الفصلالخامسعشر

الفصل الخامس عشر
......................
لحظة ضعف انجرفت خلفها عاشتها مغيبة عن الواقع نسيت كل ماسعت إليه كل ماأرادته فى لحظة كانت بين ذراعيه يسقيها عشق قاومته كثيرا معتقدة أنها قادرة على نسيانه ولكنها ضعفت واستسلمت لعاطفة حقيقة ساقاها إليها قلبها ..............والآن تدفع الثمن .........ثمرة حبها
جنين ينمو فى أحشاءها
ثمرة عشق انساقت خلفه والآن تجنى ثماره
شك تخشى أن يصبح حقيقة ........هل بالفعل طفله ينمو بداخلها .........رابط بينهما من جديد
هو حاول كثيرا مقابلتها ليتفاهما وهى رفضت كسابق عهدها عاندته لمجرد العند فقط
وهو مل .......تعب ولن يعود إليها إلا لو تراجعت عن عندها
نظرت لطفلتها النائمة بجوارها مسحت على رأسها برفق وبعقلها ألف سؤال وسؤال من الضحية فى كل هذا من يدفع ثمن لذنب لم يرتكبه ......
هى أم چودى أم طفل قادم للدنيا جاء فى لحظة ضعفت فيها بين ذراعيه !!
هى تعلم أنها لم تكن يوما مثالية هى أخطاءت قديما بسلبيتها واستسلامها لوضع جعله فى الأول اختيار لها وبيدها أصبح حق مكتسب له الآن عليها إصلاح الخطأ عليها إعادة الأمور لنصابها الصحيح ولكن لابد أن تتأكد من حملها قبل الإقدام على أى خطوة
......................
كلمة أدخلتها دنياه كانت تقاوم تعافر لتظل كما هى عاشقة فى صمت ........فى ظلام بعيدا عن دائرته ولكنه اتخذ خطوة أربكتها جعلتها تعيد حساباتها من جديد
منذ تلك اليلة هو لايكف عن إظهار حبه خاصة عندما يكونا سويا وحدهما ولكن دائما هناك خوف من القادم خاصة بعد ماحدث منذ عدة أيام فى المكتب جعل خوفها يزيد ويتعالى
دخل ياسين كعادته بصوته العالى متجها نحوها مبتسما بخبث:صباح الفل والياسمين على أجمل بنت فى الحفلة
ابتسمت بخجل وهى تكمل عملها :مش للدرجة دى ياياسين
-إيه يابنتى هو أنتى مكنتيش شايفة نفسك فى الحفلة دى الناس كانت هتجنن عليكى
استطرد قائلا ناظرا لحورية المشغولة بعملها عاد ونظر إليها متسائلا:هو جاسم جوه
- أيوه جه من المحكمة من شوية
- طيب أصل أنا عاوزه فى موضوع مهم جدا
- طيب ادخله عشان نازل تانى
دقائق غاب فيها ياسين داخل مكتب جاسم قبل أن يرتفع صوت جاسم عاليا بغضب وقفت همس بجوار حورية لاتفهمان شئ مما يحدث وحورية بالطبع لن تصمت طويلا اندفعت نحو المكتب طرقت الباب سريعا ودخلت دون استئذان وهمس تراقب بقلق مايحدث ولكنهاعادت لمكتبها مرة أخرىتتابع عملها
وقفت حورية بين جاسم وياسين حائرة جاسم يقف متحفزا غاضب وجهه صهاريج من نار وياسين يقف أمامه مضطرب لايفهم سببا لعصبيته
صاحت بهم متسائلة:فى إيه يابهوات صوتكم عالى كده ليه
أشار ياسين لجاسم بعدم فهم:أنا مش فاهم حاجة ده أنا كلمته كلمتين هب فيا كده من غير سبب
نظرت بحيرة لجاسم الذى وقف يمسح وجهه فى محاولة منه للسيطرة على غضبه ثم عاد ورفع اصبعه مشيرا لياسين :ياسين اطلع بره أحسنلك أنا مش فايقلك
عانده ياسين قائلا:لا بقى أنا مش طالع لحد ماأفهم فى إيه بالظبط متعصب عليا ليه..........إيه المشكلة لما أقولك أن همس جالها عريس هو حرام ولاعيب
استطرد قائلاوجاسم يكز على أسنانه بغيظ:ثم هو أنت ولى أمرها مش بتقول قريبة عمو أحمد خلاص كلمه واساله ياابنى ده عريس لقطة من ساعة ماشافها فى الحفلة وهو مصمم يخطبها ده حتى لما شافها بترقص معاك افتكر انها خطيبتك بس اناطبعا قلتله لا مش مخطوبة ولا حاجة ..........أنت أكيد تعرفه نادر الجندى
وصيحة جاسم أفزعتهم وهو يصرخ به:ياسين قفل على الحكاية دى مش عاوز اسمع كلام فى الحكاية دى ...........ولو الزفت ده فتح معاك كلام تانى قوله أنها مخطوبة.........تمام وكده خلص الكلام
حاولت حورية كتم ابتسامتها وهى تقف بجوار ياسين :بس همس مش مخطوبة ياجاسم ومادام العريس كويس يبقى ليه لا
صاح بها جاسم : حورية خدى ياسين واطلعى بره ومش عاوز كلمة فى الموضوع ده تانى .........وخلى حد يعملى قهوة
اتسعت ابتسامتها وهى تجذب ذراع ياسين متجهة للخارج:يلا ياياسين صاحبك فاضله شوية ويقتلنا سوا
خرجا سويا وحورية مازالت تكتم ضحكتها حتى لاتستفز جاسم أكثر أغلقت الباب ومالبثت أن اطلقت ضحكة عالية لحقت نفسها سريعا تضع كفها على فمها وياسين وهمس ينظران إليها بحيرة
سألها ياسين :فى إيه ياحوريةماتفهمينى.........وبتضحكى ليه ؟
كتمت ابتسامتها وهى تنظر لهمس :همس حبيبتى ممكن تعملى قهوة لجاسم أنتى عارفة مش بيحب القهوة غير من إيديكى
نقلت همس عيناها بينهم بحيرة ولكنها فضلت تركهم وحدهما
ماأن خرجت حتى التف لحورية :أهى خلاص مشيت ممكن بقى تفهمينى فى إيه
اتجهت نحو مكتبها ليلحق بها متسائلا:ماتنطقى ياست أنتى
جلست على كرسيها بغرور وهى تشير له:إيه يا ابني هو انت ازاى لحد دلوقتي مش فاهم جاسم اتعصب عليك ليه
- معلش بقى غبى ............ماتنطقى يا أبلة
- ياابنى جاسم بيغير على همس
اتسعت عيناه بدهشة:نعم بيغير على همس يعنى إيه
استطرد قائلا وعيناه تبتسم بفهم:الله الله هو بيحبها ولاايه
ضربت كفا بكف مبتسمة:أنت ازاى محامى وشاطر ومش فاهم هو اتعصب عليك ليه..........انت شفتهم يوم خطوبة مريم كانوا عاملين ازاى يبقى ازاى مفهمتش
-انا شكيت بس رجعت وقلت يمكن عادى مجرد اهتمام بقريبته وخلاص
- لامش مجرد اهتمام ولا حاجة جاسم بيحبها
- طيب لماهو بيحبها ساكت ليه .........متجوزهاش ليه ولا ياعينى بيدور على شقة
- بلاش تريقة ..........هى ظروفها متسمحش
ضاقت عيناه بشك متسائلا:يعنى إيه بقى...........هى إيه حكاية همس دى من يوم ما جت المكتب وفى حاجة مش مظبوطة
الموظفين فاكرين أنها بنت خالته وده طبعا محصلش أنا ابن خاله يعنى مش بنت خالتى ولا حاجة ............ولما سألته قال قريبة أبوه هو فى إيه بالظبط

ضاعت ابتسامتها وهى تنظر حولها مرتبكة ولكن عينا ياسين التقطت توترها وحيرتها :في إيه ياحورية إيه الألغاز دى كلها
تنهدت قائلة:ياسين بلاش تسأل عن حاجة ممكن تزعل جاسم منك لو فتحتها
- هى وصلت للزعل ............ده الموضوع كبير أوى..........حورية أنا مش هتحرك من هنا غير لما ترسينى على الدور
.....................
وقفت تعد القهوة بتركيز حتى أنها لم تنتبه لكاميليا التى تقف خارج البوفيه مع سهير إحدى موظفات المكتب وكلمات هامسة بينهم قبل أن تتركها للقيام بما تريده
منذ ليلة الحفلة ورفض جاسم الرقص معها ورقصته مع همس التى زادت الأقاويل حولهما وكلمات متناثرة جاسم يحب همس والزواج قريبا...........وهى اشتعلت صرخة بصدرها كتمتها بغيظ وقهر
ماحاولت فعله فشلت فيه مع كل محاولاتها لاسترداده ومع كل هذا كانت مصرةعلى خوض المعركة للنهاية والفرصة جاءت إليها على طبق من ذهب
سهير تلك الفتاة التى تعمل بالمكتب منذ فترة لاحظت اهتمامها بجاسم ومحاولات التقرب منه التى لاقت نفور من ناحيته ولكنها شخصية متملقة تسعى دائما لانتهاز أي فرصة لتلحق بمكسب يأتى من خلفها وكاميليا بالنسبة لها فرصة ستكسب من خلفها الكثير ........هى تسعى لكسب ود جاسم من جديد ..........وهى لديها معلومات عن همس ستكون فى صالح كاميليا بالتأكيد ومعلومات مؤكدة من صديقتها الصدوقة (سمر ) ولما لاتستغلها إن كانت ستربح من خلفها
ورمت الطعم لكاميليا التى لهثت خلفها لتعلم مابجعبتها وسهير استغلت الموقف بحنكة وذكاء مبلغ من المال مقابل معلومات ستقضى على وجود همس فى حياة جاسم ووجودها فى المكتب و كاميليا وافقت ودفعت الكثير مقابل بعض كلمات تقضى بها على همس ولكنها لن تكون فى الواجهة ..........
مبلغ آخر وسهير ستنفذ ماتريده وهى بعيدة كل البعد عن الأنظار
.....................
واللحظة جاءت همس وحدها ولا أحد قريب منهما ليسمع حوار سهير معها دخلت البوفيه تنادى همس بشئ من العجرفة:أنتى يا بنتي اعمليلى فنجان قهوة بس بسرعة
التفت همس مندهشة من وجودها المفاجئ :فى حاجة ؟
- إيه مش سمعانى بقولك اعمليلى فنجان قهوة
- أنا مش بشتغل فى البوفيه عشان أعملك قهوة أنا بعملها لأستاذ جاسم بس
رفعت سهير إحدى حاجبيها بسخرية:يعنى أنتى الخدامة بتاعته على كده
احتقن وجه همس غاضبة من نعتها بالخادمة ولكنها تحكمت فى غضبها والتفت نحو الموقد لتكمل إعداد القهوة ولكن سهير لن تكف عن مشاغبتها :أما أكون بكلمك تردى عليا ولا أنتى طرشة
توقفت همس عن إعداد القهوة والتفت نحوها :أنا مش طرشة حضرتك اللى قليلة الأدب
اتسعت عينا سهير مندهشة من رد همس المفاجئ:أنا قليلة الأدب............إيه هو أنتى فكرانى زيك ........سكرتيرة شوية وخدامة أحيانا والله أعلم بالباقى ياهانم يامحترمة
- أنا محترمةغصب عنك
أكملت سهير بغيظ حاولت إخفاؤه لتصل بهمس لذروة غضبها لتكون هى المخطئة الوحيدة:غصب عن مين ياحبيبتى أنتى نسيتى نفسك ولا إيه.........على الأقل أنا مش زيك عايشة فى بيت راجل غريب عنى كتر خيره لمك من الشارع وستر عليكى بعد فضيحتك
وزادت الضغط على أعصابها وهى تقترب منها هامسة:قوليلى ...........هو اتجوزك عرفى ........ولا عايشين كده مع بعض وخلاص
اتسعت عينا همس وارتعشت شفتيها وعجزت عن النطق بكلمة
إحساس بالقهر والضعف
إحساسها أنها تعرت أمامها .......ولكن مالاتفهمه كلمة فضيحة التى نطقت بها
صرخت بها حتى شعرت بجرح فى حلقها من شدة صرختها :أنتى بتتكلمى عن مين ؟
تقصدى مين ..........تقصدينى أنا
اتسعت ابتسامة سهير الماكرة وهى تعلم أنها وصلت لمبتغاها :إيه يا حبيبتى هو أنتى فاكرة أن محدش عارف أن فى ناس اغتصوبكى ورموكى
فى الشارع ولولا الأستاذ جاسم خدك ولمك كان زمانك مرمية فى الشارع

والمقاومة انهارت ...........استسلمت لألم قاسى تملك من قلبها والقلب عليل وهى لاتعلم علتها
ازرقت شفتيها واختنقت أنفاسها والدوار يسيطر على رأسها بقوة وقسوة
حتى أن سهير ارتجفت وابتعلت ريقها بصعوبة وهى تشاهد مايحدث لهمس
اختل توازن همس حاولت أن تتماسك ولكن مقاومتها ضعفت كادت أن تسقط فتمسكت برخامة المطبخ فى اللحظة التى دخلت فيها حورية البوفيه لتصرخ بهلع :همس ......
همس مالك فى إيه
لحقت بها لتمسك بها همس متشبثة بسترتها قبل أن تسقط أرضا تراها طيف عابر تسمع صراخها وجسدها مشلول عن الحركة...........رأت الكثير من العاملين بالمكتب الذين اجتمعوا على صراخ حورية
بدأت تغفو رويدا رويدا تراهم أمامها أطياف تسمع أصوات متداخلة حتى رأته قادم يبعد الجميع عنها يصرخ بهم الابتعاد عنها
جثا على الأرض أمامها صارخا يناديها
كان صوته آخر صوت تسمعه قبل أن تستسلم لغفوتها الطويلة
.....................
يومان ........ثلاثة
أسبوع وهى فاقدة للوعى غائبة عن دنيانا متشبثة بعالم آخر بعيد عن الواقع المؤلم الذى عاشته طوال الفترة الماضية
وهو بجوارها صامت ......عيناه تراقب لايبتعد لايتركها للحظة متشبث بكفها يخشى أن تفارقه يخشى أن تبتعد
هى أصبحت حياته ودنيته........دنيا لم يحيا فيها من قبل كأنه عاد من سفره خصيصا ليلاقاها
كأن من فعل بها مافعل وتركها فى الطريق كانت فرصته وحياته عندما وجدها لم تكن له بالأهمية الكافية
لكن الآن هى جزء منه
نبض قلبه ........حب اختزنه له الزمن ليقابلها صدفة ..........وأحيانا كثيرة الصدفة لنا تكن خير من ألف ميعاد
دخل كريم غرفتها بهدوء ينظر لصديقه بشفقة منذ أتى بهمس يحملها على ذراعيه يصرخ بأحد نجدتها وهو لايتركها حتى أنه اضطر لإدخال سرير آخر ليستريح ولو لبعض الوقت ولكنه حين يستيقظ يعود لجلسته بجوارها
منع أى زيارة لها رفض وجود أحد غيره بجوارها حتى رقية غضبت مما يفعله وهو لايناقش يلقى كلمته ولا يريد المجادلة

جاسم
التف نحو كريم للحظة ثم عاد لجلسته مرة أخرى: فى إيه ياكريم
- أنت اللى فى إيه يا جاسم أنت عارف بقالك أد إيه قاعد كده........قوم روح بيتك استريح شوية وابقى ارجع تانى
- أنا مش همشى من هنا غير وهى معايا
ضرب كريم كفيه ببعضهم قائلا:يا ابن الناس أنت بقالك أسبوع على الحال ده سايب شغلك ومكتبك طيب حتى روح. شوف المكتب ماشى ازاى وابقى تعالى تانى
نظر إليه نظرة معناها :لافائدة
هز كريم رأسه بحيرة:مش مصدق أنك حبيبتها للدرجة دى من يوم ماجبتها هنا وتعاملك معاها قلت أكيد صعبانة عليك ......بس اللى شايفه دلوقتى مش مجرد شفقة ياجاسم
ابتسم جاسم بحزن وهو يمسك بكفها يخلل أصابعه بين أصابعها يتشبث بها كأنه يرسل لها رسالة .........كأنها تشعر به
عاد ونظر لكريم قائلا:عارف لما تبقى عايش لمجرد أنك عايش وخلاص..........كل حاجة حواليك.......بيت وأهل وبتشتغل وليك اسمك بس ........بس حاسس أن فى حاجة نقصاك
حاجة ممكن تغير حياتك أو تخلى لحياتك معنى
وأنا كنت محظوظ يوم ما رجعت من القاهرة ولقيتها مستحيل كان يجى فى بالى أنها هتغير حياتى ........هتكون نور ينور دنيتى فرحة كنت مستنيها من زمان
أنا نفسى مكنتش عارف إيه اللي جرالى من يومها كنت فاكر زيك كده أنها صعبانة عليا بس كل أما أقرب منها اتشد أكتر لحد ما لقيت نفسى غرقان .........لقيت نفسى بحبها
بحبها أوى ياكريم
ابتسم كريم بتفهم وهو يستمع لإعتراف صديقه :عمرى ماكنت أتوقع أنك تحب تانى بعد كاميليا
:كاميليا عمرها ماكانت حب ........كاميليا كانت وهم ..........همس هى الحقيقة ........هى الدنيا هى كل حاجة ياكريم
مع آخر حروف كلماته أحس بأصابع همس تمسك بكفه بضعف نظر لكريم الذى رأى تمسك أصابعها بكف جاسم بدهشة ومن ثم عاد وابتسم :كنت متأكد أنها حاسة بيك وسمعاك

أمسك جاسم بكفها ضاغطا عليه أكثر وعيناه لاتفارق وجهها الشاحب: وأنا كمان كنت حاسس أنها سمعانى وعارفة أنى جنبها
ربت كريم على كتفه مشيرا له أن يغادر الغرفة حاول جاسم الاعتراض ولكن كريم أصر
خرجا سويا يقفان أمام باب الغرفة :فى
إيه يا كريم خرجتنى ليه
- عاوز أشوف رد فعلها لما تبعد عنها
صاح به غاضبا:أنت مجنون ياجدع أنت هى حقل تجارب
- ياأخى افهم ممكن همس لما تحس أنك مش جنبها عقلها يستوعب ويعرف أنك مش قريب منها يبتدى يدى إشارة لجسمها أنها تفوق
- ياسلام ولو مفاقتش أعمل فيك إيه
- ياسيدى نصبر وأنا متأكد أنها هتفوق من الغيبوبة دى
ضم جاسم عيناه بأبهميه مجهدا جسده يطالب بالراحة وهو يعافر يقاوم حتى يطمئن عليها
مر بعض الوقت وسمعا صوت الجهاز المجاور لهمس يتعالى فجأة اندفع مع كريم للغرفة وجدها تتحرك ببطء تحاول نزع الإبر الموصولة بكفها
صاح بها جاسم:همس .........أخيرا
التفت نحوه مبتسمة بإجهاد وكريم يحاول تركيب إبر جديدة فى كفها
اتجه جاسم نحوها بلهفة ممسكا بكفها الآخر متجاهلين كريم الذى ينظر إليهما مبتسما وهو يكمل عمله
نظر إليه جاسم متسائلا:مش خلصت .........يلا زوق عجلك
- نعم أزوق عجلى إزاى مش لما اطمن عليهاوبعدين يا سيدى هبقى أمشى ولو سمحت أطلع بره عشان عاوز أكشف عليها
رفض جاسم المغادرة :بقولك ايه عاوز تكشف عليها أكشف عليها وأنا موجود
نظر إليه كريم بدهشة:نعم إزاي يعنى أنت هتستهبل ياجاسم اطلع بره لحد ما اكشف عليها
- لا مش استهبال اكشف عليها وانا موجود هديك ضهرى لحد ما تخلص بس مش هخرج
مع إصراره لم يجد كريم بُدا من تلبية رغبته حتى انتهى وتركهم وحدهما
أمسك جاسم بكفها بقوة وقبلة حانية باعثة في جسدها قشعريرة وارتجافة شفتيها وهى تنظرإليه رفع رأسه نحوها مبتسما:حمدالله على السلامه يا حبيبتى
- الله يسلمك يا جاسم
- إيه الغيبة دى كلها هنت عليكى تسبينى كل ده
أخفضت رأسها بعيدا عن مرمى عيناه:أناشكلى طولت أوى على كده
- أسبوع ياحبيبتى أسبوع وأنا بستنى أنك تفوقى وترجعيلى
نظر إليه وبعيناها أسئلة كثيرة إجابتها لديه هو فقط
- جاسم عاوزة أسالك على حاجة
- خير ياحبيبتى .........بس قبل ماتسألى أنا عاوز أعرف إيه سبب اللى جرالك .........إيه اللى حصلك عشان يجرالك ده كله
سؤالى إجابته سبب كل اللي حصلي ياجاسم
- طيب أسالى ياهمس
ابتلعت ريقها وهى تحاول جاهدة التحلى. بالهدوء والسكينة:جاسم .........يوم الحادثة لما جبتنى المستشفى .......الضرب والجروح اللى كانت فى وشى كان سببها إيه؟
قطب حاجبيه مستغربا:إيه اللي فكرك بالحادثة دلوقتى .........وأنا قلتلك وقتها أنها مجرد حادثة عربية
- هزت رأسها رافضة تصديقه:لاياجاسم..........مش مجرد حادثة عربية
غمغم متسائلا:أومال إيه يا همس
ابتعلت ريقها وهى تنظر إليه بقلق تخشى أن يكون ماتفوهت به سهير حقيقة تخشى الحديث ولكنها تريد أن تعرف
- جاسم .......... أنا فى حد اعتدى عليا
قالت كلمتها بسرعة وجسدها وكفيها يرتعشان بين كفيه ونظرته المذهولة مندهشا من كلمتها ليشد على كفيها بقوة:تقصدىإيه ياهمس ............قلتلك كل الحكاية حادثة عربية أو سرقة يعنى أكيد حد كان عاوز يسرقك ولما معرفش ضربك وأذاكى كده
هزت رأسها بنفى:لا ياجاسم ........مش ده اللى أنا أقصده ........أنا قصدى حاجة تانية .
تنفست بصعوبة ثم استطردت قائلة :جاسم أنا حصلى اغتصاب
قالت كلمتها وارتعش جسدها من نظرة عيناه القاتلة ليقرنها بصياحه:أنتى بتقولى إيه ..........مين الكلب اللى قال كده .........ردى ياهمس مين
أسرعت تنزع كفها من يده تضم جسدها بذراعيها خائفة تخشى صوته وغضبه ولكنه كان مصرا جلس بجوارها يكرر سؤاله بغضب أكبر :ردى عليا مين اللى كده
- نظرت إليه بخوف من حقيقة تخشاها إن أكدها :يعنى .....ده حصلى ياجاسم
وصيحته تزداد :كدب والله العظيم كدب ياهمس أنتى محدش قرب منك ولا لمسك
ابتعد عنها ليعود جالسا أمامها نزع كفها برفق :همس أنتى محدش قرب منك كل اللى جرالك ده سببه الحادثة ......ومش هكدب عليكى .......كانت محاولة فاشلة أنه يعتدى عليكى بس محصلش
- أنت متأكد يا جاسم
- ولو مش متأكد ميهمنيش ..........أنا بحبك فى كل الأحوال ومبقتش عاوز غيرك خلاص ياهمس ............أنتى بقيتى فى كفة والدنيا دى كلها فى كفة ياحبيبتى
اختفى ألمها وحزن عيناها معه كلماته دواء قلبها وجرحها ولكنها تريد الحقيقة تريد أن تعرف خاصة أنها تذكرت اسم واحد (عدى )اسم سمعته كثيرا فى غيبوتها الأخيرة لاتعرف من هو وماعلاقته بها
- هااا روحتى فين ؟
ابتسمت بهدوء :أبدا أنا معاك
استطردت متسائلة عن رقية وفريدة:فين ماما رقية وفريدة ومريم
- دلوقتى هتلاقيهم هنا .........ياستى سيبينا لوحدنا شوية ...........
عاد يناديها:همس ........فريدة مالها ؟
زاغت عيناها مرتبكة :مالها فريدة قصدك إيه هى تعبانة ولا إيه
نظر لها بشك :همس فى إيه بالظبط أنتى تعرفى حاجة........فريدة بقالها فترة مش مظبوطة وأنتى أكتر واحدة قريبة منها .......طمنينى ياهمس
- معلش ياجاسم سيبها شوية وهى هترجع تانى تبقى أحسن من الأول كان قلبى حاسس أن فى حاجة وأنتى بس اللى تعرفى ..........فاكرة يوما ماشفتهاخارجة من اوضتك ليلة حفلة مريم
- تصدق من يومها وأنا خايفة وقلقانة
- ليه بقى ؟
- أنت ناسى أنت عملت إيه يا جاسم
ضحك بخبث قائلا:هو اللى أنا فاكره أنتى كنتى خايفة ازاى
عادت بذكراها ليلة خطوبة مريم وسعادتها التى لاتوصف باعترافه لها
ليلة لم تنم فيها من شدة فرحتها ولم تكن تعلم أنه هو الآخر لم ينم ليلته قامت من سريرها متجهة نحو نافذتها المطلة على الحديقة قبيل الفجر بقليل تنفست هواء نقى ملأ صدرها وروحها صفاء وهدوء نفسى ورغما عنها رفعت عيناها نحو شرفته لتصطدم به يقف كأنه كان ينتظرها عضت على شفتيها وأخفضت عيناها عنه التفت لتعود رأته يشير لها بالبقاء ولكنها ابتسمت ودخلت تغلق نافذتها وتركته يستشيط غيظا
لكنه فعل مالم تتوقعه بعد قليل وجدت من يطرق بابها نظرت للساعة وجدتها الثالثة صباحا قامت من سريرها سريعا مرتبكة ........أيعقل أن يكن هو ........هل وصل به جنونه ليأتى إليها فى تلك الساعة
اتجهت نحو الباب بخطى بطيئة ولكنه عاد يطرق الباب مرة أخرى فتحت الباب بهدوء اتسعت عيناها عندما وجدته أمامها ولكنه كان الأسرع دفعها للداخل وأغلق الباب بهدوء وهو يشير لها بالصمت ولكنها صاحت به:أنت مجنون ياجاسم .........أزاى تيجى لحد هنا أنت عارف الساعة كام ؟
- عارف الساعة كام بس لحد دلوقتي مسمعتش ردك عليا ياهمس
- ردى على إيه ياجاسم ........ورد إيه اللي عاوز تسمعه دلوقتي بلاش جنان واخرج بقى
اقترب منها وعيناه تجوب ملامحها التي عشقها كلما اقترب كلما ابتعدت هى حتى وجدت نفسها محاصرة بينه وبين النافذة رفعت أصبعها محذرة :لو قربت أكتر من كده أنا هسيبلك الأوضة وهخرج
- طب اهدى ياحبيبتى .........كان فى حاجة لازم تأخديها قبل ماأنام
سألته بقلق:حاجة إيه
مد يده فى جيبه ليخرج علبة قطيفة زرقاء فتحها أمامها لتجد خاتم مزين بفصوص خضراء زيتونية كلون عيناها ارتجفت وهى تنظر للخاتم تارة وله تارة أخرى
سألته بحيرة وصوت مرتجف :إيه ده ياجاسم
اقترب منها يجذب كفها ليضع الخاتم بإصبعها وهى تنظر إليه وشفتيها عاجزة عن النطق وازدادت رجفة عندما انحنى يقبل كفها لتسحب كفها بسرعة ورعشة جسدها تزداد
ابتسم قائلا :ده خاتم خطوبتنا ياهمس.........هقولهالك تانى..........
بحبك ياهمس
وصوته هامس قاتل لكل مقاومة لكل رفض ولكنها عادت لتتماسك مبتعدة عنه:جاسم بلاش تتسرع فى ........
قاطعها بحزم :أنا مش بتسرع ولا عمرى كنت متأكد من قرار وواثق فيه زى ماأنا واثق فى حبى ليكى
عجزت عن الحديث .........عجزت عن أى رد فعل وهى تستمع إليه ابتسم لحيرتها هامسا بالقرب منها :أنا هدور على أهلك .........وهنتجوز ياهمس أنتى ليا لوحدى........
مستحيل هنبعد هدور على أهلك وهوصلهم لو كانوا فين عشان اطلبك منهم هعملك فرح متعملش لحد قبلك
التفت نحوه بقلق :جاسم ........أنت بتقول إيه
- اللى سمعتيه ياهمس .......هنتجوز أنا هعمل المستحيل لحد ما أوصل لأهلك
- هترجعنى ليهم........هتبعدنى عنك
وفى صوتها خوف من البعد .......خوف من تركه لها ابتسم يطمئنها :هنبعد عشان نقرب أكتر ساعتها هتخرجى من بيتك على بيتى وتبقى أحلى عروسة شافتها عينى
انتهى حديثهم وخرج من غرفتها بهدوء وحذر ينظر حوله خشية أن يراه أحدهم ولا يعلم أن سمر رأتهم من شرفة غرفتها ووجدتها فرصة لم تخطر لها على بال لتأخذ هاتفها وتتسلل عبر الرواق تنتظره ليخرج من غرفة همس لتصوره وتحتفظ بالصورة لوقت مناسب
.................
لم تنسى عندما طرق الباب اعتقدت أنه عاد مرة أخرى ولكنها وجدت فريدة تقف أمامها بوجه شاحب مرهق :فريدة في إيه
- همس.........كنت عاوزة اتكلم معاكى شوية
افسحت لها الطريق مرحبة:ده أنتى تنورينى ياديدة ........أخيرا خرجتى من قوقعتك دى
ألقت فريدة بجسدها بين ذراعي همس تبكى وتنتحب وهمس لاتعلم مابها تركتها تبكى وضمتها إليها دون كلمة واحدة حتى بدأت تهدأ قليلا جذبتها لتجلس :هديتى يافريدة..........ممكن بقى تحكيلى فيكى إيه بقالك فترة متغيرة مالك يافريدة
تنهدت بألم وهى تبتعد عنها قائلة بصوت متألم حزين وهى ترفع أمامها اختبار الحمل :أنا حامل ياهمس
وصعقة ضربت جسد همس لاتصدق ماتسمعه.........فريدة حامل ولكن كيف ولكن فريدة عاجلتها قائلة :أنا حامل من عمر
والدهشة زادت هى لاتفهم كيف حدث هذا ومتى
ازاى يافريدة........أنتى مش قولتى مش عاوزاه...........
ازاى ده حصل ؟
جلست بجوارها تقص عليها ماحدث في آخر لقاء بينهما ماأن انتهت حتى عادت لبكاؤها مرة أخرى ربتت همس على كفها مهدئة:فريدة عياطك ده ملوش لازمة دلوقتى كل اللى لازم تفكرى فيه ابنك اللى جاى........وچودى كمان قابليه واتكلمى معاه.......ولادك هما بس اللى هيدفعوا التمن بلاش تعاندى لمجرد العند وخلاص فكرى فيهم .........فكرى حياتهم هتبقى ازاى لو فضل الوضع بينكم على الحال ده
.....................
عادت همس للبيت بعد عدة أيام من مكوثها فى المشفى رغم محاولات جاسم معرفة من أخبرها بما أخبرته به عن حادثة اغتصابها ولكنها رفضت الحديث فى الأمر على الأقل فى الوقت الحالى
استقبلها الجميع بسعادة وفرحة لعودتها مرة أخرى للبيت ولكن سمر بجعبتها الكثير والكثير لتبعد همس عن البيت

وقفت أعلى السلم وعلى وجهها ابتسامة نصر لم تعهدها لحالها من قبل
اجتماعهم رأقها فصاحت بفرحة مزيفة كقلبها القاسى
إيه ياجماعة
مش تباركوا لجاسم ..........أصل همس حامل
صاعقة ..........نيران تشتعل والكل يقفون صامتين على وكأن على رؤوسهم الطير أعينهم متسعة مصدومين مما تفوهت به سمر اقتربت رقية منها بصعوبة متسائلة:أنتى قصدك إيه ؟
هى مين اللى حامل ؟
نزلت السلم وابتسامة نصر على محياها وعينا جاسم تشتعل نارا وقودها نظرتها الخبيثة ولكنه اقترب منها ببطء صارخا فيها:أنتى مابتحرميش يا سمر عاوزة تتهمينا تانى بتهمة قذرة زى دى
ابتعدت عنه تخرج هاتفها متجهة لأحمد الذى يقف مذهولا :اتفضل ياأونكل أدى الأستاذ المحترم وهو خارج من أوضتها الساعة 3الفجر ........ومش كده بس لا فى حاجة تانية
أخرجت اختبار الحمل الخاص بفريدة بعدما وجدته فى غرفة همس عندما دخلتها تفتش فيها عن أي شئ يوقع بهمس لتخرج من البيت للأبد
صرخ بها جاسم وهو يرى نظرات الاتهام له ولهمس التى وقفت ترتعش صامتة
أنتى كدابة.............محصلش مفيش حاجة من دى حصلت همس مش حامل ولا أنا عمرى قربت منها ولا لمستها
التف ينظر للجميع واقفا بجوار همس ممسكا بكفها يبثها الطمائنينة:همس هتبقى مراتى وأنتوا كلكم عارفين أنى بحبها وهتجوزها ومش أنا اللى يعمل كده .........دخلت أوضتها حصل كانت غلطة منى مش هنكر بس والله هى مكنتش تعرف أنى رايحلها..........أنا روحتلها كان بينا كلام كتير وكان لازم يخلص
التف على أثر صرخة أحمد به:كلام ايه اللى بينكم الساعة 3الفجر ياجاسم ............ كده كفاية أوى همس لازم تسيب البيت وتمشى
اندفع جاسم نحو أبيه رافضا:مش هيحصل ياباباهمس مش هتخرج من البيت ده همس هتبقى مراتى ولحد ده مايحصل مش هتمشى
- لا هتمشى تروح عند أى حد من معارفنا ومش عاوزة اسمع كلمة تانية وإلا اعتبر أبوك مات ومش عاوز أشوف وشك أنت كمان لو كسرت كلمتى
صاحت بها فريدة التى دخلت مستمعة لكل كلمة:لا يابابا بلاش ظلم التحليل ده تحليلى أنا ..........أنا رجعت لعمر وأنا اللى حامل مش همس
لاأحدهم يصدق مايسمعه.......الأمور كلها تعقدت
فريدة هى الحامل وليست همس ولكن زيارة جاسم لهمس ليلا لن تمر مرور الكرام
التفت فريدة لهمس لتعتذر منها عما حدث لها بسببها ولكن .........همس اختفت
همس تركت البيت ولكن إلى أين ؟
**********
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي