7

"شخصية الكونتيسة عادت مضطربةٌ من جديد!"

"حدث هذا قبل خمس سنوات أتذكرن ذلك لقد
كانت ذات طباعٍ مختلفٍ تماماً عن السابق!"

"صحيح! كانت متعاونةً و قلبٍ طيب حتى أنها توقفت عن تعنيف و إهانة الأمير الأكبر، لكن مالذي
جعلها تعود إلى طبعها السيئ مرةً أخرى، و فجأةً
تعود إلى نفس إلى الشخصية التي مضت"

"لقد عادت بإدعائها لفقدان ذاكرتها حتى أنها إدعت
نسيانها لما حدث لإبن لورا في ذاك الحادث و أبدت
عطفها نحوها!"

"واليوم ترا باي شخصيةٍ ستكون الأمر مخيفٌ و مقلق!"

"نعم أتفق!"

كالعادة عند وقت الراحة تتخذه الخادمات في إغتياب أحد أصحاب القصر، والتي ساندرا الكونتيسة
و التي إستولت هيبارا على جسدها و عادت إليه مرةً،
أخرى بعدما تحطمت أمالها عندما ظنت أنها تخلصت
من كابوسها و عادت إلى عائلتها و زمانها.

لكن الأمر أصبح مغايراً تماما بين عشيةٍ و ضحاها،
مرت خمس سنواتٍ كمرور صفحات الكتاب بين
يديك،لم تستطع هيبارا أن تفسر ما حدث او أن تعرف ايهما كان حلماً عودتها لعائلتها في تلك الوهلة
القصيرة، ام ما تعايشه الان في زمن مغايرٍ تماماً
عن زمنها.

"خالتي أليست هناك أخبار عن متى سيعود والدي؟!"

"ألا تعرف كيف تحمحم تصدر صوتاً قبل إقتحامك
كالثور إلى الغرفة؟ لقد كاد قلبي ان يتوقف عن النبض بسببك تباً لك!"

"باب الغرفة كان مفتوحٌ بالأصل و ما ذنبي إن كان
عقلك في واديٍ اخر!"

نقاش حاد يدور بين أيان و هيبارا الصبي يتغابى
عليها بنية الاستفزاز، يقف يتكأ بجذعه على حافة
الباب يدس يديه داخل جيوبه و نظرات السخرية
يوجهها نحوها، و هيبارا تكره من يفعل ذلك و لا
تتردد باخذ حقها كائناً من يكون.

"لم تجاوبيني متى سيعود والدي؟!"

"و ما ادراني أنا حتى لا أعرف إلى أين هاجر لما
لا تسال زوجته ،أغرب عن وجهي و إلا سأفرغ كبتي
بك فأنا أبحث عن فرصةٍ لذلك!"

"زوجته!! وانتي ماذا تكونين؟! لحظة لا تقولي أن
والدي وجد إمرأةٍ بديلةٍ عنكِ!"

حالما إندفع ذلك الصعلوك نحوي بسبب الغباء الذي
تفوهت به، نسيت أنني ساندرا لا هيبارا بسبب
الضغط اللعين الذي أمر به منذ عودتي إلى هذا
الزمن اللعين، المصيبة انه جلس بكل اريحية على السرير بجانبي يتربع يستفسر ساخراً بي.

"أيها الصغير إسمعني انا حقاً لا أعرف أين والدك و متى سيعود لأنني لا اتذكر شيئاً لقد عادت تلك الحالة
مرةً أخرى إلي هل فهمتني الان؟!"

"أتعلمين شيئاَ تصبحين مختلفةً تماما عندما تصابين
بتلك الحالة لانكِ مسالمةٌ جداً وقتها، حتى أن أخي يشعر بالراحة و يتمنى أن تبقي على هذه الوتيرة إلى
الأبد وتدعينه وشانه و كذلك الخدم القصر يكون هادئٌ و مسالمٌ من شرك!"

"هل هذا مدحٌ بطريقةٍ جديده أشم رائحة سخرية
بكلامك؟!"

"حتى تصرفاتك و جدالك كالاطفال المراهقين!!"

"لأنني فعلاً كذلك لكني محصورةٌ داخل جسد خالتك
اللعين مثلها!!"

"لم أفهم!! مالذي تتفوهين به؟!"

"أعلم انك لن تفهمني و لن تصدقني لذا إنقلع من أمامي و إهتم بشؤونك لانك قريباً ستشارك والدك و
خالك في إحتلال فرنسا!"

"لما تقولين ذلك نحن لا عدواة لنا معها لما تتوقعين
حدوث حربٍ بين دولتين مسالمتين!!"

زممت شفتاي و انا أنظر نحوه بجمود أنا الان اللعينة
لا ساندرا ،حتى الصبي يستفزني بطريقةٍ إحترافيةٍ
جداً جعلني اتفوه بمستقبل هذه الرواية اللعينة،
لذا ساغادر أنا بكرامتي النقاش لا بل الغرفة
كلها لتبقى له وحده هذا المعتوه.

(في مكانٍ آخر عند أرتاي)

إتخذت من سكان السواد رفقةً لي، ومن الظلام قوةً
أتخذى و أقتات على من هم أضعف الخلق و أهونهم،
رؤيتي لهم و رائحة دمائهم تستهويني و تجبرني أن
أفرغ رغبتي بهم، فالليل إتخذته مرتعاً أصطاد ما
تشتهيه نفسي.

فلم تعد دماء الحيوانات تلبي رغبتي و تطفئ نيران
جموحي، فمنذ أن أقتحمت دماء ذاك الصبي و غزت
جوفي إتستلذه جسدي و راغباً بالمزيد، فلم أجد
سوى الجواري و العبيد سبيلاً لإرضاء نزواتي فلن
يعير لفقدانهم أي مخلوق.

فهم ليس إلا أشباه البشر المنبوذة لا ضير في الإستفادة منهم غير خدمتهم اليدويه، قوتي بدأت
تتضاعف أصبحت أتقبل الألم و السواد الذي بداخلي
و أتعايش معه، و مع اول أنفجارٍ لجبروتي و قوتي
سأنفي كل من حولي.

و بالأخص من كان السبب في معانتي و ألمي، و حرماني مما هو لي فأنا لم أعد بحاجة لمسمى
العائلة فب حياتي، فالقوة التي بداخلي تكفيني
و تكفي لإنشاء إمبراطوريةٌ جديدة أنا من يتربع
على عرشها.



(في قصر الإمبراطور)


"صاحبة الجلالة الوزير يطلب رؤيتك لأمرٍ مهم!"


"أدخليه و أطلبي من الحرس ألا يسمحوا لأحدٍ بالدخول علينا فالأمر سري بشأن الإمبراطور!"


"أمرك جلالتك!"



ما إن دخل الوزير و تأكدا من إغلاق الباب جيداً حتى
هرعت نحوه تستقبله بالأحضان، و يتبادلان الغزل و
القبل منتهكان شرف المكان، و تدنيسه بالرذيلة و
الخيانة فالوزير هو الذراع الأيمن للإمبراطور الذي
سلمه شؤون الإمبراطورية و القصر.

لحين عودته من الإجتماع الذي عُقد في الولايات
المتحدة، رفقة الكونت و قد كان هذا بمثابة ضربة
حظٍ للوزير حيث لم يضيع فرصة إختلائه بعشيقته
و التي تكون زوجة الإمبراطور الخائنة.




"لقد ضقت ذرعاً إلى متى الإنتظار؟ بات الشوق
إليك يقتلني و يتملكني الإشمئزاز و النفور عندما
أكون على فراش الإمبراطور، و لطالما تخيلته أنت
حتى يمر الوقت و أتحرر من جناحه متى سينتهي
كل هذا؟!"

"أنا أيضاً يا ملكة قلبي لم أعد أطيق الإنتظار
والبعد عنك، فالخلاص بيدك أنتي و قد أخبرتك
به سابقاً!"

"أنت تعلم أن التخطيط لذلك أخذ وقتاً منا، تعلم ضرورة و أهمية رسم خطةٍ محكمةٍ دون ثغراتِ
توصلنا لفصل رؤوسنا عن أجسادنا، كنا ننتظر بلوغ
ولي العهد الحقيقي و قد كان اكبر و أصعب أمرٍ
تحملناه جميعاً و إنتظار طيلة هذه السنين التي
مضت!!"


"ألم تقولي أن الكونتيسة ساندرا هي من ستساعدك
بالأمر؟!"


"بلى و مازالت عند وعدها و قد حان الوقت لتبدا
خطوتها الإخرى بتحريض ولي العهد على والده و
الإمبراطور و كشف له المستور!!"

"ارجوا ان يتم ذلك سريعاً فالتأخير ليس بصالحنا
أبداً!"

" أعلم لا تقلق غدا سأدعو الكونتيسة على الغداء
وبعدها نتحاور و اطلب منها ان تبدا خطوتها التاليه!!"

"بما ان ولي العهد أرتاي يمقت زوجة والده حد النخاع فسيكون من السهل إقناعه فهو يعلم أنها
لطالما تستفزه و تقلل من شأنه!"

"أتقصد قد يقضي عليها هي الأخرى؟!"

"لا يهم بقائها او موتها المهم ان تنجح خطتنا ويختفي نسل تلك العائلة الملعونة إلى الأبد!!"

"لا تقلق سارغمها على أن تنفذ اوامري فهي لا تهمني
بقدر ما انت تهمني سأفعل أي شيئ للتخلص من
الإمبراطور، و الكونت و أبنيه و يبقى العرش لك
انت و انا معك أكون لك خير معين!!"

عند إنتهائها من كلامها إندفعت نحوه تحضنه بعد أن
وعدته بتنفيذ ما طلبه منها، موهماً إياها أنه لا خلاصٌ
لها و الفرد بالإمبراطورية لهما فقط، لكن للأسف نوايا
الوزير كانت عكس ما تتمناه زوجة الإمبراطور بسبب
تلك الإبتسامة الخبيثة التي رسمها و هي تدفن وجهها بصدره.





يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي