقة المكان كما حصل في الغرفتين المنصرمتين، رفع الطبيب الغطاء على وجه الفتاة فتبخرت الرؤية من عيون ظرغام الفتاة حرفيا اكل السمك وجهها بكل ما للكلمة من معنى، تأمل شعرها نفس اللون نفس الطول و نفس الهيئة، ما زعزع ثقته ان تكون الراقدة هنا هي فعلا سيلا كونها ترتدي قميصا قد سبق و رأى ابنته ترتدي نفس القميص، اغرورقت عيناه بالدموع بطريقة لا إرادية، ابنته ام لا فما جرى لهذه الفتاة ليس سهلا ابدا شقت دموعه الطريق خارج مقلتيه، سأله الطبيب.
-هل هذه سيلا الكاشف اليس كذلك.
تذكر ظرغام ما اخبره به غيث تم تحركت يداه إلى رقبتها من الخلف و بحث عن ذلك الوشم فلم يجده ثم بهدوء شقت يديه الطريق إلى قدميها فلم يجد الندبة فأردف هو
-و لا واحدة منهن سيلا.
سيلا كانت تسبح بهدوء بينما كل مرة كانت تدحرج عيناها ناحيته لتعرف هل هو على ما يرام ام غرق و مات و تخلصت منه إلى الأبد.
مرت دقائق لم تلمحه يخرج من الماء لا تعرف لما تأخر تحت الماء و هل هو غواصة معقول رأتاه تتحملان هذا الوقت كله من دون أكسجين ام انه اختنق و مات، حاولت عدم التفكير به فليمت او ليحترق ما دخلها هي انه عدوها اللدود عليها ان تكون سعيدة بموته، عليها ان تفرح كثيرا بذلك و تحتفل مع النباتات و ما إلى ذلك بانتصارها الساحق على اوس ثائر بعد كل ما فعله بها و بنساء غيرها و حتى لا تكون كاذبة هي لم يهمها ابدا امر النساء التي نام معهن اوس و بعد ذلك قام برميهن هي يهمها نفسها فقط، ذاتها هي ما يهمها لقد اغتصبها في حفل تتويجها و لا تزال تتذكر تلك الليلة المشؤوم، ترجته و ترجته لكنه كان مغيب و هي كانت ضحيته غرست أضافها في صدره بطريقة عنيفة لكن هيهات لم تؤثر خربتها على جسده الصلب القوي بشيء، حاولت التملص منه لكنه ابى تركها حاولت أن تغيب عن الوعي حتى لا ترى و لا تشعر بهذه اللحظات القبيحة لكنه ايقظها بصفعات متتالية منه و هي لا تزال تتذكر صوته و هو يقول استيقظي، استيقظي فإني لا احب الجثث. شعرت بكل شيء حينها ذلك الألم الذي كان يجتاح اسفلها صراخها و رائحة الدماء التي ملئت المكان و ملئت فستان تتويجها، صرخت و صرخت لكن أحدا لم يسمعها، احد لم ينقذ تلك الصبية، تتذكر بعد أن ذهبت إلى المنزل و اختبأت لا زالت تتذكر اول مرة ترى جسدها بعد ذلك الحادث او الاصح بالقول الجريمة، تأملت ملامح جسدها كان متعبا منهكا و مرهق جدا كان يسألها لما لما جرى لها هكذا لما فعل بها ذلك الوحش هذا
كان جسدها مليئ بالنذوب و العلامات الزرقاء كان ذلك اللقيط يمسكها بقوة كادت ان تهشم ضلوعها، شفتاها كانت مجروحة، خدها ازرق و علامات الصفع ظاهرة عليه، يدها كانت مكسورة، لا تقولو يا مشعر البشر ان ليس لديها الحق في كسره كما كسره لا تقولو ان ليس لها الحق في كرهه و تسويد حياته، بل لها كل الحق و ما تعرفونه الان عن قصة سيلا الكاشف ليست سوى نقطة في بحرها.
قاطع تفكيرها صوته
-لم أجد أخطبوط.
-لا مشكلة.
-لم تشعري بأني تأخرت قليلا تحت الماء.
-لا لم أشعر
-ما بالك سيلا هل حصل لك شيء.
-فقط تذكرت جريمة ما حصلت.
ضحك هو
-انت الى متى ستستولي على عقلك الجرائم و الجنح و و الجنايات و الخطايا و الذنوب و الوزور، إلى متى سيلا، اتركي الأمر ليس لك دخل بمن الصالح و من الطالح، عيشي حياتك صغيرتي.
ابتسمت له بهدوء و كأنها لا تريد الان ان تخرج مدفع و تصوبه إلى بطنه لعل غضبها منه قد يزول بعض الشيء.
توجه الاثنان إلى المنزل و صنع الاثنان معا وجبة العشاء قامت سيلا بتنظيف الذرة و البطاطس و وضعتها في أسياخ ثم قامت بشويها و اوس فعل المثل مع السمكة الكبيرة و القواقع التي احظر، كذلك نظفها جيدا من احشائها و من الرمال ثم قام بشويها، في انتظارهما الطعام لكي يجهز سألها هو.
-سيلا هل انت بخير.
هزت رأسها بمعنى اجل من دون كلام و من دون تعابير.
-انت متأكدة سيلا ،منذ أن عدنا من الشاطئ و انت متغيرة لست حيوية كما اعتدتك.
-فقط اشتقت لإبني و زوجي و ابي، ليس بالأمر الجليل.
-أنا آسف سيلا ذاتا كل شيء حصل كان بسببي
تمتمت هي من دون أن يسمعها
-اجل معك حق انت السبب في كل شيء
نهضت هي، سألها هو
-إلى أين
-سأدخل غرفتي عندما ينظج الطعام فقط كل و لا تناديني، ذهبت شهيتي.
غادرت هي من دون أن تسمع رده و فور ان دخلت غرفتها المظلمة راحت دموعها تشق طرقا خارج عيونها فتحت حقيبتها و أخرجت صورة لإبنها غيث و ظلت تبكي، تبكي و تبكي شهقاتها كانت شبه مسموعة له هو كان يعرف انه سيبكيها شوقها لعائلتها، لحسن الحظ ان ليس لديه شخص لكي يشتاق اليه، الشيء الوحيد الذي يشتاق اليه هو سلطته و جبروته التي لا يتمتع بها الان رفقة سيلا و لكن يظن انه لو كانت فتاة أخرى غير سيلا كانت ستجعله يشعر بقوته و جبروته، لكن سيلا بالفعل أنثى متسلطة و متجبرة و قوية لا تحتاج رجلا في حياتها فبمساعدتها فعلو هذا كله في يومين فقط من مجيئهم بنو منزلا صلبا بفضل معرفتها بالطين و صنعت لهم أواني ليأكلو بها كما انها أيضا أعطته ملابس ليحتمي بها عن البرد و أعطته غطاء لينام به
زينت له غرفته و بنت سورا طويلا جدا و متينا يمنع الحيونات المفترسة من الدخول صنعت الكثير من الأشياء لوحدها اي ان وجوده او عدمه لا يشكلان فرقا بالنسبة لها، هذه الفتاة اختارت ان تصنع غرفة واحدة لأجلها و لو كانت أنثى أخرى لاختارت النوم في حظنه لكي تحتمي بجسده من البرد و الخطر، لكن هيهات ثم هيهات مع من حشر، حشر مع من لاااااا ترحم تكرهه لدرجة انه يكاد يجزم انها تتمنى له الموت كل يوم الف مرة و لو استطاعت لرمته في البحر ليصبح طعاما للسردين و أسماك التونة.
كانت سيلا تحرج ملابسها و توظبها لأنها صنعت خزانة و تسريحة لنفسها وضعت مرآتها الصغيرة و بعض مستحظرات التجميل ثم وجعت ملابسها في الخزانة كانت قد اشترت بعض الأشياء لكي تزين بها غرفتها عندما تعود للمنزل لكن يبدو أنها ستزين بها غرفتها في هذا الكوخ، وضعت على التسريحة صورتها رفقة غيث ثم جلست تفكر ترى ماذا يفعل الان ذلك الصغير، هل اشتاق إليها عل يعتب عليها كما يفعل دوما، لكن لا بأس أن يعتب عليها فهي ام مهملة بعض الشيء و لابد له ان يعتب فعتابه لها يعني شوقه لها، فعتابه لها يعني انه لا زال لم ييأس من أمه المهملة لا زال يريدها ان تتغير تخاف جدا أن تعود بعد مدة طويلة و ترى حبه الذي كان مشتعلا في عيونه انطفئ و راح مع الرياح، ستموت ان وجدت طفلها صغيرها اقتنع ان والدته الطائشة ماتت و اندمل جرحه كما تندمل جروحنا عندما نفقد عزيزا او قريبا لنا فيوم بعد يوم و ساعة بعد ساعة يختفي الألم و يبقى الشخص و مهما كان عزيزا و مهما كانت مساحته كبيرة في قلوبنا يبقى مجرد ذكرى لطيفة قد تختفي ايظا مع مرور الزمن.
كان الخدم في القصر مجتمعون
تحدثت مربية غيث
-ارجو من كل قلبي ان تعود بخير و على خير لأنه لا يمكنني العمل في هذا القصر بدونها.
-و لا نحن أيضا، تلك الفتاة عانت كثيرا انا كنت الطباخ منذ أن كانت في السادسة، لا تعرفون ابدا ما مر على رأسها، ابنتي المسكينة لا نعرف أين هي و لا كيف ستكون حالتها.
تمتمت خادمة أخرى بعد أن انهارت من شدة البكاء
-يا إلهي انا أخشى أن تكون قد ماتت بالفعل، أقسم اني سأجن ان عرفت ان سيلا ماتت مقتولة سأجن و سأتأكد حينها ان لا عدالة في الدنيا و ان القوي يطغى و لا يحاسبه أحدا، ان قتلها الدنجوان اقسم لكم سأجن انا، فتاة بريئة كسيلا لا تستحق هذه الميتة.
كان غيث مارا من قرب الباب و سمع اخر مقطع قالته الخادمة فأضلمت عيناه و تصدعت روحه و استيقظت هواجس ذلك الطفل، فغيث ككل طفل اكثر شيء يخشاه في الكون هو أن يحصل لأمه شيء.
دخل غيث أمامهم و اردف
-تقولين ان مامي تحولت لنجمة؟
كان غيث يبكي و يصرخ في المربية بينما يضرب بقدميه الصغيرتين في الأرض بكل قوته
-لقد اقنعتموني ان ابي اصبح نجما في السماء رغم ان امي كانت دائما تقول ان النجوم في السماء ليست ببشر، و الآن تخبرونني ان امي قد تصبح نجمة هل انتم مجانين انا مامي لم تمت أشعر بها انا اشعر بأنفاسها لا تخبروني ان مامي ماتت لأنكم لا تشعرون بما يربطني بمامي انتم لا تعرفون.
تحدثت المربية في محاولة بائسة منها لكبح دموعها
-غيث عزيزي نحن لم نقصد ان نقول ان سيلا ماتت لكن قلنا ربما و انت مررت بالصدفة و سمعت، نحن يا عزيزي بدورنا تربطنا مع سيلا رابطة قوية اي ان اكثر متضرر لكون سيلا مختفية هو نحن، نحن نحبها جدا و نحبك صغيري.
-مامي لم تمت، اتصلو لي بجدي الان.
-عزيزي جدك قد يكون مشغولا.
-لا يهمني لا يهمني لا يهمني، اريد جدي جدي جدي جدي الان، الان اريد جدي.
اتصلت المربية بضرغام الكاشف و أعطت الهاتف للصغير الذي ضل ينتظر و ينتظر و ينتظر حتى التقط جده الخط و سمع صوته.
-جدي هل مامي ماتت.
بكى ضرغام الذي كان بالفعل في المشرحة يتعرف على جثث فتيات في نفس عمر سيلا و بنفس مواصفاتها.
-لا أعرف يا بني، صدقني لا أعرف.
-جدي مامي أخبرتني انه عندما يختفي شخص ما يتوجه اهله المشرحة لكي بتعرفو على الجثث ذات نفس الهيئة و المواصفات، ان كنت ستفعل ذلك أيضا جدي تذكر أن مامي لديها وحمة على شكل قلب وردي في صدرها الأيمن ربما لم يسبق لك ان رأيتها لكني فعلت انا، تلك الوحمة كانت دائما ما تصبح حمراء في موسم الفراولة ثم تبهث و تصبح باللون الوردي في المواسم العادية،أ تتذكرها جدي.
بكى ضرغام
-اتذكرها بني اتذكرها، شكرا لك عزيزي شكرا لك يا صغير لقد نسيتها لم أعرف أن وجدت أمامي جثة مشوهة كيف سأتعرف عليها.
- و اجل جدي امي تحمل وشما صغيرا خلف رقبتها انه وشم صغير جدا على شكل غيمة ممطرة، و لديها نذبة في باطن قدمها اليسرى تتذكر تلك التذبة اليس كذلك جدي.
-اجل صغيري اتذكرها اتذكرها شكرا لك غيث شكرا لك يا اجمل حفيد في الدنيا.
-حسنا جدي اخبرتك بهذا لكي لا ترجع و تقول لي أن امك أصبحت نجمة لأني الى الان لا أصدق بعد ان ابي اصبح نجمة من السماء يراقبني.
-فقط ادعو ان أجد سيلا و ستجعلك هي تصدق بطريقتها.
-حسنا إلى اللقاء جدي
-إلى اللقاء صغيري.
انقطع الخط و عقد ظرغام العزم ثم دخل لكي يرى اول جثة، فور دخوله خالجه احساس غريب كانت الغرفة باردة جدا و كأنه فصل الشتاء البارد جدا، بعد دخوله كانت الغرفة عبارة عن طاولة تشريح حيث نستلقي الجثه مغطاة بغطاء ابيض من رجليها إلى رأسها فلا يظهر منها شيء، كان بجوار طاولة التشريح طاولة أخرى للمعدات الطبية، حوض و صنبور طويل بجواره صابون سائل لليدين، رائحة الغرفة كانت و كإنك غارق في قنينة من الكلور قامو بهذا فقط لكي يزيلو اي رائحة كريهة قد تنبعث من الجثة، توجه ظرغام للجثه و فتحت له الطبيبة الغطاء يرى ما اذا كانت هي سيلا الكاشف ابنته ام لا، الجثة كانت شبه محللة كان منظرها بشع جدا ليس متأكدا من انه لن يحلم بمنظر هذه الجثث لبقية حياته، الفتاة كانت ملامحها شبه مفسرة و كان واضح انها فتاة آسيوية ذات عيون ضيقة مما يعني انها ليست ابنته تكلم هو بهدوء مخاطبا الشرطة
-ليست هي، هذه ليست سيلا ابنتي، اروني الجثة الاخرى.
دخلو إلى ثاني غرفة و لكن الاحساس بهذه الغرفة كان مختلفا مما ارعبه كانت طاقة الغرفة مدمرة للروح واضح ان الفتاة المستلقية هنا قد عانت من مرارة الحياة و مرارة الموت من دون مقدمات فتح له الطبيب على وجهها فتصنم مكانه لبضع دقائق لم يتحرك من مكانه، ابدا لم يتحرك من مكانه، زعزعه رجال الشرطة لكن ما من مجيب و زحزحه الطبيب و أخيرا عاد ضرغام الى وعيه، كانت الفتاة مذبوحة بطريقة بشعة و رأسها مفصول عن جسدها ملامحها واضحة بطريقة تامة فتاة جميلة ترى من فعل بها هذا ترى من هذا الحقير الذي يستطيع قتل الناس هكذا من دون رحمة منه او شفقة اردف هو
-ليست سيلا ليست ابنتي.
-الفتاة التالية كانت قد وجدوها صباح اليوم اي انها طازجة لم تتحلل بعد، لقد وجدت جثتها في شباك بعض الصيادين و ظنو انها حورية بحر لكنهم اكتشفو انها جثة فتاة مجهولة و بإعتبار اخر مكان كانت ابنتك الانسة سيلا الكاشف هو الميناء اذا فهذه أقرب واحدة بأن تكون ابنتك، لكن ملامح وجهها كلها غير موجودة لأنها ارتطمت كثيرا بالصخور فتشوه وجهها تماما لذا حتى أن كانت ابنتك فقد لا تستطيع التعرف عليها الا عن طريق الكشف الجيني.
-اقول لك ابنتي ابنتي اي لو بقيت منها شعرة واحدة سأتعرف عليها.
دخل ظرغام الكاشف الغرفة التالية من دون أي مشاعر لم تهاجمه طاقة المكان كما حصل في الغرفتين المنصرمتين، رفع الطبيب الغطاء على وجه الفتاة فتبخرت الرؤية من عيون ظرغام الفتاة حرفيا اكل السمك وجهها بكل ما للكلمة من معنى، تأمل شعرها نفس اللون نفس الطول و نفس الهيئة، ما زعزع ثقته ان تكون الراقدة هنا هي فعلا سيلا كونها ترتدي قميصا قد سبق و رأى ابنته ترتدي نفس القميص، اغرورقت عيناه بالدموع بطريقة لا إرادية، ابنته ام لا فما جرى لهذه الفتاة ليس سهلا ابدا شقت دموعه الطريق خارج مقلتيه، سأله الطبيب.
-هل هذه سيلا الكاشف اليس كذلك.
تذكر ظرغام ما اخبره به غيث تم تحركت يداه إلى رقبتها من الخلف و بحث عن ذلك الوشم فلم يجده ثم بهدوء شقت يديه الطريق إلى قدميها فلم يجد الندبة فأردف هو
-و لا واحدة منهن سيلا.