4
الجزء:4
"لما لم تذهب إلى عمالك اليوم؟ "
أبعد أنظاره عني متهرباً ليقول.
"لدي إجازة اليوم "
"منذ يومين تقول ذلك"
"هممم"
همهمة صغيرة خرجت من فمه جعلتني أصمت و أكف عن أسئلتي، لأتنهد بسبب الملل فترتسم في رأسي خطة جهنمية فأقول
"لا أحب عصير البرتقال"
يلقي علي نظرة فارغة، لينهض ومن ثم يأخذ الكأس و يدلف إلى الخارج.
إبتسمت بخبث فقد بدأت أعامله هكذا كرد لإنتقامي، ففي النهاية هو من رفض تحركي فما يجب عليه إلا تنفيذ أوامر، و كنوع من التسلية أقوم بهذه الأفعال المتغطرسة.
عاد من المطبخ وقد كان يحمل العصير الذي أفضله، فأرتشف منه و أقول بوجه عابس.
" ليس جيدا ،إن السكر قليل"
حقيقة قد كان متزن كنصف طعام و هذا ما أحبذه، ليقول
" هكذا هو صحي أكثر"
" لا أستطيع شربه هكذا"
" لن يقتلك هذا"
فينبث جملة بنبرة شبه حادة، لأعتدل جالسة محاولة إنزال قدماي و من ثم قلت
" سأفعلها وحدي اذا كان سيجهدك"
إنتشل الكأس من يدي و مضى في طريقه، لتتسع ابتسامتي و اقول محدثة نفسي
" لنرى الي أي مدى ستواصل هكذا، يا ذا الدم البارد"
إبتسامة هادئة إرتسمت علي وجهه و هو يتكأ علي الباب يستمع إلى كلماتها ، أرجع خصلات شعره الداكنة الي الخلف بنرجسية، ليبرز لون عيناه الكستنائي العميق، فتنبث شفتيه بصوت لعوب
"إذاً لنلعب معا ايتها الطفلة البكائة"
دلف إليها بصورة أنيقة كخادم نبيل، وبيده صينية تحتوي بعض من الثلج و السكر و كأس عصير من التوت فيضعها في الطاولة امامها، ليقول بنبرة رزينة
"لم أعرف ما يناسبك فجلبته لك كل شيء، الأن يمكنك وضع الكمية التي تريدينها من كل شيء "
غر فاهها إثر فعلته ، فقد أضاع عليها خطتها و بالأحرى متعتها، دلف معطيا إياها ظهره و من ثم أغلق الباب
أتت الساعة الواحدة ظهرا و شعرت عندها بالملل الشديد ، تنهدة علي إثر ذلك، لاتذكر لعبتي الخاصة التي قد نسيتها ، نهضت علي عجل متجهة إلى حاسوبي الذي يتربع مركزاً من الطاولة .
قمت بتشغيله، و من ثم بدأت الضغطت علي اذراره لتمر عدة دقائق علي فعلتي و من ثم أرسم تلك الإبتسامة المرعبة ، نعم أعلم هذا كم انا مخيفة في هذه اللحظة.
شغلت أحد تسجيلي، كانا أمامي لمكالمة من هاتف نافين الذي قد قمت بإختراقه.
"الو"
كان صوت نافين ذا نبرة الأنوثية اللينة، ليتلوه صوت رجل اخر ربما كان قلق بعض شيء
" نافين"
" ما الامر عزيزي ديو"
" ديو"
بسقتها و انا أضحك علي هذا اللقب و الطريقة التي قيل بها لاصمت عندما قال
"لقد تمت سرقت احد حساباتي نافين "
" هاا"
ضحكت بشدة فيبدو انه قد الجم لسانها
" لا تقلقي لم تكن السرقة كبيرة رغم أنها تكررة للمرة الثانية في الأمس ، لكن ما يقلقني أنه قد تم إختراق لحسابي الأساسي "
" الذي به كل معلوماتك الحقيقية؟ "
"أجل هو"
"دعنا نتقابل و بعدها أحادثك و ستخبرني لما لم تخبرني منذ البداية"
"حبيبتي"
"لا اريد سماع أعذار"
سخرت بصورة مشمئزة لسماع صوته الذي يبدو كالحمل بوجودها، مخبولان
" حبيبتي قال"
قلتها بغيظ، من ثم أقوم بفتح التسجيل الثاني
"مرحبا"
كان صوت رجل يبدو خشن و جهوراً بعض الشيء
" من انت"
" هل نسيتيني بهذه السرعة يا انسة نافين؟ "
"سأقفل الخط اذا كنت تريد اللعب معي"
" لما أنت رسمية هكذا انسة نافين؟ ، أنا جونسون"
"هممم"
قالتها بنبرة منزعجة فيقول متسائل
" ما رد الفعل هذا؟ "
" فقط إختصر، ما الذي تريده مني؟ "
" تعرفين ما اريده"
"لا تزعجني و إلا سأخبر ديكارد بهذا"
ضحك بسخرية علي ما قالته من ثم قال.
"هل تهدديني به؟ "
إذداد حماسي فقد بدأ الامر يبدو ممتعا حقا، لأستمع بتركيز تام
"ما رأيك أنت بهذا؟"
"كشخص يحبك أرى أن الأمر ممتع"
يظهر إنزعاجها من إجابتخ لتقول بحدة
"عدها مرة أخرى و سأقطع لسانك"
"سيكون شرفا لي فعلك هذا"
" كم انت مقرف حقا"
"وكم انت جميلة جدا"
ضحكت بشدة فهذا الرجل حقا في قمة جرائته وقذارته، ولا يملك كرامة، حقا لما قطعت الخط كنت سأستمتع و أنا استمع لكل هذه القمامة.
لنرى جنسون من هو هذا الشخص و أين سمعت بهذا الإسم فهو لا يبدو غريبا علي.
بدأت أبحث حول بياناته ربما أستفيد منها لاحقا، لأجد مقال يقول ألكسندر جونسون هو رئيس شركة مورنينق التجارية شاب في منتصف عقده الثالث ، إستطاع إحتلال السوق التجاري فجأة و منافسة كبار رجال العمال.
لا يعلم أحد كيف إستطاع رفع شركة جده بعد أن كادة أن تنهار، و بقي هذا السر مدفون علي مدار الخمس سنوات الي الأن.
قرأت المقال الذي وجدته و المعلومات حوله، لكني لم أستطيع تذكره بعد، شعرت بالتعب و كذلك الحروق أصبحت تألمني بسبب إستخدام يدي والضغط علي قدمي.
نهضت وأنا أتقاضى عن الشعور بالألم خطوة و بعدها أخرى أصبت بشد عضلي في رجلي المصابة ليرتخي جسدي و أسقط بسبب الألم.
كنت أبكي بصمت بسب ألم قدمي الفظيع يبدو أني سأجدها قد تضررت.
عشر دقائق أحاول فيها تشجيع نفسي علي الوقوف، لكني أفكر في شدة الألم ، انا لست جبانة لكن الحرق حقا مؤلم.
شعور جميل انتابني عندما سمعت صوت الباب يفتح ابتسمت كطفل قد أتى والديه ليغلانه بعد يوم دراسي بائس.
صعق برؤيتها قابعة في الأرض أمامه بأعين متورمة و إبتسامة طفولية بريئة، تنهد بيأس و دلف تجاهها بسرعة.
قام بحملها ولم تتردد هذه المرة في التمسك به، وضعها في السرير و قال ببرود.
" ما الذي حدث هيزر؟"
"لقد تشنجت قدمي"
" كيف حدث هذا؟"
أدارة وجهها و لم تقل شيء ، فيتنهد للمرة الثانية ومن ثم يقوم بتفقد قدمها و مداواتها.
" لم تصب بضرر هذه المرة لذا توقفي عن فعل ما يمليه عليك رأسك، لدي مهمة لذا سأخرج ،سأتصل بمدبرة المنزل لتأتي و تعتني بك"
قال كلماته الباردة كالصعيق و خرج.
مرة ثلاث أيام منذ أن غادر كونار المنزل و لم يعد بها بسبب مهمة قد حدثت صدفة، كانت عملية ارهابية لاحد المعارض الشهيرة تم بها رهن مجموعة من المواطنين داخل المعرض و الي اليوم لم يستطيعوا دحضهم.
و بهذا اصبحت اتلقى اتصالا بصورة منتظمة عند الساعة العاشرة مساءا مدته نصف دقيقة او اقل يقول لي فيه
"كيف اصبح الحرق؟ هل خف الالم؟ نامي لا تطيلي السهر"
ثلاث جمل إثنتان إستفهامية والأخرى أمر أجيب عليهم و يغلق الخط، ثلاث ليالي كان يتكرر نفس الشيء
"هيزر"
نظرت لصاحب الصوت الطفولي لابتسم واقول
"ما الامر ليو"
" لا شيء فقط جئت للإطمئنان عليك"
نظرت له بشيء من الريبة فحال عيناه التي يكسوها الظلام لا يبدي لي أنه يأخذ قسطا كافيا من النوم.
منذ قدومه الي المكوث معي الي ان يعود كونار، لقد كان وضعه سيء بشكل مريب،اصابات قد طبعت في وجهه قال سببها هو شجار مع احدهم ، لكن ما يبدو لي انها اصابات تنمر متكرر.
"تقدم الي هنا"
قلتها و انا اطبطب علي طرف السرير الذي بجانبي ليجلس عليه ، تردد في الامر لكنه في النهاية ارتجل و قدم إلى.
"الن تخبرني بالامر"
طئ طئ راسه إلى الأرض ولم ينبث ببنت شفه، لاردف.
"انا لن أخدع بتلك الكذبة التي قلتها لي ، لذا لا تحاول ان تقنعني بها، لن أحاول اجبارك علي إخباري، لكني سأكون في إنتظارك لاخباري بالامر"
أمسكت بيده و دفنتها بين يداي و من ثم أكملت بنبرة حادة
" لكني لو اكتشفت الأمر وحدي أو أحد ما أخبرني فلن يتم الأمر علي خير"
ليفتح فاهه و ينبث ببرود
"ان الأمر يعنيني و لا يحق لك التدخل فيه"
أمسكت ذقنه ووجهت رأسه تجاهي من ثم قلت
"ان كل ما يعنيك يعنيني، في النهاية انت اخي الصغير"
" لم اكن أعني لك شيئ سابقا"
نبث بها بهمس لاردف.
"لقد قلت سابقا و الأن انت أخي الصغير الوحيد الذي لا أستطيع رؤيته حزين"
لقد رأيته يعض شفته مغمضا عيناه هل أغضبته بقولي ذلك لكنه لم يتزحزح من مكانه.
فعانقته بلطف، و في تلك اللحظة كأني فتحت نافورة عيناه لتتدفق بصمت، لقد كنت سابقا الوحيدة لوالدي من دون اخوة.
ولطالما حلمت أن يكون لدي أخوة أكبر أو أصغر مني لكن القدر لم يشأ ذلك فتكيفت مع الامر، و شاء القدر الأن أخذ محل هيزر التي تملك أخ لطيف هكذا.
هل أقوم بالإستغناء عنه، بالطبع لا، سأعاود الشعور بدفئ العائلة بما أنني عشت وحيدة سابقا بعد وفات عائلتي، لذا سأحاول حل مشكلة التنمر هذا و قتله.
"قتله"
قلتها بصوت هامس حين تذكري لأمر قتل ليون لانظر له بوجه متضطرب عله قد سمعني.
تنهدة الصعداء عند رؤيته قد نام دون أن أحس بين يدي ، ساعدته علي الاستلقاء.
نهضت من السرير و جلست علي كرسي أشغل جهاز الحاسوب لأقوم بتسجيل ما طرئ في عقلي .
جونسون البرات، كنت اردد في اسمه طوال الوقت حتى رنت في عقلي الذكريات، هو الشخص الذي قام بقتل ليون بكل دم بارد بحادث سيارة و هو في حالة سكر.
نعم هذا صحيح الأن أتذكر جيدا انه قد كان الحادث بأسم ليوناردو، لهذا لم أتذكر ليون بسبب أنه لم يذكر اسمه بهذه الطريقة فيها.
و كذلك لم يكن ليون مرتبط بالرواية كثيرا فقد كان شخصية ثانوية ظهر في وقت معين عند وفاته.
تجمعت الأفكار الان في عقلي بما انها كانت مشتته سابقا، كان حادث السيارتان بسبب خطأ جونسون بسبب كونه في حالة سكر اما ليون كان طفل تحت السن القانون لقيادة سيارة.
أعتقد أنه قد نفد جانسون بجلده بإلقاء الخطأ علي ليون، لقد تذكرة جيدا أنه قال ان قيادته كانت متهورة و مسح كل الدلة الممكنة التي تدينه.
وحينما سعى والد هيزر للإنتقام منه و التنقيب حوله اكتشف أشياء قد تضع عصابة الحية السوداء أيضا في خطر.
بما أنه قد دخل في صفقات غير قانونية مع الحية السوداء من أجل إنقاذ شركته.
" الأن أستطيع اللعب معكم جيدا "
لنجعل ليو في أمان من أجل انقاذ والد هيزر أيضا ، عن أن الأمر بدا يصبح مزعجا .
بعيدا عن الهدوء الذي تقطن فيه هيزر ، نجد التوتر قد أصاب أولئك الجنود و قد كادو يصابوا بالجنون، فيتحدث أحدهم بحدة.
" فاليخبرني أحدكم، ما قصة هؤلاء الناس؟، ما الذي يريدينه تماما؟"
فيجيبه اخر بضيق.
" لو كنا نعلم ما الامر هل ستجدنا نقطن هنا ثلاث ليالي"
إتكأ ذا الدم البارد علي يده ينظر إلى الخارج ناحية مبنى المعرض الذي تم محاصرته من الخارج من قبل الشرطة و الداخل من الارهاب.
التقط الهاتف الذي رن بشكل مزعج فيأته صوت
" الو"
" نعم "
"لقد حددنا الأمر الذي نريده"
زفر بغيظ كأنه يقول هل أنتم أغبياء لتحددو الأن ما أتيتم من أجله منذ ثلاث ايام، فيقول متنالكا نفسه بنبرة هادئة.
" ما هو؟ "
" نريد عشرة مليون دولار عملات كبيرة في حقيبة نستطيع حملها في اليد، و سيارة تقلنا الي بر الأمان، أمل أن تكون خالية من أي أجهزة تعقب، سنأخذ معنا رهينتان من أجل تأمين انفسنا، هل ستوافق عليهم أو أن لديك أمر تعترض عليه"
همهم كونار و من ثم اردف
" بضع ساعة و أعطيك النتيجة"
"سيدي لم لا توافق علي الأمر مباشرة، لقد كنا نحاول إقناعهم من اجل تسوية منذ ثلاث أيام "
" هل علي الثقة بهم و إعطائهم موافقتي من دون رسم خطة ما ، إن الامر برمته يبدو مشكوكا"
تنهد الرجل بيأس بعد أن ظن أنها أخيراً قد شارفت هذه المعضلة علي الحل.
رن هاتفه مرة و إثنين و ثلاثة فقط كان ينظر إليه من دون أن يرد، في النهاية إستسلم بعد أن كثرة مرات الاتصال.
اتاه ذلك الصوت القلق الانثوي يصحبه قليل من العتاب
"كونار، لماذا لا تجيب علي؟"
تنهد بإرهاق فيبدو من صوتها انها بخير، فما سبب اتصالها في الساعة الواحدة صباحا عليه، لا يرى انه الوقت المناسب للحديث و هو في خضم تفكيره، ليقول بصوت مرهق.
" ما الأمر؟ ، انا مشغول"
اتاه صوتها المتردد قائلة
"هنالك شيء مهم يجب أن أقوله لك فأستمع لي جيدا"
"ليس الأن سأعاود الاتصال بك لاحقا"
تسارعت دقات قلبها لتقول بشكل حاد
" كونار أنصت إلى ولا تذهب إلى تلك المجموعة الإرهابية إنه فخ"
"كيف علمتي أني ذاهب إلى مجموعة ما؟واي فخ تقصدين؟"
تجاهلت سؤاله الأول لتقول
"استمع إلى إذا ذهبت ستصاب هناك، لقد كان الأمر عملية إلهاء طوال هذه الأيام لسرقة جوهرة القمر الأزرق التي ستعرض في المتحف غدا و غض طرفكم عنها"
" من اين علمتي بهذا؟، لقد كان امرها سرا لا يعلمه الا عدد محدود حول العالم"
"صدقني كونار أنا لا أكذب عليك ، هل قامو فقط بتهديدكم طوال الثلاث أيام من أجل أن يطلبوا عشرة ملاين دولار فقط و تسهيل طريق لهروبهم مع مواطنين حتى لا تقبضو عليهم"
تنهدة بنفاذ صبر و قلت.
" لما لا يسرقون اللوحات التي في المعرض تكلف الواحدة اكثر من عشر مليون دولار في النهاية اليس في الامر خدعة ما "
كان مظهره المتفاجئ و هو يستمع لكل ما تقولوه من معلومات اعتقد انها سرية الا ان زوجته تعرفها وتعرف كل شيء ، ليردف بيأس قائلا
"اذا ما الحل؟ "
" فقط حاول أن تخدعهم و جعلهم يعتقدون بأن كخطتهم تنجح، هم يحاولون قتلك عن طريق وضع فخ لك عند تسليم المال، اما بالنسبة للرهائن قد تم نقلهم إلى خارج المعرض عن طريق إنفاق الصرف الصحي محاطين بقنابل "
" هل تعلمين أماكنهم؟ "
"حقيقة لا أعلم"
" حسنا شكرا لك سأتفقد الامر"
" ارجوك صدقني كونار، لا اريدك ان تصاب"
قالتها بصوت مضطرب خائف ، ليحدثني بنبرة هادئة
" كل شيء سيكون بخير لا تقلقي، لكن حينما أعود اريد ان أعرف كل شيء"
"لما لم تذهب إلى عمالك اليوم؟ "
أبعد أنظاره عني متهرباً ليقول.
"لدي إجازة اليوم "
"منذ يومين تقول ذلك"
"هممم"
همهمة صغيرة خرجت من فمه جعلتني أصمت و أكف عن أسئلتي، لأتنهد بسبب الملل فترتسم في رأسي خطة جهنمية فأقول
"لا أحب عصير البرتقال"
يلقي علي نظرة فارغة، لينهض ومن ثم يأخذ الكأس و يدلف إلى الخارج.
إبتسمت بخبث فقد بدأت أعامله هكذا كرد لإنتقامي، ففي النهاية هو من رفض تحركي فما يجب عليه إلا تنفيذ أوامر، و كنوع من التسلية أقوم بهذه الأفعال المتغطرسة.
عاد من المطبخ وقد كان يحمل العصير الذي أفضله، فأرتشف منه و أقول بوجه عابس.
" ليس جيدا ،إن السكر قليل"
حقيقة قد كان متزن كنصف طعام و هذا ما أحبذه، ليقول
" هكذا هو صحي أكثر"
" لا أستطيع شربه هكذا"
" لن يقتلك هذا"
فينبث جملة بنبرة شبه حادة، لأعتدل جالسة محاولة إنزال قدماي و من ثم قلت
" سأفعلها وحدي اذا كان سيجهدك"
إنتشل الكأس من يدي و مضى في طريقه، لتتسع ابتسامتي و اقول محدثة نفسي
" لنرى الي أي مدى ستواصل هكذا، يا ذا الدم البارد"
إبتسامة هادئة إرتسمت علي وجهه و هو يتكأ علي الباب يستمع إلى كلماتها ، أرجع خصلات شعره الداكنة الي الخلف بنرجسية، ليبرز لون عيناه الكستنائي العميق، فتنبث شفتيه بصوت لعوب
"إذاً لنلعب معا ايتها الطفلة البكائة"
دلف إليها بصورة أنيقة كخادم نبيل، وبيده صينية تحتوي بعض من الثلج و السكر و كأس عصير من التوت فيضعها في الطاولة امامها، ليقول بنبرة رزينة
"لم أعرف ما يناسبك فجلبته لك كل شيء، الأن يمكنك وضع الكمية التي تريدينها من كل شيء "
غر فاهها إثر فعلته ، فقد أضاع عليها خطتها و بالأحرى متعتها، دلف معطيا إياها ظهره و من ثم أغلق الباب
أتت الساعة الواحدة ظهرا و شعرت عندها بالملل الشديد ، تنهدة علي إثر ذلك، لاتذكر لعبتي الخاصة التي قد نسيتها ، نهضت علي عجل متجهة إلى حاسوبي الذي يتربع مركزاً من الطاولة .
قمت بتشغيله، و من ثم بدأت الضغطت علي اذراره لتمر عدة دقائق علي فعلتي و من ثم أرسم تلك الإبتسامة المرعبة ، نعم أعلم هذا كم انا مخيفة في هذه اللحظة.
شغلت أحد تسجيلي، كانا أمامي لمكالمة من هاتف نافين الذي قد قمت بإختراقه.
"الو"
كان صوت نافين ذا نبرة الأنوثية اللينة، ليتلوه صوت رجل اخر ربما كان قلق بعض شيء
" نافين"
" ما الامر عزيزي ديو"
" ديو"
بسقتها و انا أضحك علي هذا اللقب و الطريقة التي قيل بها لاصمت عندما قال
"لقد تمت سرقت احد حساباتي نافين "
" هاا"
ضحكت بشدة فيبدو انه قد الجم لسانها
" لا تقلقي لم تكن السرقة كبيرة رغم أنها تكررة للمرة الثانية في الأمس ، لكن ما يقلقني أنه قد تم إختراق لحسابي الأساسي "
" الذي به كل معلوماتك الحقيقية؟ "
"أجل هو"
"دعنا نتقابل و بعدها أحادثك و ستخبرني لما لم تخبرني منذ البداية"
"حبيبتي"
"لا اريد سماع أعذار"
سخرت بصورة مشمئزة لسماع صوته الذي يبدو كالحمل بوجودها، مخبولان
" حبيبتي قال"
قلتها بغيظ، من ثم أقوم بفتح التسجيل الثاني
"مرحبا"
كان صوت رجل يبدو خشن و جهوراً بعض الشيء
" من انت"
" هل نسيتيني بهذه السرعة يا انسة نافين؟ "
"سأقفل الخط اذا كنت تريد اللعب معي"
" لما أنت رسمية هكذا انسة نافين؟ ، أنا جونسون"
"هممم"
قالتها بنبرة منزعجة فيقول متسائل
" ما رد الفعل هذا؟ "
" فقط إختصر، ما الذي تريده مني؟ "
" تعرفين ما اريده"
"لا تزعجني و إلا سأخبر ديكارد بهذا"
ضحك بسخرية علي ما قالته من ثم قال.
"هل تهدديني به؟ "
إذداد حماسي فقد بدأ الامر يبدو ممتعا حقا، لأستمع بتركيز تام
"ما رأيك أنت بهذا؟"
"كشخص يحبك أرى أن الأمر ممتع"
يظهر إنزعاجها من إجابتخ لتقول بحدة
"عدها مرة أخرى و سأقطع لسانك"
"سيكون شرفا لي فعلك هذا"
" كم انت مقرف حقا"
"وكم انت جميلة جدا"
ضحكت بشدة فهذا الرجل حقا في قمة جرائته وقذارته، ولا يملك كرامة، حقا لما قطعت الخط كنت سأستمتع و أنا استمع لكل هذه القمامة.
لنرى جنسون من هو هذا الشخص و أين سمعت بهذا الإسم فهو لا يبدو غريبا علي.
بدأت أبحث حول بياناته ربما أستفيد منها لاحقا، لأجد مقال يقول ألكسندر جونسون هو رئيس شركة مورنينق التجارية شاب في منتصف عقده الثالث ، إستطاع إحتلال السوق التجاري فجأة و منافسة كبار رجال العمال.
لا يعلم أحد كيف إستطاع رفع شركة جده بعد أن كادة أن تنهار، و بقي هذا السر مدفون علي مدار الخمس سنوات الي الأن.
قرأت المقال الذي وجدته و المعلومات حوله، لكني لم أستطيع تذكره بعد، شعرت بالتعب و كذلك الحروق أصبحت تألمني بسبب إستخدام يدي والضغط علي قدمي.
نهضت وأنا أتقاضى عن الشعور بالألم خطوة و بعدها أخرى أصبت بشد عضلي في رجلي المصابة ليرتخي جسدي و أسقط بسبب الألم.
كنت أبكي بصمت بسب ألم قدمي الفظيع يبدو أني سأجدها قد تضررت.
عشر دقائق أحاول فيها تشجيع نفسي علي الوقوف، لكني أفكر في شدة الألم ، انا لست جبانة لكن الحرق حقا مؤلم.
شعور جميل انتابني عندما سمعت صوت الباب يفتح ابتسمت كطفل قد أتى والديه ليغلانه بعد يوم دراسي بائس.
صعق برؤيتها قابعة في الأرض أمامه بأعين متورمة و إبتسامة طفولية بريئة، تنهد بيأس و دلف تجاهها بسرعة.
قام بحملها ولم تتردد هذه المرة في التمسك به، وضعها في السرير و قال ببرود.
" ما الذي حدث هيزر؟"
"لقد تشنجت قدمي"
" كيف حدث هذا؟"
أدارة وجهها و لم تقل شيء ، فيتنهد للمرة الثانية ومن ثم يقوم بتفقد قدمها و مداواتها.
" لم تصب بضرر هذه المرة لذا توقفي عن فعل ما يمليه عليك رأسك، لدي مهمة لذا سأخرج ،سأتصل بمدبرة المنزل لتأتي و تعتني بك"
قال كلماته الباردة كالصعيق و خرج.
مرة ثلاث أيام منذ أن غادر كونار المنزل و لم يعد بها بسبب مهمة قد حدثت صدفة، كانت عملية ارهابية لاحد المعارض الشهيرة تم بها رهن مجموعة من المواطنين داخل المعرض و الي اليوم لم يستطيعوا دحضهم.
و بهذا اصبحت اتلقى اتصالا بصورة منتظمة عند الساعة العاشرة مساءا مدته نصف دقيقة او اقل يقول لي فيه
"كيف اصبح الحرق؟ هل خف الالم؟ نامي لا تطيلي السهر"
ثلاث جمل إثنتان إستفهامية والأخرى أمر أجيب عليهم و يغلق الخط، ثلاث ليالي كان يتكرر نفس الشيء
"هيزر"
نظرت لصاحب الصوت الطفولي لابتسم واقول
"ما الامر ليو"
" لا شيء فقط جئت للإطمئنان عليك"
نظرت له بشيء من الريبة فحال عيناه التي يكسوها الظلام لا يبدي لي أنه يأخذ قسطا كافيا من النوم.
منذ قدومه الي المكوث معي الي ان يعود كونار، لقد كان وضعه سيء بشكل مريب،اصابات قد طبعت في وجهه قال سببها هو شجار مع احدهم ، لكن ما يبدو لي انها اصابات تنمر متكرر.
"تقدم الي هنا"
قلتها و انا اطبطب علي طرف السرير الذي بجانبي ليجلس عليه ، تردد في الامر لكنه في النهاية ارتجل و قدم إلى.
"الن تخبرني بالامر"
طئ طئ راسه إلى الأرض ولم ينبث ببنت شفه، لاردف.
"انا لن أخدع بتلك الكذبة التي قلتها لي ، لذا لا تحاول ان تقنعني بها، لن أحاول اجبارك علي إخباري، لكني سأكون في إنتظارك لاخباري بالامر"
أمسكت بيده و دفنتها بين يداي و من ثم أكملت بنبرة حادة
" لكني لو اكتشفت الأمر وحدي أو أحد ما أخبرني فلن يتم الأمر علي خير"
ليفتح فاهه و ينبث ببرود
"ان الأمر يعنيني و لا يحق لك التدخل فيه"
أمسكت ذقنه ووجهت رأسه تجاهي من ثم قلت
"ان كل ما يعنيك يعنيني، في النهاية انت اخي الصغير"
" لم اكن أعني لك شيئ سابقا"
نبث بها بهمس لاردف.
"لقد قلت سابقا و الأن انت أخي الصغير الوحيد الذي لا أستطيع رؤيته حزين"
لقد رأيته يعض شفته مغمضا عيناه هل أغضبته بقولي ذلك لكنه لم يتزحزح من مكانه.
فعانقته بلطف، و في تلك اللحظة كأني فتحت نافورة عيناه لتتدفق بصمت، لقد كنت سابقا الوحيدة لوالدي من دون اخوة.
ولطالما حلمت أن يكون لدي أخوة أكبر أو أصغر مني لكن القدر لم يشأ ذلك فتكيفت مع الامر، و شاء القدر الأن أخذ محل هيزر التي تملك أخ لطيف هكذا.
هل أقوم بالإستغناء عنه، بالطبع لا، سأعاود الشعور بدفئ العائلة بما أنني عشت وحيدة سابقا بعد وفات عائلتي، لذا سأحاول حل مشكلة التنمر هذا و قتله.
"قتله"
قلتها بصوت هامس حين تذكري لأمر قتل ليون لانظر له بوجه متضطرب عله قد سمعني.
تنهدة الصعداء عند رؤيته قد نام دون أن أحس بين يدي ، ساعدته علي الاستلقاء.
نهضت من السرير و جلست علي كرسي أشغل جهاز الحاسوب لأقوم بتسجيل ما طرئ في عقلي .
جونسون البرات، كنت اردد في اسمه طوال الوقت حتى رنت في عقلي الذكريات، هو الشخص الذي قام بقتل ليون بكل دم بارد بحادث سيارة و هو في حالة سكر.
نعم هذا صحيح الأن أتذكر جيدا انه قد كان الحادث بأسم ليوناردو، لهذا لم أتذكر ليون بسبب أنه لم يذكر اسمه بهذه الطريقة فيها.
و كذلك لم يكن ليون مرتبط بالرواية كثيرا فقد كان شخصية ثانوية ظهر في وقت معين عند وفاته.
تجمعت الأفكار الان في عقلي بما انها كانت مشتته سابقا، كان حادث السيارتان بسبب خطأ جونسون بسبب كونه في حالة سكر اما ليون كان طفل تحت السن القانون لقيادة سيارة.
أعتقد أنه قد نفد جانسون بجلده بإلقاء الخطأ علي ليون، لقد تذكرة جيدا أنه قال ان قيادته كانت متهورة و مسح كل الدلة الممكنة التي تدينه.
وحينما سعى والد هيزر للإنتقام منه و التنقيب حوله اكتشف أشياء قد تضع عصابة الحية السوداء أيضا في خطر.
بما أنه قد دخل في صفقات غير قانونية مع الحية السوداء من أجل إنقاذ شركته.
" الأن أستطيع اللعب معكم جيدا "
لنجعل ليو في أمان من أجل انقاذ والد هيزر أيضا ، عن أن الأمر بدا يصبح مزعجا .
بعيدا عن الهدوء الذي تقطن فيه هيزر ، نجد التوتر قد أصاب أولئك الجنود و قد كادو يصابوا بالجنون، فيتحدث أحدهم بحدة.
" فاليخبرني أحدكم، ما قصة هؤلاء الناس؟، ما الذي يريدينه تماما؟"
فيجيبه اخر بضيق.
" لو كنا نعلم ما الامر هل ستجدنا نقطن هنا ثلاث ليالي"
إتكأ ذا الدم البارد علي يده ينظر إلى الخارج ناحية مبنى المعرض الذي تم محاصرته من الخارج من قبل الشرطة و الداخل من الارهاب.
التقط الهاتف الذي رن بشكل مزعج فيأته صوت
" الو"
" نعم "
"لقد حددنا الأمر الذي نريده"
زفر بغيظ كأنه يقول هل أنتم أغبياء لتحددو الأن ما أتيتم من أجله منذ ثلاث ايام، فيقول متنالكا نفسه بنبرة هادئة.
" ما هو؟ "
" نريد عشرة مليون دولار عملات كبيرة في حقيبة نستطيع حملها في اليد، و سيارة تقلنا الي بر الأمان، أمل أن تكون خالية من أي أجهزة تعقب، سنأخذ معنا رهينتان من أجل تأمين انفسنا، هل ستوافق عليهم أو أن لديك أمر تعترض عليه"
همهم كونار و من ثم اردف
" بضع ساعة و أعطيك النتيجة"
"سيدي لم لا توافق علي الأمر مباشرة، لقد كنا نحاول إقناعهم من اجل تسوية منذ ثلاث أيام "
" هل علي الثقة بهم و إعطائهم موافقتي من دون رسم خطة ما ، إن الامر برمته يبدو مشكوكا"
تنهد الرجل بيأس بعد أن ظن أنها أخيراً قد شارفت هذه المعضلة علي الحل.
رن هاتفه مرة و إثنين و ثلاثة فقط كان ينظر إليه من دون أن يرد، في النهاية إستسلم بعد أن كثرة مرات الاتصال.
اتاه ذلك الصوت القلق الانثوي يصحبه قليل من العتاب
"كونار، لماذا لا تجيب علي؟"
تنهد بإرهاق فيبدو من صوتها انها بخير، فما سبب اتصالها في الساعة الواحدة صباحا عليه، لا يرى انه الوقت المناسب للحديث و هو في خضم تفكيره، ليقول بصوت مرهق.
" ما الأمر؟ ، انا مشغول"
اتاه صوتها المتردد قائلة
"هنالك شيء مهم يجب أن أقوله لك فأستمع لي جيدا"
"ليس الأن سأعاود الاتصال بك لاحقا"
تسارعت دقات قلبها لتقول بشكل حاد
" كونار أنصت إلى ولا تذهب إلى تلك المجموعة الإرهابية إنه فخ"
"كيف علمتي أني ذاهب إلى مجموعة ما؟واي فخ تقصدين؟"
تجاهلت سؤاله الأول لتقول
"استمع إلى إذا ذهبت ستصاب هناك، لقد كان الأمر عملية إلهاء طوال هذه الأيام لسرقة جوهرة القمر الأزرق التي ستعرض في المتحف غدا و غض طرفكم عنها"
" من اين علمتي بهذا؟، لقد كان امرها سرا لا يعلمه الا عدد محدود حول العالم"
"صدقني كونار أنا لا أكذب عليك ، هل قامو فقط بتهديدكم طوال الثلاث أيام من أجل أن يطلبوا عشرة ملاين دولار فقط و تسهيل طريق لهروبهم مع مواطنين حتى لا تقبضو عليهم"
تنهدة بنفاذ صبر و قلت.
" لما لا يسرقون اللوحات التي في المعرض تكلف الواحدة اكثر من عشر مليون دولار في النهاية اليس في الامر خدعة ما "
كان مظهره المتفاجئ و هو يستمع لكل ما تقولوه من معلومات اعتقد انها سرية الا ان زوجته تعرفها وتعرف كل شيء ، ليردف بيأس قائلا
"اذا ما الحل؟ "
" فقط حاول أن تخدعهم و جعلهم يعتقدون بأن كخطتهم تنجح، هم يحاولون قتلك عن طريق وضع فخ لك عند تسليم المال، اما بالنسبة للرهائن قد تم نقلهم إلى خارج المعرض عن طريق إنفاق الصرف الصحي محاطين بقنابل "
" هل تعلمين أماكنهم؟ "
"حقيقة لا أعلم"
" حسنا شكرا لك سأتفقد الامر"
" ارجوك صدقني كونار، لا اريدك ان تصاب"
قالتها بصوت مضطرب خائف ، ليحدثني بنبرة هادئة
" كل شيء سيكون بخير لا تقلقي، لكن حينما أعود اريد ان أعرف كل شيء"