الفصلالسادسعشر16
ما أن اغلق قاسم الهاتف مع والدتة حتي شعر بالخوف من فقدان أبيه و لكنه قام مسرعاً باتجاه الباب و قبل خروجة من الغرفه قلق رؤوف جداً و سأله ماذا حدث .
رؤوف بقلق و توتر : خير يا قاسم في ايه .
قاسم بقلق و ارتباك : بابا تعب و هو في الشركة و اتنقل المستشفي أنا لازم اروح .
رؤوف و هو يشعر بالحزن لأجله : ايوه طبعاً و انا جاي معاك يلا بينا .
فذهبوا الي المشفي و كنانه الطبيب بالحالة مستقرة لقد أصيب بارتفاع شديد بضغط الدم لقد إطمأن قاسم قليلاً و لكنه ما زال قلقا فهو يريد رؤيه والده و الاطمئنان عليه بنفسه . و بعد مدة قصيرة جاءت لين الي المشفي و معها آمنه التي رفضت أن تتركها تأتي بمفردها و دخلوا من باب المشفي و أخذت لين تبحث عنهم و ما أن وقعت عين لين علي قاسم حتي ذهبت مسرعة إليه قد كان جالسا على احد المقاعد يرجع راسه لخلف مغمض العنين و ما أن رأت علامات الإرهاق و الحزن و القلق على وجهه اقتربت منه و وضعت يدها على كتفه فتح قاسم عينيه فكانت ممتلئة بالدموع رق قلب لين له فأمسكته من كتفه و احتضنت رأسه على صدرها و ظلت تمسح على شعره و هى تحاول أن تطمئنة ، احس قاسم أنه كان بحاجة شديدة إليها فقد شعر ب حنانه رغم شعوره ب خجلها من اجل ان تواسيه و لم يشعر قاسم بنفسه إلا و هو يدير يديه ليضم خصرها بقوه و يدفن وجهه في حضنها كأنه يحتمى بها تشبثت به اكثر و ظلت هكذا حتى هدأ تمام و ابتعد عنها و رفع عينيه اليها ف جلست لين بجواره ف التفت اليها فأمسكت يده و طبعت قبله صغيره على باطنها و قالت بحنان : ما تخافش يا قاسم إن شاء الله ربنا هيقومه بالسلامه قوم صلي و ادعي له و متقلقش إن شاء الله ربنا هيحمية صدقني
جاءت اليه فاطمة و ربتت على كتفه و قالت : قوم يا حبيبي اتوضي و صلي و ادعي له يا بني متخفش ابوك راجل جامد و بعدين الدكتور طمنا عليه ثم
رفعت وجهه بيدها و قالت بحنان اموى : ابني انا متعودتش يحس بالضعف خالص مفهوم
تطلع ادم اليها لحظات ثم امسك يدها و قبلها ابتسمت و قالت بعاطفه : قوم يا حبيبي و ما تقلقش إن شاء الله كل حاجة هتكون بخير .
وقف قاسم امامها و قبل راسها و يدها ثم ذهب و توضأت و صلي و دعا للبيع فهو رغم كل ما حدث منه إلا أنه أبيه الذي يحبه بشده و لا يحتمل أن يصيب مكروه و بعد قليل وجد لين تجري إليه و الابتسامة واسعه علي وجهها : تعالي يا قاسم بسرعة عمو فاق .
ذهب معها مسرعاً و دلفوا جميعا الى غرفه سالم ليطمئنوا عليه
قاسم بقلق : بابا انت متأكد انك كويس .
سالم بأيتسامه : انا الحمد الله تمام .
الطبيب : الحمد لله الاستاذ سالم بقي كويس و يقدر يروح بس لازم يهتم بأكله شوية وكمان يحافظ علي مواعيد الاكل و الدوا الي موجودة في الورق ده .
قاسم و هو يلتقط الورق من بين يدي الطبيب : إن شاء الله يا دكتور شكراً .
و قام قاسم بمساعدة والده لكي يذهب إلي المنزل و استأذن رؤوف و لين علي وعد بالقدوم في زيارة الي المنزل للاطمئنان علي سالم و ذهبوا الي المنزل بعد الاطمئنان عليه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
و في اليوم التالي ذهب رؤوف و لين الي منزل عائلة الشريف من أجل الاطمئنان علي صحة سالم و ما إن دخلوا الي المنزل حتي استقبلهم قاسم بحفاوة و دعاهم للدخول و رحب بهم هو و والدتها التي احتضنت لين بفرح و هي تضمها بشده فهي قد أحبتها بشدة : ازيك يا لين يا حبيبيتي عاملة ايه .
لين ب إرتباك و خجل شديد : الحمد لله بخير انتي عاملة ايه يا طنط و عمو عامل ايه دلوقتي .
فاطمه بحنان و حب : يارب دائماً تكوني بخير يا حبيبتي انا بخير و سالم الحمد لله بقي أن كويس و هيفرح قوي لما يشوفك .
بعدها توجهت فاطمة إلي رؤوف ل تسلم عليه و ترحب به و كان كل شي علي ما يرام حتي حضرت زينب عمة قاسم و لا تعلم لين لما شعرت نحوها بوضيق و عدم ارتياح لا تعرف السبب و لكنه تشعر أنهم لن تكون علاقتهم طيبة .
و مر الوقت سريعاً مع حديث رؤوف مع قاسم و سالم الذي حضر لاستقبالهم ما أن أخبرته الخادمة بحضورهم و قد شعر بالسعادة لحضور لين ل زيارته فهو يشعر أنها سوف تكون سبب اقتراب ابنه منه . . . أما زينب فكانت تشعر بالغضب و الغيرة من نظراتهم ل لين وثناؤهم عليها و علي جمالها الملائكي حتي كادت تموت من الخجل و ما زاد هو اهتمام سالم و فاطمة بها فهم لم يكونوا يعاملون هند بهذه الطريقة فكان اهتمامه بها زائد عن الحد فكانت فاطمة تكلمها و ترحب بها كأنها ابنتها و ليست زوجة ابنها و كان كل شئ بخير حتي تكلمت زينب فهي لم تستطيع تحمل كل هذه السعادة .
زينب و هي تتصنع الابتسام : ازيك يا لين عاملة ايه أتمني تكوني مبسوطة هنا و سعيدة .
حنين و هي تشعر بعد ارتياح و القلق : الحمد لله .
زينب بخبث و شر : عايزه أقولك علي حاجه كده بس خايفه تزعلي مني .
لين و هي تنظر لفاطمة باستغراب ثم أعادت النظر إليها : لأ هزعل ليه إتفضلي قولي الي حضرتك عايزة تقوليها .
زينب و هي تنظر لها بقرف و اشمئزاز أثار غضب لين : يا ريت لما تيجي تنورينا مره تانيه ابقي خدي بالك من لبسك اصل فستانك حاساه مش مناسب سنك حبتين و احنا معندناش الكلام ده انت هتبقي واحدة من عيلة الشريف يعني الشياكة و الأناقة .
لين و هي تنظر لفستانها باستغراب ثم نظرت إليها باستنكار : بس قاسم كان هو الي اشتراه ليا و معلقش عليه و بعدين هو مش وحش للدرجه دي بالعكس أنا حاسه أنه مناسب ليا جداً .
زينب باستهزاء و هي ترفع جانب شفتيها :هو معلقش عليه عشان انتي لسه مش متعودة علي وضعك الجديد و محبش يزعلك .
لين بضيق حاولت عدم إظهاره لها : خلاص بعد كده مش هلبس حاجه الي لما قاسم يأكدلي أنها مناسبه ليا و مناسبه لوضعية الجديد .
و قاطع هذا الحوار المزعج صوت رؤوف و هو ينادي بإسمها .
لين و هي تحاول رسم الابتسامه علي شفتيها : ايوه يا بابا .
رؤوف و هو يقبل رأسها : معلش يا حبيبتي اتأخرت علي المكتب و لازم نمشي دلوقتي .
لين بحب و احترام : و لا يهمك يا حبيبي انا يلا بينا أنا كمان ورايا مذاكرة كتير و الحمد لله اننا لكننا علي أونكل سالم .
رؤوف بابتسامة : ماشي يا حبيبتي يلا بينا .
لين بابتسامة هادئة : تمام يا يا بابا يلا .
و ذهبت الي فاطمة و سالم و ودعتهم علي وعد باللقاء قريباً في حفل خطبتهما في و قاسم
رؤوف و هو يمسك بيدها : حمد لله علي سلامتك مرة تانيه يا يا سالم بيه استأذن أنا السلام عليكم.
الجميع : عليكم السلام .
عاد رؤوف الي المنزل كي يقوم بإيصال لين و تناول الغذاء قبل ذهابه الي المكتب مره أخري .
لين بإبتسامه:الحمد لله يا بابا أن أونكل سالم خف و بقي بخير أنا زعلت عشانه أوي .
رؤوف بابتسامة : ايوه يا بنتي الحمد لله . . . ثم قام سؤال صفاء : ايه الاكل هيتأخر و لا ايه أنا متأخر علي المكتب .
صفاء بتعب : أمنه يا أمنه .
أمنه بتساؤل : أيوه يا نعم .
صفاء :جهوي الاكل بسرعة و حطيه علي السفرة لأن رؤوف اتاخر علي المكتب .
أمنن و هي تسرع الي المطبخ : حاضر ثواني و الاكل هيكون جاهز .
و بعد قليل كان الجميع جالس حول المائده يتناولون الطعام و لكن لاحظ رؤوف أن لين لا تأكل و تجلس شاردة .
رؤوف يتساءل : ايه يا حبيبتي مبتاكليش ليه .
لين بتعب : مش قادرة يا بابا عايزه انام .
صفاء باهتمام : يا حبيبتي اكيد تعبتي من المذاكرة سيبها علي راحيتها يا دكتور و هي اما تجوع تبقي تأكل .
رؤوف و هي ينهض و يلتقط حقيبته : انا كمان شبعت الحمد لله و مضطر امشي عشان اتاخرت علي المكتب .
صفاء بابتسامة : اتفضل يا دكتور الحق شغلك انت .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
و مرت الأيام سريعاً و تطورت العلاقة بين لين و قاسم و قد استطاع قاسم بحبه ل لين أن يزيل الحواجز بينهم و بخفة ظله و مرحه استطاع أن يخفف من خجلها ويجعلها تعتاد عليه فكان يهاتفها كل ليله و لا يخلو كلامه من الغزل والتعبير عن حبه الكبير لها و كانت غالباً ما تقابل غزله بالخجل الشديد ف قاسم أول رجل في حياتها فلم تكن تعرف هذا الكلام و لا تشعر بهذه المشاعر قبله فكل هذا جديد عليها بالمره هذا ما كانت تفكر فيه لين و هي جالسه علي فراشها داخل غرفتها تنتظر مكالمة قاسم اليومية بفارغ الصبر فقد أصبحت هذه المكالمه لها شئ اساسي كالطعام و الشراب ف منذ تمت قراءة الفاتحة حتي اليوم لم يتوقف عن مهاتفتها و ثواني قليلة و قد وجدت شاشة هاتفها تضئ باسم قاسم أسرعت تجيب علي الهاتف بلهفة واضحه .
لين بخجل : السلام عليكم .
قاسم و هو مغمض العينين يتلذذ بنعومة صوتها فقد اشتاق اليها بشدة : عليكم السلام . حبيبتي وحشتيني أوي عاملة ايه .
لين تكاد تموت من الخجل: . . . . . . لا رد .
قاسم بضحكه : يا عيني علي الناس الي بتنكسف.
لين بغضب مصطنع : قاسم هقفل والله.
قاسم بضحكة مرتفعه أطربتها و جعلت قلبها ينتفض : هههههههه لأ خلاص احم اخبارك ايه.
لين بمزاج : دي خامس مرة انهارده تسألني اخبارك ايه .
قاسم بحب : مش لازم اطمن علي حياتي و قلبي .
لين بخجل : الحمد لله بخير ، أنت اخبارك ايه .
قاسم بحب و عيون تفيض عشق لهذه الصغيرة : يدوووم يا رب، طول ما انتي بخير انا بخير .
لين بتردد و ارتباك : قاسم احكيلي عن اهلك انا عايزه اعرفهم كويس و أعرف عاداتكم .
قاسم بحب و خبث : ما تقلقيش لما نتجوز هعطيكي دروس خصوصيه عشان تتعلمي .
لين بتذمر و غضب طفولي : طب ليه مش دلوقتي .
قاسم و هو يبتسم بخبث : لأ مينفعش في دروس عملي لازم تكون بعد الجواز .
لين بوجه أحمر من الخجل : قاسم ايه ده .
قاسم و هو يضحك بشدة علي براءتها و طفولتها : ههههه هههههه .
لين بغضب ممزوج بخجل : و الله لو ما بطلت ضحك يا قاسم ل هقفل .
قاسم و هو يتنهد بقوة : الله يا لين طب ياريت تكوني جنبي امتي تعدي الفترة دي و تبقي معايا و في بيتي .
لين بخجل : هههه . . . لازم اقفل دلوقتي تصبح علي خير .
قاسم بحب و هيام : وانتي من أهلي يا حبيبتي .
و مرت الايام بنفس الروتين حتي جاء اليوم الذي يأتي فيه قاسم لزيارتها و التي حددها رؤوف له حتي لا يشغلها عن مذاكرتها .
آمنه بإبتسامة واسعة : يلا يا لولو قاسم تحت و الدكتور رؤوف طلب مني اناديلك .
لين بابتسامة سعيدة فهي أصبحت لا تشعر بالسعادة الا برؤيته و سماع صوته التي باتت تعشق بجنون : حاضر ثواني بصي كده إيه رأيك فيا خلو الفستان ده و لا أغيرة و ايه رأيك في شكلي .
آمنه و هي تنظر لها و تبتسم بحنان : انتي قمر يا حبيبتي من غير حاجه انت اللي بتخلي الحاجه حلوة مش العكس .
لين و هي تبتسم بسعادة : بجد يا آمنه . . بجد أنا حلوة .
آمنه بتأكيد : أيوة يا روحي قمر و الله يلا بقا عشان متتأخريش عليهم يلا .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نهضت لين مسرعه من علي فراشها و وقفت أمام المرآة تتأكد من مظهرها فكانت ترتدي فستان من اللون السماوي من الستان مغطي بطبقه من الدانتيل مزين من الصدر و الزيل بنجوم صغيرة من اللون الأزرق الداكن و شعرها مفرود بتمويجه خفيفه و مكياج بسيط فكانت جميلة بشكل يخطف الأنفاس . و بعد عدة ثواني خرجت من الغرفة بصحبة آمنه و ذهبت حيث يجلس قاسم مع والدها .
بخجل و ارتباك : السلام عليكم .
رؤوف و قاسم : عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
ذهبت لين و جلست بجانب والدها .
و بعد دقائق قليلة استأذن الدكتور رؤوف و غادر الغرفة ليترك لهم بعد المساحة للحديث .
رؤوف بابتسامة هادئة : بعد إذنك يا قاسم انا هخرج شوية البيت بيتك .
قاسم باحراج : ليه يا يا دكتور لسه متكلمناش .
رؤوف و هو يبتسم بتفهم : يا سيدي شوية و هجيلك تاني نتكلم براحتنا .
و ما إن خرج رؤوف حتي انتقل قاسم سريعاً الي جوار لين
قاسم انتقل إلي جانب لين و قال بحب : اخبارك ايه ياحبيبتي .
لين و قد أمرت خجلاً : الحمد لله .
قاسم و هو يتصنع الحزن : بس كده مفيش وحشتيني بحبك اي حاجه لله دا انا زي خطيبك بردو .
لين تكاد تموت من الخجل و أصبح وجهها يشبه حبة الطماطم فضحك قاسم علي خجلها الذي يعشقة و قرر أن يغير الموضوع حتي يرحم خجلها .
قاسم بحب : هل حبيبتي الشطورة عاملة ايه في المذاكرة .
لين و هي تبتسم بسعادة من إهتمامه : الحمد لله كله تمام .
و ظلو يتحدثون في أمور عديده و لا يخلو الحديث من غزله التي لم تعرفة الا علي يده و لكنها لا تنكر سعادتها بهذا الحديث الذي يخصها به وحدها و بعد فترة انصرف قاسم و ودعته لين بابتسامة جذابه و مرت الايام و جاء موعدالخطبة و التي أقنع قاسم رؤوف أن تكون خطبة و كتب كتاب .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يوم كتب الكتاب ....
استيقظت لين علي صوت رشا و هي تغني إحدي الاغاني الخاصة بلأفراح .
لين بانزعاج من صوتها : ايه يابنتي الازعاج ده علي الصبح .
آمنه بسخرية : قومي يا باردة صبح ايه ده الضهر أذن هتجهزي إمتي .
لين و هي تقوم مسرعة : ياه دا أنا اتأخرت أوي ليه سبتوني نائمة كل ده .
رشا بفرحة و حماس و هو تجذب الغطاء التي تلتف به لين : طب قوي يلا أنت لسه هتتكلمي يالا يدوب نجهز .
و قضت الفتاتان اليوم في التحضيرات لكتب الكتاب و معهم آمنة و صفاء وسط الضحك و الفرح و الرقص علي نغمات الاغاني المرتفعه و كان لا يخلو اليوم من مكالمات قاسم الجريئة ل لين و مشاكسة رشا و آمنة لها اللتان لم يرحما خجلها و لو قليلاً و قضوا وقت ممتع و استمتعوا بكل لحظة في يومهم حتي حان موعد قدوم قاسم و عائلته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
رؤوف بقلق و توتر : خير يا قاسم في ايه .
قاسم بقلق و ارتباك : بابا تعب و هو في الشركة و اتنقل المستشفي أنا لازم اروح .
رؤوف و هو يشعر بالحزن لأجله : ايوه طبعاً و انا جاي معاك يلا بينا .
فذهبوا الي المشفي و كنانه الطبيب بالحالة مستقرة لقد أصيب بارتفاع شديد بضغط الدم لقد إطمأن قاسم قليلاً و لكنه ما زال قلقا فهو يريد رؤيه والده و الاطمئنان عليه بنفسه . و بعد مدة قصيرة جاءت لين الي المشفي و معها آمنه التي رفضت أن تتركها تأتي بمفردها و دخلوا من باب المشفي و أخذت لين تبحث عنهم و ما أن وقعت عين لين علي قاسم حتي ذهبت مسرعة إليه قد كان جالسا على احد المقاعد يرجع راسه لخلف مغمض العنين و ما أن رأت علامات الإرهاق و الحزن و القلق على وجهه اقتربت منه و وضعت يدها على كتفه فتح قاسم عينيه فكانت ممتلئة بالدموع رق قلب لين له فأمسكته من كتفه و احتضنت رأسه على صدرها و ظلت تمسح على شعره و هى تحاول أن تطمئنة ، احس قاسم أنه كان بحاجة شديدة إليها فقد شعر ب حنانه رغم شعوره ب خجلها من اجل ان تواسيه و لم يشعر قاسم بنفسه إلا و هو يدير يديه ليضم خصرها بقوه و يدفن وجهه في حضنها كأنه يحتمى بها تشبثت به اكثر و ظلت هكذا حتى هدأ تمام و ابتعد عنها و رفع عينيه اليها ف جلست لين بجواره ف التفت اليها فأمسكت يده و طبعت قبله صغيره على باطنها و قالت بحنان : ما تخافش يا قاسم إن شاء الله ربنا هيقومه بالسلامه قوم صلي و ادعي له و متقلقش إن شاء الله ربنا هيحمية صدقني
جاءت اليه فاطمة و ربتت على كتفه و قالت : قوم يا حبيبي اتوضي و صلي و ادعي له يا بني متخفش ابوك راجل جامد و بعدين الدكتور طمنا عليه ثم
رفعت وجهه بيدها و قالت بحنان اموى : ابني انا متعودتش يحس بالضعف خالص مفهوم
تطلع ادم اليها لحظات ثم امسك يدها و قبلها ابتسمت و قالت بعاطفه : قوم يا حبيبي و ما تقلقش إن شاء الله كل حاجة هتكون بخير .
وقف قاسم امامها و قبل راسها و يدها ثم ذهب و توضأت و صلي و دعا للبيع فهو رغم كل ما حدث منه إلا أنه أبيه الذي يحبه بشده و لا يحتمل أن يصيب مكروه و بعد قليل وجد لين تجري إليه و الابتسامة واسعه علي وجهها : تعالي يا قاسم بسرعة عمو فاق .
ذهب معها مسرعاً و دلفوا جميعا الى غرفه سالم ليطمئنوا عليه
قاسم بقلق : بابا انت متأكد انك كويس .
سالم بأيتسامه : انا الحمد الله تمام .
الطبيب : الحمد لله الاستاذ سالم بقي كويس و يقدر يروح بس لازم يهتم بأكله شوية وكمان يحافظ علي مواعيد الاكل و الدوا الي موجودة في الورق ده .
قاسم و هو يلتقط الورق من بين يدي الطبيب : إن شاء الله يا دكتور شكراً .
و قام قاسم بمساعدة والده لكي يذهب إلي المنزل و استأذن رؤوف و لين علي وعد بالقدوم في زيارة الي المنزل للاطمئنان علي سالم و ذهبوا الي المنزل بعد الاطمئنان عليه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
و في اليوم التالي ذهب رؤوف و لين الي منزل عائلة الشريف من أجل الاطمئنان علي صحة سالم و ما إن دخلوا الي المنزل حتي استقبلهم قاسم بحفاوة و دعاهم للدخول و رحب بهم هو و والدتها التي احتضنت لين بفرح و هي تضمها بشده فهي قد أحبتها بشدة : ازيك يا لين يا حبيبيتي عاملة ايه .
لين ب إرتباك و خجل شديد : الحمد لله بخير انتي عاملة ايه يا طنط و عمو عامل ايه دلوقتي .
فاطمه بحنان و حب : يارب دائماً تكوني بخير يا حبيبتي انا بخير و سالم الحمد لله بقي أن كويس و هيفرح قوي لما يشوفك .
بعدها توجهت فاطمة إلي رؤوف ل تسلم عليه و ترحب به و كان كل شي علي ما يرام حتي حضرت زينب عمة قاسم و لا تعلم لين لما شعرت نحوها بوضيق و عدم ارتياح لا تعرف السبب و لكنه تشعر أنهم لن تكون علاقتهم طيبة .
و مر الوقت سريعاً مع حديث رؤوف مع قاسم و سالم الذي حضر لاستقبالهم ما أن أخبرته الخادمة بحضورهم و قد شعر بالسعادة لحضور لين ل زيارته فهو يشعر أنها سوف تكون سبب اقتراب ابنه منه . . . أما زينب فكانت تشعر بالغضب و الغيرة من نظراتهم ل لين وثناؤهم عليها و علي جمالها الملائكي حتي كادت تموت من الخجل و ما زاد هو اهتمام سالم و فاطمة بها فهم لم يكونوا يعاملون هند بهذه الطريقة فكان اهتمامه بها زائد عن الحد فكانت فاطمة تكلمها و ترحب بها كأنها ابنتها و ليست زوجة ابنها و كان كل شئ بخير حتي تكلمت زينب فهي لم تستطيع تحمل كل هذه السعادة .
زينب و هي تتصنع الابتسام : ازيك يا لين عاملة ايه أتمني تكوني مبسوطة هنا و سعيدة .
حنين و هي تشعر بعد ارتياح و القلق : الحمد لله .
زينب بخبث و شر : عايزه أقولك علي حاجه كده بس خايفه تزعلي مني .
لين و هي تنظر لفاطمة باستغراب ثم أعادت النظر إليها : لأ هزعل ليه إتفضلي قولي الي حضرتك عايزة تقوليها .
زينب و هي تنظر لها بقرف و اشمئزاز أثار غضب لين : يا ريت لما تيجي تنورينا مره تانيه ابقي خدي بالك من لبسك اصل فستانك حاساه مش مناسب سنك حبتين و احنا معندناش الكلام ده انت هتبقي واحدة من عيلة الشريف يعني الشياكة و الأناقة .
لين و هي تنظر لفستانها باستغراب ثم نظرت إليها باستنكار : بس قاسم كان هو الي اشتراه ليا و معلقش عليه و بعدين هو مش وحش للدرجه دي بالعكس أنا حاسه أنه مناسب ليا جداً .
زينب باستهزاء و هي ترفع جانب شفتيها :هو معلقش عليه عشان انتي لسه مش متعودة علي وضعك الجديد و محبش يزعلك .
لين بضيق حاولت عدم إظهاره لها : خلاص بعد كده مش هلبس حاجه الي لما قاسم يأكدلي أنها مناسبه ليا و مناسبه لوضعية الجديد .
و قاطع هذا الحوار المزعج صوت رؤوف و هو ينادي بإسمها .
لين و هي تحاول رسم الابتسامه علي شفتيها : ايوه يا بابا .
رؤوف و هو يقبل رأسها : معلش يا حبيبتي اتأخرت علي المكتب و لازم نمشي دلوقتي .
لين بحب و احترام : و لا يهمك يا حبيبي انا يلا بينا أنا كمان ورايا مذاكرة كتير و الحمد لله اننا لكننا علي أونكل سالم .
رؤوف بابتسامة : ماشي يا حبيبتي يلا بينا .
لين بابتسامة هادئة : تمام يا يا بابا يلا .
و ذهبت الي فاطمة و سالم و ودعتهم علي وعد باللقاء قريباً في حفل خطبتهما في و قاسم
رؤوف و هو يمسك بيدها : حمد لله علي سلامتك مرة تانيه يا يا سالم بيه استأذن أنا السلام عليكم.
الجميع : عليكم السلام .
عاد رؤوف الي المنزل كي يقوم بإيصال لين و تناول الغذاء قبل ذهابه الي المكتب مره أخري .
لين بإبتسامه:الحمد لله يا بابا أن أونكل سالم خف و بقي بخير أنا زعلت عشانه أوي .
رؤوف بابتسامة : ايوه يا بنتي الحمد لله . . . ثم قام سؤال صفاء : ايه الاكل هيتأخر و لا ايه أنا متأخر علي المكتب .
صفاء بتعب : أمنه يا أمنه .
أمنه بتساؤل : أيوه يا نعم .
صفاء :جهوي الاكل بسرعة و حطيه علي السفرة لأن رؤوف اتاخر علي المكتب .
أمنن و هي تسرع الي المطبخ : حاضر ثواني و الاكل هيكون جاهز .
و بعد قليل كان الجميع جالس حول المائده يتناولون الطعام و لكن لاحظ رؤوف أن لين لا تأكل و تجلس شاردة .
رؤوف يتساءل : ايه يا حبيبتي مبتاكليش ليه .
لين بتعب : مش قادرة يا بابا عايزه انام .
صفاء باهتمام : يا حبيبتي اكيد تعبتي من المذاكرة سيبها علي راحيتها يا دكتور و هي اما تجوع تبقي تأكل .
رؤوف و هي ينهض و يلتقط حقيبته : انا كمان شبعت الحمد لله و مضطر امشي عشان اتاخرت علي المكتب .
صفاء بابتسامة : اتفضل يا دكتور الحق شغلك انت .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
و مرت الأيام سريعاً و تطورت العلاقة بين لين و قاسم و قد استطاع قاسم بحبه ل لين أن يزيل الحواجز بينهم و بخفة ظله و مرحه استطاع أن يخفف من خجلها ويجعلها تعتاد عليه فكان يهاتفها كل ليله و لا يخلو كلامه من الغزل والتعبير عن حبه الكبير لها و كانت غالباً ما تقابل غزله بالخجل الشديد ف قاسم أول رجل في حياتها فلم تكن تعرف هذا الكلام و لا تشعر بهذه المشاعر قبله فكل هذا جديد عليها بالمره هذا ما كانت تفكر فيه لين و هي جالسه علي فراشها داخل غرفتها تنتظر مكالمة قاسم اليومية بفارغ الصبر فقد أصبحت هذه المكالمه لها شئ اساسي كالطعام و الشراب ف منذ تمت قراءة الفاتحة حتي اليوم لم يتوقف عن مهاتفتها و ثواني قليلة و قد وجدت شاشة هاتفها تضئ باسم قاسم أسرعت تجيب علي الهاتف بلهفة واضحه .
لين بخجل : السلام عليكم .
قاسم و هو مغمض العينين يتلذذ بنعومة صوتها فقد اشتاق اليها بشدة : عليكم السلام . حبيبتي وحشتيني أوي عاملة ايه .
لين تكاد تموت من الخجل: . . . . . . لا رد .
قاسم بضحكه : يا عيني علي الناس الي بتنكسف.
لين بغضب مصطنع : قاسم هقفل والله.
قاسم بضحكة مرتفعه أطربتها و جعلت قلبها ينتفض : هههههههه لأ خلاص احم اخبارك ايه.
لين بمزاج : دي خامس مرة انهارده تسألني اخبارك ايه .
قاسم بحب : مش لازم اطمن علي حياتي و قلبي .
لين بخجل : الحمد لله بخير ، أنت اخبارك ايه .
قاسم بحب و عيون تفيض عشق لهذه الصغيرة : يدوووم يا رب، طول ما انتي بخير انا بخير .
لين بتردد و ارتباك : قاسم احكيلي عن اهلك انا عايزه اعرفهم كويس و أعرف عاداتكم .
قاسم بحب و خبث : ما تقلقيش لما نتجوز هعطيكي دروس خصوصيه عشان تتعلمي .
لين بتذمر و غضب طفولي : طب ليه مش دلوقتي .
قاسم و هو يبتسم بخبث : لأ مينفعش في دروس عملي لازم تكون بعد الجواز .
لين بوجه أحمر من الخجل : قاسم ايه ده .
قاسم و هو يضحك بشدة علي براءتها و طفولتها : ههههه هههههه .
لين بغضب ممزوج بخجل : و الله لو ما بطلت ضحك يا قاسم ل هقفل .
قاسم و هو يتنهد بقوة : الله يا لين طب ياريت تكوني جنبي امتي تعدي الفترة دي و تبقي معايا و في بيتي .
لين بخجل : هههه . . . لازم اقفل دلوقتي تصبح علي خير .
قاسم بحب و هيام : وانتي من أهلي يا حبيبتي .
و مرت الايام بنفس الروتين حتي جاء اليوم الذي يأتي فيه قاسم لزيارتها و التي حددها رؤوف له حتي لا يشغلها عن مذاكرتها .
آمنه بإبتسامة واسعة : يلا يا لولو قاسم تحت و الدكتور رؤوف طلب مني اناديلك .
لين بابتسامة سعيدة فهي أصبحت لا تشعر بالسعادة الا برؤيته و سماع صوته التي باتت تعشق بجنون : حاضر ثواني بصي كده إيه رأيك فيا خلو الفستان ده و لا أغيرة و ايه رأيك في شكلي .
آمنه و هي تنظر لها و تبتسم بحنان : انتي قمر يا حبيبتي من غير حاجه انت اللي بتخلي الحاجه حلوة مش العكس .
لين و هي تبتسم بسعادة : بجد يا آمنه . . بجد أنا حلوة .
آمنه بتأكيد : أيوة يا روحي قمر و الله يلا بقا عشان متتأخريش عليهم يلا .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نهضت لين مسرعه من علي فراشها و وقفت أمام المرآة تتأكد من مظهرها فكانت ترتدي فستان من اللون السماوي من الستان مغطي بطبقه من الدانتيل مزين من الصدر و الزيل بنجوم صغيرة من اللون الأزرق الداكن و شعرها مفرود بتمويجه خفيفه و مكياج بسيط فكانت جميلة بشكل يخطف الأنفاس . و بعد عدة ثواني خرجت من الغرفة بصحبة آمنه و ذهبت حيث يجلس قاسم مع والدها .
بخجل و ارتباك : السلام عليكم .
رؤوف و قاسم : عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
ذهبت لين و جلست بجانب والدها .
و بعد دقائق قليلة استأذن الدكتور رؤوف و غادر الغرفة ليترك لهم بعد المساحة للحديث .
رؤوف بابتسامة هادئة : بعد إذنك يا قاسم انا هخرج شوية البيت بيتك .
قاسم باحراج : ليه يا يا دكتور لسه متكلمناش .
رؤوف و هو يبتسم بتفهم : يا سيدي شوية و هجيلك تاني نتكلم براحتنا .
و ما إن خرج رؤوف حتي انتقل قاسم سريعاً الي جوار لين
قاسم انتقل إلي جانب لين و قال بحب : اخبارك ايه ياحبيبتي .
لين و قد أمرت خجلاً : الحمد لله .
قاسم و هو يتصنع الحزن : بس كده مفيش وحشتيني بحبك اي حاجه لله دا انا زي خطيبك بردو .
لين تكاد تموت من الخجل و أصبح وجهها يشبه حبة الطماطم فضحك قاسم علي خجلها الذي يعشقة و قرر أن يغير الموضوع حتي يرحم خجلها .
قاسم بحب : هل حبيبتي الشطورة عاملة ايه في المذاكرة .
لين و هي تبتسم بسعادة من إهتمامه : الحمد لله كله تمام .
و ظلو يتحدثون في أمور عديده و لا يخلو الحديث من غزله التي لم تعرفة الا علي يده و لكنها لا تنكر سعادتها بهذا الحديث الذي يخصها به وحدها و بعد فترة انصرف قاسم و ودعته لين بابتسامة جذابه و مرت الايام و جاء موعدالخطبة و التي أقنع قاسم رؤوف أن تكون خطبة و كتب كتاب .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يوم كتب الكتاب ....
استيقظت لين علي صوت رشا و هي تغني إحدي الاغاني الخاصة بلأفراح .
لين بانزعاج من صوتها : ايه يابنتي الازعاج ده علي الصبح .
آمنه بسخرية : قومي يا باردة صبح ايه ده الضهر أذن هتجهزي إمتي .
لين و هي تقوم مسرعة : ياه دا أنا اتأخرت أوي ليه سبتوني نائمة كل ده .
رشا بفرحة و حماس و هو تجذب الغطاء التي تلتف به لين : طب قوي يلا أنت لسه هتتكلمي يالا يدوب نجهز .
و قضت الفتاتان اليوم في التحضيرات لكتب الكتاب و معهم آمنة و صفاء وسط الضحك و الفرح و الرقص علي نغمات الاغاني المرتفعه و كان لا يخلو اليوم من مكالمات قاسم الجريئة ل لين و مشاكسة رشا و آمنة لها اللتان لم يرحما خجلها و لو قليلاً و قضوا وقت ممتع و استمتعوا بكل لحظة في يومهم حتي حان موعد قدوم قاسم و عائلته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .