5

الجزء 5:

إزداد توتري بعد ان انهيت المكالمة مع كونار ، وانا لا احس بالامان لهذا الامر.


انا حزينة جدا بسبب كون زاكرتي قد فقدت كل احداث الرواية المهمة فمنذ انني قد قرأتها منذ فترة طويلة جدا فقد نسيت اقلب الاشياء.

لكن الامر المهم هو انني استطعت تذكر ذلك الامر وهو اصابة كونار، رغم انه تعرض لكثير من الاصابات، الا ان هذه كانت اسوأهم، فقد شارف للولوج الي الموت.

فالفخ الذي نصب له هو قنبلة يتم تفجيرها بمجرد وصوله الي المكان المقصود، كان صاحب هذه الخطة هيزر، فقبل انتقالي الي جسدها استطاعت هيزر ان تحصل علي معلومات عن جوهرة القمر الازرق.

وقد كان بمثابة افضل خبر قد تعطيه لديكارد، كانت في قمة حماسها حتى انها حاكت خطة للتخلص من كونار بكل دم بارد.

و لكن خطتها اصبحت نصف ناجحة فلم يمت فيها كونار لكنهم تحصلو علي الجوهرة.


فرغم تلك العلاقة الجافة بينهم، هل كان على ان تحاول قتله بشتى الطرق.

هنالك شيء ناقص في هذه الرواية، الا يجب علي هيزر ان تقوم بدور الزوجة الصالحة و توقع كونار في حبها و هكذا يكون دورها كجاسوسة قد تم بشكل كامل.

اذا لماذا كانت تنفر منه و تعامله كحثالة ، هل يمكن للشخص ان يحصل علي معلومات من دون التقرب من شخص اخر يبدو ان هنالك فجوة كبيرة في الامر.

"هيزر"

ايقظني من حبل افكار صوت ليون الناعس ، لانظر له بتشتت وأقول

" نعم!"

"لما لم تنامي بعد؟"

"سأفعل الان"

لم أستلم منه رد فيبدو انه قد غطى في النوم مرة أخرى، لأنظر للساعة و أجدها الرابعة صباحا.

تنهدت لأنه لن يغمض لي جفن بسبب التوتر، امسكت الهاتف و عاودت الاتصال لكن لم احصل علي اي استجابة.

فأتنهد من ثم اقرر تدوين كل ما اتذكره عله يفيدني قبل ان انساه.
"هيزر،هيزر"

استيقظت علي صوت ليو ذا الشعر المبعثر و الاطلالة الكسولة، ليقول بشكل متوتر

"لما نمتي علي الكرسي؟ كان يجب عليك إيقاظي للمكوث في غرفتي"

"الامر لا يحتاج كل هذا، فقط كنت ادون بعض الاشياء، و قد غلبني النعاس ولم احس بنفسي حينها"

"أنا آسف، على إزعاجك"

"لا بأس فمن سيفعل ذلك ان لم يكن أخي الصغي"

احمر خداه بشكل لطيف ليدلف الي الخلرج بعد ان قال

" سأستعد للمدرسة"

قهقهة علي تصرفه الخجول، لأقف بنية تحضير الفطور له.

مضى اليوم بشكل بطيء و لم اتلقى اي خبر من كونار، رغم ان الاخبار كانت تغطي الحدث الا ان كل شيء انقطع بعد ان حدث ذلك الانفجار في الظهر، أدى ذلك الي إضطرابي.

توقفت عن الاتصال بكونار بسبب كون هاتفه مغلق طوال اليوم، تنهدت بيأس و انا افكر في إعادة الاتصال كمحاولة اخيرة.

ليأتيني صوت رنين الهاتف اخيرا الذي أفرج أسارير سعادتي، انتهت تلك السعادة بنهاية الرنين لفترة طويلة.

حاولت مرة اخيرة و كانت الثالثة لأضع الهاتف بيأس و أفتح حاسوبي، من أجل تهدأت مزاجي بتلاعب ببعض الحسابات أو تهكير بعض الاشياء.

شد انتباهي الي الهاتف صوت رنينه، لألتقطه و أجيب من دون رأية المتصل و جيب بكل سعادة

"هل انت بخير كونار"


"من خلال سعادتك أعتقد أن كونار قد أحتل على مكاني في قلبك"

"أصمت"

قلتها بحدة عند معرفتي لصاحب الصوت، فيقول بشكل لعوب

"إن جرأتك تزداد حقا، هل صدقت كونك زوجة لرئيس محققي الشرطة؟ و هل هذا المنصب قد يجعلك بأمان مني؟"

انهى كلامه بنبرة حادة ، لأقول بشيء ساخر

"وهل تعتقد اني بعد ان عشت مع الأسد في عرينه قد أخاف من بعض حية سوداء"

"هيزر، اعتقد بأني سأقطع لسانك الذي قد طال"

"أرني كيف ستفعل ذلك"

"هل هذا التغير بسب ذلك الشرطي، ألم تخططي قبل شهر لقتله"

"لقد فعلت، و لكني كنت غبية لاني أعتقدت بأني قد أصبح معك بعد التخلص منه"

"ومن الذي قال لك اننا لن نكون مع بعضنا"

"أسأل نافين و ستخبرك بالأمر"

" ما بها نافين؟"

"دعها هي تخبرك، الان اخبرني ما الذي حدث"

سمعت تنهيدة منزعجة ، من بعدها حل الصمت لعدة دقائق لينطق قائلا في النهاية

" أنا في الخارج أنتظرك "

"هل جننت ماذا لو أتى كونار فقط أخبرني بالهاتف"

"لا يهمني هذا، أريد رؤيتك إذا كنت تريدي معرفة ما حدث فتعالي إلي"

انهي المحادثة، لأبدأ في التسائل عما يجب علي فعله، لكن يجب علي معرفة اذا كانت خطتهم قد فشلت أو لا فهذا سأعلم إذا كان كونار بخير ام لا.

أخذت احد المعاطف التي تصل إلي أسفل ركبتي ، وإرتديتها بسبب اني ارتدي بجامة نوم قصيرة تغطي منتصف أفخاذي.

تنهدة و انا اربط شعر المبعثر ذيل حصان ، ان الامر مرهق حقا فانا افضل شعري القصير فهو اكثر عملية و لا يتعبني كثيرا.

خرجت من منزلي لأتصل به و انا أقف أمام باب المنزل ، فيجيب علي قائلا.

"اتجهي يسارك عشر خطوات"

همهمت له كإجابة بنعم ثم أمضيت قدما لعشر خطوات فقلت

" أين أنت "

" فقط إنتظري لدقيقة"

" كيف يجرأ علي جعلي أنتظره في الخارج"

مرة عدة دقائق لأتحدثت بنبرة منزعجة احاول إفراغ غضبي من دون شتمه، ليفاجئني صوته الذي ظهر فجأة قائل

"أسف، لم أكن اعلم أن الإنتظار سيزعجك"

نظرة إلي الباقة التي في يده ذات اللون الاحمر و الرائحة المنعشة ، ليردف بإبتسامة هادئة

"هذه الأزهار التي تحبينها، لقد تأخرت بسببها"

مد يده التي تحمل الباقة نحو ليكمل قائلا

" خذيها، لم أرد ان أتي فارغ الأيدي"

ابتسمت بتعسف، لأقوم بأخذها ففي النهاية سأرميها بعيدا، فقط اريد انهاء الامر بسرعة.

اثناء ذلك تمت مباغتتي بسرعة بعناق قوي ، حاولت عندها بكل قوتي إبعاده عني لكني لم انجح فأقول

" ما الذي تفعله في منتصف الطريق"

"لقد أشتقت لك كثيرا هيزر"

لأقول بصورة مترددة
"هذا،هذا لا"

تمت مقاطعني من قبله قائلا

"أنا مرهق هيزر مرهقا كثيرا، الخطة التي صنعتها لنستطيع ان نكون مع بعضنا قد فشلت "

"حقا"

قلتها بنبرة مندهشة دون ان احس ليجيبني

" أجل، انا أسف حقا لهذا"

لم استطيع كبت سعادتي لتنزل دموع الفرح وبعض من الشهقات تهرب من فمي، ليقوم بمسح دموعي و يتحدث قائلا

"هيزر، هيزر، هيزر لا تبكي، هذا الامر ليس مهما سنضع خطة أخرى من أجل ذلك، فنحن نستطيع أن نلتقي دائما، فقط ما يعيقني هو مكوثه في طريقي، لذا هيا أريني إبتسامتك الجميلة"

في تلك اللحظة اردت أن أقول له هل أنت أحمق، ما الذي سيجعلني حزينة بخسارتكم، إبتسمت له بشيء من التكلف، جأتني فكرة لتعكير مزاجه لأقول

"ألست حزين بسبب عدم حصولك علي الجوهرة أكثر من عدم اجتماعنا مرة أخرى"

عبس بضيق ممسكا يدي، من يظن نفسه هذا اللعين، لما علي ان أكون متساهلة هكذا معه.

أبعدت يدي ليظهر الإنزعاج علي وجهه فيقول

"وهل لدي أغلى وأهم من هيزر هنا"

"أجل"

"هيزر، كيف لي أن أجعلك تسامحيني و تصدقين أنك كل شيء بالنسبة لي"

"الأعمال توضح كل شيء وليست الأقوال"

"سأثبت لك ذلك"

"سأنتظر الأمر"

"هل لي بطلب الان"

"ماذا"

"أريدك أن تعلمي من هو الذي كشف مخططتنا لكونار"

أخفيت إبتسامتي الخبيثة بإبتسامة أخرى لطيفة و قلت من دون تردد

"حسنا"


و من وجهة نظر اخرى عندما كنت هيزر تقف وسط الطريق تنظر حولها منتظرة شخص ما أستطاع صاحب السيارة السوداء المضلعة رؤيتها توقف مفكرا ان يغلها.

فيتوقف عن المضي نحوها بعد ان رأى ذلك الرجل صاحب الشعر الاشقر الداكن يقترب منها بإبتسامة دافئة و بيده باقة زهور بيضاء

إمتعض وجهه بصورة غاضبة عندما رأه يقوم بمعانقة زوجته في منتصف الطريق. زفر بحنق وإتجه نحو سيارته يقوم بتشغيلها.

ألقى نظرة سريعة نحوهم ليزداد الطين بلا عند رؤيته يقوم بمسح دموعها، فينطلق داعسا علي البنزين بقوة، مرفقا وجهه بنظرة حادة باردة.


كنت انظر الي تلك الازهار و السعادة تدقدق قلبي، كأنها باقة نصر لي، لكني تنهدت و قلت

"في النهاية يجب علي رميها"

دخلت الي المنزل وانا في قمة السعادة، لاجد ذا الدم البارد جالسا بوجه متصلب ينظر الي بأعين عميقة خالية من المشاعر.

للحظة أقشعر بدني وأصبت بخوف شديد يتملك أطرافي، فأقول محاولة قمع شعوري بتكوين جملة كاملة خالية من الاضطراب

"كونار ءأنت بخير"

لم يجب علي، فقط ألقى علي نظرة شرسة و من ثم أقترب ببطئ مني و من ثم قال بنبرة حادة مخيفة

"أين كنتي"

أرتجف بدني وأزدادة ضربات قلبي، ليردف بصوت أعلى من ما كان سابقا
"لقد قلت لك أين كنتي"

اعتصرت كفاي ببعضهما وقلت بنبرة مرتبكة

"أردت ان استنشق بعض من الهواء"

"تستنشقين الهواء عند الساعة الحادية عشر ليلا"

أومأت بتردد، فيقوم بإعتصار ذقني بين أصابعه، حاولت تمالك نفسي وإلقاء نظرة واثقة ليردعني صوته العميق

"ومن ذلك الرجل الذي يعانقك في منتصف الطريق هل هو عشيقك الذي ذهبتي لإستنشاق الهواء معه"

إتسعت عيناي وإرتجفت بخوف لأومأ بالسلب نافية الأمر، ليزداد اعتصاره لزقني و من ثم يقول

"تحدثي هل أكل القط لسانك؟، حتى أنني ارى انك أتيتي في قمة سعادتك"

لا أعرف ما الذي علي قوله فيبدو أنه قد رأى كل شيء، فكيف علي تبرأت نفسي من هذا

"أنه حقا ليس عشيقي، أنا لا أخونك صدقني"

ابعد يده و اخرج تنهيدة عميقة يبدو أنه يحاول تمالك أعصابه لأقول

" كونار"

"أصمتي"

رماها علي بشكل صارخ لأتجمد في مكاني و من ثم أرتعد، لما من بين كل هؤلاء الرجال سقط خوفا من هيبة هذا الرجل.

سقطت دموعي بصورة غير مباشرة و لاأعلم متى أصبحت حساسة هكذا أو بالأحرى انا لا أحب أن أظلم، لأقول محاولة توضيح الأمر

"صدقني كونار أنا لم أخنك رغم كل العلاقة الباردة التي بيننا، إذا كان الامر قبل عدة أسابيع فربما كنت أفكر في ذلك لكن الأن أنا لم أعد نفس الشخص"

لم يقل شيء فأكملت محاولة غلب الأمر لصالحي بعض الشيء

"لا أستطيع أخبارك بمن ذلك الشخص، لكن يجب ان تعلم بأنه لا يعني لي أي شيء، وإذا دققت في الامر السابق لرأيت أنني لم أعانقه ولم أكن أريد ذلك كنت محاصرة بين يديه، ثق بي فأنا لا أستطيع أن أخونك لأنك أنت فقط الموجود في قلبي"


رأيت إتساع عينيه عندما نبثت بتلك الكلمات التي أدهشتني أنا ايضا، لا أعلم كيف نطقت بها لكنها أبدت بعض التغير فيه.

حمل قدميه و لم ينبث بأي كلمة أخرى، وأتجه نحو غرفته، تنهدة الصعداء من ثم حمدة ربي علي ذلك انا أكره أن أكون بذلك الموقف الفظيع لأنه يجعل من قلبي يألمني.

فتلك الغرفة ذات التفاصيل الرجولية الهادئة الاساس الاسود ذا الطلاء الناعم و الجدران البيضاء يجلس ذلك الرجل المهيب علي طرف السرير بوجه بارد يرجع خصلات شعره للخلف.

ليقدق عقله بالافكار فيحدث نفسه داخليا بعد أخذ تنهيدة طويلة

لم أصبحت مشاعري عاصفة فجأة إتجاهها؟ ألم تكن المشاعر بيننا باردة؟ لماذا قد وجهت نحوها كل ذلك الغضب فبالنهاية هي لا تعني لي أي شيء.

أصبح عقله في قمة إضطرابه خاصة بعض أن نبثت بإعترافها المشبوه ،يتنهد مرة أخرى محاولا ابعاد ذلك الضيق من ثم يقول بهمس.

"أنت حقا جيدة في التلاعب بي"


أشرقت شمس يوما جديد، ليبدأ الكل في التجهيز ليومه، إبتسمت بلطف نحو ليو بعد انهى طعامه ووقف يحمل حقيبته المدرسيه.

تنهدة بينما أنظر تجاه الاعلى، فلم ينزل كونال بعد هل هو بخير فليس من عادته التأخر.

دقائق عدة و سمعت صوت خطوات من السلم أستدرت موجهة أنظاري عليه لأقول بإبتسامة متكلفة

"صباح الخير هل أعد لك بعد القهوة"

"لا سأغادر الأن"

نبث بصوت هادئ دالفا نحو الخارج لأقول

"توقف كونار"

كنت حينها مترددة في أنه ما زال غاضبا ، لذا علي أن أقوم بما سهرت فيه طيلة ليلة الأمس، خطة كيف تكسبين زوجك ذا الدم البارد قد بدأت الان .

توقف و من ثم إلتفت نحوي بعد أن أطلق تنهيدة،أرتجلت وأقتربت منه و قلت بنبرة رزينة هادئة.

"أنا حقا سعيدة بعد رأيتك قد أتيت بخير، رغم أنني لم أعرف ما الذي قد حدث بالضبط، لكن أسعدتني عودتك سالم فهذا يعني أن كل شيء سار على ما يرام"

همم همة ومن ثم قال بعض أن أغمض عينيه لبرهة

" أريد أن أعلم في المساء كيف علكتي بكل هذا"

زرعت أبتسامة محاولة التصرف بلطف قائلة

"حسنا"

أقتربت منه قبل أن يمضي و من ثم وقفت علي أطراف أصابعي بسبب طوله الفارع، لأقوم بطبع قبلة طفيفة علي خده من ثم قلت محنية رأسي إلى الأسفل مخفية وجههي الذي أحترق من الخجل.


"أنا أسفة لأغضابك بالأمس"


نبثت بكلمات من ثم ركضت من دون مواجهة عيناه او إنتظار ردة فعله.



لقد كان سبب تصرفي الجرئ الان هو أنني دخلت أحد القروبات النسائية للزوجات، التي تعلم النساء كيفية السيطرة و كسب رجلها العنيد.



في بداية الأمر لقد رفضت فكرة الإنضمام إليهم لكن في النهاية لم أستطيع الا فعل ذلك بما أنني ليس لدي خبرة في التعامل معهم.

و هذا ما تم تقديمه لي عند طرح إستشارتي عن كيفية ترويض رجل بارد، و حينها لم املك الخيار بعد ان قدم لي الكثير من التشجيع.



بالرجوع إلي ذلك المحقق ذا الهالة الباردة والقوية في السابق، تم قمع تلك الهالة بعد تجرأت زوجته بمباقضته و تقبيل خده ليقول و هو يضع يده علي خده



" هل أنا أتخيل أم أن هذا حقيقي"



لمس خده لمرة الثانية الذي ما زال يحترق عند تحسسه فيردف مزهولا



"يبدوا أنها قد أصابت رأسها بشيء ما "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي